أبـو إســـــراء
2013-01-24, 10:42
http://4.bp.blogspot.com/-TuC3Imw42aE/UQEEPcE6etI/AAAAAAAAARk/mhXDevMejHM/s320/%D9%85%D9%86+%D9%88%D8%AD%D9%8A+%D8%A7%D9%84%D9%84 %D9%8A%D9%84.JPG
مـــن وحــــــي الليــــــل
الشيخ اليزيد " يزيد بن هنو "... أو شجي الغربة وروح الإبداع
بقلم / أبو إسراء
وقفة مع الشاعر : من أعالي قرية شامخة في جبال جرجرة .. قرية " إغيل أومسد "المطلة على البحر خطى الشاعر أولى خطواته في درب الإبداع ، ذات يوم من أيام الثالثة والسبعين ؛ حيث استنشق نسائم الحرية وعنفوان الحياة وعبق التاريخ ... أمجاد وبطولات تختزلها الذاكرة في أسماء " فاطمة نسومر، آيت بلقاسم ،،،" فالشعر إذاً ضرورة حياتية كالهواء العذب يعتمل ويكبر في أنفاس صدره،،،وحينما ينمو الحلم في كبرياء ورفعة تكبر الآمال والآلام ... هكذا يتحد الإنسان الشاعر والحلم ... فيولد شاعر في المهجر اسمه " الشيخ اليزيد " كما يناديه أحبائه في الرياض التي يشرف عليها أو ساحة وركح المسرح والشعر.
الشيخ اليزيد حلم يتحقق في المهجر ، وهو ليس مهجر لمن آمن في أعماق نفسه بوحدة المغرب الكبير ... حينما التقيته ذات مساء شاحب في " ساحة الفنا" حيث عبق التاريخ الإسلامي يغمر ويعمر كل زوايا وحواري مراكش ..رأيت فيه حنين وشوق غير متناه لوطنه الأم... وقد راح يدندن طربا ونغما بأنشودة " جزائرنا يا بلاد الجدد " للشاعر أمحمد الشبوكي" - رحمه الله-... هي هكذا محبة الأوطان والحس الوحدوي بين أبناء المغرب الكبير... ذكرني بالبيت الشعري الخالد:
بلادي وإن جارت علي عزيزة *** وأهلي وان ضنوا علي كرام
بلادنا جميلة ... وغنية في طبيعتها وطبوع أبنائها .. وخيراتها وثرواتها ... تظل ابد الدهر عزيزة بين البلدان ...لا يهم أنها تنكرنا أحيانا ...ولا تأخذ بأيدينا في مشقة الحياة .... هذا بعض ما كان يردده لي ولصاحبي ؛؛؛ وهو يطوف بنا في الأزقة الضيقة بحارات مراكش وكأنه في أزقة باب الواد أو السويقة...وهكذا عرفته لأيام شاب مثقف حريص على الفاعلية الثقافية في محيطه ،،، يجول بنا من مركز ومؤسسة ثقافية إلى أخرى دون أن يكلّ أو يملّ ،،، كان أجملها في ذاكرتي الآن زيارة ضريح الشاعر المعتمد وزوجه الرميكية بـ " جمعة آغمات " التي تبعد عن مراكش قرابة الثلاثين كيلومتر...لقد زرع في نفس الآمال من جديد بفاعلية الإنسان الجزائري ... وبأن محبة الأوطان مقدسة قدسية الحياة ذاتها ...
ولم تكن سلوى الغربة عن وطنه والبعد عن الأحبة إلا سيدة كريمة فاضلة تأخذ بيده في درب الحياة والإبداع... لقد لمست ذلك عن قرب حين استضافنا في بيتهما المراكشي الجميل ؛ إذ لم تتوان في أداء واجب الضيافة بتقديم ما لذ وطاب ،،، حفظهما الله وجمع بينهما في خير ... أو وهي تهتف إليه بين الحين والآخر في لهفة وشوق ... حينما كنا معا في الرباط وهو يستلم أولى النسخ من ديوانه ...هذا المولود الجديد وهو هذا الديوان " من وحي الليل " - الذي شهدت لحظة ميلاده - في استضافة الناشر المبدع " عبد النبي الشراط " صاحب دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر الذي لم يتوان في الترحيب بنا ؛ بل وفي استضافتنا بوجبة إطعام مغربية طيبة وشاي ،،، بل لم يتردد في إكرامنا بإصدارته الجديدة تأكيدا للروابط الأخوية بين أبناء الشعبيين الشقيقين ...لقد رددت له ما كان يقوله الروائي الجزائري عمي " الطاهر " رحمه الله بأن إحساسه واحد حينما يكون في الدار البيضاء أو البيضاء ... هكذا اختصرت له العواطف والمشاعر الأخوية ... وربما عدت إليه وحواراته في الثقافة والفكر في مستقبل الأيام إن شاء الله...
مـع الديــوان : الديوان مع صغر حجمه إلا أنه دفقه شعرية إبداعية تعبر عن أحاسيس الشاعر وآماله في الحياة ...حاول أن يرسم فيها رؤيته لواقع كائن بكل تضاريسه وتجلياته ؛ وواقع ممكن جميل ينشده في نفسه .
- يبتدئ الديوان بقصيدة وطنية رائعة " ملحمة الجزائر " والأصدق عندي ملحمة أبناء الجزائر ملحمة فيها نفس ملحمي بطولي مميز يستهله الشاعر في قصيدته بقوله ( ص 13 ):
قسما بذاك القسم
الذي قسم به الأجداد
قسما راسخا في القلوب
يتردد في الدنيا صداه
رتلناه ... وجبالنا غردت به
وقرانا لا تنساه
وللقارئ أن يسأل عن هذا القسم الذي تتوارثه الأجيال وتردده في الجبال والقرى والمداشر ... هل هو حب الوطن والذود عنه في كل الأوقات ؟ .قسم يمتد من العهد القديم مع ماسينيسا الفارس الشجاع وصولا إلى جيل التحرير الأخير "بن مهيدي ، ديدوش ،،،".وفي مقطع جميل يقول ( ص 14 ) :
لا الشمس عرفت عنوانها
ولا استشعرت دفئها
يا عشق القسم
ارحل إلى الأوراس
وسل وهادها
عن ديهيا
أفذاذها صدى الوغى
شاهدون
واشهدوا على طارق
حارق البحر وقاهر البر
أيها الناس أين المفر ؟ ع
فاسهدوا واقسموا ...
وأبدا تذكروا ...
قسما .
ويختتم الديوان بقصيدة تحمل عنوان " وصايا الرجال " هي نبؤة ورؤيا حكيم في أخلاق الناس وسير الحياة .
في الديوان قصائد أخرى جميلة تزخر وتموج بالعواطف والأحاسيس مثل قصيدة ( أنا ، أرضنا ، ارضي هي إغيل أومسد ، هذه هي بطاقتي ، أنا والقلم ، أنا والزمن ، مازلت ، حوار مع الوجدان ، سر غربتي ،،، ) قصائد تسافر تغور بك في عالم الشاعر .وتتكشف لك عن عواطف قدسية نبيلة في الحياة .
هذه وقفة عابرة في ديوان شاعر موهوب في مقتبل رحلة الإبداع الشعري نتمنى أن تكون باكورة طيبة لأعمال لا تنضب مدى رحلة الشاعر في الحياة ، وأن تنال قسطها من قراءة النقاد ومتابعاتهم .
http://4.bp.blogspot.com/-sOx0Sodof2Y/UQEEelfwH6I/AAAAAAAAARs/mt7zMJwB5Yk/s320/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81+%D8%A7%D9%84% D8%A7%D8%AE%D9%8A%D8%B1.JPG
مـــن وحــــــي الليــــــل
الشيخ اليزيد " يزيد بن هنو "... أو شجي الغربة وروح الإبداع
بقلم / أبو إسراء
وقفة مع الشاعر : من أعالي قرية شامخة في جبال جرجرة .. قرية " إغيل أومسد "المطلة على البحر خطى الشاعر أولى خطواته في درب الإبداع ، ذات يوم من أيام الثالثة والسبعين ؛ حيث استنشق نسائم الحرية وعنفوان الحياة وعبق التاريخ ... أمجاد وبطولات تختزلها الذاكرة في أسماء " فاطمة نسومر، آيت بلقاسم ،،،" فالشعر إذاً ضرورة حياتية كالهواء العذب يعتمل ويكبر في أنفاس صدره،،،وحينما ينمو الحلم في كبرياء ورفعة تكبر الآمال والآلام ... هكذا يتحد الإنسان الشاعر والحلم ... فيولد شاعر في المهجر اسمه " الشيخ اليزيد " كما يناديه أحبائه في الرياض التي يشرف عليها أو ساحة وركح المسرح والشعر.
الشيخ اليزيد حلم يتحقق في المهجر ، وهو ليس مهجر لمن آمن في أعماق نفسه بوحدة المغرب الكبير ... حينما التقيته ذات مساء شاحب في " ساحة الفنا" حيث عبق التاريخ الإسلامي يغمر ويعمر كل زوايا وحواري مراكش ..رأيت فيه حنين وشوق غير متناه لوطنه الأم... وقد راح يدندن طربا ونغما بأنشودة " جزائرنا يا بلاد الجدد " للشاعر أمحمد الشبوكي" - رحمه الله-... هي هكذا محبة الأوطان والحس الوحدوي بين أبناء المغرب الكبير... ذكرني بالبيت الشعري الخالد:
بلادي وإن جارت علي عزيزة *** وأهلي وان ضنوا علي كرام
بلادنا جميلة ... وغنية في طبيعتها وطبوع أبنائها .. وخيراتها وثرواتها ... تظل ابد الدهر عزيزة بين البلدان ...لا يهم أنها تنكرنا أحيانا ...ولا تأخذ بأيدينا في مشقة الحياة .... هذا بعض ما كان يردده لي ولصاحبي ؛؛؛ وهو يطوف بنا في الأزقة الضيقة بحارات مراكش وكأنه في أزقة باب الواد أو السويقة...وهكذا عرفته لأيام شاب مثقف حريص على الفاعلية الثقافية في محيطه ،،، يجول بنا من مركز ومؤسسة ثقافية إلى أخرى دون أن يكلّ أو يملّ ،،، كان أجملها في ذاكرتي الآن زيارة ضريح الشاعر المعتمد وزوجه الرميكية بـ " جمعة آغمات " التي تبعد عن مراكش قرابة الثلاثين كيلومتر...لقد زرع في نفس الآمال من جديد بفاعلية الإنسان الجزائري ... وبأن محبة الأوطان مقدسة قدسية الحياة ذاتها ...
ولم تكن سلوى الغربة عن وطنه والبعد عن الأحبة إلا سيدة كريمة فاضلة تأخذ بيده في درب الحياة والإبداع... لقد لمست ذلك عن قرب حين استضافنا في بيتهما المراكشي الجميل ؛ إذ لم تتوان في أداء واجب الضيافة بتقديم ما لذ وطاب ،،، حفظهما الله وجمع بينهما في خير ... أو وهي تهتف إليه بين الحين والآخر في لهفة وشوق ... حينما كنا معا في الرباط وهو يستلم أولى النسخ من ديوانه ...هذا المولود الجديد وهو هذا الديوان " من وحي الليل " - الذي شهدت لحظة ميلاده - في استضافة الناشر المبدع " عبد النبي الشراط " صاحب دار الوطن للصحافة والطباعة والنشر الذي لم يتوان في الترحيب بنا ؛ بل وفي استضافتنا بوجبة إطعام مغربية طيبة وشاي ،،، بل لم يتردد في إكرامنا بإصدارته الجديدة تأكيدا للروابط الأخوية بين أبناء الشعبيين الشقيقين ...لقد رددت له ما كان يقوله الروائي الجزائري عمي " الطاهر " رحمه الله بأن إحساسه واحد حينما يكون في الدار البيضاء أو البيضاء ... هكذا اختصرت له العواطف والمشاعر الأخوية ... وربما عدت إليه وحواراته في الثقافة والفكر في مستقبل الأيام إن شاء الله...
مـع الديــوان : الديوان مع صغر حجمه إلا أنه دفقه شعرية إبداعية تعبر عن أحاسيس الشاعر وآماله في الحياة ...حاول أن يرسم فيها رؤيته لواقع كائن بكل تضاريسه وتجلياته ؛ وواقع ممكن جميل ينشده في نفسه .
- يبتدئ الديوان بقصيدة وطنية رائعة " ملحمة الجزائر " والأصدق عندي ملحمة أبناء الجزائر ملحمة فيها نفس ملحمي بطولي مميز يستهله الشاعر في قصيدته بقوله ( ص 13 ):
قسما بذاك القسم
الذي قسم به الأجداد
قسما راسخا في القلوب
يتردد في الدنيا صداه
رتلناه ... وجبالنا غردت به
وقرانا لا تنساه
وللقارئ أن يسأل عن هذا القسم الذي تتوارثه الأجيال وتردده في الجبال والقرى والمداشر ... هل هو حب الوطن والذود عنه في كل الأوقات ؟ .قسم يمتد من العهد القديم مع ماسينيسا الفارس الشجاع وصولا إلى جيل التحرير الأخير "بن مهيدي ، ديدوش ،،،".وفي مقطع جميل يقول ( ص 14 ) :
لا الشمس عرفت عنوانها
ولا استشعرت دفئها
يا عشق القسم
ارحل إلى الأوراس
وسل وهادها
عن ديهيا
أفذاذها صدى الوغى
شاهدون
واشهدوا على طارق
حارق البحر وقاهر البر
أيها الناس أين المفر ؟ ع
فاسهدوا واقسموا ...
وأبدا تذكروا ...
قسما .
ويختتم الديوان بقصيدة تحمل عنوان " وصايا الرجال " هي نبؤة ورؤيا حكيم في أخلاق الناس وسير الحياة .
في الديوان قصائد أخرى جميلة تزخر وتموج بالعواطف والأحاسيس مثل قصيدة ( أنا ، أرضنا ، ارضي هي إغيل أومسد ، هذه هي بطاقتي ، أنا والقلم ، أنا والزمن ، مازلت ، حوار مع الوجدان ، سر غربتي ،،، ) قصائد تسافر تغور بك في عالم الشاعر .وتتكشف لك عن عواطف قدسية نبيلة في الحياة .
هذه وقفة عابرة في ديوان شاعر موهوب في مقتبل رحلة الإبداع الشعري نتمنى أن تكون باكورة طيبة لأعمال لا تنضب مدى رحلة الشاعر في الحياة ، وأن تنال قسطها من قراءة النقاد ومتابعاتهم .
http://4.bp.blogspot.com/-sOx0Sodof2Y/UQEEelfwH6I/AAAAAAAAARs/mt7zMJwB5Yk/s320/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81+%D8%A7%D9%84% D8%A7%D8%AE%D9%8A%D8%B1.JPG