شلطون
2013-01-23, 20:54
كارثة عين أمناس كانت عملية عسكرية أجنبية، لها طابع إرهابي.. ما في ذلك شك.. لكن العملية ما كانت لتحدث، لولا الإهمال الأمني والفساد الأمني أيضا؟! ولهذا، نحن نثمّن طلب الرئيس بوتفليقة إجراء تحقيق حقيقي، يكشف أسباب التقصير الأمني فيما حدث.
الأرسيدي على حق حين قال في بيانه حول العملية.. إن الأموال المخصصة لأمن البلاد كانت تنهب لقمع المظاهرات.. ولا تذهب لصيانة أمن الحدود وأمن المنشآت الحيوية للبلاد.!
وزيادة على ذلك، للفساد دوره في حدوث ما حدث.. فالمنشآت البترولية تحرسها مجموعات حراسة خاصة، تابعة لشركات خاصة، يملكها ضباط متقاعدون.! وعندما يخوصص الأمن ويلعب الفساد دوره في هذه الخوصصة، يحدث ما يحدث من كوارث.!
القضية ليست كارثة أمنية فقط، بل هي أيضا كارثة ديبلوماسية.. فالجماعة التي هاجمت المنشأة الغازية في عين أمناس، هي جماعة بلعور الذي كان جناحا من أجنحة جماعة أنصار الدين التي استقبلت السلطات الجزائرية بعض أعضائها في عاصمة الجزائر، في إطار الحوار معها.. وهذا في حدّ ذاته يعدّ فشلا ديبلوماسيا خطيرا.!
صحيح أن السلطات الجزائرية استخدمت القوة المطلوبة في التعامل مع هؤلاء الهاجمين، وأرسلت رسالة واضحة إلى الجماعات الإرهابية في مالي وفي غير مالي، مفادها: إن الدخول إلى التراب الوطني الجزائري يعني الموت، ولا شيء غير الموت.. لا رهائن ولا مفاوضات ولا فدية ولا إطلاق سراح.. ولا حتى الخضوع للضغوط الأجنبية للتفاوض.! وهذه الرسالة، على هذا النحو الواضح، لابد أن تلتقطها كما يجب الجماعات الإرهابية.. وستفكر ألف مرة قبل أن تقدم على أي عمل ضد الجزائر.. وبالتالي، على بلعور أن يرى بعينه ''العورة'' القوات الفرنسية التي جاءت لقتاله في مالي، لأنه لن يستطيع أن يرى بعينه ''العورة'' أي مكان في الجزائر.!
الغربيون، ورغم الحصيلة الكارثية لأرواح الضحايا، ليس أمامهم إلا الاعتراف للجزائر بحقها السيادي في أن تعالج قضايا المساس بأمنها بالطريقة التي تراها مناسبة، خاصة أن هذا الغرب هو الذي فعل ما فعل بليبيا التي كانت قضية مالي إحدى نتائجها، وهو الذي يتدخل الآن في مالي ويثير هذه المشاكل الخطيرة على أمن كامل المنطقة.
لكن بؤس الطريقة التي تعامل بها الإعلام الرسمي الجزائري، لا يوازيه إلا بؤس تعامل الطبقة السياسية مع هذه الأحداث الخطيرة.! فعندما نسمع حزب وزير الإعلام، محمد السعيد، يصدر بيانا يقول فيه: ''إن الجزائر في حاجة إلى جبهة وطنية قوية متماسكة لمواجهة الأخطار''.! أحس أن هذا البيان أصدرته قسمة شلغوم العيد في الستينيات، وليس حزبا سياسيا في 2013 رئيسه يقود جهاز الإعلام.! وليس أسوأ من هذا إلا بيان المركزية النقابية لسيدي السعيد بخصو ص الأحداث، وكأننا في عهد بنقوص رحمه الله.! أما جاب الله، فيا ليته حذا حذو الأرندي، والأفة، وبقي بلا رأي في الأحداث، فذلك أحسن من أن يقول: إن الجيش استخدم القوة المفرطة، وكأنه يتحدث عن مظاهرات محلية وليس هجوما إرهابيا.! أو يقول: خاطفو الرهائن كان هدفهم الحوار وليس القتل.. أي حوار، ياشيخ، مع من هاجم الناس بالصواريخ والأحزمة الناسفة..؟!
والحمد لله أن برلمان ''الحفافات'' ومجلس ''الغمة'' لم ينطقا حتى الآن، وإلا قالا كلاما سيكتب بالإبر على أماقي البشر.!
إنني تعبان وأحتاج إلى غسيل مخ وليس احتواء من السلطة، كما يقول القرّاء؟!
الخلاصة : حادثة عين امناس اختبرت المؤسسات الأمنية الخاصة التي انتشرت كالفطريات على مستوى المؤسسات العمومية ..حيث أثبتت هذه العملية(عين امناس) أن هذه الشركات تعتبرمجرد شركات لاستنزاف اموال المؤسسات العمومية واستعباد العمال الجزائريين، وكذلك تعتبر كمصدر مهم لتبييض الاموال المنهوبة.
الأرسيدي على حق حين قال في بيانه حول العملية.. إن الأموال المخصصة لأمن البلاد كانت تنهب لقمع المظاهرات.. ولا تذهب لصيانة أمن الحدود وأمن المنشآت الحيوية للبلاد.!
وزيادة على ذلك، للفساد دوره في حدوث ما حدث.. فالمنشآت البترولية تحرسها مجموعات حراسة خاصة، تابعة لشركات خاصة، يملكها ضباط متقاعدون.! وعندما يخوصص الأمن ويلعب الفساد دوره في هذه الخوصصة، يحدث ما يحدث من كوارث.!
القضية ليست كارثة أمنية فقط، بل هي أيضا كارثة ديبلوماسية.. فالجماعة التي هاجمت المنشأة الغازية في عين أمناس، هي جماعة بلعور الذي كان جناحا من أجنحة جماعة أنصار الدين التي استقبلت السلطات الجزائرية بعض أعضائها في عاصمة الجزائر، في إطار الحوار معها.. وهذا في حدّ ذاته يعدّ فشلا ديبلوماسيا خطيرا.!
صحيح أن السلطات الجزائرية استخدمت القوة المطلوبة في التعامل مع هؤلاء الهاجمين، وأرسلت رسالة واضحة إلى الجماعات الإرهابية في مالي وفي غير مالي، مفادها: إن الدخول إلى التراب الوطني الجزائري يعني الموت، ولا شيء غير الموت.. لا رهائن ولا مفاوضات ولا فدية ولا إطلاق سراح.. ولا حتى الخضوع للضغوط الأجنبية للتفاوض.! وهذه الرسالة، على هذا النحو الواضح، لابد أن تلتقطها كما يجب الجماعات الإرهابية.. وستفكر ألف مرة قبل أن تقدم على أي عمل ضد الجزائر.. وبالتالي، على بلعور أن يرى بعينه ''العورة'' القوات الفرنسية التي جاءت لقتاله في مالي، لأنه لن يستطيع أن يرى بعينه ''العورة'' أي مكان في الجزائر.!
الغربيون، ورغم الحصيلة الكارثية لأرواح الضحايا، ليس أمامهم إلا الاعتراف للجزائر بحقها السيادي في أن تعالج قضايا المساس بأمنها بالطريقة التي تراها مناسبة، خاصة أن هذا الغرب هو الذي فعل ما فعل بليبيا التي كانت قضية مالي إحدى نتائجها، وهو الذي يتدخل الآن في مالي ويثير هذه المشاكل الخطيرة على أمن كامل المنطقة.
لكن بؤس الطريقة التي تعامل بها الإعلام الرسمي الجزائري، لا يوازيه إلا بؤس تعامل الطبقة السياسية مع هذه الأحداث الخطيرة.! فعندما نسمع حزب وزير الإعلام، محمد السعيد، يصدر بيانا يقول فيه: ''إن الجزائر في حاجة إلى جبهة وطنية قوية متماسكة لمواجهة الأخطار''.! أحس أن هذا البيان أصدرته قسمة شلغوم العيد في الستينيات، وليس حزبا سياسيا في 2013 رئيسه يقود جهاز الإعلام.! وليس أسوأ من هذا إلا بيان المركزية النقابية لسيدي السعيد بخصو ص الأحداث، وكأننا في عهد بنقوص رحمه الله.! أما جاب الله، فيا ليته حذا حذو الأرندي، والأفة، وبقي بلا رأي في الأحداث، فذلك أحسن من أن يقول: إن الجيش استخدم القوة المفرطة، وكأنه يتحدث عن مظاهرات محلية وليس هجوما إرهابيا.! أو يقول: خاطفو الرهائن كان هدفهم الحوار وليس القتل.. أي حوار، ياشيخ، مع من هاجم الناس بالصواريخ والأحزمة الناسفة..؟!
والحمد لله أن برلمان ''الحفافات'' ومجلس ''الغمة'' لم ينطقا حتى الآن، وإلا قالا كلاما سيكتب بالإبر على أماقي البشر.!
إنني تعبان وأحتاج إلى غسيل مخ وليس احتواء من السلطة، كما يقول القرّاء؟!
الخلاصة : حادثة عين امناس اختبرت المؤسسات الأمنية الخاصة التي انتشرت كالفطريات على مستوى المؤسسات العمومية ..حيث أثبتت هذه العملية(عين امناس) أن هذه الشركات تعتبرمجرد شركات لاستنزاف اموال المؤسسات العمومية واستعباد العمال الجزائريين، وكذلك تعتبر كمصدر مهم لتبييض الاموال المنهوبة.