أم مريم
2013-01-15, 21:14
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ](آل عمران:102). [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً](النساء:1). [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً](الأحزاب:70،71)
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عامل له فقال: (أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعده مما جرت به سنته وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُنَّة فإنها لك بإذن الله عصمة، واعلم أن الناس لم يحدثوا بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فإن السُنَّة إنما سنَّها من علم ما في خلافها من الخطأ والزلل، والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم السابقون، عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل فيه لو كان أحرى، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فقد سبقتموهم إليه، ولئن قلت إنما أحدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، لقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقهم محصر، لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمع عنهم آخرون فغلوا، إنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم) 1
قلت: هذا كلام خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز رحمه الله وصدق والله فيما قاله، فإنه لا شيء أفسد على الأمة دينها وضيّع كيانها، وجعلها غُثاءً كغثاء السيل فتكالب عليها أمم الكفر، كالبدع التي تفتك في الأمة فتك الذئب بالغنم، وتنخر فيها نخر السوس في الحب،وتسري في كيان الأمة سريان النار في الهشيم.
إن البدع التي يموج فيها السواد الأعظم في هذه الأمة وبخاصة في هذه الفترة أدت إلى انتشار الشرك بطريقة لا يصدقها عاقل أبدا. .
لقد أحدث المسلمون في دينهم من البدع ـ ما الله به عليم ـ ما انحرف بكثير منهم عن سواء السبيل وعمّى عليهم دينهم الحق الأصيل، فما يفتح لهم الشيطان باباً من الضلال إلا ولجوه، ولا يزين لهم شيئاً من البدع إلا تبعوه، وما زال الخطر يستفحل والشر يتفاقم حتى طمَّ السيل وأليل الليل عن كثير من المسلمين.
ولما كانت السُنَّة من الدين بمكان حيث تمثل الأصل الثاني من أصول التشريع، والإحداث في الدين يضاهيها ويدرس معالمها، كما قال أبو إدريس الخولاني: (وما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سنة) كان حقاً على كل مسلم معتصم بدين الله، محبٍ للكتاب والسُنَّة، سواء كان عالماً أو طالب علم أن يحث الناس على التمسك بالسُنَّة، ويحذرهم من الإحداث في الدين،
ونظراً لأهمية هذا الأمر كتبت هذه الأسطر أداءً للأمانة،وقياماً بواجب النصيحة (فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف). أسأل الله جل وعلا أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفعنا بما علمنا، ويعلمنا ما جهلنا، وأن يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وكتبه أبو محمد ـ أ.د. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار ـ ص.ب : 188 ـ الزلفي: 11932
منقول بتصرف
وهذا ملف متكامل عن بدعة الإحتفال بالمولد النبوي للأخ محب السلف
http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/firstnew.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?goto=newpost&t=1191586) [ملف متكامل عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي] (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1191586)
قال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17-18]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) البدع لابن وضاح، 30، 31، الحلية لأبي نعيم (5/39)، الاعتصام للشاطبي (1/49)..
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ](آل عمران:102). [يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً](النساء:1). [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزَاً عَظِيماً](الأحزاب:70،71)
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.
كتب عمر بن عبد العزيز رحمه الله إلى عامل له فقال: (أما بعد: فإني أوصيك بتقوى الله، والاقتصاد في أمره، واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وترك ما أحدث المحدثون بعده مما جرت به سنته وكفوا مؤنته، فعليك بلزوم السُنَّة فإنها لك بإذن الله عصمة، واعلم أن الناس لم يحدثوا بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة فيها، فإن السُنَّة إنما سنَّها من علم ما في خلافها من الخطأ والزلل، والحمق والتعمق، فارض لنفسك ما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم السابقون، عن علم وقفوا، وببصر نافذ كفوا، وهم كانوا على كشف الأمور أقوى، وبفضل فيه لو كان أحرى، فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فقد سبقتموهم إليه، ولئن قلت إنما أحدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم، لقد تكلموا فيه بما يكفي، ووصفوا منه ما يشفي، فما دونهم مقصر، وما فوقهم محصر، لقد قصر دونهم أقوام فجفوا، وطمع عنهم آخرون فغلوا، إنهم بين ذلك لعلى هدى مستقيم) 1
قلت: هذا كلام خليفة المسلمين عمر بن عبد العزيز رحمه الله وصدق والله فيما قاله، فإنه لا شيء أفسد على الأمة دينها وضيّع كيانها، وجعلها غُثاءً كغثاء السيل فتكالب عليها أمم الكفر، كالبدع التي تفتك في الأمة فتك الذئب بالغنم، وتنخر فيها نخر السوس في الحب،وتسري في كيان الأمة سريان النار في الهشيم.
إن البدع التي يموج فيها السواد الأعظم في هذه الأمة وبخاصة في هذه الفترة أدت إلى انتشار الشرك بطريقة لا يصدقها عاقل أبدا. .
لقد أحدث المسلمون في دينهم من البدع ـ ما الله به عليم ـ ما انحرف بكثير منهم عن سواء السبيل وعمّى عليهم دينهم الحق الأصيل، فما يفتح لهم الشيطان باباً من الضلال إلا ولجوه، ولا يزين لهم شيئاً من البدع إلا تبعوه، وما زال الخطر يستفحل والشر يتفاقم حتى طمَّ السيل وأليل الليل عن كثير من المسلمين.
ولما كانت السُنَّة من الدين بمكان حيث تمثل الأصل الثاني من أصول التشريع، والإحداث في الدين يضاهيها ويدرس معالمها، كما قال أبو إدريس الخولاني: (وما أحدثت أمة في دينها بدعة إلا رفع الله بها عنهم سنة) كان حقاً على كل مسلم معتصم بدين الله، محبٍ للكتاب والسُنَّة، سواء كان عالماً أو طالب علم أن يحث الناس على التمسك بالسُنَّة، ويحذرهم من الإحداث في الدين،
ونظراً لأهمية هذا الأمر كتبت هذه الأسطر أداءً للأمانة،وقياماً بواجب النصيحة (فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف). أسأل الله جل وعلا أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن ينفعنا بما علمنا، ويعلمنا ما جهلنا، وأن يجعل ما تعلمناه حجة لنا لا علينا. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
وكتبه أبو محمد ـ أ.د. عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار ـ ص.ب : 188 ـ الزلفي: 11932
منقول بتصرف
وهذا ملف متكامل عن بدعة الإحتفال بالمولد النبوي للأخ محب السلف
http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/firstnew.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?goto=newpost&t=1191586) [ملف متكامل عن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي] (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1191586)
قال تعالى: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر: 17-18]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) البدع لابن وضاح، 30، 31، الحلية لأبي نعيم (5/39)، الاعتصام للشاطبي (1/49)..