تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شعار المدينة بدون القبّة الخضراء!


cimoo
2013-01-27, 21:26
شعار المدينة بدون القبّة الخضراء!


تغييب القبة الخضراء في المسجد النبوي عن شعار المدينة المنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية ليس فقط مؤشر على احتقار وطمس للهوية، بما تحمله القبّة من رمزية على مرّ القرون.. وإنما الأهم هو تمهيد لهدمها وإزالتها كما أزال المتطرفون الوهابيون ـ وبدعم سياسي من آل سعود ـ معظم تراث المسلمين في المدينتين المقدستين.

ولولا علم المواطنين بحقد الوهابيين على مدينة الرسول، المدينة المنورة، التي يرفض الوهابيون تسميتها بذلك، لأنه بدعة، والصحيح بنظرهم: (المدينة النبوية!!!). لولا معرفة المسلمين والمواطنين ومجاوري الحرمين الشريفين بحقد الوهابية على الرسول وآثاره وقبره، وسعيها لتدميره، وفتاوى مشايخها في هذا كثيرة.. لولا هذه المعرفة القريبة، واعتماد الأحقاد وأدوات العنف والتكفير الأعمى، ووراثة اهل الحجاز وتراثهم وكأنهم أموات، وكأن النجدية الوهابية هي ساكنة الحرمين والمؤتمنة عليه، وهي التي تكفر اهل الحجاز وبقية المسلمين.. لولا هذا ما التفت المواطنون الى غياب القبة الخضراء من الشعار، كيف لا وهم يسمعون هدير البلدوزرات منذ أشهر عديدة تنقض على تراث الإسلام الخالد، ويقضّ نومهم صوت تفجيرات الديناميت وغيرها وهي تقتلع الجبال الرواسي المحيطة بالحرم!

cimoo
2013-01-28, 19:38
النبي ينهى عن هدم الآثار الجاهلية، وآل سلول يهدمون الآثار الإسلامية

نهى عن آطام المدينة أن تهدم
* أخرج الإمام البيهقي في معرفة السنن والآثار (7/440/10615): [أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِسْحَاقَ الْقَاضِي قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ مِينَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ هَدْمِ آطَامِ الْمَدِينَةِ، وَقَالَ: «إِنَّهَا زِينَةُ الْمَدِينَةِ»]
ــ عبد الرحمن بن أبي الزناد المدني، ثقة، روى عنه الأئمة، ومنهم من هو أسن منه كابن جريج، وأبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، وموسى بن عقبة، وجمع غفير من المشاهير، أثنى عليه الإمام مالك فقال: (عليك بابن أبي الزناد) عندما سأله موسى بن سلمة عندما قدم المدينة طالباً للعلم: (إني قدمت لأسمع العلم واسمع ممن تأمرني به)، ولكن تغير حفظه عندما نزل بغداد تغيراً كبيراً حتى ذكره بعضهم في الضعفاء. والصحيح ما قلناه أن من سمع منه في المدينة جيد، وهو من أثبت الناس في هشام بن عروة؛ ولخص الحافظ حاله تلخيصاً متوازناً، فقال في التقريب (ج1/ص340/ت3861): [عبد الرحمن بن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان المدني مولى قريش صدوق تغير حفظه لما قدم بغداد وكان فقيها من السابعة ولي خراج المدينة فحمد مات سنة أربع وسبعين وله أربع وسبعون سنة (خت م 4)]
ــ عيسى بن مينا، أبو موسى المدني المقرئ، الشهير بلقب (قالون)، إمام في القراءة، وهو الراوية الأول والمقدم لإمام القراء نافع المدني، ليس بكثير الحديث، وهو صدوق بلا شك ولا ريب، إذ لم يرد فيه جرح معتبر مطلقاً على شهرته، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جمع، منهم: الأئمة محمد بن إسماعيل البخاري، وأبو زرعة الرازي، وإسماعيل بن إسحاق القاضي، وحسبك بهم، وموسى بن إسحاق الأنصاري وعلى بن الحسن الهسنجاني، كما هو في الثقات (ج8/ص493/ت14619)؛ وفي الجرح والتعديل (ج6/ص290/ت1609). وأما ما جاء في لسان الميزان (ج4/ص407/ت1246): [عيسى بن ميناء قالون المدني المقري صاحب نافع اما في القراءة فثبت واما في الحديث فيكتب حديثه في الجملة سئل احمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك وقال: (تكتبون عن كل أحد!). قلت: روى عن محمد بن جعفر بن أبي كثير وعبد الرحمن بن أبي الزناد وعنه إسماعيل القاضي وأبو زرعة وطائفة؛ ومات سنة عشرين ومائتين. انتهى. وذكره بن حبان في الثقات وقال كنيته أبو موسى روى عنه محمد بن إسماعيل البخاري وإسماعيل القاضي وقال بن أبي حاتم سمعت على بن الحسن الهسنجاني يقول كان قالون أصم شديد الصمم وكان ينظر الى شفتي القاري فيرد عليه اللحن والخطاء]، انتهى كلام الحافظ. فاعتبار الذهبي لكلام الإمام الحافظ احمد بن صالح المصري جرحاً فهم خاطئ، فيما أحسب، والله أعلم، وإنما هو تعجب من ذلك الجيل من طلبة الحديث، الملحين، الذين يسألون الناس عن الحديث إلحافاً، فلم يفلت أحد منهم. وأقول: الحمد لله الذي حفظ بهم الذكر، وجزاهم الله خيراً على إلحاحهم وتقصيهم، وحسبك بأن يكون البخاري، جبل الحفظ وإمام الدنيا، منهم. وقالون مدني مرابط، لا أظنه رأى بغداد أصلاً، فسماعه من عبد الرحمن بن أبي الزناد مدني قديم قطعاً.
ــ إسماعيل بن إسحاق القاضي، هو: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، الأزدي الجهضمي، مولاهم، قاضي بغداد، ثقة ثبت، كما جاء في الجرح والتعديل (ج2/ص158/ت531): [إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد القاضي روى عن عبد الله بن مسلمة القعنبي وإسماعيل بن أبى أويس وعمرو بن مرزوق وحجاج بن المنهال وعبد الله بن محمد بن أسماء بن اخي جويرية وعيسى بن مينا قالون وسليمان بن حرب كتب إلينا ببعض حديثه وهو ثقة صدوق]؛ وفي الثقات ج8/ص105/ت1244: [إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم كان على قضاء بغداد يروى عن الأنصاري عن سليمان التيمي روى عنه أهل العراق والغرباء مات آخر سنة ثنتين أو أول سنة ثلاث وثمانين ومائتين]
ــ موسى بن إسماعيل بن إسحاق القاضي، وربما قال الحاكم: موسى بن إسماعيل بن القاضي، هو: موسى بن إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم، أبو عمرو الأزدي الجهضمي، مولاهم؛ قليل الحديث، فلم يشتهر، فهو قطعاً ليس في مرتبة أبيه، آنف الذكر؛ ولا ابن عمه الثقة الثبت العابد إبراهيم بن حماد بن إسحاق، شيخ الطبراني. وصاحبنا هذا من شيوخ الإمام الحاكم، وقد أخرج له في المستدرك مما يدل على وثاقته عنده. والإمام الحاكم، وإن كان فيه بعض تساهل، إلا أنه من أئمة الجرح والتعديل، وهو أدرى بشيوخه؛ وقد كانت الرواية أيام الحاكم رواية كتب وأجزاء مكتوبة، وكانوا يتشددون في الاطلاع على أصول الشيوخ المكتوبة، والتأكد من صحتها وقدمها وأصالتها. وروى عنه جماعة، منهم من الأئمة والنبلاء الكبار: الحافظ الحجة محمد بن أحمد بن محمد بن فارس بن سهل، أبو الفتح بن أبي الفوارس؛ وأبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن صالح الأبهري الفقيه المالكي، رأس المالكية وإمامهم في زمانه؛ وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الطبري المقرئ، ثقة، من أعيان الناس ونبلائهم، شيخ الشهود ومتقدمهم، أم بالناس في المسجد الحرام أيام الموسم وما تقدم فيه من ليس بقرشي غيره؛ والقاضي الشريف المعدَّل أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي العيسوي (وهو من ولد: عيسى بن علي بن عبد الله بن العباس) صاحب (فوائد العيسوي)، وهو من ثقات شيوخ البيهقي والخطيب وأبي الفوارس طِرَاد بن محمد بن علي الهاشمي العباسي الزَّيْنَبي؛ وآخرون. فصاحبنا موسى بن إسماعيل بن القاضي إذاً ثقة، إن شاء الله تعالي.
فالحديث بهذا الإسناد وحده من الحسن الجيد، الذي يصلح للاحتجاج، وتقوم به الحجة، إن شاء الله تعالي. وهو صحيح قطعا بالمتابعات الآتية:
* المتابعة الأولى: ما جاء في شرح معاني الآثار (4/194/6324): [حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ سِنَانٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «لَا تَهْدِمُوا الْآطَامَ، فَإِنَّهَا زِينَةُ الْمَدِينَةِ»]
ــ وطريق ثانية في شرح معاني الآثار (4/194/6325): [حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ، قَالَ: حدثنا أَبُو مُصْعَبٍ، قَالَ: حدثنا الدَّرَاوَرْدِيُّ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ، مِثْلَهُ]
ــ أبو خالد يزيد بن سنان بن يزيد القزاز البصري، نزيل مصر؛ وحافظ مصر الشهير أبو محمد سعيد بن أبي مريم الحكم بن محمد بن سالم الجمحي، مولاهم، المصري؛ وأبو الزِنْباع رَوْح بن الفرج القطان المصري؛ وقاضي المدينة أبو مصعب أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف الزهري الفقيه، كلهم ثقات مشاهير مجمع عليهم، من رجال التقريب؛ ونافع مولى ابن عمر أشهر من أن يسأل عن مثله؛
ــ عبد العزيز بن محمد بن عبيد (أو: بن أبى عبيد) الدراوردي، الجهني (أو: القضاعي) مولاهم، أحد الأعلام المشاهير، من فقهاء أهل المدينة وساداتهم مات سنة اثنتين وثمانين ومائة، قيل كان ربما قرأ من كتب الناس فيخطئ؛ احتج به مسلم، وأخرج له البخاري مقروناً وتعليقاً، واحتج به الجمهور.
ــ بقي عبد الله بن نافع، ولد نافع مولى ابن عمر، وهو علة هذا الإسناد بحق، وهو كالمجمع على ضعفه، استنكر له الأئمة بضعة أحاديث، وليس هو بالمتروك الساقط، فقد قال يحيى بن معين مرة: (ضعيف)، وقال مرة أخرى: (يكتب حديثة)؛ وقال أبو أحمد بن عدي بعد استعراض جملة من حديثه الكامل في الضعفاء (ج4/ص165/ت984): (وهو ممن يكتب حديثه وإن كان غيره يخالفه فيه)؛ وقد أفادنا أبو أحمد بن عدي بطريق ثالثة للحديث هي:
ــ قال أبو أحمد بن عدي الكامل في الضعفاء (ج4/ص165/ت984): [حَدَّثَنَا بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ عَبد الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمد عن عَبد اللَّه بن نافع، عَنْ أَبِيهِ، عنِ ابْنِ عُمَر إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنْ هَدْمِ الآطَامِ وَقَالَ إِنَّهَا مِنْ زِينَةِ المدينة]
ــ وهناك طريق رابعة للحديث نجدها الضعفاء الكبير للعقيلي (2/311): [حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنْ هَدْمِ آطَامِ الْمَدِينَةِ، فَإِنَّهَا مِنْ زِينَةِ الْمَدِينَةِ]؛ ثم فال العقيلي على عادته القبيحة في المجازفة: (وَلَا يُتَابِعُهُ إِلَّا مَنْ هُوَ دُونَهُ أَوْ مِثْلُهُ)!
فهذه المتابعة الأولى، على ما في إسنادها من مقال، متابعة تامة للحديث الرئيس، حديث أبي هريرة، الذي أصبح بذلك مقطوعاً بصحته. ويزداد الحديث قوة، وتزداد صحته ثبوتاً، بالمتابعة الجزئية التالية:
* المتابعة الثانية: كما هي في مسند البزار [البحر الزخار (12/230/5951)]: [حَدَّثنا الحسن بن يَحْيَى، حَدَّثنا مُحَمد بْنُ سِنَانٍ، عَن عَبد اللَّهِ بْنِ عُمَر، عَن نافعٍ، عَن ابْنِ عُمَر؛ أَن النَّبِيّ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَن آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدَمَ]؛ ولهذه المتابعة طرق كثيرة نسوقها تباعاً:
ــ وهي في شرح معاني الآثار (4/194/6322): [حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، عَنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدَمَ.
ــ وفي شرح معاني الآثار (4/194/6323): [حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حدثنا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ، قَالَ حدثنا الْعُمَرِيُّ، فَذَكَرَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ]
ــ وفي حديث أبي الفضل الزهري (ص:441/444): [أَخْبَرَكُمْ أَبُو الْفَضْلِ الزُّهْرِيُّ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ، حدثني الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، حدثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، نَهَى عَنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدَمَ»]
ــ وفي تاريخ أصبهان [أخبار أصبهان (1/186)]: [حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مَعْبَدٍ، حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِصَامٍ، حدثنا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، «نَهَى عَنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدِمَ»]
ــ وفي سير أعلام النبلاء [ط الحديث (6/397)]: [أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدٍ الآنمِيُّ، أَنْبَأَنَا يُوْسُفُ بنُ خَلِيْلٍ، أَنْبَأَنَا مَسْعُوْدُ بنُ أَبِي مَنْصُوْرٍ الجَمَّالُ (ح) وَأَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ عَنْ مَسْعُوْدٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الحَدَّادُ، أَنْبَأَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ جَعْفَرٍ السِّمْسَارُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بنُ عِصَامٍ، حَدَّثَنَا، وَهْبُ بنُ جَرِيْرٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرُ إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ، (نَهَى عَنْ آطَامِ المَدِيْنَةِ أَنْ تُهدَمَ)]؛ وزعم محقق الطبعة: (موضوع: فيه أحمد بن جعفر السمسار، مشهور بالوضع. وأحمد بن عصام ضعيف والأطم بالضم: بناء مرتفع جمعه آطام)؛ والناشر: دار الحديث – القاهرة.
¬ ــ وفي طبعة أخرى لسير أعلام النبلاء [ط الرسالة (6/307)]؛ وقال في الهامش: (خبر باطل، آفته: أحمد بن جعفر السمسار)؛ والطبعة بتحقيق: (مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط)؛ والناشر: مؤسسة الرسالة.
ــ وجاء في تذكرة الحفاظ (ج3/ص1092/ت993) خلال ترجمة أبي نعيم الأصبهاني: [أخبرنا أحمد بن سلامة في كتابه عن مسعود بن أبي منصور (ح) وقرأت على أحمد بن محمد المؤدب أخبرنا بن خليل أخبرنا مسعود أخبرنا أبو علي المقرئ أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا أحمد بن جعفر السمسار حدثنا أحمد بن عصام حدثنا وهب بن جرير حدثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، نهى عن آطام المدينة أن تهدم]، ثم قال الذهبي: (غريب).
فأقول: أولاً: ما جاء في سير أعلام النبلاء: (عُبَيْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ) خطأ، بلا ريب، إذ أن وهب بن جرير ما أدرك عبيد الله أصلاً، وكما تشهد الطرق الأخرى؛ وإنما هو: (عبد اللهِ بنُ عُمَرَ)، وهو الذي يقال له (العمري)، وهو على الصحيح في تذكرة الحفاظ.
وثانياً: كلام المحقق لطبعة دار الحديث خطأ مركب، فليس أبو يحيى أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري، نزيل أصبهان، المتوفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين، الذي يروي عن وهب بن جرير ومعاذ بن هشام ومؤمل بن إسماعيل وأبي أحمد الزبيري وأبى داود وطبقتهم، ليس من الضعفاء حتى يلج الجمل في سم الخياط، [انظر طبقات أصبهان (ج3/ص40/ت24]؛ وإنما الضعيف هو أحمد بن عصام الموصلي، يروي عن مالك كما هو في لسان الميزان (ج 1/ص220/ت686): [(أحمد بن عصام الموصلي عن مالك وعنه يوسف بن يعقوب بن زياد الواسطي قال الدارقطني ضعيف) انتهى. وأخرج له في غرائب مالك في ترجمة نافع عن بن عمر رفعه ذكاة الجنين ذكاة أمه وقال تفرد برفعه هذا الشيخ وهو في الموطأ موقوف]
وثالثاُ: أحمد بن جعفر السمسار الذي يروي هنا عن أحمد بن عصام الأصبهاني هو الذي جاء في طبقات أصبهان (ج4/ص286/ت671): [أحمد بن جعفر بن معبد، شيخ ثقة، عنده عن أحمد بن عصام وأحمد بن مهدي والأصبهانيين.... إلخ]؛ فالمحقق التبس عليه هذا الثقة بالوضاع الكذاب أحمد بن جعفر بن عبد الله، أبو الفرج النسائي، شيخ آخر لأبي نعيم الأصبهاني، كما هو في لسان الميزان (ج1/ص144/ت457 - 45، والله أعلم.
رابعاً: تم تصحيح الخطأ الأول في طبعة دار الرسالة، فلا ذكر هنا لأحمد بن عصام، ولكن الخطأ الثاني بخصوص أحمد بن جعفر السمسار بقي كما هو، وهذا لا يليق بـ(مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط)!
وعلى كل حال فمدار الطرق الكثيرة على عبد الله بن عمر العمري، وهو الآفة، إن كانت هناك آفة. والحق أن الفقرة: («نَهَى عَنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدِمَ») قد ثبتت ثبوتاً لا شك فيه من طرق أخرى، فليس ثمة آفة أو علة هنا، ومتابعة العمري تزيد الخبر قوة ومتانة.
والحق أن أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني ليس بالضعيف الساقط، فقد أخرج له مسلم والأربعة، وهو بدون شك أقوى بكثير من عبد الله بن نافع، ولكن أضر به أن أخاه الأكبر عبيد الله في القمة من الاتقان والتثبت، فإذا قورن به عبد الله سقط، وهذا ليس من العدل في شيء: فالواجب هو تقييم الرواة ومقارنتهم بالجيد المتوسط منهم، وليس بالنوادر من أمثال عبيد الله الذين لا يوجد منهم إلا بضعة نفر في العصر الواحد. وقد روى عنه الجمهور، ولم يتركه أحد، إلا الإمام يحيى بن سعيد القطان، وتبنى موقفه البخاري، وابن حبان فلم يذكروا غير موقف يحيى بن سعيد القطان. وإليك جملة من أقوال الأئمة كما هي في تهذيب التهذيب (ج5/ص286/ت564): [قال أبو طلحة عن أحمد: (لا بأس به قد رُوِى عنه ولكن ليس مثل أخيه عبيد الله)؛ وقال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد: (كان يزيد في الأسانيد ويخالف وكان رجلا صالحا)؛ وقال أبو حاتم رأيت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه]؛...؛ [وقال عثمان الدارمي عن بن معين: (صويلح)، وقال بن أبي مريم عن بن معين: (ليس به بأس يكتب حديثه) وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه: (ضعيف)؛ وقال عمرو بن علي: (كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه وكان عبد الرحمن يحدث عنه)؛ وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق في حديثه اضطراب)؛ وقال صالح جزرة: (لين مختلط الحديث)؛ وقال النسائي: (ضعيف الحديث)؛ وقال بن عدي: (لا بأس به في رواياته صدوق)]؛...؛[وقال أبو حاتم: (وهو أحب إلي من عبد الله بن نافع يكتب حديثه ولا يحتج به)؛ وقال العجلي: (لا بأس به)؛ وقال بن حبان: (كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الضبط فاستحق الترك، مات سنة 173)؛ وقال الترمذي في العلل الكبير عن البخاري: (ذاهب لا أروي عنه شيئاً)؛ وقال البخاري في التاريخ: (كان يحيى بن سعيد يضعفه)؛ وقال أبو أحمد الحاكم: (ليس بالقوي عندهم)؛ وقال يعقوب بن سفيان عن أحمد بن يونس: (لو رأيت هيئته لعرفت أنه ثقة)؛ وقال المروذي: (ذكره أحمد فلم يرضه)؛ وقال بن عمار الموصلي: (لم يتركه أحد إلا يحيى بن سعيد وزعموا أنه أخذ كتب عبيد الله فرواها)؛ وأورد له يعقوب بن شيبة في مسنده حديثا فقال: (هذا حديث حسن الإسناد مدني)، وقال في موضع آخر: (هو رجل صالح مذكور بالعلم والصلاح وفي حديثه بعض الضعف والاضطراب ويزيد في الأسانيد كثيرا)؛ وقال الخليلي: (ثقة غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه)؛ وقول بن معين فيه أنه صويلح إنما حكاه عنه إسحاق الكوسج وأما عثمان الدارمي فقال عن بن معين: (صالح ثقة)]؛
والخلاصة أن يحيى بن سعيد القطان هو فقط الذي تركه، وتبعه علي بن المديني، ثم البخاري، وأما النسائي فهو من المتشددين على كل حال، وابن حبان متساهل في التوثيق والجرح على حد سواء لا يعتمد عليه؛ وانحاز الحافظ إليهم فقال في تقريب التهذيب (ج1/ص314/ت3489): [عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العمري المدني ضعيف عابد من السابعة مات سنة إحدى وسبعين وقيل بعدها (م 4)]؛
أما أنا فأستخير الله وأقول: (صدوق عابد، في حديثه لين واضطراب، يكتب حديثه ولا يحتج به إذا انفرد)؛ والله أعلم وأحكم.
ومهما يكن من أمر فإن حديثتا الرئيس، حديث أبي هريرة، حسن لذاته، صحيح قطعاً بمجموع متابعاته وطرقه.
وحتى الألباني، الذي لم يطلع على حديث أبي هريرة الرئيس، أقر بأن الفقرة الأولى، وهي: («نَهَى عَنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدِمَ») قابلة للتحسين، عندما قال نصاً: [وأما شطره الأول؛ فمن الممكن تحسينه بمجموع الطريقين الضعيفين عن نافع، ولعل هذا هو وجه سكوت الحافظ على الحديث في "الفتح" (4/71) وتحسينه إياه فيما تقدم؛ وإلا فإني استبعد جداً أن يحسن إسناداً تفرد به العمري الذي جزم هو نفسه بتضعيفه كما تقدم، فضلاً عن غيره! والله أعلم]، وذلك عند دراسته لحديث نافع في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (10/458/4859): [(لا تهدموا الآطام؛ فإنها زينة المدينة): منكر]
والواجب الآن، على كل حال، هو نقل الحديث من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة، والحمد لله رب العالمين.
والآطام: جمع «أطم»: وهي قلاع وحصون كانت بالمدينة في العصر الجاهلي، وهي كثيرة. وكانت هناك آطام ليهور بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريضة بقيت – والله أعلم – مهجورة خالية بعد جلاء أصحابه، كما كان حال بني قينقاع، وبني النضير، أو إبادتهم كبني قريضة؛ ولعل هذه الآطام المهجورة هي المقصود الأولي في الحديث لتبقى أثراً وشاهداً حسياً للتاريخ.
وأما قوله: (إِنَّهَا زِينَةُ الْمَدِينَةِ) فليس هو من باب تعليل الحكم بحيث يدور الحكم معه وجوداً وعدماً، وإنما هو من باب ذكر المقصد أو الحكمة، أو بعض الحكمة، من الحكم؛ وهو ما يساعد على إحسان فهم الحكم، وإحسان تطبيقه.
كما ينبغي أن يلاحظ أن الزينة المقصودة ليست بالضرورة فقط جمال الشكل أو الصورة للناظرين؛ بل قد تكون "زينة" معنوية كأطلال قصر دمره عدو غازي بالنار: المنظر قبيح، ولكن الأثر يشد إليه الرحال لاستحضار الواقعة التاريخية في الذهن، واستنباط العبر والدروس منها. فالأثر قبيح في ذاته للناظر، ولكنه "زينة" للبلدة التي يقع فيها لأنها تصبح محط الرحال ومقصد السياح لمشاهدة الأثر، ودراسة تاريخه.
والحديث الشريف، وهو صحيح ثابت بدون أدنى شبهة، ينبغي أن يتخذ أصلاً في العناية بالآثار، والمحافظة عليها.

cimoo
2013-01-28, 19:40
وثانياً: كلام المحقق لطبعة دار الحديث خطأ مركب، فليس أبو يحيى أحمد بن عصام بن عبد المجيد بن كثير بن أبي عمرة الأنصاري، نزيل أصبهان، المتوفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين، الذي يروي عن وهب بن جرير ومعاذ بن هشام ومؤمل بن إسماعيل وأبي أحمد الزبيري وأبى داود وطبقتهم، ليس من الضعفاء حتى يلج الجمل في سم الخياط، [انظر طبقات أصبهان (ج3/ص40/ت24]؛ وإنما الضعيف هو أحمد بن عصام الموصلي، يروي عن مالك كما هو في لسان الميزان (ج 1/ص220/ت686): [(أحمد بن عصام الموصلي عن مالك وعنه يوسف بن يعقوب بن زياد الواسطي قال الدارقطني ضعيف) انتهى. وأخرج له في غرائب مالك في ترجمة نافع عن بن عمر رفعه ذكاة الجنين ذكاة أمه وقال تفرد برفعه هذا الشيخ وهو في الموطأ موقوف]
وثالثاُ: أحمد بن جعفر السمسار الذي يروي هنا عن أحمد بن عصام الأصبهاني هو الذي جاء في طبقات أصبهان (ج4/ص286/ت671): [أحمد بن جعفر بن معبد، شيخ ثقة، عنده عن أحمد بن عصام وأحمد بن مهدي والأصبهانيين.... إلخ]؛ فالمحقق التبس عليه هذا الثقة بالوضاع الكذاب أحمد بن جعفر بن عبد الله، أبو الفرج النسائي، شيخ آخر لأبي نعيم الأصبهاني، كما هو في لسان الميزان (ج1/ص144/ت457 - 45، والله أعلم.
رابعاً: تم تصحيح الخطأ الأول في طبعة دار الرسالة، فلا ذكر هنا لأحمد بن عصام، ولكن الخطأ الثاني بخصوص أحمد بن جعفر السمسار بقي كما هو، وهذا لا يليق بـ(مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط)! وعلى كل حال فمدار الطرق الكثيرة على عبد الله بن عمر العمري، وهو الآفة، إن كانت هناك آفة. والحق أن الفقرة: («نَهَى عَنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدِمَ») قد ثبتت ثبوتاً لا شك فيه من طرق أخرى، فليس ثمة آفة أو علة هنا، ومتابعة العمري تزيد الخبر قوة ومتانة. والحق أن أبا عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني ليس بالضعيف الساقط، فقد أخرج له مسلم والأربعة، وهو بدون شك أقوى بكثير من عبد الله بن نافع، ولكن أضر به أن أخاه الأكبر عبيد الله في القمة من الاتقان والتثبت، فإذا قورن به عبد الله سقط، وهذا ليس من العدل في شيء: فالواجب هو تقييم الرواة ومقارنتهم بالجيد المتوسط منهم، وليس بالنوادر من أمثال عبيد الله الذين لا يوجد منهم إلا بضعة نفر في العصر الواحد. وقد روى عنه الجمهور، ولم يتركه أحد، إلا الإمام يحيى بن سعيد القطان، وتبنى موقفه البخاري، وابن حبان فلم يذكروا غير موقف يحيى بن سعيد القطان. وإليك جملة من أقوال الأئمة كما هي في تهذيب التهذيب (ج5/ص286/ت564): [قال أبو طلحة عن أحمد: (لا بأس به قد رُوِى عنه ولكن ليس مثل أخيه عبيد الله)؛ وقال أبو زرعة الدمشقي عن أحمد: (كان يزيد في الأسانيد ويخالف وكان رجلا صالحا)؛ وقال أبو حاتم رأيت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه]؛...؛ [وقال عثمان الدارمي عن بن معين: (صويلح)، وقال بن أبي مريم عن بن معين: (ليس به بأس يكتب حديثه) وقال عبد الله بن علي بن المديني عن أبيه: (ضعيف)؛ وقال عمرو بن علي: (كان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه وكان عبد الرحمن يحدث عنه)؛ وقال يعقوب بن شيبة: (ثقة صدوق في حديثه اضطراب)؛ وقال صالح جزرة: (لين مختلط الحديث)؛ وقال النسائي: (ضعيف الحديث)؛ وقال بن عدي: (لا بأس به في رواياته صدوق)]؛...؛[وقال أبو حاتم: (وهو أحب إلي من عبد الله بن نافع يكتب حديثه ولا يحتج به)؛ وقال العجلي: (لا بأس به)؛ وقال بن حبان: (كان ممن غلب عليه الصلاح حتى غفل عن الضبط فاستحق الترك، مات سنة 173)؛ وقال الترمذي في العلل الكبير عن البخاري: (ذاهب لا أروي عنه شيئاً)؛ وقال البخاري في التاريخ: (كان يحيى بن سعيد يضعفه)؛ وقال أبو أحمد الحاكم: (ليس بالقوي عندهم)؛ وقال يعقوب بن سفيان عن أحمد بن يونس: (لو رأيت هيئته لعرفت أنه ثقة)؛ وقال المروذي: (ذكره أحمد فلم يرضه)؛ وقال بن عمار الموصلي: (لم يتركه أحد إلا يحيى بن سعيد وزعموا أنه أخذ كتب عبيد الله فرواها)؛ وأورد له يعقوب بن شيبة في مسنده حديثا فقال: (هذا حديث حسن الإسناد مدني)، وقال في موضع آخر: (هو رجل صالح مذكور بالعلم والصلاح وفي حديثه بعض الضعف والاضطراب ويزيد في الأسانيد كثيرا)؛ وقال الخليلي: (ثقة غير أن الحفاظ لم يرضوا حفظه)؛ وقول بن معين فيه أنه صويلح إنما حكاه عنه إسحاق الكوسج وأما عثمان الدارمي فقال عن بن معين: (صالح ثقة)]؛
والخلاصة أن يحيى بن سعيد القطان هو فقط الذي تركه، وتبعه علي بن المديني، ثم البخاري، وأما النسائي فهو من المتشددين على كل حال، وابن حبان متساهل في التوثيق والجرح على حد سواء لا يعتمد عليه؛ وانحاز الحافظ إليهم فقال في تقريب التهذيب (ج1/ص314/ت3489): [عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمن العمري المدني ضعيف عابد من السابعة مات سنة إحدى وسبعين وقيل بعدها (م 4)]؛
أما أنا فأستخير الله وأقول: (صدوق عابد، في حديثه لين واضطراب، يكتب حديثه ولا يحتج به إذا انفرد)؛ والله أعلم وأحكم. ومهما يكن من أمر فإن حديثتا الرئيس، حديث أبي هريرة، حسن لذاته، صحيح قطعاً بمجموع متابعاته وطرقه.
وحتى الألباني، الذي لم يطلع على حديث أبي هريرة الرئيس، أقر بأن الفقرة الأولى، وهي: («نَهَى عَنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ أَنْ تُهْدِمَ») قابلة للتحسين، عندما قال نصاً: [وأما شطره الأول؛ فمن الممكن تحسينه بمجموع الطريقين الضعيفين عن نافع، ولعل هذا هو وجه سكوت الحافظ على الحديث في "الفتح" (4/71) وتحسينه إياه فيما تقدم؛ وإلا فإني استبعد جداً أن يحسن إسناداً تفرد به العمري الذي جزم هو نفسه بتضعيفه كما تقدم، فضلاً عن غيره! والله أعلم]، وذلك عند دراسته لحديث نافع في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة (10/458/4859): [(لا تهدموا الآطام؛ فإنها زينة المدينة): منكر]
والواجب الآن، على كل حال، هو نقل الحديث من سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة إلى سلسلة الأحاديث الصحيحة، والحمد لله رب العالمين. والآطام: جمع «أطم»: وهي قلاع وحصون كانت بالمدينة في العصر الجاهلي، وهي كثيرة. وكانت هناك آطام ليهور بني قينقاع، وبني النضير، وبني قريضة بقيت – والله أعلم – مهجورة خالية بعد جلاء أصحابه، كما كان حال بني قينقاع، وبني النضير، أو إبادتهم كبني قريضة؛ ولعل هذه الآطام المهجورة هي المقصود الأولي في الحديث لتبقى أثراً وشاهداً حسياً للتاريخ.
وأما قوله: (إِنَّهَا زِينَةُ الْمَدِينَةِ) فليس هو من باب تعليل الحكم بحيث يدور الحكم معه وجوداً وعدماً، وإنما هو من باب ذكر المقصد أو الحكمة، أو بعض الحكمة، من الحكم؛ وهو ما يساعد على إحسان فهم الحكم، وإحسان تطبيقه.
كما ينبغي أن يلاحظ أن الزينة المقصودة ليست بالضرورة فقط جمال الشكل أو الصورة للناظرين؛ بل قد تكون "زينة" معنوية كأطلال قصر دمره عدو غازي بالنار: المنظر قبيح، ولكن الأثر يشد إليه الرحال لاستحضار الواقعة التاريخية في الذهن، واستنباط العبر والدروس منها. فالأثر قبيح في ذاته للناظر، ولكنه "زينة" للبلدة التي يقع فيها لأنها تصبح محط الرحال ومقصد السياح لمشاهدة الأثر، ودراسة تاريخه. والحديث الشريف، وهو صحيح ثابت بدون أدنى شبهة، ينبغي أن يتخذ أصلاً في العناية بالآثار، والمحافظة عليها.
| فصل: موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، من آثار الأنبياء
أما موقف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، من آثار الأنبياء، وتخوفه من افتتان الناس بها فهو معروف مشهور، ولعله تفرد بذلك من بين الصحابة:
* فقد أخرج الإمام أبو بكر بن أبي شيبة في مصنفه (ج2/ص151/ح7550): [حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المعرور بن سويد قال خرجنا مع عمر في حجة حجها فقرأ بنا في الفجر ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ولإيلاف قريش فلما قضى حجة ورجع والناس يبتدرون فقال ما هذا فقالوا مسجد صلى فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل ومن لم تعرض له منكم فيه الصلاة فلا يصل]؛ وهو في شرح مشكل الآثار - (12/544) بأتم وأنظف لفظ: [كَمَا حَدَّثَنَا يُونُسُ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ؛ وَكَمَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبِي وَشُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ، عَنِ اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْرُورُ بْنُ سُوَيْدٍ الْأَسَدِيُّ قَالَ: وَافَيْتُ الْمَوْسِمَ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَانْصَرَفْتُ مَعَهُ، فَصَلَّى لَنَا صَلَاةَ الْغَدَاةِ، فَقَرَأَ فِيهَا: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}، و{لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ}، ثُمَّ رَأَى أُنَاسًا يَذْهَبُونَ مَذْهَبًا، فَقَالَ: (أَيْنَ يَذْهَبُونَ هَؤُلَاءِ؟)، قَالُوا: (يَأْتُونَ مَسْجِدًا هَا هُنَا صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم،!)، قَالَ: (إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ هَذِهِ يَتَّبِعُونَ آثَارَ أَنْبِيَائِهِمْ، فَاتَّخَذُوهَا كَنَائِسَ وَبِيَعًا، وَمَنْ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا، وَلَا يَتَعَمَّدَنَّهَا)؛ وَكَمَا حَدَّثَنَا فَهْدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ]؛ وأخرجه الإمام عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه (ج2/ص118/ح2734): [عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش]؛ وأخرجه ابن وضاح في البدع - (1/106/9: [حدثني إبراهيم بن محمد قال: حدثنا حرملة بن يحيى، عن عبد الله بن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش قال: حدثني المعرور بن سويد الأسدي]؛ وأخرجه ابن وضاح في البدع - (1/107/99): [حدثنا موسى بن معاوية قال: حدثنا جرير، عن الأعمش]؛
قلت: هذه أسانيد متصلة، غاية في الصحة، على شرط الشيخين، وزيادة.
فهذا هو أبو أمية المعرور بن سويد، وهو ثقة حافظ مخضرم، من أكابر التابعين وفقهائهم وعلمائهم، يخرج من المدينة حاجاً مع عمر، أيام خلافته، ثم يقفل معه راجعاً إلى المدينة، ويذكر لنا بدقة متناهية ماذا قرأ عمر في صلاة الفجر في منزلهم بعد مبيت تلك الليلة، ثم رأى ناساً يذهبون مذهباً،... إلى آخر القصة.
وبالضرورة نعلم: أن عمر لم يكن ليحج منفرداً، أو مع بضعة رجال، فهو إمام ورئيس دولة، وفقيه يقتدى به، فهو بلا شك على رأس (حملة) أو قافلة كبيرة تضم الأكابر من الصحابة، من رجالات الدولة الراشدية المدنية، وغيرهم من الصحابة، وطلبة العلم من أكابر التابعين النازلين في المدينة لطلب العلم، من أمثال المعرور بن سويد نفسه، أو من رجالات القبائل التي كانت في طريقها للجهاد في العراق أو الشام، بعد أن استنفر عمر الناس، وتوقفت في المدينة لاستكمال تراتيبهم الإدارية.
وبالضرورة نعلم: أن (الناس) الذين ذهبوا ذلك المذهب لم يكونوا بضعة رجال فحسب، لأن ذلك لا يلفت النظر، بل هم أعداد كبيرة، وحشود وفيرة، تلفت النظر.
وبالضرورة نعلم: أن قسما لا يستهان به من هؤلاء كانوا مع عمر في الصفوف الأُوَل، ولعل عبد الله بن عمر كان واحداً منهم، لأن الصفوف الخلفية البعيدة لا تلفت النظر، ولا تكاد ترى بغلس بُعَيْد صلاة الفجر القصيرة تلك.
فكل أولئك (الناس) كانوا – ضرورة – مخالفين لعمر في مذهبه هذا، وهو: (إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِأَشْبَاهِ هَذِهِ يَتَّبِعُونَ آثَارَ أَنْبِيَائِهِمْ، فَاتَّخَذُوهَا كَنَائِسَ وَبِيَعًا، وَمَنْ أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ الَّتِي صَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللهِ، فَلْيُصَلِّ فِيهَا، وَلَا يَتَعَمَّدَنَّهَا).
فلا صحة لما زعمه بعض المهووسين بأن رأي عمر هذا هو رأي جمهور الصحابة والتابعين، بل كان الجمهور على خلافه؛ وفي مقدمتهم ابنه: عبد الله بن عمر. ثم إن عمر لم يزد على (فتواه) تلك، فلا هو صاح عليهم، أو رفع عليهم الدرة، أو منعهم بالقوة.
وبهذا يظهر لك الخطأ الفاحش الذي تورط فيه الإمام ابن تيمية في الرد على الأخنائي - (ص108 - 109)حيث قال: [ولو كان سلام التحية خارج الحجرة مستحبا لكان مستحبا لكل أحد ولهذا كان أكثر السلف لا يفرقون بين الغرباء وأهل المدينة ولا بين حال السفر وغيره فان استحباب هذا لهؤلاء وكرامته حكم شرعي يفتقر إلى دليل شرعي ولا يمكن أحدا أن ينقل عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه شرع لأهل المدينة الإتيان عند الوداع للقبر وشرع لهم ولغيرهم ذلك عند القدوم من سفر وشرع للغرباء تكرير ذلك كلما دخلوا المسجد وخرجوا منه ولم يشرع ذلك لأهل المدينة فمثل هذه الشريعة ليس منقولا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، ولا عن خلفائه ولا هو معروف من عمل الصحابة وإنما نقل عن ابن عمر السلام عند القدوم من السفر وليس هذا من عمل الخلفاء وأكابر الصحابة كما كان ابن عمر يتحرى الصلاة والنزول والمرور حيث حل ونزل وعبر في السفر وجمهور الصحابة لم يكونوا يصنعون ذلك بل أبوه عمر كان ينهى عن مثل ذلك روى سعيد ابن منصور في سننه حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المعرور بن سويد عن عمر قال خرجنا معه في حجة حجها فقرأ بنا في صلاة الفجر: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل} (و) {لإيلاف قريش} في الثانية فلما رجع من حجه رأى الناس ابتدروا المسجد فقال ما هذا فقالوا مسجد صلى فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال هذا ملة أهل الكتاب قبلكم اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا من عرضت له منكم فيه الصلاة فليصل ومن لم تعرض له فليمض. وما اتفق عليه الصحابة ابن عمر وغيره من أنه لا يستحب لأهل المدينة الوقوف عند القبر للسلام إذا دخلوا المسجد وخرجوا بل يكره ذلك؛ فتبين ضعف حجة من احتج بقوله ما من رجل يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام فان هذا لو دل على استحباب السلام عليه من المسجد لما اتفق الصحابة على ترك ذلك ولم يفرق في ذلك بين القادم من السفر وغيره فلما اتفقوا على ترك ذلك مع المنهي عنه كما دلت عليه سائر الأحاديث]
هذه أخطاء متراكمة:
(1) - قوله: (وليس هذا من عمل الخلفاء وأكابر الصحابة كما كان ابن عمر يتحرى الصلاة والنزول والمرور حيث حل ونزل وعبر في السفر وجمهور الصحابة لم يكونوا يصنعون ذلك) زعم محض، وخطأ مجرد؛ بل الجمهور كان موافقاً لابن عمر، والمخالف الشاذ هو عمر، رضي الله عنه، كما هو محرر أعلاه؛
(2) - قوله: (وما اتفق عليه الصحابة ابن عمر وغيره من أنه لا يستحب لأهل المدينة الوقوف عند القبر للسلام إذا دخلوا المسجد وخرجوا، بل يكره ذلك) دعوى إجماع مجردة، من غير برهان، وهي عادة سيئة خطيرة لابن تيمية، سامحه الله، وفعل ابن عمر مع مواظبته عليه يشعر بأنه كان يستحب ذلك، فلا معنى لقوله: (لا يستحب)؛ لا سيما أنه زعم – بقدرة قادر – أن ذلك على الكراهية وذلك بقوله: (بل يكره ذلك)، فحتى لو سلمنا له جدلاً بزعمه الإجماع على أن ذلك لا يستحب، فلا يترتب على ذلك إلا أنه مباح أو مكروه أو حرام، فمن أين جزم بالكراهية: وما أسهل الادعاء، وأصعب البرهان والحق أن مثل هذه المقولات: (إِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) لا يمكن قبولها إلا ممن يأتيه الوحي من عند من (قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً)؛ وفيما جاءنا في كتاب الله المنزل، من قرآن وسنة ثابتة، غنية عن رأي عمر الشاذ هذا.
والصحيح أن أي مكان يصلي فيه خاتم الأنبياء، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، يستحق أن يتخذ مسجداً كما جاء بيانه جلياً في حديث عتبان، المشهور، الصحيح؛ وإليك الحديث بطوله، لما فيه من الأحكام والحكم، كما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه (ج1/ص164/ح415): [حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عُفَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيُّ، أَنَّ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ وَهُوَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا مِنَ الأَنْصَارِ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي، وَأَنَا أُصَلِّي لِقَوْمِي فَإِذَا كَانَتِ الأَمْطَارُ سَالَ الوَادِي الَّذِي بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، لَمْ أَسْتَطِعْ أَنْ آتِيَ مَسْجِدَهُمْ فَأُصَلِّيَ بِهِمْ، وَوَدِدْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَّكَ تَأْتِينِي فَتُصَلِّيَ فِي بَيْتِي، فَأَتَّخِذَهُ مُصَلًّى، قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ» قَالَ عِتْبَانُ: فَغَدَا رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، وَأَبُو بَكْرٍ حِينَ ارْتَفَعَ النَّهَارُ، فَاسْتَأْذَنَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَأَذِنْتُ لَهُ، فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى دَخَلَ البَيْتَ، ثُمَّ قَالَ: «أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ» قَالَ: فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ البَيْتِ، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم، فَكَبَّرَ، فَقُمْنَا فَصَفَّنَا فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ، قَالَ وَحَبَسْنَاهُ عَلَى خَزِيرَةٍ صَنَعْنَاهَا لَهُ، قَالَ: فَآبَ فِي البَيْتِ، رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الدَّارِ ذَوُو عَدَدٍ، فَاجْتَمَعُوا، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: أَيْنَ مَالِكُ بْنُ الدُّخَيْشِنِ (أَوِ ابْنُ الدُّخْشُنِ)؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ: ذَلِكَ مُنَافِقٌ لاَ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُلْ ذَلِكَ، أَلاَ تَرَاهُ قَدْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يُرِيدُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ»؛ قَالَ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: فَإِنَّا نَرَى وَجْهَهُ وَنَصِيحَتَهُ إِلَى المُنَافِقِينَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ، صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ»؛ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ: ثُمَّ سَأَلْتُ الحُصَيْنَ بْنَ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيَّ - وَهُوَ أَحَدُ بَنِي سَالِمٍ - وَهُوَ مِنْ سَرَاتِهِمْ، عَنْ حَدِيثِ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ: «فَصَدَّقَهُ بِذَلِكَ»]؛ وأخرجه البخاري في صحيحه ج1/ص237/ح636، ج5/ص2063/ح5086؛ ومسلم في صحيحه ج1/ص456/ح33؛ والنسائي في سننه ج2/ص80/ح788، ج3/ص65/ح1327؛ وابن حبان في صحيحه ج1/ص460/ح223، ج4/ص492/ح1612، ج5/ص432/ح2075؛ وابن خزيمة في صحيحه ج3/ص78/ح1653، ج3/ص87/ح1673؛ وابن ماجه في سننه ج1/ص249/ح754؛ والإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج4/ص43/ح16527، ج4/ص44/ح16528، ج4/ص44/ح16529، ج5/ص450/ح23823؛ ومالك في الموطأ ج1/ص172/ح415؛ والطبراني في معجمه الكبير ج18/ص29/ح49، ج18/ص30/ح50، ج18/ص31/ح52؛ والنسائي في سننه الكبرى ج1/ص282/ح863؛ وابن أبي عاصم عمرو الشيباني في الآحاد والمثاني ج3/ص472/ح1931؛ والبيهقي في سننه الكبرى ج3/ص53/ح4704، ج3/ص71/ح4804، ج3/ص87/ح4893، ج3/ص88/ح4895، ج10/ص124/ح20179؛ والشافعي في مسنده ج1/ص53/ح0؛ وغيرهم؛ وقد سمعه أنس بن مالك من محمود بن الربيع الأنصاري فأعجبه، ثم لقي عتبان بن مالك حياً فسمعه منه كما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه (ج1/ص62/ح33): [حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان يعني بن المغيرة قال حدثنا ثابت عن أنس بن مالك قال حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال قدمت المدينة فلقيت عتبان فقلت حديث بلغني عنك قال أصابني في بصري بعض الشيء فبعثت إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أني أحب أن تأتيني فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى)؛ قال فأتى النبي، صلى الله عليه وسلم، ومن شاء الله من أصحابه فدخل، وهو يصلي في منزلي، وأصحابه يتحدثون بينهم ثم أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم قالوا ودوا أنه دعا عليه فهلك وودوا أنه أصابه شر فقضى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الصلاة وقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله قالوا إنه يقول ذلك وما هو في قلبه قال لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه قال أنس فأعجبني هذا الحديث فقلت لابني اكتبه فكتبه]؛ وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ج3/ص135/ح12407؛ والطبراني في معجمه الكبير ج18/ص26/ح43، ج18/ص26/ح44؛ وأبو يعلى في مسنده ج3/ص75/ح1505، ج3/ص76/ح1506، ج3/ص78/ح1507؛ وغيرهم. فمقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، آنفة الذكر: (هكذا هلك أهل الكتاب اتخذوا آثار أنبيائهم بيعا) خطأ محض، وزلة شنعاء من زلات العلماء التي كان هو نفسه يتخوفها عندما قال: (إنما يهدم الإسلام: زلة العالم، وجدل المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المضلين)! وأما خبر دانيال، فإليك أهم النقول المتعلقة به:
* وجاء في دلائل النبوة للبيهقي محققا (1/381) بإسناد جيد: [أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ: مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ: خَالِدِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَالِيَة قَالَ: لَمَّا افْتَتَحْنَا «تُسْتَرَ» وَجَدْنَا فِي بَيْتِ مَالِ «الْهُرْمُزَانِ» سَرِيرًا عَلَيْهِ رَجُلٌ مَيِّتٌ، عِنْدَ رَأْسِهِ مُصْحَفٌ لَهُ، فَأَخَذْنَا الْمُصْحَفَ، فَحَمَلْنَاهُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، رضي الله عَنْهُ، فَدَعَا لَهُ كَعْبًا فَنَسَخَهُ بِالْعَرَبِيَّةِ، أَنَا أَوَّلُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ، قَرَأَهُ، قَرَأْتُهُ مِثْلَ مَا أَقْرَأُ الْقُرْآنَ هَذَا. فَقُلْتُ لِأَبِي الْعَالِيَةِ: مَا كَانَ فِيهِ؟ فَقَالَ: سِيرَتُكُمْ، وَأُمُورُكُمْ، وَدِينُكُمْ، وَلُحُونُ كَلَامِكُمْ، وَمَا هُوَ كَائِنٌ بَعْدُ. قُلْتُ: فَمَا صَنَعْتُمْ بِالرَّجُلِ؟ قَالَ حَفَرْنَا بِالنَّهَارِ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَبْرًا مُتَفَرِّقَةً، فَلَمَّا كَانَ فِي اللَّيْلِ دَفَنَّاهُ وَسَوَّيْنَا الْقُبُورَ كُلَّهَا، لِنُعَمِّيَهُ عَلَى النَّاسِ لَا يَنْبُشُونَهُ، فَقُلْتُ وَمَا تَرْجُونَ مِنْهُ؟ قَالَ: كَانَتِ السَّمَاءُ إِذَا حُبِسَتْ عَلَيْهِمْ بَرَزُوا بِسَرِيرِهِ فَيُمْطَرُونَ. قُلْتُ: مَنْ كُنْتُمْ تَظُنُّونَ الرَّجُلَ؟ قَالَ: رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: دَانْيَالُ فَقُلْتُ مُذْ كَمْ وَجَدْتُمُوهُ مَاتَ؟ قَالَ: مُذْ ثَلَاثِمِائَةِ سَنَةٍ. فَقُلْتُ: مَا كان تغيّر شيئا؟ قَالَ: لَا، إِلَّا شُعَيْرَاتٌ مِنْ قَفَاهُ، إِنَّ لُحُومَ الْأَنْبِيَاءِ لَا تُبْلِيهَا الْأَرْضُ، وَلَا تَأْكُلُهَا السِّبَاعُ]؛ وهو في زوائد سيرة ابن اسحاق (السير والمغازي) (ص: 66) بإسناد جيد: [حدثنا أحمد (هو بن عبد الجبار)، بعينه تقريباً] - وجاء في الفتن لنعيم بن حماد (1/38/37) بعضه من طريق ثانية: [حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي خَلْدَةَ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، قَالَ: لَمَّا فُتِحَتْ تُسْتَرُ وَجَدْنَا فِي بَيْتِ مَالِ الْهُرْمُزَانِ مُصْحَفًا عِنْدَ رَأْسِ مَيِّتٍ عَلَى سَرِيرٍ، وَقَالَ: هُوَ دَانْيَالُ فِيمَا يَحْسِبُ، قَالَ: فَحَمَلْنَاهُ إِلَى عُمَرَ، فَأَنَا أَوَّلُ الْعَرَبِ قَرَأْتُهُ، فَأَرْسَلَ إِلَى كَعْبٍ فَنَسَخَهُ بِالْعَرَبِيَّةِ، فِيهِ مَا هُوَ كَائِنٌ، يَعْنِي مِنَ الْفِتَنِ]
* وجاء في مصنف ابن أبي شيبة (7/4/3381 بإسناد جيد: [حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَالَ: شَهِدْتُ فَتْحَ تُسْتَرَ مَعَ الْأَشْعَرِيِّ، قَالَ: فَأَصَبْنَا دَانْيَالَ بِالسُّوسِ، قَالَ: فَكَانَ أَهْلُ السُّوسِ إِذَا أَسَنُّوا أَخْرَجُوهُ فَاسْتَسْقَوْا بِهِ، وَأَصَبْنَا مَعَهُ سِتِّينَ جَرَّةً مُخَتَّمَةً، قَالَ: فَفَتَحْنَا جَرَّةً مِنْ أَدْنَاهَا وَجَرَّةً مِنْ أَوْسَطِهَا وَجَرَّةً مِنْ أَقْصَاهَا، فَوَجَدْنَا فِي كُلِّ جَرَّةٍ «عَشَرَةُ»، (قَالَ هَمَّامٌ: مَا أَرَاهُ إِلَّا قَالَ: «عَشَرَةُ آلَافٍ») وَأَصَبْنَا مَعَهُ رَبْطَتَيْنِ مِنْ كَتَّانٍ، وَأَصَبْنَا مَعَهُ رَبَعَةً فِيهَا كِتَابٌ، وَكَانَ أَوَّلُ رَجُلٍ وَقَعَ عَلَيْهِ مِنْ بَلْعَنْبَرَ يُقَالُ لَهُ: حُرْقُوصٌ، قَالَ: أَعْطَاهُ الْأَشْعَرِيُّ الرَّبْطَتَيْنِ وَأَعْطَاهُ مِائَتَيْ دِرْهَمٍ، قَالَ: ثُمَّ إِنّ

cimoo
2013-01-28, 20:01
المشكل قديم جدا وليس في القبة فقط

cimoo
2013-01-28, 20:05
http://www.alhejazi.net/images/123_11_210.jpg كان يفترض ان يكون الشعار هكذا





http://www.alhejazi.net/images/123_12_210.jpg لأن أشهر ما في طيبة الطيبة
هو


القبة الخضراء في الحرم المدني http://www.alhejazi.net/images/123_13_210.jpg لكن الوهابية أرادت وأقرّت الشعار هذا

cimoo
2013-01-28, 20:11
الغرض من طرح الموضوع
هو جعل مقارنة
بين استهداف العدو الصهيوني للمسجد الاقصى وكذلك قبة الصخرة وتدميرها
وبين تربص ال سلول ووهابيته بمقدسات المسلمين في الحجاز
محاصرة الحرم المكي وتشديد الخناق عليه
التربص وتهيئة الظروف لتدمير القبة الخضراء للمسجد النبوي في المدينة المنورة
هناك مخطط صهيوني يمشي برجلين واحد في الحجاز المبارك في الجزيرة العربية المحلتة والاخرى في فلسطين المحتلة والاقصى المبارك المحتل
هل عرفتم الان الغرض من طرح الموضوع

cimoo
2013-01-28, 20:24
افيقوا اخواني
هناك مخطط رهيب ورهيب جدا والقليل الذي يتفطن له
لا تكون مثل الذي يسمع اخبار زرع المستوطنات في فلسطين وتهويد القدس الشريف وطرد العرب من السكان الاصليين
وحصار المسجد الاقصى بالسكان اليهود الجدد
ولا يقرانها بين مايجري في الحجاز مكة المكرمة والمدينة المنورة
من تديمر ومحاصرة الحرم المكي والتربص بقبة المسجد النبوي
يسمع هذه الاخبار ويروح ينام
ولا يشغل دماغه وفكره ولول لدقيقة في التفطن للمشروع الصهيوني المزدوج الذي يتربص بمقدساتنا
افيقوا افقيوا يرحمكم الله

cimoo
2013-01-28, 20:26
http://www.alhejazi.net/images/masjid_nabawi_116_500.jpg

هبّة حجازية:


منع مخطّط الهدم الوهابي للقبّة الخضراء


يحي مفتي


لا يكاد يمرّ عام الا ويذكّر الوهابيون أنفسهم بالمخطط المبيّت الذي أفصحوا عنه في مناسبات عديدة وخطّوه بأقلامهم فتاوى وخطب ونشرات، وتوعّدوا بتنفيذ هذا المخطط يوماً ما..إنه مخطط هدم القبة الخضراء في مسجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وإخراج قبره وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من داخل المسجد.

وقد سعى الوهابيون منذ بدء غاراتهم على الديار المقدّسة الى هدم القبة الخضراء والقبر النبوي الشريف ومن ثم إخراج القبر من المسجد. وقد رصد الشيخ عبد الرحمن الجبرتي في (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) ما جرى بعد غزو القوات الوهابية للحجاز. وذكر ما نصّه: في شهر محرم الحرام سنة 1218هـ حضر الشريف عبد الله ابن سرور وصحبته بعض أقاربه من شرفاء مكة وأتباعهم نحو ستين نفرا وأخبروا انهم خرجوا من مكة مع الحجاج وان عبد العزيز بن مسعود (هكذا والصحيح سعود) الوهابي دخل إلى مكة من غير حرب وولّى الشريف عبد المعين أميراً على مكة والشيخ عقيلاً قاضيا وأنه هدم قبة زمزم والقباب التي حول الكعبة والابنية التي أعلى من الكعبة وذلك بعد أن عقد مجلسا بالحرم وباحثهم على ما الناس عليه من البدع والمحرمات المخالفة للكتاب والسنة وأخبروا ان الشريف غالبا وشريف باشا ذهبا إلى جدة وتحصنا بها وانهم فارقوا الحجاج في الجديدة. (ج2، ص585-586).

وفي تفصيل عملية الهدم للقباب المقدّسة، كتب الجبرتي عن شهر رجب الفرد سنة 1120هـ: وفيه وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف من غير حرب بل تحلقوا حولها وقطعوا عنها الوارد وبلغ الاردب الحنطة بها مائة ريال فرانسة فلما اشتد بهم الضيق سلموها ودخلها الواهبييون (هكذا والصحيح الوهابيون) ولم يحدثوا بها حدثا غير منع المنكرات وشرب التنباك في الأسواق وهدم القباب ما عدا قبّة الرسول صلى الله عليه وسلم. (ج3، ص91).

وفيما يخص سرقة ذخائر وهدايا الروضة النبوية قال الجبرتي (حضر الوهابي واستولى على المدينة وأخذ تلك الذخائر فيقال انه عبى أربعة سحاحير من الجواهر المحلاة بالألماس والياقوت العظيمة القدر ومن ذلك اربع شمعدانات من الزمرد وبدل الشمعة قطعة الماس مستطيلة يضيء نورها في الظلام ونحو مائة سيف قراباتها ملبسة بالذهب الخالص ومنزل عليها الماس وياقوت ونصابها من الزمرد واليشم ونحو ذلك وسلاحها من الحديد الموصوف كل سيف منها لا قيمة له وعليها دمعات باسم الملوك والخلفاء السالفين وغير ذلك. (ج3، ص249-250).

وقد أضمر مشايخ الوهابية نيّة هدم القبّة الخضراء وإخراج القبر النبوي وفكانوا لا يكفّون عن تخفيض شأن زيارة قبره الشريف، حتى أن بعضهم قطع على نفسه عهداً بأنه لن يزور قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم قبل هدم القبّه وإخراج قبره الشريف من المسجد.

فقد دعا الشيخ ناصر الدين الالباني في كتابه (تحذير الساجد/ ص/68/69) لهدم القبة الخضراء وإخراج قبر النبي عليه الصلاة والسلام الى خارج المسجد، وذكر بأنه طلب أيام الملك سعود بأن يهدم هذا الوضع القائم ويجعل القبور الثلاثة منفردة عن المسجد .

وكتب الشيخ ابراهيم بن سليمان الجبهان في كتابه (تبديد الظلام وتنبيه النيام.. ص 389) المطبوع بإذن رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد برئاسة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز تحت رقم 1144/5 بتاريخ 11/7/1400هـ (وإن إدخال قبره ـ أي قبر المصطفى ـ في المسجد ــ أي المسجد النبوي ــ أشد إثماً وأعظم مخالفة) ويضيف بأن (سكوت المسلمين على بقاء هذه البنية لا يصيّرها أمراً مشروعاً).

وذكر الشيخ بن عثيمين في خطبة له مشهورة حين سئل عن بقاء القبة الخضراء، فأجاب (عاد القبة الله يسهّل هدمها).

وقد نذر أهل الحجاز الأوفياء قديماً وحديثاً أنفسهم للدفاع عن مقدّسات المسلمين والأمانة التي شرّفهم الله بالحفاظ عليها، حيث لا زالوا يجهرون بأصوات الرفض لأي مساس بتلك البقاع الشريفة..فقج حافظوا على ما يمكن المحافظة عليه من آثار الإسلام في تلك البقاع الطاهرة، وقد نشرت صحيفة (البلاد) في عددها الصادر في الخامس والعشرين من جمادى الأول 1370هـ ـ الموافق الرابع من مارس 1951م مقالاً بعنوان (مدرسة ومكتبة في الأماكن التاريخية) ورد فيه خبر حصول الشيخ الحجازي عباس قطان على منحة عبارة عن (الأرض البيضاء المعروفة بدار السيدة خديجة زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها لإقامة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم على أنقاض هذه الدار..)، كما حصل على منحة أخرى وهي عبارة (المكان الذي ولد فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لبناء مكتبة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه..).

ويعرف مكان المكتبة تاريخياً بموضع المولد النبوي الشريف وتقع المكتبة بشارع القشاشية في شعب علي أو شعب المولد التي تسمى في الوقت الحالي بسوق الليل. وكان الشيخ عباس قطان أمين عاصمة مكة سابقاً يسعى لاقامة مكتبة عامة فاتفق مع أصهاره آل الكردى على شراء مكتبة المرحوم الشيخ ماجد كردى الشهير بالمكتبة الماجدية ونقل محتوياتها الى هذه الدار صيانة للموضع الذي ولد فيه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه من أن يبقى معرضاً للإهمال وتكريماً له بإقامة عمل نافع للناس.

وقد تصاعدت في الآونة الأخيرة دعوات وهابية لاحياء مخطط هدم القبة الخضراء، الأمر الذي استدعى استنفاراً من شرفاء الحجاز من كتّاب وعلماء وأدباء للتصدي لمثل هذه الدعوات الخطيرة التي لا تهدف سوى الى دق إسفين في كرامة الأمة وقيمها الروحية، والنيل من رمزها، سيد الكونين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.

فقد كتب الاستاذ والكاتب الحجازي عبد الرحمن بن محمد الأنصاري مقالاً في صحيفة (البلاد) في 28 مايو الماضي عبّر فيها عن مشاعر الغضب والحرص على آثار النبوة والإسلام في الديار المقدّسة، وقال ما نصّه:

تابعتُ بشيء من الاهتمام والاستغراب، ما يُثار الآن من الحديث عن القبة الخضراء على أشرف قبرٍ، قبر سول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه أبي بكر الصديق، وعمر الفاروق رضوان الله عليهما، وإنّي لأعُدّ تناول ذلك وإثارته في هذا الوقت، ثَلْماً في فهم الدين ومقاصده، لدى من يُثير ذلك، وبخاصة عند حديثه عن تلك القبة الشريفة على أنها من البدع والمحرمات والذرائع المؤدية إلى الشرك، وأنّ هدمها وإزالتها مما يتعيّن وجوباً..ذلك أننا لو أخذنا بذلك وسلّمنا به وقبلناه، فإنّ أخذنا له سيكون على أساس منافاته للنهي الوارد في البناء على القبور واتخاذها مساجد، والصلاة إليها بجعلها في قبلة المصلين، وذلك ما لا يكفي في تحقيقه، هدم القبة على القبر الشريف وإزالتها بل ستتبعه دعوةٌ أخرى إمّا لانفصال المسجد عن القبر، أو بانفصال القبر عن المسجد بنبشه ونقله عنها.. وأنا أقول ذلك وأكتبه توصّلاً لما أريد قوله، ومع ذلك فإنّ أوصالي ترتعد من مجرد تصور نبش القبر الشريف.. لقد كان قولاً وإثماً مبيناً، ذلك القول المشكّك في صحة وسلامة استقرار القبر الشريف، في نفس البقعة المطهرة التي اختارها الله له، فمع مصادمة تلك المزاعم التي أُثيرتْ حول القبر الشريف، لإجماع الأمة الذي له صفة العصمة، فإن مجرد الفكر فضلاً عن القول بنقل قبر سول الله صلى الله عليه وسلم من مكانه بنقله خارج مسجده، أو تحويل المسجد عنه، هو فتنة نائمةٌ لا يعلم إلاّ الله المدى الذي كانت ستصل إليه لو استيقظت من سباتها، وقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال لأم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها ما معناه: ( لولا أن قومك حديثي عهد بكفر، لهدمتُ الكعبة وأعدتُ بناءها على قواعد إبراهيم وجعلت لها بابين بابا للدخول وآخر للخروج) الحديث...ومع أن تلك الحداثة بالكفر قد زالت بتغلغل الإسلام في النفوس وعزّته وعزة أهله، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه، أبقوا الكعبة على ما بنتها بها قريش...واليوم يأتي من يتحدث عن ضريح رسول الله صلى الله عليه وسلم في مأرز الإيمان ومنطلقه، ويتحدث حديث عُدوان وجفاء عن القبة الخضراء المنصوبة على ذلك القبر الشريف، فهو بذلك من حيث يعلم أو لا يعلم، يستدرك على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، منذ إضافة بيوت النبي صلى الله عليه وسلم إلى مساحات المسجد النبوي الشريف، وهي فترة كانت حافلة وعامرة بالصحابة والتابعين، وكان “عَمَلُ أهل المدينة “ فيها مُعتبراً ومحتجاً به في العبادات والأحكام، وفهم نصوص الشرع، ومع ذلك فإنّ صوتاً لم يُسْمع لقائل بترديد ما ردده أولئك المتنطعون، الذين لو كان الأمر إليهم، لفعلوا بالإسلام وأهله ما لم يفعله بهم، هولاكو، وجنكيز خان، والتتار...

وأما المضحك المبكي فهو ذلك الحديث عن القبة الخضراء الشريفة والدعوة إلى هدمها.. فهل سبب الدعوة هو أن تلك القبة هي السقف المظلِّل للقبر الشريف، أم بسبب لونها الأخضر المميز، أم لكونها مجرد قبة، والقباب مما لا يجوز بناؤه على القبور؟

والإجابة على تلك التساؤلات والشُّبه هي: أن رسول لله صلى الله عليه سلم ليس كغيره من البشر، فقد صحّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن مدفن الأنبياء حيث تُقبض أرواحهم )..وإذا كان البناء على القبور ليس مما يُقرّه الإسلام، فإنه لا أحد ممن يُعتدّ بقوله سيُجادل أو يُماري في أنّ القبر الذي حُفرله عليه الصلاة والسلام ودُفن فيه، إنما كان في جوف حجرة أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها، وهي حُجرة لها سقفٌ ولها باب.. والمعنى: تميّز قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قبور سائر أمته بأنه قبر داخل بناء...ولم يقل أحدٌ من أهل القبلة بهدم سقفه، كما نسمع اليوم عن المطالبات الآثمة ضدّ القبة الخضراء الشريفة على القبر الشريف.

وهنا مسألةٌ توضّح بجلاء أنّ الحديث العدواني عن تلك القبة وبدعيتها المزعومة هو حديث خرافة، فما تمثله تلك القبة اليوم من كونها السقف للقبر الشريف، هو نفسه ما كان يمثّله بالأمس سقف حُجرة أم المؤمنين عائشة رضوان الله عليها المدفون فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم...فالعمارة الإسلامية كانت منذ فجرها وبداياتها الأولى، تتجه إلى تشييد القباب على المساجد ودور العلم، لما في ذلك من الفوائد الصحية والبيئية، فالناس عندما يجتمعون ويتكدسون في حيّز جغرافي محدود المساحة فإنّ حرارة أجسادهم، وما يخرج منها من الأنفاس و الأبخرة، إن لم تجد منفذاً تخرج منه عادت عليهم بالضرر والعدوى، وقد اكتشف المهندسون المعماريون المسلمون في وقت مبكّر أنّ جعل القباب سُقُفاً للمساجد ودور العلم هو المهرب والموئل لتلك الحرارة والأبخرة التي تنبعث من الناس داخلها، ومن أجل ذلك كانت التوسعة العثمانية للمسجد النبوي، كلها قباب، بما فيها القبة الشريفة على القبر الشريف المميزة فقط عن بقية القباب بشيئين: لونها الأخضر، وانفرادها، إذ ليست كبقية قباب المسجد المتصلة، واليوم كل التوسعات الحديثة التي شهدها الحرمان الشريفان، اتُّبع فيها أسلوب القباب، مراعاة لذلك الذي سبق ذكره.

والسؤال: لماذا إثارة ذلك القول البغيض عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الوقت.. أفلا يسع متنطّعي اليوم، ما وسع علماء الأمة وأولي الأمر فيها منذ فجر الإسلام وحتى اليوم؟!

من جهة ثانية، طالب الكاتب الدكتور زيد الفضيل أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبدالعزيز بن ماجد بأن يتدخل ويعيد القبة الخضراء إلى الشعار الثقافي والتاريخي للمدينة المنورة لمناسبة “المدينة المنورة عاصمة الثقافة الإسلامية 2013م”، وقال في مقالة نشرته صحيفة (المدينة) في 31 مايو الماضي بعنوان “نداء إلى أمير المدينة: رمزية القبة الخضراء في ثقافتنا”. وقال بأن المدينة ما كانت لتكون، وما كان ليعلو شأنها، ولتصبح منورة، لولا شرف وجود سيد السادات، وخاتم الأنبياء والمرسلين.. وكتب ما نصّه:

أثار إقرار اللجنة المكلفة باختيار خارطة العالم الإسلامي بديلاً للقبة الخضراء، كشعار للمدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية، الكثير من الشجى والحزن في نفوس الكثرة الكاثرة من محبي المدينة وعاشقوها على ساكنها وآله أفضل الصلوات وأتم التسليم. ذلك أن القبة الخضراء التي باتت رمزًا خالدًا للمسجد النبوي بما يمثله من قيمة روحية كبرى، وما يعكسه من أهمية دينية وتاريخية واجتماعية، قد تم تغييبها عن أهم شعار للمدينة المنورة خلال الفترة المقبلة. وواقع الحال وبمنأى عن الخوض في الجدال العقيم الذي يستأنس له بعض المتنطعين، الذين غرر بهم الشيطان فقذفوا المسلمين بتهم الشرك، وعمدوا إلى تبديع الأمة وتفسيقها، لمجرد وجود القبة الخضراء فوق بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بل الأدهى والأمر حين عمد البعض منهم إلى المناداة بهدمها، لما في بقائها من شرك وبدعة بحسب آرائهم المتنطعة، دون أخذ بالاعتبار لموضوع إقرار الكثير من العلماء والفقهاء لمشروعية وجود بناء القبة الخضراء كسقف لبيت النبي، ودون وعي بأن الأمة لا تجتمع على ضلالة، ودون إدراك حقيقي لمعنى وقيمة الأشياء ودلالاتها المعنوية والمادية؛ بمنأى عن كل ذلك أحب أن أذكر نفسي والجميع بأن المدينة ما كانت لتكون، وما كان ليعلو شأنها، ولتصبح منورة، لولا شرف وجود سيد السادات وخاتم الأنبياء والمرسلين وأفضل الناس أجمعين بها، فله تهوي الأفئدة زائرة مسلمة، وتصلي عليه بأمر ربها راضية مستبشرة، وقد ارتجى كل أحد فينا شفاعته ومجاورته في أعلى عليين، وما كانت لتكون لولا روضته ومسجده الشريف، الذي تتزاحم النفوس شوقًا إلى الصلاة فيه، فكيف نتغافل عن القبة الخضراء التي ترمز إلى كل ذلك حين يتم تدشين شعار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية، وأي ثقافة إسلامية لا يكون النبي حاضرًا في وجدانها وشعارها، ثم كيف سنواجه العدو الصهيوني في صراعنا اليوم معه حول مسألة الحفاظ على الهوية الدينية والثقافية لمدينة القدس الشريف، التي يُرمز إليها بقبة المسجد الأقصى وقبة الصخرة، ونحن من أسقط القبة الخضراء من ذاكرة تاريخنا الإنساني، لاسيما إذا ما أدركنا أن المناسبة ستنتهي لكن شعارها سيبقى على مر التاريخ، دليلا على تهاوننا في لحظة تاريخية معينة. بقي لي أن أنادي سمو أمير المدينة المنورة راجيًا منه أن يتدخل ويعيد القبة الخضراء إلى الشعار الثقافي والتاريخي للمدينة المنورة، حفاظا على روح المدينة التي يتشرف اليوم برعايتها نيابة عن ولي الأمر، ومنعًا لأي فتنة قد تحدث من قبل بعض المتنطعين، وقطعًا على العدو الإسرائيلي من أن يجعل من هذا الحدث متكأ له لتهميش قبة المسجد الأقصى والصخرة وإغفالهما من أي شعار ثقافي مستقبلي.

واستنكر المفكر الإسلامي والباحث التاريخي في المدينة المنورة الأستاذ عاصم حمدان إزالة القبة الخضراء لحضرة النبي محمد صلى الله عليه واله من شعار (المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية) في العام القادم 2013م،واستبداله بخريطة العالم الإسلامي، وذلك من خلال رسالة وجهها إلى معالي الدكتور محمد علي العقلا رئيس اللجنة العليا للاحتفال بالمدينة كعاصمة للثقافة الإسلامية.

واعتبر الحمدان شعار القبة هو الشعار الرسمي للمدينة المنورة من الدولة السعودية وكذلك على مدى تاريخ الأمة الإسلامية ولا يمكن إلغاء ذلك بأي حال من الأحوال.

وقال الحمدان في رسالته: (نعم لم نسمع اعتراضاً من كبار مشائخنا على هذا الأمر فكيف يأتي بآخرة كما سمعت من يعترض على ظهور القبة الخضراء القائمة منذ قرون إسلامية عديدة وأصبحت رمزا على مثوى الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضي الله عنهما).

وقد استنجد الكاتب محمد معروف الشيباني بالامير عبد العزيز بن ماجد عندما قال له.. نستنجد اليوم وعيَ (أميرِ عاصمةِ الدولةِ الإسلاميةِ كلِّها يوماً ما).

الكاتب الشيباني قال إستنجاده في مقاله المنشور في 31 مايو الماضي بصحيفة (البلاد) اثر قيام بعض اعضاء اللجنة المكلفة باختيار شعار المدينة المنورة كعاصمة للثقافة الاسلامية بازالة القبة الخضراء من الشعار ..قائلاً انهم لم يفكروا كيف إن امراً مثل هذا سيحرج السعودية ايما احراج أمام العالم الاسلامي.

وقال الشيباني موجها كلامه لاعضاء اللجنة أنهم لم يستَحضروا إجابةَ سائلٍ مغرِضٍ يستهدف إحراج السعودية: (أَتَزْدرونَ القُبّةَ الخضراء؟أَتُخْجِلُكُم مكانتُها؟.لِمَ لا تُزيلوها كلّيّةً؟). وأكّد أنهم أيضا (لن يجدوا جواباً..و سيُحيلوا الأزمة التي ابتكروها للحُكْمِ، لأنهم أولياءُ مدارسهِم و جامعاتِهم و كراسيهِم).

المقال جاء على خلفية قيام اللجنة المكلفة بدعم مشروع المدينة عاصمة للثقافة الاسلامية، بازالة القبة الخضراء من الشعار، إثر اصرار بعض اعضاء اللجنة المتشددين الذين يرون ان القبة لاتناسب معتقادتهم الخاصة.

وعاد الشيباني ليذكّر بخطورة الموضوع مرة أخرى وكتب في اليوم التاي مقالاً بعنوان (مرة أخرى (القبّةَ الخضراء).!) وكتب ما نصّه:

نعم..قررها بجرَّةِ قلم باستبعادها من (شعارِ) احتفالية المدينة المنورة كعاصمةٍ للثقافة الاسلامية.

و هذا يعيد للطرح البَوْنَ الشاسع بين (الحُكْمِ) بوعيِه وصيانتِه وحدةَ المسلمين و بين غيره من المسؤولين الذّائدين عن كراسيهم.

بعض رجال (الحكومة) يُفترض أنهم امتداد عمليٌ لمنهجِها، لا (مُستَحدِثونَ) لمآزقَ و مزالقَ في غِنى عنها.

تَناسوا شعاراتِ الغوغاء أمام سفارتنا بمصر مؤخراً..ما فكّروا لو تكررت غداً بكل عاصمة..ما استَحضروا إجابةَ سائلٍ مغرِضٍ يستهدف إحراج السعودية :(أَتَزْدرونَ القُبّةَ الخضراء.؟.أَتُخْجِلُكُم مكانتُها.؟.لِمَ لا تُزيلوها كلّيّةً.؟.). لن يجدوا جواباً..و سيُحيلوا (الأزمة) التي ابتكروها (للحُكْمِ)، لأنهم أولياءُ مدارسهِم و جامعاتِهم و كراسيهِم.

نستنجد اليوم وعيَ (أميرِ عاصمةِ الدولةِ الإسلاميةِ كلِّها يوماً ما)..الذي (طولِبَ) جَدُّه من قبلُ بإزالةِ (الخضراء) فكان رده أبلغ..و ما غيَّر ذلك من عقيدته و لا منهجِه شيئاً.

لا تَزيدوا أزماتِ الوطن..قليلاً من الحكمة..فمعظمُ النار من مُستَصغرِ الشرر.

cimoo
2013-01-28, 20:27
دفاعاً عن الآثار الإسلامية في كتاب للدكتور عمر عبد الله كامل

لا ذرائع لهدم آثار النبوة

لا ندري ونحن نتحدث عن إصلاحات سياسية وفكرية وانفتاح وتعدد في الرأي الديني والسياسي، كيف أن نقاشاً حول الآثار الإسلامية يستجلب ذلك الكم الهائل من السخط والتشدد عند التيار الوهابي الذي لا يزال يحمل بيد معول الهدم لتدمير النزر المتبقي من الآثار النبوية والمساجد والمآثر الإسلامية في الحجاز؛ فيما يحمل في اليد الأخرى فتاوى التكفير لكل المسلمين الذين يخالفون رجال ذلك التيار فيما يتعلق بأهمية تلك الآثار للجيل المسلم، مشنعين على المخالفين بأنهم يشركون بالله وبرسوله ومتأولين بعض الأحاديث http://www.alhejazi.net/athar/images/athar_2.jpgوالآيات وتطبيقاتها، ضاربين عرض الحائط الإجتهادات الأخرى والنصوص الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح في طريقة تعاملهم مع الآثار.
كان من الطبيعي أن يثار موضوع الآثار الإسلامية في الحجاز، إذ بالرغم من دعاوى الحوار الوطني، ومقاومة التشدد الديني، لازال الوهابيون يعيثون في الآثار الإسلامية في الحجاز فساداً، فينبشون قبوراً، ويدمرون مساجد، ويطيحون بالمآثر والعمران. فقبل أقل من عامين، وفيما العالم لم يفق بعد من هول صدمة 11 سبتمبر، راح المتنطعون المتطرفون يدمرون مساجد المدينة المنورة. ففي يومي الثلاثاء والأربعاء الموافق 4، 5/6/1423هـ تم هدم مسجد العريضي وملحقاته والذي ابتني في عهد العثمانيين، وقام المتطرفون بنبش قبور السيد علي ومن معه. ثم اتجه معول الهدم الى مسجد بني قريظة الذي صلى النبي فيه في طريق غزوته، وقد بناه الخليفة عمر بن عبد العزيز أثناء ولايته على المدينة بين عامي 87-91 هجرية، والذي بقي عامراً طيلة هذه القرون ومر بأطوار عدة وجدد مرات كثيرة حتى تم هدمه في شهر ربيع الأول من عام 1422هـ من قبل إدارة الأوقاف بالمدينة. فهل مثل هؤلاء يؤتمنون على دين أو دنيا؟!
واتجهت معاول التطرف الى مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وهو أحد مساجد الفتح المشهورة في منظقة غزوة الخندق في شعب جبل سلع، وهو أحد المساجد التي بناها عمر بن عبد العزيز، وبقي المسجد يجدد ويطور طوال القرون الماضي، والمخزي والمدهش معاً أن آخر تجديد له كان في عهد الملك الحالي فهد، حتى تقرر هدمه بحجة توسعته على حساب أحد المحسنين، ولم تكن تلك إلا حيلة، فبعد أن تم الهدم، اكتفى الوهابيون بذلك بحجة أنه يخالف شرعهم، ويوجد مكانه الآن جهاز للصرف الآلي!
وفي نفس الوقت تعالت الأصوات النشاز بهدم سقف قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم مذكرين العالم بما فعله الصرب والكروات من تدمير للمساجد الأثرية في البوسنة وغيرها، مع أن فعل الوهابيين أشنع، فهم لم يبقوا سوى القليل القليل من آثار الإسلام التي محوها بجهلهم وتعصبهم بحجة خشية الشرك والكفر! حتى المساجد لم تسلم منهم!
ولأن المواطنين الذين كممت الوهابية أفواههم سنيناً طويلة لا يمكنهم أن يتحملوا بعد اليوم أفعال جهلة الوهابيين وفتاواهم التي يحار منها العقل ويأنف منها الخلق والضمير، تنادى كثيرون للكتابة مطالبين بإعادة بناء الآثار المهدومة قديما وحديثاً، وظهرت بعض الكتابات في الصحافة المحلية تتحدث عن أهمية ذلك. فانبرى متطرفو الجهالة، يكتبون ويهددون ويكفرون. وكان من أطلق شعلة النقاش حول الأمر الشيخ الوهابي سعد الحصين، الذي ـ ويا للغرابة في عرف السياسة والدبلوماسية ـ يتولى صفة المستشار الشرعي في السفارة السعودية بالأردن. كتب مقالاً شتم فيه الداعين، فكان النقاش على صفحات الجرائد وغيرها، وقد تولى الدكتور عمر عبد الله كامل وآخرون بمناقشة العقول الصغيرة، على أسس شرعية، فكان هذا الكتاب إحدى ثماره.
يناقش الكتاب مسألة بديهية عند المسلمين كافة إلا الوهابيين وهي جواز إحياء الآثار الإسلامية من عدمه! راداً على المانعين تهمهم الجاهزة لسائر البلاد الإسلامية بالشرك حيث أوضح ومن خلال النصوص الشرعية عدم وقوع أمة محمد في الشرك، كما ناقش ذرائع الوهابيين في هدم المساجد والآثار، كحجة سد الذرائع التي يستخدمونها دونما ضوابط؛ وأيضاً أماط اللثام فيما يتعلق باستدلالات الوهابيين وكيف أنهم يخرجون النصوص من سياقها أو ضعيفة أو يطلقونها من أجل التهويل بدون تدقيق.
ورغم أن النقاش العلني كان صريحاً، كان مشايخ الوهابية مبادرين لكيل السباب والشتائم لمن خالفهم الرأي بشأن الآثار الإسلامية، واتهموهم بالتبديع والتكفير والشرك إضافة الى السباب الذي لا يليق. ولأن الإعتماد كان على النصوص الدينية فقد أوضح المؤلف كثرتها التي تستحسن إحياء الآثار بشكل يدهش المرء الذي يطلع عليها لأول مرة لوضوحها. كما أورد ومن خلال النصوص تبرك الصحابة والتابعين والعلماء بالآثار النبوية ونصوصهم التي تفوق الحصر، والتي تبين بجلاء ان قضية الدفاع عن آثار المسلمين وتبركهم برسول الله مسألة عادلة ومهمة.
ونجد حين نتأمل في موقف النبي وأصحابة من آثار الأمم السابقة التي كانت موجودة في مصر والشام والعراق ومدائن صالح وما بها من آثار لأمم وحضارات سابقة، نجد أنه لم ينقل عن النبي أنه أمر بإزالتها أو طمسها أو التحذير منها، ومازال كثير منها باقياً الى هذه الساعة، وهي أمام نظر علماء الإسلام من القرون الأولى، ولم ينقل عنهم الإنكار او الدعوى الى الطمس والإزالة. وفي حين يعترض الوهابيون على بناء مساجد هي بيوت لله، يتناسون أنها قد بنيت في القرن الأول الهجري، وفي عهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه تم ترميمها وبناؤها بالحجر والمنقوش في ولايته ولم يعترض عليه أحد من علماء ذلك العصر من فقهاء المدينة السبعة والإمام مالك وتلاميذه.
والمخزي للوهابيين ومن يقف وراءهم، أنه إزاء ما فعلوه بآثار النبوة والتوحيد، فإن آثار اليهود في المدينة المنورة باقية، فما زال حصن كعب بن الأشرف موجوداً في منطقة السد في المدينة، ومكتوب عنده (منطقة أثرية). وكذلك بالنسبة لخيبر. عجباً أنحافظ على آثار اليهود ولا نحافظ على آثار النبي عليه الصلاة وأزكى السلام؟!
هذه هي العقلية الوهابية الضيقة التي يكشف عنها النقاش في الكتاب.

cimoo
2013-01-28, 20:29
لماذا دعم آل سعود الوهابية لتنشر الدمار في الحجاز


تدمير الآثار الإسلامية وحرق الكتب وقمع الحريات


الملاحظات التي لدى عموم المسلمين في داخل المملكة وخارجها حول ما يمكن تسميته بـ (السياسة الدينية) للحكومة السعودية التي تجريها عبر مشائخها (الوهابيين) كثيرة. حتى المتعاطفون (سياسياً) مع النظام السياسي للعائلة المالكة لا يجدون أنفسهم في خندق مع ممارسة رجال دينها، بل لم يمنع ذلك الكثير منهم من إبداء الملاحظات والنصائح لهم ولمؤسستهم الدينية لتكفّ عن أفعالها التي تستثير وجدان كل مسلم.

يقدّم يوسف بن السيد هاشم الرفاعي من الكويت نموذجاً لهؤلاء، فهو ينتمي لعائلة لم تكن في يومٍ من الأيام إلا الى جانب السعوديين، وخاصة الملك عبد العزيز، الذي أوفد السيد هاشم الرفاعي ليمثله في مفاوضات مع الإنجليز في العشرينيات الميلادية. ومع هذا، فإنه شأن الكثير من المسلمين لا يمكنه أن يتقبّل السلوك غير السويّ لمشايخ السلطة وتعدياتهم لكل الحدود المنطقية والمقبولة في الحوار بين المسلمين، أو في التصرف بتراثهم الجامع بالنيابة عنهم.

الملاحظات التي لدى عموم المسلمين في داخل المملكة وخارجها حول ما يمكن تسميته بـ (السياسة الدينية) للحكومة السعودية التي تجريها عبر مشائخها (الوهابيين) كثيرة. حتى المتعاطفون (سياسياً) مع النظام السياسي للعائلة المالكة لا يجدون أنفسهم في خندق مع ممارسة رجال دينها، بل لم يمنع ذلك الكثير منهم من إبداء الملاحظات والنصائح لهم ولمؤسستهم الدينية لتكفّ عن أفعالها التي تستثير وجدان كل مسلم.

يقدّم يوسف بن السيد هاشم الرفاعي من الكويت نموذجاً لهؤلاء، فهو ينتمي لعائلة لم تكن في يومٍ من الأيام إلا الى جانب السعوديين، وخاصة الملك عبد العزيز، الذي أوفد السيد هاشم الرفاعي ليمثله في مفاوضات مع الإنجليز في العشرينيات الميلادية. ومع هذا، فإنه شأن الكثير من المسلمين لا يمكنه أن يتقبّل السلوك غير السويّ لمشايخ السلطة وتعدياتهم لكل الحدود المنطقية والمقبولة في الحوار بين المسلمين، أو في التصرف بتراثهم الجامع بالنيابة عنهم.

وقد قدّم السيد يوسف الرفاعي نصيحة علنيّة لمشايخ نجد ضمنها في كراس حمل إسم: (نصيحة لإخواننا علماء نجد) شملت العناوين الهامّة مما يجأر المسلمون بالشكوى منه، وفي مقدمته ما يجري في الأماكن المقدسة، أي في الحجاز، وما يتعرّض له أهله من امتهان لكرامتهم كمسلمين فضلاً عن كونهم مواطنين.

فيما يلي بعضاً من النصائح التي قدّمها، وهي بمثابة قائمة نقدٍ لسلوك مشايخ الوهابية، ولنظام الحكم السعودي الذي يجاريهم فيما يطلبون ويرغبون.

تكفير المسلمين وأهالي الحرمين


لا يجوز اتهام المسلمين الموحدين الذين يصلّون معكم ويصومون ويزكّون ويحجّون البيت ملبّين، لا يجوز اتهامهم شرعاً بالشرك كما تطفح كتبكم ومنشوراتكم، وكما يجأر خطيبكم يوم الحج الأكبر من مسجد الخيف بمنى صباح عيد الحجاج.. أو كما يروع نظيره في المسجد الحرام يوم عيد الفطر بهذه التهجمات والإفتراءات أهل مكة والمعتمرين، فانتهوا هداكم الله تعالى، فترويع المسلم حرام، لا سيما أهالي الحرمين الشريفين. لقد كفرتم الصوفية ثم الأشاعرة وأنكرتم واستنكرتم تقليد وإتباع الأئمة الأربعة، في حين أن مقلدي هؤلاء كانوا ولازالوا يمثلون السواد الأعظم من المسلمين. كما سلطتم من المرتزقة الذين تحتضنونهم من رمى بالضلال والغواية الجماعات والهيئات الإسلامية العاملة في حقل الدعوة والناشطة لإعلاء كلمة الله تعالى، كالتبليغ والإخوان المسلمين، والجماعة (الديوبندية) التي تمثل أبرز علماء الهند وباكستان وبنغلاديش، والجماعة (البريلوية) التي تمثل السواد الأعظم من عامة المسلمين في تلك البلاد.. مستخدمين في ذلك الكتب والأشرطة ونحوها، ثم قمتم بترجمة تلك الكتب الى مختلف اللغات وتوزيعها بوسائلكم الكثيرة مجاناً، كما نشرتم كتاباً فيه تكفير أهل أبو ظبي ودبي والإباضية الذين معكم في مجلس التعاون. أما هجومكم على الأزهر الشريف وعلمائه فقد تواتر عنكم كثيراً.

كما كفرتم ابن عربي ثم ألحقتم به حجة الإسلام الغزالي ثم التفتم لأبي الحسن الأشعري، وبعده قلتم ما مات حسن البنّا شهيداً ولا كذلك الشهداء في أفغانستان لأن عقيدتهم لم تكن صحيحة وسليمة بل كانوا أحنافاً مقلدة تائهين هالكين، وأبقيتم أنفسكم وحدكم الناجين، ونسيتم قوله عليه الصلاة والسلام: ''إذا قال الرجل: هَلَكَ الناسُ، فهو أهلكهم''.

وإذا ما اختلف معكم أحد في موضوع أو أمر فقهي أو عقدي، أصدرتم كتباً في ذمّه وتبديعه أو تشريكه، ومع هذا لا تمنحونه حقّه في الدفاع عن نفسه وتبرئتها من ذلك، كما حصل مع السيد المالكي وأبو غدة والصابوني وغيرهم كثير.

الترويج لأفكار التطرّف والعنف


إنكم ترفضون أن تسجّلوا أي طالب للدراسات العليا في جامعاتكم إلاّ بعد أن تمتحنونه فيما تسمونه بـ (العقيدة الصحيحة) ولا تكتفون بأنه مسلم من عامة المسلمين الموحدين، وهذه عصبية ممقوتة. وحين أنشأتم جامعة في المدينة المنورة سميتموها (الجامعة الإسلامية) هرع الناس والعلماء إليها بفلذات أكبادهم وأبنائهم مسرعين فرحين لينهلوا من هذا المنبع ظانّين أنها ستزيدهم محبة واتباعاً لحبيبهم صلى الله عليه وآله الطيبين وأصحابه والتابعين، فإذا بكم تدرّسونهم كيف يجافونه ويجافونهم أجمعين، وتجعلون الطلاب على بعضهم يتجسسون لينقلوا إليكم أسماء وأخبار من سميتموهم (القبوريين) الذين يكثرون الزيارة والسلام على سيد المرسلين حتى يكونوا من المحارَبين المنبوذين المفصولين.

ومن تخرّج بكم، وتشرّب بآرائكم من الناجحين صرتم ترسلونهم الى بلادهم وكلاء عنكم منذرين ومبشرين لتجديد إسلام آبائهم وأقوامهم الضالين بزعمكم، وتغدقون عليهم الرواتب وتفتحون لهم المكاتب وتفسحون الميادين، فتقوم القيامة وينشب الخلاف والعداء بينهم وبين العلماء والصلحاء من آبائهم وشيوخهم السابقين وكأنهم (قنابل موقوتة) عبّأتموها وملأتموها بكل سوء ظنّ وحقد دفين مما جعل البلاد الإسلامية وخاصة أفريقيا وآسيا ساحة للمعارك والخلافات بين المسلمين، بل وصل الأمر هذا الى البلدان الإسلامية التي استقلت حديثاً من روسيا، والى الأقليات والجاليات الإسلامية في أوروبا وأميركا واستراليا وغيرها، فإلى الله المشتكى.

وصل داؤكم الدفين الى أوروبا وأميركا، فأشعل الخلاف في مساجد ومدارس المسلمين، فهذا تابع لإبن باز وابن عثيمين، وذاك يكفّر الصوفية والذاكرين، وثالث أشعري أو ماتريدي وهذا ديوبندي أو بريلوي..الخ، يحارب بعضهم بعضاً ويحرم الصلاة خلفهم والزواج والتواصل فيما بينهم ويقطع أواصر الدين، وقد شاهدت بنفسي ذلك، وحضرت منع الخطيب من الخطابة في مسجد بأمريكا لأنه صوفي فقام الشجار بين المصلين.

إن ما يحصل من مذابح ومجازر ومآسي تشوه سمعة الإسلام وتفتك بالمسلمين خاصة كالتي في الجزائر ومصر أو التي حدثت في الحرم المكي (حادثة جهيمان) ما هي إلا ثمرة خرِّيجيكم وآرائكم وقراءة كتبكم ومطبوعاتكم التي بُنيت على التكفير والتشريك والتبديع وسوء الظن بالمسلمين. ولتتبيّنوا ويتبين الناس انظروا هل في المتشددين صوفي أو أزهري أو أشعري أو مقلّد للمذاهب الأربعة المجتهدين؟! وبعد أن أطلقتموهم سكتّم ولزمتم الصمت وتفرجتم ولم تشجبوا أعمالهم ولم تكونوا لهم من الناصحين.

لقد أغريتم الشباب الأغرار بمذهبكم وآرائكم المتشددة كجهيمان العتيبي وجماعته وكان شيخكم شيخهم ومرشدهم يثوبون إليه ويرجعون ويصدرون عن آرائه هو والجزائري، وكانوا يسرحون تحت أنظاركم يضايقون المسلمين في الحرمين يأمرون وينهون ويمرحون حتى إذا قويت شوكتهم وطالت أظافرهم وارتكبوا فعلتهم وأُحيط بهم فسقطوا بين قتيل وجريح وأسير، قلتم إنكم براءٌ منهم ومما كانوا يفعلون.. في حين أن كتبهم ونشراتهم التي خلفوها خير شاهد ودليل على ما نقول، فمن آرائكم المتشددة استقوا ومنها شربوا حتى ثملوا.

ومع هذا تتهمون المخالفين لكم من المسلمين بأنهم جهمية أو معتزلة مارقين. وأنتم الجهمية لأنكم وافقتموهم في بعض آرائهم، وحقاً أنتم المعتزلة لأنكم شاركتموهم في إنكار الولاية والأولياء والكرامة والكرامات، وحياة الموتى وتحكيم العقل في المغيبات من أمور الدين. وأنتم من يعمل عمل الخوارج، فإذا جاءكم أحد من المسلمين ـ وخاصة طلبة العلم ـ تبدأون في عقيدته أصحيحة عندكم أم لا؟ ما تقول في كذا، وكذا، وأين الله؟ وهكذا كان يعمل الخوارج فيما سبق، فقد كانوا إذا جاءهم أو مرّ بهم المسلم الموحد امتحنوه، فإذا خالفهم قتلوه، أما المشرك أو الكافر فيتلطفون به ويتلون: (وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره.. الآية).

أفعال الوهابيين في الحجاز والمخالفة للسنّة


إنكم تغلقون مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العشاء مباشرة، وهو الذي لم يكن يغلق قبلكم في حياة المسلمين، وتمنعون الناس عن الإعتكاف والتهجد فيه. وإنكم لتمنعون دفن المسلم الذي يموت خارج المدينة المنورة ومكة المكرمة من الدفن فيهما وهما من البقاع الطيبة المباركة.

ومازلتم تمنعون النساء من الوصول الى المواجهة الشريفة أمام قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والسلام عليه أسوة بالرجال، ولو استطعتم لمنعتم النساء من الطواف مع محارمهن بالبيت الحرام، خلافاً لما كان عليه السلف الصالح والمسلمون، وإنكم لتحقّرون النساء المؤمنات المحصنات القانتات وتنهرونهن وتحجبونهن عن رؤية المسجد والإمام بحواجز كثيقة، وتنظرون إليهن نظرة الشك والإرتياب، وهذه بدعة شنيعة لإنه إحداث ما لم يحدث.

كما أتيتم بالمرتزقة والجهال من العابسين عند المواجهة الشريفة يستدبرون المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأقفيتهم وظهورهم، ويستقبلون زواره والمسلمين بوجوه عابسة مكفهرة تنظر إليهم شزراً متهمة إياهم بالشرك والإبتداع يكادون أن يبطشوا بهم، إذ يوبّخون هذا، وينتهرون ذاك، ويضربون يد الثالث، ويرفعون أصواتهم زاجرين.. كل هذا مع الكبر والإستمرار في إهانة أحباب المصطفى وزواره المؤمنين في حضرته الشريفة وقبالة مضجعه الشريف.

وفي الوقت الذي تفصلون النساء عن ذويهن ومحارمهن في المسجد النبوي بحجة الغيرة على العرض والدين، توقفون الرجال من أتباعكم أمام مداخل النساء يستشرفونهن وكأنهم معصومون عن كل ما يصدر عن غيرهم، كما أنكم توقفون مراقبيكم من الرجال بين صفوف الطائفين والطائفات من الحجاج والمعتمرين يستشرفون وجوه النساء ويطالبونهن بالحجاب خلافاً لما عليه الجمهور من وجوب كشف الوجوه عند أداء هذه الشعيرة. ولا تعترضون على من يُرعب المسلمين الموجودين في الحرم المكي ويحقق معهم ثم يقبض عليهم إذا لم يجد معهم (سند الإقامة) خلافاً لقول الله تعالى عن الحرم الشريف: (ومن دخله كان آمناً) وهو أيضاً مما يشوش ويعكر الصفو والهدوء والسكينة والهيبة على المعتكفين والركع السجود.

وسعيتم لبدعة كبيرة لم تسبقوا إليها حتى من أسلافكم في العقيدة والمنهج، وهي أنكم سعيتم لغلق وقفل (البقيع الشريف) ومنع الدفن فيه، ونقل دفن الأموات الجدد الى موقع آخر بعيد عما تسمونه موقع الشرك والبدع في رأيكم، ولمنع الناس من الدخول الى البقيع وزيارة من فيه من الآل والصحابة والتابعين وبقية الصالحين، ولكن الله تعالى أحبط مسعاكم.

تزوير التراث


كما قمتم بتزوير التراث، ودأبتم على أن تحذفوا مالا يعجبكم ويرضيكم من كتب التراث الإسلامي التي لا تستطيعون منع دخولها المملكة، وفي هذا اعتداء شرعي وقانوني على آراء المؤلفين من علماء السلف الصالح الذين لا يستطيعون مقاضاتكم في الدنيا بل عند الديّان في الآخرة. ومما حذف أو غيّر وزوّر: كتاب (الأذكار) للإمام محيي الدين النووي وذلك في طبعة الرياض سنة 1409هـ، بتحقيق عبد القادر الأرناؤوط، حيث استبدل (ص 295) عنوان فصل في زيارة قبر الرسول بعنوان: فصل في زيارة مسجد رسول الله، مع حذف عدة أسطر من أول الفصل ومن آخره، وحذف قصة العتبي بكاملها؛ كما حذفت عبارات لا تعجبكم من حاشية الصاوي على تفسير الجلالين؛ وحذف الفصل الخاص بالأولياء والأبدال والصالحين من (حاشية ابن عابدين الشامي) في الفقه الحنفي؛ وحذف الجزء العاشر من الفتاوى لابن تيمية وهو الخاص بالتصوف في طبعتكم الأخيرة للفتاوى؛ وأصدر الشيخ ابن باز ثلاثة أجزاء يسترك على ما لا يعجبه في كتاب (فتح الباري بشرح البخاري)؛ وفسح الى أبي بكر الجزائري بأن يعمل تفسيراً للقرآن الكريم يكون بديلاً ومنافساً لتفسير الجلالين ولبّس على الناس أنه هو ليتم ترويجه على العامة.

هذا ولازلتم تمنعون الناس من إدخال وقراءة كتاب (دلائل الخيرات) للشيخ العارف بالله محمد سليمان الجزولي الحسني في الصلوات على النبي عليه الصلاة والسلام، وكذا غيره من الكتب في حين أنكم تعلمون ما يدخل ويعرض من الكتب والمجلات والمطبوعات المنكرة شرعاً، فاتقوا الله.

التضييق على أهل الحجاز


تفرضون على المؤذنين الحجازيين أسلوباً معيّناً في الأذان هو أسلوبكم في نجد، وزمناً معيّناً محدوداً، وتطلبون عدم ترخيم الصوت وتحليته بنداء المسلمين لهذه الشعيرة العظيمة (الصلاة). كما وتمنعون التدريس والوعظ في الحرمين الشريفين ولو كان المدرس من كبار علماء المسلمين، وحتى لو كان من علماء الحجاز والأحساء، ما لم يكن على مذهبكم، وبإذن صريح منكم مكتوب ومختوم، ويمنع غيركم حتى ولو كان شيخ الأزهر الشريف، فاتقوا الله ولا تغلوا في مذهبكم وأحسنوا الظن بإخوانكم من علماء المسلمين. لقد منعتم الدروس إلا دروسكم، والمذاهب إلا مذهبكم، والوعظ إلاّ وعظكم، والدعاة إلاّ دعاتكم.. فتعطلت مجالس العلم، ودرست محافل الوعظ، وخوت حلقات القرآن، واستخفت مجالس الذكر، فماذا أنتم قائلون لربكم غداً؟

كان للمذاهب الأربعة في الحرم المكي منابر فهدمتموها ثم كراسي للتدريس فمنعتموها، وكان من آخرها كرسي الدكتور السيد محمد بن علوي المالكي، الذي أحياه بعد أبيه وجده، فضاقت أعينكم أن تراه، فاتهمتموه بالضلال وبالكفر البواح في كتابكم (الحوار) ولولا أن أعانني الله تعالى فدافعت عنه بكتاب (الرد المنيع) ودافع عنه آخرون من أهل العلم في كتبهم لكان الآن في خبر كان. وكان هناك علماء يدرسون في الحرم النبوي الشريف على المذاهب الأربعة، من آخرهم الشيخ عبد الرحمن الجهني الشافعي صاحب كتاب: (قطف الثمار في أحكام الحج والإعتمار) فمنعتموه حتى يحصل على تصريح من الشيخ إبن باز، ولم يمنح له التصريح فأوقف.. وكذلك العلامة الورع المفتي الشيخ عبد الله سعيد اللحجي الشافعي رحمه الله تعالى، أوقفه عن الدرس جاسوس لكم، ولم تنجح المساعي لدى إبن باز لإعادته للدرس فحرم الطلبة من دروسه النافعة. ومن قبله أوقف العلامة المحقق الشيخ إسماعيل عثمان الزين الشافعي رحمة الله عليه، وضُيّق عليه، فالله حسيبكم.

وبذلك أقفل في الحرمين الشريفين باب تدريس علوم المذاهب الأربعة، والذي كان مستمراً ومتواصلاً منذ العصور الزاهية للإسلام أيام التابعين وتابعيهم من خير القرون الممدوحة، وحتى في أيام أسلافكم لما دخلوا الحجاز، وتركتم المجال اليوم فيها للجزائري وصهره وأضرابه ينادي بأعلى صوته بجوار المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أن: ''أبوي النبي في النار، أبوي النبي في النار، يكررها) ويرفع بها عقيرته، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

وكان لأهل الأحساء من أصحاب المذاهب الأربعة مدارس خاصة لكل مذهب أغلقتموها ومنعتم التدريس فيها لأنه لا يجوز عندكم تدريس ما سوى مذهبكم في المدارس التي تشرفون عليها للذكور والإناث، ولما صاروا يقيمون بعض الدروس في بيوتهم راقبتموهم وضايقتموهم وحاصرتموهم وتجسستم عليهم، فهل هذه أعمال الدعاة الأبرار والرجال الأخيار؟

ثم إنكم لا تعهدون بالإمامة في الحرمين الشريفين إلا لأحدكم (من نجد) وتحظرونها على من سواكم من علماء الحجاز والأحساء وغيرهم، فهل هذا من العدل، أو من الدين بالضرورة؟ وتمنعون النساء من زيارة البقيع الشريف بلا دليل قطعي مجمع عليه من الشرع، وتضيقون على المسلمين في الزيارة إلا في أوقات محدودة وقصيرة. وقد منعتم المزوّرين في المدينة المنورة من مرافقة الزائرين وقطعتم أرزاقهم، وبدونهم صار الناس يتخبطون ولا يعرفون أماكن قبور آل البيت الكرام، وأمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم، وهذا ظلم وتعسف وقهر وبطر لا يرضاه الله ورسوله الكريم، فانتهوا هداكم الله.

وإنكم لتتجسسون وتلاحقون وتستجوبون وتعاقبون من يقيم مجالس الإحتفال والإحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف التي تخلو من أي منكر في الشرع، في حين لا تعترضون على مجالس اللهو والطرب والغناء ومظاهرها بشتى ألوانها وأنواعها، فهل يجوز الكيل بمكيالين؟ وهل تجوز إهانة المؤمن المحب ومراضاة الفاسق المستهتر؟

وبعد هذا، أنشأتم مكتب استجواب ومحاكمة وتحقيق في زاوية الحرم النبوي (القديمة) وكذلك بجوار البقيع حالياً وصرتم تحاكمون فيها من ترقبونه يتوسل أو يكثر الزيارة أو يخشع أو يبكي أو يدعو الله تعالى أمام القبر الشريف متوسلاً به الى الله تعالى، حيث توجه لهم قائمة من الأسئلة ـ الجاهزة سلفاً ـ عن مشروعية الزيارة والتوسل والمولد الشريف، فمن وجدتموه مخالفاً لذلك سجنتموه وألغيتم إقامته وأبعدتموه من البلاد، مع أن هذه أمور تدور بين الإستحباب والإباحة عند العلماء حتى الحنابلة منهم، فلا يجوز تكفير المسلم بها ومعاقبته. وقد حدثني من أثق به من السجناء أنه كانت الأغلال في يديه طيلة فترة السجن الذي امتدّ شهراً، وكان يتوضّأ ويصلي وهي في يده، كما كان ممنوعاً حتى من قراءة القرآن الكريم، فاتقوا الله تعالى فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. ولا يجوز أن يكون فعل ذلك في مسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم المبعوث رحمة للعالمين.. فكيف بالمسلمين الذين تعاملونهم هذه المعاملة القاسية المنكرة بجواره الكريم، وفي مسجده الشريف؟

تدمير الآثار الإسلامية


لقد هدمتم معالم قبور الصحابة وأمهات المؤمنين وآل البيت الكرام رضي الله عنهم، وتركتموها قاعاً صفصفاً وشواهدها حجارة مبعثرة، لا يُعلم قبر هذا من هذا، بل سُكب على بعضها (كقبر السيدة آمنة بنت وهب أم الحبيب المصطفى) البنزين، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. فهلاّ أبقيتم وسمحتم بالتحجير وهو مباح، وارتفاع القبر شبراً، وهو مباح مع الشاهدين!

وأعملتم معولكم في هدم آثار النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام في المدينة المنورة خاصة والحرمين الشريفين عامة، حتى كاد أن لا يبقى منها إلا المسجد النبوي الشريف وحده، في حين أن الأمم تعتزّ وتحتفظ بآثارها، ذكرى وعبرة ودليلاً على ماضيها التليد، وترون أن كلّ أثرٍ يُقصد للإطلاع والزيارة شرك بالله تعالى.. فلماذا تحرمون المسلمين من مشاهدة معالم وآثار معركة بدر وأحد والحديبية وحنين والأحزاب وغيرها من (أيام الله) التي نصر بها رسوله وعباده الصالحين، وهزم الشرك والمشركين؟

هذا وإنكم تنتهزون كل عام فرصة صيانة وصباغة وترميم المسجد النبوي الشريف، لتزيلوا كثيراً من المعالم الإسلامية الموجودة في خلو المسجد الشريف من الآثار والمدائح النبوية، فقد طمستم كثيراً من أبيات البردة النبوية للبوصيري، وتريدون طمس البيتين الشهيرين المكتوبين على الشباك الشريف الواردين في قصة العتبي كما ذكرها ابن كثير في التفسير:

يا خير من دُفنت بالقاع أعظمه

فطاب من طيبهنّ القاعُ والأَكَمُ

نفسي الفداء لقبرٍ أنتَ ساكنهُ

فيه العفافُ وفيه الجودُ والكرمُ

وكان هناك أثر (مبرك الناقة) ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في مسجد (قباء) يوم قدومه مهاجراً الى المدينة في مكان نزل فيه قوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى.. الآية) فأزلتم هذا الأثر، وكنّا نشاهده حتى وقت قريب.

وكان في مسجد القبلتين علامة على القبلة القديمة الى المسجد الأقصى المنسوخة فأزلتموها باعتباها بدعة. وأزلتم بستان الصحابي سلمان الفارسي رضي الله عنه، حيث كانت هناك نخلة غرسها النبي وردمتم بئر (العين الزرقاء) قرب قباء، وبئر أريس (بئر الخاتم) ومنعتم مشاهدة بئر رومة التي اشتراها عثمان رضي الله عنه من اليهودي وأوقفها في سبيل الله، وهناك آثار أخرى كثيرة هامة إمّا أزيلت كليّة أو غيّرت معالمها.

كما وضعتم معاولكم في بيت الصحابي الجليل أبي أيوب الأنصاري الذي استضاف فيه النبي عليه الصلاة والسلام عند قدومه المدينة المنورة قبل بناء حجراته الشريفة، وقد حافظت عليه كل العهود السابقة.. فهدمتم هذا الأثر الشريف الذي في قبلة محراب المسجد النبوي الشريف، وذلك بزعمكم أن المسلمين (المشركين) يتبركون به!

وهدمتم بجوار بيت أبي أيوب الأنصاري مكتبة شيخ الإسلام عارف حكمت المليئة بالكتب والمخطوطات النفيسة وكان طراز بنائها العثماني رائعاً ومميزاً، رغم أنه بعيد عن توسعة الحرم ولا علاقه له بها. كما ردمتم (بيرحاء) التي دخلت في التوسعة ولم تتركوا عليها أثراً أو علامة كأثر دخله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تبقوا في المدينة المنورة من آثار المصطفى وأصحابه غير المسجد النبوي وحده.. فهل يجوز أن نقلّد اليهود في إزالتهم لكل أثر إسلامي في القدس الشريف فنزيل آثارنا؟ وماذا أبقيتم للأجيال القادمة من تراثنا المجيد؟!

وأخيراً سمحتم لأحد المحسنين من أهل المدينة بهدم وإعادة بناء مسجد أبي بكر الصديق رضي الله عنه في جبل الخندق على حسابه الخاص، وبعد الهدم أوقفتم رخصة البناء لأنكم تعتبرون زيارة المساجد السبعة في موقع معركة الخندق النازلة فيها سورة الأحزاب بدعة، بل وتتمنون هدمها.

ورضيتم ولم تعارضوا هدم بيت السيدة خديجة الكبرى أم المؤمنين والحبيبة الأولى لرسول رب العالمين، المكان الذي هو مهبط الوحي الأول عليه من رب العزة والجلال، وسكتم على هذا الهدم راضين أن يكون المكان بعد هدمه دورات مياه وبيوت خلاء، وميضآت. فأين الخوف من الله تعالى؟ وأين الحياء من رسوله الكريم؟

وحاولتم ولازلتم تحاولون وجعلتم دأبكم هدم البقية الباقية من آثار رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، ألا وهي (البقعة الشريفة التي ولد فيها) التي هدمت ثم جعلت سوقاً للبهائم، ثم حولها الصالحون بالحيلة الى مكتبة هي (مكتبة مكة المكرمة) فصرتم ترمون المكان بعيون الشر والتهديد والإنتقام، وتتربصون به الدوائر، وطالبتم صراحة بهدمه، واستعديتم السلطة وحرضتموها على ذلك، بعد اتخاذ قرار من هيئة كبار علمائكم قبل سنوات قليلة (وعندي شريط صريح بذلك).

وسمحتم لمقبل الوادعي المعروف بكثرة سبابه وطعنه على مخالفيه من العلماء والدعاة وصلحاء هذه الأمة، كما تشهد بذلك كتبه وأشرطته، سمحتم له أن يتقدم ببحث في نهاية دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية بعنوان : (حول القبّة المبنيّة على قبر الرسول صلى الله عليه وسلم)، وبإشراف الشيخ حماد الأنصاري، طالب فيها جهاراً نهاراً بإخراج القبر الشريف من المسجد النبوي، واعتبر وجود القبر والقبّة الشريفة بدعة كبيرة وطالب بإزالتها وهدمها. ومنحتموه فوق ذلك درجة الفوز والنجاح! وقد وجّه هذا الرجل المئات من أتباعه ومقلديه ونحوهم ممن تأثّر بمذهبكم، وهم حاملي السلاح الى هدم ونبش قبور المسلمين الصالحين في عدن باليمن فعاثوا في الأرض فساداً وخراباً، فنبشوا قبور الموتى بالمساحي ونحوها حتى أخرجوا عظام بعضهم وانتهكوا حرماتهم وأثاروا فتنة عمياء، وبلغنا أنهم استخدموا في ذلك المتفجرات (الديناميت) في بعض المواضع في اليمن. وهذا كلّه في صحيفة أعمالكم.

فيا سوء الأدب وقلّة الوفاء لهذا النبي الكريم الذي أخرجنا الله به وإياكم والأجداد من الظلمات الى النور! ويا قلّة الحياء منه يوم الورود على حوضه الشريف! ويا بؤس وشقاء فرقة تكره نبيها سواء بالقول أو بالعمل وتحقره وتسعى لمحو آثاره!

cimoo
2013-01-28, 20:34
هدم اثار المسلمين و ترك اثار اليهود !!



لا يمكن أن تكون الوهابية ممثلاً ـ فضلاً عن (الممثل) ـ صادقاً للإسلام ولتراث المسلمين في الحجاز.. دعك من حقيقة أن من يكفّر المسلم الآخر لا يمكن أن يكون ممثلاً له، بل هو قاصٍ مجحف بحقّه، فما بالك إذا ما أعلن عليه الحرب قولاً وفعلاً، واستباح دمه وماله وعرضه؟ ما فعله الوهابيون بتراث المسلمين وآثار الإسلام في الديار المقدّسة من تدمير وإزالة يصعب حصره، وكأن هناك مخططاً من أعداء هذه الإمّة لإزالة كل مواقع العزّة والرفعة التي تجعل من تاريخ المسلمين حيّاً في قلوب وعقول الأجيال المعاصرة.

أول ما فعله هؤلاء هو تدمير آلاف من قبور الصحابة من المهاجرين والأنصار (تصل الى عشرة آلاف) وغيرهم من آل البيت والتابعين والشهداء في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة، وإزالة القبب، حتى أنه لا يمكن التعرّف اليوم إلا على بضعة قبور منها، وجاء ذلك بناء على فتوى الشيخ عبد الله بن بلهيد وبإدّعاء عبادة المسلمين لهذه القبور من دون الله. وفعلوا نفس الشيء في مقبرة المعلّى بمكة المكرمة، فدمّر قبر أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وقبر أبي طالب، وقبر آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها.

ترافق مع احتلال المدينة المنورة من قبل الوهابية.. تهجير لسكانها بحيث لم يبق من بين 70-80 ألفاً سوى ستة آلاف، بعد خمسة عشر شهراً من الحصار الوهابي لها، وقد وصفت المدينة فور سقوطها بأن ''الشوارع والأزقّة فارغة والبيوت مهدّمة، وملامح الإعياء بادية ظاهرة وكأن الزلزال أصابها''. ووصف أحدهم البقيع فور تدميره أواخر 1925، وبداية 1926م: ''حين دخلتُ إليه وجدتُ منظره منظر بلدة قد خربت عن آخرها. لم يكن في أنحاء المقبرة كلها ما يمكن أن يشاهد سوى أحجار مبعثرة وأكوام صغيرة من التراب لا حدود لها، وقطع من الخشب.. كان ذلك أشبه بالبقايا المبعثرة لبلدة أصابها الزلزال فخربها كلها.. كان كل شيء عبارة عن طرق وعرة تتخللها مواد الأبنية المهدمة وشواهد القبور المبعثرة. لم يحدث هذا بفعل الزمن وعوارض الطبيعة، بل صنعته يد الإنسان عن عمد وتقصد''.

وفي المدينة المنورة أيضاً، تم تدمير قبر الحمزة سيد الشهداء، والمسجد المشاد عليه، كما تمّ تدمير قبور شهداء أحد، كما تعرضت قبة المسجد النبوي الشريف للقصف المدفعي. أما في مكة المكرمة، فكتب وفد جمعية الخلافة الهندي الذي كان حاضراً فيها يقول: ''دمرت في مكة مقبرة المعلّى، والبيت الذي ولد فيه الرسول''. وفي مايو 1926 قابل وفد من مسلمي الهند بمجرد وصوله جدة ممثل مشايخ الوهابية عبد العزيز العتيقي ''فأكد الأخبار التي سمعناها وقال بأنهم اعتبروا القبب وغيرها بدعة وكفراً، وأنهم في هذا الأمر لا يهتمون بالرأي العام الإسلامي، أو أن المسلمين يعجبهم ذلك أم لا؟''. وأبرق الوفد لممثلي المسلمين في الهند: ''إننا نشعر بالحزن لإبلاغكم بأن مثل مكة المعظمة ومساجد المدينة المنورة لم تحفظ حرمتها، وأن مثل قبب المساجد قد أُزيلت نهائياً: مثل مسجد فاطمة، ومسجد الثنايا، ومسجد المنارتين، ومسجد المائدة ومسجد الإجابة''. وأزال الوهابيون بجهلهم موضع ولادة الرسول، وهدموا منزل السيدة خديجة ومنزل أبي بكر رضي الله عنهما.

إن مصيبة المسلمين لم تكن فقط بهدم القباب والقبور، بل كل الآثار الإسلامية الأخرى، كمنازل الصحابة وبني هاشم، فإذا كان عذر الوهابيين أن القبور تُعبد من دون الله، فهل هدم بيت رسول الله في المدينة ومنزل الزهراء، وخديجة، ومنزل الحمزة، وسقيفة بني ساعدة، ودار الأرقم بن أبي الأرقم، ومكان العريش التاريخي في بدر.. هل هدم مثل هذه الأماكن يمكن تبريرها بمثل ما برر الوهابيون؟ قال فيلبي مستشار إبن سعود وصديقه والذي ادّعى الإسلام وحجّ سنة 1931 بأن ما قام به الوهابيون من تدمير للأماكن الأثرية ''سيجعل الأجيال القادمة تنسى الوقائع التاريخية المرتبطة بها''.

هذا الذي يحصل الآن ، فإن كثيراً من المسلمين في الحجاز ما عاد يعرف هذه الأماكن المندثرة ولا المعاني التي ارتبطت بها هذه الأماكن من سيرة النبي وأصحابه صلى الله عليه وءاله وسلم
وإلى أيامنا لا زالت أيدي الوهابية السوداء تدمر ءاثار المسلمين ومنذ مدة ليست ببعيدة دمروا مسجد ومقام السيد علي العريضي ابن الإمام جعفر الصادق في المدينة المنورة .
كما تعمل حكومتهم الآن على إغلاق ثم هدم ما تبقى من المساجد السبعة في المدينة المنورة بحجة أنهم يبنون مسجداً كبيراً ، لكنهم يبنونه خارج حدود المساجد المدمرة .
كما دمروا سابقاً مسجد الجمعة حيث صلى رسولُ الله صلى الله عليه وءاله وسلم صلاة الجمعة عند دخوله المدينة المنورة مهاجراً ، وأظهروا للناس أنهم يريدون بناء مسجد أكبر ، وهذا ما فعلوه لكنهم بنـَوه على أرض مجاورة للمكان الأصلي وليس في موقعه الأساسي .
إن ممارسات الوهابيين بدعم من آل سعود بالغة الإيذاء وشملت كل شيء تقريباً. فإضافة الى فرض تدريس مذهبهم في الحرمين الشريفين، ومن ثمّ منع الآخرين من أتباع المذاهب الإسلامية من إلغاء حلقات دروسهم.. استمرت الضغوط على الحجاج وسكان الحرم لترويضهم ولقبول المذهب الرسمي، عبر الإيذاء والتحرّش والإستخفاف بالمشاعر والمعتقدات والإعتداء بالجلد والضرب والشتم لكل من يخالفهم من رواد الديار المقدسة من داخل البلاد وخارجها، وهو أول ما يلحظه المعتمرون والحجاج حتى اليوم.. الأمر الذي اضطرّ طلبة العلم الشرعي وعلماء الحجاز الى الفرار خارج الحجاز أو الإنزواء في بيوتهم، بعد أن مُنعوا قسراً من التدريس في الحرم، وقليل منهم ـ وعلى وجل ـ فتح باب منزله لإلقاء دروسه فيه.

وكان الوهابيون قد صادروا المدارس المالكية والشافعية والحنفية وغيروا مناهجها، واستولوا على أموال الأوقاف المخصصة لها، بأوامر الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ، الذي ضيّق بوجه خاص على المدارس الحنفية في المدينة المنورة (المدرسة النظامية) التي رفضت تدريس كتاب التوحيد المعتمد الأصل للفكر الوهابي فكان سبباً في إغلاقها في أغسطس 1931.

زد على ذلك، الحقد الغريب على كل ما يمتّ للتراث الإسلامي حتى شمل الشجر وآبار المياه. فقد قطعوا جميع الأشجار التي في المسجد النبوي، وطمروا بئر الماء الموجودة فيه عام 1927م.. والأكثر فظاعة ما جرى للمكتبات الإسلامية العامة في الحجاز خاصة في مكة المكرمة، إذ بمجرد أن احتلّ السعوديون المدينتين المقدستين اختفت مجموعات ثمينة من الكتب والمخطوطات ولم يعرف لها أثر. قيل ان المكتبة الوحيدة التي سلمت هي مكتبة السلطان محمود الكائنة بجوار باب السلام، ولكن تبين فيما بعد أن الوهابيين أغلقوها، أما مكتبة بشير آغا الشهيرة، ومكتبات الشفاء والسلطان عبد الحميد وعمر أفندي فلم يعد لها وجود في المدينة المنورة، وقد نُهبت معظم كتبها، وأحرق الوهابيون الكتب والمخطوطات التي لم تعجبهم منها، وباعوا قسماً آخر نظير المال. أما مكتبة عارف حكمت، فكانت آخر المكتبات العامة التي أغلقت وصودرت كتبها، وهناك من يقول بأنها خسرت هي الأخرى نحو عشرين ألف مخطوطة صادرها المشايخ الوهابيون وأتلفوها حرقاً!
كل هذا كان يجري والعالم الإسلامي لم يكن صامتاً، ولكن الوهابيين وآل سعود المدعومين من الإنجليز أولاً ومن الأميركيين تالياً، لا يعيرون بالاً فيما يعتقدونه واجبٌ ديني. الغريب أن آثار خيبر (اليهودية في جملتها) هي التي تقف اليوم شاهدة على تسامح الوهابيين! فلماذا؟ في حين أنهم يريدون تدمير القبة التي على قبر النبي، وإخراج قبره عليه الصلاة والسلام من مسجده، وهو ما يعتزم الوهابيون فعله في اللحظة التي تتيحها الظروف لهم بحيث لا تكون هناك ردّة فعل غير متوقّعة يكون ضررها على الوهابية وآل سعود أكبر من المنافع المذهبية الضيّقة التي يرونها.
وأيضاً لا يزال حصن اليهودي عدو الله كعب بن الأشرف ماثلاً في المدينة المنورة ، وتحملت دائرة الآثار حمايته حيث وضعت لوحة تهدد من يتعرض له ولو بنقل حجر .

تعس قوم يحمون ءاثار اليهود ويتنافسون في هدم ءاثار المسلمين .

cimoo
2013-01-28, 20:37
هل فهمتم الدافع الحقيقي
ليس التوسعة لكثرة المسلمين وليس الاحدايث التي تجيز هدم القباب
لالا
لا يخدعوكم
فلما كان الحجاج بضع مئات اوالوف فقط وليس ملايين مثل الان
كان المشروع قديم وقائما
المقولة اشد جحة ودللالا وتعبير

قال فيلبي الجاسوس اليهودي مستشار إبن سعود وصديقه والذي ادّعى الإسلام وحجّ سنة 1931 بأن ما قام به الوهابيون من تدمير للأماكن الأثرية ''سيجعل الأجيال القادمة تنسى الوقائع التاريخية المرتبطة بها''.

cimoo
2013-01-28, 20:54
الوهابية والآثار
بسم الله وبعد 000000000000تحذير منطقة آثار


ما فتئت بعثات الاستكشاف الغربية منذ أمد بعيد تنقب في بلاد المسلمين عن كل أثر جاهلي لتصنع منه قوى الشرِّ رموزاً تحوم حولها بلاد العرب خاصة؛ لنمسي ومنا الفرعوني، ومنا البابلي، ومنا الأشوري، وهناك الحضارة السومرية وهنا حضارة مجان وتلك حضارة دلمون، وأثر هنا يقول إنَّ بعضنا من قوم عاد وأثر هناك يدل على أن بعضنا من قوم ثمود، والخلاصة أن المراد تقطيع أمة الإسلام إلى أمم عديدة لا يربطها إلا الجاهلية وأَخذُ ربِّك.

وللغرب من يهود ونصارى عذرهم فيما يفعلون فهم العدو وعلينا أن نحذرهم، ولكن ماذا إذا كان الهجوم علينا من الداخل؟ ماذا إذا كان الهجوم من قوم يهدمون آثار الإسلام ويعمرون آثار اليهود؟ نعم إن ذلك كائن على أرض فلسطين بأيدي اليهود، ولكنه وللأسف واقع أيضاً في أرض الحرمين الشريفين؛ بل وفي مدينة رسول الله خصوصاً من قِبَل الوهابية! وفي الناس من سيستعظم ما أقول، فأقول رويدا، ويأتيك بالأخبار من لم تُزَوِّدِ.

لقد هُدم الكثير من آثار الإسلام في المدينة النبوية، ولو كان هذا التهديم في سبيل توسعة المسجد النبوي أو لبناء مساجد أوسع لساندناهم فيما يفعلون، ولكن هؤلاء لا يهدمون إلا لقصد التخريب معتمدين على حجة واهية وهي طمس كل ما يمكن أن يعبد من دون الله، محتجين بما فعله عمر من قطع شجرة بيعة الرضوان[1]، مع أن القصة غير ثابتة عند أهل الحديث لأنها واردة بإسناد منقطع[2]، هذا في الوقت الذي يعمرون فيه آثار اليهود! نعم آثار اليهود بل والمنافقين؛ وإليك الأدلة:

1. المساجد

لقد هدم الوهابية الكثير من المساجد الأثرية الإسلامية وأقاموا مكانها مواقف للسيارات! ومن هذه المساجد مسجد الشمس ومسجد ثنيّة الوداع ومسجد الغرس ومسجد الفضيخ، وكلها مساجد جاءت روايات كثيرة تدل على أن النبي الكريم قد صلى فيها، فكيف للوهابية أن يتصرفوا فيها بهدمٍ وتخريب؟! ولا يجوز بحال أن تهدم المساجد لتقوم مقامها مواقف للسيارات، فكيف إذا كانت هذه المواقف غير ضرورية إطلاقا؟ أما الادعاء بأن الناس يعبدونها من دون الله فهذا من الكذب والبهتان على المسلمين والتصرف في آثار الإسلام بغير حق، ولو كان المسلمون بهذا التطرف لعبدوا الكعبة أو المسجد النبوي أو القبر الشريف لا مساجد أخرى.

2. دار سعد بن خيثمة

وهو أول بيت نزله رسول الله عند مجيئه المدينة المنورة، وهو جنوب مسجد قباء قرابة عشرين مترا، وقد بنى الناس على أنقاضه مسجداً يعبدون الله فيه لتبقى تلك الذكرى العبقة حيث أول منـزل نزله الرسول في المدينة، ولكن يأبى الوهابية أن يتركوا للإسلام الحنيف أثرا، فبعد أن هدموا العقائد لا بد أن يهدموا الآثار، فهدم في أكتوبر من عام 1987 وحوِّل موقفاً للسيارات!

3. الآبار

ومن الآبار التي هدِّمت:

أ. بئر أريس[3]: وهي بئر تقع على ميلين من المدينة[4]، وهي التي سقط فيها خاتم رسول الله من يد ذي النورين عثمان بن عفَّان[5]؛ يقول السمهودي (وهي البئر المعروفة اليوم بقباء من أعذب آبار المدينة)[6] وقد طمسها الوهابية بحجة منع عبادتها من دون الله! وهل فينا من رأى مسلماً أو كافراً يعبدالآبار؟!

ب. وبئر غرس[7]: وهي بئر رسول الله [8] تقع شرقي مسجد قباء بنصف ميل. روى ابن سعد في الطبقات الكبرى[9] (وكان – أي الرسول - يشرب من بئر غرس بقباء وبرك فيها وقال هي عين من عيون الجنة.. عن ابن عمر قال قال رسول الله وهو جالس على شفير بئر غرس: (رأيت الليلة أني جالس على عين من عيون الجنة) يعني هذه البئر.. عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله : (بئر غرس من عيون الجنة).. عن عمر بن الحكم قال قال رسول الله : (نعم البئر بئر غرس هي من عيون الجنة وماؤها أطيب المياه) وكان رسول الله يستعذب له منها وغُسِّل من بئر غرس[10].. عن سعيد بن رقيش قال سمعت أنس بن مالك يقول جئنا مع رسول الله قباء فانتهى إلى بئر غرس وإنه ليستقي منها على حمار ثم نقوم عامة النهار ما نجد فيها ماء فمضمض رسول الله في الدلو ورده فيها فجاشت بالرواء..)[11] لقد دمَّر الوهابية هذه الآبار بحجة منع الناس من عبادتها، مع أنها آبار مباركة، فلماذا يهدم الوهابية آثار الإسلام؟!



4. تل الرماة وغار جبل أحد

وهو تل وقف عليه الرماة في غزوة أحد، وله أهمية بالغة في تاريخ الأمة العسكري، ولأخذ العبرة والعظة في وجوب الالتزام المطلق بأوامر النبي ، ولكن يأبى الوهابية إلا محو معالم الإسلام فهدموه حتى لم يبق منه إلا جزء يسير. أما غار جبل أحد الجبل الذي يحبنا ونحبه والذي صعد إليه الرسول الكريم بعد أن كسرت رباعيته في معركة أحد فقد بنى الوهابية على هذا الغار فسدُّوه لكي لا يبقى له من أثر.



5. الخندق وسور المدينة المنورة

الخندق معلم حضاري عسكري إسلامي، فيه عبر ومواعظ، يمتد من طرف الحرَّة الشرقية إلى طرف الحرَّة الغربية من الناحية الشمالية[12]، حفره رسول الله بيديه الشريفتين مع أصحابه الأطهار رضوان الله عليهم، ردمه الوهابية وطمسوا معالمه منذ بضع سنوات.

ومن بين الآثار التي هدمها الوهابية[13] سور المدينة المنورة، وقد دمِّرت أبوابه ومسجد بقربها سنة 1984 وحوِّل مكان المسجد إلى موقف للسيارات[14].

حماية آثار اليهود

في الوقت الذي تخفى فيه آثار الإسلام بالمدينة، يحمي الوهابية آثار اليهود والمنافقين:

أ. فبالنسبة لآثار اليهود فقد وضعت لائحة أمام حصن كعب بن الأشرف رأس اليهود تقول (تحذير. منطقة آثار: يحظر التعدي عليها تحت طائلة العقوبات الواردة بنظام الآثار بالمرسوم الملكي رقم و/26 وتاريخ 12/6/1392هـ)[15]!!!!



ب. وبالنسبة لآثار المنافقين فقد كان يوجد إلى الشمال الشرقي من مسجد قباء وبالقرب منه[16] مسجد الضرار، فهدم الوهابية أصل مسجد قباء من حيث المحراب ولم يعد له أي معلم بينما مُدَّ البناء الجديد باتجاه مسجد الضرار ليدخل فيه! وهذا غير جائز شرعاً بعد أن قال الله سبحانه فيه {لا تقم فيه أبدا} فهاهم الوهابية يُخرجون الناس من قباء إلى الضرار، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

بأمر من يحدث كل هذا؟

ختاماً لك أن تسأل: بأمر من يتم هذا التشويه؟!

هذا الدمار يشرف عليه ذرية محمد بن عبدالوهاب (آل الشيخ) ففي وثيقة رسمية سعودية تحمل رقم 9696/3م بتاريخ 21/4/1396 وقعها الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن حسن آل الشيخ جاء ما يلي (نزع ملكية البستان الواقع بالمدينة المنورة جنوبي البقيع الذي توجد به النخلتان اللتان يقال إنهما لسلمان الفارسي[17]، وجعله حديقة عامة، حيث إن موقعه صالح لهذا الغرض، وليتحقق بذلك إخفاء معالم النخلتين) عجيب!! الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف أصبح مخطِّط بلديات، يختار الأماكن الصالحة لتكون حدائق عامة ومواقف سيارات! أما إذا أردت أن تعلم - أيها القارئ الكريم - من أمر النخل شيئا فإنها من فسل رسول الله الذي بارك الله فيه، لذا فآثار النخل كانت باقية تقوم اللِّينة على أثر أمها، فقد جاء عند أحمد بسند صحيح في حديث سلمان الطويل عن محمود بن لبيد وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم جميعا: (.. ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ بَدْرٌ وَأُحُدٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ[18] وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لأَصْحَابِهِ أَعِينُوا أَخَاكُمْ فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ الرَّجُلُ بِثَلاثِينَ وَدِيَّةً[19] وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ يَعْنِي الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلاثُمِائَةِ وَدِيَّةٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ[20] لَهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ فَفَقَّرْتُ لَهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ مَعِي إِلَيْهَا فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللَّهِ بِيَدِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ..)[21]

كلا يا أخي سلمان! لقد قتلت كلها بأيدي مشايخ الوهابية!

هكذا أخي القاريء يأمر آل الشيخ باستئصال نخل زرع أصلها رسول الله لماذا؟! لأن مكانها يصلح أن يكون حديقة عامة!!

وهكذا يؤدي الوهابية دورهم التاريخي الذي لن ينساه الدهر، ليصبح وجود المسلمين في المدينة[22] حادثاً قريبا، فلا آثار لهم إلا مبانٍ حديثة، ومجلات تباع على أرصفة مواقف السيارات الكثيرة! عناوينها: الموعد وسيدتي وهي وهو..الخ، وكي أكون منصفاً فهناك أيضاً محلات لبيع الجينـز والدخان المعسَّل! بينما حق اليهود ثابت في يثرب، آثارهم ما تزال عامرة باقية، فلهم أن يطالبوا بها في أي لحظة، فهي من الآثار العالمية التي يجب المحافظة عليها بلائحة (تحذير. منطقة آثار).[23]

[1] وقد استدل بهذا الشيخ محمد حامد الفقي في هامش اقتضاء الصراط المستقيم الذي فاجأه قول ابن تيمية هناك ص339: (ليس بذلك بأس أن يأتي الرجل المشاهد، إلا أنّ الناس قد أفرطوا في هذا جداً، وأكثروا فيه) وللفقي الحق أن يستنكر أقوال أئمته فقد ذكر ابن تيمية عدم تحريم الإمام أحمد ذبيحة من ذبح لكوكب الزهرة وروى ابن تيمية أن العلماء اختلفوا !! في تحريم هذه الذبيحة(اقتضاء الصراط ص 285)

[2] روى القصة ابن أبي شيبة (2/73/2) بانقطاع بين نافع وعمر، والمنقطع ضعيف كما هو معلوم، وقد ناقش انقطاع الرواية الألباني في تحذير الساجد (137-138) واستبعد أن يكون ابن عمر الواسطة بينهما لورود نص عن ابن عمر ينفي فيه اجتماع الناس تحتها من بعد البيعة.

[3] يراجع السمهودي، وفاء الوفا، ص 942-949

[4] ابن حبان، الثقات، 2/294

[5] روى الحادثة البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن سعد في الطبقات.

[6] السمهودي، وفاء الوفا، ص 984، وقد أورد ما يقارب السبع صفحات في كتابه لذكرها وفضلها.

[7] يراجع السمهودي، وفاء الوفا، ص 978-981

[8] رواه ابن ماجه وابن حبان وابن سعد وغيرهم

[9] ابن سعد، الطبقات الكبرى 1/502 باختصار، وقد سرد ابن سعد كل الآبار المعروفة المباركة التي كان يستقي منها رسول الله .

[10] وله شاهد عند ابن ماجه في كتاب ما جاء في الجنائز، وكذلك ابن سعد في رواية أخرى.

[11] يراجع كذلك ابن حبان، الثقات، 5/50 برقم 3804 في رواية عن أنس بن مالك رضي الله عنه.

[12] هو بذلك يزيد طولاً على الكيلو مترين

[13] هذا السور لم يكن على عهد النبي ولكنه بني من بعد وهو على كل حال أثر من آثار المسلمين، تحدثنا عنه لأن الحال التي عليها القوم هي طمس معالم المدينة الإسلامية في الوقت الذي يحمون فيه آثار اليهود.

[14] كان المسجد قرب باب المصري مع سوق الحبَّابة سابقاً وهو ضمن موقف السيارات الذي بني فوق المسجد، وجريمة المسجد أن من بناه سماه مسجد فاطمة فاستحق بذلك الهدم في الشرعة الوهابية!

[15] لرؤية صورة اللوحة التحذيرية يراجع عمر عبدالقادر المغربي، المهدم من آثار المدينة المنورة ص39، والمهندس يوسف الهاجري، البقيع: قصة تدمير آل سعود لآثار الإسلامية في الحجاز، ص223

[16] يقول ابن النجار (وهذا المسجد قريب من مسجد قباء).

[17] الشيخ ممن يترضى على يزيد بن معاوية وهو هنا لا يترضى على سلمان الفارسي رضي الله عنه.

[18] فقير النخلة: حفرة تحفر للفسيلة إذا حوِّلت لتغرس فيها. والفقير كذلك الجذع. ومن معانيها كذلك فم القناة. يراجع ابن الأثير، النهاية في غريب الأثر، المجلد الثالث، حرف الفاء مع القاف.

[19] أي الفسيلة الصغيرة (الشتلة)

[20] أي احفر

[21] وروى الخبر ابن عبدالبر والطبراني برجال الصحيح

[22] والذي فعلوه في مكة لا يقل بشاعة عما فعلوه بالمدينة وإنما هي مثال.

[23] للتوسع يراجع عمر عبدالقادر المغربي، الآثار النبوية التي هدّمها الحكم السعودي في المدينة المنورة.

cimoo
2013-01-28, 20:57
وهناك متناقضات كثيرة في نهج الدولة "السعودية"

مثلا ورد الخبر التالي في السي ان ان

السعودية تطلب ضم "الدرعية" لقائمة التراث الإنساني
http://www.newsarchiver.com/imgs2006-2/stor_100.jpg (http://www.newsarchiver.com/imgs2006-2/stor_100.jpg)
مدينة الدرعية القديمة عاصمة الدولتين السعوديتين الأولى والثانية

كذلك حصون خيبر وآثار اليهود في المدينة باقية ونظيفة ويتم تنظيم رحلات سياحية إليها

http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-6-492x250.jpg (http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-6-492x250.jpg)

http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-1.jpg (http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-1.jpg)

http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-2.jpg (http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-2.jpg)
http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87.jpg (http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87.jpg)
http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-00.jpg (http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-00.jpg)
http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-5.jpg (http://www.aadaat.com/wp-*******/uploads/2012/02/%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%B1..-%D8%AD%D8%B5%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%88%D8%AF-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%87-5.jpg)

أود أن أذكر بما ورد في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم حين حنّ جذع النخلة الذي كان يقف عليه الرسول فأمر أن يضعه الصحابة في سقف المسجد كي لا تأكله الأرض .. وغير ذلك من قصص لا يكفي المقام لسردها

cimoo
2013-01-28, 21:00
وهناك متناقضات كثيرة في نهج الدولة "السعودية"

مثلا ورد الخبر التالي في السي ان ان

السعودية تطلب ضم "الدرعية" لقائمة التراث الإنساني
http://www.newsarchiver.com/imgs2006-2/stor_100.jpg (http://www.newsarchiver.com/imgs2006-2/stor_100.jpg)
مدينة الدرعية القديمة عاصمة الدولتين السعوديتين الأولى والثانية

كذلك حصون خيبر وآثار اليهود في المدينة باقية ونظيفة ويتم تنظيم رحلات سياحية إليها



اثار.. حصون اليهود شمال المدينه



خيبر


محافظة خيبر جزء نفيس من وطننا الغالي اكتحلت جبالها برؤية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، و تزوج من صفية بنت حيي أم المؤمنين رضي الله عنها فيها،
امتزجت تربتها بدم الشهداء من الصحابة رضوان الله عليهم في غزوة خيبر التي ساهمت نتائجها في انتشار الرسالة النبويه . تشعر وأنت تتجول بين آثارها ومآثرها بأنك تعيش التاريخ وتمشي على (بصماته) فيخيل إليك بأن الجبال والحصون والسدود والنقوش تتحدث إليك .



الموقع

تبعد محافظة خيبر مسافة (170) كلم شمالي المدينة المنورة ، يعرفها ياقوت الحموي بقوله : خيبر : الموقع المذكور في غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وهي ناحية على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام . وتعد حرة خيبر من أكبر حرار الجزيرة العربية بعد حرة بني سُليم .


http://****************/2011-03-13/1300003894941.jpg


سبب التسمية

اشتهرت خيبر بحصونها وقلاعها، ذلك أن خيبر وجمعها خيابر تعني الحصن بلغة الأقوام السامية التي سكنت خيبر قديماً ، ويوجد تقارب لفظي ومعنوي للغات السامية وخاصة القديمة منها نتيجة وحدة المصدر لتلك اللغات ، ويكاد يجمع المؤرخون القدماء والمحدثون على أن أول من سكن خيبر هم العماليق من العرب البائدة ، وقيل إن معنى خيبر الأرض الخبرة أي طيبة الطين .


http://****************/2011-03-13/1300003894602.jpg


ما كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعود من صلح الحديبية ، ويستريح بالمدينة شهراً من الزمن حتى أمر بالخروج إلى خيبر . فقد كان يهود خيبر يعادون المسلمين .. وقد بذلوا جهدهم في جمع الأحزاب في غزوة الخندق لمحاربة المسلمين .


http://****************/2011-03-13/1300003894143.jpg

وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في مطلع العام السابع الهجري في جيش تعداده ألف وستمائة رجلٍ . وكانت خيبر محصنةً تحصيناً قوياً فيها ثمانية حصونٍ منفصلٌ بعضها عن بعض ... وكان يهود خيبر من أشد الطوائف اليهودية بأساً وأكثرها وأوفرها سلاحاً .

http://****************/2011-03-13/1300003895174.jpg

والتقى الجمعان واقتتلوا قتالاً شديداً ، واليهود يستميتون في الدفاع عنها ، واستمر التراشق بينهم ست ليالٍ .

http://****************/2011-03-13/1300003895705.jpg

http://****************/2011-03-13/1300003895426.jpg

وفي الليلة السابعة وجد عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. يهودياً خارجاً من الحصون فأسره وأتى به الرسول صلى الله عليه وسلم .

فقال اليهودي : إن أمنتموني على نفسي أدلكم على أمرٍ منه نجاحكم . فقالوا : قد أمناك فما هو ؟ فقال الرجل : إن أهل هذا الحصد قد أدركهم اليأس وسيخرجون غداً لقتالكم .. فإذا فتح عليكم هذا الحصد فسأدلوكم على بيت فيه منجنيق ودروع وسيوف يسهل عليكم بها فتح بقية الحصون .

.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله عليه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله (( .

فبات الناس ليلتهم كل منهم يتمنى أن يعطاها . فلما أصبح الصباح قال : " أين علي بن أبي طالب " .. فقالوا : هو يا رسول الله يشتكي عينيه . فدعاه ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له فبرأ بإذن الله ، فأعطاه الراية وقال له : " والله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم " .

ولما ذهب علي بن أبي طالب إليهم خرج مرحب اليهودي يختال في سلاحه وهو يقول
قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب



فقتله علّي . وأحاط المسلمين بالحصون ، وحمل المسلمون عليهم حملة صادقة . فسقطت حصونهم حصنا بعد حصن . واستولى اليأس على اليهود وطلبوا من النبي صلى الله عليه وسلم الصلح على أن يحقن دماءهم ، فقبل الرسول ، وصارت أرضهم لله ولرسوله وللمسلمين .
وهكذا استولى المسلمون على خيبر ، وغنموا منها العديد من السلاح والمتاع .


http://****************/2011-03-13/130000389527.jpg

وقد قتل من اليهود في هذه الغزوة ثلاثة وتسعون رجلا واستشهد من المسلمين خمسة عشر رجلا .
وكان من بين ما غنم المسلمون منهم عدة صحف من التوراة ، فطلب اليهود ردها فردها المسلمون إليهم .




قلعة مرحب الذي قتله علي بن ابي طالب رضي الله عنه



http://****************/2011-03-13/1300003896498.jpg


شهداء غزوة خيبر

ثقيف بن عمر، ورفاعة بن مسروح، وعبدالله بن أبي أمية بن وهب، ومحمود بن مسلمة، وأبو الضياح بن النعمان، والحارث بن حاطب، وعدي بن مرة، وأوس بن حبيب، وأنيف بن وائلة، ومسعود بن سعد، وبشر بن البراء، وفضيل بن النعمان، وعامر بن الأكوع، وعمارة بن عقبة، ويسار وهو من أهل خيبر، وربيعة بن أكتم، ومسعود بن ربيعة، وثابت بن أثلة، وطلحة من بني عمرو بن عوف

cimoo
2013-01-28, 21:11
نطالب بهدم اللآثار اليهوديه في الديار السعوديه !
اطالب بهدم اللآثار اليهوديه وآثار كفار ثمود وغيرهم في السعوديه وذلك مساواة بااللآثار الاسلاميه نعلم ان الفرق كبير ولامقارنه لاكن حتى لايأتي اجيال من بعدنا لايرون الا هذه اللآثار فيعتقدون ان اجدادهم الاولون يهود او ان هذه ارض لليهود او حتى لاتطالب اسرائيل بها !

المسؤولين لم يدعوا اثر من ريحة الطيبين لمحمد صلى الله عليه وسلم واصحابه الا هدموه والعذر حتى لاتكون مدعاة للشرك وتركوا اثار اليهود ...واااحسرتاه

تهدم حصون الانصار بسبب او بدون سبب اما حصن اعدى اعداء رسول الله اليهودي كعب بن الاشرف فتوضع له لوحات على الشوارع للسياح ...هنا قصر كعب بن الاشرف واخبرني احد الاخوان وكنت قد ناقشته في هذا الموضوع انه رأى شباب ممن اتى الى زيارة المدينه يشاهدون حصن اليهودي ابن الاشرف ويصورونه فسألهم هل تعرفون صاحب هذا الحصن فرد احدهم هذا قصر الصحابي كعب بن الاشرف رضي الله عنه

لاتمس اثار كفار ثمود في مدائن صالح وقروبات سياحيه رايحه جايه عليها وكذلك اثار اليهود في خيبر والمدينه اما اللآثار الاسلاميه فتهدم بدم بارد !!

من المسؤول عن هذا كيف تجوز زيارة اثار المغضوب عليهم وتحرم زيارة من رضي الله عنهم وارضاهم !

من المسؤول عن قطع صلتنا بتاريخنا العظيم فليس من المعقول ان نصدق انه بسبب الخوف من عبادة هذه اللاثار لذلك اهدموا اثار اليهود ولاتفتنوا ابنائنا من بعدنا فيكفي انه اصبح شبابنا اليوم يحتفلون بااليوم والوطني ودخول عبد العزيز للرياض ويحرم عليهم الاحتفال بدخول رسول الله المدينه على الاقل حرموا الاثنين

cimoo
2013-01-28, 21:15
http://www.alhejazi.net/images/121_9_500.jpg
آل سعود يجرفون التاريخ الاسلامي


النظام السعودي يبني مسجداً ضخماً يستوعب 1.6 مليون شخصاً،
ولكن في المقابل يقوم بتدمير آثار لا يمكن تعويضها


هيثم الخياط

كتب جيروم تايلور في 26 أكتوبر الماضي بأن ثلاثة من أقدم المساجد في العالم سوف يتم تدميرها عمّا قريب حيث تشرع السعودية في مشروع توسعة بمليارات الدولارات في ثاني أقدس مكان في الاسلام. العمل على المسجد النبوي في المدينة، حيث دفن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، سوف يبدأ مع نهاية الحج لهذا العام. ومع الانتهاء، فإن التوسعة سوف تحيل المسجد الى أكبر مبنى في العالم، بطاقة استيعابية تصل الى 1.6 مليون مصلي.
ولكن القلق تصاعد حيث أن التوسعة سوف تشهد تجريف مواقف تاريخية رئيسية. الغضب قد تصاعد حيال ازدراء المملكة الواضح إزاء حفظ الميراث التاريخي والأثري لأقدس مدينة في البلاد، أي مكة. وإن معظم التوسعة للمسجد النبوي سوف تتم في الغرب من المسجد القائم، والذي يضم قبور مؤسس الاسلام وإثنين من أقرب أصحابه، أبو بكر وعمر.
والى خارج الجدران الغربية من المجمّع الحالي هناك المساجد المكرّسة لأبي بكر وعمر، وكذلك مسجد الغمامة، الذي بني ليشير الى الموقع الذي يعتقد بأن النبي أقام فيه أول صلاة العيد. وقد أعلن السعوديون بأن ليس لديهم خططاً للحفاظ أو تحريك المساجد الثلاثة، والتي بقيت قائمة منذ القرن السابع (القرن الأول الهجري)، وتغطيها هياكل العصر العثماني، أو تطلب بحفريات أركيولوجية قبل هدمها، وهو أمر تسبب في قلق كبير بين القلة من الاكاديميين الذين هم على استعداد للحديث بصراحة في مملكة تسلطية بدرجة عميقة.
يقول الدكتور عرفان علوي من مؤسسة أبحاث التراث الاسلامي: (لا أحد ينكر بأن المدينة في حاجة الى التوسعة، ولكنها الطريق الذي تسير فيه السلطات هو ما يثير القلق). ويضيف: (هناك طرق تمكّنهم من التوسع والتي يمكن بها إما تفادي أو حفظ المدن الاسلامية القديمة، ولكن بدلاً من ذلك يريدوا تدميرها جميعاً). وقد أمضى الدكتور علوي أكثر من عشر سنوات في محاولة لتسليط الضوء على تدمير المدن الاسلامية القديمة.
مع سفر جوي رخيص وطفرة الطبقات الوسطى في بلدان مسلمة مكتظة بالسكان في العالم النامي، فإن مكة والمدينة تناضلان من أجل استيعاب 12 مليون حاج ومعتمر كل عام ـ وهو رقم يتوقع أن يرتفع الى 17 مليون شخص بنهاية 2025. تنظر العائلة المالكة الى نفسها باعتبارها السلطة الوحيدة التي تقرر ما يجب أن يحدث في مهد الاسلام. وبالرغم من تخصيصها مليارات الدولارات لتوسعة هائلة لكل من مكة والمدينة، فإنها ترى أيضاً بأن المدن المقدّسة مثمرة لبلاد تعتمد بصورة شبه كاملة على الثورة النفطية المحدودة.
الناشطون في حملة حماية التراث وكذلك كثير من السكّان المحليين ينظرون بدهشة وصدمة حيث أن أقساماً تاريخية لمكة والمدينة قد تمّ تجريفها لتمهيد السبيل لمراكز تجارية، وفنادق فارهة، وناطحات سحاب هائلة. معهد الخليج ومقرّه في واشنطن يقدّر بأن 95 بالمئة من المباني التي يصل عمرها الى 1000 عام في المدينتين المقدّستين قد تمّ تدميرها في العشرين سنة الماضية.
في مكة، المسجد الحرام، أقدس مكان في الاسلام والمكان الذي يفترض أن يكون فيه المسلمون جميعاً متساويين، ينخفض شأناً بواسطة مجمع جبل عمر، وبرنامج توسعة لشقق من ناطحات سحاب، وفنادق وبرج الساعة. لبناء ذلك، فإن السلطات السعودية دمّرت قلعة أجياد التي تعود للعصر العثماني، وكذلك التل الذي تقف عليه.
مواقع تاريخية أخرى فقدت وتشمل مكان ميلاد النبي ـ وهو الآن مكتبة ـ وبيت زوجته الاولى، خديمة، والذي تم استبدالها بمرافق عامة.
لم تقم السفارة السعودية في لندن ولا وزارة الشؤون الخارجية بالرد على طلبات التعليق حيث اتصلت صحيفة (ذي اندبندنت) بهما. ولكن الحكومة دافعت في السابق عن خطط التوسعة في المدينتين المقدّستين باعتبارها ضرورية. وتصرّ الحكومة على أنها أيضاً قامت ببناء عدد كبير من الفنادق الرخيصة بالنسبة للحجاج الفقراء، رغم أن الناقدين يشيرون الى أن هؤلاء يتم وضعهم عادة في أماكن تبعد أميالاً عدة عن الأماكن المقدسة.
وحتى وقت قريب، فإن إعادة التوسعة في المدينة قد ضغطت باتجاه أقل بقليل عند مستوى من الفوضى أكثر من مكة، بالرغم من أن عدداً من المواقع الاسلامية القديمة قد تلاشت تماماً. ومن بين المساجد السبعة القديمة التي بنيت لتخليد ذكرى معركة الخندق ـ وهي حادثة رئيسية في تطوّر الاسلام ـ بقي منها إثنان فحسب. عشر سنوات خلت، هناك مسجد يعود الى حفيد النبي تم تدميره بالديناميت. صور التدمير التي التقطت بصورة سرية وتم تهريبها خارج المملكة تكشف أن الشرطة الدينية كانت تحتفل فيما كان المبنى ينهار.
عدم احترام وازدراء التاريخ المبكر للإسلام جرى تفسيره جزئياً من قبل تبني النظام للوهابية، وهو التفسير الصارم وغير التوافقي للإسلام الذي يعارض بشدة كل شيء يمكن أن يدفع المسلمين باتجاه عبادة الاصنام.
هناك أضرحة بنيت في معظم العالم الاسلامي. وإن زيارة القبور باتت أيضاً عادة شائعة. ولكن الوهابية تنظر الى مثل هذه الممارسات بازدراء. وتمضي الشرطة الدينية الى حدود قصوى في منع الناس من الصلاة أو حتى زيارة الاماكن القريبة من زمان النبي بينما يعمل العلماء الأقوياء خلف المشهد للدعوة الى تدمير المواقع التاريخية.
يخشى الدكتور علوي من أن توسعة المسجد النبوي هو جزء من عملية واسعة لنقل الأضواء بعيداً من المكان الذي دفن فيه النبي محمد. الموقع الذي يشير الى قبر النبي يغطي بقبة خضراء مشهورة ويشكل الحجر المركزي للمسجد الحالي. ولكن تحت الخطط الجديد، سوف يصبح الجناح الشرقي من البناء ثمانية أضعاف حجمه الحالي مع منبر جديد. وهناك أيضاً خطط لتدمير مكان الصلاة في وسط المسجد. وأن المساحة التي تشكل جزءاً من رياض الجنة، وهو قسم من المسجد الذي اعتبره النبي مقدّساً بصورة خاصة. يقول الدكتور علوي (مبررهم هو أنهم يريديون عمل مساحة وخلق 20 رواقا في المسجد والتي سوف تستوعب في نهاية المطاف 1.6 مليون). يضيف (لا معنى لذلك، فما يريدونه بالفعل هو إزاحة الاضواء بعيداً عن المكان الذي دفن فيه النبي).
في نشرة طبعت سنة 2007 من قبل وزارة الشؤون الاسلامية ـ وتمّ تأييدها من قبل المفتي العام للسعودية، عبد العزيز آل الشيخ، دعا فيها الى إزالة القبّة وتسوية قبور النبي محمد، وابي بكر، وعمر. الشيخ ابن عثيمين، وهو واحد من أكثر علماء الوهابية كتابة، قدّم مطالبات مماثلة.
يقول الدكتور علوي (صمت المسلم حيال تدمير مكة والمدينة هو كارثي ونفاقي). ويضيف (إن الفيلم حول النبي محمد الذي تسبب مؤخراً في احتجاجات واسعة حول العالم..وتدمير مكان مولد النبي، حيث أقام فيه الصلاة وأسس الاسلام قد سمح بتواصلهما دون أي نقد).
نلفت هنا الى أن علماء الأزهر الشريف في القاهرة أصدروا بياناً في 30 أكتوبر الماضي أكّدوا فيه معارضتهم بشدة للمساس بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم. وأكّد منصور مندور أحد علماء الأزهر أن الآثار والمعالم الإسلامية ليست ملكاً لأحد، ولا يمكن إزالة أو تخريب أو المساس بأي معلم أو أثر يهم المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، وأن الأزهر وعلمائه لن يسمحوا لأحد بالمساس بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال مندور في تصريح إعلامي إن التطوير في المدن الإسلامية مطلوب، لكن دون إعتداء على معلم أو أثر يهم الأمة الإسلامية، لأن الآثار والمعالم الإسلامية ليست ملكا لأحد، وإنما هي ملك للمسلمين جميعاً، ولذلك فيجب قبل إحداث أي تطوير الرجوع الى المجامع الإسلامية والفقهاء والعلماء لتحديد ما إذا كان هذا التطوير مطلوبا أم أنه يضر في جانب آخر.
وأضاف: لابد من أخذ رأي أهل الخبرة وأهل الذكر في هذا الباب حتى يكون التطوير ملائما للمصلحة العامة، نحن لا نمنع من التطور ولا من التطوير، وإنما نمنع من الإعتداء على أي ملعم أو أثر يهم جموع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها.
وتابع مندور: نحن يهمنا أن نرى تطورا أو أي شيء جميل في المدن الإسلامية، ولكن إذا كانت هناك نية لإزالة شيء ذا أهمية أو ذا ميزة لجموع المسلمين فنحن نرفض هذا الأمر.
وقال: لن يسمح لأحد أن ينال من آثار الرسول صلى الله عليه وسلم، الأزهر وعلماء الأزهر يقفون ضد أي مساس بآثار النبي صلى الله عليه وسلم، كالمسجد النبوي وجذع النخلة والإسطوانة التي كان يصلي إليها ومنبر التهجد وغيرها من الآثار المعروفة والموجودة، ولن يستطيع أحد أن يزيلها وستبقى خالدة لتذكر المسلمين بما كان عليه المسلمون وما وصلوا إليه.

cimoo
2013-01-28, 21:23
يقول الدكتور علوي (صمت المسلم حيال تدمير مكة والمدينة هو كارثي ونفاقي). ويضيف (إن الفيلم حول النبي محمد الذي تسبب مؤخراً في احتجاجات واسعة حول العالم..وتدمير مكان مولد النبي، حيث أقام فيه الصلاة وأسس الاسلام قد سمح بتواصلهما دون أي نقد).
نلفت هنا الى أن علماء الأزهر الشريف في القاهرة أصدروا بياناً في 30 أكتوبر الماضي أكّدوا فيه معارضتهم بشدة للمساس بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم. وأكّد منصور مندور أحد علماء الأزهر أن الآثار والمعالم الإسلامية ليست ملكاً لأحد، ولا يمكن إزالة أو تخريب أو المساس بأي معلم أو أثر يهم المسلمين من مشارق الأرض ومغاربها، وأن الأزهر وعلمائه لن يسمحوا لأحد بالمساس بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم.

قد يكون هذا احد الاسباب الرئيسية في استهداف مصر بالفتنة القائمة الان
لان الازهر هواكبر مؤسسة سنية في العالم التي وقفت دائما ضد اطماع هكنة معابد قرن الشيطان في نجد في القديم والحديث
هل نسيتم لما نصب ال سلول وكهنته الوهابية نفسه حاكما للحجاز بعد ان احتله بالحديد والمجازر وساهم في تدمير الخلافة الاسلامية العثمانية بالتعاون مع الصليب الانلجيزي اليهودي الصهيوني
ماكان رد الازهر هو مؤتمر في العشرينات اوالثلاثينات يدعوا الى رجوع الخلافة
فماكان من ال سلول وكهنته الوهابية الا ان عملوا مؤتمؤ مضاد لمؤتمر الازهر
في مانسبة الحج
لكن الوفد الهندي فضح ال سلول وكهنته
انتم عملاء للصليب للانجليزي والحجاز ملكية اسلامية سنية وليس سلولية وهابية
ورحم الله الشيخ محمد جوهر والوفد الهندي في ذلك الوقت
التاريخ يعيد نفسه هنا تماما

cimoo
2013-01-28, 21:34
العبرة ليست بكثرت الكتابة والنسخ واللصق اطلاقا
وانما العبرة في ربط الامور ببعضها
تاريخيا وحاضرا ومستقبلا
من المستحيل ان نفصل ما يحصل في فلسطين والاقصى المبارك
من استيطان وتهويد للاحياء العربية في القدس المحتلة
واستهداف اساسات المسجد الاقصى المبارك
ونفصله على مايحدث للاثار الاسلامية التي لا تقدر بثمن ابدا ومايحصل لها من تدمير في الحجاز المبارك
مكة المكرمة والمدينة المنورة
الموضوع وبمجرد الاشارة وربط الحجاز المبارك بفلسطين والاقصى المبارك
للمصير المشترك والمرتبط
يجعل صعاليك ومجرمي الجامية والمدخلية لن يستطيعوا النوم بدون حذفه
فقد اصابهم في مقتل اومثل السيف فلقهم نصفين تماما

اللهم اشهد فاننا قد بلغنا
وصلي اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد عليه افضل الصلات وازكى التسليم
واخر دعونا ان حمد لله رب العالمين

cimoo
2013-01-29, 20:28
معاول الوهابية على خطى الجرافات الصهيونية في تدمير الاثار الاسلامية في الحجاز !!!



http://arabi-press.com/userfiles/3331596.jpg




إن ثمة شبهاً واضحاً بين الجرافات الإسرائيلية ونظيرتها السعودية، فالوظيفة واحدة، والغاية أيضاً واحدة، فالهدم دالة على تلك الجرافات المجنونة التي تقتلع كل ماهو راسخ في تربة الآباء والأجداد، وبقع مشى عليها الأنبياء والصالحون، تختفي فجأة فتحيل الوجود التراثي الممتد في عمق الأرض إلى مجرد غبار يتطاير وأحجار تتبعثر لا تلبث أن تتكوّم في شاحنات أعدّت لنقلها بعيداً تمهيداً لغيابها النهائي عن الأنظار.

cimoo
2013-01-29, 20:48
محو الاثار الاسلامية في السعودية بين السياسة والدين





في 25 اغسطس 2005 نشرت قناة (العربية) على موقعها مقالا مهما بعنوان (مشروع تخطيطي جديد في المدينة المنورة يثير حفيظة المهتمين بالآثار، مؤرخون ومفكرون يدعون لمراجعة قضية هدم الآثار في مكة والمدينة). وجاء في المقال ما يلي: (تثير المخططات الجديدة في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، حفيظة المؤرخين والمهتمين بالآثار في المملكة العربية السعودية لبترها معالم أثرية وتاريخية هامة يرون أن وجودها لا يمكن أن يؤدي لبدعيات أو الى التبرك بها. ورأي المفكر المعروف الدكتور أنور عشقي في اتصال هاتفي أجرته معه (العربية.نت) أنه يجب دراسة قضية الأثار بعمق ووضع خطة متكاملة لها وليس علاجها بمعاول الهدم. وقال إنه ليس هناك مبرر للادعاء بأن الأثار الباقية في المدينة المنورة وهي لا تزيد عن 10% مما كان موجودا قبل توسعة الحرم النبوي الشريف، ستؤدي إلى بدعيات أو إلى التبرك بها. بينما طالب الدكتور سامي عنقاوي الباحث المتعمق في أثار مكة والمدينة ومدير أبحاث الحج السابق برؤية شاملة لعلماء الأمة، مؤكدا أن آثارا قليلة جدا قد بقيت، وان استمرار الهدم يطمس تاريخنا وحضلرتنا). وكانت جريدة (الوطن) السعودية قد نشرت الخميس 25/8/2005 بأنه بات من المؤكد أن يأتي مخطط المدينة الاستراتيجي الذي تنفذه أمانة المدينة المنورة على أحد أهم الأحياء التاريخية فيها. وقالت إنه لم يتبق سوى بضعة أمتار يتوقع لها أن تلتهم في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة معالم حي (الشريبات) التاريخي الذي يختزل حزمة واسعة من المواقع الأثرية المرتبطة بالسيرة النبوية، والتي يعدها المؤرخون شاهدا حيا على عظمة الدولة الإسلامية الأولى، عندما كانت المدينة المنورة عاصمتها الأولى.
لقد استطاع عبد العزيز بن سعود توحيد اقاليم الجزيرة العربية في دولته السعودية الحالية، ولكنه أقامها على أرضية دينية تتبنى المذهب الوهابي، الامر الذي ادى الى تدمير اكثر من 90 بالمائة من الآثار التاريخية القيمة في هذه الارض. انه منطلق ديني أصبح يضغط على العلاقات بين الأقاليم المنضوية تحت الحكم السعودي. فالحجازيون هم الخاسر الاكبر دينيا وسياسيا من عمليات الهدم هذه. فأغلب الآثار الاسلامية كانت موجودة في اقليمهم، ويرون في تدميرها محاولة لازالة تراثهم التاريخي الديني، على ايدي النجديين. ويلاحظ الحجازيون ان منطقتين وحيدتين لم تطلهما ايادي الهدم. فمنطقة خيبر ما تزال تحتوي على آثار مرتبطة بتاريخ اليهود، وهي منطقة يؤمها اليهود حتى اليوم لزيارة تلك الآثار. كما تتم المحافظة على آثار الملك عبد العزيز بن سعود وتعتبر تراثا وطنيا. فحصن الرياض يحظى برعاية خاصة، وكذلك قلمه وسيفه ونظارته. وهكذا تبدو القضية بعيدة عن الدين، وأكثر ارتباطا بصراع الهويات، وهو صراع مفتوح بآفاق واسعة. ان من الصعب التمييز بين ما هو ديني وما هو سياسي في مملكة عبد العزيز بن سعود، ولكن ما هو واضح ان غفلة المسلمين وانشغالهم بأوضاعهم السياسية أتاحت للحركة السلفية الوهابية فرصة الانقضاض على ما تبقى من آثار اسلامية في الجزيرة العربية،

hamiddeg
2013-02-01, 10:08
بارك الله فيك أخي لقد ألقمت شياتي آل سلول حجرا

خلووووووووني نسكت خيييييييييييييييير

ulacc
2013-02-01, 13:57
http://up.djelfa.info/uploads/13480965261.gif

mom147
2013-02-04, 11:52
/QUOTE]ستكمالا لمسلسل الإجرام و التخريب و التدمير, يستمر الذراع العسكري للحركة الوهابية المتطرفة في ليبيا في تدمير كل مسجد يضم ضريحا تابعا لصحابة رسول الله صلى الله عليه و آله سلم, و ما بقي لهم إلا استباحة قبر مولانا رسول الله صلى الله عليه و آله... و سلم و صاحبيه بالمدينة المنورة.

ففد تعرض مسجد الصحابة بمدينة درنة في ليبيا إلى تفجير قوي تسبب في تفجير مقام الصحابي " زهير بن قيس البلوي" كما نتج عن الانفجار أضرار بالغة بالأضرحة المحيطة به وتناثر التراب والحجارة وسط المسجد .

و يعتبر مسجد الصحابة من أهم المعالم الإسلامية التي تشتهر بها مدينة درنة منذ زمن بعيد.

الصحابي زهير بن قيس البلوي رضي الله عنه هو قائد الحملة للفتح الإسلامي في ليبيا في فترة من الفترات حيث فجرته أيدي الحركة الوهابية وليس القصد منه الأضرحة فقط بل استهداف عقائد الناس في الصالحين ونشر معتقد أن قبور الصحابة هي محض شرك و فساد و العياذ بالله تعالى. وحسب شاهد عيان يبدو أن الانفجار كان بسبب قذيفة RBJ المضادة للدروع أو كمية كبيرة من متفجرات TNT لأن صوت الانفجار كان عاليا ومدويا والروضة قد فجرت تماما و سويت بالأرض ... و حسبنا الله ونعم الوكيل

يا أمة مولانا رسول الله .. أيرضيكم خروج جسد الصحابة من قبورهم بهذا الشكل المهين؟؟

أيرضيكم هتك حرمة أجساد صحابة مولانا رسول الله ؟؟Afficher la suite
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.403.403/p403x403/320420_481759965187398_2064944470_n.jpg
(https://www.********.com/photo.php?fbid=481759965187398&set=a.170134053016659.42791.161032283926836&type=1&relevant_count=1)

mom147
2013-02-04, 11:52
/QUOTE]ستكمالا لمسلسل الإجرام و التخريب و التدمير, يستمر الذراع العسكري للحركة الوهابية المتطرفة في ليبيا في تدمير كل مسجد يضم ضريحا تابعا لصحابة رسول الله صلى الله عليه و آله سلم, و ما بقي لهم إلا استباحة قبر مولانا رسول الله صلى الله عليه و آله... و سلم و صاحبيه بالمدينة المنورة.

ففد تعرض مسجد الصحابة بمدينة درنة في ليبيا إلى تفجير قوي تسبب في تفجير مقام الصحابي " زهير بن قيس البلوي" كما نتج عن الانفجار أضرار بالغة بالأضرحة المحيطة به وتناثر التراب والحجارة وسط المسجد .

و يعتبر مسجد الصحابة من أهم المعالم الإسلامية التي تشتهر بها مدينة درنة منذ زمن بعيد.

الصحابي زهير بن قيس البلوي رضي الله عنه هو قائد الحملة للفتح الإسلامي في ليبيا في فترة من الفترات حيث فجرته أيدي الحركة الوهابية وليس القصد منه الأضرحة فقط بل استهداف عقائد الناس في الصالحين ونشر معتقد أن قبور الصحابة هي محض شرك و فساد و العياذ بالله تعالى. وحسب شاهد عيان يبدو أن الانفجار كان بسبب قذيفة RBJ المضادة للدروع أو كمية كبيرة من متفجرات TNT لأن صوت الانفجار كان عاليا ومدويا والروضة قد فجرت تماما و سويت بالأرض ... و حسبنا الله ونعم الوكيل

يا أمة مولانا رسول الله .. أيرضيكم خروج جسد الصحابة من قبورهم بهذا الشكل المهين؟؟

أيرضيكم هتك حرمة أجساد صحابة مولانا رسول الله ؟؟
https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.403.403/p403x403/320420_481759965187398_2064944470_n.jpg
(https://www.********.com/photo.php?fbid=481759965187398&set=a.170134053016659.42791.161032283926836&type=1&relevant_count=1)