سآجدْ للهْ
2013-01-06, 17:01
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,
((العبد المطلق ))
وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثر على غيره ,
بل غرضه تتبع رضاة الله تعالى أين كانت .
فمدار تعبده عليها .
فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية , كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها ,
واشتغل بها حتى يلوح له منزلة أخرى .
فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره :
فإن رأيت العلماء رأيته معهم , وإن رأيت العباد رأيته معهم , وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم , وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم , وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم , وإن رأيت أرباب الجمعية وعكوف القلب على الله رأيته معهم .
فهذا هو العبد المطلق , الذي لم تملكه الرسوم , ولم تقيده القيود ,
ولم يكن عمله على مراد نفسه , وما فيه لذاتها وراحتها من العبادات .
بل هو على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه .
فهذا هو المتحقق بإياك نعبد وإياك نستعين حقا , القائم بها صدقا .
ملبسه ما تهيأ , ومأكله ما تيسر , واشتغاله بما أمر به في كل وقت بوقته ,
وجلوسه حيث انتهى ووجده خاليا ,
لاتملكه إشارة , ولا يتعبده قيد , ولا يستولي عليه رسم ,
حر مجرد , دائر مع الأمر حيث دار , يدين بدين الأمر أنى توجهت ركائبه , ويدور معه حيث استقلت مضاربه
يأنس به كل محق , ويستوحش منه كل مبطل ,
كالغيث حيث وقع نفع , وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منفعه حتى شوكها .
وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله , والغضب إذا انتهكت محارم الله .
فهو لله وبالله ومع الله ,
قد صحب الله بلا خلق , وصحب الناس بلا نفس .
بل إذا كان مع الله عزل الخلائق من البين وتخلى عنهم ,
وإذا كان مع خلقه عزل نفسه من الوسط وتخلى عنها .
(( فوا آه له )) !!!.
ما أغربه بين الناس , وما أشد وحشته منهم ,
وما أعظم انسه بالله وفرحه به . وطمأنينته وسكونه إليه !!
روائع التفسير لإبن القيم رحمه الله .
وفّقكم الرّحمـن وأحسن إليكُم
وأعآنني الله وأعانكم على الطآعة والعمل الصآلح
((العبد المطلق ))
وصاحب التعبد المطلق ليس له غرض في تعبد بعينه يؤثر على غيره ,
بل غرضه تتبع رضاة الله تعالى أين كانت .
فمدار تعبده عليها .
فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية , كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها ,
واشتغل بها حتى يلوح له منزلة أخرى .
فهذا دأبه في السير حتى ينتهي سيره :
فإن رأيت العلماء رأيته معهم , وإن رأيت العباد رأيته معهم , وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم , وإن رأيت الذاكرين رأيته معهم , وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم , وإن رأيت أرباب الجمعية وعكوف القلب على الله رأيته معهم .
فهذا هو العبد المطلق , الذي لم تملكه الرسوم , ولم تقيده القيود ,
ولم يكن عمله على مراد نفسه , وما فيه لذاتها وراحتها من العبادات .
بل هو على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه .
فهذا هو المتحقق بإياك نعبد وإياك نستعين حقا , القائم بها صدقا .
ملبسه ما تهيأ , ومأكله ما تيسر , واشتغاله بما أمر به في كل وقت بوقته ,
وجلوسه حيث انتهى ووجده خاليا ,
لاتملكه إشارة , ولا يتعبده قيد , ولا يستولي عليه رسم ,
حر مجرد , دائر مع الأمر حيث دار , يدين بدين الأمر أنى توجهت ركائبه , ويدور معه حيث استقلت مضاربه
يأنس به كل محق , ويستوحش منه كل مبطل ,
كالغيث حيث وقع نفع , وكالنخلة لا يسقط ورقها وكلها منفعه حتى شوكها .
وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله , والغضب إذا انتهكت محارم الله .
فهو لله وبالله ومع الله ,
قد صحب الله بلا خلق , وصحب الناس بلا نفس .
بل إذا كان مع الله عزل الخلائق من البين وتخلى عنهم ,
وإذا كان مع خلقه عزل نفسه من الوسط وتخلى عنها .
(( فوا آه له )) !!!.
ما أغربه بين الناس , وما أشد وحشته منهم ,
وما أعظم انسه بالله وفرحه به . وطمأنينته وسكونه إليه !!
روائع التفسير لإبن القيم رحمه الله .
وفّقكم الرّحمـن وأحسن إليكُم
وأعآنني الله وأعانكم على الطآعة والعمل الصآلح