زهيرة
2009-03-31, 13:36
المصلحون... المفسدون
ذلك الداء الذى دب إلى قلوبنا بدبيب أخفى من دبيب النمل فاصبح فى معاملتنا مع الله ومع الناس نتحرك به فى حياتنا دون أن نشعر ..
لا نخافه وقد أنزلت ثلاثة عشر أية فى أول سورة البقرة ذتصف لنا هذة الفئة من الناس لخطورة هذة الافة على القلوب وتفضح ما يخفون لعلنا بهذة الكلمات نلقى الضوء على هذا الداء نبحث عنه فى قلوبنا لنخرجه منها فتطهر قلوبنا وتتصل بالله ذلك هو النفاق
فإذا كنت تقول أنا بعيد عن النفاق فأحذر فهذة البداية كل شئ قد تتصوره بعيد عنك فانت تقترب منه خطوة خطوة خف على قلبك أن يصبه هذا الداء كما خافه الصحابة والتابعين فهذا الحسن البصرى يقول عنه : ما خافه إلا مؤمن وما امنه إلا منافق
كان عمر بن الخطاب يسأل حذيفة بن اليمان يا حذيفة أناشدك بالله هل سمانى لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟قال : لا ولا أزكى بعدك أحدا
فى البداية نحب ان نعرف أن النفاق نوعان :
النفاق الاعتقادي: ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن: يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه. قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أما الثاني فهو النفاق العملي أو الأصغر ، وهو التخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة كالكذب،والتكاسل عن الصلاة..مع الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".
وإذا تاملنا فى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد أن المنافقين أو هذة الصفة النفاق لم تظهر فى مكة ولكن ظهرت بعد الهجرة إلى المدينة والاستقرار وبناء دولة الاسلام بدا يظهر المنافقين يظهرون خلاف ما يبطنون يتساءل بعضنا فما صفاتهم وما علاماتهم حتى نحذر هذا الداء أن يصيب قلوبنا فها هى علامات إذا وجدتها وجدت منافق خالص
الصفة الأولى: يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام :
كما قال -تعالى-: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } فهم في معاملاتهم وحلاوة ألسنتهم في الكلام تحسبهم مؤمنين، والله يكشف حالهم ويفضحهم إلى الأبد ليقول: ( وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) بل حقيقتهم الكفر وبغض الدين .
الصفة الثانية: المخادعة والمكر :
قال تعالى: { يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } (9) سورة البقرة. فيحصل الخداع منهم لله ورسوله وللمؤمنين.. ويكون ذلك بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، فيعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك، وأن ذاك نافعهم عند الله، وأنه يروج على بعض المؤمنين، كما قال –سبحانه-: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (18) سورة المجادلة.
الصفة الثالثة: قلوبهم مريضة :
قال –تعالى-: { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } المرض هو الشك في حقيقة هذا الدين وصلاحيته لحكم الأرض والدنيا بأجمعها، قال ابن عباس: في قلوبهم مرض: أي شك، وكذا قال جمع من علماء السلف وقال بعضهم: أي في قلوبهم رياء. ( إن في طبيعتهم آفة.. في قلوبهم علة.. وهذا ما يحيد بهم عن الطريق الواضح المستقيم.. ويجعلهم يستحقون من الله أن يزيدهم مما هم فيه: ( فزادهم الله مرضاً ) فالمرض يُنشئ المرض.. والانحراف يبدأ يسيراً.. ثم تنفرج الزاوية في كل خطوة وتزداد، سنة لا تتخلف..).
الصفة الرابعة: يفسدون ويزعمون الإصلاح!
قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } قال أبو العالية: أي لا تعصوا في الأرض، وكان فسادهم ذلك معصية لله؛ لأنه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد في الأرض؛ لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة. وعن مجاهد قال: إذا ركبوا معصية الله فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنما نحن على الهدى مصلحون وها هى الايات تخبرنا عنهم انهم الحلا ل عندهم حرام والباطل حق لا يفرقون بين منكر ومعروف إذ يقول الله تعالى : " . ٱلْمُنَـٰفِقُونَ وَٱلْمُنَـٰفِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ هُمُ الْفَـٰسِقُونَ [التوبة:67].
ثم قال تعالى: { أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } أي: ألا إن هذا الذي يعتمدونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد، ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فساداً.
إذا تأملنا المعنى جيدا نجد انهم فى أعتقادهم أنهم مصلحون ولكن فى النهاية يكشف رب العزة عن ما تخفيه قلوبهم وهذا ما نراه الان فى وسائل الاعلام وعلى شبكات النت يقولون انه الاصلاح انه التنوير ولكنهم فى الحقيقة يريدون ان تعيش امة الاسلام فى ظلام لا تخرج منه
الصفة الخامسة: الاستهزاء بالمؤمنين الصادقين:
قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } أي إذا قيل للمنافقين: آمنوا كما آمن الناس، وذلك بأن يصدقوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وشرعه، كما آمن الناس الصادقون من الصحابة والتابعين ومن تبعهم في الهداية، كان الرد منهم على هذا الجواب رداً قبيحاً يدل على تعالي نفوسهم التي هي دنيئة أصلاً، فما كان منهم إلا أن قالوا مباشرة (أنؤمن كما آمن السفهاء ) ويقصدون بالسفهاء: كل من آمن بالله ورسوله وصدق وعلم بما شرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم-.. والمنافقون كانوا يأنفون ويترفعون من هذا الاستسلام للرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويرونه خاصاً بفقراء الناس غير لائق بالعلية ذوي المقام! ومن ثم قالوا قولتهم هذه.. ومن ثم جاءهم الرد الحاسم، والتقرير الجازم: (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ). ومتى علم السفيه أنه سفيه؟ ومتى استشعر المنحرف أنه بعيد عن المسلك القويم؟!.
فالمنافق يرى أنه بفعله ذلك ذكيٌ عالمٌ، والكافر يظن أنه بكفره على الحق والشيطان يزين ويزخرف الأهواء والباطل على أنها حقائق محضة، ويتبعه الجهلاء وهم لا يعلمون أنهم بفعلهم ذلك قد انحرفوا عن جادة الحق وطريق الإيمان..
وهذا المعنى يتكرر في كل زمان ومكان.. وهذه الصفة الخبيثة من المنافقين لا يخلو منها عصر وهي صفتهم في الاستهزاء بالمؤمنين.. و تمتلأ مجالسهم بالسخرية والاستهزاءؤ من فلانة المحجبة او التى تحضر دروس العلم او التى لا تكذب او تنم أو تختلط بالرجال وهم يصفون هذة التصرفات بالساذجة احيانا ويسخرون بالعالم الفلاني ويتهمونه أحيان بالفسق
الصفة السادسة: المؤامرة على المؤمنين ومعاونة الكافرين:
قال تعالى: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }
والمقصود أن هذه الصفة صفة ذميمة وهي أن يكون الرجل ذا لسانين أو ذا وجهين.. فإذا ما لقي المؤمنين قال: نحن معكم وآمنا كما آمنتم بل وصلى معهم وصام وربما شاركهم في كثير من الأعمال.. وإذا ذهب إلى شياطينه – شياطين الإنس الذين لا يقرون لله بالطاعة قالوا لهم: ( إنا معكم ) أي نحن على مثل ما أنتم عليه، ولا يمكن أن نفارقكم أو نفارق ما أنتم عليه ( إنما نحن مستهزؤون ) أي: إنما كان موافقتنا للمؤمنين وقولنا لهم ( آمنا ) إنما كان ذلك منا استهزاءً وسخرية بهم؛ لأنهم أدنى منكم منزلة – بزعمهم-.
( إن بعض الناس يحسب اللؤم قوة، والمكر السيء براعة.. وهو في حقيقته ضعف وخسة.. فالقوي ليس لئيماً ولا خبيثاً.. ولا خادعاً ولا متآمراً.. ولا غمازاً في الخفاء لمازاً.. وما يكاد القرآن يحكي فعلتهم هذه وقولتهم، حتى يصب عليهم من التهديد ما يهد الجبال الرواسيإذ يقول تعالى : ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) وما أبأس من يستهزئ به جبار السماوات والأرض وما أشقاه!! وإن الخيال ليمتد إلى مشهد مفزع رعيب، وإلى مصير تقشعر من هوله القلوب، وهو يقرأ ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) فيدعهم يخبطون على غير هدى في طريق لا يعرفون غايته،وهذا هو الاستهزاء الرهيب، لا كاستهزائهم الهزيل الصغير).
ولذلك نجد القرآن الكريم وصفهم أنهم مذبذبين بين الكفر والايمانإذ يقول الله تعالى : ( مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) لا الايمان استقر فى قلوبهم ولا الكفر خرج منهما وهكذا كل من اراد أن يضله الله يظل حياته كلها غير مستقرة
- الصفة السابعة : العمل على توهين المؤمنين وتخذيلهم :
إذ يقول الله تعالى : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً * قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً )[الأحزاب:12-18].
يثبطون المؤمنين عن فعل الطاعات والجهاد لله هذا وانك تجد من الناس كلما هممت بخير لتفعله وتحتسب الاجر عند الله تجد من يثبط من همتك ويقول لك مثلا كفاية صيام رمضان وصلاة كمان حجاب شرعى !!!!.....أو كفاية اننا نخرج زكاة كمان صدقة !!!! ...وهكذا كلما هممت بفعل خير وانهم يخفون فى انفسهم حقد على كل من يعمل لله لانهم يعلمون انه الحق و ان الحياة فى طاعة هى الحياة الحقيقية
ومن صفاتهم أيضا أنهم يأخذون من الدين ما سهل عليهم ويتقاعسون عن تنفيذ ما يشق عليهم كشهود صلاة العشاء والفجر في المسجد،صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابى هريرة رضى الله عنه " أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا ". رواة مسلم وإذا أرادوا شيئاً من العبادات فكأنما يستكرهون أنفسهم عليه، فيؤدونه بكسل وتثاقل، وأنهم يقولون مالا يفعلون، كما قال الله تعالى فى سورة النساء :" وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً " فلننظركل منا الى عباداته مع الله .....
من صفاتهم أيضا
مع المؤمنين فى الخير أما البتلاء فيتبراون من المؤمنين :
هكذا تخبرنا عنهم الايات :
:" ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ٱللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَـٰفِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَـٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً " [النساء:138-].
أذا أصاب المسلمون المؤمنون خير قالوا ناا معكم وافتخروا أنهم مسلمون
أما فى الازمات يتبراون من هذا المنهج وانه السبب فى تخلفنا ورجعيتنا
هؤلاء منافقون دخلاء على المسلمون الحقيقيون الصابرون المحتسبون ....
ولعل من حكمة الله تعالى أن يصيب المسلمين شيء من المحن والمصائب ليتميز صف المسلمين عن صف الكافرين وإخوانهم المنافقين، كما وقع ذلك للمسلمين مع النبي في معركة أحد حين أصيب المسلمون، وقتل منهم من قتل، بعد أن انخذل المنافقون وانسحبوا من الميدان قبل نشوب المعركة، قال سبحانه: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَـٰكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَـٰنِ يَقُولُونَ بِأَفْوٰهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل عمران:166، 167].
يخلفون الوعود :
قال تعالى :
" ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقنّ ولنكوننّ من الصالحين* فلما أتاهم من فضله بخلوا به، وتولوا وهم معرضون* فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون* ألم يعلموا أنّ الله يعلم سرّهم ونجواهم وأنّ الله علام الغيوب . " سورة التوبة ..
ومن يخلف وعده مع الله يخلف مع الناس فالعلاقة بين العبد وبين الله أقوى من العلاقة بين العبد والناس فغذ رأيت شخص يؤخر صلاة أو بصفة عامة يقصر فى ما بينه وبين الله فأعلم أنه حتما سوف يقصر فى علاقته بك انت ايضا فأحذره التكذيب بوعود الله من صفتهم أيضا
وهذة الصفة هى نتاج عدم يقينهم بان النصر والعزة للمسلمين مهما طال الوقت لم يمن الله عليهم بما من به على المؤمنين أنهم يروا فى كل محنة منحة وفى كل بلاء أختبار إذ يقول الله تعالى : {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * (الاحزاب 12)
ومن صفاتهم أيضا أنهم يقبضون أيدهم عن الانفاق فى سبيل الله كما تخبرنا الايات " لا ينفقون إلا وهم كارهون " وهذا أيضا كيف لمن ضعف ثقته بالله وبما عند الله من ثواب أن يخرج من ماله لله
فتدبر نفسك هل انت ممن ينفق مما يحب وانت تحتسب النية أم انت من هؤلاء ...؟؟؟؟ يسعون لارضاء الناس بسخط الله
ويقول تعالى ﴿يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه أن كانوا مؤمنين ﴾ (التوبة 62)
يحرصون على ارضاء الناس ألم يسمعوا قول رسولهم الكريم في رواية لإبن حبان: ((من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس)) [وسنده صحيح أيضا،
النفاق وأثره على الاخوة:
هذة كلمات قالها احد الصالحين عن النفاق بين الاصحاب قد تتأثر بها ولكنها الحقيقة التى يعيشها معظمنا إلا من رحم ربى عن الفضيل بن عياض : من علامات النفاق أن يفرح إذا سمع بعيب أحد أقرانه هذة أيضا صفة من صفات المنافق فلينظر كل منا إلى علاقته باخوانه ألم نقل فى بداية الحديث أنه داء اخفى من دبيب النمل ؟؟لذلك عرف ذلك التابعون فكانوا يستعيذون منه
اللهم انى اعوذ بك من خشوع النفاق
خشوع النفاق ...ماذا خشوع .... النفاق وما هو ذاك ؟؟؟....نعم هكذا قال احدى التابعين وهويستعذ منه قيل له وما خشوع النفاق ؟؟؟...ان ترى البدن خاشع والقلب ليس بخاشع يا الله الهذا هم لا يقومون الى الصلاة الا وهم كسالى فأنظر نفيسك ذحين تقوم الذفجر أو ذعند صلاة العشاء فى جماعة لما لا نقتفى أثر الصحابة والتابعين أم ان كل واحد منا يظن نفسه بعيد عن هذا الداء ..
عقوبة المنافقين
مثل ما تعددت صفاتهم تعددت عقوباتهم بين عقوبات مادية ومعنوية
لكون خطرهم على الإسلام أشد من الكافر الظاهر ذكرهم الله في آيات أكثر مما ذكر صفات المتقين والكافرين وكانت عقوبتهم أعظم من عقوبة الكافرين، فهم في الآخرة كما قال الله تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } (145) سورة النساء . لأن الكافر قضيته منتهية فظاهره مثل باطنه لكن الاخطر على الامة هم من يظهرون خلاف ما يبطنون
ومن العقوبات المعنوية للمنافقين أنهم إذا عرفوا لا يجوز الاستغفار لهم كما قال تعالى ) ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) تخيل هذا المنافق لا يصل عليه احد وهذا قد يترك أثر فى حياة اولاده من بعده ويوم القيامة يظهرهم الله ويضرب بينهم وبين المؤنين سور هو فى الاصل سور التفرقة بين من عاش حياته لله ومن عاش حياته لغير ذلك إذ يقول تعالى: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا) 13(فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور [الحديد:13-14]. ولانهم كانوا يخفون عسك ما يظهرون كذلك عقابهم فى الاخرة فهذا الباب ظاهرة مثل ما كانوا يظهرون وباطنه عقاب لما كانوا يبطنون فى الدنيا أيظن المنافق أن ما يخفيه على الله يغيب عن الله ألم يعلم أن الله علام الغيوب وأنه يتعامل مع القلوب وليس الصور والمظاهر وأنه إن استطاع ستره عن المؤمنين فإن الله مطلع على السرائر فليخش أن يفضح الله سريرته فى موضع يحب أن يستره الله فيه أم انه لا يحتاج إلى ستر الله فى حياته وحتى بعد مماته
(ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) ( التوبة 78)
وفى النهاية يجب على كل منا أن يقف مع نفسه يفتش عن هذا الداء بداخله فأن لم يجده فليحمد الله وان وجده فليحذر أن يؤتى الاسلام من قبله ويكون سبب فى تاخير النصر وننتبه ألى عباداتنا واخلاقنا لنطرد هذا الداء الخفى حتى يقبلنا الله ويرضى عنا فقد يؤخر النصر بأن واحد من أمته لم يتب من الذنب الذى هو مصر عليه فلا تكن انت أخى أو اختى فى الله ..
منقول بتصرف
ذلك الداء الذى دب إلى قلوبنا بدبيب أخفى من دبيب النمل فاصبح فى معاملتنا مع الله ومع الناس نتحرك به فى حياتنا دون أن نشعر ..
لا نخافه وقد أنزلت ثلاثة عشر أية فى أول سورة البقرة ذتصف لنا هذة الفئة من الناس لخطورة هذة الافة على القلوب وتفضح ما يخفون لعلنا بهذة الكلمات نلقى الضوء على هذا الداء نبحث عنه فى قلوبنا لنخرجه منها فتطهر قلوبنا وتتصل بالله ذلك هو النفاق
فإذا كنت تقول أنا بعيد عن النفاق فأحذر فهذة البداية كل شئ قد تتصوره بعيد عنك فانت تقترب منه خطوة خطوة خف على قلبك أن يصبه هذا الداء كما خافه الصحابة والتابعين فهذا الحسن البصرى يقول عنه : ما خافه إلا مؤمن وما امنه إلا منافق
كان عمر بن الخطاب يسأل حذيفة بن اليمان يا حذيفة أناشدك بالله هل سمانى لك رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟قال : لا ولا أزكى بعدك أحدا
فى البداية نحب ان نعرف أن النفاق نوعان :
النفاق الاعتقادي: ويسميه بعضهم: النفاق الأكبر، وبينه الحافظ ابن رجب رحمه الله بأن: يُظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويبطن ما يناقض ذلك كلَّه أو بعضه. قال: وهذا هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أما الثاني فهو النفاق العملي أو الأصغر ، وهو التخلق ببعض أخلاق المنافقين الظاهرة كالكذب،والتكاسل عن الصلاة..مع الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر، كما ورد في قوله صلى الله عليه وسلم: "آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان".
وإذا تاملنا فى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم نجد أن المنافقين أو هذة الصفة النفاق لم تظهر فى مكة ولكن ظهرت بعد الهجرة إلى المدينة والاستقرار وبناء دولة الاسلام بدا يظهر المنافقين يظهرون خلاف ما يبطنون يتساءل بعضنا فما صفاتهم وما علاماتهم حتى نحذر هذا الداء أن يصيب قلوبنا فها هى علامات إذا وجدتها وجدت منافق خالص
الصفة الأولى: يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام :
كما قال -تعالى-: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ } فهم في معاملاتهم وحلاوة ألسنتهم في الكلام تحسبهم مؤمنين، والله يكشف حالهم ويفضحهم إلى الأبد ليقول: ( وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ) بل حقيقتهم الكفر وبغض الدين .
الصفة الثانية: المخادعة والمكر :
قال تعالى: { يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } (9) سورة البقرة. فيحصل الخداع منهم لله ورسوله وللمؤمنين.. ويكون ذلك بإظهارهم ما أظهروه من الإيمان مع إسرارهم الكفر، فيعتقدون بجهلهم أنهم يخدعون الله بذلك، وأن ذاك نافعهم عند الله، وأنه يروج على بعض المؤمنين، كما قال –سبحانه-: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ } (18) سورة المجادلة.
الصفة الثالثة: قلوبهم مريضة :
قال –تعالى-: { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ } المرض هو الشك في حقيقة هذا الدين وصلاحيته لحكم الأرض والدنيا بأجمعها، قال ابن عباس: في قلوبهم مرض: أي شك، وكذا قال جمع من علماء السلف وقال بعضهم: أي في قلوبهم رياء. ( إن في طبيعتهم آفة.. في قلوبهم علة.. وهذا ما يحيد بهم عن الطريق الواضح المستقيم.. ويجعلهم يستحقون من الله أن يزيدهم مما هم فيه: ( فزادهم الله مرضاً ) فالمرض يُنشئ المرض.. والانحراف يبدأ يسيراً.. ثم تنفرج الزاوية في كل خطوة وتزداد، سنة لا تتخلف..).
الصفة الرابعة: يفسدون ويزعمون الإصلاح!
قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } قال أبو العالية: أي لا تعصوا في الأرض، وكان فسادهم ذلك معصية لله؛ لأنه من عصى الله في الأرض أو أمر بمعصيته فقد أفسد في الأرض؛ لأن صلاح الأرض والسماء بالطاعة. وعن مجاهد قال: إذا ركبوا معصية الله فقيل لهم: لا تفعلوا كذا وكذا، قالوا: إنما نحن على الهدى مصلحون وها هى الايات تخبرنا عنهم انهم الحلا ل عندهم حرام والباطل حق لا يفرقون بين منكر ومعروف إذ يقول الله تعالى : " . ٱلْمُنَـٰفِقُونَ وَٱلْمُنَـٰفِقَاتُ بَعْضُهُمْ مّن بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ هُمُ الْفَـٰسِقُونَ [التوبة:67].
ثم قال تعالى: { أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ } أي: ألا إن هذا الذي يعتمدونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد، ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فساداً.
إذا تأملنا المعنى جيدا نجد انهم فى أعتقادهم أنهم مصلحون ولكن فى النهاية يكشف رب العزة عن ما تخفيه قلوبهم وهذا ما نراه الان فى وسائل الاعلام وعلى شبكات النت يقولون انه الاصلاح انه التنوير ولكنهم فى الحقيقة يريدون ان تعيش امة الاسلام فى ظلام لا تخرج منه
الصفة الخامسة: الاستهزاء بالمؤمنين الصادقين:
قال تعالى: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَكِن لاَّ يَعْلَمُونَ } أي إذا قيل للمنافقين: آمنوا كما آمن الناس، وذلك بأن يصدقوا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وشرعه، كما آمن الناس الصادقون من الصحابة والتابعين ومن تبعهم في الهداية، كان الرد منهم على هذا الجواب رداً قبيحاً يدل على تعالي نفوسهم التي هي دنيئة أصلاً، فما كان منهم إلا أن قالوا مباشرة (أنؤمن كما آمن السفهاء ) ويقصدون بالسفهاء: كل من آمن بالله ورسوله وصدق وعلم بما شرعه الرسول -صلى الله عليه وسلم-.. والمنافقون كانوا يأنفون ويترفعون من هذا الاستسلام للرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويرونه خاصاً بفقراء الناس غير لائق بالعلية ذوي المقام! ومن ثم قالوا قولتهم هذه.. ومن ثم جاءهم الرد الحاسم، والتقرير الجازم: (ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ). ومتى علم السفيه أنه سفيه؟ ومتى استشعر المنحرف أنه بعيد عن المسلك القويم؟!.
فالمنافق يرى أنه بفعله ذلك ذكيٌ عالمٌ، والكافر يظن أنه بكفره على الحق والشيطان يزين ويزخرف الأهواء والباطل على أنها حقائق محضة، ويتبعه الجهلاء وهم لا يعلمون أنهم بفعلهم ذلك قد انحرفوا عن جادة الحق وطريق الإيمان..
وهذا المعنى يتكرر في كل زمان ومكان.. وهذه الصفة الخبيثة من المنافقين لا يخلو منها عصر وهي صفتهم في الاستهزاء بالمؤمنين.. و تمتلأ مجالسهم بالسخرية والاستهزاءؤ من فلانة المحجبة او التى تحضر دروس العلم او التى لا تكذب او تنم أو تختلط بالرجال وهم يصفون هذة التصرفات بالساذجة احيانا ويسخرون بالعالم الفلاني ويتهمونه أحيان بالفسق
الصفة السادسة: المؤامرة على المؤمنين ومعاونة الكافرين:
قال تعالى: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }
والمقصود أن هذه الصفة صفة ذميمة وهي أن يكون الرجل ذا لسانين أو ذا وجهين.. فإذا ما لقي المؤمنين قال: نحن معكم وآمنا كما آمنتم بل وصلى معهم وصام وربما شاركهم في كثير من الأعمال.. وإذا ذهب إلى شياطينه – شياطين الإنس الذين لا يقرون لله بالطاعة قالوا لهم: ( إنا معكم ) أي نحن على مثل ما أنتم عليه، ولا يمكن أن نفارقكم أو نفارق ما أنتم عليه ( إنما نحن مستهزؤون ) أي: إنما كان موافقتنا للمؤمنين وقولنا لهم ( آمنا ) إنما كان ذلك منا استهزاءً وسخرية بهم؛ لأنهم أدنى منكم منزلة – بزعمهم-.
( إن بعض الناس يحسب اللؤم قوة، والمكر السيء براعة.. وهو في حقيقته ضعف وخسة.. فالقوي ليس لئيماً ولا خبيثاً.. ولا خادعاً ولا متآمراً.. ولا غمازاً في الخفاء لمازاً.. وما يكاد القرآن يحكي فعلتهم هذه وقولتهم، حتى يصب عليهم من التهديد ما يهد الجبال الرواسيإذ يقول تعالى : ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) وما أبأس من يستهزئ به جبار السماوات والأرض وما أشقاه!! وإن الخيال ليمتد إلى مشهد مفزع رعيب، وإلى مصير تقشعر من هوله القلوب، وهو يقرأ ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) فيدعهم يخبطون على غير هدى في طريق لا يعرفون غايته،وهذا هو الاستهزاء الرهيب، لا كاستهزائهم الهزيل الصغير).
ولذلك نجد القرآن الكريم وصفهم أنهم مذبذبين بين الكفر والايمانإذ يقول الله تعالى : ( مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاَ إِلَىٰ هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) لا الايمان استقر فى قلوبهم ولا الكفر خرج منهما وهكذا كل من اراد أن يضله الله يظل حياته كلها غير مستقرة
- الصفة السابعة : العمل على توهين المؤمنين وتخذيلهم :
إذ يقول الله تعالى : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً * وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً * وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً * قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً * قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً * قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً )[الأحزاب:12-18].
يثبطون المؤمنين عن فعل الطاعات والجهاد لله هذا وانك تجد من الناس كلما هممت بخير لتفعله وتحتسب الاجر عند الله تجد من يثبط من همتك ويقول لك مثلا كفاية صيام رمضان وصلاة كمان حجاب شرعى !!!!.....أو كفاية اننا نخرج زكاة كمان صدقة !!!! ...وهكذا كلما هممت بفعل خير وانهم يخفون فى انفسهم حقد على كل من يعمل لله لانهم يعلمون انه الحق و ان الحياة فى طاعة هى الحياة الحقيقية
ومن صفاتهم أيضا أنهم يأخذون من الدين ما سهل عليهم ويتقاعسون عن تنفيذ ما يشق عليهم كشهود صلاة العشاء والفجر في المسجد،صدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابى هريرة رضى الله عنه " أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء، وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا ". رواة مسلم وإذا أرادوا شيئاً من العبادات فكأنما يستكرهون أنفسهم عليه، فيؤدونه بكسل وتثاقل، وأنهم يقولون مالا يفعلون، كما قال الله تعالى فى سورة النساء :" وَإِذَا قَامُواْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَاءونَ ٱلنَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ ٱللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً " فلننظركل منا الى عباداته مع الله .....
من صفاتهم أيضا
مع المؤمنين فى الخير أما البتلاء فيتبراون من المؤمنين :
هكذا تخبرنا عنهم الايات :
:" ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مّنَ ٱللَّهِ قَالُواْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ وَإِن كَانَ لِلْكَـٰفِرِينَ نَصِيبٌ قَالُواْ أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَـٰفِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً " [النساء:138-].
أذا أصاب المسلمون المؤمنون خير قالوا ناا معكم وافتخروا أنهم مسلمون
أما فى الازمات يتبراون من هذا المنهج وانه السبب فى تخلفنا ورجعيتنا
هؤلاء منافقون دخلاء على المسلمون الحقيقيون الصابرون المحتسبون ....
ولعل من حكمة الله تعالى أن يصيب المسلمين شيء من المحن والمصائب ليتميز صف المسلمين عن صف الكافرين وإخوانهم المنافقين، كما وقع ذلك للمسلمين مع النبي في معركة أحد حين أصيب المسلمون، وقتل منهم من قتل، بعد أن انخذل المنافقون وانسحبوا من الميدان قبل نشوب المعركة، قال سبحانه: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيَعْلَمَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَلِيَعْلَمَ ٱلَّذِينَ نَافَقُواْ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَـٰكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَـٰنِ يَقُولُونَ بِأَفْوٰهِهِم مَّا لَيْسَ فِى قُلُوبِهِمْ وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ [آل عمران:166، 167].
يخلفون الوعود :
قال تعالى :
" ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقنّ ولنكوننّ من الصالحين* فلما أتاهم من فضله بخلوا به، وتولوا وهم معرضون* فأعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون* ألم يعلموا أنّ الله يعلم سرّهم ونجواهم وأنّ الله علام الغيوب . " سورة التوبة ..
ومن يخلف وعده مع الله يخلف مع الناس فالعلاقة بين العبد وبين الله أقوى من العلاقة بين العبد والناس فغذ رأيت شخص يؤخر صلاة أو بصفة عامة يقصر فى ما بينه وبين الله فأعلم أنه حتما سوف يقصر فى علاقته بك انت ايضا فأحذره التكذيب بوعود الله من صفتهم أيضا
وهذة الصفة هى نتاج عدم يقينهم بان النصر والعزة للمسلمين مهما طال الوقت لم يمن الله عليهم بما من به على المؤمنين أنهم يروا فى كل محنة منحة وفى كل بلاء أختبار إذ يقول الله تعالى : {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا * (الاحزاب 12)
ومن صفاتهم أيضا أنهم يقبضون أيدهم عن الانفاق فى سبيل الله كما تخبرنا الايات " لا ينفقون إلا وهم كارهون " وهذا أيضا كيف لمن ضعف ثقته بالله وبما عند الله من ثواب أن يخرج من ماله لله
فتدبر نفسك هل انت ممن ينفق مما يحب وانت تحتسب النية أم انت من هؤلاء ...؟؟؟؟ يسعون لارضاء الناس بسخط الله
ويقول تعالى ﴿يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله أحق أن يرضوه أن كانوا مؤمنين ﴾ (التوبة 62)
يحرصون على ارضاء الناس ألم يسمعوا قول رسولهم الكريم في رواية لإبن حبان: ((من أرضى الله بسخط الناس كفاه الله، ومن أسخط الله برضى الناس وكله الله إلى الناس)) [وسنده صحيح أيضا،
النفاق وأثره على الاخوة:
هذة كلمات قالها احد الصالحين عن النفاق بين الاصحاب قد تتأثر بها ولكنها الحقيقة التى يعيشها معظمنا إلا من رحم ربى عن الفضيل بن عياض : من علامات النفاق أن يفرح إذا سمع بعيب أحد أقرانه هذة أيضا صفة من صفات المنافق فلينظر كل منا إلى علاقته باخوانه ألم نقل فى بداية الحديث أنه داء اخفى من دبيب النمل ؟؟لذلك عرف ذلك التابعون فكانوا يستعيذون منه
اللهم انى اعوذ بك من خشوع النفاق
خشوع النفاق ...ماذا خشوع .... النفاق وما هو ذاك ؟؟؟....نعم هكذا قال احدى التابعين وهويستعذ منه قيل له وما خشوع النفاق ؟؟؟...ان ترى البدن خاشع والقلب ليس بخاشع يا الله الهذا هم لا يقومون الى الصلاة الا وهم كسالى فأنظر نفيسك ذحين تقوم الذفجر أو ذعند صلاة العشاء فى جماعة لما لا نقتفى أثر الصحابة والتابعين أم ان كل واحد منا يظن نفسه بعيد عن هذا الداء ..
عقوبة المنافقين
مثل ما تعددت صفاتهم تعددت عقوباتهم بين عقوبات مادية ومعنوية
لكون خطرهم على الإسلام أشد من الكافر الظاهر ذكرهم الله في آيات أكثر مما ذكر صفات المتقين والكافرين وكانت عقوبتهم أعظم من عقوبة الكافرين، فهم في الآخرة كما قال الله تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا } (145) سورة النساء . لأن الكافر قضيته منتهية فظاهره مثل باطنه لكن الاخطر على الامة هم من يظهرون خلاف ما يبطنون
ومن العقوبات المعنوية للمنافقين أنهم إذا عرفوا لا يجوز الاستغفار لهم كما قال تعالى ) ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) تخيل هذا المنافق لا يصل عليه احد وهذا قد يترك أثر فى حياة اولاده من بعده ويوم القيامة يظهرهم الله ويضرب بينهم وبين المؤنين سور هو فى الاصل سور التفرقة بين من عاش حياته لله ومن عاش حياته لغير ذلك إذ يقول تعالى: يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا ورائكم فالتمسوا نورا) 13(فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور [الحديد:13-14]. ولانهم كانوا يخفون عسك ما يظهرون كذلك عقابهم فى الاخرة فهذا الباب ظاهرة مثل ما كانوا يظهرون وباطنه عقاب لما كانوا يبطنون فى الدنيا أيظن المنافق أن ما يخفيه على الله يغيب عن الله ألم يعلم أن الله علام الغيوب وأنه يتعامل مع القلوب وليس الصور والمظاهر وأنه إن استطاع ستره عن المؤمنين فإن الله مطلع على السرائر فليخش أن يفضح الله سريرته فى موضع يحب أن يستره الله فيه أم انه لا يحتاج إلى ستر الله فى حياته وحتى بعد مماته
(ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب) ( التوبة 78)
وفى النهاية يجب على كل منا أن يقف مع نفسه يفتش عن هذا الداء بداخله فأن لم يجده فليحمد الله وان وجده فليحذر أن يؤتى الاسلام من قبله ويكون سبب فى تاخير النصر وننتبه ألى عباداتنا واخلاقنا لنطرد هذا الداء الخفى حتى يقبلنا الله ويرضى عنا فقد يؤخر النصر بأن واحد من أمته لم يتب من الذنب الذى هو مصر عليه فلا تكن انت أخى أو اختى فى الله ..
منقول بتصرف