Like_An_Angel
2013-01-27, 04:41
الغموض الذي أحاط بعملية معالجة أزمة عين أمناس، لا يدل على أن السلطات الجزائرية تتحكم في مجريات الأمور.. بل يدل على أن الأمور هناك تعالج بطريقة غير متحكم فيها..
هل يمكن أن تدّعي السلطات الجزائرية أنها تمارس التعتيم المفيد على مجريات الأحداث، والحال أن الطائرات الأمريكية دون طيار تجوب أجواء المنطقة وتصور عبر الأقمار الصناعية حبات الرمل.!
التعتيم يعكس حالة التخبط.. ولا يعكس حالة التحكم.. وقد عكس ذلك التخبط التناقضات التي وردت على لسان وزير الداخلية ووزير الاتصال.
فقد قال وزير الداخلية في الأول: إن الخاطفين لم يأتوا من خارج الحدود ثم عاد وكذّب نفسه وقال: إنهم قدموا من ليبيا.
الارتباك نفسه ظهر في تدخل وزير الاتصال في اليتيمة حين قال: ''إن العملية مستمرة وقد قتل الجيش عددا كبيرا من الإرهابيين.. في حين قال وزير الداخلية إن العملية انتهت.!
التعتيم الإعلامي فتح باب جهنم على السلطات الجزائرية في العديد من القنوات العالمية.. لأن السلطات الجزائرية ماتزال تتعامل مع الرأي العام الدولي كما تتعامل مع الرأي العام الوطني عبر محمد السعيد واليتيمة.! والمصيبة أن السلطات الجزائرية لم تدرك بعد بأن الحرب الإعلامية في مثل هذه الأزمات، لا تقل أهمية عن الحرب الحقيقية.. ولكن السلطات الجزائرية ماتزال متخلفة في المجال الإعلامي عن العالم بسنوات ضوئية.! مع الأسف حين يكون الإعلام الصادر عن الإرهابيين الخاطفين أكثر نجاعة من الإعلام الصادر عن السلطات الجزائرية، فذاك يعني أن الكارثة أكبر من أن تسجل على أنها عملية اختطاف وتحرير لرهائن.! الخاطفون كانوا عبر وكالة أنباء موريتانية يتحكمون في الحرب الإعلامية أكثر من السلطات الجزائرية.!
هذا الغموض ومعالجة الأمور بالتعفن الإعلامي، هو الذي جعل الرئيس الفرنسي يقول: إنه سيتصل بالرئيس الجزائري بوتفليقة لمعرفة ما يجري.. وهو الغموض نفسه الذي جعل اليابان تستدعي السفير الجزائري.. وجعل بريطانيا تقول ما قالت عن السلطات الجزائرية وجعل الولايات المتحدة تطلب توضيحات.! السلطات الجزائرية ظهرت في هذه الأزمة، كما لو كانت عاجزة عن منع حدوث مثل هذه الكوارث فوق أراضيها.. بل أظهرت نفسها على أنها أصبحت عاجزة حتى عن تسيير هذه الكوارث.!
لا شك في أن تداعيات هذه الأزمة على الجزائر ستكون أخطر من الأزمة نفسها.
التخبط الإعلامي الذي صاحب معالجة أزمة الرهائن، أثار تساؤلات جدية حول جدية السلطات الجزائرية في معالجة الأزمة بالطريقة المقبولة أمنيا وسياسيا.. وجعل العملية محل شكوك متنوعة ومضاربات أمنية وإعلامية لم تعرفها الجزائر من قبل.!
سعد بوعقبة
هل يمكن أن تدّعي السلطات الجزائرية أنها تمارس التعتيم المفيد على مجريات الأحداث، والحال أن الطائرات الأمريكية دون طيار تجوب أجواء المنطقة وتصور عبر الأقمار الصناعية حبات الرمل.!
التعتيم يعكس حالة التخبط.. ولا يعكس حالة التحكم.. وقد عكس ذلك التخبط التناقضات التي وردت على لسان وزير الداخلية ووزير الاتصال.
فقد قال وزير الداخلية في الأول: إن الخاطفين لم يأتوا من خارج الحدود ثم عاد وكذّب نفسه وقال: إنهم قدموا من ليبيا.
الارتباك نفسه ظهر في تدخل وزير الاتصال في اليتيمة حين قال: ''إن العملية مستمرة وقد قتل الجيش عددا كبيرا من الإرهابيين.. في حين قال وزير الداخلية إن العملية انتهت.!
التعتيم الإعلامي فتح باب جهنم على السلطات الجزائرية في العديد من القنوات العالمية.. لأن السلطات الجزائرية ماتزال تتعامل مع الرأي العام الدولي كما تتعامل مع الرأي العام الوطني عبر محمد السعيد واليتيمة.! والمصيبة أن السلطات الجزائرية لم تدرك بعد بأن الحرب الإعلامية في مثل هذه الأزمات، لا تقل أهمية عن الحرب الحقيقية.. ولكن السلطات الجزائرية ماتزال متخلفة في المجال الإعلامي عن العالم بسنوات ضوئية.! مع الأسف حين يكون الإعلام الصادر عن الإرهابيين الخاطفين أكثر نجاعة من الإعلام الصادر عن السلطات الجزائرية، فذاك يعني أن الكارثة أكبر من أن تسجل على أنها عملية اختطاف وتحرير لرهائن.! الخاطفون كانوا عبر وكالة أنباء موريتانية يتحكمون في الحرب الإعلامية أكثر من السلطات الجزائرية.!
هذا الغموض ومعالجة الأمور بالتعفن الإعلامي، هو الذي جعل الرئيس الفرنسي يقول: إنه سيتصل بالرئيس الجزائري بوتفليقة لمعرفة ما يجري.. وهو الغموض نفسه الذي جعل اليابان تستدعي السفير الجزائري.. وجعل بريطانيا تقول ما قالت عن السلطات الجزائرية وجعل الولايات المتحدة تطلب توضيحات.! السلطات الجزائرية ظهرت في هذه الأزمة، كما لو كانت عاجزة عن منع حدوث مثل هذه الكوارث فوق أراضيها.. بل أظهرت نفسها على أنها أصبحت عاجزة حتى عن تسيير هذه الكوارث.!
لا شك في أن تداعيات هذه الأزمة على الجزائر ستكون أخطر من الأزمة نفسها.
التخبط الإعلامي الذي صاحب معالجة أزمة الرهائن، أثار تساؤلات جدية حول جدية السلطات الجزائرية في معالجة الأزمة بالطريقة المقبولة أمنيا وسياسيا.. وجعل العملية محل شكوك متنوعة ومضاربات أمنية وإعلامية لم تعرفها الجزائر من قبل.!
سعد بوعقبة