تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نُفرق بين الابتلاء والعقوبة ؟!


salima14
2013-01-25, 09:54
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا وقعت مصيبة على مسلم ، يتساءل الناس ، بل حتى من وقعت عليه : هل هذا ابتلاء ؛ لإيمانه ؟ أو هو عقوبة له على ذنوب قد لا نعلمها ؟
يتردد هذا كثيرًا في الأذهان عند المصائب . وقد رأيتُ كلامًا متعلقًا بهذا التساؤل في رسالة قيّمة - لم تُطبع بعد -للدكتور حسن الحميد - وفقه الله - : عنوانها " سُنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن " قال فيها ( ص 386-388 ) :

( هل يُعد كل ابتلاء مصيبة جزاء على تقصير؟ وبالتالي فهل كل بلاء ومصيبة عقوبة؟

وتلك مسألة قد تُشكل على بعض الناس. ومنشأ الإشكال فيما أرى : هو الاختلاف في فهم النصوص المتعلقة بهذه المسألة، وكيف يكون الجزاء على الأعمال.
فعلى حين يرد التصريح في بعضها بأن كل مصيبة تقع فهي بسبب ما كسبه العبد، كقوله تبارك وتعالى: ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) .
نجد نصوصاً أخر تصرح بأن (أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل). كما جاء ذلك في الحديث الصحيح.
وبأن البلاء يقع –فيما يقع له- على المؤمنين ليكشف عن معدنهم ويختبر صدقهم (ولنبلونكم حتى نعلم الجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم).
فلو كان كل بلاء يقع يكون جزاء على تقصير ؛ لكان القياس أن يكون أشد الناس بلاء الكفرة والمشركين والمنافقين، بدليل الآية السابقة ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم...) !.
والذي يزول به هذا الإشكال بإذن الله تعالى، هو أن ننظر إلى هذه المسألة من ثلاث جهات:

الأولى: أن نفرق بين حال المؤمنين وحال الكفار في هذه الدنيا.
فالمؤمنون لابد لهم من الابتلاء في هذه الدنيا، لأنهم مؤمنون، قبل أن يكونوا شيئاً آخر، فهذا خاص بهم، وليس الكفار كذلك. ( ألـم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ) .
الجهة الثانية: أنه لا انفصال بين الجزاء في الدنيا والجزاء في الآخرة.
فما يقع على المؤمنين من البلاء والمصائب في الدنيا، فهو بما كسبت أيديهم من جهة، وبحسب منازلهم عند الله في الدار الآخرة من جهة ثانية.
فمنهم من يجزى بكل ما اكتسب من الذنوب في هذه الدنيا، حتى يلقى الله يوم القيامة وليس عليه خطيئة. وهذا أرفع منـزلة ممن يلقى الله بذنوبه وخطاياه، ولهذا اشتد البلاء على الأنبياء فالصالحين فالأمثل فالأمثل؛ لأنهم أكرم على الله من غيرهم.
ومن كان دون ذلك فجزاؤه بما كسبت يداه في هذه الدنيا بحسب حاله.
وليس الكفار كذلك؛ فإنهم ( ليس لهم في الآخرة إلا النار) ، فليس هناك أجور تضاعف ولا درجات ترفع، ولا سيئات تُكفّر. ومقتضى الحكمة ألا يدّخر الله لهم في الآخرة عملاً صالحاً، بل ما كان لهم من عمل خير، وما قدّموا من نفع للخلق يجزون ويكافئون به في الدنيا، بأن يخفف عنهم من لأوائها وأمراضها. وبالتالي لا يمن عليهم ولا يبتليهم بهذا النوع من المصائب والابتلاءات.
فما يصيب المؤمنين ليس قدراً زائداً على ما كسبته أيديهم، بل هو ما كسبوه أو بعضه، عُجل لهم، لما لهم من القدر والمنـزلة عندالله.

وهذه يوضحها النظر في الجهة الثالثة وهي:

أن نعلم علم اليقين أن أي عمل نافع تقوم به الجماعة أو الأمة المسلمة، فإنها لابد أن تلقى جزاءه في الدنيا، كما يلقى ذلك غيرها، بل أفضل مما يلقاه غيرها. وهذا شيء اقتضته حكمة الله، وجرت به سنته. كما سبق بيانه في أكثر من موضع.
ولهذا صح من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله لا يظلم مؤمناً حسنة. يُعطى بها في الدنيا ويُجزى بها في الآخرة. وأما الكافر فيُطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يُجزى بها).
والخلاصة :

أنه لا يكون بلاء ومصيبة إلا بسبب ذنب.
وأن المؤمنين يجزون بحسناتهم في الدنيا والآخرة، ويُزاد في بلائهم في الدنيا ليكفر الله عنهم من خطاياهم التي يجترحونها، فلا يُعاقبون عليها هناك، وحتى تسلم لهم حسناتهم في الآخرة.
وأما الكفار فيُجزون بحسناتهم كلها في الدنيا، فيكون ما يستمتعون به في دنياهم – مما يُرى أنه قدر زائد على ما أعْطيه المؤمنون- يكون هذا في مقابلة ما يكون لهم من حسنات. وليس لهم في الآخرة من خلاق. والله أعلم ) .

منقول

jgalil
2013-01-25, 14:29
بارك الله فيك
برايي الابتلاء للمتقين
اما العقوبة فللعاصين

NEWFEL..
2013-01-25, 14:38
بارك الله فيك ..............

salima14
2013-01-26, 13:37
بارك الله فيك
برايي الابتلاء للمتقين
اما العقوبة فللعاصين

بارك الله فيك ..............

شكرا لكم على المرور

http://1.bp.blogspot.com/-12dGKeoPIpI/T5m9BAEwDQI/AAAAAAAAAIk/lJSpjzMQkjU/s320/%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D9%84%D9%8A%D9%84+%D8%A7 %D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%A1.jpg (http://1.bp.blogspot.com/-12dGKeoPIpI/T5m9BAEwDQI/AAAAAAAAAIk/lJSpjzMQkjU/s1600/%D8%B5%D8%A7%D8%A8%D8%B1+%D9%84%D9%8A%D9%84+%D8%A7 %D9%84%D8%A8%D9%84%D8%A7%D8%A1.jpg)

marin17
2013-01-26, 14:30
موضوع رائع....
البلاء حب من الله لعبده المؤمن
العقوبة غضب من الله وممكن تنبيه للانسان
بارك الله فيك.........

asmaabounoua
2013-01-26, 20:48
بارك الله فيك

*أنفآل*
2013-01-26, 20:55
بارك الله فيك جزاك الله خيرا

nouredine027
2013-01-27, 02:12
شكرا;;;;;;;;;;

YAHIA3D
2013-01-27, 20:48
بارك الله فيك

~كِبْريَاء أمِيرَة~
2013-01-27, 21:51
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/63.gif
بارك الله فيك و جزاك كل خير ان شاء الله
http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/63.gif

الجليس الصلح
2013-01-28, 07:14
السلام عليكم
المؤمن اذا اصابه خير شكر فكان خير لهوان اصابته شر صبر واحتسب أمر ه لله فكان خير له
شكرا على الموضوع
بارك الله فيك

soriaalg
2013-01-28, 07:38
جزاك الله الف خير وجعلها في ميزان حسناتك

salima14
2013-01-28, 10:01
موضوع رائع....
البلاء حب من الله لعبده المؤمن
العقوبة غضب من الله وممكن تنبيه للانسان
بارك الله فيك.........



بارك الله فيك


بارك الله فيك جزاك الله خيرا

إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط. رواه الترمذي وحسنه.

شكرا لكم على الردود الطيبة
(( اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه ))

aroua
2013-01-28, 10:17
قيل يا رسول الله
" أي الناس أشد بلاء"
قال
" الأنبياء ثم الآمثل فالآمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فان كان في دينه صلابة اشند يلاءه و ان كان في دينه رقة ابتلي غلى قدر ديته فلا يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشى على الآرض وما عليه خطيئة "

امل الانوار
2013-01-28, 10:52
شكراااااااااااااااااااااا

salima14
2013-01-30, 16:04
شكرا;;;;;;;;;;

بارك الله فيك

http://www.sheekh-3arb.net/islam/library/img/3ater/div/63.gif
بارك الله فيك و جزاك كل خير ان شاء الله
http://www.sheekh-3arb.net/islam/library/img/3ater/div/63.gif
شكرا لكم على المرور إن شاءالله تستفادو من الموضوع