تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ضبط المصطلحات البيداغوجية و النقدية


س_حمزة
2012-12-28, 08:54
الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
وزارة التربية الوطنية

المفتشية العامة للبيداغوجية مـــــديريـة التربيــــــة
المادة : اللغة العربية وآدابها لولايـــة أم البواقـــــي
مقـــــــاطعة أم الـبواقـــــــــي












من إعداد أساتذة اللغة العربية وآدابها
لمقاطعة أم البواقي (غرب)

تحت إشراف: مفتش التربية الوطنية الـعيـــد القـــرمــــي


بســــــــــــم الله الرحمن الرحيم
* المقدمــــــة :
إن من أولى الصعوبات التي تواجه الباحث والمربي في البلاد العربية مشكل اللغة وقضية المصطلحات العلمية و الحضارية والفنية وذلك لعدم الاهتمام بهذا الجانب المعرفي الحساس , ثم إن كل نهضة علمية تصاحبها نهضة في اللغة والمفاهيم والمصطلحات، وكون الأمة العربية مستهلكة للمنتوج الحضاري الغربي ومن ثم فهي بالضرورة مستهلكة للمصطلح .
ومما لاشك فيه إن العناية بالمصطلحات و تحديد مفاهيمها بدقة علمية أساس في التحصيل العلمي، إذ إن لكل علمٍ مصطلحات ومفاهيم تميزه عن غيره , والتمكن فيها وحذقها ضروري للاكتساب والمعرفة .
ولا جرم أن رأينا أسلافنا يولون هذا الجانب ما يستحق من عناية واهتمام , يقول الدكتور عمار طالبي :« ولنا تقاليد في وضع المصطلحات والاهتمام بتحديد مفاهيمها منذ فجر حضارتنا» ثمّ سرد طائفة من أسماء الأعلام الذين اهتموا بهذا الجانب من بينهم الكندي (ت 252 هـ) الذي ألف رسالة (في حدود الأشياء ورسومها ) و الخوارزمي الذي ألف كتاب (مفتاح العلوم ) ...
ثم إن التّقدم في شتى الحقول المعرفية والتطور والتنوع الهائلين في مختلف الفروع العلمية والتقنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، كان سببا في اهتمام الخبراء والباحثين في كل من يضع المصطلحات الخاصة بكل فرع من فروع المعرفة بل إنهم أنشأوا لذلك علما خاصا هو علم المصطلحات .
وإذا أردنا نحن أن نؤسس لمنظومتنا التربوية فما علينا إلا العناية بهذا الجانب حتى نكوّن عقولا علمية وفنية ونبتعد بطلبتنا عن العمومية والضبابية بحيث نعطي لكل مصطلح المفهوم الذي يناسبه , ويعبر عنه بصدق , وانطلاقا من هذه المعطيات والمتطلبات أدرجنا طائفة من المصطلحات البيداغوجية والمفاهيم الفنية والنقدية ضمن المشروع البيداغوجي للمقاطعة وحددنا مراحل الإنجاز وطريقة العمل , وفنيات الإخراج لنضع حدا للتأويلات أو لصيانة أساتذتنا وطلابنا من الثّقافة اللّفظية ، وحملهم على تصور موحد يمكنهم من التحكم في مفردات مادة التّدريس , ولغة التواصل .
وقد كان "كونفيشيوس" محقا حين قال :«لو كنت رئيسا لأصدرت أول قرار يقضي بتحديد المفاهيم»
فالله أسأل أن يكون مشروعنا الذي بعنوان :« ضبط المفاهيم النقدية ، والمصطلحات البيداغوجية »، تلبية صادقة وجادة لنداء أهل الخبرة والاختصاص في ضرورة الضبط والتحكم والتوحيد بغية توحيد الخطاب ، واقتحام حقول المعرفة على اختلاف أنواعها بثقة وثبات .

وفي الأخير أتقدّم بآيات الشكر و الامتنان لكل الذين أسهموا في إنجاز هذا المشروع البيداغوجيي المتواضع , وأرجو أن يكون لبنة مفيدة في صرح المنظومة التّربوية .






أم البواقي : 2011.01.24
مفــتش التــربية الوطنـــــية العيد القرمــي

صفوفة ضبط المصطلحات البيداغوجية والمفاهيم النقدية

الرقم المصطلحات البيداغوجيــــــة الرقم المفاهيـــم الأدبيـة والنقديـــة
01
تعريف البرامـج والمناهج والفرق بينهما
المقاربة بالكفاءات والمفاهيم المجاورة لها (القدرة ، الاستعداد، المهارة، الميول، المراقبة، الأداء، الإنجاز، السلوك)
مفهوم الكفاءة وأنواعها
ملمح الكفاءة
النشاط ومرجعية الكفاءة
مفهــوم الوضعية وأنواعها
المؤشر والمعيار والفرق بينهما
الفرق بين التعليم والتعلم والأهداف العلمية
مفهـوم الوحدة التعلمية
استراتيجية تناول وحدة تعلميـة (مفهوم مخطط) 01
02
03
16 المقاربة النصية
الاتساق والانسجام والفرق بينهما
علم البلاغة والأسلوبية
الاتجاه اللساني في الخطاب والاتجاه الأسلوبي في الخطاب
الصورة الذهنية، والصورة الشعرية
التناص
قانون الوحدات الثلاث الأرسطي
زمن الكتابة، وزمن القراءة
اللغة الجاهزة واللّغة التي تخلقها التجربة
فضاء خارج نصي، وفضاء عبر المتخيل الشعري
التبئير
البرنامج السردي
بؤرة التوتر في النص المسرحي والقصصي
الشخصيات المساعدة والمعارضة
المرجعيةاللغوية
اللّسانيات التداولية
أولا: مصفوفـة المصطلحات البيداغوجيــــــة
أ‌) تعريف المنهاج :
 يتمثل في مجموع الخبرات التي تهيأ للمتعلم و التّي تستهدف مساعدته على النمو الشامل المتكامل لكي يكون أكثر قدرة على التكيّف مع ذاته ومع الآخرين على اعتبار أن المنهاج هو أهم أداة يضعها المجتمع لتربية الأجيال وفق الصورة النموذجية التي يرغب أن يكون عليها الجيل الناشئ .
 وثيقة بيداغوجية رسمية تصدر عن وزارة التربية الوطنية لتحديد الإطار الإجباري لتعليم مادة دراسية ما

ب‌) تعريف البرنامج :
هو مخطط من الدروس ضمن وحدات محددة يسير وفقه المعلم خلال مهمة التعليم.
ت‌) الفرق بين المنهاج و البرنامج :

 الاختلاف في الاستعمال من طرف المدارس الغربية نفسها، فالمدرسة الفرنسية تستعمل لفظة برنامج للدلالة على المنهاج...
 كما أن المنهاج أشمل من البرامج من حيث إنه يرسم أهدافا عامة وطرائق شاملة وتوزيعا للوقت و تحديدا لمبادئ التكوين و التسيير الإداري وتوزيعا لأوقات العمل أو المقرر ، وقد يكتفي بتحديد المحتوى، وقد يلتقي مع المنهاج في المبادئ مثل الأهداف و الوسائل و الطرائق و أساليب التقييم .
 ومن خلال الجدول التالي نحاول أن نبرز أهم الفرو قات.
المجــال البـرنامــــج المنهـــــــاج
طبيعة المنهاج  المقرر الدراسي مرادف المنهاج
 يركز على الكم الذي يتعلمه الطالب
 يركز على الجانب المعرفي في إطار ضيق
 يهتم بالنمو العقلي للطلبة
 يكيف المتعلم للمنهاج  المقرر الدراسي جزء من المنهاج
 يهتم بطريقة تفكير الطالب و المهارات التي تواكب تطوره
 يهتم بجميع أبعاد نمو الطالب
 يكيف المنهاج للمتعلم
تخطيط المنهاج  يعده المتخصصون في المادة الدراسية
 يركز على منطق المادة الدراسية
 محور المنهاج " المادة الدراسية  يشارك في إعداده جميع الأطراف المؤثرة و المتأثرة
 يشمل جميع عناصر المنهاج
 محور المنهاج " المتعلم "
المادة الدراسية  غاية في حد ذاتها
 لا يجوز إدخال أي تعديل عليها
 ويبنى المقرر الدراسي على التنظيم المنطقي للمادة
 المواد الدراسية منفصلة
 مصدرها الكتاب المقرر  وسيلة تساعد على نمو الطالب نموا كاملا
 تعدل حسب ظروف الطلبة واحتياجهم
 يبني المقرر الدراسي في ضوء خصائص شخصية المتعلم
 المواد الدراسية مترابطة ومتكاملة
 مصادرها متعددة
طريقة التدريس  تقوم على التعلم و التلقين المباشر
 لا تهتم بالنشاطات
 تسير على نمط واحد  تقوم على توفير الشروط و الظروف الملائمة للتعلم
 تهتم بالنشاطات بأنواعها
 بها أنماط متعددة
 تستخدم وسائل تعليمية متنوعة
المتعلم  سلبي غير مشارك
 يحكم عليه بمدى نجاحه في امتحانات المواد الدراسية  إيجابي مشارك
 يحكم عليه بمدى تحكمه نحو الأهداف المنشودة ( مهارات،كفاءات .....)
المعلم  علاقته تسلطية مع الطلبة
 يحكم عليه بمدى نجاح المتعلم في الامتحانات
 لا يراعي الفروق الفردية بين الطلبة
 يشجع على تنافس الطلبة في حفظ المادة
 دور المعلم ثابت
 يهدد بالعقاب ويوقعه  علاقته تقوم على الانفتاح و الثقة و الاحترام المتبادل
 يحكم عليه في ضوء مساعدته للطلبة على النمو المتكامل
 يراعي الفروق الفردية بينهم
 يشجع الطلبة على التعاون في اختيار الأنشطة وطرائق ممارستها
 دور المتعلم متغير
 يوجه ويرشد
الحياة المدرسية  تخلو الحياة المدرسية من الأنشطة الهادفة
 لا ترتبط الحياة المدرسية بواقع الحياة الاجتماعية
 لا توفر جوا ديمقراطيا  تهيئ الحياة المدرسية للمتعلم الجو المناسب لعملية التعلم
 تقوم على العلاقات الإنسانية بمفهومها الواقعي
 توفر للمتعلمين الحياة الديمقراطية داخل المدرسة
البيئة الاجتماعية للمتعلمين  يتعامل المنهاج مع الفرد المتعلم بانغلاق ،أي لا علاقة له بالإطار الاجتماعي
 يهمل البيئة الاجتماعية للمتعلم ولا يعدها من مصادر التعلم
 لا يوجه المدرسة لتخدم البيئة الاجتماعية
 يقيم الحواجز و الأسوار بين المدرسة و البيئة المحلية  يتعامل مع الطالب كفرد اجتماعي متفاعل
 يهتم بالبيئة الاجتماعية للمتعلم ويعتبرها من مصادر التعلم
 يوجه المدرسة لخدمة البيئة الاجتماعية
 لا يوجد بين المدرسة و المجتمع أسوار

• القدرة :La capacité )) استعداد مكتسب أو متنام يسمح للفرد بالنّجاح في أداء نشاط بدني أو فكري أو مهني.
• المهارة : ( Habilite) وسيلة تعلم مرتبطة بالمجال المعرفي ،العاطفي ،الأخلاقي أو الحركي ...الخ .
والمهارة في واقع الأمر قدرة وصلت إلى درجة الإتقان والتحكم الخاص في إنجاز مهمة .
• بين القدرة و المهارة : إن مصطلح مهارة يبدو أكثر خصوصية من مصطلح قدرة وذلك من حيث إن المهارة تكون منصبة على أعمال قابلة للملاحظة بسهولة ،وعلى العموم ، إن المهارة ذات صلة بما هو تطبيقي ،عملي بينما القدرة ترتبط أصلا بسعة الاستعداد و المعارف .
• الاستعداد : ( Aptitude) القدرة الكامنة في الفرد، يتحول الاستعداد إلى قدرة إن توفرت للفرد فرص للتدريب .
• بين الاستعداد و القدرة : إن الاستعداد رافد من روافد القدرة ،الاستعداد يسمح بتنمية القدرة وتطويرها وكذا إنجاز مهام و أعمال بصورة مرضية ،إذن فالقدرة هي تحيين الاستعداد (الاستعداد + التدريب = القدرة)
• الخبرة : هي تفاعل واستجابة بين المعلم والمتعلم ، وهي مصدر التعليم ومنبعه ، ونجاح المعلم مع تلاميذه مرتبط بهذا التفاعل .
• المفاهيم : تندرج تحت المفاهيم: المعلومات و القواعد و المبادئ التي تتناول ناحية خاصة من نواحي السلوك وهي ناحية المعرفة .
• الميول : يقصد بالميل اتجاه الإنسان أو نزوعه إلى أن يسلك سلوكا معينا بغية الوصول إلى هدف أو مقصد خاص .
• التّذوق : نعني به الحساسية الفنية ،فهي التي ينتبه فيها وعي المتعلم إلى نواحي الجمال أو القبح أو إلى نواحي الرقة أو الخشونة ، فالمتعلم الذي يكون له ذوق في ناحية ما، هو الذي يدرك ويقدر ما في هذا العمل الذي يتذوقه من الجمال و تكوين الذوق من أهم ما نسعى إليه في تدريس الأدب .
تعريف الميل :
 جيلفورد : الميل هو نزعة سلوكية عامة لدى الفرد تجذبه نحو نوع معين من الأنشطة .
 جون ديوي : الميل هو حالة يشعر فيها الفرد بأنه يحقق ذاته ،أو يجد نفسه من خلال قيامه بعمل معين .
 جيرسلم وتاسش : يعرفان الميل بأنه نوع من النشاط يثير شعورا سارا عند الشخص أما التعريف الإجرائي للميل فهو الاستجابة لرغبة في شيء معين أو استجابة لعدم الرغبة فيه .
الأداء (performance) : الأداء هو الحالة الفعلية للعمل
يعتبر الأداء ركنا أساسيا لوجود الكفاية ،ويقصد به أداء مهام في شكل أنشطة أو سلوكات آنية ومحددة وقابلة للملاحظة و القياس ، وعلى مستوى عال من الدقة و الوضوح . ومن أمثلة ذلك الأنشطة التي تقترح لحل وضيعة مشكلة .
الإنجاز (Achèvement ) : الإنجاز هو نهاية الفعل للعمل
يعتبر الانجاز إنجازا إذا استطعت أن تنتصر على كل المعوقات و التحديات التي تواجهك وحولت كل هذا إلى نتائج ملموسة .
دواعي تبني المقاربة بالكفاءات:
 التخفيف من محتويات المواد المدرسية .
 تفعيل المحتويات و المواد التعليمية في المدرسة وفي الحياة .
 السعي إلى تثمين المعارف المدرسية وجعلها صالحة للاستعمال في مختلف مواقف الحياة .
 الطموح إلى تحويل المعرفة النظرية إلى معرفة نفعية ...إلخ .
2- التعريف اللغوي للكفاءة :
جاء في معجم الوسيط الجزء 2:
الكفاءة : المماثلة في القوة و الشرف ، ومنه الكفاءة في الزواج، أن يكون الرجل مساويا للمرأة في حسبها ودينها .
الكفاءة في العمل القدرة عليه، وحسن تصريفه (مولد) ، و الكفء المماثل و القوي القادر على تصريف العمل ج أكفاء . وكفاه الشيء يكفي كفاية ، استغنى به عن غيره فهو كاف وكفي ولفظة كفاءة تقابلها في اللغة الفرنسية كلمة :compétence هذا عن مدلول اللفظ اللغوي ، أما عن مدلولها في سياق بيداغوجي فيكون كالأتي :
1- الكفاءة مجموعة من المعارف السلوكية التي تسمح بأداء دور أو وظيفة أو نشاط بشكل مناسب وفعال .
2- الكفاءة مجموعة مندمجة من الأهداف المميزة ، تتحقق في نهاية مدة تعليمية أو مرحلة دراسية .
فالكفاءة هي معرفة عملية . بمعنى القدرة على الإدماج و التسخير وتجنيد (la mobilisation) مجموعة من الإمكانات ( معلومات، استعدادات ، قدرات على التحليل ) في سياق معين لمواجهة مختلف المشاكل المصادفة ، أو من أجل إنجاز مهمة .
ومعنى هذا أن ممارسة كفاءة معينة يحدث – لا محالة – ضمن وضعية مندمجة ذات دلالة . والوضعية المندمجة تسمح للمتعلم بأن يبين قدرته على تسخير مختلف المكتسبات بصورة فعالة وإجرائية ، إنه سعي إلى جعل التعلمات ذات دلالة .
ومفهوم الكفاءة يختلف مدلولا من مادة إلى أخرى ، فمثلا بالنسبة إلى مادة معينة ،فالكفء هو ذلك الذي يستطيع أن يحل مسألة معقدة ، وفي مادة أخرى فالكفء ما استطاع أن يبدع إنتاجا أصيلا ،وفي أخرى ما تمكن من التأثير في محيطه .
أنواع الكفاءات :
أ‌) الكفاءة القاعدية (Compétence de Base):
وهي كفاءة تلزم المتعلم التحكم فيها ليتمكن من الدخول بيسر في تعلمات جديدة مرتبطة بها .
نحو:
1- القدرة على توظيف الحروف الجازمة في مواضيع مختلفة تتمحور حول قيمة العمل في حياة الفرد والمجتمع .
فإذا ما أردفنا هذه الكفاءة بتعليمات جديدة ومرتبطة كأسماء الشرط الجازمة لفعلين ،فإن المتعلم لا يجد صعوبة في ممارستها ، فضلا عن أساليب التواصل الأخرى .
نحو:
2- ينتج المتعلم حوارا يوظف الأعمال اللغوية الملائمة لمقام التواصل محترما فيه تقنيات الحوار .
مؤشر الكفاءة : هو فعل أو سلوك المتعلم الذي يمكننا من تحديد مستوى الإنجاز ، ودقة إتقانه ،وفي شروط مغايرة باستعمال إنجاز ذي طابع إدماجي ، يتوافر على الجودة و الملاءمة المطلوبة .
مثال ذلك : أن يحرر التلميذ فقرة ذات دلالة ،تتوافر على حروف وأسماء الشرط الجازمة لفعلين ،مع ضبط فعل الشرط وجوابه بالشكل
• منصوص الكفاءة :(Enonce Compétence )
وهو تعريف للكفاءة المراد اكتسابها من قبل المتعلم .
مثل : القدرة على ممارسة تقنيات التعبير .
ب‌) كفاءة الإتقان :
إن كفاءة الإتقان هي كفاءة قاعدية وصلت إلى درجة أعلى في التحكم ، ولكنها لا تعين المتعلم في الانتقال إلى متابعة التعلمات الموالية .
مثال ذلك :
في السنة الأولى ثانوي يضع المتعلم تصميما لموضوع أدبي = كفاءة إتقان أما إذا استعان بالدفتر أو التعليمات المباشرة فهي كفاءة قاعدية .
ت‌) الكفاءة الختامية : (compétence terminales)
وهي الكفاءة التي يتحكم فيها المتعلم عند نهاية مرحلة تكوينية ، مثال ذلك :
في النهاية السنة الأولى من التعليم الثانوي وفي وضعيات دالة ومتنوعة يكون المتعلم اعتمادا على التعليمات قادرا على إنتاج نص يتألف من أربع فقرات على الأقل في شكل وصف متماسك الأجزاء .
ث‌) الكفاءات العرضية :
وهي كفاءات للتوظيف في مختلف المواد وبدرجات متفاوتة مثل :
 النطق السليم لكل مقروء
 الإجابة بلغة واضحة عما يواجه ويصحح أخطاءه
 يختار ويبرر اختياره
 يتعرف على الخطأ، ويحلله ويصحح أخطاءه .
 يكيف سلوكه مع الأنشطة المقترحة عليه .
 احترام قواعد الحياة الجماعية و التكيف مع متطلباتها .
إن الكفاءة العرضية توافق المعرفة الفعالة المبنية على التجنيد والاستعمال الفعال لجملة من المعطيات فهي تتعدى الكفاءة الخاصة بالمواد ، إذ تقوم بإدماجها لتصبح شاملة وفعالة أكثر في مساعدة المتعلم على حل إشكالياته المختلفة إن على مستوى الأسرة، أو على مستوى المجتمع .
وقد تم حصر مجموعة من الكفاءات العرضية نوجزها في الآتي :
1.1- الكفاءات ذات الطابع الفكري :
وهذه الكفاءات للمتعلم بمعايشة الواقع و التلاؤم معه وفهمه وتفسيره، ويستدعي تجنيد المهارات ،مثل : تفتح الفكر ،الفضول الفكري ، هاجس الدقة ، الرغبة في التعلم وحب النجاح ،الشعور بالقوة .
الكفاءة 1 : استغلال الخبر .
القدرات - العودة إلى الذاكرة الجماعية .
 بناء أسئلة ملائمة .
 اختيار الخبر و التأكد من صحته .
ملمح الكفاءة :
 هو فعل أو سلوك المتعلم الذي يمكننا من تحديد مستوى الإنجاز و دقة إتقانه ،وفق شروط معيارية باستعمال إنجاز ذي طابع إدماجي ، يتوفر على الجودة و الملائمة المطلوبة .
 هو جملة المواصفات التي يتميز بها الفرد قبل أو بعد مسار تكويني معين نحو: أن يحرر التلميذ فقرة ذات دلالة ، تتوافر على حروف وأسماء الشرط الجازمة لفعلين ،مع ضبط فعل الشرط وجوابه بالشكل .
وينقسم إلى قسمين :
1- الملمح القبلي: ويسمى ملمح الدخول .
2- الملمح ألبعدي : ويسمى ملمح الخروج .
النشاط ومرجعية الكفاءة :
تعريف النشاط :
هو ذلك البرنامج الذي تنظمه المدرسة متكاملا مع البرنامج التعليمي يقبل عليه المتعلم برغبة ويزاوله بشوق وميل تلقائي بحيث يحقق أهدافا تربوية معينة سواء ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية أو باكتساب خبرة أو مهارة أو اتجاه علمي أو عملي داخل الفصل أو خارجه وأثناء اليوم الدراسي أو بعد انتهاء الدراسة على أن يؤدي ذلك إلى نمو في خبرة الطالب وتنمية هواياته وقدراته والاتجاهات التربوية و الاجتماعية المرغوبة
النشاط: كما يعرفه القاموس التربوي :" وسيلة وحافز لإثراء المنهج ، وإضفاء الحيوية عليه . وذلك عن طريق تأمل الطلبة في البيئة و إدراكهم لمكوناتها المختلفة من طبيعية إلى مصادر إنسانية و مادية بهدف اكتسابهم الخبرات الأولية التي تؤدي إلى تنمية معارفهم واتجاهاتهم وقيمهم بطريقة مباشرة .
وللغوص أكثر في معرفة بيداغوجيا الكفاءات نسلط الضوء على الخلفية العلمية التي انطلقت منها .
تستقي بيداغوجيا الكفاءات نظريتها المعرفية من أحدث النظريات العلمية المختلفة في شتى ميادين المعرفة الإنسانية فهي كغيرها من النظريات الحديثة منفتحة على ما يناسبها من المستجدات في جميع المجالات بصفة عامة لكنها تبني مفاهيمها وخصائصها وأسسها العلمية بصفة خاصة ومباشرة من مرجعيتين أساسيتين :
أ‌- المرجعية النفسية أو السيكولوجية : وتضم ثلاثة اتجاهات معرفية نختصرها في الآتي :
1- النزعة البنائية : << نشأت النزعة البنائية كرد فعل لحركة السلوكية التي كانت تحصر التعلم في مبدأ مثير – استجابة ومن الرواد الأوائل الذين عملوا على تطوير البنائية مجموعة من الباحثين منهم : بياجي ،فيقوتكسي وبرونير .
ومما يجدر ذكره أن البنائية تهتم بالدرجة الأولى بالدور النشيط الذي يؤديه المتعلم في العملية التعليمية – التعلمية وتجعل منه محور الفعل التعليمي .
والبنائية تعتبر بأن المعلومات الجديدة تكتسب تدريجيا عن طريق ربطها بالمعلومات الداخلية ومن الأسس التي ترتكز عليها البنائية ما يأتي :
 تشجيع الاستقلالية و المبادرة لدى المتعلم .
 تقديم أنشطة ذات دلالة بالنسبة إلى المتعلم .
 تشرح أهداف النشاط و المفاهيم المرتبطة به .
 ترجع المتعلم إلى مختلف المصادر لتسمح له بإثراء و بناء واقعه وفهمه بشكل جلي.
 تثير التساؤلات لدى المتعلم .
 تدرب المتعلم على إقامة علاقات بين تعلماته بهدف تثمينها .
 تأخذ بيد المتعلم وتجعله يسهم في تنظيم أنشطة التعلم .
 تطلب من المتعلم أن يسهم في تنظيم أنشطة التعلم .
 تدمج المتعلم في الفعل التعلمي لتجعله يبني معارفه ومعارفه الفعلية والسلوكية بنفسه .
وعلى العموم إن النزعة البنائية في الحقل البيداغوجي تنطلق من مبدأ مفاده أن المعلم لا يقدم معارف جاهزة إلى المتعلم ولكن يعينه فقط بتوجيهات سديدة بالشكل الذي يسمح للمتعلم ببناء معلوماته ومعارفه الفعلية والسلوكية >> (1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
(1) دليل أستاذ اللغة العربية ، الخاص بكتاب السنة الأولى من التعليم العام الثانوي و التكنولوجي ، السابق ذكره ص (6،7).

<< ولهذا فإن بعض الخبراء يحدد الكفاءة بكونها معرفة مهارية وإنها تكتسب في سياق الإنجاز في ظل النزعة البنائية المتعلم يمثل محور العملية التعليمية ، التعلمية غير أن هذا لا يعني تغييب دور المعلم حيث أن المعلم يؤدي دورا في اكتساب المتعلم المعارف وفي تنظيم نشاطات التعلم وإذكائها وتقييمها الأمر الذي يؤدي إلى إدماج المعارف و المعارف الفعلية و المعارف السلوكية .
والخلاصة يكون المعلم في وضعية قيادة المتعلم إلى إدماج مكتسباته في معالجة وضعيات فعلية وهذا من صميم المقاربة بالكفاءات >> . (1)
2- علم النفس المعرفي :
<< وهو فرع جديد من علم النفس ظهر في السنوات الأخيرة يهتم بالتعلم وبالكيفية التي تتم بها اكتساب المعارف ومن أهم أفكاره أنه يقسم المعارف إلى ثلاثة أقسام :
 المعارف الخبرية : ترتبط بالخبرة
 المعارف الإجرائية : يقسم المعارف الجديدة إلى خطوات
 المعارف الشرطية : تربط الأشراط بالتعلم المكتسب .>>. (2)

3- علم الأعصاب : << حاول هذا العلم تفسير الكيفية التي يبدع بها المخ الإنساني الأفكار ويسيرها و أهم الأفكار التي طرحت للبحث في هذا العلم هي الظواهر الكهربية الكيماوية التي تسمح بمتابعة دوران المعلومات في المخ من جهة وبين دورانها بين المحيط و الذاكرة السمعية الحركية و الذاكرة القصيرة و الطويلة المدى >>. (3)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
1. دليل أستاذ اللغة العربية ، الخاص بكتاب السنة الأولى من التعليم العام الثانوي و التكنولوجي ، السابق ذكره ص (7).
2. ، (3) – محاضرة في اللسانيات العامة للدكتور بعطيش قدمها لطلبة السنة الرابعة أدب عربي ( 2006،2007) بالمدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة .
1- ما هي وضعية التعلم ؟
مفهوم الوضعية :
وضعية التعلم هي مجموعة ظروف تقترح تحديا معرفيا للمتعلم ، يوظف فيها قدراته لمعالجة الإشكال المطروح وهو بذلك يكتسب كفاءات تمكنه من بناء معرفته . وبتعبير آخر فإن الوضعية هي المحيط الذي يتحقق داخله نشاط المتعلم .
و الوضعية تتكون من كفاءات بمعنى ( وضعية مشكل ) أي مجموعة المعارف التي تندرج داخل سياق معين ، يتم الربط بينها لانجاز عمل ما .
الوضعية المشكلة في المقاربة بالكفاءات :
هي الوضعية التي يكون فيها المتعلم أمام عقبة أو تناقص ،يجعله يعيد النظر في معارفه ومعلوماته . إنها مشكلة تدعو المتعلم إلى طرح مجموعة من التساؤلات ، ويتعين عليه أن يستحضر فيها كل ما اكتسبه من مفاهيم ، قواعد ، قوانين نظريات ، منهجيات وغيرها من الخبرات .وذلك في مختلف المواد .الوضعية المشكلة إذا هي كل نشاط يتضمن معطيات أولية ( موارد ) وهدفا ختاميا وصعوبات ( عراقيل ) يجهل حلها وتوجيهها . مثلا : إذا كلفنا المتعلم في بداية التعلم بكتابة رسالة إلى جهة ما دون دراية مسبقة بتقنيات التحرير فإنهم يكونون أمام وضعية مشكلة .
هـــام : يمكن توظيف الوضعية المشكلة كوسيلة للتعلم والتقويم .
4- أنواع الوضعيات :
وضعية تعلميه: و هي وضعية ديداكتيكية استكشافية ، تهيئ للمتعلم تعلمات جديدة ( معارف ، أداءات ، مواقف وقيم ) بعضها مكتسب لدى التلميذ و البعض الآخر جديد عليه ، تتم في الزمان و المكان في بشكل فردي أو جماعي .
وضعية إدماجية : وهي وضعية تخص إدماج مكتسبات المتعلم و التأكد من كفاءته ، وتستعمل أيضا في تقويم مدى تحكمه في الكفاءة المستهدفة .وفي هذه الحالة تعالج بشكل فردي .
هام : يتم بناء وصياغة الوضعية التعليمة و وضعيات الإدماج و التقويم من طرف الأستاذ وبكل ما من شأنه أن يعي دافعية المتعلم ونشاطه وبشكل فردي أو في إطار المجموعة .



مفهوم عائلة الوضعيات :
يجب أن تنطلق الكفاءة من وضعيات متباعدة أو متقاربة .مثل وضعيات قيادة السيارة في المدينة ، فيها وضعيات مختلفة لكنها من نفس العائلة ( اختلاف أنواع المسالك –اختلاف الأوقات – اختلاف الظروف – اختلاف كثافة حركة المرور ...الخ .)
أمثلة للوضعيات الإدماجية :
1- أمام اختلال توازن نظام بيئي ما ، وفي وضعية جديدة مستقاة من المحيط ، يكون التلميذ قادرا على اقتراح حلول علاجية لها .
2- انطلاقا من وضعية إشكالية جديدة في الحيات اليومية أو ظاهرة جغرافية ( كسوف – فيضانات- زلزال ) يكون المتعلم قادرا على ربط العلاقة بين المشكلة و مكتسباته القبيلة واقتراح مسعى لحلها .
أنواع الوضعيات :
 الوضعية المكانية : أن يكون المتعلم قادرا على كتابة الإنشاء داخل القسم .
 الوضعية الزمنية : أن يكون المتعلم قادرا على كتابة قصيدة شعرية في ساعتين .
 الوضعية الحالية : أن يمثل هذا الدور بطريقة كوميدية .
 الوضعية الأدائية والوسائلية : أن يكتب المتعلم نصا من ألف كلمة بواسطة الكمبيوتر .
 الوضعية الحديثة أو المهارية : أن يكون المتعلم قادرا على إنجاز تقطيع البيت الشعري وتحديد بحره
 الوضعية التواصلية: أن يكون قادرا على استخدام أسلوب التحذير .

1- الفرق بين المؤشر و المعيار :
أ‌) المعيار : تطور كلمة المعيار في اللغة الإنجليزية من مصدرين متميزين ، المصدر العلمي أدى إلى فهم المعيار على أنه وحدة قياس .
ب‌) المؤشر :هي علامات أو إشارات تستخدم لتوضيح الاتجاه أو وصف مقياس التقدم نحو الهدف ، سياق المعايير غالبا ما تستخدم المؤشرات لقياس تحقق المعايير ، يمكن للمؤشرات أن تكون نوعية ، وكمية .المؤشرات النوعية هي أكثر انفتاحا وتعتمد الوصف ، في حين أن المؤشرات الكمية يمكن قياسها بدقة . يمكن استخدام المؤشرات لتوضيح العملية أو النتائج العملية .نحو جودة المذاق لأكلة أعدتها أمك = معيارا
 مدح المدعوين لهذه الأكلة ، أكلت كل الوجبات ولم يبق منها شيئ في الصحون = المؤشرات .

الفرق بين المؤشر و المعيار
 المعيار هو الذي يحتوي المؤشر أو مجموعة من المؤشرات .
 بواسطة المؤشر نحكم على المعيار .
 كلما كثرت المؤشرات كان الحكم على المعيار صحيحا .
الأهداف التعليمية :
أ‌- الأهداف العامة :
هي صياغة وتعيين المعطيات العامة للتعلم التي يمكن توقعها من تعليم وحدة أو مقرر تعليمي ، وهي تمثل قائمة من السلوك يحققها كل المتعلمين ، وكل هدف تعليمي عام يتطلب تحديدا دقيقا لعينة من السلوك التي تتطلب بدورها تحديدا أكثر دقة ، تمثل إنجاز أنماط سلوكية معينة من طرق المتعلم .
والهدف العام هو عبارة عن درجة متوسطة من حيث التعميم و التحديد و الدقة ، وهو يمثل الأداء النهائي المتوقع صدوره عن المتعلم بعد تدريس مادة دراسية أو منهج دراسي معين ، ويمثل جملة من القدرات و المهارات العامة التي يكتسبها المتعلم بعد انتهائه من دراسة برنامج معين أو منهاج ما .
ويعلن عن الأهداف العامة عند بداية برنامج أو منهاج ،وهكذا يمكن الاطلاع عليها في مقدمة الكتب التي تقررها وزارة التربية الوطنية .
ب-الأهداف الخاصة :
هي ترجمة للأهداف العامة ، إلى أهداف للدروس ،وهي تمثل مجال التنفيذ على المدى القصير ،وعلى مستوى حصة دراسية معينة في مادة ما ، حيث يتحصل فيها المتعلم على قدرة أو مهارة ما عند الانتهاء من تعلم معين .
يتضمن الهدف الخاص مجموعة من الأهداف الإجرائية التي تتحدد بشروط ومعايير معينة في الموقف التعليمي .
ج-الأهداف الإجرائية :
يقصد بها وصف مهارة أو الأداء المتوقع الذي سيقوم به المتعلم بعد الانتهاء من تدريس مادة معينة ،" فالهدف التربوي أي إجراء أو تغيير يراد إحداثه في سلوك المتعلمين نتيجة عملية التعليم " أما الإجرائية فإنها تعني وصف الأداءالمتوقع الذي يسلكه المتعلم بانتظام ، أو تحديد الأهداف على شكل سلوكات وإنجازات قابلة للملاحظة و القياس .
والسلوك هو كل عمل أو فعل يقوم به المتعلم كي يبرهن من خلاله على التغيير الذي حدث نتيجة تعلم ما .
تعريف "ما يجر" للهدف الإجرائي: هو عبارة عن مجموعة من الكلمات و الرموز التي تصف مقاصد المعلم، وهو ما اصطلح عليه بالفعل السلوكي .
من خصائص الفعل السلوكي (الحركي الوجداني ) : ألا يقبل التأويل أي يتضمن معنى واحدا .
هذه قائمة بعض أفعال السلوكية التي يشير إليها ما يجر: رسم ،استظهر،سمى ، رتب ،عدد ، ميز ، حكي ،طلب ، اختار ....، وهي التي يتم تحديد الشروط التي يظهر في إطارها سلوك المتعلم، ومقاييس الإنجاز المقبول.
الوحدة التعليمية :
"و تمتاز بالشمولية من حيث المجال، وفيها ينظم النشاط و المواد التعليمية بحيث تكون وحدة أو كلا ، لا أجزاء منفصلة من المعرفة تقدم في سلسلة من الموضوعات ، وهي وحدة تعلمية بالنسبة للمتعلم ووحدة "تعليمية" بالنسبة إلى المعلم . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دليل أستاذ اللغة العربية الخاص بكتاب السنة الأولى من التعليم الثانوي و العام و التكنولوجي ص 44 و 45 و 47 .

مفهوم الوحدة الدراسية :
هي عبارة عن مشروع تعليمي مخطط ومنظم يدور حول موضوع أو مفهوم أو مشكلة يشعر المتعلمون بها ويرغبون في حلها وتحتوي الوحدة معلومات وأنشطة تعليمية متعددة ومتنوعة تختار وتنظم بطريقة تعاونية ما بين المدرس والمتعلمين ، وتوجه بحيث تحدث التأثير المرغوب فيه في سلوك المتعلم وتحتوي الوحدة على النقاط الأساسية التالية :
1. تدور الوحدة حول المحور .
2. تقوم الوحدة على أساس من حاجات و مشكلات كل من التلميذ و المجتمع.
3. تقوم الوحدة على أساس من التخطيط و التنظيم المسبق .
4. يتم بناء الوحدة على أساس تعاوني .
5. تبنى الوحدة على أساس تكاملي .
6. يكون المتعلم في الوحدة إيجابيا ونشيطا .
7. مناسبة الخبرات و الأنشطة التعليمية في الوحدة لمستوى المتعلم.
8. تستخدم الوحدة أسلوب الاستقصاء و التفكير وحل المشكلات .
تعليمة المواد :
• تعريف التعليمية:
لقد عرف المصطلح (didactique) رواجا كبيرا عندنا وفضلنا اعتماد المصطلح الذي اقترحه أحمد شبشوب في كتابه (تعليمية المواد) .
تهتم التعليمة بمحتوى التدريس من حيث انتخاب المعارف الواجبة تدريسها ، ومعرفة طبعتها وتنظيمها ، وبعلاقات المتعلمين بهذه و الفاعلة لاكتسابها وبنائها وتوظيفها في الحياة .
فالتعليمية تقع في قلب مثلث يتألف من المعارف و المعلم و المتعلم
المعارف
المعلم المتعلم

ومن هذا المنطق لم يعد يمكننا الاكتفاء بالتربية العامة ( بيداغوجيا ) وهي تهتم بالطرائق العامة في إدارة الصف ومعالجة المعلومات ووضوح الشرح ... لقد برزت الحاجة إلى الطرائق الخاصة في تعلم المواد ( ديداكتيك ) مراعاة لخصوصية المحتوى التعليمي.
في الربع الأخير من القرن العشرين أخذ مصطلح ( تعليمية المواد ) يبرز بقوة في مقابل بعض التراجع في استخدام التربية العامة ( pédagogie générale) قبل هذه المرحلة .
لقد جاءت البنائية تكشف لنا أن المتعلم لا يتعلم المعارف إلا إذا أعاد بناءها بنفسه في تفاعل مع معلمه ورفاقه ،وأن المعرفة ليست بضاعة جاهزة تلقن وتمرر من مرسل هو المعلم ، إلى سياق وهو المتعلم استنادا إلى التكرار و التدريب و الترويض كما في النظرية السلوكية .
يمكن اعتبار الفيلسوف الفرنسي ( فسطون باشلار ) أحسن ممثل للبنائية الابستمولوجية ، فقد كتب يقول في كتابه ( نشأة الروح العلمية 1970) : تمثل كل معرفة بالنسبة إلى العالم جوابا عن سؤال مطروح ، ولولا وجود المشاكل و الأسئلة لما وجدت المعرفة .
العلمية ، ويمكن أن نقول هنا انه لا يوجد لشيء معطى أو لمعرفة مجانية وبديهية لأن كل المعارف تبني ، ويمكن تلخيص البنائية التعلمية في عبارة واحدة : ( إن المعارف لا تمرر وذلك خلافا للاعتقاد السائد بل يجب بناؤها بصفة دائمة من طرف المتعلم وحده .)
• التعليمية والعلوم المرجعية :
تسمى علوما مرجعية العلوم التي تستند إليها التعليمية وتنهل منها في تحديد المعارف المدرسية ، وطرائق بنائها وتقويمها : علوم اللغة (الألسنية العامة) علم الصوت والفونولوجيا ، علم الصرف ، علم النحو ، علم المعاجم ، و علم الدلالة ، علم صناعة الإنشاء والعروض ، والسميولوجيا وعلم النفس اللغوي ، وعلم الاجتماع اللغوي ، والعلوم الإنسانية والتربوية ، والفلسفة .
للتعليمية ارتباطات نظرية وعملية بهذه العلوم المتنوعة، تحتاج إلى دراسة معمقة ومفصلة ، نذكر بأن من مقومات تعريف التعليمية تحويل المعارف الأكاديمية العلمية البحتة إلى معارف مدرسية ملائمة للعمر العقلي ، ومن هذه المقومات أيضا معرفة المتعلم ، استكشاف حوافزه ومكتسباته السابقة . وثغراته لتوظيفها في معالجة المعارف ، وإرساء استراتيجيات تعلم فاعلة ومتحركة ، وتشكل هذه العلاقات المعقدة بين التعليمية و العلوم المرجعية محورا من محاور البحث في تكوين التعليمة وتطويرها .
• السؤال المطروح : أين نحن من إرساء القواعد النظرية والعملية لتعليمية اللغة والأدب عموما ؟
عملية ديداكتكية : (Action Didactique)
عملية تنطلق من الأهداف لتصوير وتخطيط وتنفيذ وضعيات التعليم قصد التمكن من بلوغ الأهداف المحددة وتشمل العملية الديداكتيكية:
1/ الأهداف التعليمية .
2/ الوسائل المتاحة لتحقيق الأهداف ( محتويات ، طرائف ،أنشطة ، وسائط).
3/ التقويم ، العلاج ، الدعم .
• مراجع : _ تعليم اللغة العربية إشراف د . أنطوان صياح .
_ أصول تدريس العربية بين النظرية والممارسة د . عبد الفتاح حسن البجة .
_ قياس كفاية التدريس ، طرقه ووسائله الحديثة د . محمد زاد حسان .
ــائمة المصــــــادر والمـــــــراجع :
 المقارنة بالكفاءات في المدرسة الجزائرية .
 أكزافي روجرس ــــــ تقدم أبو بكر بوزيد.
 علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق ـــــ صبحي إبراهيم الفقيه .
 لسانيات النص مدخل إلى انسجام الخطاب .
 البلاغة و الأسلوبية محمد عبد المطلب .
 إضباره السيد مفتش التربية والتكوين ــ القرمي العيد.
 الشبكة العنكبوتية .
 دليل أستاذ اللغة العربية ــــ ج م ع ت ـ (س1) (س2).
 تحليل الخطاب الشعري ــ إستراتجية التناص ، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء ص121.
 التناص نظريا وتطبيقيا ، أحمد الزغبي مؤسسة ممون للنشر التوزيع ط 2ص11 .
 فكرة الرقاة الأدبية ونظرية التناص ع الملك مرتاض ، مجلة علامات ، النادي الأدبي الثقافي جدة 1991 ج ا ص75.
سجنيات أبي فراس دراسة أسلوبية ـــــ رسالة ماجستير.
 لسانيات النص ، مدخل إلى انسجام الخطاب سنة 1991.
 الشبكة العنكبوتية.
يا: مصفوفة المفاهيم الأدبية والنقدية

1- المقاربة النصية:
أ‌- لغة: هي الدنو و الاقتراب مع السداد و ملامسة الحق فيقال:قارب فلان فلانا إذا دناه كما يقال قارب الشيء إذا صدق و ترك والغلو و منه قرب السيف أي أدخله في القراب.
ب-إصطلاحا: يرى الدكتور( منذر عياشي) أن المقاربة النصية هي الدراسة اللغوية للنص بعيدا عن الأحكام المسبقة عليه.
2- مستوياتها:
أ‌- المستوى الدلالي: إن مبدأ المقاربة النصية ينطلق من النص كمحور لكل التعلمات و حوله تدور الأنشطة جميعها من أدب و نصوص و مطالعة و تغيير و لكي يمضي المتعلم في سبيله عليه أولا إن يثري رصيده اللغوي بمفردات جديدة ذات دلالات و يثري رصيده الفكري بأمور كثيرة كملامح بيئة صاحب النص وخصائصه عن طريق اكتشاف معطيات ذلك النص و مناقشتها مع تفحص تركيب فقراته و مدى اتساقها و انسجامها.
ب-المستوى الفكري: يواصل المتعلم سيره نحو المقاربة النصية فيتعرف الي رواافد النص من نحو و صرف و بلاغة و عروض.
ج -المستوى البنائي: و هو إن يكون المتعلم قادرا على نسج نص على منوال النص المدروس باحترام خصائص نمطه.
مفهوم الاتساق و الانسجام:
I- الاتساق: هو ذلك التماسك الحاصل بين المفردات و الجمل المشكلة للنص و هذا التماسك يتأتى من خلال وسائل لغوية تصل بين العناصر اللغوية المشكلة للنص و أهم
مظاهره:
1- الإحالة: ترتبط بجملة من العناصر اللغوية التي لا تكتفي بذاتها في تحديد المعنى و تأويله بل تحال إلى مرجع داخلي في النص أو خارجي عنه و هي نوعان:
أ‌- إحالة سياقية (خارج النص): اذ تستعمل فيه الضمائر المشيرة إلى الكاتب (أنا – نحن) أو القارئ(أنت-أنتم)
ب-إحالة نصية (داخل النص): و هي نوعان قبلية : و تعود على مفسر سبق التلفظ به نحو: جاء عمر و هو بالمنزل و بعدية: تعود على عنصر اشاري مذكور بعدها في النص نحو: " قل هو الله أحد".
و تنحصر وسائل الاتساق الاحالية في ثلاثة عناصر :
• الضمائر : و تشتمل ضمائر الغائب و المتكلم و المخاطب.
• و تكون سياقية أسماء الإشارة: و تقوم بالربط القبلي و البعدي و تدل إما على الظرفية (البعد و القرب)
• أدوات المقارنة: ترجع إلى التطابق أو اتحاد الهوية (نفسه) أو المشابهة (مثله) أو الاختلاف (مخالف له)
2- الاستبدال: عملية تتم داخل النص و هي تعويض عنصر بأخر قد يكون اسميا (آخر) أو فعليا (فعل أو يفعل) أو جملة ( كذلك.نعم.لا)
3- الحذف: يتم بطرح الكلمات أو الجمل مثال: قرأ عمر القصيدة و ليلى القصة.
4- الوصل: هو الطريقة التي يتواصل بها السابق مع اللاحق بشكل منظم و هو أنواع:
أ‌- وصل إضافي يتم بأدوات العطف و بعض ألفاظ التماثل و ألفاظ الشرح
ب-وصل استدراكي: يربط بين جملتين ذات دلالة متعارضة يتم بواسطة أدوات ( لكن-بل-مع-ذلك....)
ج-الوصل السببي: يتحقق من خلال العلاقات المنطقية بين جملتين أو أكثر كالنتيجة و الشرط و السبب و من أدواته: بما أن-من حيث، إذا......
د -الوصل الزمني: ير بط بين جملتين متتابعتين زمنيا نحو : ثم- في الغسق- جلس يستريح.
5- الاتساق المعجمي: وهو نوعان :
أ‌- التكرار: يقوم على إعادة عنصر معجمي بلفظه أو بمرادفه أو بعنصر مطلق أو اسم عام نحو: شرعت في الصعود إلى القمة (الصعود-التسلق-العمل.......)
ب‌- التضاد: يقوم على علاقة التضاد( ميت، حي) .
ج -علاقة الجزء بالكل(اليد بالجسم).
II-الانسجام : غير معطى في النص إنما يبينه المتلقي بفهمه و تأويله و هو يرتبط بالمعاني الدقيقة للنص و إذا كانت مظاهر الاتساق ترتبط بالبينة اللفظية أو السطحية فان مظاهر الانسجام ترتبط بالبنية الدلالية العميقة للنص و أهم مظاهره:
1- السياق: و عناصره هي المرسل ، المتلقي ، الموضوع ، الحضور ، المقام ، القناة ،النظام ،شكل الرسالة، المفتاح والغرض.
2- القصدية: تتضمن مجموعة الصور و الاحداث اللغوية المعبرة عن اعتقاد او موقف أو مقصد يريد صاحب النص إبلاغه للمتلقي.
3 -المقامية: ترتبط بالموقف او المقام الذي أنشئ من أجله النص.
4 -الاعلامية أو الإخبارية: تتعلق بإمكانية توقع المعلومات الواردة في النص أو عدم توقعها.
5 - القبول: ترتبط بالمتلقي و حكمه على النص بالتماسك و يعني ذلك أن القبول مرتبط بمجموع دلالات يطرحها النص بشرط تماسكها و التحامها.
6 -التناص : هو التفاعل و التعالق و التداخل في المحتوى بين نص ما و نصوص اخرى سبقته واستفاد منها اقتباسا أو تضمينا أو تنصيصا(المعادل الموضوعي).

ــ علم لغة النص بين النظرية و التطبيق: صبحي ابراهيم الفقيه.2000
ــ لسانيات النص مدخل الى انسجام الخطاب.ص 1991


علم البلاغة و الأسلوبية
علم البلاغة:
علم البلاغة علم عربي يختص بدراسة البيان و البديع و المعاني و هو عند العرب" حسن البيان و قوة التأثير" (1)
اصطلاحا: هو تأدية المعنى بكلام صحيح فصحيح حسن الوقع في النفس مع مراعاة المناسب والأشخاص الموجه إليهم الكلام.
علم الأسلوبية:
ظهر هذا المصطلح الغربي خلال القرن 19 م و من أهم مؤسسيه "شارل بالي"* و قد تعددت تعريفات هذا العلم حسب التخصصات:
1/ علم النفس: الأسلوب هو السلوك
2/ فقه اللغة: الشيء المتضمن في الكلام
3/ البلاغة: هو المتحدث
4/الأدب: هو الفرد
5/ اللسانيات: اللغة
ويقول"دي بوفون" الأسلوب هو الرجل نفسه و بالتالي فالأسلوب اختيار لغوي بين بدائل متعددة إذ إن الاختيار سرعان ما يحمل طابعا صحيحا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) : المعجم الوسيط
(*) : لغوي سويسري (1865-1947)


بين الأسلوبية و الأسلوب :
- الأسلوب هو الخروج عن المألوف ، ليبرز خواص نوعية في جسد النص و الأسلوبية تحاول أن تمسك بالأسلوب بالنظر إلى المتلقي ، الممثل للقارئ النموذجي لدى إقتراحه " ريفاتير " .
- علم البلاغة و الأسلوبية بين الاتفاق و الاختلاف .
تلتقي البلاغة و الأسلوبية في عدة أوجه، كما تختلفان في مواضع أخرى و هذا ما يبين لنا مدى متانة العلاقة بينهما.
أوجه الاتفاق :
- مجالهما هو اللغة و الأدب.
- تمثل البلاغة منبعا معرفيا استقت منه الأسلوبية الكثير من مبادئها .
- يلتقيان في مبدأي: العدول و الاختيار.
- كلاهما يرفض الفصل بين الشكل و المضمون.
- كلاهما يراعي مقتضى الحال.
أوجه الاختلاف :
- علم البلاغة علم لغوي قديم أما الأسلوبية فهي علم حديث.
- علم البلاغة يدرس قضاياه بعيدا عن الزمن و البيئة، عكس الأسلوبية.
- هدف البلاغة هو الكشف عن مدى نجاح النص المدروس، أما الأسلوبية فهي ترمي إلى الإبداع.
بين الأسلوبية و اللسانيات :
يتحدث الباحث ( منذرعياشي ) عن الفروق بين اللسانيات و الأسلوبية قائلا: لقد كان الظن بالأسلوبية أنها علم لن يلبث حتى يحظى بالاستقلالية و ينفصل كليا عن اللسانيات بالتنظير إلى اللغة كشكل من أشكال الحدوث المفترضة ، و الأسلوبية تتجه إلى المحدث فعلا ، و أن اللسانيات تعنى باللغة من حيث هي مدرك مجرد تمثله قوانينها ، و أن الأسلوبية تعنى باللغة من حيث الأثر الذي تتركه في نفس المتلقي كأداء مباشر ، هذا إلى جانب جملة فروق أخرى .
و يمكن أن نمثل لهذه الفروق التي ذهب إليها الباحث ، و ذهب إليها عبد السلام المسدي قبله في الجدول الآتي : ( ص 45 ، 46 )




اللسانيات

الأسلوبية
1
2

3
تعنى أساسا بالجملة
تعني بالتنظير إلى اللغة كشكل من أشكال الحدوث المفترضة
تعني باللغة من حيث هي مدرك مجرد تمثله قوانينها 1
2
3
تعني ... الإنتاج الكلي للكلام
تتجه إلى المحدث فعلا
تعنى باللغة من حيث الاثر الذي تتركه في نفس المتلقي كأداء مباشر.

و بذلك تكون اللسانيات قد تجاوزت حدود الجملة إلى دراسة الخطاب ، و لامست العلوم الاجتماعية و الانترولولوجيا ، و علم النفس ، و الحاسوب و المنطق و سوى ذلك .
و تطورت الأسلوبية و صارت علما له خصوصياته ، و لكنها مع ذلك لم تقو على مغادرة دائرة اللسانيات فظلت فرعا من فروعها ، شأنها في ذلك شأن : علم الدلالة ، و علم الإشارة ( السيميولوجيا ) وعلم الأصوات. اللسانيات هي العلم الذي يدرس مجموعة القوانين المكونة للظاهرة اللغوية و المولدة ص47)
اللسانيات هي الدراسية العلمية للغة الإنسانية " أندريه مارليني" .
الأسلوبية و تحليل الخطاب الأسلوبية و البلاغة: إن الحديث عن الأسلوبية من حيث هي علم له تصورات و له مقاييسه في التعامل مع الخطاب الأدبي و تحليله.يجعل كل ذلك مفارقا لبعض العلوم التي تشترك معه في موضوعه و هو الخطاب الأدبي و منها علم البلاغة غير أن هذه المفارقة لا تعني المقاطعة النهائية بين علم البلاغة و علم الأسلوب و تتجلى عناصر المقاربة ببعض الإجمال في الشكل الذي نقترحه.
علم البلاغة الأسلوبية
1- علم معياري
2 – يرسم الأحكام التقييمية
3- يرمي إلى تعليم مادته و موضوعه
4- يحكم بمقتضى أنماط مسبقة
5- يقوم على تصنيفات جاهزة

6- يفصل الشكل عن المضمون
7- يهتم بفصاحة الألفاظ و انسجام الأصوات في تركيب الألفاظ و تقوم بهجر الألفاظ غير الفصيحة و المركبة.

8- يطبق الأحكام التقييمية على أجزاء من الخطاب

9- يشير على العناصر البلاغية المكونة للخطاب دون البحث فيما تفضي إليه من بناء و تناسق في شكل الخطاب و دلالته

10- لا يحدد الفروق بين الأجناس الأدبية و هي هنا تتفق مع الأسلوبية
11- لا تبحث في قوانين الخطاب الأدبي فقط
12- يعتمد مقايسس شكلية و لذلك لا يدرس الخطاب الأدبي في شموله و لا تفرقه في سواه من الخطابات الأخرى.
13- يدرس الخطاب الأدبي دراسة جزئية - علم وصفي ينفي عن نفسه المعيارية
- لا تطبق الأحكام التقييمية
- لا تسعى إلى غاية تعليمية
- تحدد بقيود منهج العلوم الوضعية
- بعد أن يتعين وجودها.
- لا تفصل بين الشكل و المضمون
- تدرس الألفاظ و التراكيب الفصيحة و غير الفصيحة في الخطاب و تحللها و تحدد وظائفها و لا تقول بهجر أي عنصر في عناصر من عناصر الخطاب.
- لا تطلق أحكاما تقييمية على أجزاء من الخطاب أو على الخطاب كله
- يشير إلى مكونات الخطاب جميعها و تبحث فيما يفضي إليه بناء و تناسقا و انسجاما شكلا و مضمونا.

- تحدد الفروق الأسلوبية بين الأجناس الأدبية.
- تبحث في قوانين الخطاب فقط
- مقاييس الأسلوبية شمولية في تحليل الدوال و المدلولات و لذلك تفرق بين ماهو أدبي و ماهو غير أدبي و تبحث في كيفية تشكيل الخطاب.
- تدرس الخطاب دراسة شمولية من حيث الظاهر و الباطن (ص27-28).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسلوبية و تحليل الخطاب د/ نور الدين السد

الصورة الشعرية و الصورة الذهنية

قرر الجاحظ أن الشعر جنس من التصوير و ذلك يعني التلازم الدائم بين القصيدة و الصورة و رفع الجرجاني من شأن الصورة حين جعلها أساسا للجمال الفني الذي يبدعه الشاعر فيستحق الإعجاب حتى ولو كان المعنى مكررا مشتركا (يقصد الفكرة) و يشبه تأثير الصورة في السامع و القارئ بما يقع في نفس الناظر إلى التصاوير التي يشكلها البارعون بالتخطيط و النقش و النحت فهي تعجب و تخلب و تدخل النفس من مشاهدتها حالة غريبة لم تكن قبل رؤيتها و قوة الشعر تتمثل في الإيحاء بالأفكار عن طريق الصور لا في التصريح بالأفكار المجردة.
و عليه فالصورة الشعرية هي تحويل الأفكار المجردة إلى امتثالات عينية تنفعل لها الحواس انفعالا جماليا إنها تجسد الأفكار المجردة و تجسم الخواطر النفسية و المشاهد الطبيعية(حسية و خيالية) و يستعين الشاعر على نقل صورته بالألفاظ الموحية و الصور البيانية و بالموسيقى الداخلية و الخارجية و الوسائل البلاغية.
أنواعها: قد تكون بلاغية أو رمزية أو أسطورية او ذهنية.
1- الصورة البلاغية: و هي القائمة على أحد الإشكال البيانية المعروفة: التشبيه و الاستعارة.
2- الصورة الرمزية: و يرى أهل البلاغة أ، الرمز متحول عن الكتابة لكنه يتناول دلالة لا تخضع للمعرفة المباشرة و إنما يكتسب تفسيره من النص نفسه أحيانا كما رمز أبو ماضي بالتينة الحمقاء لكل إنسان سيطرت عليه الأنانية.
3- الصورة الأسطورية: توظيف الرمز الأسطوري في الشعر التنين و الغول و السندباد.
4- الصورة الذهنية:" تعتمد على الحقيقة و الواقع و تتحقق عندما يرسم الشاعر إطارا يضع القارئ في جو النص معتمدا على الألفاظ و العبارات دون اللجوء إلى أحد الأنواع السابقة و منه قول الرصافي يصف الأرملة المرضعة:

أثوابها رثة و الرجل حافـــــية *** و الدمع تذرفه في الخد عيناها
مات الذي كان يحميـها و يسـعدها *** فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
وهذا النوع من التصوير نثري في الأصل و يطلق عليه(التصوير المتتابع) و لكنه انتقل إلى الشعر القصصي خاصة.

و نلفت النظر هنا إلى أن التضاد وسيلة من وسائل صناعة الصورة تأمل قول عمر بن الفارض:
روحـي لك يا زائر الليل فدا
يا مؤنس وحشتي إذا الليل هدا
إن كـان فراقنا مع الصبح بدا
لا أسـفر بعد ذاك صبـح أبدا

فقد صور لنا حالته النفسية السعيدة من خلال الثنائية (الليل/الزيارة) فحضور الحبيب أنس كما صور حزنه من خلال الثنائية(الصبح/الفراق).
فزمن الوحدة و السكون هو الهناء وزمن الحركة و النشاط هو الشقاء.
و هذا الشاعر صوفي متعبد من أهل الحب الإلهي الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع" (1)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1)- الجديد في الأدب السنة الثانية من التعليم الثانوي.تأليف ع عبد المطلب.دار الشريفة.الجزائر.طبعة2006.ص(359.360 )

ما هية التناص:
أ/ التناص في اللغة: " نص" نصا الشيء: رفعه و أظهره و فلان نص: أي استقصى مسألته عن الشيئ حتى استخرج ما عنده و النص مصدر و أصله أقصى الشيء الدال على غايته او الرفع و الظهور و التناص ازدحام القوم(1).
ب/ التناص في الاصطلاح:
عبارة عن حدوث علاقة تفاعلية بين نص سابق و نص حاضر لإنتاج نص لاحق و سبب ذلك واضح لان الأديب لا يمكن أن ينفصل في تكوينه المعرفي عن غيره.
وقد أجريت جوليا كريستيفا استعمالات إجرائية و تطبيقية التناص في دراستها (ثورة اللغة الشعرية) و عرفت فيها التناص بأنه"التفاعل النصي في نص بعينه" و يوضح محمد مفتاح التناص بقوله" إن التناص شيئ لا مناص منه لأنه لا فكاك للإنسان من شروطه الزمنية و المكانية و محتوياتها و من تاريخه الشخصي أي من ذاكرته فأساس إنتاج أي نص هو معرفة صاحبه للعالم"و يقر ان التناص ظاهرة لغوية معقدة يعتمد في تمييزها على ثقافة المتلقي.
أنواع التناص:
أ‌- التناص الداخلي: وهو الذي يكشف لنا علاقة نصوص الشاعر بالمخزون الثقافي الذي ينتمي إليه و بشكل هويته انطلاقا من القران الكريم و الحديث النبوي الشريف و التاريخ الإسلامي و الثقافة الشعبية وصولا إلى نصوص الشعراء المعاصرين له و بخاصة اذا كان هؤلاء قد انطلقوا في إنتاج نصوصهم المتناصة مع نصوصه من خلفية نسبية مشتركة(2) و مثل ذلك شعراء السجون و المعتقلات الجزائرية الذين كانوا في سجون يحملون بنية موحدة المنهل و المصدر لدرجة إنهم يتفننون في الأوزان.
ب‌- التناص الخارجي(المفتوح): هو تداخل النصوص الذي يمتلئ بها العالم ولا يرتبط بدراسة علاقة النص بنصوص عصر معين أو جنس معين من النصوص بل تداخل يتحرك فيه النص بين النصوص بحرية تامة محاولا أن يجد لنفسه مكانا في العالم (3).

ــــــــــــــــــ
(1) رضا أحمد: معجم متن اللغة منشورات مكتبة المياه. بيروت
(2) شراف مشتاق: التناص ف في ديون البرزخ و السكين لعبد الله حمادي ص 31
(3) شراف مشتاق: التناص في ديوان البرزخ و السكين لعبد الله حمادي ص 32

فينفتح على الاساطير و الملامح الانسانية القديمة"كملحمة جلجامش" التي تشكل بدورها أرضية خصبة للإبداع الغربي المعاصر و مثال ذلك الحضور الأسطوري عند شعراء السبعينيات(عبد العالي رزاقي.عبد الله حمادي....) و تناصهم مع الشعر الغربي قديمه و حديثه.
- و ينقسم التناص حسب توظيفه في النصوص إلى:
أ‌- التناص الظاهر: و يدخل ضمنه الاقتباس و التضمين ويسمى أيضا التناص الواعي أو الشعوري
ب‌- التناص اللاشعوري(تناص الخفاء): و يكون فيه المؤلف غير واع لحضور نص في النص الذي يكتبه
- مستويات التناص في النقد العربي(01):
- يحددها محمد ينيس في النقد المعاصر بثلاثة مستويات هي :
- 1 التناص الإحترازي 2 التناص الامتصاصي . 3- التناص الحواري.
ــــــــــــــــــــــ
(01)- محمد ينيس: ظاهر الشعر المعاصر في المغرب.ص253.

- قانون الوحدات الثلاث:
قاعدة أساسية هي قاعدة الوحدات الثلاث trois unités التي جرى عليها الاتباعيون في المسرح خاصة و حرصوا على تطبيقها حرصا شديدا وعدوا الخروج عليها عجزا ينقص من مواهب الكاتب و من قيمة العمل المسرحي.
وقد أخذ بها الفرنسيون في القرن السابع عشر ميلادي متأثرين بتفسيرات غير دقيقة للفيلسوف" أرسطو " في كتابه" فن الشعر" الذي ألح على وحدة العمل و أشار إلى وحدة الزمان و لم يذكر وحدة المكان التي أضيفت إلى الوحدتين السابقتين عن طريق الاستنتاج لتنظم كلها في وحدات ثلاث:
فوحدة العمل : هي اتحاد الأجزاء المختلفة التي يتسق بها الحادث
ووحدة المكان تفترض وقوع العمل كله في مكان واحد لا يتجاوزه.
أما وحدة الزمان تعني ألا يستغرق العمل أكثر من (24ساعة) –قد ينقص- و قد برز من الكتاب الفرنسيين: كورني.راسيين.موليير........ و درج على منوالهم شعراء و كتاب أقل شهرة.
* زمن الكتابة :
هو زمن الإبداع و هو زمن بروز المولود الأدبي إلى الوجود حيث إن هذا الزمن يسوده التأثر و الانفعال و الاستجابة خاصة لدى القارئ .لأن الأديب سواء كان ناظما أو ناثرا يكون قد عايش الحادثة أو الواقعة
كنظم قصيدة في الشعر السياسي التحرري إبان الاستعمار .
 زمن القراءة :
هو ذلك الزمن الذي يلي زمن الكتابة حيث تختلف فيه درجة الانفعال و التأثر و تكون أقل وطأة و غالبا ما تكون النصوص في زمن القراءة للاستمتاع و الدراسة الأدبية و الفنية.
 الفرق بين زمن الكتابة و زمن القراءة:
هو درجة الانفعال و مستوى التأثر و مثال ذلك مفدي زكريا ( اللهب المقدس )
- فزمن الثورة هو زمن الكتابة.
- وقراءة القصيدة في العصر الحالي هو زمن القراءة .
 المتخيل الشعري:
هي نظرة الشاعر إلى واقعة أو حادثة أو وصفه لمشهد ما من خلال الصورة الفنية أو الصورة الشعرية أو الصورة البيانية و هو أشبه بمشهد سينمائي .
 المتخيل التاريخي:
هو استذكار و استرجاع لمشهد تاريخي بغية مماثلته و مشابهته لواقعه أو حادثة مماثلة .
نأخذ كمثال : نص "جميلة" لشفيق الكمالي : نجد أن الشاعر قد استحضر في مستهل القصيدة خوله بنت الأزور و ما تتصف به هذه المرأة من شجاعة و بأس و دورها في إنقاذ أخيها ضرارا ( هذا هو المتخيل التاريخي )
تم ينتقل بعد ذلك "شفيق الكمالي "إلى "جميلة" ، و يبدأ بسرد الحوار الذي دار بينها و بين السجان فهذا الحوار جرى في مخيلة الشاعر
*اللغة الجاهزة و اللغة التي تخلقها التجربة:
أ‌- اللغة الجاهزة :هي المعاني المعجمية (الاصطلاحية) التي يمكن لأي كان استخدامها و هي اللغة المعجمية المبثوثة في المعجمات و أمهات الكتب.
ب‌- اللغة التي تخلقها التجربة: هي استعمال الإيحاء و الرمز و القدرة على إعطائها المعاني بحسب حالة الأديب النفسية و ثقافته و الغرض العام من النص كما يقول: جون بول سارتر" اللغة غير بريئة"
فضاء خارج نصي و فضاء عبر المتخيل الشعري:
أ‌- فضاء خارجي نصي ( الواقع): و هو المناسبة أو الجو العام المحيط بإنتاج النص
ب-فضاء عبر المتخيل الشعري: و هو مجال داخل النص ذاته الذي رسمه و بنى معالمه الشاعر نفسه مثل : تحليل شخصية الأديب من خلال حياته(خارج النص) أو تحليلها من خلال عمله(عبر المتخيل الشعري).
التبئيير : أطلق "جرار جينات" مصطلح التبئير على الرؤية المعنوية في الخطاب الروائي لكي يخلق ما توحي به هذه الكلمة من ارتباط بالجانب الحسي و هي ترجمة لكلمة focalisation و يدرس التبئير ارتباط الموقع الذي يحتله السارد في علاقته بالشخصيات وحتى بعالم القصة بوجه عام. و يرى جينات أن هذا التبئير يمكن أن يصنف إلى ثلاثة أنواع كما أنه أعطى سلطة التبئير للسارد في المحكي أما خارجه فهي للكاتب.
أنواع التبئير:
1- التبئير في درجة الصفر أو اللاتبئير: يحتل السارد في هذا النوع موقعا سليما فوق الشخصيات فهو يرى و يعرف ما لا تعرفه الشخصيات و ما لاتراه و كأنه المتحدث الرسمي بإسم الشخصيات. فلا نسمع إلا صوت السارد و لا نرى الأشياء إلا من خلال السارد و لذلك يسميه جينات السارد العالم بكل شيئ.
2-التبئير الداخلي: و فيه يتساوي السارد مع الشخصية أو يقترب منها فيصاحبها و يتبادل معها المعرفة بمسار الأحداث فهو يجعل الشخصيات تشاركه في فعل السرد. و هذا النوع له ثلاثة أنواع:

أ - تبئير داخلي ثابت: كل شيئ في الرواية يمر بشخصية واحدة إذ يعطيها الكلام و هي نفسها في المحكي فيحدث تطابق بين هذه الشخصية و شخصية السارد
ب-تبئير داخلي متغير: و يحدث فيه تناوب بين السارد و الشخصيات بمعنى ، السارد يسمح لشخصيته أن تضطلع بمهمة السرد فتصبح الشخصية ساردا آخر على مستوى المحكي.
ج - تبئير داخلي متعدد:
و فيه يتعدد ذكر الحدث الواحد من طرف شخصيات عديدة و مختلفة بحسب وجهات النظر المختلفة بمعنى أن حدثا واحدا يمنح االفرصة لأكثر من شخصية لتعطي رأيها فيه أي يتعدد الساردون و يأخذون أماكن مختلفة.
3 -التبئير الخارجي: و يكون فيه إفراط في تخلي السارد عن المحكي و يعطي للقارئ انطباعا بأنه بصدد قراءة رواية موضوعة و بذلك يجد القارئ فاصلا بينه و بين الرواية و تبدو الشخصيات بأفكارها و عواطفها مجهولة فالرِؤية من الخارج
نرى الشخصية من الخارج و لكن لا يسمح لنا بمعرفة فيما تفكر أو بما تحس ...إلخ.
بمعنى أن القارئ هو الذي يتصور الشخصية و يحكم عليها .
البرنامج السردي: يتحقق البرنامج السردي من حيث الحدث، و من حيث الزمن بالترتيب الآتي:
1- وضع البداية (الحالة الأولية أو زمن ما قبل التحول ) : و يقصد به التمهيد الذي يهيئ لبداية القصة ، و يتم فيه عادة تحديد الإطار الزماني و المكاني الذي تجري فيه الأحداث .
2- و ضع التحول ( التحولات الطارئة أو زمن التحول ) : ويقصد به الوضع الذي يتم فيه تحريك الأحداث و تطويرها إلى أن تصل إلى نقطة التشابك و التأزم ( العقدة ) .
3- و ضع الختام ( الحالة النهائية او زمن مابعد التحول ) : و يقصد به الوضع الذي يتم فيه السير بالأحداث نحو الانفراج : و تلاشي التأزم شيئا فشيئا إلى ان يصل إلى الحل ، و به ينهي السارد عمله القصصي .هذا العمل التنظيمي بجملة أجزائه و تحولاته يسمى بـالحبكة.
دليل الأستاذ.السنة الثالثة من التعليم الثانوي .السابق ذكره .ص19
*الشخصية المساعدة:
وهي الشخصية التي تشارك في نمو الحدث القصصي ، و بلورة معناه والإسهام في تصوير الحدث ، و يلاحظ أن وظيفتها أقل قيمة من وظيفة الشخصية الرئيسية ، رغم أنها تقوم بأدوار مصيرية أحيانا في حياة الشخصية الرئيسية .
*الشخصية المعارضة:
و هي شخصية تمثل القوى المعارضة في النص القصصي ، و تقف في طريق الشخصية الرئيسية أو الشخصية المساعدة ، و تحاول قدر جهدها عرقلة مساعيها ، وتعد أيضا شخصية قوية ، ذات فعالية في القصة و في بنية حدثها الذي يعظم شانه كلما أشتد الصراع فيه بين الشخصية الرئيسية ، و القوى المعارضة هنا تظهر قدرة الكاتب الفنية في الوصف و تصوير المشاهدة التي تمثل هذا الصراع .
و يمكن التمييز بين فئتين من الشخصيات :
أ) الشخصية البسيطة : و هي الثابتة الباقية على حاله من بداية القصة إلى نهايتها فلا تتطور و هي تقام عادة على فكرة أوصفة كالجشع و حب المال و الأنانية المفرطة .
ب) الشخصية النامية : و هي تتطور من موقف إلى موقف بحسب تطور الأحداث ، و لا يكتمل تكوينها حتى تكتمل القصة .
الأسطورة ( Légende .SF) :
1- سرد قصصي مشوه للأحداث التاريخية تعمد إليه المخيلة الشعبية ، فتبتدع الحكايات الدينية و القومية ، و الفلسفية ، ليثير به انتباه الجمهور ، و الأسطورة تعتمد عادة تقاليد العامة و أحاديثهم و حكاياتهم ، لتثير به انتباه الجمهور ، و الأسطورة تعتمد عادة تقاليد العامة و أحاديثهم و حكاياتهم ، فتتخذ منها عنصرا أوليا ينمو مع الزمن بإضافات جديدة حسب الرواة و البلدان ، فتصبح غنية بالأخيلة ، و الأحداث و العقد .
و قد تكون الأسطورة من صنع كاتب أو شاعر معين غاص على أحلام شعبية و أدرك العوامل المثيرة له ، و توسل بأسلوبه الخاص ووضع أسطورة ناجحة ما تنفك أن تصبح مع مرور الزمن من الفلكلور المحلي أو التراث الشعبي .
2- "ما الأسطورة إلا قصة خرافية ، صاغها الإنسان الأول حسبما أوحاه له خيالة الضعيف" ( الدسوقي )
- الأساطير تصورات أناس كان لهم خيال الشعراء ، ولكنهم لم يؤتوا لسانهم لينظموا ما تخيلوه فرددوه حكايات فطرية .(شفيق المعلوف)
- الأسطورة تفسر علاقة الإنسان بالكائنات ، و هذا التفسير هو آراء الإنسان فيما يشاهد حوله في حالة البداوة ، فهي إذا مصدر أفكار الأولين و ملهمة الشعر و الأدب عند الجاهليين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المعجم الأدبي ص ( 19 ) جبور عبد النور

الرمز: ( SYMBOLE)
كل إشارة أو علامة محسوسة تذكر بشيء غير حاضر من ذلك:
 العلم رمز الوطن.
 الكلب رمز الوفاء.
 الحمامة البيضاء رمز البراءة و السلام و كذا غصن الزيتون.
 الهلال رمز الإسلام .
 الصليب رمز المسيحية .
 الأرز رمز لبنان .
الإشارة بكلمة تدل على محسوس أو غير محسوس، إلى معنى غير محدد بدقة و مختلف حسب خيال الأديب ، و قد يتفاوت القراء في فهمه ، و إدراك مداه بمقدار ثقافتهم ، و رهافة حسهم ، من ذلك أن الشاعر يرمز إلى الموت بتهافت أوراق الشجر في الخريف ،ويرمز إلى الإحساس بالقلق و الكآبة بقطرات المطر المتساقطة على زجاج نافذة في رتابة مضنية .
أصبح الشعر الحديث يستخدم الرموز، و تصبح الرموز جزءا من المعركة، و لكنها الرموز الشفافة الصادقة، نستكشف مضمونها بسهولة و بوجدان منفعل مستوعب لها.
المرجع نفسه ( ص 123/124)
تبيان دلالات بعض أسماء الأساطير :
سيزيف بروميثيوس ترسياس نرجس
يشير في استخدامه في النص إلى الجهد الإنساني الضائع و العمل الشاق المضني غير المجدي و قد حكم عليه لخروجه عن القانون
بحمل صخرة كبيرة
من قاع الوادي إلى
رأس الجبل وكلما وصل رأس الجبل تدحرجت الصخرة منه ليعود و يحملها من جديد . يشير استخدامه في النص إلى العذاب من أجل الآخر و افتداء الآخرين بالنفس و قد حكم عليه لأنه سرق النار التّي هي سرالمعرفة بأن ربط إلى الشجرة تنهش الطيور كبده ثم ينمو و تعاود
الطيور نهشه . يشير استخدامه في النص إلى أن الأعمى يرى ببصريته و أنه لا داعي لوجود العيون إن لم تدرك قدر صاحبها و هو عراف مدينة او ديب" و قد حكم عليها بالعمى فمنح النبوءة يشير استخدامه في النص إلى المرض النفسي في حب الإنسان نفسه و عشقه لذاته ، و هو فتى معشوق حكم عليه بعد نبذه للحب بأنه يعشق نفسه ، و بتأمل صورته في بركة ماء ليل نهار حتى انتحر و مات .
 المرجعية اللغوية :
ولهذه المرجعية المتصلة بالكفاءات عدة نظريات لغوية أهمها :
أ- النظرية المعرفية :
<< يعد العالم اللغوي والنفسي تشومسكي من أقطاب النظرية المعرفية أو العقلية التي أنقذت بشدة النظرية السلوكية وبناء على ذلك افترض تشومسكي إن لدى جميع الناس العاديين قدرة داخلية تمكنهم من اكتساب اللغة بينما لا تتوفر هذه القدرة عند الحيوان ولا بد لهذه القدرة إن تكون فطرية غير مكتسبة أطلق عليها اسم جهاز اكتساب اللغة ويبدأ في الاشتغال في سن مبكر لدى جميع الأطفال مكونين بذلك نحوهم الخاص من خلال ما يسمعونهم من كلام الذي يتقرب شيئا فشيئا من كلام الكبار بتقدمهم في السن إلى إن يكتمل من مراحل البلوغ .
 الملكة اللغوية:
وهي القدرة الموجودة عند كل فرد من أفراد المجتمع وتتمثل في معرفة القواعد الصرفية و النحوية التي تؤلف الكلام بالإضافة إلى قواعد تحويل الصيغة والجمل حيث تمكنه هذه المعرفة من إنتاج وفهم الجمل الصحيحة في لغته
 الأداء اللغوي:
وهو التحقيق للأقوال أو الجمل الصحيحة في المواقف والأوقات التي يحتاجها >>(1)
ب-اللسانيات الوظيفية:
<<وهي تخصص لساني يهدف إلى وصف اللغة وتفسيرها باعتبارها نظاما لغويا وظيفيا يرمي إلى تمكين الإنسان من التواصل مع بني جنسه وعليه فإن اللسانيات الوظيفة لا تهتم بالظواهر اللغوية صوتية صرفية .... إلا بمقدار ما تسهم في عملية التبليغ أو التواصل .
وقد تطورت اللسانيات الوظيفية عبر سلسلة من النظريات النحوية ابتدأت بنظرية الوجهة الوظيفية للجمل ل:ماثيسيور وهي الآن مع نظرية النحو الوظيفي لـ: سيمونديك والجامع لهذه النظرية التي يضيق المقام لذكرها فضلا عن حصرها وتلخيصها، أنها ترى أن الوصف الكافي لبنية اللغات على مستوى الجملة أو النص لا تقتصر على الوظائف النحوية الفاعل و المفعول ...بل تمتد إلى الوظائف الدلالية التي تربط الجملة أو النص بالمعاني الدلالية والى الوظائف التداولية التي تربط الجملة أو النص بالسياق أو المقام الذي ترد فيه الجملة أو النص>>(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)،(2)- محاضرة في مادة اللسانيات العامة، للدكتور بعيطيش، السابقة الذكر.

 اللسانيات التداولية:
<<تخصص لساني حديث يهتم بدراسة كيفية استخدام المتكلمين الأصليين للغتهم أو للعلامات اللغوية في صلب أحاديثهم ومخاطبتهم، كما تهتم من جانب آخر بكيفية تأويل الأشخاص للخطابات والأحاديث المتبادلة بينهم ، وبناء عليه تكون اللسانيات التداولية هي لسانيات الملكة التبليغية بالدرجة الأولى و الحوار و الأفعال اللغوية >>. (1)
 اللسانيات الاجتماعية :
<< وتهتم بدراسة وظائف اللغة في المجتمع مع سعيها إلى وصف الكيفيات التي يطبق بها الأفراد في مجتمع ما قواعد الكلام المختلفة ، حسب المقامات التي تفرضها الوضعيات التبليغية المختلفة ، انطلاقا من الظروف و السياقات الثقافية و الحضارية التي يتميز بها هذا المجتمع أو ذاك >>.(2)
 اللسانيات النصية :
<< تحول اهتمام اللسانيات في العقود الأخيرة من القرن 20 من الجملة إلى النص ،فقد سيطرت الجملة لمدة طويلة على الدراسات اللسانيات،واعتبرت الوحدة الأساسية لدراسة اللغوية ،منها تنطلق الدراسة ، وعندها ينتهي التحليل.
غير أن كثيرا من الظواهر اللغوية كالروابط و الإحالات و العائد وزمن الفعل وغيرها بالإضافة إلى السياقات المتعددة لا يمكن أن توصف أو تحلل بطريقة كافية إلا في مستوى أعلى يتعدى إطار الجملة ، ومن هنا جاءت الحاجة إلى ما أصبح يعرف بـ: لسانيات النص علم النص ، نحو النص فهذه التسميات تلتقي في مدار واحد أو مجال واحد هو النص أو الخطاب باعتباره وحدة أساسية للفهم والتحليل و الإنتاج ، يتم من خلاله التركيز على القواعد التي تتحكم في بنائه وتربط أجزاءه واتساقها وانسجامها .
كما أصبح من المتفق عليه أن الملكة أو الكفاءة اللغوية هي بالأساس كفاءة نصية أي كفاءة فهم وتأويل وإنتاج نصوص لا حشد لجمل معزولة عن سياقاتها .>>(3)

ــــــــــــــــــــــــــــ
(1)،(2)،(3) محاضرة في اللسانيات العامة ،للدكتور بعطيش ، السابقة الذكر .

samir_agouf
2013-11-03, 02:15
infiniment
merci

سفير اللغة و الأدب
2013-11-13, 12:25
شكر الله لكم صنيعكم هذا ووفقكم للمزيد من الفوائد