تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حسن البنا *** أمير الشهداء ***


الماوردي 12
2009-04-01, 21:59
لما بلغه نبأ اغتيال الإمام الشهيد حسن البنا قال قائد الجهاد بالريف المغربي الأمير عبد الكريم الخطابي: "ويح مصر وإخوتي أهل مصر، لقد قتلوا وليًّا من أولياء الله"، وفي أواخر السبعينات كتبت جريدة تصدر بالفرنسية في بلدٍ مغربي مقالاً مطوَّلاً عن الحركة الإسلامية نشرت فيه صورة الإمام الشهيد وتحتها هذه العبارة (أكبر خائن في التاريخ)!.

ما أشسع البون بين الحكمين يكمن سره في أن الإسلاميين عرفوا الرجل عن كثب وخبروا تقواه وأخلاقه وتضحياته وتجديده فلمسوا فيه خصال الولي الصالح، أما خصوم الإسلام فعرفوا أنه الطود الشامخ في وجوههم الذي أبطل سحرهم فألَّبوا عليه أتباعهم في بلاد العرب والمسلمين، وهناك حقيقة لا يختلف حولها الطرفان، وهي أن موته لم يكن حدثًا مغمورًا إنما كان خطبًا جللاً للبعض، وخلاصًا للبعض الآخر.

ذلك الرجل الفذ
بعيدًا عن كل مبالغةٍ وتهويلٍ يتيقن الدارس لحياة المرشد العام المؤسس أن العناية الإلهية قد جمعت فيه ما تُفرِّق بين النبغاء من الخصائص والقسمات، فقد تلقَّى تربيةً روحيةً منذ صباه في حلقات الصوفية وامتاز بذكاءٍ خارقٍ تعضده ذاكرة قوية عجيبة وجمع بين الإحاطة بالتراث والإلمام بالواقع المحلي والعالمي، وكانت حال الإسلام والمسلمين تؤرّقه وهو فتى غرير فيتنكَّر لاهتمامات الأتراب ولا يشتغل بدواعي السن بل كان همّه منصبًا كليةً على دينه وأمّته حتى أدرك بدقّة مواطن الداء وأعدَّ لها ما يُناسب من الدواء، وساعده على ذلك معرفته الواسعة الدقيقة بالنفس الإنسانية وبسنن الله في الكون والمجتمع والعلاقات البشرية.

وقد كان رحمه الله خطيبًا مفوهًا؛ حيث يحكي مَن حضروا ندواته أنَّهم كانوا لا يشعرون بمرور الوقت مهما طال كلامه، وإذا تحدَّث دخلت كلماته القلوبَ بغير استئذان حتى إن صحفيًّا أمريكيًّا ارتعشت فرائسه وهو يستمع إليه يتكلَّم بلغةٍ عربيةٍ لا يفهم هو منها شيئًا!.

هذا الشاب المصري الذي كُتِبَ له أن يفتح للعالم الإسلامي صفحةً جديدةً من تاريخه لم يكن من حملةِ الشهادات العاليّة، ولا هو من خريجي المعاهد الدينية إنما هو معلِّم ابتدائي فحسب، لكن حباه الله بخصائص العظماء ومناقب الصالحين، فكان له قلب الزهاد وعقل النوابغ وفراسة العارفين ونشاط المصلحين وسمات الملهمين، وقد كان منطلقه القرآن الكريم لكن بطريقته الخاصة، يقول عنها الأستاذ مالك بن نبي- رحمه الله- في كتاب (وجهة العالم الإسلامي): "وإذا كان قد أتيح لذلك الزعيم أن يُؤثِّر تأثيرًا عميقًا في سامعيه فما ذلك إلاَّ لأنَّه لم يكن يُفسِّر القرآن بل كان يوحيه في الضمائر التي يزلزل كيانها، فالقرآن لم يكن على شفتيه وثيقةً باردةً أو قانونًا محرّرًا بل كان يتفجَّر كلامًا حيًّا وضوءًا أخاذًا يتنزّل من السماء فيُضيء ويهدي".

ويقول رحمه الله أيضًا: فلكي يتغير الفرد لم يستخدم ذلك الزعيم (أي حسن البنا) سوى الآية القرآنية، ولكنَّه كان يستخدمها في نفس الظروف النفسية التي كان يستخدمها النبي- صلى الله عليه وسلم- وصحابته من بعده"، وهذا هو السر كلّه: أن تستخدم الآية كأنها فكرة موحاة لا فكرة محرَّرة مكتوبة.

وقد ترعرع في جوٍّ إيماني وحركي يُساهم في أعمال الإصلاح والتغيير وهو تلميذٌ صغيرٌ؛ مما نمَّى عنده عوامل النشاط الدعوي إلى درجةٍ هجر معها الراحة والإجازات، وقد استمر على رأس جماعة الإخوان المسلمين عشرين سنةً، لم يعش فيها لغير الإسلام والحركة ويكاد عمله يستغرق الليل والنهار، وهذه طاقة لا تتوفّر إلا عند المصطفين الأخيار.

ويخطئ مَن يظن أن همَّ الأمة الإسلامية قد طوقه وعزله في خانة التشدّد والصرامة، فقد كان لين الجانب معتدل السلوك رفيع الذوق مرهف الحس بشوشًا متفتِّحًا يرعى حقوق الوالدين والإخوة والزوج والأبناء والجيران.

الفكرة والجماعة
يندرج إنشاء جماعة الإخوان المسلمين في سياق حركية النهضة التي بدأها محمد بن عبد الوهاب بشكلٍ معيّن، وأضاف إليها الأفغاني وعبده أشكالاً أخرى، واعتصرها إلغاء الخلافة الإسلامية في التاريخ فجمعت بين جماهيرية الوهابية ونخبوية الإصلاحيين في تناغمٍ استفاد من عبر التاريخ، تناغم نجد فيه فكرة الإسلام المجاهد كما كان يراه الأفغاني وتجديد التفسير والفقه الذي أضافه عبده والربط بين السلفية والتجديد الذي زاده رشيد رضا فاصلة تناغم يعبر بحق عن شمولية الإسلام الّتي ضاعت منذ قرون بين جمود المؤسسات التقليدية وهجمة التغريبيين ،وقد استطاعت الجماعة أن تنسج ترابطاً وثيقاً بين العقيدة والشريعة والسياسة وبين الفكر والتنظيم الحركي كما تمكّنت _بفضل نبوغ مؤسستها_ أن تمزج بين علوم الأزهر وروحانية الصوفية ونضال الأحزاب الوطنية فكانت حركة تجمع ولا تفرق، لم تحل شمولية منهجها دون الاعتراف بالآخر والتعاون معه في المتفق عليه فكانت ترى أن تعدّد التنظيمات الحركية كتعدّد المذاهب الفقهية بل مدت جسر التفاهم حتى مع غير الإسلاميين بناءً على رابطة الوطنية والإنسانية، كيف لا وقد كان عمل الجماعة مبيّناً على الحب لا على البغض فكان بعيداً عن أساليب المرارة والغلظة شعاره "سنقاتل الناس بالحب" واستطاع المؤسس الشاب أن ينجز بناءً فكريا متماسكاً سماته التوازن والاعتدال والوسطية يحسن تسيير العلاقة بين الذات والآخر وبين المحلية والعالمية وبين التاريخ والعصر، كما كان فكراً متكاملاً أوجد تصوّراً استراتيجياً شاملاً مستوحى من القرآن والسنّة جعل جماعة الإخوان المسلمين تسير وفق خطط مدروسة لا بمجرّد ردود الأفعال وذلك في إطار غايتها المتمثلة في البعث الإسلامي والتصدي للتغريب وقد كان ذلك فتحاً نوعيّاً في العمل الإسلامي التغييري الذي انحصر قرونًا في الجوانب الفردية والاهتمامات الشكلية؛ لأن حسن البنا بعث صحوة لم يعد دعاتها كالسابق من المشايخ بل هم من الشباب الذين ركَّز عليهم التغريب لضرب الإسلام، وهم بدورهم نشروا الدعوةَ في صفوف المثقفين المستهدفين من قِبل غيرهم.

هذه الصحوة لم تكتفِ بتقديم كلام وإنما أنشأت حركة تكفل الاستمرارية وتضمن الانتشار عمدت إلى رفع التحدي بعد سقوط الخلافة الرمز الذي كان له أسوأ الأثر على المسلمين؛ وذلك من خلال التجديد داخليًّا والجهاد خارجيًّا، فأما التجديد فقد رأى فيه الإمام الشهيد الخطوة الضرورية نحو النهضة واسترجاع أمجاد الإسلام، وخلافًا لما كان يدعو إليه المستغربون فإن التجديد هنا لا يعني إضافة إلى الدين ما ليس منه أو انتقاص بعض مكوناته إنما يعني صحة الممارسات، وكذلك تجديد حياة الأمة بإنشاء الفرد والأسرة والجماعة والشعب المسلم الرباني الواعي برسالته.

ولم يتوقف مجهود الرجل وجماعته عند حدود التنظير والتوعية، وإنما تعداها إلى التغيير الميداني خاصة في عقد الأربعينيات عندما تركز المجهود على استئناف الحياة الإسلامية بطريقة مرحلية متدرجة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية من خلال إنشاء المصانع والمستوصفات ونحوها التي تُمثِّل البديل الإسلامي العملي، أما الجهاد فقد كان السبيل في مواجهة اليهود المعتدين في فلسطين والاحتلال الإنجليزي في مصر، وبقدر ما كان حسن البنا يعتمد على اللين والهوادة في إصلاح المجتمع كان متحمسًا للجهاد ضد العدو المستعمر وقد نظر له طويلاً ومارسه أتباعه ميدانيًّا في فلسطين وضفاف القنال.

إسلام.. عروبة.. إنسانية
بعيدًا عن الجمود الرافض والتفتح المتحلل دعا المرشد الأول إلى الإسلام غير المشوه، الإسلام الرباني الذي يملأ القلوب حياةً والعقول معرفةً ويُنشِّط الجوارحَ لصناعةِ الحياة الصالحة الراقية؛ لذلك لم يُضق ذرعًا بالمفاهيم التي لا تناهض دين الله مثل العروبة باعتبارها انتماءً نعتزُّ به ولغةً هي من شعائر الإسلام ودعوة تُجمِّع ولا تُفرِّق وتؤمن بالخصائص وترفض أي بُعد عرقي أو تميز ترابي، كما احتضن- رحمه الله- الوطنية بعد أن نزع منها زوائد الجاهلية وأخضعها للضوابط الشرعية والتصور الأصيل.

ومن مآثره الكبرى سعيه الجاد إلى التقريب بين أهل السنة والشيعة، ولولا أن المنيةَ قد عاجلته لأوصل- فيما نظن- ذلك المشروع إلى منتهاه في إطار المسعى التوحيدي الذي كان يشغل باله، ولم يمنعه تميزه العقيدي من ربط أجمل الصلات مع مواطنيه الأقباط وزعمائهم الدينيين والسياسيين من أجل المصلحة الوطنية وخدمة القيم والمثل المشتركة، وقد مكَّنه هذا الصدر الرحب، وهذا الأفق الواسع من النظر إلى الحضارة الغربية من منظورٍ إنساني بعيدٍ عن مواقف الرفض المطلق والتقوقع السلبي فناهض وبشدّة الغزو الثقافي ودعا إلى التفاعل الحضاري آخذًا في الاعتبار الموروث البشري المشترك، وهكذا تعامل بفهم عميق مع دوائر الإسلام والعروبة والوطنية والإنسانية وبين نسقها الصحيح وسياقها الممتد لكل من الوجدان والجوار والمصلحة والأخوة الإنسانية، وللعلم فهذا الذي ما زال يستعصي إلى اليوم على عدد من التنظيمات الإسلامية والقومية فأوقعها في أنانية قاتلة ونزاعات لا تنتهي.

عطاء قائد وجماعة
لم يمضِ الإمام الشهيد إلى ربَّه إلا وجماعته الفتية قد جاوزت طوق الاسم لتصبح أبرز مظاهر البعث الإسلامي تعقد عليها آمال التحرير وإعادة الإسلام إلى الدنيا لما رأى فيها الناس من علامات النجاح، فالحركة بقيادة مؤسساتها أثارت الوعي الإسلامي وعبَّأت الجماهير ووجَّهتها صوب الهدف، وجددت الانتماء للإسلام والاعتزاز بهو الالتزام بأحكامه وسمته، وقد كوَّنت لعملية التجديد عشرات، بل مئات العلماء حتى قيل لو نُزعت كتبهم لبقيت المكتبة الإسلامية الحديثة فارغةً أو تكاد، تخصَّصوا في العلوم الشرعية الاقتصاد والتربوية وغيرها، وأمدت عملية تحرير الأرض من الاستعمار بآلاف الرجال الربانيين الذين طمست مآثرهم الخيانات المحلية.

وقد نال منهم الشهادة غير قليل، كما كان لهم مع الاستبداد والطغيان منازلات معروفة، وفي ظروف الأمن والعافية، ولأول مرةٍ في العصر الحديث، شقَّت الحركة الطريق إلى النخبة المثقفة في البلاد الإسلامية، وارتبطت بجماهير الشعب فلم تُخدرها بالأوهام وإنَّما بصَّرتها بالحقائق، واهتمَّت بالطبقة العاملة وبرجال المال والأعمال وأبلت البلاء الحسن في كسب المرأة إلى جانبِ العمل الإسلامي الحركي، ولئن نشأت في مصر فقد نبتت لها فروع طيبة هنا وهناك حتى أصبح من النادر أن تخلو منها بلاد.

وقد بذل الإمام الشهيد لإنجاز هذه الأعمال حياته كلَّها ووقته كلَّه وماله كلَّه، فكان العمل للإسلام طعامه وشرابه وهواءه وراحته وضالته فأحبَّه أتباعه حبًّا لا يكاد يضاهى؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقد نفخ فيهم روحًا جديدةً عجيبةً بقوا يعملون عليها بعد وفاته ردحًا من الزمن، ولعل مثالاً واحدًا يكفي لبيان متانة البناءِ النفسي الذي أقامه المؤسس، فعندما شغر منصب المرشد العام بعد اغتياله لم تجد الجماعة حرجًا من عرضه على رجالٍ ليسوا مصريين ولا عربًا في بعض الأحيان أمثال مصطفى السباعي وأمين الحسيني والبشير الإبراهيمي وأبي الحسن الندوي.

يمضي الرجل ويبقى البناء
اشتهر حسن البنا- كما يقول د. محمد عمارة- بالكياسة والصياغات المرنة والتوفيقية التي تدع مختلف الأبواب مفتوحة وتترك الفرص لكل الاحتمالات لذلك استطاع إقامة بناء دعوى متكاملٍ عميقٍ يُنذر بتهديدٍ فعلي للقصر الملكي بمصر والاستعمار الإنجليزي فبادرت هذه الدوائر إلى تدبير اغتياله يوم 12 فبراير 1949، وهو لم يجاوز الأربعين من عمره إلا بثلاث سنوات، فتوقف عطاء رجل أكد الراسخون في الدين والعلم والدعوة أنه مجدد القرن الرابع عشر الهجري عاش فيه بقسمات رجال القرون الأولى في تقواهم وروعهم وسعة علمهم وجليل أعمالهم، وصدق مَن قال (إن لم يكن حسن البنا وليًّا فليس لله ولي).

وقال الملك فاروق بعد عملية الاغتيال "الآن استقرَّ عرشي"، وكان واهمًا إذ طاردته لعنة الولي الصالح طول حياته، ويكذب مَن يظن أن غياب المؤسس لم ينل من متانة البناء الذي شيده فقد كان موته خطبًا كبيرًا أحدث زلزالاً استغله الخصوم لقضاءِ مآربهم، لكن صمود أبناء الحركة رغم هول الصدمة أبطل الكيد وبقي اسم حسن البنا علمًا على الإسلام الحركي الفعال المتجدد المصلح للنفوس والمجتمعات، وهي مكانة بلغها وهو حي، ويكفي أن نورد هذه الشهادة: فقد ترشح- رحمه الله- للبرلمان مرتين وخرجت الجماهير المؤيدة له تجوب الشوارع في المرة الأولى وتهتف "إلى البرلمان يا بنَّا"، أما في المرة الثانية فقد كانت تهتف "إلى البنَّا يا برلمان"!.

ذلك هو مؤسس الحركة الإسلامية المعاصرة لا ندعي له العصمة ولا نُحيطه بالقداسة، ولكنه نسيج وحده قلَّما يجتمع في شخصٍ واحدٍ ما اجتمع فيه من خصالِ الصلاح والنبوغ والعبقرية؛ وذلك لا يكون إلا لمَن انتدبته العناية الإلهية ليجدد للأمة دينها، ويكفيه فخرًا أن غرس يده قد أتى من الثمار ما لم يره- رحمه الله- في حياته وما لم يحلم بمثله أي مجدد ومصلح وتبشر الأيام بمزيدٍ من الثمرات الطيبة تغدق بها الشجرة المباركة التي غرسها.

توفي الشيخ محمد الغزالي وهو يذكر أفضال حسن البنا عليه، وما زال العلامة القرضاوي يؤكد أنه أكثر الناس تأثيرًا فيه، ولو أنصف الناس لأعلنوا أن ثبات غزة الشامخ وانتصارها في معركة الفرقان إنما هو من صنيعِ أتباعه بفصلِ الله تعالى والتربية الراسخة المتكاملة التي ورثوها ومنه، وبثوها في أهل غزة، والحمد لله رب العالمين.

الشاعر17
2009-04-01, 22:35
رحم الله الامام الشهيد .. نحسبه كذلك ولا نزكي على الله احد

من يقرا رسالة التعاليم يدرك ... ما معنى ان يكون الداعية رجلا .. بالوصف القرأني للرجال

** ـــــــــــــــ **

ليت شعري ماذا عساني ان نقول سوى ان نردد ما قاله الشعراء قبل هذا اليوم

مضى الرجال المُقتدى بفعالهم

المنكرون لكل امر منكر

وبقيت في خلف يزكي بعضهم

بعضا ليستر مُعور عن معور

** ـــــــــــــــــ **

فهذا اعور على الجادة يزكي اعورا اثري .. واعور آخر يزكي ... اعمى بقربه والاعمى يمدح الجميع بقوة الابصار

ولا حول ولا قوة الا بالله

الفقيرةإلى الله
2009-04-01, 22:44
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نسأل الله أن يتقبله من الشهداء عنده
بــــارك الله فيك أخي على الموضوع و لكن حبذا لو نتجنب إطلاق قول الشهيد

و أدعوك لقراءة الفتوى التالية :


سُئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_: هل يجوز إطلاق (شهيد) على شخص بعينه؛ فيقال: (الشهيد فلان)؟


فأجاب بقوله:

لا يجوزُ لنا أن نشهدَ لشخص بعينِه أنه شهيد،
حتى لو قُتِل مظلومًا،
أو قُتل وهو يدافع عن الحق؛
فإنه لا يجوز أن نقول: (فلان شهيد).

وهذا خلافٌ لِما عليه الناسُ اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة، وجعلوا كلَّ مَن قُتل - حتى ولو كان مقتولاً في عَصبيةٍ جاهلية - يُسمونه: (شهيدًا)! وهذا حرامٌ؛ لأن قولَك عن شخص قُتل: (هو شهيد): يُعتبر شهادة؛ سوف تُسأل عنها يوم القيامة، سوف يُقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدًا ؟!

ولهذا لمَّا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"مَا مِن مَكلومٍ يُكلَمُ في سبيل الله - واللهُ أعلم بمَن يُكلَمُ في سبيله - إلا جاء يومَ القيامة وكَلْمُه يثعب دمًا؛ اللونُ لونُ الدم، والريحُ ريح المسك".
فتأمل قولَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "واللهُ أعلمُ بِمَنْ يُكلَمُ في سَبيله" - "يُكلَم": يعني يُجرح ـ؛
فإن بعضَ الناس قد يكون ظاهرُه أنه يقاتِل لِتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، ولكنَّ اللهَ يعلم ما في قلبه، وأنه خلافُ ما يظهر مِن فِعله.

ولهذا بَوَّبَ البخاري - رحمه الله - على هذه المسألة في صحيحه فقال: "باب: [لا يُقال: فلان شهيد]"؛ لأن مَدارَ الشهادة على القَلب، ولا يعلم ما في القلبِ إلا الله - عز وجل -.

فأمْرُ النيةِ أمرٌ عظيم، وكم مِن رَجُلَيْن يقومان بأمْر واحد يكونُ بينهما كما بَين السماءِ والأرض وذلك مِن أجل النيةِ؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَنْ كانت هِجرتُه إلى اللهِ ورسوله؛ فهِجْرَتُه إلى اللهِ ورسوله، ومَن كانت هجرتُه إلى دنيا يُصيبها أو امرأةٍ ينكحها؛ فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه". والله أعلم.


---


مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الثالث، السؤال 475.

نسأل الله أن ينفعنا و يرزقنا الإخلاص في القول و العمل

الشاعر17
2009-04-01, 23:09
نحسبه شهيدا عند الله ولا نزكي على الله احدا

رحم الله الامام الشهيد حسن البنا ورضي الله عنه

أبو جابر الجزائري
2009-04-02, 07:31
رحم الله تعالى، ولكن حمل الموضوع مبالغة وتقديس حتى بعض العبارات أفزعتني، التي أخاف على صاحبها
من الكفر:

أولا : التقول على الله تعالى: قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ

- إن العناية الإلهية قد جمعت فيه ما تُفرِّق بين النبغاء من الخصائص والقسمات.
-ولكنه نسيج وحده قلَّما يجتمع في شخصٍ واحدٍ ما اجتمع فيه من خصالِ الصلاح والنبوغوالعبقرية؛ وذلك لا يكون إلا لمَن انتدبته العناية الإلهية ليجدد للأمة دينها.
-حسن البنا *** أمير الشهداء ***

ثانيا: يُخشى على صاحب المقولة التالية من الوقوع في الكفر ـ عياذا بالله ـ :
وصدق مَن قال (إن لم يكن حسن البنا وليًّا فليس لله ولي

ورحم الله حسن البنا

لذا أرجو من أخي الحبيب الموردي حذف هذه العبارات
والله أعلم

الغزالي
2009-04-03, 15:53
بسم الله
رحم الله الشهيد وحشره مع الصديقين والشهداء
بالرك الله في الأخ الكريم على هذه الوقفة الكريمة التي يستحقها هذا الرجل الكريم وجعل هذا العمل في ميزان حسناتك أخي الماوردي.

عبد الخالق99
2009-04-03, 17:22
رحمة الله على الامام الشهيد حسن البنا
قال عنه الداعية محمد العوضي *الكتاب بيمينه و السنة بشماله*
كما أجرى مركز ايطالي دراسة 100 شخصية غيرت مسار العالم في العصر الحديث فلم تختر من العرب الا جمال عبدالناصر رحمه الله
و الامام حسن البنا
جزاك الله خيرا على هذه الوقفة الفاضلة
كم نحن في حاجة للعلماء العاملين من أمثال الامام البنا

الشاعر17
2009-04-03, 18:13
رحمة الله على الامام الشهيد حسن البنا
قال عنه الداعية محمد العوضي *الكتاب بيمينه و السنة بشماله*
كما أجرى مركز ايطالي دراسة 100 شخصية غيرت مسار العالم في العصر الحديث فلم تختر من العرب الا جمال عبدالناصر رحمه الله
و الامام حسن البنا
جزاك الله خيرا على هذه الوقفة الفاضلة
كم نحن في حاجة للعلماء العاملين من أمثال الامام البنا


شهيد الاسلام .. الشيخ حسن البنا رحمة الله عليه امر معقول بل هو الحق الذي لا ينكره الا اصحاب الاهواء ... اما جمال عبد الناصر ... هذه عندي

فيها شك ..مالذي فعله جمال عبد الناصر .. دعك من روايات

هيكل الكذاب هذا الرجل قبض ثمنا نقدا أي اموال حقيقية لا اعتبارية من اجل تزوير التاريخ وهذا معروف ... لقد قرات تاريخ جمال عبد الناصر الذي

تربى في حارات اليهود بمصر ولم اجد له منقبة ابدا ... طبعا انا لا اتكلم عن معتقده .. من زاوية عقائدية انا انظر للرجل من زاوي سياسية بحتة

إيتني بمنقبة واحدة صحيحة ..سأقبل الارض بين يديدك .. انا في انتظار الردود

مارس
2009-04-03, 18:37
http://www.aljazeeratalk.net/forum/attachment.php?attachmentid=1353&d=1188743335

الماوردي 12
2009-04-03, 20:05
الى الفقيرة الى الله : أعلم أن الشيخ و فكره لا يعجبك ، لكن كان الاحرى بك أن تحكمي عليه حكما عادلا لا أن تشيري الى ألغاز من نوع حق أريد به باطل .

الفقيرةإلى الله
2009-04-03, 20:25
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا أخي اتق الله و لا تصدر الأحكام بطريقة عشوائية

يشهد الله أني دعوت للشيخ ن يتقبله من الشهداء فكنت صادقة في دعائي

أما عن الشيخ حسن البنا رحمه الله ...........فليس هو من لا يعجبني ..........و إنما أتباعه الذين صاروا يوالون و يعادون في جماعتهم
الشيخ لديه جهود طيبة في الدعوة إلى الله و إن كانت له بعض الهفوات .....فقد أوضحها أهل العلم ........و لكن العصبية العمياء و أن نطلق على الأشخاص الألقاب و أن نزكي على الله .........فهذا يا أخي .........
غفر الله لنا و لكم و هدانا الله و إياكم
و أذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
لا يجوز أن نطلق لفظ شهيد على إنسان معين إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه و سلم بذاك

مارس
2009-04-03, 20:26
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/25467/30212/381502.gif

نوري32
2009-04-03, 20:55
رحمك الله يا شيخ حسن البنا مات وعمره 40 سنة و الانجاز الذي قام به يفوق هذا العمر فنجد أحد في عصرنا
الرديئ هذا قد فاق هذا العمر و يظن نفسه لازال صبيا و شكراااااا

عبد الخالق99
2009-04-03, 22:46
الأخ الشاعر 17 أنا لم أذكر جمال عبد الناصر رحمه الله في معرض المدح و لا الذم و انما ذكرته مبينا أنه لم يختر من العرب الا اثنين
و أنصحك أن تدعو الأموات و تدعو لهم بالرحمة
و دع عنك اتهام الناس بالكذب و تذكر أنك ستسأل أمام الله عز و جل .
أما الاخت الفقيرة الى الله التي تنكر و تكرر الانكار على اطلاق لفظ الشهيد على المعين و تجزم بعدم جواز ذلك
أظن أنها لاتعلم أن المسألة اجتهادية ومن الذين ذهبوا الى الجواز شيخ الاسلام ابن تيمية و من المعاصرين الامام عبد العزيز بن باز
و جزاك الله خيرا على غيرتك و بارك في علمك

عبد الخالق99
2009-04-03, 22:49
و أنقل لك جزء من بحث في الموضوع لأحد الاخوة الكرام

حكمِ قولِ : " فلانٌ شهيدٌ " :


اختلف أهلُ العلمِ في هذه المسألةِ على قولين :




القولِ الأولِ :


أنه لا يجوزُ أن نشهدَ لشخصٍ بعينهِ أنه شهيدٌ ، حتى لو قُتل مظلوماً ، أو قُتل وهو يدافعُ عن الحقِ ، إلا من شهد له النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، أو اتفقت الأمةُ على الشهادةِ له بذلك .

ومن القائلين بهذا : الإمامُ البخاري ، ورجحهُ الشيخُ محمدُ بنُ عثيمين كما في " المناهي االفظية " ( ص 78 – 80 ) ، و " فتاوى إسلامية " جمع المسند (1/91) و " القول السديد في أنه لا يقال : " فلانٌ شهيدٌ " لجزاع الشمري .

وهو رأي العلامةِ الألباني كما في " أحكامِ الجنائز " ( ص 59 ) فقال : ( تنبيه ) : بوب البخاري في " صحيحه " (6/89) : ( باب لا يقولُ : فلانٌ شهيدٌ ) فهذا مما يتساهلُ فيه كثيرٌ من الناسِ فيقولون : الشهيدُ فلان ... والشهيدُ فلان .ا.هـ.

واستدل أصحابُ هذا القولِ بما يلي :

1 - ‏عَنْ ‏‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ؛‏ ‏لَا ‏‏يُكْلَمُ ‏‏أَحَدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَنْ ‏‏ يُكْلَمُ ‏‏ فِي سَبِيلِهِ ، إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللَّوْنُ لَوْنُ الدَّمِ وَالرِّيحُ رِيحُ الْمِسْكِ .

رواهُ البخاري (2787) .

وقد بوب البخاري على الحديث بقولهِ : " باب لا يقولُ : " فلانٌ شهيدٌ " .

2 - ‏عَنْ ‏‏خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ ‏‏أَنَّ ‏‏أُمَّ الْعَلَاءِ ‏امْرَأَةً مِنْ نِسَائِهِمْ ‏‏بَايَعَتْ ‏‏النَّبِيَّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏أَخْبَرَتْهُ أَنَّ ‏عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ ‏‏طَارَ لَهُمْ فِي السُّكْنَى حِينَ اقْتَرَعَتْ ‏‏الْأَنْصَارُ ‏عَلَى سُكْنَى ‏ ‏الْمُهَاجِرِينَ ‏‏قَالَتْ ‏‏أُمُّ الْعَلَاءِ "‏ ‏فَاشْتَكَى ‏عُثْمَانُ ‏عِنْدَنَا ، فَمَرَّضْتُهُ حَتَّى تُوُفِّيَ ، وَجَعَلْنَاهُ فِي أَثْوَابِهِ فَدَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏فَقُلْتُ : رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ ‏‏أَبَا السَّائِبِ ‏، ‏شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ " ‏وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ؟ قَالَتْ : قُلْتُ : لَا أَدْرِي بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ ؟ قَالَ : أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ وَاللَّهِ الْيَقِينُ ، وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ ، وَمَا أَدْرِي وَاللَّهِ وَأَنَا رَسُولُ اللَّه مَا يُفْعَلُ بِي ؟ قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ ، قَالَتْ : فَأَحْزَنَنِي ذَلِكَ فَنِمْتُ ‏، ‏فأَرِيتُ ‏‏لِعُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ ‏‏عَيْنًا تَجْرِي فَجِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ : " ذَلِكِ عَمَلُهُ " .

رواهُ البخاري (1243) .

3 – قال أصحابُ هذا القولِ : إننا لو شهدنا لأحدٍ بعينهِ أنه شهيدٌ لزم من تلك الشهادةِ أن نشهد له بالجنةِ ، وهذا خلافُ ما كان عليه أهلُ السنةِ .

وهناك أدلةٌ أخرى ، ولكن هذه أهمها .




ردُ العلماءِ على تبويبِ البخاري :


رد الحافظُ ابنُ حجر على تبويبِ البخاري في " الفتح " (6/106) فقال : " أي على سبيلِ القطعِ … وإن كان مع ذلك يُعطى حكم الشهداءِ في الأحكامِ الظاهرةِ ، ولذلك أطبق السلفُ على تسميةِ المقتولين في بدرٍ وأحدٍ وغيرهما شهداء ، والمرادُ بذلك الحكم الظاهرُ المبنيُّ على الظنِ الغالبِ ، والله أعلم .ا.هـ.

ونقل الشيخُ بكرُ أبو زيد في " معجم المناهي الفظية " ( ص 320) عن الطاهر بنِ عاشور عن ترجمةِ البخاري فقال : " هذا تبويبٌ غريبٌ ، فإن إطلاقَ اسم الشهيدِ على المسلمِ المقتولِ في الجهادِ الإسلامي ثابتٌ شرعاً ، ومطروقٌ على ألسنةِ السلفِ فمن بعدهم ، وقد ورد في حديثِ الموطأِ ، وفي الصحيحين : أن الشهداءَ خمسةٌ غير الشهيد في سبيل اللهِ ، والوصف بمثلِ هذه الأعمالِ يعتمدُ على النظرِ إلى الظاهرِ الذي لم يتأكد غيرهُ ، وليس فيما أخرجهُ البخاري هنا إسنادٌ وتعليقُ ما يقتضي منع القولِ بأن فلاناً شهيدٌ ، ولا النهي عن ذلك .

فالظاهرُ أن مرادَ البخاري بذلك أن لا يجزم أحدٌ بكونِ أحدٍ قد نال عند اللهِ ثواب الشهادةِ ؛ إذ لا يدري ما نواهُ من جهاده ، وليس ذلك للمنعِ من أن يقال لأحدٍ : إنهُ شهيدٌ ، وأن يُجرى عليهِ أحكامُ الشهداءِ ، إذا توفرت فيه ، فكان وجه التبويب أن يكونَ : باب لا يجزمُ بأن فلاناً شهيدٌ إلا بإخبارٍِ من رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل قوله في عامر بن الأكوع : " إنه لجاهدُ مجاهدٌ " . ومن هذا القبيلِ زجرُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أم العلاء الأنصاريةِ حين قالت في عثمانَ بنِ مظعون : " ‏شَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :‏ " ‏وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ ؟ " .ا.هـ.




القولِ الثاني :


جوازُ تسميةِ المقتولِ في سبيلِ اللهِ وغيرهِ ممن مات بسببٍ من أسبابِ الشهادةِ بـ " شهيد " ولو بالتعيين ، بناءً على الحكمِ الظاهرِ المبني على الظنِ الغالبِ ، وذلك لمن اجتمعت فيه الشروطُ ، وانتفت عنه الموانعُ في الأعمالِ البدنية الظاهرةِ دون الأعمالِ الباطنةِ كالإخلاصِ مثلاً .

واستدل أصحابُ هذا القولِ بما يلي :

‏1 - أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ ‏‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏‏يَقُولُ :‏ ‏لَمَّا طُعِنَ ‏‏حَرَامُ بْنُ مِلْحَانَ ‏، ‏وَكَانَ خَالَهُ يَوْمَ ‏بِئْرِ مَعُونَةَ ‏ ‏قَالَ بِالدَّمِ هَكَذَا فَنَضَحَهُ عَلَى وَجْهِهِ وَرَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ : " فُزْتُ وَرَبِّ ‏‏الْكَعْبَةِ " .

رواه البخاري (4095) .

قال الحافظُ ابنُ حجرٍ في " الفتح " (7/449) : " فُزْتُ وَرَبِّ ‏‏الْكَعْبَةِ " ‏أَيْ بِالشَّهَادَةِ " .ا.هـ.

وهذه شهادةٌ لنفسهِ ولم يُنكِر عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

وأورد صاحبُ كتاب " أحكام الشهادة في الفقه الإسلامي " عبد الرحمن العمري آثاراً عن السلفِ حكم فيها بالشهادةِ لعددٍ من الصحابة منهم : هشام بن العاص ، وقُثَم بن العباس ، والبراء بن مالك ، والنعمان بن مقرنٍ .

وجاء في " سير أعلام النبلاء " (11/167) للذهبي عند ترجمةِ أحمد بن نصر المروزي عندما قتل في فتنة القرآن : " قَالَ ابْنُ الجُنَيْدِ : سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَتَرَحَّمُ عَلَيْهِ ، وَقَالَ : خَتَمَ اللهُ لَهُ بِالشَّهَادَةِ ، قَدْ كَتَبْتُ عَنْهُ ، وَكَانَ عِنْدَهُ مُصَنَّفَاتُ هُشَيْمٍ كُلُّهَا ، وَعَنْ مَالِكٍ أَحَادِيْثُ .ا.هـ.

وذهب بعضُ أهلِ العلمِ إلى هذا القول ومنهم :



1 - شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ :



سُئل شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ في الفتاوى (24/293) ما نصه :

وَسُئِلَ عَنْ رَجُلٍ رَكِبَ الْبَحْرَ لِلتِّجَارَةِ ، فَغَرِقَ فَهَلْ مَاتَ شَهِيدًا ؟ .

فَأَجَابَ : نَعَمْ مَاتَ شَهِيدًا إذَا لَمْ يَكُنْ عَاصِيًا بِرُكُوبِهِ فَإِنَّهُ قَدْ صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : " الْغَرِيقُ وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ وَالْحَرِيقُ شَهِيدٌ وَالْمَيِّتُ بِالطَّاعُونِ شَهِيدٌ وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ فِي نِفَاسِهَا شَهِيدَةٌ وَصَاحِبُ الْهَدْمِ شَهِيدٌ " . وَجَاءَ ذِكْرُ غَيْرِ هَؤُلَاءِ .

وَرُكُوبُ الْبَحْرِ لِلتِّجَارَةِ جَائِزٌ إذَا غَلَبَ عَلَى الظَّنِّ السَّلَامَةُ . وَأَمَّا بِدُونِ ذَلِكَ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَرْكَبَهُ لِلتِّجَارَةِ فَإِنْ فَعَلَ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ نَفْسِهِ وَمِثْلُ هَذَا لَا يُقَالُ : إنَّهُ شَهِيدٌ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .ا.هـ.



2 – سماحةُ الشيخِ عبدُ العزيزِ بنُ باز – رحمه الله - :



وقد سُئل سماحةُ الشيخِ عبدُ العزيز بنُ باز ما نصه :

إلى سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز حرسه الله ورعاه .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أما بعد :

فأرجو من سماحتكم إفتائي في حكم إطلاق لفظة ( الشهيد ) على المعين ، مثل أن أقول : الشهيد فلان ، وهل يجوز كتابة ذلك في المجلات والكتب وجزاكم الله خيرا ؟

ج : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، بعده كل من سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا فإنه يسمى شهيدا؛ كالمطعون والمبطون وصاحب الهدم والغرق والقتيل في سبيل الله والقتيل دون دينه أو دون ماله أو دون أهله أو دون دمه ، لكن كلهم يغسلون ويصلي عليهم ما عدا الشهيد في المعركة فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه إذا مات في المعركة؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يغسل شهداء أحد الذين ماتوا في المعركة ولم يصل عليهم كما رواه البخاري في صحيحه عن جابر رضي الله عنه .

وفق الله الجميع لما يرضيه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية

http://binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2512 (http://binbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2512)


والشيخُ عبدُ العزيزِ بن باز يجعلُ من قتل في مكافحةِ المخدراتِ شهيداً ، وهذه نص الفتوى :



السؤال :

انتشرت في بلاد المسلمين المخدرات فهل يعتبر شهيدا من قتل من رجال مكافحة المخدرات المسلمين عند مداهمة أوكار متعاطي المخدرات ومروجيها ؟ ثم ما حكم من يدلي بمعلومات تساعد رجال المكافحة للوصول إلى تلك الأوكار ؟

الإجابة :

الحمد لله

لا ريب أن مكافحة المسكرات والمخدرات من أعظم الجهاد في سبيل الله ، ومن أهم الواجبات التعاون بين أفراد المجتمع في مكافحة ذلك ، لأن مكافحتها في مصلحة الجميع ؛ ولأن فشوها ورواجها مضرة على الجميع ومن قتل في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية فهو من الشهداء ، ومن أعان على فضح هذه الأوكار وبيانها للمسئولين فهو مأجور وبذلك يعتبر مجاهدا في سبيل الحق وفي مصلحة المسلمين وحماية مجتمعهم مما يضر بهم ، فنسأل الله أن يهدي أولئك المروجين لهذا البلاء وأن يردهم إلى رشدهم وأن يعيذهم من شرور أنفسهم ومكائد عدوهم الشيطان ، وأن يوفق المكافحين لهم لإصابة الحق وأن يعينهم على أداء واجبهم ويسدد خطاهم وينصرهم على حزب الشيطان إنه خير مسئول .

http://www.islamway.com/bindex.php?s...&fatwa_id=2487 (http://www.islamway.com/bindex.php?section=fatawa&fatwa_id=2487)



3 – اللجنةُ الدائمةُ لإدارات البحوث العلمية :



ورد إلى اللجنةِ الدائمةِ كما في " فتاويها " (12/23) سؤالٌ نصه :



9248 – هل يجوزُ إطلاقُ كلمة " الشهيد " على من استبان لنا منه أنه من أهل الصلاحِ والتقوى ثم قتل في سبيل اللهِ ، هل يجوزُ لنا أن يقولَ عنه شهيد ؟

ج . من قتل في سبيلِ الله في معركةٍ مع العدو وهو صابرٌ محتسبٌ فهو شهيدُ معركةٍ ، لا يغسلُ ولا يكفنُ بل يدفنُ بملابسهِ .

أما غيرُ شهيدِ المعركةِ فهو كثيرٌ ويسمى شهيداً كمن قتل دون عرضهِ أو نفسهِ أو مالهِ ، وكالمبطونِ والمطعونِ والغريقِ ونحوهم ، وهذا يغسلُ ويكفنُ ويصلى عليه .

وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآلهِ وصحبهِ وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية .

الرئيس : عبد العزيز بن باز

نائب الرئيس : عبد الرزاق عفيفي

عضو : عبد الله بن غديان .

عضو : عبد الله بن قعود .
http://www.ikhwan.net/vb/showpost.php?p=3637&postcount=3



و لهذا الأخ بحوث قيمة على هذا الرابط أنصحكم بالاستفادة منها
http://www.ikhwan.net/vb/showthread.php?t=18980

الشاعر17
2009-04-03, 22:59
الأخ الشاعر 17 أنا لم أذكر جمال عبد الناصر رحمه الله في معرض المدح و لا الذم و انما ذكرته مبينا أنه لم يختر من العرب الا اثنين

و دع عنك اتهام الناس بالكذب و تذكر أنك ستسأل أمام الله عز و جل .




عندما تقرنه بشهيد الاسلام حسن البنا في معرض حديثنا عن الشيخ هذا قمة المدح له وانا لم أقل شيئا سوى انني لم اجد منقبة للرجل يستحق بها هذا

التكريم وهذا تاريخ إذا ضربنا عنه صفحا برأيك المتهالك ضاعت كثير من الحقائق والرجل لم يكن بائع فجل في سوق المدينة بل كان يرأس امة من

الناس فالحديث عن تاريخه لا يعتبر قدحا فيه بل للتاريخ ...

ثم أين الكذب الذي تشير اليه .. ومادام كذبا اين الصح يا سي عبد الخالق .. اخبرنا أيها الحبر الفهامة الثقة الثبت

لن اتهمك بالكذب لانك عندنا مستور الحال فإن قرانا لك شيئا فيه ما نمسك به تلابيبك شرحناك .. وشويناك على السفود

و إن لم تكن تعرف السفود فانصحك ان تقرأ

رسالة الاديب المسلم شيخ العربية

مصطفى صادق الرافعي صاحب وحي القلم

في نقده للعقاد بعنون

على السفود

ذكرت هذا فقط لمنع تاويل المشرفين وقطع الطريق عليهم

أبو جابر الجزائري
2009-04-03, 23:01
رحمك الله يا شيخ حسن البنا مات وعمره 40 سنة و الانجاز الذي قام به يفوق هذا العمر فنجد أحد في عصرنا
الرديئ هذا قد فاق هذا العمر و يظن نفسه لازال صبيا و شكراااااا

أخي الحبيب نوري ، نوره الله في الدنيا والآخرة

لا يجوز سب الدهر ،

قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - « قَالَ اللَّهُ يَسُبُّ بَنُو آدَمَ الدَّهْرَ ، وَأَنَا الدَّهْرُ ، بِيَدِى اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ »
رواه البخاري ومسلم

حنين الشاعر
2009-04-04, 20:26
لايزال الكثير من شخصية هذا الرجل غير معروف بل ومحاصر ومشوه من عدة اطراف لقد كانت تعلق صورته في احد المجلات الاسرائيلية على انه عدو اسرائيل وانه جند الشباب لمقاتلتهم
لقد مضى شهيدا نحسبه كذلك وسار من قبله الكثير
لقد كان كتاب " فقه الجهاد " للمشائخ حسن البنا والمودودي وسيد قطب من المراجع التي اعتمدتها السعوية في مقرارتها لتدريس الطلبة
إلا انه وبعد تغيير المناهج بطلب من امريكا بدعوى اصلاح التعليم في العالم العربي لاندري امازال ام ...

الماوردي 12
2009-04-04, 20:32
لايزال الكثير من شخصية هذا الرجل غير معروف بل ومحاصر ومشوه من عدة اطراف لقد كانت تعلق صورته في احد المجلات الاسرائيلية على انه عدو اسرائيل وانه جند الشباب لمقاتلتهم

لقد مضى شهيدا نحسبه كذلك وسار من قبله الكثير
لقد كان كتاب " فقه الجهاد " للمشائخ حسن البنا والمودودي وسيد قطب من المراجع التي اعتمدتها السعوية في مقرارتها لتدريس الطلبة
إلا انه وبعد تغيير المناهج بطلب من امريكا بدعوى اصلاح التعليم في العالم العربي لاندري امازال ام ...


صدقت اخي الفاضل و الله

الشاعر70
2009-04-04, 23:06
وهكذا يمضي الرجال في صمت

رحم الله الشهيد

ولا نملك الا ان نقول

القافلة تسير والكلاب تنبح

عامر1988
2009-04-05, 15:29
بارك الله فيك أخي الفاضل على الموضوع المتميز

ونحسب الإمام حسن البناء شهيدا ولا نزكي على الله أحدا.

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وحشره مع الصديقين والشهداء

وأقول كما قال فيه تلميذه العلامة يوسف القرضاوي:

سيظل حبك في القلوب مسطرا****وسناك في الألباب واسمك في الفم


جزاك الله الجنة أخي.

حوحو
2009-04-05, 15:31
بارك الله فيك فعلا حسن البنا يعتبر مجدد الاسلام في القرن العشرين