احمد74
2013-01-30, 09:43
ما من شك في أن العمل النقابي في قطاع التربية يعتبر رائدا مقارنة بباقي القطاعات في الجزائر. فمنذ التسعينات وتحت غطاء الاتحاد العام للعمال الجزائريين وبالضبط في عهد المرحوم عبد الحق بن حمودة وعمال التربية يقودون نجاحات العمل النقابي العام في الجزائر،وبعد أن قامت نقابات قطاعية ،ظهر التميز لنقابات عمال التربية وخاصة بقيادة الكناباست (ما قبل الاعتماد)، حيث تجند الأساتذة تجندا عظيما جعلهم يفتكون الاعتراف والاعتماد رغما عن الوصاية وفي سابقة هي الأولى من نوعها.
هذا النجاح الذي حققته الكناباست فتح الشهية أمام ظهور نقابات أخرى في هذا القطاع دافعها تحقيق ما حققته هذه النقابة، بل وهناك نقابات كانت في حكم المجمدة بدون قرارتجميد، استفاقت على نجاحات الكناباست وعاودت الدخول إلى معترك الصراع النقابي،وقد سمحت لها فئوية الكناباست بالتغلغل فيما تبقى من الفئات غير المؤطرة أو تلك التي نفرت من بقايا الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي انهار نتيجة تخاذل القيادة الحالية لسيدي السعيد.
لكن القاعدة تقول أن لكل شيء إذا ما تم نقصان، فهذا الحراك النقابي سرعان ما تحول إلى صراعات جانبية، فالثوار قد يتوحدون عند اشتعال المعارك لكنهم سرعان ما يختلفون عند اقتسام الغنائم. ويبدو أن هذه القاعدة قد استوعبتها الوصاية ،وبدأت بتنفيذها بتسليم الخدمات الاجتماعية لنقابتي ليانباف والكناباست،وهو إجراء كان في يوم من الأيام مستحيلا بالنظر إلى مكانة الخدمات الاجتماعية لعمال التربية وميزانيتها الضخمة. وهكذا وبعد أول انتخابات لأعضاء اللجان الوطنية والولائية دبّ الشقاق بين النقابتين،واستنكرت إحداهما استئثار الأخرى بالغنيمة، ففكرت الكناباست في التوسع تحسبا لانتخابات قادمة،واختارت ليانباف نشر الغسيل وتسريب حقائق اجتماعاتها بالكناباست ،وهكذا تحولت النقابتين اللتين كانتا كبيرتين إلى الصراعات الجانبية ،بل وصل بهما الحد إلى اتهام إحداهما بالتحالف مع الوصاية ضد الأخرى، وهكذا خفت صوت المربين وضعفت حيلتهم وازداد الأمر سوء بعد صدور القانون الخاص، الذي استفادت منه بطريقة أو بأخرى فئات المتفاوضين من كلتا النقابتين ـ على الأقل هذا في نظر المربي البسيط ـ فليانباف التي كان مفاوضوها من المدراء ، استطاع هذا السلك أن يقفز في تصنيفه خطوات مهمة، وكذلك بالنسبة للكناباست التي كان مفاوضوها من قدماء الأساتذة، حيث حصلت هذه الفئة على قفزة مماثلة في التصنيف، وأيا كانت التبريرات المقدمة من كل فئة فقد دب الخلاف الأخطر هذه المرة ،وهو الذي حصل في صفوف كل نقابة، فقد انفض المعلمون والأساتذة المصنفون في خانة الآيلين إلى الزوار عن نقابة ليانباف واتهمتها ببيع نضالاتهم باعتبارهم وقود الاضرابات التي أدت إلى هذه الترقيات غير العادلة، وكذلك حال الكناباست فقد شعر الأساتذة الأٌقل أٌقدمية بأنهم خدعوا وأنهم عادوا بخفي حنين خاصة بعد إن استسلمت النقابة لرفض الوزارة تخصيص نسبة 40 بالمائة سنويا للمناصب المستحدثة، ولم تبذل جهدا كبيرا لثني الوصاية عن هذا الرفض، وساعدت المناصب الجد قليلة التي أفرجت عنها الوزارة في صنف الأساتذة الرئيسيين إلى تأكيد شكوك هذه الفئة.
كل هذه الأحداث على المستوى العمل النضالي ساهمت في إضعاف جو الثقة بين القاعدة والقيادات النقابية.لكن ذلك ليس العامل الوحيد. فقد كانت هناك حظوظ لبقاء العمل النقابي لو أن هياكله المؤطرة سمحت بالتجديد بما يخلق قيادات جديدة تقود العمل النقابي وتبتكر طرقا أخرى لتجنيد العمال وتحقيق المطالب المتبقية بما يحفظ تماسك القاعدة والقيادة لكن ذلك لم يحصل ولا أعتقد حصوله بسبب عقلية شعوب العالم المتخلف التي كان لقياداتنا النقابية نصيب منها.
ولنبدأ بنقابة ليانباف التي تسيطر عليها فئة من المحسوبين على سلك الإدارة،وهذه القيادة لم تتجدد أبدا ،وكل المؤتمرات ترتب فيها الأمور ليخلف كل قيادي نفسه كما هو الحال بالنسبة لأحزابنا السياسية. بقاء هؤلاء الأشخاص في القيادة رغم الانتقادات التي وجهت إليهم ،جعل الكثير من العمال ينكفئون على أنفسهم ويفضلون الابتعاد عن العمل النقابي ، ولو كان التغيير ممكنا وسلسا لتمكن رجال التربية من تجديد الآمال والطموحات.
أما بالنسبة للكناباست ،فقد بدأت بنظام داخلي متميز ،يقوم على رفض الانتداب وعلى العهدة الواحدة للقيادة على كامل المستويات، وسرعان ما تغير هذا النظام ليعود كما هو متعارف علينا عندنا ، لكي تكون قياديا وقائدا يجب أن تكون قائدا، وكل قيادي يخلف نفسه، وتم تعديل بند تحديد العهدات، وكذلك الأمر بالنسبة للا نتدابات التي كثيرا ما تسببت في الانشقاقات حتى بين القياديين على المستوى الولائي.
و الخطأ الآخر وليس الأخير الذي اشتركت فيه كلتا النقابيتين هو مخادعة القاعدة بعبارة تحييد الخدمات الاجتماعية عن العمل النقابي، هذا الخداع سرعان ما ظهر بعد بروز النزاعات بين النقابتين حول السيطرة على الخدمات التي خاضوا حربا ضروسا من أجل تحريرها من الهيمنة النقابية بل ووصل الحد بهيئات الكناباست إلى اقتراح توسيع النقابة ليشمل الابتدائي والمتوسط لضمان تسيير الخدمات في خطوة تتناقض مع المبدأ الذي خاضت به انتخابات تحديد طريقة تسيير اللجان الوطنية والولائية للخدمات الاجتماعية لعمال التربية.
هذا العرض لبعض المطبات التي ساهمت في فتور حرارة عمال التربية تجاه العمل النقابي والذي تجلى مؤخرا في إضراب الكناباست ـ الذي كان لجس نبض القاعدة ـ الذي شهد انتكاسة مقارنة بذلك التجند الذي عرفناه في السنوات السابقة. مما لا يدع مجالا للشك في أن تسيير القيادات للعمل النقابي وصياغتها لنظام داخلي لا يسمح بالتجديد و اتهاماتها للمخالفين بالتخاذل والخيانة وما أشبه ذلك وخروجها عن المبادئ التي تغنت بها ورفعتها في إضراباتها، كل ذلك ساهم في قتل العمل النقابي في قطاع التربية، وسيصبح أكيدا أشبه بالعمل السياسي في بلادنا ، أحزاب سياسية لا تظهر إلا في المناسبات ومشاركات ضعيفة في الانتخابات ورداءة في الأداء،وهكذا تكون سلوكات مشينة كهذه وراء نجاح الوصاية في إسكات الصوت النقابي. ولإصلاح الأمر نقول للقيادات المختلفة " قبل أن تلوموا القاعدة على فتورها تجاهكم راجعوا أنفسكم، و اعطيني رأس مليح نعطيك تحفيفة مليحة.
هذا النجاح الذي حققته الكناباست فتح الشهية أمام ظهور نقابات أخرى في هذا القطاع دافعها تحقيق ما حققته هذه النقابة، بل وهناك نقابات كانت في حكم المجمدة بدون قرارتجميد، استفاقت على نجاحات الكناباست وعاودت الدخول إلى معترك الصراع النقابي،وقد سمحت لها فئوية الكناباست بالتغلغل فيما تبقى من الفئات غير المؤطرة أو تلك التي نفرت من بقايا الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي انهار نتيجة تخاذل القيادة الحالية لسيدي السعيد.
لكن القاعدة تقول أن لكل شيء إذا ما تم نقصان، فهذا الحراك النقابي سرعان ما تحول إلى صراعات جانبية، فالثوار قد يتوحدون عند اشتعال المعارك لكنهم سرعان ما يختلفون عند اقتسام الغنائم. ويبدو أن هذه القاعدة قد استوعبتها الوصاية ،وبدأت بتنفيذها بتسليم الخدمات الاجتماعية لنقابتي ليانباف والكناباست،وهو إجراء كان في يوم من الأيام مستحيلا بالنظر إلى مكانة الخدمات الاجتماعية لعمال التربية وميزانيتها الضخمة. وهكذا وبعد أول انتخابات لأعضاء اللجان الوطنية والولائية دبّ الشقاق بين النقابتين،واستنكرت إحداهما استئثار الأخرى بالغنيمة، ففكرت الكناباست في التوسع تحسبا لانتخابات قادمة،واختارت ليانباف نشر الغسيل وتسريب حقائق اجتماعاتها بالكناباست ،وهكذا تحولت النقابتين اللتين كانتا كبيرتين إلى الصراعات الجانبية ،بل وصل بهما الحد إلى اتهام إحداهما بالتحالف مع الوصاية ضد الأخرى، وهكذا خفت صوت المربين وضعفت حيلتهم وازداد الأمر سوء بعد صدور القانون الخاص، الذي استفادت منه بطريقة أو بأخرى فئات المتفاوضين من كلتا النقابتين ـ على الأقل هذا في نظر المربي البسيط ـ فليانباف التي كان مفاوضوها من المدراء ، استطاع هذا السلك أن يقفز في تصنيفه خطوات مهمة، وكذلك بالنسبة للكناباست التي كان مفاوضوها من قدماء الأساتذة، حيث حصلت هذه الفئة على قفزة مماثلة في التصنيف، وأيا كانت التبريرات المقدمة من كل فئة فقد دب الخلاف الأخطر هذه المرة ،وهو الذي حصل في صفوف كل نقابة، فقد انفض المعلمون والأساتذة المصنفون في خانة الآيلين إلى الزوار عن نقابة ليانباف واتهمتها ببيع نضالاتهم باعتبارهم وقود الاضرابات التي أدت إلى هذه الترقيات غير العادلة، وكذلك حال الكناباست فقد شعر الأساتذة الأٌقل أٌقدمية بأنهم خدعوا وأنهم عادوا بخفي حنين خاصة بعد إن استسلمت النقابة لرفض الوزارة تخصيص نسبة 40 بالمائة سنويا للمناصب المستحدثة، ولم تبذل جهدا كبيرا لثني الوصاية عن هذا الرفض، وساعدت المناصب الجد قليلة التي أفرجت عنها الوزارة في صنف الأساتذة الرئيسيين إلى تأكيد شكوك هذه الفئة.
كل هذه الأحداث على المستوى العمل النضالي ساهمت في إضعاف جو الثقة بين القاعدة والقيادات النقابية.لكن ذلك ليس العامل الوحيد. فقد كانت هناك حظوظ لبقاء العمل النقابي لو أن هياكله المؤطرة سمحت بالتجديد بما يخلق قيادات جديدة تقود العمل النقابي وتبتكر طرقا أخرى لتجنيد العمال وتحقيق المطالب المتبقية بما يحفظ تماسك القاعدة والقيادة لكن ذلك لم يحصل ولا أعتقد حصوله بسبب عقلية شعوب العالم المتخلف التي كان لقياداتنا النقابية نصيب منها.
ولنبدأ بنقابة ليانباف التي تسيطر عليها فئة من المحسوبين على سلك الإدارة،وهذه القيادة لم تتجدد أبدا ،وكل المؤتمرات ترتب فيها الأمور ليخلف كل قيادي نفسه كما هو الحال بالنسبة لأحزابنا السياسية. بقاء هؤلاء الأشخاص في القيادة رغم الانتقادات التي وجهت إليهم ،جعل الكثير من العمال ينكفئون على أنفسهم ويفضلون الابتعاد عن العمل النقابي ، ولو كان التغيير ممكنا وسلسا لتمكن رجال التربية من تجديد الآمال والطموحات.
أما بالنسبة للكناباست ،فقد بدأت بنظام داخلي متميز ،يقوم على رفض الانتداب وعلى العهدة الواحدة للقيادة على كامل المستويات، وسرعان ما تغير هذا النظام ليعود كما هو متعارف علينا عندنا ، لكي تكون قياديا وقائدا يجب أن تكون قائدا، وكل قيادي يخلف نفسه، وتم تعديل بند تحديد العهدات، وكذلك الأمر بالنسبة للا نتدابات التي كثيرا ما تسببت في الانشقاقات حتى بين القياديين على المستوى الولائي.
و الخطأ الآخر وليس الأخير الذي اشتركت فيه كلتا النقابيتين هو مخادعة القاعدة بعبارة تحييد الخدمات الاجتماعية عن العمل النقابي، هذا الخداع سرعان ما ظهر بعد بروز النزاعات بين النقابتين حول السيطرة على الخدمات التي خاضوا حربا ضروسا من أجل تحريرها من الهيمنة النقابية بل ووصل الحد بهيئات الكناباست إلى اقتراح توسيع النقابة ليشمل الابتدائي والمتوسط لضمان تسيير الخدمات في خطوة تتناقض مع المبدأ الذي خاضت به انتخابات تحديد طريقة تسيير اللجان الوطنية والولائية للخدمات الاجتماعية لعمال التربية.
هذا العرض لبعض المطبات التي ساهمت في فتور حرارة عمال التربية تجاه العمل النقابي والذي تجلى مؤخرا في إضراب الكناباست ـ الذي كان لجس نبض القاعدة ـ الذي شهد انتكاسة مقارنة بذلك التجند الذي عرفناه في السنوات السابقة. مما لا يدع مجالا للشك في أن تسيير القيادات للعمل النقابي وصياغتها لنظام داخلي لا يسمح بالتجديد و اتهاماتها للمخالفين بالتخاذل والخيانة وما أشبه ذلك وخروجها عن المبادئ التي تغنت بها ورفعتها في إضراباتها، كل ذلك ساهم في قتل العمل النقابي في قطاع التربية، وسيصبح أكيدا أشبه بالعمل السياسي في بلادنا ، أحزاب سياسية لا تظهر إلا في المناسبات ومشاركات ضعيفة في الانتخابات ورداءة في الأداء،وهكذا تكون سلوكات مشينة كهذه وراء نجاح الوصاية في إسكات الصوت النقابي. ولإصلاح الأمر نقول للقيادات المختلفة " قبل أن تلوموا القاعدة على فتورها تجاهكم راجعوا أنفسكم، و اعطيني رأس مليح نعطيك تحفيفة مليحة.