مشاهدة النسخة كاملة : سِــيـَرُ أعْـلامِ السُّـفـَهـاءِ
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-06, 18:40
هذه سلسلة سير اعلام السفهاء كتبها الاخ أبو الفداء القاهري سانقلها لكم في حلقات فتابعوها معي حتى نستفيد معا إن شاء الله
سِــيـَرُ أعْـلامِ السُّـفـَهـاءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[ مقدمة ]
الحمد لله معلم آدم الأسماء وخالق الأرض والسماء، والصلاة والسلام على نبينا محمد إمام الأنبياء والعلماء، وبعد:
فإن العلم يُرفع بقبض العلماء وبقاء السفهاء، حتى إذا لم يبقَ عالم اتخذ الناس شيوخًا شيخهم الجهل والهوى، لباسهم زور وعلمهم زور، لم يظهروا ويُتح لهم السيادة إلا في زمن كثر فيه الجهل وعم، فرفعهم الناس فوق الرءوس دون نقد أو ذم، وما هذا إلا لجهل منهم جم، وتبقى الحسرة في قلوب الربانيين من طلبة العلم والعلماء مع الغم والهم.
ابتلينا بقوم مدعين للعلم، متطفلين على موائد العلماء، يريدون أن يُنزلوا منازلهم من غير جهد بذلوه ولا سهر سهروه ولا أذى نالوه، فإلى الله وحده المشتكى من هؤلاء.
ودونك - رحمك الله وعافاك من ذاك - نفثات مصدور وآهات مكلوم؛ فاقبلها بصدر مشروح عسى الله أن يرزقك منها سطرًا ينفعك في دينك الذي هو عصمة أمرك، ولا تلم مسطرها قهو لم يدع يومًا أنه أهل لحمل هذا العلم الشريف.
أسأل الله الرحيم الرحمن ألا يجعل حظي من هذه السطور التعب والنصب، وأن ينفع بها عباده، وأن يستر عيبي وأن يغفر ذنبي ويرحمني ووالدي ومشايخي وإخواني.
[ تنبيه ]
لا تحسبن أن ذكري لتراجم السفهاء يقتضي عدم وجود علماء ربانيين؛ فالعلماء موجودون - بفضل الله - في كل زمان ومكان من أهل السنة والجماعة؛ فلا يخلو منهم عصر ولا مصر، ومن تمسك بعلمهم وجماعتهم فسينجو بإذن الله في الدنيا والآخرة.
ولهؤلاء العلماء الربانيين سمات كثيرة منها: اتباع الكتاب والسنة، والتزامهم الباطني والظاهري بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وبفهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم لنصوص الوحييْن، ولا يتبعون قول أحد خالف الكتاب والسنة أيًا كان، وهم جنود يحرسون حدود الإسلام ويردعون المعتدين على مصادره الأصلية، وهم الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وهم أهل الحديث والأثر، وهم أهل العناية بالقرآن وبسنة النبي العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام، وهم أهل الخلق الحسن الجميل في مواقفهم كلها حتى في الرد على المخالفين إلا إذا لزم الأمر.
والخير موجود إلى أن تأتي الريح التي تقبض روح كل مؤمن بالله، وهذا الزمان المتمسك فيه بدينه كالقابض على جمرة من النار.
فاتبع ولا تبتدع؛ فالخير في اتباع من سلف والشر في ابتداع من خلف وفي كل خير، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، والحمد لله رب العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــ
يُتبع إن شاء الله
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-06, 18:55
تكملة الموضوع:
[ ترجمة: سُمْعَة ]
له من اسمه أكبر نصيب؛ فقد كان عالمًا كبيرًا وقارئًا مشهورًا، وتعلم العلم وعلـّمه، وصار له الكثير من الطلبة، وطاف البلاد متعلمًا ومُعلمًا، رأى الكثيرين من علماء عصره وصاحبَهم، وذاع صيته، وأصبح من أعلام العصر، وكان الناس يُقبّلون يديه ورأسه أينما ذهب، وكان لا يدخل المسجد إلا قدموه إمامًا لهم.
ويُروى أنه لما كان صغيرًا كان لا يؤبه له ولا يهتم الناس به، فسلك طريق العلم كي يعرفه الناس ويشيروا إليه بالبنان، وقد تحقق له ما أراد كما ذكرتُ آنفًا.
وبعد عمر طويل أفناه في التعلم والتعليم أتاه أجله وهو في بيته، والغريب أن وجهه اعتراه سواد بعد موته، وكانت خاتمة سوء.
ولما علم العلماء وطالبو العلم ذلك أبوا أن يصلوا عليه؛ فقد أحسوا بحقيقته النكراء فلم يأتوا للصلاة عليه وتشييع جنازته.
وتحقق فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " من سمّع سمّع الله به"؛ فقد فضحه الله في الدنيا قبل الآخرة مع غزارة علمه وفهمه، والمسكين لم يعلم أنه استدراج.
والعالم المرائي سيدخل النار يوم القيامة قبل الزناة والقاتلين وشاربي الخمر، ومعه أيضًا مجاهد ومتصدق لم يبتغيا وجه الله بعملهما.
والله إن قلبي ليتفطر على أمثال ذلك المسكين، الذين طلبوا العلم من أجل الدنيا الفانية الزائلة، واشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار !
اللهم إن قلوبنا تحت ملكك فاجعلها متوجهة إليك لا لغيرك، وارزقنا علمًا يورثنا خشيتك سرًا وعلانية.
ـــــــــــــــ
يُتبع إن شاء الله
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-07, 16:03
تكملة الموضوع:
[ ترجمة: جَرََّاح بن مُـنـَفـِّر ]
كان مشتهرًا بحفظ متون العلم والتغني بنظمها بين أقرانه، وكان رأسًا بين أصحابه، وهم بدورهم يعظمونه ويبجلونه ويكنون له الاحترام؛ إذ إنه أكثرهم حفظـًا للمتون!.
وهذا من المفهوم الخاطئ لمصطلح العلم بين الناس في هذا الزمان، والعلم في الحقيقة هو خشية الله تعالى، فقد ورد في الأثر: "إنما العلم الخشية".
وكان يُفتي أصحابَه منذ سن مبكرة على الرغم من عدم قدرته على الإفتاء؛ إذ القدرة على الإفتاء لا تتوقف عند كمية حفظ المرء للمتون العلمية، ولكن على أية حال كان هو مفتيهم وكبيرهم لدرجة أن بعضهم كان يصفه بالإمام والمجدد ووحيد عصره.
وعندما كبر سنه أصبح مكانه في المسجد محفوظـًا لا يقربه غيره، وكذلك منبره لا يجرؤ أحد على الاقتراب منه فضلا عن اعتلائه، وذلك لأن سامعيه لا يعتقدون أن أحدًا أعلم منه.
وكان يتصف بصفات غريبة صدَّت كثيرًا من الناس عن حضور مجالسه، وأبرز هذه الصفات أنه كان كثير الطعن في أقرانه من الدعاة إلى الله سبحانه وتعالى، ولم يصل إلينا سبب مقنع لفعله ذلك؛ إذ إن المرء العاقل لا يهاجم من يحارب معه لصالح من يحاربه إلا إذا كان خائنـًا، ولكن وردت بعض الآثار عنه أنه كان يرى أن أقرانه على غير سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى غير طريقة أصحابه ودربهم، مع أن أغلب الدعاة والعلماء الذين كان يطعن فيهم مشهورون بالخير والعلم والصلاح وأفاد الناس من علمهم وأدبهم، وبلغت كتبهم الآفاق ورُفعت فوق الأعناق، وكان الناس ينتظرونها باشتياق.
وأنا أرى - والله أعلم - أن ذلك نتيجة لهوى في القلب يدفع إلى حب التفرد وإلى حب الشهرة، وبعض الناس قد اتهمه بأنه يأتمر بأوامر السلطان، والذي جعلهم يقولون ذلك أنه كان كثير الدفاع عنه في الوقت الذي يستخدم جميع مهاراته في الهجوم على الدعاة إلى الله، وكان يصف السلطان بأمير المؤمنين في الوقت الذي كان فيه يصف الدعاة إلى الخير بأوصاف الفاسقين.
والناس معذورون في ذلك؛ فقد كان المحدثون قديمًا لا يأخذون الحديث من الراوي الذي كان يتردد على السلطان، يخافون أن يكون قد افتـُتن في الوقت الذي لا يخونونه فيه إلا إذا بان مذهبه.
والناس معذورون أيضًا لأنهم كانوا يرونه يترك المنحلين من أعداء الدين ويصب دلو سبابه على أحباب وأتباع النبي الأمين صلى الله عليه وسلم من السلفيين، وكانوا يرونه بعيدًا كل البعد عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في التعامل مع مخالفيهم؛ إذا كان سليط اللسان وكان يحفظ الشتائم كحفظه المتون ولعله كان قد حفظ قديمًا متنـًا في الشتائم من نظمه هو، وقد قال الله لموسى وهارون لأن يقولا لمن قال:(أنا ربكم الأعلى) أمرهم أن يقولا له قولا لينـًا (فقولا له قولا لينـًا لعله يتذكر أو يخشى)، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قال: "لو قال لي فرعون خيرًا لرددت عليه" أي بالخير أيضًا.
وكان في عصره سلطان بدّل شريعة ربنا سبحانه، وسلّط على المؤمنين أعوانه، وكان لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة، مع ذلك فقد كان يحض صاحب الترجمة على الامتثال لأوامره وعدم الزيغ عنها، وكان يحث على مبايعته، ليته سكت واعتزل الفتن ودعا الناس إلى عبادة ربهم وتغيير أنفسهم، بدلا من مساعدة أعداء الله على أنصار الله، ليته لم يخـُن أمته، ليته اتبع السلف الصالح بحق، وإلى الله المشتكى وحسبنا الله ونعم الوكيل.
يُتبع إن شاء الله
الشاعر17
2009-04-07, 21:37
ألحق بهم تراجم سفهاء المنتديات .. إناثا وذكورا .. وانا اعرفهم واحدا واحدا .. ولهم شطحات بعد منتصف الليل .. يندى لها الجبين ..
تفوح منها رائحة أصحاب السبت .. وإن راق لك الموضوع ووجدت في نفسك .. القدرة على الجمع والترتيب والتبويب فلا بأس . وما ذلك الا انني
ربما ساكون مشغولا هذه الايام وأجد فتورا في نفسي ... لا أقدر معه على متابعة القوم فذلك يتطلب إعادة قراءة كثير من كتاباتهم
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-10, 22:30
ألحق بهم تراجم سفهاء المنتديات .. إناثا وذكورا .. وانا اعرفهم واحدا واحدا .. ولهم شطحات بعد منتصف الليل .. يندى لها الجبين ..
تفوح منها رائحة أصحاب السبت .. وإن راق لك الموضوع ووجدت في نفسك .. القدرة على الجمع والترتيب والتبويب فلا بأس . وما ذلك الا انني
ربما ساكون مشغولا هذه الايام وأجد فتورا في نفسي ... لا أقدر معه على متابعة القوم فذلك يتطلب إعادة قراءة كثير من كتاباتهم
سأفعل اخى الشاعر بشرط أن تتوسط لي عند المشرف العام إذا طردت:D
:d
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-10, 22:39
جزاك الله خيرا
جزانا الله وايك خير الجزاء اخي الفاضل والف شكر على مرورك الكريم
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-10, 22:49
تكملة الموضوع:
[ ترجمة: بديع وأخوه مبدع ]
كان بديع من علماء بلده الكبار، وكان يشغل منصب المفتي الأكبر في هذا البلد واستمر كثيرًا على كرسي الإفتاء؛ إذ إنه كان لا يُغضب أحدًا حتى ولو على حساب الدين، وكان يأتمر بأوامر ولاة الخمور (خطأ إملائي) ولا يخالف لهم أمرًا، وهم بدورهم يحبونه ويقضون له مصالحه.
وكان الناس في زمانه يرجعون إلى أقواله ويحتكمون إلى علمه، وهم لا يعلمون حقيقته؛ إذ إنهم أناسٌ بسطاء لا يدرون شيئـًا وهو في نظرهم من أئمة الدين، ولكن كان في زمنه علماء من أهل السنة والجماعة من أتباع السلف (الحقيقيين) أخذوا يظهرون ضلاله وضلال أقواله التي لم يسبقه إليها أحد، فجزاهم الله خيرًا فلا يزال التاريخ يحفظ لهم صنيعهم الجميل في الذب عن بيضة الإسلام ولو حتى بالمداد والكلام.
وكان ذلك الضلالي يزعم أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة وهذا كذب له قرون، وكان يستهزأ بالسلفيين (الحقيقيين) بملابسهم وأشكالهم، وكان يفتري الكذب على أئمتهم الكبار، وقد كان هذا الضلالي منحرفـًا في عقيدته وسلوكه، وقد أصدر فتوى بتحريم ختان الإناث مخالفًا بذلك إجماع العلماء قاطبة على مشروعيته إذا تم بشروطه.
وكان يقاسمه الضلال أخوه في المنهج (مبدع)، وكان يشغل منصب الرئيس لأكبر مؤسسة دينية وقتذاك وفق أوامر عُليا، وقد استمر كثيرًا جدًا في هذا المنصب، وكان قد أباح ربا البنوك مخالفًا بذلك علماء عصره المعتبرين، وحرَّم ختان الإناث أيضًا، وأباح لدولة أوروبية أن تجبر المسلمات على خلع الحجاب إلى غير ذلك من الضلال القـُح.
وهذا حدث لهم نتيجة ابتعادهم عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابـِه، ونسيا أن الاتباع هو الشرط الثاني بعد الإخلاص لقبول الأعمال، ونسيا أنهما سيقفان بين يدي رب العالمين وسيسألهما عن كل كلمة نطقوا بها؛ فقد قال الله - تعالى وتبارك - : (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد).
والعجيب أن في ذلك الزمان كان هناك من الناس من يدعي أنه سلفي كان يفتي بعدم جواز الطعن في المفتي ولا في أخيه؛ لأنهم من ولاة الأمور، ويجيز في الوقت نفسه الطعن في الدعاة إلى الله من السلفيين (الحقيقيين)، وهذا من البلاء أيضًا، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وقد قال الصحابي الفقيه حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - : (كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، مخافة أن يدركني ، فقلت : يا رسول الله ، إنا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : ( نعم ) . قلت : وهل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم ، وفيه دخن ) . قلت : وما دخنه ؟ قال : ( قوم يهدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) . قلت : فهل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم إليها قذفوه فيها ) . قلت : يا رسول الله صفهم لنا ، قال : ( هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا ) . قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال : ( تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ) . قلت : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : ( فاعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض بأصل شجرة ، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
فأوصى النبي صلى الله عليه وسلم عند عدم وجود إمام ولا جماعة متحدة بالتمسك بالمعين الصافي لهذا الدين، فاللهم وفقنا إلى ما تحب وترضى وجنبنا الفتن وعلماء السوء والضلالة ولا تجعلنا منهم.
أبوعبد الباسط
2009-04-10, 23:13
بديع وربيع ووديع كلهم سواء فنانون في تنفير الناس من اهل الخير.ينظر الناس إليهم باستغراب .من أين جاؤوا وماذا يريدون.وهل الناس أصلا بحاجة غلي لغوهم للتحذير من فلان وفلان.اعرض الحق علي الناس واستعمل كل الوسائل كما فعل نبينا صلي الله عليه وسلم وستري النتيجة.أما انك تحاول ان تجمع الدهماء حولك من خلال الصراخ والصياح والسب والشتائم وتحقير مايستعظمه الناس وتعظيم مايستحقره الناس .تريد ان تضع مفاهيم مقلوبة لتقول لهم نجاة الامة أيها الإخوة الكرام ان لاتصدقوا ان الكفار والمشركين حقيقة صعدوا إلي القمر.وهكذا تنقلب المفاهيم في رؤوس الناس وتخرج لنا اجيال تهوي العيش في الأدغال وقتل الهمم والرجال . وعندها نقيم أربعينية وفاة الهمة والامة ويحتفل بني صعلوك وصهيون بميلاد السادة والعبيد بشكل رسمي.
معذرة علي هذا الاسترسال المقصود فما في القلب اعمق من هذه الكلمات حزنا علي امة شبابها يصغي لهؤلاء السفهاء .
عاش الذهبي مع النبلاء فترجم للنبلاء ونعيش نحن مع السفهاء فنترجم للسفهاء.
بشير مراد
2009-04-11, 08:35
السلام عليكم ورحمة الله.
ماأشبه الليلة بالبارحة ، التاريخ يعيد نفسه .
أعجبني كثيرا قول الأخ أبي عبد الباسط " عاش الذهبي مع النبلاء فترجم للنبلاء ، ونعيش نحن مع السفهاء فنترجم للسفهاء"
عشنا أياما حالكات مع سفهاء أقزام يطاولون الجبال ، فإن لم يكن لهؤلاء شيوخ يربونهم فإنّالأيام كفيلة بأنّ تقصيهم
وتفضحهم وقد بدانا نرى ذلك عيانا جهارا .
نسأل الله السلامة في الدين والدنيا وألا يفضحنا .
واصل ياأبا مصعب تراجمك فهي جديرة بالاهتمام والاحتفال بعد أن غاب الرجال وحلّ محلهم عقول ربات الحجال.
الشاعر70
2009-04-11, 17:46
سأفعل اخى الشاعر بشرط أن تتوسط لي عند المشرف العام إذا طردت:D
:d
بسيطة جدا .. ساتوسط لك عند فخامة معالي مدير المنتدى وحافظ الاختام .. انا لا التفت الى من هم دونه
وحتى وان تم حظرك سجل بمعرف جديد يحمل نفس الصفة والاسم فقط أضف اليه رقم او شيئ من هذا مثل ما أفعل انا تماما
فقد حظرو
lepoete_sa
و
lepoete70
والشاعر17
وإذا تم حظر الشاعر70
فهناك شاعر آخر احتياطي جاهز
ههههه
غفر الله لنا جميعا
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-12, 16:59
آه آه آه أخي أبا عبد الباسط أأبكي أم اضحك أأبكي أم اضحك أم بالعيد أهنا و افرح أم أتفرج على من هو على جراح أمتي يرقص وعلى صرخاتها يعزف
اه اه أخي بشير مراد أأبكي لحالي أم حالي يبكيني أم أبكي لحال أمتي التي هي في دمائها تسبح و العدو يمكر بها و هي تمرح آه يا أمة العز و الشموخ آه على أمة كانت ترقص على صليل السيوف
ماذا دهاك ماذا دهاك
آه أخي الشاعر ذهب الذين يعاش في ظلهم و بقي الذين لا ينفعون و لا يرجى خيرهم ؛
يروى عن عروة بن الزبير انه كان يقول: كانت عائشة رضي الله عنها تنشد قول لبيد بن ربيعة بن مالك العامري و هو من الشعراء المخضرمين: ذهب الذي يعاش في أكنافهم و بقيت في خلف كجلد الأجرب ثم تقول:
رحم الله لبيد كيف لو رأى زماننا هذا، ثم يعقب عروة قائلا :و نحن نقول: رحم الله عائشة فكيف لو رأت زماننا هذا
و نحن اليوم نقول :كيف لو أدرك هؤلاء كلهم زماننا هذا ؟
قال: أبو عمر بن العلاء ما نحن في من مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال،
هذا يقال في زمن الرجال فماذا يقال في زمن أشباه الرجال؟
و ماذا نقول نحن في زمن تباع فيه الاشباه في سوق النخاسة و يتسكع أشباه العلماء و الأقلام على أبواب السلطان؟
و رغم كل هذا الذل و الهوان و بعد كل هذا الظلام بزغ الفجر و تقشع الضباب و برز الرجال من بين ركام الخذلان و الضعف و الهوان
ليحيوا في الأمة عنفوان الكرامة التي فقدتها منذ زمان أمثال خطاب و الزرقاوي وأسامة و أبو عمر البغدادي
و منهم كثر فمنهم من قضى و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.
و لا نزكيهم على الله فهو أعلم بهم منا.
فنصر الله قادم لا محالة، و سنكسر الصليب و نقتل الخنزير و ينادي الشجر و الحجر؛
فهنا يهودي ورائي تعالى يا مسلم فاقتله و نشنق آخر عميل بأمعاء آخر منافق و يعاد الحق لأهله و ينتشر العدل و تنطلق الجيوش و تفتح روميه و ينتشر العدل و الأمان:
الا كل شىء ما خلا الله باطل@وكل نعيم لا محالة زائل
وكل ابن انثى ولوتطاول عمره@الى الغاية القصوى فللقبر ايل
وكل اناس سوف تدخل بينهم@ دويهية تصفر منها الانامل
وكل امرؤ يوما سيعرف سعيه@اذا حصلت عند الاله الحصائل
الشاعر70
2009-04-12, 17:20
آه آه آه أخي أبا عبد الباسط أأبكي أم اضحك أأبكي أم اضحك أم بالعيد أهنا و افرح أم أتفرج على من هو على جراح أمتي يرقص وعلى صرخاتها يعزف
اه اه أخي بشير مراد أأبكي لحالي أم حالي يبكيني أم أبكي لحال أمتي التي هي في دمائها تسبح و العدو يمكر بها و هي تمرح آه يا أمة العز و الشموخ آه على أمة كانت ترقص على صليل السيوف
ماذا دهاك ماذا دهاك
آه أخي الشاعر ذهب الذين يعاش في ظلهم و بقي الذين لا ينفعون و لا يرجى خيرهم ؛
يروى عن عروة بن الزبير انه كان يقول: كانت عائشة رضي الله عنها تنشد قول لبيد بن ربيعة بن مالك العامري و هو من الشعراء المخضرمين: ذهب الذي يعاش في أكنافهم و بقيت في خلف كجلد الأجرب ثم تقول:
رحم الله لبيد كيف لو رأى زماننا هذا، ثم يعقب عروة قائلا :و نحن نقول: رحم الله عائشة فكيف لو رأت زماننا هذا
و نحن اليوم نقول :كيف لو أدرك هؤلاء كلهم زماننا هذا ؟
قال: أبو عمر بن العلاء ما نحن في من مضى إلا كبقل في أصول نخل طوال،
هذا يقال في زمن الرجال فماذا يقال في زمن أشباه الرجال؟
و ماذا نقول نحن في زمن تباع فيه الاشباه في سوق النخاسة و يتسكع أشباه العلماء و الأقلام على أبواب السلطان؟
و رغم كل هذا الذل و الهوان و بعد كل هذا الظلام بزغ الفجر و تقشع الضباب و برز الرجال من بين ركام الخذلان و الضعف و الهوان
ليحيوا في الأمة عنفوان الكرامة التي فقدتها منذ زمان أمثال خطاب و الزرقاوي وأسامة و أبو عمر البغدادي
و منهم كثر فمنهم من قضى و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا.
و لا نزكيهم على الله فهو أعلم بهم منا.
فنصر الله قادم لا محالة، و سنكسر الصليب و نقتل الخنزير و ينادي الشجر و الحجر؛
فهنا يهودي ورائي تعالى يا مسلم فاقتله و نشنق آخر عميل بأمعاء آخر منافق و يعاد الحق لأهله و ينتشر العدل و تنطلق الجيوش و تفتح روميه و ينتشر العدل و الأمان:
الا كل شىء ما خلا الله باطل@وكل نعيم لا محالة زائل
وكل ابن انثى ولوتطاول عمره@الى الغاية القصوى فللقبر ايل
وكل اناس سوف تدخل بينهم@ دويهية تصفر منها الانامل
وكل امرؤ يوما سيعرف سعيه@اذا حصلت عند الاله الحصائل
مضى الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الاجرب
وعندي دواؤهم ..الكي والقطران .. فلا يصلح للجرب سوى هذا .. والكي بالمنجل انفع وأقطع وأشفى
امبراطور البحر1
2009-04-12, 17:24
ولهذا كتب (سفيان الثوري) رسالة إلى (عباد بن عباد) وجاء فيها: "..واياك والأمراء أن تدنو منهم وتخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك: تشفع وتدرأ عن مظلوم، أو ترد مظلمة، فإن ذلك خديعة إبليس!!، وإنما اتخذها فجّار القراء سلّما، وكان يقال: اتقوا العابد الجاهل والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".
إن الأمة الإسلامية ابتليت ومازالت بفئتين، فئة لا هم لها إلا (التكفير) و(الخروج) ولم يسلم منهم صاحب المعصية إلا وكفروه، وسلوا سيوفهم على أهل الإسلام وتركوا أهل الكفر والأوثان، وفئة (مرجئة) جعلوا الكفر بمنزلة الإيمان، لا هم لهم إلا الدفاع عن السلطان وتبرير خطاياه وإن كانت تؤدي بالأمة إلى هلاكها وضياعها، فبئس الفريقان!!
جاء سليمان بن عبدالملك مع ابنيه إلى (عطاء) ليسألوه عن بعض مسائل الحج، فأجابهم ولم يلتفت إليهم!!، فقال سليمان لابنيه: "اجتهدا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود"!!
وهذا (العباس) أمير الكوفة أرسل ألف درهم (للأعمش) فأرجعها إليه وكتب له الفاتحة، فكتب (الأمير) له: "أبلغك أنا لا نحسن القرآن؟!"، فأجابه الأعمش: "أبلغك منا أنا نبيع العلم؟!".
ولم يكن علماء الأمة يستهينون بالعلم الذي عندهم، فهذا الإمام (ربيعة الرأي) لما دخل على الوليد بن يزيد -وهو خليفة- قال: "يا ربيعة، حدثنا..."، قال (ربيعة): "ما أحدث شيئا!!"... فلما خرج ربيعة قال: "ألا تعجبون من هذا الذي يقترح عليّ كما يقترح على المغنية!! حدثنا يا ربيعة!!".
وبعث (محمد بن ابراهيم) والي مكة إلى سفيان الثوري بمائتي دينار فأبى سفيان أن يقبلها!!، فقال: "يا أبا عبدالله، كأنك لا تراها حلالا؟"، قال: "بلى، ولكن أكره أن أذل!!".
إن مواقف العلماء الصادقين من زمن الصحابة إلى يومنا هذا مع الخلفاء والأمراء والسلاطين لا يمكن عدها ولا حصرها، ومن قرأ سيرة سعيد بن جبير وابن المسيب وعطاء وعمر بن عبدالعزيز والعز بن عبدالسلام وسفيان الثوري والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والبخاري وغيرهم الكثير والكثير لعلم حقا أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأنهم كانوا صادقين في عهدهم مع الله، ولهذا أصابهم ما أصابهم من البلاء ولكن حفظوا للأمة دينها وعقيدتها.
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-13, 16:29
مضى الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الاجرب
وعندي دواؤهم ..الكي والقطران .. فلا يصلح للجرب سوى هذا .. والكي بالمنجل انفع وأقطع وأشفى
صدقت آخى الشاعر جزاك الله خير هؤلاء الحل الأنجع لهم هو الضرب بالجزم والصعق الكهربائي في النافوخ والكي في اللسان حتى لا يتطاولون على أسيادهم وهناك بعض الحالات يكون فيها المرض قدا استفحل و لا ينفع معه سوى البتر مثل السرطان
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-13, 16:31
ولهذا كتب (سفيان الثوري) رسالة إلى (عباد بن عباد) وجاء فيها: "..واياك والأمراء أن تدنو منهم وتخالطهم في شيء من الأشياء، وإياك أن تخدع فيقال لك: تشفع وتدرأ عن مظلوم، أو ترد مظلمة، فإن ذلك خديعة إبليس!!، وإنما اتخذها فجّار القراء سلّما، وكان يقال: اتقوا العابد الجاهل والعالم الفاجر، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون".
إن الأمة الإسلامية ابتليت ومازالت بفئتين، فئة لا هم لها إلا (التكفير) و(الخروج) ولم يسلم منهم صاحب المعصية إلا وكفروه، وسلوا سيوفهم على أهل الإسلام وتركوا أهل الكفر والأوثان، وفئة (مرجئة) جعلوا الكفر بمنزلة الإيمان، لا هم لهم إلا الدفاع عن السلطان وتبرير خطاياه وإن كانت تؤدي بالأمة إلى هلاكها وضياعها، فبئس الفريقان!!
جاء سليمان بن عبدالملك مع ابنيه إلى (عطاء) ليسألوه عن بعض مسائل الحج، فأجابهم ولم يلتفت إليهم!!، فقال سليمان لابنيه: "اجتهدا في طلب العلم، فإني لا أنسى ذلنا بين يدي هذا العبد الأسود"!!
وهذا (العباس) أمير الكوفة أرسل ألف درهم (للأعمش) فأرجعها إليه وكتب له الفاتحة، فكتب (الأمير) له: "أبلغك أنا لا نحسن القرآن؟!"، فأجابه الأعمش: "أبلغك منا أنا نبيع العلم؟!".
ولم يكن علماء الأمة يستهينون بالعلم الذي عندهم، فهذا الإمام (ربيعة الرأي) لما دخل على الوليد بن يزيد -وهو خليفة- قال: "يا ربيعة، حدثنا..."، قال (ربيعة): "ما أحدث شيئا!!"... فلما خرج ربيعة قال: "ألا تعجبون من هذا الذي يقترح عليّ كما يقترح على المغنية!! حدثنا يا ربيعة!!".
وبعث (محمد بن ابراهيم) والي مكة إلى سفيان الثوري بمائتي دينار فأبى سفيان أن يقبلها!!، فقال: "يا أبا عبدالله، كأنك لا تراها حلالا؟"، قال: "بلى، ولكن أكره أن أذل!!".
إن مواقف العلماء الصادقين من زمن الصحابة إلى يومنا هذا مع الخلفاء والأمراء والسلاطين لا يمكن عدها ولا حصرها، ومن قرأ سيرة سعيد بن جبير وابن المسيب وعطاء وعمر بن عبدالعزيز والعز بن عبدالسلام وسفيان الثوري والإمام أحمد وشيخ الإسلام ابن تيمية والبخاري وغيرهم الكثير والكثير لعلم حقا أن العلماء هم ورثة الأنبياء، وأنهم كانوا صادقين في عهدهم مع الله، ولهذا أصابهم ما أصابهم من البلاء ولكن حفظوا للأمة دينها وعقيدتها.
شكر الله لك طيب الحضور والمتابعة والإضافة ورفع قدرك و شتان بين ثرى وثريا
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-13, 16:45
تكملة الموضوع:
[ ترجمة: جديد بن حديث ]
كان يحب الاطلاع على الكتب منذ صغره أيًا كان موضوعها؛ فهو يقرأ لكل الكاتبين، يقرأ للعربي وغير العربي والمسلم وغير المسلم والسني وغير السني، وياليته عندما كان يقرأ عنده الضوابط والأصول التي يقرأ وفقها، والتي تعصمه من الخطأ والزلل.
تكونت عنده ثقافة إسلامية وعرف من حوله ذلك ولاحظوه، فبدأوا يحثونه على وعظهم وعلى إقامة الندوات والظهور في التلفاز، وكانت عنده مواهب في فن الإلقاء والحوار، فاشتهر سريعًا كالنار في الهشيم، وأعرف أن القارئ سيقول هذا تشبيه غير بليغ إذ شبهت الداعية إلى الخير بالنار، ولكن سيعذرني بعد أسطر قليلة إن شاء الله.
وبعد أن بدأت شهرته لاحظ بقية من أهل العلم المتواجدين في هذا الزمان من أتباع السلف الصالح كسادَ بضاعته العلمية وضعف فهمه لنوص الوحييْن، ووجدوه حاطب ليل لا يميز بين صحيح السنة وضعيفها ولا يدري صحة أقوال العلماء من سقيمها، وجدوه مخالفًا لهدى النبي صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه، وفي منهجه وطريقته؛ فبدأوا ينصحونه ويذكرونه بالله وينبهونه على أخطائه، ولكن أبى إلا المضي في طريق الغواية وضرب بكلام أهل العلم عرض الحائط وظن أنه يحسن صنعًا.
وزاد الطينة بلة أن اتبعه طائفة عريضة من الشبيبة المسلمة المضحوك عليها، وتعصبوا لمذهبه وأقواله كأنه معصوم، وأغلب أتباعه مغيبون لا يدرون شيئًا كالمتخبطين في الظلمات وكالسكارى وما هم بسكارى.
والعجيب أن أعداء الله من الكفار والمنافقين والمبتدعة معجبون بطريقته ويصفونه بالداعية المعتدل الوسطي الغير متنطع، وهذا والله كاف لإسقاطه والتكبير عليه أربع تكبيرات؛ إذ كيف يمتدحه أعداء الله ولا يُعجب بطريقته أولياء الله وأحباب نبيه صلى الله عليه وسلم.
وكان يجيز الغناء ومخالفة الهدي الظاهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يصف بعض أحكام الله أنها ظلم، وكان ينفي عن إبليس صفة الكفر، ولكن نحمد الله أنه لم يترضَ عنه، وكان يذهب إلى كنيسة النصارى ليهنئهم وهم يحتفلون بمولد يسوع ربهم والعياذ بالله، وكان يصف النصارى بأنهم إخواننا، وغير ذلك من المعضلات.
وكان في الجملة يدعو إلى تدين جديد يلائم عصره ويناسبه، وغفل عن أن طريقة نبينا صلى الله عليه وسلم صالحة لكل مكان وزمان، ولم يضع في حسبانه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".
إن الخير كل الخير في الاقتصار عل سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والتبرؤ من كل مذهب بدعي غير مرضي.
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-15, 12:22
تكملة الموضوع:
[ ترجمة: حـمـار ]
هذا الشخص قد يعجب الناس من اسمه ولكن من يعرفونه جيدًا يدعون الله لمن سماه بهذا الاسم؛ بل إن من الناس من يرى أنه لا يستحق هذا الاسم، ولا تستطيع معرفة حقيقة الأمور إلا بعد سبر حياة ذلك الرجل.
والحكاية هي أن هذا الذكر كان يسافر كثيرًا ليتعلم من العلماء، ولا يصبر إذا سمع عن عالم كبير لم يتعلم منه حتى يرحل إليه متحملا المشاق والآلام، والعجيب أنه لا يشتكي البتة، وأمضى حياته في معرفة الشريعة وأحكامها، وهذا أمر محمود ولكنه مقيد بقيد هام جدًا وهو ضرورة الالتزام به والعمل بمقتضاه؛ إذ العلم وسيلة للعمل والعلم شجرة والعمل ثمرة، ويهتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل.
ولكن صاحبنا - وليس بصاحبنا - كان في وادٍ وعلمه في واد آخر، كان لا يعمل بما يعلم كأنه لا يعلم أصلا؛ بل كان يخالف الحلال عمدًا وقصدًا، كان إذا لجأ إليه الناس في نازلة ليعلموا حكمها تولى عنهم وأعرض، كان لا يقدِّر قيمة ما يحمله من كنوز، ولهذا فقد صدق من سماه حمارًا فهو لا يدري عما يحمله شيئًا، إن الله - تعالى - قد قال عن اليهود: "مثل الذين حُملوا التوارة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارًا"؛ فقد شبههم الله تعالى بالحمار الذي يحمل الأسفار ولا يعرف قيمتها لأنهم علموا أحكام التوراة ولم يعملوا بها.
والحمار أفضل من هذا الرجل؛ إذ الحمار من الممكن أن يحمل شيئًا نافعًا من مكان إلى مكان آخر، أما هذا فلا يوصل ما يحمله من العلم إلى الناس ليعملوا به وينتفعوا، ولا هو أفاد نفسه؛ ولهذا رأى بعض الناس أنه لا يستحق اسم حمار.
كان متبلد الأحساس لا يأتمر بأوامر الله التي يحفظها، ولا يتحرك لجميل ترغيب في الآخرة ونعيمها هو يعلمه، ولا يروم فضلا حث الشارع عليه يعرفه، ولكن كان مشهورًا بالمفاجآت المفزعة والأقوال المخزية، وذلك أنه عندما أعرض عن الانتفاع بغزيرعلمه في دينه ودنياه رأى أعداء الله أن يستغلوه لنصب العداء لدين الله، فعرضوا عليه الأموال وأملوه بزيف الآمال وبشروه بثناء الناس عليه بأحسن الأقوال ومنوه بأن يحظى بين الناس بمكان عالٍ ومحط إجلال.
وعلى الفور، كما أن الحمار يسير بتلهف وراء حزمة من البرسيم استجاب حمارنا وبدأ معهم طريقًا لا يوصف إلا بأنه ليل بهيم، وفاجأ الناس بتحرك غير معهود لنصرة الدين بزعمه وتفقيه العالمين فحمدوا الله إذ قام الحمار من زريبته ناهقًا نافضًا روثه من على جسمه.
وإذا هم إزاء شخص يعرف الكثير ويتشدق بكلام أهل الدين، ولكنه ولي للشيطان في ثوب ولي للرحمن، فقد أدى ما تحمله من علم بإخلاص لهدم الدين وتفريق المسلمين والتحريش بين المؤمنين وإلقاء الشُّبه حول كلام رب العالمين وسُنة خاتم المرسلين صلى الله وسلم عليه وعلى أصحابه وآل بيته أجمعين.
فانبرى أهل العلم في زمانه للرد عليه وتفنيد شبهاته وكشف عوره وسيئاته، حتى دُحض منهجه وزُهق باطله وفُضح سره، فلله درهم من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، جعلوا أنفسهم وقفًا للإسلام والمسلمين.
وانتقم الله من الحمار الذي لا يستحق اسمه بهتك الأسرار وذكره بين الأشرار والفجار، وفي الآخرة هو إلى الله إن شاء رحمه وإن شاء أدخله النار، أما إذا كان يبطن النفاق الأكبر والكراهية للإسلام والمسلمين فهو باتفاق من أهل النار.
فاللهم إنا نسألك علمًا نافعًا ورزقًا طيبًا وعملا متقبلا.
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-17, 11:46
تكملة الموضوع:
[ ترجمة: عصفور المعاون ]
ربّاه والده على حب الوطن وترابه والإخلاص له، وكان يحب الطيور منذ صغره، كان ينظر إليها وهي في الهواء وهي تطير بخفة وسرعة، وكان أشد ما يعجبه فيها منظرها وهي تتنقل بين الأماكن ولا يشعر بها أحد، فكان يحب جدًا بالأخص العصفورَ الصغير عند تحليقه حول الحيوانات المفترسة ووقوفه على رأسها ثم انتقاله للحيوانات الأليفة وتغريده بينهم كأنه منهم ومن فصيلتهم.
نشأ على حب ذلك وهوايته، وفي يوم من الأيام جاءه شخص اسمه (نجمة أو نجمتين أو نسر أو سيف) لا أذكر تحديدًا وعرض عليه خدمة وطنه الحبيب خدمة العمر، فوافق على الفور ثم سأل ذلك الشخصَ عن التفاصيل، فأجابه أنه يريده أن ينقل معلومات للمحافظين على الوطن لمحاربة أعداء الوطن، ذلك الشخص هيَّج حب الطيران والتحليق في نفْس صاحبنا، فأخذ يحلـُم باليوم الذي يتحقق له فيه خدمة وطنه والتحليق، والحُلم من الشيطان!.
بدأ عصفور يذهب إلى أماكن أعداء الوطن كما وصفهم الشخص له، وارتدى مثلهم وبدأ يتكلم مثلهم، وقبل ذلك كله أخذ دروسًا كدروسهم ليتسنى له معاملتهم.
صدَّقه الذين وصفهم الشخط (خطأ إملائي) له بأنهم أعداء الوطن، وبدأ هو عمل الطيور؛ فقد كان بعد ما يعرف مكان اجتماعهم يطير سريعًا إلى الحيوانات المفترسة حتى يسعدهم بخبر تجهّز الفريسة الوديعة الأليفة، وبالطبع الحيوانات المفترسة ستأكل الفريسة على أي وضع كانت عليه، كان أعداء الوطن - كما نعتهم الشخص - حينها يتدراسون كتاب ربهم سبحانه وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، ولا يفعلون أكثر من ذلك.
ومن ألاعيب هذا العصفور أنه كان يدخل على شيء اسمه (الانترنت) ويتجسس على أقوال أعداء الوطن، ويتظاهر أمامهم بأنه من الأعضاء المثاليين بل يتظاهر بأنه الأمثل ، ويظاهر أنه عادل في أقواله، ولكن الله كشفه وفضحه في الدنيا وفي الآخرة إن شاء الله إذا كان قد مات على ذلك.
وهذا العصفور كان قد افتتن به بعض الناس فنصبوه شيخًا يُرجع إلى أقواله وآراءه، وهذا خطأ منهم وضلال؛ إذ إنهم تركوا علماء الإسلام الذين اشتهر فضلهم وعلمهم وسبقهم في دعوة الناس إلى الله وذهبوا إلى هذا العصفور وأمثاله من هؤلاء الجُدد الذين ابتـُلي بهم المسلمون، الذين لا يُعرف لهم فضل ولا خدمة قدموها للإسلام والمسلمين؛ بل أفسدوا وخانوا دينهم وأمتهم، وفرقوا بين الإخوة والأحبة في الله، وفرقوا بين المرء وزوجه، ولكن ماهم بضارين بمكرهم من أحد إلا بإذن الله، والمحفوظ من حفظ الله.
قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا اللهَ والرسولَ وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون"
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إياكم والخيانة فإنها بئست البطانة ".
فاللهم أعذنا من خيانة أمتنا، وانفعنا وانفع بنا، واستخدمنا لنصرة دينك.
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-18, 23:56
تكملة الموضوع:
[ ترجمة: حـَجـَر بن الحديد القاسي ]
إن الرحمة نعمة عظيمة، والخوف على المسلمين والحرص عليهم نعمة أعظم، والرحمة صفة تدل على رقة القلب ولينه، ولكن من الناس من هو قلبه كالحجر وكالحديد.
تعلم حجر بن الحديد العلمَ في بلدته الصغيرة، وكان صارمًا منذ صغره جادًا في أموره كلها، وكان متفوقـًا بين أقرانه وكان لا يصاحب أحدًا ولا يلعب مع أحد، ويرى أن هذا كله سذاجة لا تنفع.
ومرت الأيام والسنون حتى وصل إلى مرتبة كيرة في بلده وذاع صيته بين الناس وفي البلدان؛ ولكنه كان في معزل عن الناس؛ فكان إذا أتاه أحد الناس مبتسمًا وألقى عليه السلام عبس في وجهه وكلمه بتكبر وترفـّع، وأما إذا جاءه مذنب وسأله هل له من توبة كان يغلظ عليه ويسبه ويطرده، ومع ذلك فقد اشتهر ذكره من خلال كتاباته التي كان الناس يرون فيها الكلام كأنه مكتوب بالدماء، مع ما فيها من علم غزير كثير.
وقد ذكرته بين السفهاء لأنه كان وسيلة للصد عن سبيل الله؛ فقد كان الناس ينفرون منه لسوء معاملته لهم، وكانوا ينفرون من الاستقامة لأنه في نظرهم يمثل صورة الإنسان المستقيم الملتزم بدين الله.
وكان أيضًا غليظـًا على علماء بلده والبلاد المجاورة من العلماء الكبار؛ فما أن يسمع عن عالم قال قولا مخالفًا له في أمر يسوغ فيه الخلاف إلا وتجده قد استلَّ قلمه وبدأ في تسطير تفاصيل معركة حامية الوطيس، والأدهى والأمرُّ إذا سمع عن عالم كبير من أهل السنة والجماعة قد اجتهد وأخطأ وأتى بقول مخالف للحق، حينها تجده قد فكَّ كيس سبابه وأخرج ألوانـًا مختلفة من الشتائم المُعلبة والألفاظ الكاسحة ليوجها إلى شخص هذا العالم بل وإلى صحة نيته وأحيانًا في عرضه.
وآل الأمر إلى ابتعاد الناس عنه وخوفهم منه، فقد كان لا يحضر مجالسه إلا أناس من جنسه، يطيرون بأقواله وكتاباته حاملين أخلاقه وقسوته، حتى صدوا الكثير من البعيدين عن الاستقامة عن مجرد التفكير في محاولة إصلاح نفوسهم وحملها على طاعة الله، واستمرت إنجازاتهم حتى كانوا - أتباع حجر - صورة سيئة للمسلمين يفرح بها أعداء الدين والمنافقون.
أين هؤلاء من رحمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، كان صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين رؤوفـًا رحيمًا، أرسله الله رحمة للعالمين؛ قال الله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ويقول الله تعالى له صلى الله عليه وسلم:" ولو كنت فظـًا غليظ القلب لانفضوا من حولك"
فمن يتبع هذا الذي يصفه الناس بالعالم؟! وبمن يقتدي طلابه وتلامذته؟!
اللهم ارزقنا قلوبًا تحبك وتحب وترحم عبادك واهدنا لأحسن الأخلاق.
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-20, 23:51
تكملة الموضوع
[ ترجمة: درويــش ]
تربى في بيت لم ير فيه الفقر يومًا، فقد كان أبوه رجلا سياسيًا بارزًا لدرجة أنه وصل إلى أن يكون نائبـًأ للرئيس الجنوبي لدولة كانت منقسمة إلى نصفين ثم التحما بعد ذلك.
وكان يدرس في جامعة ولكنه عرض على أبيه النائب أن يترك الجامعة ويذهب ليتلقى العلم عن المشايخ بحرية فوافق أبوه وليت أباه لم يوافق، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا: قدر الله وما شاء فعل.
وكان ما كان وتلقى العلم على يد عُوير وكُسير وثالث ما فيه خير، وكان مشايخه من أصحاب المذهب الحشيشي العالي المزاج؛ فتأثر بهم وأحبهم واتبع أقوالهم حذو القذة بالقذة، فكان مثلا يصلي في المساجد التي تـُعبد فيها القبور من دون الله جل في علاه بل ويدعو الناس للصلاة فيها، ويصف من يفتون بحرمة الصلاة فيها بأنهم متطرفون جاهلون وهّابيون، وهذا المصطلح الأخير قد أُطلق على أتباع الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - إذ كان رحمه الله شوكة في حلوق أتباع المذهب الحشاشي لما يدعو إليه من ترك سؤال الأموات قضاء الحاجات وتفريج الكرُبات، وهذا يتعارض مع منهجهم وتكسبهم من وراء أولئك الميتين، وهذا لم يقدح في هذا الإمام إذ عابوا عليه دعوته للتوحيد ولسان حالهم كما قال قوم لوط عليه الصلاة والسلام: (أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون)، والأغبياء لم يقولوا على أتباع الإمام المحمديين بل قالوا الوهابيين نسبة إلى الله الوهاب وكفى بهذا شرفـًا لأتباع محمد بن عبد الوهاب.
وكان درويش مالكًا لقلوب الهزّازين أصحاب الحضرات الذين يزعمون أن روح النبي - صلى الله عليه وسلم - تحضر معهم فيها، وكان درويش متبنيًا لهذا القول الأثيم، وكان درويش يظهر في التلفاز ويأخذ أجورًا ضخمة ولكنه يتصدق بها هكذا زعم والله أعلم إلى من تذهب، في الوفت الذي أفنى دعاة السنة أوقاتهم في الدعوة ولم يأخذوا شيئًا.
وكانت مجالسه الخاصة يُنفق فيها ببذخ على الطعام وهذا شيء تتميز به فرقة الحشـّاشين، وكان يجيز تمثيل المرأة ولكن دون ابتذال، أي تكون مع الرجال وتتكلم معهم ولكن بأدب واحترام، وكان ينسب أحاديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويزعم أنها في صحيح البخاري كذبًا منه وزورًا، مع إباحته للتمسح بالقبور والتبرك بها، وغير ذلك من الأمور العظام.
وكان عدوًا لدودًا لأتباع السلف الصالح فكان مثلا يصفهم بأنهم لا يحبون النبي صلى الله عليه وسلم وأنهم عملاء للكافرين ويريدون هدم الدين، وغفل عن أن الحب الحقيقي للنبي صلى الله عليه وسلم يكمن في اتباع سنته، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (كل أمر ليس عليها أمرنا فهو رد) أي مرود على من أتى به.
ومن الجدير بالذكر أن درويشًا كان ضيفًا عزيزًا على مقاعد رجال الأعمال من الفاسقين، وكان صديقًا لللمغنيين وأعجب بدعوته الكافرون وأثنوا عليه وعلى دعوته، وكان على علاقة طيبة بالروافض أيضًا.
هؤلاء المتصوفة الحشاشون هم هادمو الدين والمفسدون في الأرض، هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله.
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-23, 23:28
تكملة الموضوع
[ ترجمة: منـفــوخ المنفوش]
كان منذ صغره في بيت عامر بالصلاح والتقوى، أبوه ملازم لمجالس العلماء الكبار صبور على تحمُّلِ مشاق تعلـُّم العلم، فنشأ منفوخ في أحضان بيت معروف بالعلم وكان الناس ينتظرون الأطفال الخارجين من هذا البيت كي يصبحوا من العلماء الكبار كأسلافهم ويتحملوا الرسالة من بعدهم.
أما عن حياة منفوخ، فقد كان يحب اللهو واللعب وعدم تحمل مسئولية أمر من الأمور، وفي نفس الوقت هو يريد أن يحمل رسالة أسلافه وأجداده التي لم يتخلف عنها أحد خرج من هذا البيت لئلا يصبح موضع ذم في نظره ووفق ما يرى.
فأصبح يتردد على مجالس العلماء الكبار ولكن كان لا يداوم ولا يصبر على حضور مجلس منها، فقد كان يسافر الحجاز والشام وغيرها من البلاد ليحضر للأئمة الكبار دروسهم، ولكن لا يزيد عن درس أو اثنين أو عشرة إذا أكثر، بالإضافة إلى ذلك فهو يرجع من تلك الرحلات ومعه كتب كثيرة لأهل العلم لم يقرأ منها شيئـًا إلا القليل الذي لا يُذكر، ولكنه كان يخجل أن يدخل قريته بغير كتب جديدة.
كان كرسي أبيه وأجداده محفوظـًا في المسجد، وجاء اليوم الذي اعتلى منفوخ فيه ذلك الكرسي الذي كان يفيض على الناس بالعلم الغزير، وكان يُشم منه رائحة الخير الجم، والذي جلس عليه علماء كبار من تلك العائلة التي كانت رَحِما يدفع رجالا باعوا أنفسهم لله بصدق وإخلاص مبلغين عن ربهم تعالى وعن نبيهم صلى الله عليه وسلم.
وفي يوم من الأيام وبعد درس من دروس منفوخ وفي الوقت المُخصص للفتاوى سأله سائل:(ما حكم أكل ذبائح أهل الكتاب يا شيخنا؟)، فاضطرب وحكّ رأسه وقال: (حرام بالطبع، كيف تأكل يا أحمق ذبائح الكفار)، فقال السائل: (شكر الله لك يا شيخنا وزادك علمًا)، ثم قام آخر وسأله: (من شيوخك يا إمام؟)، فابتسم منفوخ ابتسامة وصلت إلى أذنيه وقال: (هذا سؤال لا يكفي مجلس ولا عشرة للإجابة عليه ولكني سأذكر لكم القليل من شيوخي كي لا أطيل عليكم وكي لا أحرمكم من معرفة سيرتي)
وأخذ منفوخ يذكر الكثير من العلماء الكبار المشهود لهم بالعلم، والذين ينتمون إلى بلاد متفرقة.
ثم سأله آخر: (ما هي المواقف التي تذكرونها لهؤلاء العلماء حتى يتسنى لنا التأسي بكم وبهم؟)
فردَّ منفوخ: (لا أستطيع أن أحكي لكم الكثير من المواقف لأن هذا ينافي الإخلاص، ولكن أكتفي بذكر موقف واحد، كان ذات يوم درس لشيخنا الإمام أبي عبد الله وكنت على غير وضوء فدخلت أتوضأ فوجدت شيخنا يتوضأ فقلت السلام عليكم يا شيخنا، فرد عليَّ السلام مبتسمًا، فقلت له: كيف حالكم؟، فقال الحمد لله، وكان الشيخ قليل الكلام فمعنى أنه ردَّ عليَّ السلام وابتسم وقال الحمد لله أنه يتوقع لي مستقبلا طيبًا في العلم)
فقام غبي من الأغبياء الذين يحضرون مجالس منفوخ وقال: (زدنا زادك الله من فضله) فقال منفوخ وقد انتفش ريشه وأسند ظهره إلى الكرسي الحزين: (ذات مرة وفي مجلس من مجالس شيخنا أبي عبد الصمد كنت متأخرًا وقد جاء موعد الدرس ولما اقتربت من المسجد جريت فاصطدمت برجل فاستدار فإذا به الشيخ وقد رفع يدًا وأدارني بالأخرى وهوى على قفاي وقال احترس يا غبي، وماكان مني إلا الصبر وتذكرت الأعمش وما كان يفعل بطلبته)
فقام رجل من الحضور من غفلته وقال: (هذه ليست مواقف علمية أو بها أدنى فضل يا شيخنا أو تزكية لك من الشيخ)
فردَّ عليه آخر وكان من طلبة العلم وقد حضر المجلس لأول مرة: (أنا من طلبة الشيخ أبي عبد الله والشيخ أبي عبد الصمد وكنت لا أترك مجلسهما رحمهما الله، ولم أرك من قبل بيننا إلا مرة، ومن حضوري لمجلسك أقول للناس إنك لست من أهل العلم وبضاعتك العلمية مزجاة)
فابتسم منفوخ وقال: (هذا لاني أحرص أن أكون تقيـًا خفيـًا)
ثم قال دعاء فض المجلس وانهال بالسباب على الرجلين.
أنا متعجب جدًا، ما العيب أن يقول منفوخ لا أدري، كيف يُحرم شيئـًا أحله الله في القرآن، إن نجاة العالِم (لا أدري)، وليس عيبًا أن لا يعلم الإنسان أمرًا من الشريعة، ولكن العيب والحرام أن يتقول على الله بغير علم، قال الله تعالى:( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانـًا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فرتب الله المحرمات أربع مراتب وبدأ بأسهلها وهو الفواحش، ثم ثنى بما هو أشد تحريمًا منه وهو الإثم والظلم ثم ثلث بما هو أعظم تحريمًا منهما وهو الشرك به سبحانه، ثم ربع بما هو أشد تحريمًا من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه كما قال الإمام ابن القيم.
وأنا متعجب أيضًا من إعجاب منفوخ بنفسه، ألا يدري أن النعمة هي محض فضل من الله ولابد أن يواجهها الإنسان بالشكر؟!
وأعجب بادعائه ما ليس عنده من العلم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(المُتشبِّع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور)
وكانت نتيجة تعالم منفوخ أنه ضلَّ الناسَ وعُرفت حقيقته وذمه الناس وتركوا مجالسه وبعضهم دعا عليه بالهلاك وترحموا على أجداده، وذلك لأن هدفهم كان رضا الله وإقامة الناس على الكتاب والسنة.
أبو مصعب الجزائرى
2009-04-26, 15:12
[ ترجمة: ســوســو ]
دخلت سوسو تلك المؤسسة الدينية العريقة منذ نعومة أظفارها، وأخذت تترقى في درجاتها العلمية بنجاح مبهر بالنسبة للدارسين ومنهجهم في تلك المؤسسة حتى نالت العالمية من تلك المؤسسة القديمة في وسط ذهول لمن يعرف حقيقة علمها من مقربيها أرباب العلم السليم.
وفي غفلة مقصودة من المسئولين عن تلك المؤسسة قفزت سوسو لتجلس على الكرسي المسكين الحزين لتدرس للمسلمين بعض العلوم الشرعية، وجلست على هذا الكرسي الذي عانى كثيرًا من أصحاب الأفواه التي تقطر بدعًا ومنكرات, بعد أن كان عزيزًا لا يجلس عليه إلا من هو أهله.
سخـّرت سوسو علمها للهجوم على بعض مسائل الدين بجهل منها لا أدري أم هوى؛ فقد أنكرت كون الحجاب الشرعي الساتر لجميع البدن من الدين وقالت عنه إنه عادة وليس من الدين في شيء، ووجهت كلامها لمحرمي الأغاني التي تلهي عن ذكر الله قائلة لها بلسانها السوسي الذي ينخر في دين الأمة - إنها تذهب هي وزوجها للاستماع للحفلات الغنائية.
بل وصل بها الأمر يومًا أن وصفت امرأة من الممثلات العاهرات بالعظمة لأنها قامت بدور فعال في إحدى التمثيليات التي تنشر الكذب والفاحشة، وتدعي بعد ذلك أنها من الداعيات إلى الوسطية، وهي كلمت أريد بها تمييع الدين تحت شعار عدم التشدد، مع أن ما يصفونه بالتشدد هو في الحقيقة كلام الله تعالى ورسولنا صلى الله عليه وسلم.
وبالطبع لم تنس سوسو أن تسلط لسانها على دعاة أهل السنة والجماعة من السلفيين الحقيقيين، فقد ضاقت بهم ذرعًا لتعقبهم كلامها وردهم عليها وكشفهم جهلها وهي لم تتعود على ذلك من الجمهور المسكين، فأخرجت من حقيبة يدها بعض الاتهامات المـُعلبة مثل كونهم متطرفين أو متشددين أو متنطعين الخ هذه الاتهامات التي أصبحت أنشودة ليل يحفظها كل زائغ عن سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وقد ذاع صيتها وأصبحت مفتية يُرجع إلى أقوالها وأصبحت مقـَّدمة في المجالس، وما هذا إلا نشرًا للمذاهب الباطلة في الأمة الإسلامية ولا حول ولا قوة إلا بالله، وكغيرها أثنى عليها بعض أعداء الدين لتكون بذلك علمًا يسير الناس تجاهه ومصدرًا بديلا لعلماء الأمة الصادقين.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة).
امبراطور البحر1
2009-05-05, 10:42
لم اعرف سوسو اين انت يا أبو مصعب
أبو مصعب الجزائرى
2009-05-05, 19:27
لم اعرف سوسو اين انت يا أبو مصعب
جزاك الله خيرا على المتبعة والاهتمام اخى امبراطور البحر أما بالنسبة لسوسو فهي الدكتورة سعاد صالح داعية الفضائيات (رئيسة قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر السابقة وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة)
أبو مصعب الجزائرى
2009-05-05, 19:36
لم اعرف سوسو اين انت يا أبو مصعب
جزاك الله خيرا على المتبعة والاهتمام اخى امبراطور البحر أما بالنسبة لسوسو فهي الدكتورة سعاد صالح داعية الفضائيات (رئيسة قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر السابقة وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في القاهرة)
أبو مصعب الجزائرى
2009-05-05, 23:33
تكملة الموضوع
[ ترجمة: المخلص لشيخه ]
أقصى رجاء كان يرجوه مخلص أن يصير له شيخ يلازمه ويصبح طالبًا مميزًا عنده؛ فهو غير قادر على السفر للعلماء ولزوم أرجلهم وفي نفس الوقت يسمع إخوانه يتغزلون في مشايخهم فيغتاظ ويشتاط.
جلس وحده في بيته وأخذ يفكر ويفكر حتى توصل إلى فكرة وهي أن يذهب لهذا الشيخ المغمور ذي الأفكار الغير منضبطة ويجلس تحته ليتعلم، وبعد ذلك يشهره عن طريق طبع كتبه وأشرطته وعمل له موقع على الشبكة العنكبوتية؛ فيصير بذلك طالبه المخلص له.
وبالفعل اشتهر فضيلة الشيخ ووجد له أتباعًا مساكين من أصحاب العلم الضئيل والتربية المعدومة، وفرح صاحبنا بشهرة شيخه وأصبح يمشي بين الناس ويقول الجملة التي لطالما رجاها: قال شيخنا حدثني شيخنا ذكر لي شيخنا ...الخ.
وبالطبع ظهرت الأخطاء المنهجية والعقدية عند الطالب؛ فهو لا ينقح أقوال شيخه ولا يسأل عنها بل هي بمثابة الوحي عنده والعياذ بالله، وهو كمن له زوجة واحدة إذا حاضت حاض معها، وفي نفس الوقت كان صاحبنا يتتبع أخطاء العلماء الآخرين المخالفين لشيخه ولم يذكر خطأ واحدًا لشيخه، وهنا نسأله سؤالا: هل شيخك يخطئ؟ فإذا أجاب بلا فقد كفر لأنه اعتقد فيه العصمة، وإن قال نعم فنقول له لماذا لا تذكر أخطاءه وتنتقدها كما تفعل مع الآخرين؟ أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟!، وقد تذكرت من حال هذا المخلص لشيخه قول بعض الصوفية: كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي مُغسله.
غفل كثير من الناس أنهم واقفون بين يدي الله رب العالمين وأن هذه الدنيا لا محالة إلى فناء وانتهاء، لماذا لا يشتغلون بالعلم والعمل وإصلاح القلوب والدعوة إلى الله ورد كيد المعتدين على الإسلام؟، ولماذ لا يتركون الدعاة إلى الله يعملون ويبلغون دين الله؟!
إلى الله المشتكى والله الموعد وعنده تجتمع الخصوم وهو حسبنا ووكيلنا، فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكت في الأرض
اللهم اجعلنا من مبلغي دينك ومن العاملين به وله بإخلاص واتباع، وأرنا الحق حقـًا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir