المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خطورة الإرجاء وسبب عداء المرجئة للجها


أبو مصعب الجزائرى
2009-03-31, 23:49
خطورة الإرجاء وسبب عداء المرجئة للجها



ما هو الإرجاء، وما هي خطورة هذه العقيدة، وما هي أسبابها ؟
ولماذا هم يحاربون الجهاد ويعارضونه، حتى وزعوا لدينا شريطا محصلته أنه لاجهاد في هذا العصر، وأن المجاهدين خوارج ؟
وما حكم الدول التي تسن القوانين التي تجرم الجهاد ؟
وما حكم من يعينهم على مراقبة المجاهدين، وملاحقتهم والزج بهم في السجون ؟

الجواب :

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبنيا محمد وعلى آله وصحبه.
وبعد :

ما هو الارجاء :

والمشهور في اطلاق اللفظ الارجاء، في تاريخ الفرق، أنه يطلق على إخراج العمل من اسم الايمان، والمرجئة هي الفرقة التي تجعل الإيمان الذي فرضه الله تعالى على عباده وأرسله به رسله، هو تصديق القلب فحسب، او هو مع النطق بالشهادتين، أو معهما عمل القلب على خلاف بينهم وقد أخرجت المرجئة العمل من اسم الايمان، وجعلته أمرا زائدا على حقيقته، ليس جزءا منها، خارجا عن ماهيته، وبنوا على هذا التصور الخاطيء، عقيدتين ضالتين :

أحداهما : أن من تولى عن الانقياد بجوارحه لما جاءت به الرسل، فلم يعمل شيئا قط مع العمل والتمكن، أن ذلك لاينفي عنه اسم الايمان، ولايخرجه من دائرة الاسلام.

الثانية : أن الايمان لاينقضه فعل فاعل، مهما كان فعله موغلا في الكفر أوالاشراك، مالم يقترن بفعله، جحود أو استحلال، ذلك ان الايمان هو التصديق، فلاينقضه الا التكذيب في زعمهم.

مع أن بعض الذين يتبنون هاتين العقيدتين الضالتين، لايقولون إن الايمان هو التصديق فحسب، ومع ذلك يتناقضون هذا التناقض القبيح، إذ الإيمان إن كان قولا وعملا، فلا بد أن يكون نقضه بالقول والعمل أيضا.

أين تكمن خطورة عقيدة الارجاء ؟

وتكمن خطورة هاتين العقيدتين، في أنهما يجردان الايمان الذي نزل به القرآن، من خاصيته الحيوية التي تربط بين الباطن والظاهر، والقلب والجوارح، والتي تحول الانسان الى طاقة إيمانية هي ينبوع العمل الصالح، كما قال تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون } [ابراهيم 25].

وليست كلمات باهتة مجردة.

فهذان الاعتقادان، يجعلان الإيمان كالتصورات النظرية الجامدة، أوكالعقائد الميتة التي لاحراك فيها. فهما في حقيقتهما، إنما يهيئان الطريق لانحراف البشرية عن اتباع الرسل، ويفسحان السبيل لتعطيل ترجمة تعاليم الدين إلى واقع حياتي. كما أنهما يحرضان على الردة بالقول والعمل. ويجعلان التهجم على الدين، سهل المنال، ذلك أنه يكون في مأمن من الحكم بالردة، تحت ذريعة عدم توفر شرط الجحود والاستحلال.

مدى شناعة ما يترتب على عقيدة الارجاء :

وقد عبر الامام ابن القيم في نونيته عن مدى شناعة، عقيدة الارجاء، هذا التصور الخاطيء لحقيقة الايمان وما يؤدي اليه، في هذه الابيات :

وكذلك الإرجاء حين تقر بالمعــ http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif ـــبود تصبح كامل الإيمان
فارم المصاحف في الحشوش http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وخرب البيت العتيق وجد في العصيان
واقتل اذا ما استعطت كل موحد http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif وتمسحن بالقس والصلبان
واشتم جميع المرسلين ومن http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif أتوا من عنده جهرا بلا كتمان
واذا رأيت حجارة فاسجد لها http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif بل خر للأصنام والأوثان
وأقر أن الله جل جلاله http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif هو وحده الباري لذي الأكوان
وأقر أن رسوله حقا أتى http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif من عنده بالوحي والقرآن
فتكون حقا مؤمنا وجميع http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif ذا وزر عليك وليس بالكفران
هذا هو الإرجاء عند غلاتهم http://www.tawhed.ws/styles/default/images/star.gif من كل جهمي أخي شيطان

العلمانيون اللادينيون يفرحون بهذه العقيدة المنحرفة :

وإن مما يثير الآسى، أن هذا بعينه ما يروجه زنادقة العصر العلمانيون اللادينيون، ، فغاية أمانيهم، أن يختزل كل دين الإسلام الى أمر يعتقده الانسان ان بدا له ذلك بجنانه. وليس لاحد أن يسأله فيما وراء ذلك، عن أي التزام من قول أو عمل، فالايمان إن كان ولابد منه عند اللادينين لاينبغي أن يعدو كونه تصديقا محضا، لاينبني عليه أي موقف عملي، الا أن يكون كمالا، لايؤثر زواله أجمع في حقيقة الايمان.

الارجاء انهزام نفسي :

وقد رد على المرجئة ذينك القولين، كثير من العلماء المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين، وطويت هذه البدعة الى حين. ثم أثير غبارها مرة أخرى من بعض الإسلاميين، متأثرين من حيث لا يشعرون ، بالدعوة اللادينية، وبتخويفها من الحكم على زنا دقتهم اللادينيين بالردة، وإشهارها سلاح الاتهام " بالتكفيريين " لمن يكفر ملحديهم، ووصمه بأنه " متطرف " أو " إرهابي ".

فتراجعت أمام صيحات هؤلاء الزنادقة، عقول حائرة، فطاشت سهامها، وفرت خوفا من الوقوع في فتنة التكفير المتخبط بغير هدى، إلى فتنة الإرجاء المخذل الذي يهدم عقيدة الأمة. فروجت للمقالتين الإرجائيتين الضالتين السابقتين، في بعض الإصدارات والكتب، وانتشرت في بعض أوساط الصحوة الإسلامية، وتبناها بعض المتحمسين، احسانا للظن بمؤلفيها أو مزكيها، فأخذت في الرواج والإنتشارسريعا.

من أسباب انتشار الارجاء، والاستهانة بمنزلة العمل من الدين، وتهوين الوقوع في الردة :

ولعل من اسباب انتشار ظاهرة الارجاء في هذا الزمن، الذي تمر به الأمة وهي تعاني تراجعا في التمسك بدينها، وهجمة من أعداءها، أنها وافقت استرواح النفوس الى طلب الدعة، والراحة من عناء مواجهة الباطل وأهله.

ومن أسبابها ايضا :
الاسترسال، والانقياد بغير شعور لضغط الواقع، مع الدعوة العالمية الى حرية المعتقد، وترك الناس وشأنهم ما يفعلون، حتى لو كانت أفعالهم نواقض تهد كيان الإيمان هدا.

ومن المعلوم أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، و معارضة الباطل لاسيما اذا كان كفرا، تستدعي جهدا وجهادا يشق على النفوس، خاصة اذا كان أهل الباطل هم الطواغيت، أهل السطوة والحبوة - من الحباء أي العطاء - وقديما قيل : ( ان البدعة اذا وافقت هوى، فما أثبتها في القلوب ).

البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارا :

وقد كان بعض السلف يقول : إن البدع تبدأ صغارا ثم تؤول كبارا، وقد وجدنا هذا حقا في المرجئة، فما كنا نظن أن تتعدى نزعة التخذيل لديهم إلى درجة أن ينتقلوا من التنظير الشرعي لتسلط الطواغيت على الأمة، إلى التنظير للاحتلال الصليبي لها، ثم كان منهم أن فعلوا ذلك، ففيهم اليوم من علا صوته مدافعا عن الاحتلال الصليبي للعراق، واصفا إياه بأنه أخف الضررين ، وفيه مصلحة للشعب العراقي، محاربا المجاهدين فيها، ناعتا لهم بأقبح أوصاف الذم، ولاريب أن في هذا القول من الضلال الصريح، بل الكفر القبيح ما فيه.

اقتران الإرجاء بالتخذيل عن الجهاد ومحاربة المجاهدين :

هذا وسبب اقتران الإرجاء بالتخذيل عن الجهاد، ومحاربة المجاهدين، أن منبعهما واحد، إذ كان الإرجاء في حد ذاته، نزعة تخذيل، وهو عاهه ضعف، هي جزء من التركيب النفسي والعضوي للشخص.

وأيضا داعيهما واحد، فالإرجاء - كما قال المأمون - " دين الملوك "، ولهذا ما بعد عن الحقيقة من قال :
إن الإرجاء أصلا نشأ نشأة سياسية، ولهذا كان المرجئة دوما أداة طيعة بيد الملوك والحكام والساسة، لأن محصلة عقيدتهم الضالة أنهم يقولون : دعوا من تولى عليكم، يقول ويفعل ما شاء ، لأنه مؤمن بمجرد انتسابه إلى الاسلام، يكفيه ذلك، والله يحكم فيه يوم القيامة، ليس ذلك إليكم، فدعوه يوالي الكفار، ويحارب الإسلام، وينصب الطاغوت حاكما بين الناس، ويفتح باب كل شر على الأمة، فإنما هي الذنوب، التي لايسلم منها أحد، كل ابن آدم خطاء !! بل هو خير ممن ينكر عليه، لأنهم خوارج، والعصاة أهون شرا من الخوارج، فليت شعري، ما أحوج الطواغيت إليوم إلى هذا " الافيون " ليسري في جسد الأمة !

حكم من يجرم الجهاد، ويعين الطواغيت على ملاحقة المجاهدين :

هذا وكل من قام بجهاد مشروع، ينصر فيه دين الله، أو يدفع عن حرمات المسلمين، أو يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإسلام، فإن سن القوانين التي تجرم هذا الجهاد المشروع، وملاحقة من يقوم به، إرضاء للكافرين، هو من نواقض الإسلام، وهو من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وقد تبرأ الله تعالى ممن اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء.. الآية }، وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لاتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }.

وإثم النهي عن جهاد الكفار، من اعظم الآثام، لانه لا فتنة أعظم من فتنة ظهور الكفار على بلاد المسلمين، واستعلاءهم على أهل الإسلام، فمن يكن عونا على الفتنة هو شريك في جريمتها، وجزء منها، وإذا كان الله تعالى قد قال { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا }.

قال ذلك في الذين يقعدون مع المنافقين، ولا ينكرون عليهم خوضهم في آيات الله بالباطل، فكيف بالذين يعينون أهل الباطل على باطلهم، ثم كيف بالذين يحاربون أهل الحق إرضاء لأهل الباطل!.

ومعلوم أن من نصر قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة، فمن نصر المجاهدين ووالاهم حشر معهم، ومن نصر الكفار ووالاهم وكان معهم على المجاهدين، حشر معهم، ولسوف يتبرؤون منه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، بل ذلك اليوم يكفر بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا، كما قال تعالى عن الكافرين وأولياءهم : { ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين }.

والله أعلم


الكاتب :حامد بن عبد الله العلي (http://www.tawhed.ws/a?a=nm33i5ao)

جمال البليدي
2009-04-01, 00:23
الحمد لله وبعد :


الرد المجمل ويليه الرد المفصل



بادئ ذي بدأ يجب يعلم :

1-أنه من علامة الخوارج لرميه أهل السنة بالإرجاء
قال الإمام أحمد بن حنبل : " و أما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة و الجماعة مرجئةو كذبت الخوارج في قولهم أنهم على إيمان و حق دون الناس, بل هم المرجئة , يزعمون أنهم على إيمان و حق دون الناس و من خالفهم كافر !! ».
2- ومن علامات المرجئة الخروج عن الحكام والسيف على أهل القبلة

فقد روى ابن شاهين عن الثوري أنه قال: " اتَّقوا هذه الأهواء المضِلَّة!"، قيل له: بَيِّن لنا رحمك الله! فقال سفيان: " أما المرجئة فيقولون ... "، وذكر شيئاً منأقوالهم، إلى أن قال: " وهُم يَرَوْن السيفَ على أهل القبلة"
و قيل لابن المبارك: ترى رأي الإرجاء؟ فقال: " كيف أكون مرجئاً؛ فأنا لا أرى السيف؟! .. " .
بل روى الصابوني بإسناده الصحيح إلى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال: قال لي عبد اللهبن طاهر: " يا أحمد! إنكم تبغضون هؤلاء القوم (يعني المرجئة) جهلاً، وأنا أُبغضهمعن معرفة؛ أولاً: إنهم لا يَرَوْن للسلطان طاعة."
قلت: ألا تدلّ هذه النصوص دلالةً واضحةً على أنهم هم المرجئة على الحقيقة،
ولا عجب حينئذ أن ينشأ الإرجاء على أعقابالخروج؛ قال قتادة: " إنما حدَثَ الإرجاء بعد فتنة ابن الأشعث "(.
فانظر –رحمك الله-إلى الإمام الصابوني-رضي الله عنه-في المرجئة أنهم لا يرون للسلطان طاعة ،فهؤلاء لا يرون لكل حكام المسلمين طاعة-ولا أعني بذلك في معصية الله إنما الطاعة في المعروف-.
قال صلى الله عليه وسلم"من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتتا جاهلية"رواه مسلم،وقال ايضا صلى الله عليه وسلم"إسمع وأطع لأميرك وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك".رواه مسلم.
3-من تسميهم بالإرجاء هم أشد الناس محاربة له وبغضهم إليه
لأنهم يعلمون ما جاء عن السلف بخصوص هذا الشأن
قال سعيد بن جبير ومثل المرجئة مثل الصابئين
وقال شريك عن المرجئةهم أخبث قوم وحسبك بالرافضة خبثا ولكن المرجئة يكذبون على الله
والأقوال عن السلف في ذم المرجئة وبيان سوء مذهبهم أكثر من أن تحصر حتى أن الإمام الخلال عقد مجلدا في كتابهالسنة للرد على المرجئة وهو الجزء الرابع والخامس.
وما تكاد تقرأ كتابا من كتب العقيدة والسنة إلا وقد تعرض بالرد على هؤلاء المبتدعة .


4-لماذا يصفون أهل السنة بالإرجاء:


ولكن القوم-أعني المفترين-يرمون أهل السنة به لأن موقفهم من الحاكم المتلبس بالظلم أو الفسق موافق للنصوص الشرعية وماعليه عمل السلف الصالح من عدم الخروج عليه وإثارة الفتن والقلاقل في أوساط المجتمعات لأنهم-أي أهل السنة والجماعة السلفيين-لا يكفرونه بل يرون السمع والطاعة في المعروف مع المناصحة الصادقة وفق هدي السلف,
بينما أهل البدع من أصحاب الحركات المشبوهة يكفرون الحكام قاطبة من غير تفصيل إستدلالا بقوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون))
ونسوا أو تناسو أن الكفر عند أهل العلم كفران :كفر إعتقادي :يخرج من الملة وكفر عملي :لا يخرج من الملة وعلى ذلك جاتءت النصوص من الكتاب والسنة بتسمية بعض الأعمال كفرا وهي غير ناقلة عن الملة بمجرد الفعل منها :
ما قاله النبي صلى الله عليه وسلمسباب المسلم فسوق وقتاله كفر
وقال عليه الصلاة والسلاماثنان من الناس هما بهم كفر :الطعن في النسب والنياحة على الميت
قلت :وبعد أن تقرر أن هذا الأصل وهو أن الكفر كفران نأتي إلى قول ربنا عزوجلومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون فننظر هل الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر الأكبر أو الأصغر وما هي أقوال أهل العلم في ذلك
قال ابن عباس هو به كفره، وليس كمن كفر بالله، وملائكته، وكتبه ورسله
وقال أيضا :ليس بكفر ينقل من الملة.وقال عطاء :كفر دون كفر وظلم دون ظلم وفسوق دون فسوق
وقال سفيان : أي ليس كفرا ينقل من الملة.
وقال ابن جرير الطبريوأولى هذه الأقوال عندي بالصواب: قول من قال: نزلت هذه الآيات في كفّار أهل الكتاب، لأن ما قبلها وما بعدها من الآيات ففيهم نزلت، وهم المعنيون بها، وهذه الآيات سياق الخبر عنهم، فكونها خبراً عنهم أولى.
فإن قال قائل: فإن الله تعالى قد عمّ بالخبر بذلك عن جميع من لم يحكم بما أنزل الله، فكيف جعلته خاصاً؟!
قيل: إن الله تعالى عمّ بالخبر بذلك عن قوم كانوا بحكم الله الذي حكم به في كتابه جاحدين، فأخبر عنهم أنهم بتركهم الحكم على سبيل ما تركوه كافرون، وكذلك القول في كلّ من لم يحكم بما أنزل الله جاحداً به، هو بالله كافر؛ كما قال ابن عباس.

قلت : والغريب أن هؤلاء الذين يكفرون الحكام المتلبسين بالظلم والفسق يجهلون أو يتجاهلون أن الحكم في الآية عام فيتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله سواء كانوا أمراء أم مشايخ قبائل الذين يتحاكمون بالعادات وسوالف البادية ويتناول أيضا مشايخ الطرق الصوفية والأحزاب المبتدعة ونحو ذلك بل حتى على نطاق رب البيت مع رعيته فلماذا يقتصرون في حكمهم على حكام المسلمين فقط؟ !
قال شيخ الإسلام ابن تيمية''وإذا كان من قول السلف: (إن الإنسان يكون فيه إيمان ونفاق)، فكذلك في قولهم: (إنه يكون فيه إيمان وكفر) ليس هو الكفر الذي ينقل عن الملّة، كما قال ابن عباس وأصحابه في قوله تعالى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ قالوا: كفروا كفراً لا ينقل عن الملة، وقد اتّبعهم على ذلك أحمد بن حنبل وغيره من أئمة السنة.
وقال الإمام ابن القيم :والصحيح أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.

قلت :فهذه أقوال أئئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين استناروا بنور الوحي فأبانوا الحق في هذه المسألة الخطيرة التي حقيقة هي منزلة قدم كثير ممن ينتسبون إلى حياض الدعوة إلى الله تعالى فضلا عن غيرهم فماذا يقال عن كل هؤلاء الأخيار؟ أيقال أنهم مرجئة مع الحكام؟ قال تعالىفماذا بعد الحق إلا الضلال
إن الواجب أن نقفوا أثر هؤلاء الأبرار حتى نسعد-إن شاء الله تعالى-في الدينا والآخرة إن الحقيقة التي ينبغي ان تعلم أن الذين يستحقون أن يوصمو بالإرجاء هم أهل البدع كما تبين آنفا ولله الحمد والمنة.


يتبع بإذن الله.........................

جمال البليدي
2009-04-01, 00:25
الرد المفصل

ما جاء في فتوى الشيخ حامد علي-وفقه الله- يشتمل على حق وباطل أما الحق فإنني سأتركه ولن أعلق عليه لأنه حق ولكن هذا الحق غلف به الباطل على طريقة دس السم في العسل كما يقولون.


مناقشة بعض ما جاء في السؤال


اقتباس:
ولماذا هم يحاربون الجهاد ويعارضونه، حتى وزعوا لدينا شريطا محصلته أنه لاجهاد في هذا العصر، وأن المجاهدين خوارج ؟
أقول :
1-المرجئة الضلال يرون السيف لأهل القبلة فكيف يقال أنهم يحاربون الجهاد؟؟؟
2-ما المقصود بالمجاهدين :
آ الذين يرون الخروج عن الحكام كالخوارج والمرجئة أنفسهم فإن كان كذلك فهذا لا يسمى جهادا بل إفسادا وأدعياء هذا الفكر الثوري لا يصح أن نسميهم مجاهدين بل خوارج لأنه قد تحققت فيهم صفة من صفاتهم ومحاربة الدعاة له لهو عين الصواب للأدلة المعروفة في هذا شأن
أخرج مسلم في (( صحيحه )) (127) عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال :
قلت : يا رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال ((نعم ))، قلت : هل وراء ذلك الشر خير ؟ قال (( نعم )) قلت فهل وراء الخير شر ؟ قال : (( نعم )) قلت : كيف ؟ قال (( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي، ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ))
قال : قلت : كيف أصنع يا رسول الله – أن أدركت ذلك ؟
قال : (( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع )).

أم أنكم تقصدون جهاد الكفار الذين احتلوا بلاد المسلمين فإن كان كذلك فيجب التفصيل في معرفة الدوافع التي جلعت هؤلاء الذين تسمونهم مرجئة يرون عدم جواز الجهاد فإن كانوا يرون عدم جواز الجهاد لأنه غير مشروع ولم يأمر به الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم وأنه الله تعالى لم يشرعه فهؤلاء لا يسمون مرجئة بل كفارا –مالم يكونوا متأولين أو جاهلين-لأنهم أنكروا أمرا معلوما في الدين بالضرورة وهذا ما يتبرأ منه علماء السنة قاطبة ولله الحمد والمنة.
قال شيخنا الفقيه ربيع بن هادي المدخلي أهل الحديث - 158 (إن القعود عن جهاد المشركين عندما يدعو داعي الجهاد ، وعندما يستنفر المسلمين إمامهم ، ولو كان فاجرا ، يعد لونا من الوان النفاق ، بل لعله أشدها ) .
وبعد ذلك أخذ يسرد بعض آيات الجهاد ثم قال :
( فالقعود عن الجهاد والتثاقل عنه من صفات المنافقين ومن أسباب العذاب في الدنيا والهلاك في الآخرة ) .
أما إن كانوا يرون عدم جواز الجهاد لأنه يسقط في حالة الضعف وعدم توفر القدرة والشروط فقد صدقوا وهذا منقبة لهم لأنهم يراعون مصالح وقدرات الأمة وهذا ما عليه سلف هذه الامة وعلمائها قديما وحديثا
ومما يؤكد أن جهاد الدفع يسقط عند عدم القدرة ما خرج مسلم من حديث النواس بن سمعان «أن الله عز وجل أمر عيسى أن يحرز بعباده إلى الطور» فقال «إني قد أخرجت عباداً لي ( أي يأجوج ومأجوج ) لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ". يعنى اذهب بهم إلى جبل الطور. لاحظوا أن جهاد عيسى جهاد دفع ومع ذلك أمره الله أن يبعد وأن يحفظ المسلمين حتى لا يقتلهم من لا قدرة لهم فى مواجهتهم .
فهل يقال أن هذا إرجاء –حشاه عليه الصلاة والسلام- ولكن الأصح أن يقال : هذا حفاظا عن دماء المسلمين وأعراضهم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ((أنَّ الأمر بقتال الطائفة الباغية مشروط بالقدرة والإمكان، فليس قتالهم بأولى مِن قتال المشركين والكفار؛ ومعلوم أنَّ ذلك مشروط بالقدرة والإمكان؛ فقد تكون المصلحة المشروعة أحياناً هي التألف بالمال، والمسالمة، والمعاهدة كما فعله النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة، والإمام إذا اعتقد وجود القدرة ولم تكن حاصلة كان الترك في نفس الأمر أصلح)) [مجموع الفتاوى 4\442]، فقيَّد رحمه الله تعالى الجهاد بالقدرة والنظر إلى المصالح والمفاسد.




وما حكم الدول التي تسن القوانين التي تجرم الجهاد ؟
هذا سؤال مجمل لأن كلمة الجهاد في هذا العصر تحتمل معنين والحكام الذين تركوا الجهاد هم بين أمرين :
رجلٍ غير قادر : فهو معذور .
ورجلٍ مقصِّر : فهو عاصٍ ليس بكافر .

ومعلومٌ أنه لا يجوز الخروج على الحاكم ولا استباحة بيعته بالذنب .
قال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - ( الباب المفتوح 2/284 ، لقاء 34 ، سؤال 990 ) :
« . . . ولكن أنا لا أدري : هل الحكومات الإسلامية عاجزة ؟ أم ماذا ؟
إن كانت عاجزة فالله يعذرها . والله يقول : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله) .
فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم . . . » انتهى .
وقال - رحمه الله - ( فتاواه 18/388 ) :
« إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه , لضعف المسلمين ماديًّا ومعنويًّا , وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية , ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية , فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة» انتهى .



وما حكم من يعينهم على مراقبة المجاهدين، وملاحقتهم والزج بهم في السجون ؟
من هذا السؤال : يتبن أن مقصود السائل بالمجاهدين هم الذين يرون الخروج عن الحكام إذ أنه لو كان يقصد المجاهدين في العراق أو فلسطين لقلنا له: وما دخل الحكام فيهم وهل يستطيع الحكام مراقبتهم وملاحقتهم وهم بعيدون عنهم؟؟؟؟

يتبع بإذن الله..................

جمال البليدي
2009-04-01, 00:28
بعض التعليقات على جواب الشيخ-هداه الله-



والمشهور في اطلاق اللفظ الارجاء، في تاريخ الفرق، أنه يطلق على إخراج العمل من اسم الايمان، والمرجئة هي الفرقة التي تجعل الإيمان الذي فرضه الله تعالى على عباده وأرسله به رسله، هو تصديق القلب فحسب، او هو مع النطق بالشهادتين، أو معهما عمل القلب على خلاف بينهم وقد أخرجت المرجئة العمل من اسم الايمان، وجعلته أمرا زائدا على حقيقته، ليس جزءا منها، خارجا عن ماهيته، وبنوا على هذا التصور الخاطيء، عقيدتين ضالتين :

أحداهما : أن من تولى عن الانقياد بجوارحه لما جاءت به الرسل، فلم يعمل شيئا قط مع العمل والتمكن، أن ذلك لاينفي عنه اسم الايمان، ولايخرجه من دائرة الاسلام.

الثانية : أن الايمان لاينقضه فعل فاعل، مهما كان فعله موغلا في الكفر أوالاشراك، مالم يقترن بفعله، جحود أو استحلال، ذلك ان الايمان هو التصديق، فلاينقضه الا التكذيب في زعمهم.

مع أن بعض الذين يتبنون هاتين العقيدتين الضالتين، لايقولون إن الايمان هو التصديق فحسب، ومع ذلك يتناقضون هذا التناقض القبيح، إذ الإيمان إن كان قولا وعملا، فلا بد أن يكون نقضه بالقول والعمل أيضا.

أين تكمن خطورة عقيدة الارجاء ؟

وتكمن خطورة هاتين العقيدتين، في أنهما يجردان الايمان الذي نزل به القرآن، من خاصيته الحيوية التي تربط بين الباطن والظاهر، والقلب والجوارح، والتي تحول الانسان الى طاقة إيمانية هي ينبوع العمل الصالح، كما قال تعالى : { ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون } [ابراهيم 25].

وليست كلمات باهتة مجردة.

فهذان الاعتقادان، يجعلان الإيمان كالتصورات النظرية الجامدة، أوكالعقائد الميتة التي لاحراك فيها. فهما في حقيقتهما، إنما يهيئان الطريق لانحراف البشرية عن اتباع الرسل، ويفسحان السبيل لتعطيل ترجمة تعاليم الدين إلى واقع حياتي. كما أنهما يحرضان على الردة بالقول والعمل. ويجعلان التهجم على الدين، سهل المنال، ذلك أنه يكون في مأمن من الحكم بالردة ،


أوافق الشيخ فيما قال




تحت ذريعة عدم توفر شرط الجحود والاستحلال.
أما هذه فإنني أوافقه فيها ولكن لدي تنبيه مهم لم يتعرض له الشيخ والله اعلم ما الهدف خاصة في أمر خطير كهذا ألا وهو :
الإستحلال والجحود يشترطان في الأعمال الغير الكفرية فقط كالحكم بغير ما أنزل الله وشرب الخمر والزنا وغير ذلك من المعاصي أما الأعمال الكفرية كالسجود للصنم وسب الله تعالى وإهانة القرآن والطعن فيه لا يشترط فيه الإستحلال إلا عند المرجئة قال شيخ الإسلام ابن تيمية(من سب الله أو سب رسوله فإنه يكفر سواء استحل سبه أم لم يستحله)
يقول الإمام ابن عثيمين" فالاستحلال الفعليّ ينظر فيه للفعل نفسه ، هل يكفِّر أم لا ؟ و معلوم أن أكل الرِّبا لا يكفر به الإنسان ، لكنّه من كبائر الذُّنوب ، أما لو سجد لصنم فهذا يكفر لماذا ؟ لأن الفعل يكفِّر ؛ هذا هو الضابط لكن لابد من شرط آخر وهو ألا يكون هذا المستحلُّ معذوراً بجهله، فإن كان معذوراً بجهله فإنه لا يكفر )"


اقتران الإرجاء بالتخذيل عن الجهاد ومحاربة المجاهدين :

هذا الكلام يقال في حق الجهاد الشرعي الذي توفرت فيه الشروط لا الجهاد الذي هو بمثابة إفساد

الإرجاء في حد ذاته، نزعة تخذيل، وهو عاهه ضعف، هي جزء من التركيب النفسي والعضوي للشخص.
نعم لهذا تجدهم أبعد الناس عن الجهاد الشرعي الذي ينادي إليه السلفيين من جهاد العدو وجهاد أهل البدع باللسان ولا يدعون الناس للتوحيد والعقيدة بل يسخرون من ذلك ويسمون كتب العقيدة والحديث والفقه بالكتب الصفراء ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بعد كلام له عن أهل التكفير: " وبإزاء هؤلاء المكفِّرِين بالباطل أقوامٌ لا يَعرِفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب، أو يَعرفون بعضه ويجهلون بعضه، وما عرفوه منه قد لا يُبَيِّنونه للناس بل يكتمونه، ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة، ولا يذمّون أهل البدع ويعاقبونهم، بل لعلهم يذمّون الكلام في السنة وأصول الدين ذمًّا مطلقاً .. أو يُقِرُّون الجميع على مذاهبهم المختلفة... وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقهة والمتصوِّفة والمتفلسفة ... وكلا هاتين الطريقتين ( أي المكفِّرة والمرجئة ومن معهم ) منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة


وأيضا داعيهما واحد، فالإرجاء - كما قال المأمون - " دين الملوك "، ولهذا ما بعد عن الحقيقة من قال :
إن الإرجاء أصلا نشأ نشأة سياسية، ولهذا كان المرجئة دوما أداة طيعة بيد الملوك والحكام والساسة

1-أما هذا الكلام ففيه خلط وخبط إذ أنه لو إفترضنا أن الإرجاء دين الملوك فهذا لا يلزم منه أن الذين يطيعون هؤلاء الملوك في المعروف ويحذرون الناس من الخروج عليهم مرجئة وإلا لحكمنا لمنهج السلف بالإرجاء
وقد نقل الإجماع على ذلك حرب الكرماني – صاحب الإمام أحمد – حيث قال في (( العقيدة ))التي نقلها عن جميع السلف :
(( والانقياد لمن ولاه الله – عز وجل – أمركم، لا تنزع يداً من طاعته، ولا تخرج عليه، حتى يجعل الله لك فرجاً ومخرجا، ولا تخرج على السلطان ،وتسمع وتطيع، ولا تنكث بيعته، فمن فعل ذلك، فهو مبتدع مخالف للجماعة )) نقلها ابن القيم في (( حادي الأرواح )) ( ص 399 – 406 )، وينظر ( ص 91 )

وبما أنك تستشهد بكلام الحسن البصري في الملوك فعيك أيضا أن تستشهد بكلامه في المحكومين حيث قال رحمه الله:((هؤلاء – يعني الملوك –وإن رقصت بهم المهاليج ووطئ الناس أعقابهم، فإن ذل المعصية في قلوبهم، إلا أن الحق ألزمنا طاعتهم، ومنعنا من الخروج عليهم، وأمرنا أن نستدفع بالتوبة والدعاء مضرتهم، فمن أراد به خيراً لزم ذلك، وعمل به ،ولم يخالفه )) كتاب (( آداب الحسن البصري )) لابن الجوزي : ( ص 121 ).

2-المرجئة أمام الحكام قسمان :
القسم الأول : القسم الأول قوم غلا فيهم غلوا شديدا فأصبح يطيعهم فالمعروف والمعصية ولا يفرق بين ذلك وهؤلاء قلة
القسم الثاني : قوم فرطوا في حقوقهم ونفو الإيمان عنهم إستدلالا بظاهر الآية الكريمة ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) وبما أن الإيمان عند المرجئة لا يزيد ولا ينقص فعندهم إما أن الإيمان صفر وإما أن الإيمان كامل سواء كان هذا إيمان نبي أو إيمان فاسق لا فرق عندهم ومن هذا المنطلق نفوا كمال الإيمان عن الحكام وأصبح هذا من مميزاته وعلاماتهم الذي شاركوا فيها الخوارج
روى الصابوني بإسناده الصحيح إلى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال: قال لي عبد اللهبن طاهر: " يا أحمد! إنكم تبغضون هؤلاء القوم (يعني المرجئة) جهلاً، وأنا أُبغضهم عن معرفة؛ أولاً: إنهم لا يَرَوْن للسلطان طاعة."

وأهل السنة بريئون من الصنفين ولله الحمد والمنة .


لأن محصلة عقيدتهم الضالة أنهم يقولون : دعوا من تولى عليكم، يقول ويفعل ما شاء .
الله أعلم إن كان هذا من نهج المرجئة ولكن أهل السنة بريئون من ذلك فهم يرون وجوب الإنكار على الحاكم إذا أخطا لكن بالطرق الشرعية ما قدروا إلى ذلك سبيلا ومن هذه الطرق حسن الخطاب والموعظة والنصح في السر دون العلانية
قال ابن النحاس في كتابه (( تنبيه الغافلين عن أعمال الجاهلين، وتحذير السالكين من أفعال الهالكين )) (157)
(( ويختار الكلام مع السلطان في الخلوة على الكلام معه على رأس الأشهاد بل يود لو كلمة سراً ونصه خفية من غير ثالث لها )) ا هـ


لأنه مؤمن بمجرد انتسابه إلى الاسلام، يكفيه ذلك
نعم المنتسب للإسلام نحكم عليه بالإسلام حتى نرى منه كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان لا كما يفعله خوارج العصر فإنهم يكفرون بالإحتمالات وهذا مخالف لنهج السلف
قال ابن تيمية –رحمه الله- (الصارم3/963):
"فإن التكفير لا يكون بأمرٍ محتمل"ٍا.هـ.

وقال ابن رجب -رحمه الله- (الفتح1/114):
"وكذلك ألفاظ الكفر المحتملة تصيرُ بالنيّةِ كفراً"ا.هـ.


فدعوه يوالي الكفار، ويحارب الإسلام،
إذا كنت تقصد بالمولاة المكفرة فإن أهل السنة لا يرون السمع والطاعة للحاكم الكافر كما هو مقرر في كتبهم ولله الحمد والمنة وهذا لا خلاف فيه عندهم
أما محاربة الإسلام فإن كان عن علم فهذا كفر أيضا ولا سمع ولا طاعة فيه وإن كان عن جهل كنشر البدع الصوفية وغير ذلك فهذا ليس كفرا ولا يخرج صاحبه من الملة وتبقى حقوقهم محفوظة

وينصب الطاغوت حاكما بين الناس،
بلا شك تقصد القوانين الطاغوتية ولكن هذه القوانين الطاغوتية لا تخرج عن ثلاث أمور ;
قوانين حث عليها الإسلام :كإقامة المساجد وتشجيع تحفيظ القرآن وبناء المستشفيات ومدارس التعليم فإن هذه الأمور نسمع ونطيع فيها على قدر ما يوجد فيها من خير
قوانين إجتهادية : كقوانين المرور وغير ذطلك وهذه من الإسلام لأن الإسلام جعل السياسة الشرعية قسمان منها ما دل عليه النص ومنها ما دل عليه الإجتهاد الذي قام على أصول الكتاب والسنة فهذه أيضا نسمع ونطيع فيها
قوانين مخالفة للإسلام : كالحث على الربا وعدم قطع يد السارق وظلم الأمة وأكل أموال الناس بالباطل وإنتشار الربا والمجون والقنوات الماجنة والمخدرات وبيع الخمور وغير ذلك من جور الحكام فمثل هذه الكبائر الموجودة في القوانين الطاغوتية لا يجب بل يحرم طاعة الحكام فيها وإعانتهم على ذلك والنصوص في هذا كثيرة .

ويفتح باب كل شر على الأمة، فإنما هي الذنوب، التي لايسلم منها أحد، كل ابن آدم خطاء !! بل هو خير ممن ينكر عليه، لأنهم خوارج، والعصاة أهون شرا من الخوارج، فليت شعري، ما أحوج الطواغيت إليوم إلى هذا " الافيون " ليسري في جسد الأمة !

1- الحكام الظلمة عقوبة يسلطهم الله على الظالمين؛ بسبب ذنوب المحكومين، قال ـ تعالى ـ: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}، فليس الحكام الظلمة ـ إذن ـ الداء، بل الداء المحكومون أنفسهم.
2- بلا شك أن أعمال الحكام إن كانت غير كفرية فهي ذنوب قد تكون كبائر ومنه لا يجوز الخروج عليهم إذا ظلموا وفسقوا وجاروا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قيد الخروج بالكفر البواح فقط(إلا أن ترو كفرا بوحا عندكم فيه من الله برهان))
3- عن علقمة بن وائل الحضرمي عن أبيه قال :
سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله ! أرأيت أ، قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله ؟ فأعرض عنه، ثم سأله في الثانية – أو في الثالثة - ؟ فجذبه الأشعث بن قيس، وقال :
(( أسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ))رواه مسلم

4-أما عن كونه أقل جرما من الخوارج فهذا لا أعلم به ولم أسمع كلام لأهل العلم حوله ولكن خطرهم (يعني الخوارج) أخطر من الحكام من جهة إفسادهم على المسلمين لأنهم بهذا يزيدون الحكام ظلما وجورا فتتضاعف المآسي على المسلمين مآساة ظلم الحكام من جهة ومآساة خروج الخوارج عليهم من جهة فتحدث القلاقل والفتن وكل هذا بسبب مخالفتهم لهدي السلف في التعامل مع الحكام والله المستعان.
5-عليك أن تحدد معنى الإنكار فإن كان الشيخ-وفقه الله- يقصد الإنكار الشرعي من النصح في السر على وفق هدي السلف فأصحابه لا يسمون خوارج ألبتة أما الإنكار علنا سواء باللسان أو بالسلاح فإن أصحابه قد يسمون خوارج أو خوارج قعدة.

6-أما عن قولك((ما أحوج الطواغيت إليوم إلى هذا " الافيون " ليسري في جسد الأمة" !))
فلتعلم أن إرضاء الكفار فضلا عن الحكام المسلمين الذين تسميهم بالطواغيت في مسألة تعود بالمصلحة للمسلمين لا يقتضي منه الحب لهم أم مودتهم ألبتة بدليل أن نبينا عليه الصلاة والسلام قد أرضى المشركين في صلح الحديبية وقبل شروطهم في مصلحة تعود إلى النفع للمسلمين حتى سماه ربنا"فتحا مبينا" ونفس الشيء يقال هنا في طاعة الحكام في المعروف وعدم الخروج عليهم فإن كان يرضى به الحكام فإن هذا لا يزم منه فساده(يعني الطاعة) بل هو مصلحة للمسلمين وحفظ دمائهم حتى قيل عند السلف"حاكم ظالم غشوم ولا فتنة تدوم" وما جرى للجزائر من ويلات لخير شاهد على ذلك والله المستعان وعليه التكلان.



حكم من يجرم الجهاد، ويعين الطواغيت على ملاحقة المجاهدين :

هذا وكل من قام بجهاد مشروع، ينصر فيه دين الله، أو يدفع عن حرمات المسلمين، أو يكف بأس الذين كفروا عن أهل الإسلام، فإن سن القوانين التي تجرم هذا الجهاد المشروع، وملاحقة من يقوم به، إرضاء للكافرين، هو من نواقض الإسلام، وهو من اتخاذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، وقد تبرأ الله تعالى ممن اتخذ الكافرين أولياء من دون المؤمنين، قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء.. الآية }، وقال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لاتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين }.

وإثم النهي عن جهاد الكفار، من اعظم الآثام، لانه لا فتنة أعظم من فتنة ظهور الكفار على بلاد المسلمين، واستعلاءهم على أهل الإسلام، فمن يكن عونا على الفتنة هو شريك في جريمتها، وجزء منها، وإذا كان الله تعالى قد قال { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا }.

قال ذلك في الذين يقعدون مع المنافقين، ولا ينكرون عليهم خوضهم في آيات الله بالباطل، فكيف بالذين يعينون أهل الباطل على باطلهم، ثم كيف بالذين يحاربون أهل الحق إرضاء لأهل الباطل!.

ومعلوم أن من نصر قوما ووالاهم حشر معهم يوم القيامة، فمن نصر المجاهدين ووالاهم حشر معهم، ومن نصر الكفار ووالاهم وكان معهم على المجاهدين، حشر معهم، ولسوف يتبرؤون منه، يوم لا ينفع مال ولا بنون، بل ذلك اليوم يكفر بعضهم ببعض، ويلعن بعضهم بعضا، كما قال تعالى عن الكافرين وأولياءهم : { ويوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار ومالكم من ناصرين } .

1- هذا الكلام مجمل لأن كلمة الجهاد في هذا العصر تحتمل معنين والحكام الذين تركوا الجهاد هم بين أمرين :
رجلٍ غير قادر : فهو معذور .
ورجلٍ مقصِّر : فهو عاصٍ ليس بكافر ولا يلزم من المقصر في الجهاد أنه موالي للكفار

ومعلومٌ أنه لا يجوز الخروج على الحاكم ولا استباحة بيعته بالذنب .
قال الإمام ابن عثيمين - رحمه الله - ( الباب المفتوح 2/284 ، لقاء 34 ، سؤال 990 ) :
« . . . ولكن أنا لا أدري : هل الحكومات الإسلامية عاجزة ؟ أم ماذا ؟
إن كانت عاجزة فالله يعذرها . والله يقول : ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله ) .
فإذا كان ولاة الأمور في الدول الإسلامية قد نصحوا لله ورسوله لكنهم عاجزون فالله قد عذرهم . . . » انتهى .
وقال - رحمه الله - ( فتاواه 18/388 ) :
« إنه في عصرنا الحاضر يتعذر القيام بالجهاد في سبيل الله بالسيف ونحوه , لضعف المسلمين ماديًّا ومعنويًّا , وعدم إتيانهم بأسباب النصر الحقيقية , ولأجل دخولهم في المواثيق والعهود الدولية , فلم يبق إلا الجهاد بالدعوة إلى الله على بصيرة » انتهى .
2-أما عن كون الجهاد واجب في الدفع فهذا مسلم به ولكن هناك قيد ألا وهو القدرة والإستطاعة وقد تقدمت الأدلة على ذلك في الرد المجمل فلتراجع
3-لست أدري كيف يطارد الحكام المجاهدين ونيصرون الكفار عليهم وهم بعيدون عنهم أصلا وعن بلدانهم ؟؟؟ لعل الشيخ يقصد بالمجاهدين أولائك الذين يجاهدون في جبال الجزائر وغيرها فالله المستعان وعليه التكلان.

نسأل الله أن يهيئ للأمة الإسلامية شباباً عقلاء يزنون الأمور والأفكار والأشخاص والجامعات بموازين الحق المتمثل فيما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، وبالعقول الثابتة الراسخة، لا يقادون بالعواطف العمياء، ولا يخدعون بالشعارات الجوفاء التي طالما استولت على كثير وكثير ممن ألغوا عقولهم، واستسلموا لعواطفهم فضاعوا وضيعوا أمتهم في وقت هي أشد ما تكون حاجة إلى من يعيدها إلى رشدها، ويمسكها بكتاب ربها وسنة نبيها، فتعود لها عزتها وكرامتها، وتحظى برضى ربها وسعادة الدنيا والآخرة.

اللهم حقق لهذه الأمة ما يصبو إليه عقلاؤها من سيادة وسعادة إنك لسميع الدعاء
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

أبو مصعب الجزائرى
2009-04-01, 00:43
هل أنت من المرجئة ياجمال البليدي؟

جمال البليدي
2009-04-01, 00:49
هل أنت من المرجئة ياجمال البليدي؟

معاذ الله؟!!

قال الإمام أحمد بن حنبل : " و أما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة و الجماعة مرجئةو كذبت الخوارج في قولهم أنهم على إيمان و حق دون الناس, بل هم المرجئة , يزعمون أنهم على إيمان و حق دون الناس و من خالفهم كافر !! ».

الأخ سعيد
2009-04-01, 07:10
معاذ الله؟!!

قال الإمام أحمد بن حنبل : " و أما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة و الجماعة مرجئةو كذبت الخوارج في قولهم أنهم على إيمان و حق دون الناس, بل هم المرجئة , يزعمون أنهم على إيمان و حق دون الناس و من خالفهم كافر !! ».


بارك الله فيك اخي و في ردودك و في وقتك...

أبو مصعب الجزائرى
2009-04-01, 15:25
معاذ الله؟!!

قال الإمام أحمد بن حنبل : " و أما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة و الجماعة مرجئةو كذبت الخوارج في قولهم أنهم على إيمان و حق دون الناس, بل هم المرجئة , يزعمون أنهم على إيمان و حق دون الناس و من خالفهم كافر !! ».


روى ابن عساكر من طريق النضر قال: (دخلت على المأمون فقال: كيف اصبحت يا نضر؟ فقلت بخير يا أمير المؤمنين، فقال: ما الإرجاء؟ فقلت: دين يوافق الملوك، يصيبون به من دنياهم وينقصون به من دينهم! قال: صدقت) [البداية والنهاية

وعن المغيرة بن عتيبة عن سعيد بن جبير قال: (المرجئة يهود القبلة

عن سعيد بن صالح قال: قال إبراهيم: (لفتنة المرجئة أخوف على هذه الأمة من فتنة الأزارقة)

وعن حكيم بن جبير قال: قال ابراهيم: (المرجئة أخوف عندي على أهل الإسلام من عدتهم من الأزارقة)

أبو مصعب الجزائرى
2009-04-02, 01:20
وما أصدق وصف الإمام ابن القيم لهذا المذهب الرديء إذ قال :

وكذلك الإرجاء حين تقر بالمعبود تصبح كامل الإيمان

فارم المصاحف في الحشوش وخرب البيت العتيق وجـد في العصيان

واقتل إذا ما استطعت كل موحـد وتمسحـن بالقس والصلبــان

واشتم جميع المرسلين ومن أتوا من عنده جهــرا بـلا كتمــان

وإذا رأيت حجارة فاسجد لها بل خـــــر للأصنـام والأوثان

وأقر أن الله جل جلاله هو وحده البــــــاري لذي الأكوان

واقر أن رسوله حقا أتى من عنـده بالوحــــــي والقـرآن

فتكون حقا مؤمنا وجميــع ذا وزر عليـــك وليس بالكفـران

هذا هو الإرجاء عند غلاتهـــــم من كل جهمي أخي شيطـان

فريد_2007
2009-04-02, 01:49
السلام عليكم و رحمة الله..بارك الله فيكم على النقاش الجميل و الهادىء

لي مداخلة صغيرة انه لا اظن ان الإرجاء الذي تكلمتم عنه مجسد كما هو معروف..لأنه حسبما قرأت ان المرجئة يمسكون العصى من الوسط يعني الايمان لا يزيد و لا ينقص و هذا فكر قديم لا اظنه مجسداا اليوم

اما بخصوص تكفير الحكام فلماذا يستدلون دائما بقوله تعالى

بقوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الكافرون))

و ينسون ان اذا لم يحكم الحاكم يالدين يسمى عاصي او ضال ضلالة لا تخرج من الملة

بقوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الفاسقون))

بارك الله فيكم و زادكم علمااااااااااااااااا

أبو مصعب الجزائرى
2009-04-04, 17:56
السلام عليكم و رحمة الله..بارك الله فيكم على النقاش الجميل و الهادىء

لي مداخلة صغيرة انه لا اظن ان الإرجاء الذي تكلمتم عنه مجسد كما هو معروف..لأنه حسبما قرأت ان المرجئة يمسكون العصى من الوسط يعني الايمان لا يزيد و لا ينقص و هذا فكر قديم لا اظنه مجسداا اليوم

اما بخصوص تكفير الحكام فلماذا يستدلون دائما بقوله تعالى



و ينسون ان اذا لم يحكم الحاكم يالدين يسمى عاصي او ضال ضلالة لا تخرج من الملة

بقوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولائك هم الفاسقون))

بارك الله فيكم و زادكم علمااااااااااااااااا



جزاك الله خير على المرور وتعقيب آخى قال الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي فى معارج القبول في شرح سلم الوصول


الكفر والظلم والفسوق والنفاق في النصوص على قسمين :

أكبر يخرج من الملة ، لمنافاته أصل الدين بالكلية .
وأصغر ينقص الإيمان وينافي الملة ، ولا يخرج صاحبه منه . فكفر دون كفر ، وظلم دون ظلم ، وفسوق دون فسوق ، ونفاق دون نفاق .
قال الله تعالى في بيان الكفر : { إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين } ، وقال : { إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قد ضلوا ضلالا بعيدا إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا } .

وفي الكفر الأصغر قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر )) .

وقال الله تعالى في الظلم الأكبر : { إن الشرك لظلم عظيم } .
وقال في الظلم الأصغر : { واتقوا الله ربكم ولا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا } ، وقال تعالى : { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا } .

وقال في الفسوق الأكبر : { إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه } ، وقال تعالى : { والكافرون هم الفاسقون } .

وقال تعالى في النفاق الأكبر : { ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين } ، وقال : { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في النفاق الأصغر : (( أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر )) [البخاري1/89-ومسلم ح58] .
فهذه الخصال كلها نفاق عملي لا يخرج من الدين إلا إذا صحبه النفاق الاعتقادي المتقدم .

وما تمسك به الخوارج والمعتزلة وأضرابهم من التشبث بنصوص الكفر والفسوق الأصغر واستدلالهم به على الأكبر فذلك مما جنته أفهامهم الفاسدة وأذهانهم البعيدة وقلوبهم الغلف ، فضربوا الوحي بعضها ببعض ،واتبعوا ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله .

فقالت الخوارج : المصِرُّ على كبيرة من زنا أو شرب خمر أو ربا كافر مرتد خارج من الدين بالكلية ، لا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ولو أقر لله تعالى بالتوحيد ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالبلاغ وصلى وصام وزكى وحج وجاهد ، هو مخلد في النار ابدا مع إبليس وجنوده ومع فرعون وهامان وقارون .

وقالت المعتزلة : العصاة ليسوا مؤمنين ولا كافرين ولكن نسميهم فاسقين ، فجعلوا الفسق منزلة بين المنزلتين ، ولكنهم لم يحكموا له بمنزلة في الآخرة بين المنزلتين ، بل قضوا بتخليده في النار أبدا كالذين قبلهم ، فوافقوا الخوارج مآلا ، وخالفوهم مقالا ، وكان الكل مخطئين ضلالا .

وقابل ذلك المرجئة ، فقالوا : لا تضرّ المعاصي مع الإيمان لا بنقص ولا منافاة ، ولا يدخل النار أحد بذنب دون الكفر بالكلية ، ولا تفاضل عندهم بين إيمان أبي بكر وعمر ، حتى ولا تفاضل بينهم وبين الملائكة ، ولا فرق عندهم بين المؤمنين والمنافقين ، إذا الكل مستوفى النطق بالشهادتين . . . نسأل الله العافية

جمال البليدي
2009-04-04, 18:01
الأخ الفاضل أبو مصعب بلا شك المرجئة من الفرق الضالة المنحرفة الشاذة عن الصراط المستقيم لكن من علامات الخوارج انهم يسمون أهل السنة مرجئة ومن علامات المرجئة أنهم يسمون أهل السنة الخوارج والحق أن أهل السنة وسط بينهما .

فريد_2007
2009-04-04, 18:10
قابل ذلك المرجئة ، فقالوا : لا تضرّ المعاصي مع الإيمان لا بنقص ولا منافاة ، ولا يدخل النار أحد بذنب دون الكفر بالكلية ، ولا تفاضل عندهم بين إيمان أبي بكر وعمر ، حتى ولا تفاضل بينهم وبين الملائكة ، ولا فرق عندهم بين المؤمنين والمنافقين ، إذا الكل مستوفى النطق بالشهادتين . . . نسأل الله العافية

لكني فهمتـــ أخي الكريم أبو مصعبــ من كلامك أن السلفيين مرجئة ...صح او خطأ..و بارك الله فيك و في علمك ما شاء الله و لا نزكيك على الله