مشاهدة النسخة كاملة : **قلب منسي**
صرخة صمت
2013-01-01, 15:14
... قلب منسي
....كانت و تمن أنها لم تكن ، كانت زهرة و سميت كذلك ، لكن الكل لا يدري أزهرة حديقة أم برية؟؟ ، لفد كانت تردد هذا أيضا و استقر رأيها على أنها برية...فكرت للحظة عن أي موضوع ستحدثني ؟ و قررت أن تعود بي الى تلك الأيام المرة الي تركت سوادها على الجبين ، فبدأت تتكلم دون شعور : أتدري أنا زهرة لكني أحتار أأليفة أنا أم برية ؟ أحتار و لا أجد ما أختار ؟ ثم تضيف مبتسمة :لا ، لا يجب أن أحتار فأنا نصف من هذه و نصف من تلك ، اصلي أليفة و قد أصبحت مع الزمن برية لأني بذرة أو ثمرة من نبات و لكني رميت و لم أزرع مثل بقية البذور ، فبقيت أقاسي عذاب الجفاف و دموع الحر حتى كبرت...و لكن بلاوي الدنيا لا تنتهي ، لازلت أتلوى بين الأحزان...تهز رأسها نافرة من حالها ...و فجأة تقاطعنا امرأة كبيرة في السن معاتبة زهرة :قلت لك مرارا لا تتكلمي هكذا ، فتجيب و هي تعض أظافرها : لقد تراكمت أمواج أفكاري و صار رأسي مهيأ على الانفجار ، شيء ما داخلي يقتلني ، يدمرني ، فدعيني أفضفض لعلي أنسى هذه الأحزان....ثم قالت : أتدري ؟ حين فتحت عيناي على الدنيا لم أجد أحدا بجانبي سوى قلب هذه الجدة الحنون التي عملت كل ما بوسعها من أجل أن تعوضني علما ضاع مني و لكن دون جدوى....كنت لم أخلق بعد ، لا أزال في ضلمات رحم أمي حين قررت و أبي الطلاق أ و ما لبثت أن ولدت حتى جاءت كل الأحزان و تسطرت على جبيني كلمة الالام...طفولتي لم تكن سوى عبارة عن بكاء و حزن و ملل ، فأمي كانت غارقة في بحر النسيان ، تائهة وسط المحاكم و القضايا ، تريد العودة لذلك الرجل الذي يدعى أبي أذ أنها بعدما فكرت طويلا تراجعت لسبب واحد هو أنها لا تريد أن نصبح مطلقة.أجل تعاني العذاب ، المشاكل ، الاحزان و الالام الا أن تتطلق و تبقى في نظر المجتمع مطلقة....لكن بعد ثلاث سنوات أو أكثر وقع الطلاق....
صرخة صمت
2013-01-01, 15:16
....و بقيت مع أمي التي كانت لا تتوقف عن البكاء بسبب كلام الناس في تلك القرية البائسة التي كانت تعاني مثلي و كأنني صورة مصغرة لها
....مضت أيام عديدة و قررت أمي الرحيل عني ، حتى أبي قرر الزواج في نفس الوقت و من نفس العائلة أي أنهما قررا الانتقام من نفسيهما ناسيان أني الضحية الوحيدة في هذه اللعبة القذرة ...ذلك اليوم كان أسوأ يوم في حياتي كلها ، رأيت نساء القرية قد التحقن ببيتنا و أمي قد تزينت،حاولت التقرب للحديث معها لكنها في تلك اللحظة قطعت الحبل الذي ربطني بها طوال التسعة أشهر ، لم أكن أستوعب ماذا يحدث ، لكن أدركت ذلك بعد فوات الأوان ، أدركت أن أمي ستجعل مني زهرة برية لتتزوج و تبدأ حياة جديدة ، زوجا جديدا و أبناءا جدد تاركة اياي مع ماضيها المؤلم اذ أني كنت ثمرته التي أتت بالألم و الحزن معها...
...فكرت و تساءلت : هل فكرت في ؟ و فيما سألاقي ؟...منذ أن ولدت لم أذق طعم الحنان ، حتى الحليب الذي رضعته مر المذاق....هو حظي السيء في الحياة ...كنت أشاهد عن بعد أمي و هي ذاهبة لتركب من جديد في سيارة لم تجلب لي سوى الحزن...رغم ذلك كنت مجرد قلب لازال متأملا في بعض الحنان.....رحت أجري للحاق بها ، لكن أيادي كثيرة منعتني من الذهاب اليها و جمل متكررة بين أفواه النسوة اللواتي حملنني : لا تدعيها تذهب فالزوج معارض على مجيئها، ستتركها عند جدتها، أدخليها الى البيت بسرعة...صرخت ، بكيت ، و مددت اليها يدي لكن كانت قد قررت جعلي ضمن ذاكرة النسيان....توقفت فجأة عن الحديث...نظرت اليها ...كانت تبكي ، تذرف دموعا تجسد الالم الذي كان يعتصر قلبها ، الحزن و الحقد و الكره ، و لكنها في تلك اللحظة ابتسمت وواصلت حديثها : منذ ذلك اليوم و أنا في بيت جدتي ، ترعرعت بين جدرانه ، تعلمت حب الحياة بين حناياه ، تذوقت الحب و الحنان من أحضان هاته الجدة لكن صدقيني ان قلت لك أني أتمنى أن أولد من جديد ، أن أجد أما تضمني و تقبلني ، أن أجد أبا ينبض قلبه لرؤيتي و لمداعبتي ، أن أحس و لو لمرة بيد ملائكية تحملني و تحسسني بالأمان ، بالحب ، بالطمأنينة....لكن مع الزمن ، وجدت نفسي أعانق حلما ليس سوى سراب ، أؤمن بحلم أذاقني بانكساره ألما و عذابا و...في هذه اللحظة نادت الجدة : زهرة...زهرة ألن تسكتي اليوم...كفاك تذكرا لأيام قد انقضت ، فقالت زهرة : صحيح أني كدت أجن لرحيل أمي ، فخاصمت الجميع و لمت الكل خاصة أولئك الذين كانوا يسجدون النفاق بعينه ، يدعون محبتي و يعاملونني كاليتيمة بينما كلهم كانوا يرون أني تلك الثمرة الفاسدة لعلاقة أمي و أبي ....لكن بالمقابل كنت أجد الحنان ، العطف ، الحب في قلب هاته الجدة ، أقسم أن حبها عوضني تلك الأم التي أجبرها محيطها على الزواج ، ز عوضني ذلك الأب الذي كان يجب عليه أن يبني عائلة جديدة...لم أعد بحاجة اليهما...أي فتاة مكانيما كانت لتغفر لهما لكن صدقيني منحتهما ألف عذر و عذر لسبب واحد حتى لا أكرههما ، حتى لا أدخل الى قاموسي مصطلح الحقد ففي الأخير هما من كانا سبب حياتي مع جدتي هاته و أقسم أنها أحن و أرق امرأة في الكون...
...كانت هاته كلمات زهرة ، فتاة لم تتجاوز سن السادسة عشر ربيعا ، جمعني القدر و اياها في بيت جدتي الريفي و بعد أن أكملت حديثها....نظرت اليها...تأملت بريق عينيها...قرأت حبا للحياة رغم ألامها و جراحها...و رددت : هي الحياة....
من المجموعة القصصية : قلوب منكسرة
صرخة صمت
:
شاعر_الشوارع
2013-01-01, 15:30
السلام عليكم
مرحبا بك
أخيرا إكتسب قسمنا قاصة كبيرة
رجاء لي عندك
لو تتفضلين و تفصلين كتاباتك في كل موضوع
و ذلك بان يكون هناك مسافة فاصلة بين فقرة و أخرى لنكون متصلين مع قصتك و افكارك
ساعود بعد القراءة
بإذن الله
شاعر_الشوارع
2013-01-01, 15:41
ألم أقل لك لي عودة
و لست ممن لا يفي
قلوب منكسرة
هذه القصة تشبه لحد كبير رواية الكبير كه حسين شجرة البؤس أرجو أن تقرئيها ستساعدك على إخراج قصتك في حلة أبهى
عليك ايضا بدعاء الكروان و المعذبون في الأرض لنفس الكاتب
العبرات و النظرات للمنفلوطي
الأجنحة المتكسرة لجبران
الحبكة في قصتك منسجونة بغاية الروعة
و لكن هنا أرى لغتك ليست كالعادة
المتعة و التشويق موجودان و بقوة كالعادة
و سلاسة التعبير و قوة السرد ايضا موجودان
و لكن هناك فقر في الصور نوعا ما
و لكن على العموم بدات أدمن كتاباتك
سيكون لك شأن أفضل مستغانمي
متأكد من ذلك
بامان الله فاضلتي
صرخة صمت
2013-01-02, 09:51
السلام عليكم
مرحبا بك
أخيرا إكتسب قسمنا قاصة كبيرة
رجاء لي عندك
لو تتفضلين و تفصلين كتاباتك في كل موضوع
و ذلك بان يكون هناك مسافة فاصلة بين فقرة و أخرى لنكون متصلين مع قصتك و افكارك
ساعود بعد القراءة
بإذن الله
...أهلا بك...و لك ذلك أخي الكريم...في القصص القادمة ان شاء الله...
صرخة صمت
2013-01-02, 10:13
ألم أقل لك لي عودة
و لست ممن لا يفي
قلوب منكسرة
هذه القصة تشبه لحد كبير رواية الكبير كه حسين شجرة البؤس أرجو أن تقرئيها ستساعدك على إخراج قصتك في حلة أبهى
عليك ايضا بدعاء الكروان و المعذبون في الأرض لنفس الكاتب
العبرات و النظرات للمنفلوطي
الأجنحة المتكسرة لجبران
الحبكة في قصتك منسجونة بغاية الروعة
و لكن هنا أرى لغتك ليست كالعادة
المتعة و التشويق موجودان و بقوة كالعادة
و سلاسة التعبير و قوة السرد ايضا موجودان
و لكن هناك فقر في الصور نوعا ما
و لكن على العموم بدات أدمن كتاباتك
سيكون لك شأن أفضل مستغانمي
متأكد من ذلك
بامان الله فاضلتي
....عودتك تسرني...نصائحك سآخدها بعين الاعتبار...-شجرة البؤس قرأتها ...كذلك العبرات و النظرات لمصطفى لطفي...جبران خليل جبران لم أقرأ له كثيرا...أشكر لك اهتمامك ...و أرجو أن تكون كتاباتي تستحق ادمانك المشرف لي...
....على فكرة ، أحلام مستغانمي هي ....يمكن القول حلمي...
...أنتظر عودتك في باقي القصص...
...لك ألف شكر و تحية...
دمت في حفظ الرحمن
لي عودة يا غالية كلماتك تسر الناظرين وتنعش الاحاسيس والله
دمت بود حبيبتي
طارق النور
2013-01-02, 13:56
ولأن طعم حبري أصبح اليوم حريفا تكتسيه المرارة...
..
قرأتك بصمت.. وبإذن الله أعود للرد..
..
فاعذريني رعاك الله...
..
..
... مشجّع دوما... سلام
صرخة صمت
2013-01-03, 09:28
لي عودة يا غالية كلماتك تسر الناظرين وتنعش الاحاسيس والله
دمت بود حبيبتي
...لا حرمني الله من مرورك الطيب أختاه...و لا حرمك من الفرحة و السرور....
...أنتظر عودتك...أدام الله أفراحك...:)
صرخة صمت
2013-01-03, 09:37
ولأن طعم حبري أصبح اليوم حريفا تكتسيه المرارة...
..
قرأتك بصمت.. وبإذن الله أعود للرد..
..
فاعذريني رعاك الله...
..
..
... مشجّع دوما... سلام
....لا أعتقد أن المرارة تليق بحبرك...لونك الوردي أبهى من أن يكتسي ذلك الطعم...أنتظر عودتك...
...حفظك الله و رعاك...
...أسعد الله قلبك....و أسكنك جنته ...آمييين
ابوعلاء الطيب
2013-01-03, 18:30
بين زهــرة الحديقة والزّهــرة البريّة حكاية طويلة..
أوجــاع وآلام تُغـــشي الأفق البعيد..
لكنّ زهــرة الجدّة قدْ تفوح عِطــرا فتملأ المكان بوْحا ..
حرفُك يصنع البهجــة هاهُنا..
دمـــتْ بهكـــذا ابداع..
zineb.alg
2013-01-05, 16:10
قلوب منسية
مرة كتبت عن تلك القلوب المارة في داكرتنا
ولكن النسيان طوى ما كنا نسجناه من احلام بريئة
ومستقبل ظنناه ورديا مليئا بالدفء والحنان
كلمااتك راااائعة أخية
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir