مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة الهوس بالمشاهير
ظاهرة قديمة-جديدة منتشرة في كل المجتمعات و هي :mad:الهوس بالمشاهير تبدأ بمتابعة أخبارهم بكل التفاصيل إلى تقليدهم في كل شيء كاللباس و الشكل ..الخ ، طبعا للوهلة الأولى يميل التفكير فورا تجاه الفتيات و تعلقهن بمشاهير الفن و الغناء ، لكن للرجال أيضا نصيب كبير من الظاهرة ليس أقلها الهوس بمشاهير لاعبي كرة القدم مثلا ، في مجتمعاتنا و نظرا للتطور الهائل في وسائل الإعلام و الإتصال ، سمح لتلك الظاهرة بالإنتشار واسعا ، الفنان أو الفنانة الفلانية ، لاعب كرة القدم الفلاني ، المقدم أو المقدمة في الفضائية الفلانية ... تجد صفحاتهم على الفايسبوك مثلا من أكبر الصفحات بمشتركين يصلون إلى الملايين و مواضيع و تعليقات تصل عشرات الملايين عدا عن كمية الصور و الفيديوهات ... فهل هذا إهتمام طبيعي للناس أم هو هوس يقترب من الحالة المرضية ، تضاف إلى سلسلة الأمراض الإجتماعية المنتشرة الأخرى؟
موضوع منقول لكنه اعجبني لان هذه الضاهرة انتشرت بكثرة
هدى الجيجلية
2013-01-24, 18:22
السلام عليكم
اختي
بارك
الله فيك
خيتي
على هذا الموضوع الذي
يخدم الاسرة والمجتمع
والله هذه الظاهرة
اعتبرها مرض
نفسي
والله لا استوعب فكرة
واحد او وحده موهوس
بمشاهير الفن
حتى النخاع
السلام عليكم
اختي
بارك
الله فيك
خيتي على هذا الموضوع الذي
يخدم الاسرة والمجتمع
والله هذه الظاهرة
اعتبرها مرض
نفسي
والله لا استوعب فكرة
واحد او وحده موهوس
بمشاهير الفن
حتى النخاع
وعليكم السلام وفيك بارك الله عزيزتي ليست مرض فقط وانما هي ادمان لاحضته خصوصا من طرف الفتيات فتراينها تقلد تلك الفنانة في اللبس وطريقة قص الشعر والعكس صحيح بالنسبة للذكور في تتبعهم كم ايسمونها الموضة
mohamed160
2013-01-24, 19:47
بارك الله فيك على الموضوع الرائع وهدا مرض العصر الاخت وعلش ما نتشبها بالسلف الصلاح
بارك الله فيك على الموضوع الرائع وهدا مرض العصر الاخت وعلش ما نتشبها بالسلف الصلاح
وفيك بارك الله ليس مرض فقط وانما داءسرطاني يصعب استصائله ما يحز في نفسي دائما عندما تسال بعض الفتيات عن الصحابيات تجدهن لا يفقهن شيئا في الموضوع بينما اذا سالتها عن فنانة تعطيك التفاصيل المملة ودون اي غلطة والعكس صحيح بالنسبة للذكور
mohamed160
2013-01-24, 20:04
وفيك بارك الله ليس مرض فقط وانما داءسرطاني يصعب استصائله ما يحز في نفسي دائما عندما تسال بعض الفتيات عن الصحابيات تجدهن لا يفقهن شيئا في الموضوع بينما اذا سالتها عن فنانة تعطيك التفاصيل المملة ودون اي غلطة والعكس صحيح بالنسبة للذكور
سبحان الله . ربى يهدينا الاخت والله رانى فى زمان عيب على الانسان ان يخرج الى الشارع فى البلدن الاسلاميه واليلدن الاوربية فيها الاحتشام والتربية
سبحان الله . ربى يهدينا الاخت والله رانى فى زمان عيب على الانسان ان يخرج الى الشارع فى البلدن الاسلاميه واليلدن الاوربية فيها الاحتشام والتربية
هذا هوزماننا نسأل الله العفو والعافية صدقني مرة سمعت استاذا سأل عن صحابية جليلة ولم يتلق اي اجابة فقال اسمها مطابق لاحد المسلسلات التركية فانبهر للاجابة التي تلقاها كل واحدة تعطيه اسم
مسلم سني
2013-01-24, 21:05
السلام عليكم
الحب تطور إلى تقليد
والتقليد بات يبعدنا عن هويتننا
شيئا فشيئا
شكرا لك
احترماتي
يقول ابن خلدون
الضعيف مولوع بتقليد القوي
انتهئ
ْفاطمــــ الزهراء ــــة
2013-01-24, 21:24
بارك الله فيك
محمد...عبد النور
2013-01-24, 22:13
شكرا على الموضوع المفيد أختي الكريمة عزوزة
ففعلا رأيت في السابق الاهتمام الكبير من البعض من كلا الجنسين لبعض الممثلين و المشاهير و بمرور الوقت صار الجميع يتتبعوا أخبارهم و بالتدريج و بقلة دور الاباء في توجيه ابنائهم صاروا يقلدونهم في اللباس و تسريحات الشعر و كيفية المشي و طرق المعاملة
ربي يهدينا جميعا و يعرفنا واش نديروا
بارك الله فيك و جزيتي كل خير
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
الهوس بالمشاهير من ضعف الشخصية
شكرا على الموضوع
mohamed miloudi
2013-01-24, 23:28
بالطبع هاذي صفة من صفات الشخصية الضعيفة
الجليس الصلح
2013-01-25, 12:46
السلام عليكم
ظاهرة غريبة في مجتمعنا لكن تسللت للأسف وأصابت أكثر من هدف
ثقافة جديدة في مجتمع يضيع مع الأيام
شكرا على الموضوع
السلام عليكم
الحب تطور إلى تقليد
والتقليد بات يبعدنا عن هويتننا
شيئا فشيئا
شكرا لك
احترماتي
وعليكم السلام هذا هو مشكلنا مشكلتنا اننا نقلد ولكن لا نعرف كيف نقلد وماذا نقلد
يقول ابن خلدون
الضعيف مولوع بتقليد القوي
انتهئ
فعلا مقولة ابن خلدون في الصميم ولو كان بيننا لتحسر على ما نعيشه الان
mohamed160
2013-01-25, 17:19
هذا هوزماننا نسأل الله العفو والعافية صدقني مرة سمعت استاذا سأل عن صحابية جليلة ولم يتلق اي اجابة فقال اسمها مطابق لاحد المسلسلات التركية فانبهر للاجابة التي تلقاها كل واحدة تعطيه اسم
سبحان الله
بارك الله فيك وفيك بارك الله
الهوس بالمشاهير من ضعف الشخصية
شكرا على الموضوع وهو دليل على ضعف الايمان
شكرا على الموضوع المفيد أختي الكريمة عزوزة
ففعلا رأيت في السابق الاهتمام الكبير من البعض من كلا الجنسين لبعض الممثلين و المشاهير و بمرور الوقت صار الجميع يتتبعوا أخبارهم و بالتدريج و بقلة دور الاباء في توجيه ابنائهم صاروا يقلدونهم في اللباس و تسريحات الشعر و كيفية المشي و طرق المعاملة
ربي يهدينا جميعا و يعرفنا واش نديروا
بارك الله فيك و جزيتي كل خير
ســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام
اهلابك اخي الكريم وهذا دليل اخر على اننا نعاني من امراض خطيرة على مجتمعنا صراحة في الماضي لم نكن نسمع بهذا هنا التكنولو جيا تلعب دورا كبيرا في ضاهرة الهوس هاته والمشكل الثاني ايضا غياب الرقابة الرادعة من الاهل والاسرة المهم نسال الله العافية السلام عليكم
ظاهرة غريبة في مجتمعنا لكن تسللت للأسف وأصابت أكثر من هدف
ثقافة جديدة في مجتمع يضيع مع الأيام
بالفعل هي غريبة ولكنها طامة كبرى شكرا على الموضوع
السلام عليكم ..
شكر الله لك سعيك على هذا الطرح المبارك ..
لا بأس أختي الفاضلة أن أنقل لكم هذه الفتوى التي ترتبط بموضوعك ارتباطا مسيسا ، وأرجو قراءته لأهميتة
وفقكم الله تعالى ..
السؤال:
ما صحة الحديث الذي يقول : ( من أحب أحدا حشر معه ) ، وهل يمكن القول : إن من أحب لاعبا أو ممثلا - مثل ما يحدث لدى الشباب الآن - يحشر معه استنادا للحديث ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحديث الصحيح الأقرب إلى اللفظ الوارد في السؤال هو ما ورد عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ : لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ )
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/293) ، وفي " المعجم الصغير " (2/114) ، قال المنذري : إسناده جيد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترغيب والترهيب " (3/96)
ومن الأحاديث المشهورة في هذا المعنى حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ) .
رواه البخاري (3688)، ومسلم (2639)
ثانيا :
المحبة المقصودة في الحديث نوعان :
النوع الأول : المحبة الدينية ، أي المحبة لأجل الدين والمعتقد ، فمن أحب الصالحين لصلاحهم وأحب ما هم عليه من التقوى والدين ، رُجِي أن يجمعه الله بهم في جنته ، ومن أحب الكفار لكفرهم ومعتقدهم ، ووالاهم على ما هم فيه ، كان ذلك أيضا سببا لدخول النار معهم .
قال ابن بطال رحمه الله :
" بيان هذا المعنى أنه لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله ، وكانت المحبة عملا من أعمال القلوب ، واعتقادًا لها ، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين ، إذ النية هي الأصل ، والعمل تابع لها ، والله يؤتي فضله من يشاء " انتهى باختصار من " شرح صحيح البخاري " لابن بطال (9/333)
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) -:
" أي : وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين ، فإياك وإياهما ، لا تطعهما في ذلك ، فإن مرجعكم إليّ يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك مع الصالحين ، لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ، فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع من أحب ، أي : حبا دينيا ؛ ولهذا قال : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين )" انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (6/265)
ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – في حديثه عن كبيرة محبة الظلمة أو الفسقة وبغض الصالحين - " عد هذين كبيرة هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة : ( المرء مع من أحب ) وله وجه ، إذ الفرض أنه أحب الفاسقين لفسقهم ، وأبغض الصالحين لصلاحهم ، وظاهر أن محبة الفسق كبيرة كفعله ، وكذا بغض الصالحين ؛ لأن حب أولئك الفاسقين وبغض الصالحين يدل على انفكاك ربقة الإسلام وعلى بغضه ، وبغض الإسلام كفر ، فما يؤدي إليه ينبغي أن يكون كبيرة " انتهى باختصار من " الزواجر عن اقتراف الكبائر " (1/184)
النوع الثاني: المحبة الموجبة لتشابه الأعمال والأخلاق ، فمن أحب أحد العلماء الصالحين وتشبه بما هو عليه من الصلاح والتقوى دخل الجنة بذلك ، ومن أحب الفاسقين أو الكافرين ، وأدت به محبته إلى التشبه بأحوالهم ومعاصيهم كان معهم في العقاب أيضا .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" قال الحسن : يا ابن آدم ! لا يغرنك قول من يقول : ( المرء مع من أحب ) فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم ، فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ، وهذه إشارة إلى أن مجرد ذلك ، من غير موافقة في بعض الأعمال ، أو كلها : لا ينفع " انتهى من " إحياء علوم الدين " (2/160)
أما الحب الدنيوي الذي يكون باعثه قرابة أو صداقة أو مصلحة مادية أو زواج أو غير ذلك من أسباب الدنيا الفانية ، فلا يكون سببا للجمع في المحشر أو المصير ، فالمسلم الذي يحب والدته غير المسلمة حبا فطريا ، ولا يحشر معها ، وغير المسلم الذي يحب صديقه المسلم مثلا من غير إسلام وإتباع لا يحشر معه ، وهكذا كل أنواع المحبة الدنيوية لا مدخل لها في معنى هذا الحديث .
ويقول الزرقاني رحمه الله :
" ( المرء مع من أحب ) في الجنة بحسن نيته من غير زيادة عمل ؛ لأنّ محبته لهم لطاعتهم ، والمحبة من أفعال القلوب ، فأثيب على ما اعتقده ؛ لأن الأصل النية ، والعمل تابع لها ، ولا يلزم من المعية استواء الدرجات ، بل ترفع الحجب حتى تحصل الرؤية والمشاهدة ، وكلٌّ في درجته .
وقال السخاوي : قال بعض العلماء : ومعنى الحديث أنه إذا أحبَّهم عمل بمثل أعمالهم ، قال الحسن البصري : من أحبَّ قومًا اتبع آثارهم ، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم ، فتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم ، وتصبح وتمسي على مناهجهم ، حرصًا أن تكون منهم " انتهى من " شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية " (5/304)
ومع ذلك ننبه الشباب إلى أن التعلق باللاعبين والممثلين – بأخبارهم وأحوالهم وأيامهم - إنما هو من الأوهام والخيالات التي لا تجر إليهم إلا كل فساد وشر ، وهي الباب للتخلق بأخلاقهم ، والعمل بمثل أعمالهم ؛ فإن بين الظاهر والباطن ارتباطا لا يجهله أحد ، والمشاكلة في الظاهر توجب المحبة في الباطن ، وهكذا العكس بالعكس .
أما الحب النافع فهو حب الصالحين والناجحين والمبدعين فيما يعود بالنفع على الأمة والبشرية جميعا ، حبا يدفع نحو التقدم والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وهذا الحديث حق فإن كون المحب مع المحبوب أمر فطري لا يكون غير ذلك وكونه معه هو على محبته إياه فإن كانت المحبة متوسطة أو قريبا من ذلك كان معه بحسب ذلك وإن كانت المحبة كاملة كان معه كذلك والمحبة الكاملة تجب معها الموافقة للمحبوب في محابه إذا كان المحب قادرا عليها ، فحيث تخلفت الموافقة مع القدرة ، يكون قد نقص من المحبة بقدر ذلك وإن كانت موجودة ، وحب الشيء وإرادته يستلزم بغض ضده وكراهته مع العلم بالتضاد.." انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/752) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب
السلام عليكم ..
شكر الله لك سعيك على هذا الطرح المبارك ..
لا بأس أختي الفاضلة أن أنقل لكم هذه الفتوى التي ترتبط بموضوعك ارتباطا مسيسا ، وأرجو قراءته لأهميتة
وفقكم الله تعالى ..
السؤال:
ما صحة الحديث الذي يقول : ( من أحب أحدا حشر معه ) ، وهل يمكن القول : إن من أحب لاعبا أو ممثلا - مثل ما يحدث لدى الشباب الآن - يحشر معه استنادا للحديث ؟
الجواب :
الحمد لله
أولا :
الحديث الصحيح الأقرب إلى اللفظ الوارد في السؤال هو ما ورد عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثٌ هُنَّ حَقٌّ : لَا يَجْعَلُ اللَّهُ مَنْ لَهُ سَهْمٌ فِي الْإِسْلَامِ كَمَنْ لَا سَهْمَ لَهُ ، وَلَا يَتَوَلَّى اللَّهَ عَبْدٌ فَيُوَلِّيهِ غَيْرَهُ ، وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ )
رواه الطبراني في " المعجم الأوسط " (6/293) ، وفي " المعجم الصغير " (2/114) ، قال المنذري : إسناده جيد . وصححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترغيب والترهيب " (3/96)
ومن الأحاديث المشهورة في هذا المعنى حديث أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ السَّاعَةِ ، فَقَالَ : مَتَى السَّاعَةُ ؟ قَالَ : وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا ؟ قَالَ : لاَ شَيْءَ ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ . قَالَ أَنَسٌ : فَمَا فَرِحْنَا بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ ، قَالَ أَنَسٌ : فَأَنَا أُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ مَعَهُمْ بِحُبِّي إِيَّاهُمْ وَإِنْ لَمْ أَعْمَلْ بِمِثْلِ أَعْمَالِهِمْ ) .
رواه البخاري (3688)، ومسلم (2639)
ثانيا :
المحبة المقصودة في الحديث نوعان :
النوع الأول : المحبة الدينية ، أي المحبة لأجل الدين والمعتقد ، فمن أحب الصالحين لصلاحهم وأحب ما هم عليه من التقوى والدين ، رُجِي أن يجمعه الله بهم في جنته ، ومن أحب الكفار لكفرهم ومعتقدهم ، ووالاهم على ما هم فيه ، كان ذلك أيضا سببا لدخول النار معهم .
قال ابن بطال رحمه الله :
" بيان هذا المعنى أنه لما كان المحب للصالحين إنما أحبهم من أجل طاعتهم لله ، وكانت المحبة عملا من أعمال القلوب ، واعتقادًا لها ، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين ، إذ النية هي الأصل ، والعمل تابع لها ، والله يؤتي فضله من يشاء " انتهى باختصار من " شرح صحيح البخاري " لابن بطال (9/333)
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله – في تفسير قوله تعالى : ( وإن جاهداك لتشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما ) -:
" أي : وإن حرصا عليك أن تتابعهما على دينهما إذا كانا مشركين ، فإياك وإياهما ، لا تطعهما في ذلك ، فإن مرجعكم إليّ يوم القيامة ، فأجزيك بإحسانك إليهما ، وصبرك على دينك ، وأحشرك مع الصالحين ، لا في زمرة والديك ، وإن كنت أقرب الناس إليهما في الدنيا ، فإن المرء إنما يحشر يوم القيامة مع من أحب ، أي : حبا دينيا ؛ ولهذا قال : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين )" انتهى من " تفسير القرآن العظيم " (6/265)
ويقول ابن حجر الهيتمي رحمه الله – في حديثه عن كبيرة محبة الظلمة أو الفسقة وبغض الصالحين - " عد هذين كبيرة هو ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة : ( المرء مع من أحب ) وله وجه ، إذ الفرض أنه أحب الفاسقين لفسقهم ، وأبغض الصالحين لصلاحهم ، وظاهر أن محبة الفسق كبيرة كفعله ، وكذا بغض الصالحين ؛ لأن حب أولئك الفاسقين وبغض الصالحين يدل على انفكاك ربقة الإسلام وعلى بغضه ، وبغض الإسلام كفر ، فما يؤدي إليه ينبغي أن يكون كبيرة " انتهى باختصار من " الزواجر عن اقتراف الكبائر " (1/184)
النوع الثاني: المحبة الموجبة لتشابه الأعمال والأخلاق ، فمن أحب أحد العلماء الصالحين وتشبه بما هو عليه من الصلاح والتقوى دخل الجنة بذلك ، ومن أحب الفاسقين أو الكافرين ، وأدت به محبته إلى التشبه بأحوالهم ومعاصيهم كان معهم في العقاب أيضا .
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله :
" قال الحسن : يا ابن آدم ! لا يغرنك قول من يقول : ( المرء مع من أحب ) فإنك لن تلحق الأبرار إلا بأعمالهم ، فإن اليهود والنصارى يحبون أنبياءهم وليسوا معهم ، وهذه إشارة إلى أن مجرد ذلك ، من غير موافقة في بعض الأعمال ، أو كلها : لا ينفع " انتهى من " إحياء علوم الدين " (2/160)
أما الحب الدنيوي الذي يكون باعثه قرابة أو صداقة أو مصلحة مادية أو زواج أو غير ذلك من أسباب الدنيا الفانية ، فلا يكون سببا للجمع في المحشر أو المصير ، فالمسلم الذي يحب والدته غير المسلمة حبا فطريا ، ولا يحشر معها ، وغير المسلم الذي يحب صديقه المسلم مثلا من غير إسلام وإتباع لا يحشر معه ، وهكذا كل أنواع المحبة الدنيوية لا مدخل لها في معنى هذا الحديث .
ويقول الزرقاني رحمه الله :
" ( المرء مع من أحب ) في الجنة بحسن نيته من غير زيادة عمل ؛ لأنّ محبته لهم لطاعتهم ، والمحبة من أفعال القلوب ، فأثيب على ما اعتقده ؛ لأن الأصل النية ، والعمل تابع لها ، ولا يلزم من المعية استواء الدرجات ، بل ترفع الحجب حتى تحصل الرؤية والمشاهدة ، وكلٌّ في درجته .
وقال السخاوي : قال بعض العلماء : ومعنى الحديث أنه إذا أحبَّهم عمل بمثل أعمالهم ، قال الحسن البصري : من أحبَّ قومًا اتبع آثارهم ، واعلم أنك لن تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم ، فتأخذ بهديهم ، وتقتدي بسنتهم ، وتصبح وتمسي على مناهجهم ، حرصًا أن تكون منهم " انتهى من " شرح الزرقاني على المواهب اللدنية بالمنح المحمدية " (5/304)
ومع ذلك ننبه الشباب إلى أن التعلق باللاعبين والممثلين – بأخبارهم وأحوالهم وأيامهم - إنما هو من الأوهام والخيالات التي لا تجر إليهم إلا كل فساد وشر ، وهي الباب للتخلق بأخلاقهم ، والعمل بمثل أعمالهم ؛ فإن بين الظاهر والباطن ارتباطا لا يجهله أحد ، والمشاكلة في الظاهر توجب المحبة في الباطن ، وهكذا العكس بالعكس .
أما الحب النافع فهو حب الصالحين والناجحين والمبدعين فيما يعود بالنفع على الأمة والبشرية جميعا ، حبا يدفع نحو التقدم والنجاح في الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وهذا الحديث حق فإن كون المحب مع المحبوب أمر فطري لا يكون غير ذلك وكونه معه هو على محبته إياه فإن كانت المحبة متوسطة أو قريبا من ذلك كان معه بحسب ذلك وإن كانت المحبة كاملة كان معه كذلك والمحبة الكاملة تجب معها الموافقة للمحبوب في محابه إذا كان المحب قادرا عليها ، فحيث تخلفت الموافقة مع القدرة ، يكون قد نقص من المحبة بقدر ذلك وإن كانت موجودة ، وحب الشيء وإرادته يستلزم بغض ضده وكراهته مع العلم بالتضاد.." انتهى من " مجموع الفتاوى " (10/752) .
والله أعلم .
الإسلام سؤال وجوابوعليكم السلام بارك الله فيك على النقل المميز
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir