المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رقائق ومواعظ


مومني محمد
2007-08-10, 10:38
كيف اتوب ?

الحمد لله غافر الذنب، و قابل التوب، شديد العقاب، الفاتح للمستغفرين الأبواب، والميسر للتائبين الأسباب، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد:

أخي الحبيب: أكثر الناس لا يعرفون قدر التوبة ولا حقيقتها فضلاً عن القيام بها علماً وعملاً. وإذا عرفوا قدرها فهم لا يعرفون الطريق إليها، وإذا عرفوا الطريق فهم لا يعرفون كيف يبدءون؟

فتعال معي أخي الحبيب لنقف على حقيقة التوبة، والطريق إليها عسى أن نصل إليها.


كلنا ذوو خطأ

أخي الحبيب:

كلنا مذنبون... كلنا مخطئون.. نقبل على الله تارة وندبر أخرى، نراقب الله مرة، وتسيطر علينا الغفلة أخرى، لا نخلو من المعصية، ولا بد أن يقع منا الخطأ، فلست أنا و أنت بمعصومين { كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون } [رواه الترمذي وحسنه الألباني].

والسهو والتقصير من طبع الإنسان، ومن رحمة الله بهذا الإنسان الضعيف أن يفتح له باب التوبة، وأمره بالإنابة إليه، والإقبال عليه، كلما غلبته الذنوب ولوثته المعاصي.. ولولا ذلك لوقع الإنسان في حرج شديد، وقصرت همته عن طلب التقرب من ربه، وانقطع رجاؤه من عفوه ومغفرته.


أين طريق النجاة؟

قد تقول لي: إني أطلب السعادة لنفسي، وأروم النجاة، وأرجو المغفرة، ولكني أجهل الطريق إليها، ولا أعرف كيف ابدأ؟ فأنا كالغريق يريد من يأخذ بيده، وكالتائه يتلمس الطريق وينتظر العون، وأريد بصيصاً من أمل، وشعاعاً من نور. ولكن أين الطريق؟

والطريق أخي الحبيب واضح كالشمس، ظاهر كالقمر، واحد لا ثاني له... إنه طريق التوبة.. طريق النجاة، طريق الفلاح.. طريق سهل ميسور، مفتوح أمامك في كل لحظة، ما عليك إلا أن تطرقه، وستجد الجواب: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى [طه:82]. بل إن الله تعالى دعا عباده جميعاً مؤمنهم وكافرهم الى التوبة، وأخبر أنه سبحانه يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب منها ورجع عنها مهما كثرت، ومهما عظمت، وإن كانت مثل زبد البحر، فقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر:53].


ولكن.... ما التوبة؟

التوبة أخي الحبيب هي الرجوع عما يكرهه الله ظاهراً وباطناً الى ما يحبه الله ظاهراً وباطناً.. وهي اسم جامع لشرائع الإسلام وحقائق الإيمان.. هي الهداية الواقية من اليأس والقنوط، هي الينبوع الفياض لكل خير وسعادة في الدنيا والآخرة... هي ملاك الأمر، ومبعث الحياة، ومناط الفلاح... هي أول المنازل وأوسطها وآخرها... هي بداية العبد ونهايته... هي ترك الذنب مخافة الله، واستشعار قبحه، والندم على فعله، والعزيمة على عدم العودة إليه إذا قدر عليه... هي شعور بالندم على ما وقع، وتوجه الى الله فيما بقي، وكف عن الذنب.


ولماذا نتوب؟

قد تسألني أخي الحبيب: لماذا أترك السيجارة و أنا أجد فيها متعتي؟... لماذا أدع مشاهدة الأفلام الخليعة وفيها راحتي؟ ولماذا أتمنع عن المعاكسات الهاتفية وفيها بغيتي؟ ولماذا أتخلى عن النظر الى النساء وفيه سعادتي؟ لماذا أتقيد بالصلاة والصيام وأنا لا أحب التقييد والارتباط؟... ولماذا ولماذا... أليس ينبغي على الإنسان فعل ما يسعده ويريحه ويجد فيه سعادته؟... فالذي يسعدني هو ما تسميه معصية... فلِمَ أتوب؟

وقبل أن أجيبك على سؤالك أخي الحبيب لا بد أن تعلم أنني ما أردت إلا سعادتك، وما تمنيت إلا راحتك، وما قصدت إلا الخير والنجاة لك في الدارين....

والآن أجيبك على سؤالك: تب أخي الحبيب لأن التوبة:

1- طاعة لأمر ربك سبحانه وتعالى، فهو الذي أمرك بها فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً [التحريم:8]. وأمر الله ينبغي أن يقابل بالامتثال والطاعة.

2- سبب لفلاحك في الدنيا و الآخرة، قال تعالى: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]. فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يتلذذ، ولا يسر ولا يطمئن ؛ ولا يطيب ؛ إلا بعبادة ربه والإنابة إليه والتوبة إليه.

3- سبب لمحبة الله تعالى لك، قال تعالى: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة:222]. وهل هناك سعادة يمكن أن يشعر بها إنسان بعد معرفته أن خالقه ومولاه يحبه إذا تاب إليه؟!

4- سبب لدخولك الجنة ونجاتك من النار، قال تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئاً [مريم:60،59]. وهل هناك مطلب للإنسان يسعى من أجله إلا الجنة؟!

5- سبب لنزول البركات من السماء وزيادة القوة والإمداد بالأموال والبنين، قال تعالى: وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ [هود:52]، وقال: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً (10) يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً [نوح:10-12].

6- سبب لتكفير سيئاتك وتبدلها الى حسنات، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ [التحريم:8]، وقال سبحانه: إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان:70].

أخي الحبيب:

ألا تستحق تلك الفضائل – وغيرها كثير – أن تتوب من أجلها؟ لماذا تبخل على نفسك بما فيه سعادتك؟.. لماذا تظلم نفسك بمعصية الله وتحرمها من الفوز برضاه؟...جدير بك أن تبادر الى ما هذا فضله وتلك ثمرته.


قدّم لنفسك توبة مرجوة *** قبل الممات وقبل حبس الألسن


بادر بها غُلق النفوس فإنها *** ذخر وغنم للمنيب المحسن


كيف أتوب؟

أخي الحبيب:

كأني بك تقول: إن نفسي تريد الرجوع الى خالقها، تريد الأوبة الى فاطرها، لقد أيقنت أن السعادة ليست في اتباع الشهوات والسير وراء الملذات، واقتراف صنوف المحرمات... ولكنها مع هذا لا تعرف كيف تتوب؟ ولا من أين تبدأ؟

وأقول لك: إن الله تعالى إذا أراد بعبده خيراً يسر له الأسباب التي تأخذ بيده إليه وتعينه عليه، وها أنا أذكر لك بعض الأمور التي تعينك على التوبة وتساعدك عليها:

1- أصدق النية وأخلص التوبة: فإن العبد إذا أخلص لربه وصدق في طلب التوبة أعانه الله وأمده بالقوة، وصرف عنه الآفات التي تعترض طريقه وتصده عن التوبة.. ومن لم يكن مخلصاً لله استولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء والفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، ولهذا قال تعالى عن يوسف عليه السلام: كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ [يوسف:24].

2- حاسب نفسك: فإن محاسبة النفس تدفع الى المبادرة الى الخير، وتعين على البعد عن الشر، وتساعد على تدارك ما فات، وهي منزلة تجعل العبد يميز بين ما له وما عليه، وتعين العبد على التوبة، وتحافظ عليها بعد وقوعها.

3- ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب.

4- اعزل نفسك عن مواطن المعصية: فترك المكان الذي كنت تعصي الله فيه مما يعينك على التوبة، فإن الرجل الذي قتل تسعة وتسعون نفساً قال له العالم: { إن قومك قوم سوء، وإن في أرض الله كذا وكذا قوماً يعبدون الله، فاذهب فاعبد الله معهم }.

5- ابتعد عن رفقة السوء: فإن طبعك يسرق منهم، واعلم أنهم لن يتركوك وخصوصاً أن من ورائهم الشياطين تؤزهم الى المعاصي أزاً، وتدفعهم دفعاً، وتسوقهم سوقاً.. فغيّر رقم هاتفك، وغيّر عنوان منزلك إن استطعت، وغيّر الطريق الذي كنت تمر منه... ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: { الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل } [رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني].

6- تدبّر عواقب الذنوب: فإن العبد إذا علم أن المعاصي قبيحة العواقب سيئة المنتهى، وأن الجزاء بالمرصاد دعاه ذلك الى ترك الذنوب بداية، والتوبة الى الله إن كان اقترف شيئاً منها.

7- أَرِها الجنة والنار: ذكّرها بعظمة الجنة، وما أعد الله فيها لمن أطاعه واتقاه، وخوّفها بالنار وما أعد الله فيها لمن عصاه.

8- أشغلها بما ينفع وجنّبها الوحدة والفراغ: فإن النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل، والفراغ يؤدي الى الانحراف والشذوذ والإدمان، ويقود الى رفقة السوء.

9- خلف هواك: فليس أخطر على العبد من هواه، ولهذا قال الله تعالى: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ [الفرقان:43]. فلا بد لمن أراد توبة نصوحاً أن يحطم في نفسه كل ما يربطه بالماضي الأثيم، ولا ينساق وراء هواه.

10- وهناك أسباب أخرى تعينك أخي الحبيب على التوبة غير ما ذُكر منها: الدعاء الى الله أن يرزقك توبة نصوحاً، وذكر الله واستغفاره، وقصر الأمل وتذكر الآخرة، وتدبر القرآن، والصبر خاصة في البداية، الى غير ذلك من الأمور التي تعينك على التوبة.


شروط التوبة الصادقة:

أخي الحبيب:

وللتوبة الصادقة شروط لا بد منها حتى تكون صحيحة مقبولة وهي:

أولاً: الإخلاص لله تعالى: فيكون الباعث على التوبة حب الله وتعظيمه ورجاؤه والطمع في ثوابه، والخوف من عقابه، لا تقرباً الى مخلوق، ولا قصداً في عرض من أعراض الدنيا الزائلة، ولهذا قال سبحانه: إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ [النساء:146].

ثانياً: الإقلاع عن المعصية: فلا تتصور صحة التوبة مع الإقامة على المعاصي حال التوبة. أما إن عاود الذنب بعد التوبة الصحيحة، فلا تبطل توبته المتقدمة، ولكنه يحتاج الى توبته جديدة وهكذا.

ثالثاً: الاعتراف بالذنب: إذ لا يمكن أن يتوب المرء من شئ لا يعده ذنباً.

رابعاً: الندم على ما سلف من الذنوب والمعاصي: ولا تتصور التوبة إلا من نادم حزين آسف على ما بدر منه من المعاصي، لذا لا يعد نادماً من يتحدث بمعاصيه السابقة ويفتخر بذلك ويتباهى بها، ولهذا قال : { الندم توبة } [رواه حمد وابن ماجة وصححه الألباني].

خامساً: العزم على عدم العودة: فلا تصح التوبة من عبد ينوي الرجوع الى الذنب بعد التوبة، وإنما عليه أن يتوب من الذنب وهو يحدث نفسه ألا يعود إليه في المستقبل.

سادساً: ردّ المظالم الى أهلها: فإن كانت المعصية متعلقة بحقوق الآدميين وجب عليه أن يرد الحقوق الى أصحابها إذا أراد أن تكون توبته صحيحة مقبولة ؛ لقول الرسول : { من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه } [رواه البخاري].

سابعاً: أن تصدر في زمن قبولها: وهو ما قبل حضور الأجل، وطلوع الشمس من مغربها، وقال : { إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر } [رواه أحمد والترمذي وصححه النووي]. وقال: { إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } [رواه مسلم].


علامات قبول التوبة

أخي الحبيب:

وللتوبة علامات تدل على صحتها وقبولها، ومن هذه العلامات:

1- أن يكون العبد بعد التوبة خيراً مما كان قبلها: وكل إنسان يستشعر ذلك من نفسه، فمن كان بع التوبة مقبلاً على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبته وصحتها وقبولها.

2- ألا يزال الخوف من العودة الى الذنب مصاحباً له: فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين، فخوفه مستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض روحه: أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30]، فعند ذلك يزول خوفه ويذهب قلقه.

3- أن يستعظم الجناية التي تصدر منه وإن كان قد تاب منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }. وقال بعض السلف: (لا تنظر الى صغر المعصية ولكن انظر الى من عصيت).

4- أن تحدث التوبة للعبد انكساراً في قلبه وذلاً وتواضعاً بين يدي ربه: وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرين بذنوبهم. فمن لم يجد ذلك فليتهم توبته، وليرجع الى تصحيحها.

5- أن يحذر من أمر جوارحه: فليحذر من أمر لسانه فيحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، ويشغله بذكر الله تعالى وتلاوة كتابه. ويحذر من أمر بطنه، فلا يأكل إلا حلالاً. ويحذر من أمر بصره، فلا ينظر الى الحرام، ويحذر من أمر سمعه، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، ويحذر من أمر يديه، فلا يمدهما في الحرام، ويحذر من أمر رجليه فلا يمشي بهما الى مواطن المعصية، ويحذر من أمر قلبه، فيطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، ويبتعد عن الرياء والسمعة.


احذر التسويف

أخي الحبيب:

إن العبد لا يدري متى أجله، ولا كم بقي من عمره، ومما يؤسف أن نجد من يسوّفون بالتوبة ويقولون: ليس هذا وقت التوبة، دعونا نتمتع بالحياة، وعندما نبلغ سن الكبر نتوب. إنها أهواء الشيطان، وإغراءات الدنيا الفانية، والشيطان يمني الإنسان ويعده بالخلد وهو لا يملك ذلك. فالبدار البدار... والحذر الحذر من الغفلة والتسويف وطول الأمل، فإنه لولا طول الأمل ما وقع إهمال أصلاً.

فسارع أخي الحبيب الى التوبة، واحذر التسويف فإنه ذنب آخر يحتاج الى توبة، والتوبة واجبة على الفور، فتب قبل أن يحضر أجلك وينقطع أملك، فتندم ولات ساعة مندم، فإنك لا تدري متى تنقضي أيامك، وتنقطع أنفاسك، وتنصرم لياليك.

تب قبل أن تتراكم الظلمة على قلبك حتى يصير ريناً وطبعاً فلا يقبل المحو، تب قبل أن يعاجلك المرض أو الموت فلا تجد مهلة للتوبة.


لا تغتر بستر الله وتوالي نعمه

أخي الحبيب:

بعض الناس يسرف على نفسه بالذنوب والمعاصي، فإذا نُصح وحذّر من عاقبتها قال: ما بالنا نرى أقواماً يبارزون الله بالمعاصي ليلاً ونهاراً، وامتلأت الأرض من خطاياهم، ومع ذلك يعيشون في رغد من العيش وسعة من الرزق. ونسي هؤلاء أن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، وأن هذا استدراج وإمهال من الله حتى إذا أخذهم لم يفلتهم، يقول : { إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج، ثم تلا قوله عز وجل: فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام:45،44] } [رواه أحمد وإسناده جيد].

مومني محمد
2007-08-10, 11:35
مواعظ قيمة

قال احد الصالحين : سبحان الله ؛ في النفس كبر إبليس ، وحسد قابيل ، وعتو عاد ، وطغيان ثمود ، وجرأة نمرود ، واستطالة فرعون ، وبغي قارون ، وقحة هامان
قال بعض السلف : خلق الله الملائكة عقولاً بلا شهوة ، وخلق البهائم شهوة بلا عقول، وخلق ابن آدم وركب فيه العقل والشهوة ، فمن غلب عقله شهوته التحق بالملائكة ، ومن غلبت شهوته عقله التحق بالبهائم
قال سفيان الثوري : ما عالجت شيئاً أشد عليّ من نفسي ، مرة لي ومرة علي
قال مالك بن دينار - رحمه الله - : رحم الله عبداً قال لنفسه : ألستِ صاحبة كذا ؟ ألستِ صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى فكان لها قائداً
قال أبو بكر الوراق : استعن على سيرك إلى الله بترك من شغلك عن الله عز وجل ، وليس بشاغل يشغلك عن الله عز وجل كنفسك التي هي بين جنبيك
قال مجاهد : من أعزّ نفسه أذل دينه ، ومن أذلّ نفسه أعزّ دينه
قال سفيان الثوري : الزهد في الدنيا هو الزهد في الناس ، وأول ذلك زهدك في نفسك
قال خالد بن معدان : لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أحقر حاقر.
قال الحسن : رحم الله عبداً وقف عند همه ، فإن كان لله مضى وإن كان لغيره تأخر
قال بكر بن عبد الله المزني : لما نظرت إلى أهل عرفات ظننت أهم قد غُفر لهم ، لولا أنني كنت فيهم
قال يونس بن عبيد : إني لأجد مائة خصلة من خصال الخير ، ما أعلم أن في نفسي منها واحدة
قال الحسن : ما زالت التقوى بالمتقين حتى تركوا كثيراً من الحلال مخافة الحرام
قال أبو يزيد : ما زلت أقود نفسي إلى الله وهي تبكي ، حتى سقتها وهي تضحك
قال الحسن : من علامة إعراض الله عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه
قال سهل : من اشتغل بالفضول حُرِم الورع
قال معروف : كلام العبد فيما لا يعنيه ، خذلان من الله عز وجل
قال يحيى بن معاذ : القلوب كالقدور تغلي بما فيها ، وألسنتها مغارفها ، فانظر إلى الرجل حين يتكلم ، فإن لسانه يغترف لك مما في قلبه ، حلو .. حامض .. عذب .. أجاج .. وغير ذلك ، ويبين لك طعم قلبه اغتراف لسانه
قال مالك بن دينار : إن الأبرار لتغلي قلوبهم بأعمال البر ، وإن الفجار تغلي قلوبهم بأعمال الفجور ، والله يرى همومكم ، فانظروا ما همومكم رحمكم الله
قالت عائشة رضي الله تعالى عنها : أول بدعة حدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ الشبع ، إن القوم لما شبعت بطونهم ، جمحت بهم نفوسهم إلى الدنيا
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلب
قال أبو الجوزاء : لأن أجالس الخنازير ، أحب إلي من أن أجالس رجلاً من أهل الأهواء
قال ابن القيم رحمه الله تعالى : كل ما كان في القرآن من مدح للعبد فهو من ثمرة العلم ، وكل ما كان فيه من ذم فهو من ثمرة الجهل
قال الشاطبي رحمه الله : آخر الأشياء نزولا من قلوب الصالحين : حب السلطة والتصدر
قال ابن القيم رحمه الله : ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين والالتحاق بعالم الملائكة لكفى به شرفاً وفضلاً ، فكيف وعزّ الدنيا والآخرة منوط به مشروط بحصوله
قال ابن الأثير : إن الشهوة الخفية : حب اطلاع الناس على العمل
قال بشر بن الحارث : ما اتقى الله من أحب الشهرة
قال علي رضي الله عنه :يهتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل
قال بشر الحافي :أدوا زكاة الحديث : فاستعملوا من كل مائتي حديث خمسة أحاديث
قال الحسن : إياك والتسويف ، فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غداً لك فكن في غد كما كنت في اليوم ، وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت في اليوم
قال محمد بن عبد الباقي : ما أعلم أني ضيعت ساعة من عمري في لهو أولعب
قال الذهبي : إن العلم ليس بكثرة الرواية ، ولكنه نور يقذفه الله في القلب ، وشرطه الاتباع ، والفرار من الهوى والابتداع
قال ابن عباس رضي الله عنهما : العالم الرباني هو الذي يعلم الناس صغار العم قبل كباره
قال أحد السلف : إنما العلم مواهب يؤتيه الله من أحب من خلقه ، وليس يناله أحد بالحسب ، ولو كان لعلة الحسب لكان أولى الناس به أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
قيل للشعبي رحمه الله : من أين لك هذا العلم كله ؟ قال : بنفي الاعتماد ، والسير في البلاد ، وصبر كصبر الجماد ، وبكور كبكور الغراب
قال الذهبي رحمه الله : ما خلا مجتمع من التغاير والحسد ، إلا ما كان في جانب الأنبياء والرسل عليهم السلام
قال الشافعي رحمه الله : والله لو علمت أن الماء البارد يثلم من مروءتي شيئا ما شربت إلا حارا ً
قيل لأحمد بن حنبل : كيف تعرف الكذابين ؟ قال : بمواعيدهم
قال هرم بن حيان : ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم

محمد أبو عثمان
2007-08-10, 11:40
بارك الله فيك وحبذا لو تتحفنا بالمصدر إذا كنت ناقلا
أو أكتب في بداية الموضوع هذا بحث قمت به
وجزاكم الله خيرا

مومني محمد
2007-08-11, 10:16
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين. وعلى آله وأصحابه أجمعين. أما بعد:

فإن القلب هو ملك الجوارح وقائدها، فإذا إستقام القلب إستقامت الجوارح، وإذا إعوجّ القلب تابعته الجوارح على الإعوجاج، كما قال : {... ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد. ألا وهي القلب }.

ولمّا كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة أسباب مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاج القلب فتؤثر في سيره، فيضعف بها أو يموت، وسوف نذكر في هذه العجالة ـ على سبيل الإختصار ـ أسباب قسوة القلب، وغير خافٍ على أحد أن عكس هذه الأسباب وضدها هو علاجٌ لقسوة القلب، أو هو أسباب صلاحه وإستقامته، فمن أسباب قسوة القلب:

1. حب الدنيا والحرص عليها من أي وجه كان.

2. طول الأمل ونسيان بغتة الموت.

3. التعلق بغير الله تعالى.

4. ركوب بحر الأماني الكاذبة.

5. كثرة مخالطة الأنام في غير طاعة الله.

6. كثرة النوم.

7. التسويف.

8. كثر الطعام والشراب.

9. التكاسل عن الطاعات.

10. أكل الحرام من الأموال والأطعمة والأشربة وغيرها.

11. نسيان الذنب الماضي ووضع الذنب على الذنب.

12. الترف الزائد والغرور الكاذب.

13. الغيبة والنميمة واللعن والسب وجعل أعراض الناس مادة للفكاهة والتسلية.

14. الكذب والبهتان والإفتراء.

15. السخرية والإستهزاء بالآخرين.

16. كثرة الضحك والمزاح واللهو واللعب.

17. الكبر والإعجاب بالنفس والزهو.

18. الحقد والحسد والبغضاء والتنافس في حيازة الدنيا وحطامها.

19. الغضب وسوء الظن بالآخرين وضيق الصدر بهم.

20. البخل والشح وقبض اليد عن الإنفاق في مجالات الخير.

21. الغفلة عن ذكر الله عز وجل وشكره والثناء عليه.

22. التهاون في أداء الصلاة وعدم إحترام مواقيتها وأركانها ووجابتها وسننها.

23. ترك صلاة الجماعة مع عدم العذر.

24. عدم الخشوع في الصلاة.

25. عدم التورع في الشبهات.

26. الجزع والطيش والعجلة.

27. كثرة مجالسة الأغنياء من أهل الدنيا.

28. مجالسة أهل الأهواء والبدع.

29. سماع الغناء والموسيقى.

30. تضييع الأوقات في متابعة القنوات.

31. التساهل في الولاء والبراء.

32. تعمد ترك السنة والنوافل.

33. إخلاف الوعد وخيانة العهد.

34. كثرة الكلام بغير ذكر الله.

35. طاعة الشيطان وأتباعه.

36. إتباع الهوى والنفس الأمارة بالسوء.

37. التشبه بأعداء الله الكافرين.

38. تشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال.

39. الظلم والتعدي على الآخرين والبغي عليهم بغير حق.

40. الجهل بأمور الدين والدنيا.

41. الجرأة على محارم الله عز وجل والتساهل في إتيان الذنوب مع الإعتماد على العفو والمغفرة وسعة الرحمة.

42. إتباع الشهوات ومجانبة سبيل أهل العفاف.

43. الغلظة والفظاظة في التعامل مع الآخرين.

44. الغش والخداع للمسلمين وإفساد ذات بينهم.

45. قراءة الكتب والقصص والأشعار والصحف التي تدعو إلى الإلحاد والكفر، أو ممارسة الجنس والشذوذ دون قيد ضابط.

46. الإستهانة بالصغائر.

47. البعد عن القرآن قرآةً وحفظاً وتدبراً وعملاً وتحكيماً.

48. البعد عما يوجب رقة القلب من ذكر الموت وزيارة القبور، وتذكر البرزخ والحساب والجنة والنار وغير ذلك.

49. عقوق الوالدين وقطيعة الأرحام وإيذاء الجيران.

50. بغض أصحاب رسول الله .

51. ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

مومني محمد
2007-08-11, 23:12
الصبر: أبرز الأخلاق الوارد ذكرها في القرآن ، وما ذلك إلا لدوران كل الأخلاق عليه ، وصدورها منه ، فكلما قلبت خلقاً أو فضيلة وجدت أساسها وركيزتها الصبر :
فالعفة: صبر عن شهوة الفرج والعين المحرمة،
وشرف النفس: صبر عن شهوة البطن،
وكتمان السر: صبر عن إظهار مالا يحسن إظهاره من الكلام،
والزهد: صبر عن فضول العيش،
والقناعة: صبر على القدر الكافي من الدنيا،
والحلم: صبر عن إجابة داعي الغضب،
والوقار: صبر عن إجابة داعي العجلة والطيش،
والشجاعة: صبر عن داعي الفرار والهرب،
والعفو: صبر عن إجابة داعي الانتقام،
والجود: صبر عن إجابة داعي البخل،
والكيس: صبر عن إجابة داعي العجز والكسل.

مومني محمد
2007-08-12, 17:55
تذكر يوم القدوم !!

* حدّث ثابت البناني قال : بنى أبو الدرداء مسكناً قدر ظله..
فمر عليه أبو ذر فقال : ما هذا ؟ تعمر داراً أذن الله بخرابها ..
لأن أكون رأيتك تتمرغ في عذرة أحب إلي ، من أن أكون رأيتك في ما رأيتك فيه ..
فلما فرغ أبو الدرداء من بنائه قال : إني قائل على بنائي هذا شيئاً :




بنيت داراً ولست عامرهاولقد علمتُ إذ بنيت أين داري !!



* كان عمر بن عبدالعزيز كثيراً مايتمثل :




نهارك يامغرور سهو وغفلةوليلك نوم والردى لك لازم
وتتعب فيما سوف تكره غبّهكذلك في الدنيا تعيش البهائم



* * *

ياسالكاً طريق الجاهلين ، راضياً بلعب الغافلين ..
متى نرى هذا القلب القاسي يلين ، متى تبيع الدنيا وتشتري الدين ..
واعجباً لمن آثر الفاني على مايدوم ، وتعجّل الهوى واختار المذموم ..
ودنت همته فهو حول الوسخ يحوم ، وأقبل على القبيح ناسياً يوم القدوم..
فأصبح شر خاسر وأبعد ملوم :




أتغـرنـي آمالـيـهبعد القرون الخاليـه
أهل المراتب والمنـاصِب والقصور العاليه
عادت لهـم دنياهـمبعـد المـودة قاليـه
نادت منازلهم قفـواوتأملـوا أطلالـيـه
فغموض باطن حالهميبديه ظاهـر حاليـه
كانوا عقوداً عُطلـتمنها النحور الحاليـه
إني لأذكـر معشـراًماالنفس عنهم ساليه
فأقول واالهفي علـىتلك الوجوه الباليـه



* قال زكريا بن يحيى : أنشدني الأصمعي :




الدهر أفنانـي ومـا أفنيتـهوالدهـر غيّرنـي ولا يتغيّـر
إن امرءاً أمسى أبـوه وأمـهتحت التراب فحقّه أن يتفكر !!



* وأنشد ابن الأنباري لعبدالله بن المعتز :




الدهر يبلى وآمـال التـى جـددُتزيـد آمالـه والدهـر يفنيهـا
ليـلٌ وصبـح وآمـال مـقـدّرةتمضي ونمضي وتطوينا ونطويها



* وأنشد أبو عبدالله أحمد بن أيوب :




اغتنم في الفراغ فَضْلَ ركوعٍفعسى أن يكون موتُك بغتـه ْ
كم صحيح رأيتُ من غير سقمذهبت نفسه الصحيحةُ فلتـهْ

مومني محمد
2007-08-13, 14:03
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على من لانبي بعدة ...
امابعد ..


فمن الاقوال النافعة التي تدور حول السعادة ،،،

حقيقتهــــــــــــــــا وغايتـــــــــــــها وطرق اكتســـــــــــــــابها مـــــايلي :



ـ شعــــــــــــاع قراني ..
( وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا)
ايماااااااان + عمل صالح =
حيــــــــــــاة طيبة وهي غـــــــــاية السعاااااااادة



ـ ضيــــــــــــاء نبوي ..

قال النبي ( عجبا لامر المؤمن ان امرة كله خير ،، وليس ذلك لا حد غيره، ان اصابته سراء شكر ،فكان خيرا له ، وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له )
فســــــــــــــــتعادة الشكر عند النعمة والصبر عند الضراء ...

ـ اجتنـــــــــاب اللفتن ..

عن المقداد ابن الاسودرضي الله عنة قال : أ يم الله لقدسمعت رسول الله يقول( ان السعيد من اجتنب الفتن ، ولمن ابتلي فصبر فوافها )
والفتن كثيرة منهـــــــــا: فتن الدنيا والمــــــــال والجــــــاةوالسلطــــــــان والشرف والنسب والمكـــــــانة الاجتماعية ..وفتنة الفقــــــــــر والشهوات والشبـــــــــهات ..وغير ذلــــــك .


ـ حـــــــــلاوة الطاعة ..

قال الحسن البصري : تفقدواالحلاوة في ثلاث اشـــــــــــياء :
فــــــــي الصـــــــــــــــــلاة ..
فـــــــــي الذكــــــــــــر ..
فـــــــــــي قـــــــراءة القـــــــران
فــــــــــــتان وجدتم حلاوتها والا فــــــــتاعلموا ان الباب مغــــــــــــلق ولاحول ولا قوة الابالله ..
فهــــــــل وجدتي اختي هذه الحلاوة وان كان الباب مغلق،،،،،، فادمني قرعةلعلة يفتح اسال الله ان يفتح لك ..

ـ
اللــــــــــــــذة الحقـــــــيقــيه .....

وقال مالكبن دينار ماتلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله تعالـــــــــــى ..
فــــــــــــــــاين نصيبك ؟؟؟؟؟ اختي الحبيبة من هذه الـــــــذة ؟


ـمتعة الاستــــــــقامة ..

قال ابراهيم بن ادهم : لوعلم الملوك وابناء الملوك مانحنفية من النعيم والسرور لجالدونا علية بالسيوف ..
ـ انه نعيم الطاعة والاستقامة والاقبال على الله تعالى ،، والرضى عنه سبحانة..
فـــــــاين نحــــــــــن من السرور والنعيم ..


ـ قيـــــــــــام الليل ..

وقال بعض السلف ..
عالجت قيام الليل سنة وتمتعت به عشرين عام ..
وقال بعضهم .. انا منذ اربعين سنة ما ازعجني الا طلوع الفجر ..
ذلـــــــــــــك لانة يتمتع طول الليل بالقيام والذكر والدعاء والمنجاة والخلوةمع الله عز وجل ،، لايقطعة عن ذلك الاطلوع الفجر ..
وقال اهل السلف اهل الليل في ليلهم الــــــــتذ من اهل الهـــــــــو في لهوهم..
ولولا الليل ما احببت البقاء في الدنـــــــــيا ..


ـ جنة الدنيــــــــــــــا ...
قال احد السلف : انة تمربي اوقات اقول: ان كان اهلالجنة في مثل هذا النعيم.. انهم لـــــــــــفي عيش طيب ..
وقال شيخ الامام شيخ الاسلام بين تيمية .. ان في الدنيا جنة ، من لم يدخلها لايدخل جنة الاخرة .
وقال .. مايصنع أعدائي بي ؟؟؟؟؟ وانا جنتي وبستاني في صـــــــدري .. اينمارحت فهومعي لايفارقــــــني ..
ان حبسي خلوة، وقتلي شهــــــــــادة .. واخراجي من بلدي سياحة ..
عـنــــــــــــــــــــوان السعـــــــــــــادة ..


قال ابن القيم الجوزيه رحمة الله: عنوان السعادة للعبد ثلاث ..
اذا انعم علية شكر ،،،،، واذا ابتلي صبر ،،،،،،،، واذا اذنب استغفر ...
نعم عنوان السعادة وفلاحةفي الدنــــــيا والاخرة ..


وصــــــــــــايــــــــــــــ ا..
كــــــــــتن تقيقا تكــــــــن سعيدا .. ولست ارى السعادة جمع مال ......
ولكن التقي هو السعيد ..


الصـــــــــلاة الصلاة ..
( كان الرسول صلى الله علية وسلم يقول لبلال : يابلال ! ارحنا بصلاة ) ..


اربع عن الســـــــــعادة ...
وقال صلى الله علية وسلم ( اربع من السعادة المراه الصالحة ،،،، والمسكن الواسع ،، والجار الصالح ،، والمركب الهنىء )..

ـ من خصـــــــــــــال السعداء ..
الزهد في الدنيا والرغبة في الاخرة
ـ انتكون نهمته العبادة وتلاوة القران ..
ـ قلة القولفيما لايحتاج الية
ـ المحافظة على الصلوات الخمس في جماعة
ـ الورع وترك الشبهات
ـ صحبة الصالحين
ـ والتواضع وترك الكبر
ـ السخاء والكرم
ـ الرحمة بخلق الله تعالى والنفع لهم
ـ قصر الامل وذكر الموت .

واخـتــــــــــــــــــــــــم كلامي بالصلاة والصلاة والسلام على سيد النبياء والمرسلين

مومني محمد
2007-08-14, 17:38
من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه
هذه القاعدة وردت في القرآن في مواضع كثيرة .

1/ما ذكره الله عن المهاجرين الأولين الذين هجروا أوطانهم وأموالهم وأحبابهم لله فعوضهم الله الرزق الواسع في الدنيا والعزة والتمكين وفي الآخرة النعيم المقيم.
2/ إبراهيم عليه السلام لما اعتزل قومه وأباه وما يدعون من دون الله وهب له إسماعيل وإسحاق ويعقوب والذرية الصالحة
2/ يوسف عليه الصلاة السلام لما ملك نفسه وعصمها من الوقوع مع امرأة العزيز مع ما كانت تمنيه به من الحظوة وقوة النفوذ في قصر العزيز ورياسته فصبر على السجن وأحبه وطلبه ليبعد عن دائرة الفساد والفتنه عوضه الله أن مكن له في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ويستمتع بما شاء مما أحل الله له من الأموال والنساء والسلطان
4/ أهل الكهف لما اعتزلوا قومهم وما يعبدون من دون الله نشر لهم من رحمته وهيأ لهم أسباب المرفق والراحة وجعلهم سبباً لهداية الضالين
5/ مريم ابنة عمران لما أحصنت فرجها أكرمها الله ونفخ فيها من روحه وجعلها وابنها آية للعالمين ...
ومن ترك ما تهواه نفسه من الشهوات لله عوضه الله من محبته وعبادته والإنابة إليه ما يفوق لذات الدنيا كلها

مومني محمد
2007-08-14, 18:25
أقوال وحكم
قال حكيم : طلبت الراحة لنفسي فلم أجد لها أروح من ترك مالا يعنيها 0 وتوحشت في البرية فلم أر وحشة أقرب من قرين السوء 0 وغالبت الأقران فلم أر قرينا أغلب للرجل من المرأة السوء , ونظرت إلىكل مايذل القوى ويكسره فلم أر شيئا أذل له ولا أكسلر من الفقر

وصية لابن :يابني إذاا اجتمعت عليك أعمال كثيرة فأبدأ بأحبها إلى الله عزوجل 0 وإحمدها عاقبة قال الشاعر:
اعمل وأنت من الدنيا على حذر -- واعلم بإنك بعد الموت مبعوث

اعلم بإنك ما قدمت من عمل --- محصي عليك وماخلقت موروث

سئل ابراهيم بن أدهم لم لا تخاط الناس ؟ فقال : ان صحبت من هو دوني أذاني بجهاه وإن صحبت من هو فوقي تكبر علي 0 وغن صحبت من هو مثل حسدني ,فأشتغلت بمن ليس في صحبته ملل ولا وصلة انقطاع ولا في الأنس به وحشة
أول ماخلق الله القلم ,وأول جبل وضع في الأرض أبي قبيس , أول مسجد وضع المسجد الحرام , أول ولد آدم قابيل , أول من خط وخاط إدريس , أول من اختتن وضاف إبراهيم , أول من أسلم من الرجال أبو بكر ومن الصبيان علي ومن الموالي زيد ومن النساء خديجة ومن الانصار جابر بن عبدالله بن رباب وأول من أذن بلال أول من بنى مسجدا في الاسلام عمار واول من سل سيفا في الاسلام الزبير وأول من جمع القران أبو بكر أول الآيات طلوع الشمس من مغربها

مر إبراهيم بن أدهم على رجل حزين مهموم فقال له :إني سأسألك عن ثلاثة فأجبني : فقال الرجل الحزين نعم فقال ابراهيم : ايجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ فقال الرجل :لا - فقال ابراهيم افينقص من رزقك شيء قدره الله فقال الرجل : لا -- قال ابراهيم افينقص من اجلك لحظة كتبها الله ؟ فقال الرجل :لا - قال ابراهيم : فعلام الحزن

إذا كنت عن أ، تحسن الصمت عاجزا -- فأنت عن الابلاغ في القول أعجز

يخوض أناس في المقال ليوجزوا -- -- وللصمت عن بعض المقالت أوجز

النفس تجزع أن تكون فقيرة -- والفقر خير من غنى يطغيها

وغنى النفوس هو الكفاف فإن أبت -- فجميع ما في الارض لا يكفيها

وصية : لا تضيع مالك وتصلح مال غيرك فإن مالك ما قدمت لنفسك ومال غيرك ماتركت وراء ظهرك

قال الحكيم قس بن ساعدة : أفضل المعرفة : معرفة الرجل نفسه - وأفضل العلم - وقوف المرء عند علمه وأفضل المروءة استبقاء الرجل ماء وجهه

ياني أياك وقرين السوء فإنما صلاح أخلاق المرء بمقارنة الكريم وفسادها بمحادثة اللئام وإنما يعرف المرء بقرينه : قال الشاعر :

عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه - فكل قرين بالمقارن يقتدي

قال أبو الدرداء : أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث : أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه وغافل لايغفل عنه وضاحك ملء فيه ولا يدري أساخط ربه أم راض - وأبكاني: هول المطلع وانقطاع العمل وموقفي بين يدي الله ولا أدري أيؤمر بي إلى الجنة أم النار

مومني محمد
2007-08-15, 10:33
لحوم العلماء مسمومة...

--------------------------------------------------------------------------------


قال الإمام الحافظ ابن عساكر الدمشقي - رحمه الله - :
( واعلم ياأخي - وفقنا وإياك لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته -:
أن لحوم العلماء - رحمة الله عليهم - مسمومة ،
وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ؛
لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براءٌ أمره عظيم ،
والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم ،
والاختلاف على من اختاره الله منهم لنشر العلم خلق ذميم ) ا.هـ
(تبيين كذب المفتري ) (1/29).

مومني محمد
2007-08-15, 22:40
تدبر


لا راحة بدون تعب،،،
ولا تيجان بدون أشواك،،،
ولا عروش بدون مسئوليات جسام،،،
ولا حصاد بدون زرع،،،
ولا سبق بدون مباراة،،،
ولا لذة بدون ألم،،،
ولا نصر بدون كفاح...

مومني محمد
2007-08-17, 11:22
مواعظ
--------------------------------------------------------------------------------

عن مسلم عن مسرور قال
: إن المرء لحقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها، يتذكر ذنوبه يستغفر فيها. {صفة الصفوة}
وعن عبد الله بن عمرو قال
: أربع خلال إذا أعطيتهن فلا يضرك ما عزل عنك من الدنيا: حسن خليقة، وعفاف طعمة، وصدق حديث، وحفظ أمانة. {الأدب المفر د للبخاري}
عن الأصمعي قال
لما حضرت جدي علي بن أصمع الوفاة جمع بنيه فقال: يا بني عاشروا الناس معاشرة إن عشتم حنوا إليكم، وإن متم بكوا عليكم).
{مكارم الأخلاق ابن آبى الدنيا}

من فخاخ الشياطين

عن النعمان بن بشير قال: إن للشيطان مصالي و فخوخا، وإن مصالي الشيطان و فخوخه، البطر بأنعم الله، والفخر بعطاء الله، والكبرياء على عباد الله، واتباع الهوى في غير ذات الله. {الأدب المفر د للبخاري}

ادع الله ولا تغفل عن ذكره
وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ، إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ <<
{الأعراف:205- 206}

مومني محمد
2007-08-17, 16:52
العلماء ثلاثة،،،

--------------------------------------------------------------------------------


قال أحد السلف:
كان يقال:
العلماء ثلاثة؛
عالم بالله عالم بأمر الله،
وعالم بالله ليس بعالم بأمر الله،
وعالم بأمر الله ليس بعالم بالله.
فالعالم بالله وبأمر الله: الذي يخشى الله، ويعلم الحدود والفرائض. والعالم بالله ليس بعالم بأمر الله: الذي يخشى الله، ولا يعلم الحدود ولا الفرائض.
والعالم بأمر الله ليس بعالم بالله: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى الله ) . "الفقية والمتفقه"
فـ[ العالم بالله العالم بأمر الله ] هو العالم الرباني ، والعالم لا يكون ربانيًا إلا إذا كان عاملاً معلمًا .
و [ عالم بالله ليس بعالم بأمر الله ] هو الذي يحب الله ، ويخشاه، إلا أنه يعبده علي طريقة غير مرضية ، فيتقرب إلي الله - تعالى - من غير سبيل النبي ، فكم من مريدٍ للخير لا يدركه ، ذلك لأن الخير له طريق واضح ، وسبيل مستقيم .
قال - جل وعلا -: وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا (الإسراء:19)، فالآخرة لها سعي مخصوص، وطريق معروف.
و [ عالم بأمر الله ليس عالما بالله ] هو العالم الفاجر ، يحفظ الكثير من مسائل الشرع ، إلا أنه لا يخشى الله ، لأن أصل العلم هو خشية الله .

مومني محمد
2007-08-18, 17:35
مواعظ قصيرة لابن الجوزي

--------------------------------------------------------------------------------

بسم الله الرحمن الرحيم


1- اخواني : الذنوب تغطي على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم .
2- يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، واحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
3- أسفاً لعبد كلما كثرت اوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور .
4- اذكر اسم من إذا اطعته افادك ، و إذا اتيته شاكراً زادك ، و إذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك
5- أيها الغافل ما عندك خبر منك ! فما تعرف من نفسك إلا ان تجوع فتاكل ، و تشبع فتنام ، و تغضب فتخاصم ، فبم تميزت عن البهائم !
6- واعجباً لك ! لو رايت خطاً مستحسن الرقم لأدركك الدهش من حكمة الكاتب ، و انت ترى رقوم القدرة و لا تعرف الصانع ، فإن لم تعرفه بتلك الصنعة فتعجّب ، كيف اعمى بصيرتك مع رؤية بصرك !
7- يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت ! اما علمت ان النار للعصاة خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها .
8- سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ، تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لو انه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع .
9- يا مُطالباً باعماله ، يا مسؤلاً عن افعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يا مناقشاً على كل أحواله ، نسيانك لهذا أمر عجيب !
10- إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجر جديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد
11- كان بشر الحافي طويل السهر يقول : أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم
12- من تصور زوال المحن و بقاء الثناء هان الابتلاء عليه ، و من تفكر في زوال اللذات وبقاء العار هان تركها عنده ، و ما يُلاحظ العواقب إلا بصر ثاقب .
13- عجباً لمؤثر الفانية على الباقية ، و لبائع البحر الخضم بساقية ، و لمختار دار الكدر على الصافية ، و لمقدم حب الأمراض على العافية .
14- قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من اين اقبلت ؟ قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل ادركتها ؟ قال لا ، فقال : واعجباً ! انت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه .
15- يُجمع الناس كلهم في صعيد ، و ينقسمون إلى شقي و سعيد ، فقوم قد حلّ بهم الوعيد ، و قوم قيامتهم نزهة و عيد ، و كل عامل يغترف من مشربه .
16- كم نظرة تحلو في العاجلة ، مرارتها لا تُـطاق في الآخرة ، يا ابن أدم قلبك قلب ضعيف ، و رأيك في إطلاق الطرف رأي سخيف ، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام
17- ياطفل الهوى ! متى يؤنس منك رشد ، عينك مطلقة في الحرام ، و لسانك مهمل في الآثام ، و جسدك يتعب في كسب الحطام .
18- أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، و لا مع التائبين لك ندم ، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ، و أجريت في السحر دموعاً سائلة .
19- تحب اولادك طبعاً فأحبب والديك شرعاً ، و ارع أصلاً أثمر فرعاً ، و اذكر لطفهما بك و طيب المرعى أولاً و اخيرا ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، و استغفر لهما و اقض عنهما الدين
20- من لك إذا الم الألم ، و سكن الصوت و تمكن الندم ، ووقع الفوت ، و أقبل لأخذ الروح ملك الموت ، و نزلت منزلاً ليس بمسكون ، فيا أسفاً لك كيف تكون ، و اهوال القبر لا تطاق .
21- كأن القلوب ليست منا ، و كان الحديث يُعنى به غيرنا ، كم من وعيد يخرق الآذانا .. كأنما يُعنى به سوانا .. أصمّنا الإهمال بل اعمانا .
22- يا ابن آدم فرح الخطيئة اليوم قليل ، و حزنها في غد طويل ، ما دام المؤمن في نور التقوى ، فهو يبصر طريق الهدى ، فإذا أطبق ظلام الهوى عدم النور
23- انتبه الحسن ليلة فبكى ، فضج اهل الدار بالبكاء فسالوه عن حاله فقال : ذكرت ذنباً فبكيت ! يا مريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء
24- يا من عمله بالنفاق مغشوش ، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى النقوش ، فإذا هممت بالمعاصي فاذكر يوم النعوش ، و كيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش .
25- ألك عمل إذا وضع في الميزان زان ؟ عملك قشر لا لب ، و اللب يُثقل الكفة لا القشر
26- رحم الله أعظما ً نصبت في الطاعة و انتصبت ، جن عليها الليل فلما تمكن و ثبت ، و كلما تذكرت جهنم رهبت و هربت ، و كلما تذكرت ذنوبها ناحت عليها و ندبت .
27- يا هذا لا نوم أثقل من الغفلة ، و لا رق أملك من الشهوة ، و لا مصيبة كموت القلب ، و لا نذير أبلغ من الشيب .
28- إلى كم اعمالك كلها قباح ، اين الجد إلى كم مزاح ، كثر الفساد فأين الصلاح ، ستفارق الأرواح الأجساد إما في غدو و إما في رواح ، و سيخلو البلى بالوجوه الصباح ، أفي هذا شك ام الأمر مزاح .
29- فليلجأ العاصي إلى حرم الإنابة ، و ليطرق بالأسحار باب الإجابة ، فما صدق صادق فرُد ، و لا اتى الباب مخلص فصُد ، و كيف يُرد من استُدعي ؟ و إنما الشان في صدق التوية .
30- إخواني : الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ، تنزل بهم حيث شاءت ، فبينا هم على غواربها ألقــتهم فوطئتهم بمناسمها .
31- النظر النظر إلى العواقب ، فإن اللبيب لها يراقب ، أين تعب من صام الهواجر ؟ و أين لذة العاصي الفاجر ؟ فكأن لم يتعب من صابر اللذات ، و كان لم يلتذ من نال الشهوات .
32- حبس بعض السلاطين رجلاً زماناً طويلا ثم اخرجه فقال له : كيف وجدت محبسك ؟ قال : ما مضى من نعيمك يوم إلا و مضى من بؤسي يوم ، حتى يجمعنا يوم
33- جبلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فواعجباً ممن لم ير محسناً سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه .
34- إحذر نفار النعم فما كل شارد بمردود ، إذا وصلت إليك أطرافها فلا تُنفر أقصاها بقلة لشكر .
35- اجتمعت كلمة إلى نظرة على خاطر قبيح و فكرة ، في كتاب يًحصي حتى الذرة ، و العصاة عن المعاصي في سكرة ، فجنو من جِنى ما جنوا ، ثمار ما قد غرسوه .
36- يا هذا ! ماء العين في الأرض حياة الزرع ، و ماء العين على الخد حياة القلب .
37- يا طالب الجنة ! بذنب واحد أُخرج ابوك منها ، أتطمع في دخولها بذنوب لم تتب عنها ! إن امرأً تنقضي بالجهل ساعاته ، و تذهب بالمعاصي أوقاته ، لخليق ان تجري دائماً دموعه ، و حقيق أن يقل في الدجى هجوعه .
38- أعقل الناس محسن خائف ، و أحمق الناس مسئ آمن .
39- لا يطمعن البطال في منازل الأبطال ، إن لذة الراحة لا تنال بالراحة ، من زرع حصد و من جد وجد ، فالمال لا يحصل إلا بالتعب ، و العلم لا يُدرك إلا بالنصب ، و اسم الجواد لا يناله بخيل ، و لقب الشجاع لا يحصل إلا بعد تعب طويل .