smail..dz
2009-04-01, 12:30
السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هو: لماذا الاهتمام بالشخصية؟.
وللإجابة علي هدا السؤال، أقول: يرجع الاهتمام بالشخصية بسبب الواقع العالمي؛ حيث أصبح الإنسان يعيش غريبًا معزولاً عن أعماق ذاته، ويحيا مقهورًا من أجل الوسط المادي الذي يعيش فيه.
واسمحوا لي أن أقول:
إن خلاص الإنسانية الأكبر لن يكون إلا بالنمو البدني و الروحي للإنسان، وليس في تنمية الموارد المهددة بالهلاك.
ماهية الشخصية:
الشخصية في اللغة العربيةهو سواد الإنسان وغيره يظهر من بعد، وقد يراد به الذات المخصوصة، وتشاخص القوم اختلفوا وتفاوتوا.
أما الشخصية فكلمة حديثه الاستعمال لا يجدها الباحث في أمهات معاجم اللغة العربية، فإذا وجدت في بعض الحديث منها، فهي تعني سمات تميز الشخص من غيره، وكان استعمالها قائمًا علي معني الشخص، أي علي معني كل ما في الإنسان مما يؤلف شخصه الظاهر الذي يرى من بعد، وعلي مفهوم التفاوت.
أما في اللغة الإنجليزية، فكلمة الشخصيةPersonality، مشتقة من الأصل اللاتينيPersona، وتعني هذه الكلمة القناع الذي كان يلبسه الممثل في العصور القديمة حين كان يقوم بتمثيل دور، أو حين كان يريد الظهور بمظهر معين أمام الناس فيما يتعلق بما يريد أن يقوله أو يفعله.
وقد أصبحت الكلمة، علي هذا الأساس، تدل علي المظهر الذي يظهر فيه الشخص، وبهذا المعنى تكون الشخصية ما يظهر عليه الشخص في الوظائف المختلفة التي يقوم بها علي مسرح الحياة.
ولقد اختلف علماء النفس كثيرًا في تعريف الشخصية.
فيري برت Burt أن الشخصية، هي ذلك النظام الكامل من الميول والاستعدادات الجسمية والعقلية، الثابتة نسبيًا، التي تعدّ مميزًا خاصًا للفرد، والتي يتحدد بمقتضاها أسلوبه الخاص في التكيف مع البيئة المادية والاجتماعية.
أما البورت Allport، فيري أن الشخصية، هي التنظيم الديناميكي في نفس الفرد لتلك المنظومات الجسمية النفسية التي تحدد أشكال التكيف الخاصة لديه مع البيئة.
ويعرف المؤلف الشخصية، علي أنها:
مجموعة السمات البدنية والروحية التي تظهر في المهارات الحياتية لإنسان بعينه وتميزه عن غيره.
مكونات الشخصية:
يرى بعض العلماء أن الشخصية في الأعماق بناء ثلاثي التكوين، وأن كل مكون في هذا التكوين يتمتع بسمات خاصة، وأن المكونات الثلاثة تؤلف في النهاية وحدة متفاعلة ومتماسكة هي الشخصية، وهذه المكونات هي: الهو – الأنا - الأنا الأعلى.
الهو: the id:
فذلك القسم الأولي المبكر الذي يضم كل ما يحمله الطفل معه منذ الولادة من الأجيال السابقة، وأنه يحمل ما يسميه فرويد الغرائز، ومن بينها غرائز اللذة والحياة والموت.
وهو يعمل تحت سيطرة ما يضمه منها، وما هو موجود فيه لا يخضع إذن لمبدأ الواقع أو مبادئ العلاقات المنطقية للأشياء، بل يندفع بمبدأ اللذة الابتدائي، وكثيرًا ما ينطوي علي دوافع متضاربة.
أنه لا شعوري، وهو يمثل الطبيعة الابتدائية والحيوانية في الإنسان.
الأنا: the ego:
فينشأ ويتطور لأن الطفل لا يستطيع أن يشبع دوافع الهو بالطريقة الابتدائية التي تخصها، ويكون عليه أن يواجه العالم الخارجي وأن يكتسب من بعض السمات وإذا كان الهو يعمل تبعًا لمبادئه الابتدائية الذاتية، فإن الأنا يستطيع أن يميز بين حقيقة داخلية وحقيقة واقعية خارجية.
فالأنا من هذه الناحية يخضع لمبدأ الواقع، ويفكر تفكيرًا واقعيًا موضوعيًا ومعقولاً يسعى فيه إلي أن يكون متمشيًا مع الأوضاع الاجتماعية المقبولة.
هكذا يقوم الأنا بعملين أساسين في نفس الوقت: أحداهما أن يحمي الشخصية من الأخطار التي تهددها في العالم الخارجي، والثاني أن يوفر نشر التوتر الداخلي واستخدامه في سبيل إشباع الغرائز التي يحملها الهو، وفي سبيل تحقيق الغرض الأول يكون علي الأنا أن يسيطر علي الغرائز ويضبطها، لأن إشباعها بالطريقة الابتدائية المرتبطة معها يمكن أن يؤدي إلي خطر علي الشخص.
الأنا الأعلى:the super ego:
هنا نجد أنفسنا أمام حاضن للقيم والمثل الاجتماعية والدينية التي ربى الطفل عليها في بيته ومدرسته ومجتمعه، فالأنا الأعلى يمثل الضمير المحاسب، وهو يتجه نحو الكمال بدلاً من اللذة، ولهذا الأنا الأعلى مظهران، الضمير والأنا المثالي - يمثل الأول الحاكم بينما يمثل الثاني القيم.
وخلاصة البناء الثلاثي الداخلي للشخصية، هو ما يلي:
إن الأنا هو الذي يوجه وينظم عمليات تكيف الشخصية مع البيئة، كما ينظم ويضبط الدوافع التي تدفع بالشخص إلي العمل، ويسعى جاهدًا إلي الوصول بالشخصية إلي الأهداف المرسومة التي يقبلها الواقع، والمبدأ في كل ذلك هو الواقع - إلا أنه مقيد في هذه العمليات بما ينطوي عليه الهو من حاجات، وما يصدر عن الأنا الأعلى من أوامر ونواهي وتوجيهات، فإذا عجز عن تأدية مهمته والتوفيق بين ما يتطلبه العالم الخارجي وما يتطلبه الهو وما يمليه الأنا الأعلى كان في حالة من الصراع يحدث أحيانًا أن يقوده إلي ضغوط نفسية.
ولكن يبقى التساؤل الذي يجمع كل مكونات الشخصية...ألا وهو:
إلي أي مدي يستطيع الإنسان ككائن بشري يهذب من سلوكه في عمليات التطبيع الاجتماعي؟ .
ولا سيما أنه عرف عن الإنسان أنه مدني بالطبع، قابل للتعلم، يتكيف مع المجتمع ويتناغم مع الآخر بلغة حوار لا منتهي، يأخذ صور الآلف والتفاعل.
تنمية الشخصية:
تعلمنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة، هي تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة ثم يأتي بعد ذلك النصر والتمكين.
وفيما يلي، عرض لأهم شروط تنمية الشخصية:
الهدف الاسمي:
ونقصد ذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغايات الدنيوية، ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدف الأكبر في وجوده، ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل الحياة وتعقيداتها، وبالتالي يصبح إحساسنا وشعورنا للهدف ضعيفًا رتيبًا، مما يجعل توليده للطاقة التغيرية لا تصل إلي المستوى المجدي لتنمية الذات.
المسئولية:
حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه، إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسئولية عن أي شيء.
التغيير:
وللإجابة علي هدا السؤال، أقول: يرجع الاهتمام بالشخصية بسبب الواقع العالمي؛ حيث أصبح الإنسان يعيش غريبًا معزولاً عن أعماق ذاته، ويحيا مقهورًا من أجل الوسط المادي الذي يعيش فيه.
واسمحوا لي أن أقول:
إن خلاص الإنسانية الأكبر لن يكون إلا بالنمو البدني و الروحي للإنسان، وليس في تنمية الموارد المهددة بالهلاك.
ماهية الشخصية:
الشخصية في اللغة العربيةهو سواد الإنسان وغيره يظهر من بعد، وقد يراد به الذات المخصوصة، وتشاخص القوم اختلفوا وتفاوتوا.
أما الشخصية فكلمة حديثه الاستعمال لا يجدها الباحث في أمهات معاجم اللغة العربية، فإذا وجدت في بعض الحديث منها، فهي تعني سمات تميز الشخص من غيره، وكان استعمالها قائمًا علي معني الشخص، أي علي معني كل ما في الإنسان مما يؤلف شخصه الظاهر الذي يرى من بعد، وعلي مفهوم التفاوت.
أما في اللغة الإنجليزية، فكلمة الشخصيةPersonality، مشتقة من الأصل اللاتينيPersona، وتعني هذه الكلمة القناع الذي كان يلبسه الممثل في العصور القديمة حين كان يقوم بتمثيل دور، أو حين كان يريد الظهور بمظهر معين أمام الناس فيما يتعلق بما يريد أن يقوله أو يفعله.
وقد أصبحت الكلمة، علي هذا الأساس، تدل علي المظهر الذي يظهر فيه الشخص، وبهذا المعنى تكون الشخصية ما يظهر عليه الشخص في الوظائف المختلفة التي يقوم بها علي مسرح الحياة.
ولقد اختلف علماء النفس كثيرًا في تعريف الشخصية.
فيري برت Burt أن الشخصية، هي ذلك النظام الكامل من الميول والاستعدادات الجسمية والعقلية، الثابتة نسبيًا، التي تعدّ مميزًا خاصًا للفرد، والتي يتحدد بمقتضاها أسلوبه الخاص في التكيف مع البيئة المادية والاجتماعية.
أما البورت Allport، فيري أن الشخصية، هي التنظيم الديناميكي في نفس الفرد لتلك المنظومات الجسمية النفسية التي تحدد أشكال التكيف الخاصة لديه مع البيئة.
ويعرف المؤلف الشخصية، علي أنها:
مجموعة السمات البدنية والروحية التي تظهر في المهارات الحياتية لإنسان بعينه وتميزه عن غيره.
مكونات الشخصية:
يرى بعض العلماء أن الشخصية في الأعماق بناء ثلاثي التكوين، وأن كل مكون في هذا التكوين يتمتع بسمات خاصة، وأن المكونات الثلاثة تؤلف في النهاية وحدة متفاعلة ومتماسكة هي الشخصية، وهذه المكونات هي: الهو – الأنا - الأنا الأعلى.
الهو: the id:
فذلك القسم الأولي المبكر الذي يضم كل ما يحمله الطفل معه منذ الولادة من الأجيال السابقة، وأنه يحمل ما يسميه فرويد الغرائز، ومن بينها غرائز اللذة والحياة والموت.
وهو يعمل تحت سيطرة ما يضمه منها، وما هو موجود فيه لا يخضع إذن لمبدأ الواقع أو مبادئ العلاقات المنطقية للأشياء، بل يندفع بمبدأ اللذة الابتدائي، وكثيرًا ما ينطوي علي دوافع متضاربة.
أنه لا شعوري، وهو يمثل الطبيعة الابتدائية والحيوانية في الإنسان.
الأنا: the ego:
فينشأ ويتطور لأن الطفل لا يستطيع أن يشبع دوافع الهو بالطريقة الابتدائية التي تخصها، ويكون عليه أن يواجه العالم الخارجي وأن يكتسب من بعض السمات وإذا كان الهو يعمل تبعًا لمبادئه الابتدائية الذاتية، فإن الأنا يستطيع أن يميز بين حقيقة داخلية وحقيقة واقعية خارجية.
فالأنا من هذه الناحية يخضع لمبدأ الواقع، ويفكر تفكيرًا واقعيًا موضوعيًا ومعقولاً يسعى فيه إلي أن يكون متمشيًا مع الأوضاع الاجتماعية المقبولة.
هكذا يقوم الأنا بعملين أساسين في نفس الوقت: أحداهما أن يحمي الشخصية من الأخطار التي تهددها في العالم الخارجي، والثاني أن يوفر نشر التوتر الداخلي واستخدامه في سبيل إشباع الغرائز التي يحملها الهو، وفي سبيل تحقيق الغرض الأول يكون علي الأنا أن يسيطر علي الغرائز ويضبطها، لأن إشباعها بالطريقة الابتدائية المرتبطة معها يمكن أن يؤدي إلي خطر علي الشخص.
الأنا الأعلى:the super ego:
هنا نجد أنفسنا أمام حاضن للقيم والمثل الاجتماعية والدينية التي ربى الطفل عليها في بيته ومدرسته ومجتمعه، فالأنا الأعلى يمثل الضمير المحاسب، وهو يتجه نحو الكمال بدلاً من اللذة، ولهذا الأنا الأعلى مظهران، الضمير والأنا المثالي - يمثل الأول الحاكم بينما يمثل الثاني القيم.
وخلاصة البناء الثلاثي الداخلي للشخصية، هو ما يلي:
إن الأنا هو الذي يوجه وينظم عمليات تكيف الشخصية مع البيئة، كما ينظم ويضبط الدوافع التي تدفع بالشخص إلي العمل، ويسعى جاهدًا إلي الوصول بالشخصية إلي الأهداف المرسومة التي يقبلها الواقع، والمبدأ في كل ذلك هو الواقع - إلا أنه مقيد في هذه العمليات بما ينطوي عليه الهو من حاجات، وما يصدر عن الأنا الأعلى من أوامر ونواهي وتوجيهات، فإذا عجز عن تأدية مهمته والتوفيق بين ما يتطلبه العالم الخارجي وما يتطلبه الهو وما يمليه الأنا الأعلى كان في حالة من الصراع يحدث أحيانًا أن يقوده إلي ضغوط نفسية.
ولكن يبقى التساؤل الذي يجمع كل مكونات الشخصية...ألا وهو:
إلي أي مدي يستطيع الإنسان ككائن بشري يهذب من سلوكه في عمليات التطبيع الاجتماعي؟ .
ولا سيما أنه عرف عن الإنسان أنه مدني بالطبع، قابل للتعلم، يتكيف مع المجتمع ويتناغم مع الآخر بلغة حوار لا منتهي، يأخذ صور الآلف والتفاعل.
تنمية الشخصية:
تعلمنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة، هي تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة ثم يأتي بعد ذلك النصر والتمكين.
وفيما يلي، عرض لأهم شروط تنمية الشخصية:
الهدف الاسمي:
ونقصد ذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغايات الدنيوية، ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدف الأكبر في وجوده، ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل الحياة وتعقيداتها، وبالتالي يصبح إحساسنا وشعورنا للهدف ضعيفًا رتيبًا، مما يجعل توليده للطاقة التغيرية لا تصل إلي المستوى المجدي لتنمية الذات.
المسئولية:
حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه، إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسئولية عن أي شيء.
التغيير: