تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : القربة''


نصرو
2007-08-09, 13:51
بسم الله الرحمن الرحيم
خطئ من يظن أن عهد "القربة " – وعاء لحفظ الماء وتبريده مصنوع من جلد الماعز– قد ولّى واستغني عن خدماتها بظهور مبردات عصرية ووسائل أكثر فعالية من حيث مستويات الحفظ والحفاظ على درجات البرودة في الفصول الحارة. وهي الوسيلة التي ما زال يستعملها سكان الحضر والبدو بشكل واسع بوصفها الأداة الأنسب لحفظ وتبريد الماء دون الحاجة إلى أية طاقة.
http://www.up07.com/up5/uploads/4c448e44a7.jpg (http://www.up07.com/up5)

لا تزال "القربة" تحتفظ لها بمكانتها الوظيفية داخل المجتمع الأغواطي على غرار مجتمعات وأطياف أخرى، خاصة في فصل الصيف الذي تشتد حرارته، على الرغم من التراجع الملحوظ الذي اكتسى تواجدها على أرصفة الطرقات حتى أصبح وجودها الآن يقتصر تقريبا على أحياء دون غيرها بمدن الولاية، مع تواجدها بقوة في عالم الريف والبدو الرحل وفي المناطق النائية. هي صاحبة ورفيقة للمقيم والمرتحل ويصنع حلاوة مائها القطران والمواد الأولية المحلية. اقتربنا من بعض صانعي القربة والمحافظين على بعدها التقليدي بمجتمعنا، فعلمنا أن هذه الوسيلة التقليدية تصنع من جلد الماعز الذي تكسوه شعيرات لها فعالية كبيرة في تبريد الماء والحفاظ على درجات برودته ويتم تحضيرها بدبغ جلد الماعز من خلال تلبيسه بعدة مواد وعقاقير من الأعشاب البرية كالعرعار والملح والقطران. ويترك الجلد مدة شهر على هذه الحال حتى تتفاعل كل المواد ويتشبع الجلد بها، ثم يوضع فيه الماء مدة لا تقل عن 15 يوما لتنقيته من بقايا مواد وأعشاب الدباغة حتى تعود صالحة للاستعمال بعد ذاك. ولشرب الماء من القربة نكهته الخاصة نتيجة الطعم المتميز للقطران والمواد الطبيعية الأخرى التي تحافظ على التوازنات الصحية داخل جسم الإنسان وخصوصيتها لاسيما وأن تكوينها طبيعي مائة بالمائة.

يتميز القطران المصنوع بمنطقة جبل لزرق الواقعة بمحاذاة الطريق الوطني رقم 23 شمال مدينة الاغواط بحوالي 30 كم، بجودته العالية، ويصنع من شجر العـــرعار الذي يوضع في مطمورة – حفرة تقليدية – تسمّى " الخابية " تغطّى بحجر المقاط الذي تتميز به المنطقة هو الآخر. ويحرق شجر العرعار في الخابية حتى تتصاعد منه الأدخنة التي تشكل رطوبة من نوع خاص تتحول إلى سائل أسود اللون ينساب تلقائيا من مجرى صغير مصنوع من الجبس المحلي تنتهي إليه الخابية. ويتم جمعه في زجاجات وإعداده للاستعمال والتسويق، وهي نفس الطريقة التي يستعملها سكان بلدية وادي مزي من عرش لقمامتة في تحضير مادة القطران الذي يتميز هو الآخر بجودة كبيرة. ويكثر عليه الطلب في فصل الصيف خاصة لكونه مطلبا وحاجة لها أكثر من ضرورة بالنسبة لسكان المنطقة السهبية ومنهم أهالي الأغواط - بدوها وحضرها - لاسيّما في فصل الصيف التي لا تحلو أيامه الحارة ها هنا إلا بشربة ماء عذبة تنساب زلالا من فاه قربة " مدبوغة" بمادة القطران ذات الطعم اللذيذ والرائحة الزكية.

وتبقى القربة المنصوبة على مقربة من قصر العدالة بالاغواط محطة أخرى تبين القيمة التي تحوزها في قلوب الأهالي، وهي معدة لشرب الغادين والرائحين من السكان وغيرهم من عابري السبيل، في هذا الفصل الذي يتضاعف فيه الطلب على ماء الشرب. والجميل في كل هذا أن صاحبها يحرص على ملئها في كل الأوقات بشكل ولّد إعجابا وارتياحا في أنفس المارة الذين وجدوا فيها ملجأهم الدائم لتلطيف حرارة الطقس ولو بالاستئناس بمنظرها وقطرات الماء التي تنبعث من جنباتها، وبمحيطها سبخة صغيرة المساحة صنعتها قطرات الماء ,تلطّف هي الأخرى من حرارة الأرضية والطقس عموما. وتلك محطة أخرى من محطات كرم أهالي المنطقة الساعين بكل الوسائل لفعل ما يقربهم من خالقهم ويضاعف من حسناتهم. والأكيد أن حفاظ الأغواطيين على كل عناصر البعد التقليدي في حياتهم يعني بديهيا حفاظهم على الإرث التاريخي والحضاري الذي يعتبر جزء من هويتهم الضاربة في أعماق التاريخ.

محطات من تاريخ القربة

القربة كما يعـرّفها " أبـو الوطـب" وعاء من جلد الضأن والماعز، يُخاط ويعد ويجعل وعاءً للماء واللبن، وتسمى أيضاً " راوية " أو " ركوة ". استعملت في المعارك القديمة وعاء لحمل الماء في السفر. كانت مظهراً ورمزاً لساقي العطشى أبي الفضل العباس العراقي، فهو الذي كان يأتي بالماء ويسقي العيال والأطفال، ولهذا سمي بأبي القربة كناية عن السقي بالقربة.وذات عاشوراء حمل القربة وسار إلى الفرات وملأها بالماء، وأثناء عودته إلى الخيام هاجموه من كلّ جانب، وقطعوا يديه ومزّقوا القربة وقتلوه قبل أن يصل إلى الخيام.وقبل يوم العاشر كان للقربة دور وذكر، ففي أثناء مسير قافلة الحسين صوب العراق وحين بلغت منزل شراف، حمل الشبان ماءً كثيراً وفي منتصف نهار اليوم الثاني لقوا الجيش الذي كان يقوده الحرّ بن يزيد الرياحي وكان تعداده ألف نفر، وكلّهم يشكون العطش. فقدموا لهم الماء حتّى ارتووا هم وخيلهم (تاريخ الطبري302:4.)
منقول

k.walid
2007-08-16, 21:54
كاينة خويا نصرو .. كي هبطت لبسكرة في هاذ الصيف لقيت قربة في دار عمتي .. و الله غي القطرة من هاذاك الما يزيد يطول فالعمر ..

الباشق
2007-08-17, 00:13
السلام عليكم و رحمة الله
كل الشكر لك الاخ نصرو على اثارة مثل هذه المواضيع التراثية
اقول تراثية لاني ارى ان القربة قد كادت تكون من التراث ، لاني و منذ سنوات لم اعد ارى الناس يستعملونها الا القليل القليل منهم .
لقد كانت الاسواق الاسبوعية تمتلئ بها اما ملئ او فارغة و لكن للاسف و منذ وقت لم اعد اراها في تباع او تملا
و يا حسرتي على مائها .....................

الوسارية91
2007-08-17, 11:11
السلام عليكم

hamid-17
2007-08-17, 15:24
موضوع جلفاوي 100/100 اهنيك على الاختيار

داوم على هذا المنوال

بارك الله فيك

نصرو
2007-09-01, 18:08
شكرا على ردودكم اخواني

نصرو
2007-09-02, 20:26
شكرا على ردك الاخت جلفاوية

امير الجود
2008-11-24, 11:40
شكرا لك اخي على الموضوع المميز بارك الله فيك

محمد ضيف الله
2009-02-27, 22:25
بارك الله فيك عن الموضوع الجيد ......القــربـــة.....هاذي حتى في سوف موجودة من قديــم عند البدو و الرحل ........منها شربـة.

BILELBEN
2009-07-01, 14:10
شكرا لك
%%القربة والقطران %%

رامي23
2009-07-23, 09:03
السلام عليكم...
نحن في حاجة الى احياء تراثنا...
وفقك الله.

بقة الحاج
2009-08-02, 17:24
http://sl.glitter-graphics.net/pub/186/186552vvz3uz0m34.gifمشكوووووووووووووووووور

taha178
2009-08-14, 08:24
بارك الله فيك أخي الكريم

•~ندية الجوري~•
2009-08-18, 16:29
القربة موجودة وحتى شيء ما يعوضها


حتى في العاصمة مازال كاين عند بعض

الناس اللي يحبو الماء بالعسل تاع القربة

القطران كيما تقولولو


بصح وين النساء اللي يخدموها ......... راحوا

ع.جمال
2009-08-20, 12:03
السلام عليكم.
القربة ومعها القنونة كان تعرفها الله يرحم أيام زمان.
وبارك الله فيك ورمضان مبارك.

samyr-68
2009-09-26, 16:37
موضوع رائع اخي بوركت.

رابحي نـائل
2011-05-05, 20:34
القنونة........أه فكرتني في شربة لبن خاثرة من الشكوة...أيام زمان

أيمن عبد الله
2011-05-15, 17:49
شكرا وسقاك الله من ماء زمزم في الدنيا

ومن حوض النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة

سحر الغروب
2011-05-15, 21:28
سامحوني انا صراحة ما نجمش نشرب فيها الله غالب...

اللي مصنوعة من الطين نعم لكن من الجلد لا.