المصلح
2012-12-25, 19:28
محمد جربوعة الشاعر الكبير يتكفل بدمشق في غياب نزار
القصيدة
قبّانية الشام التي لم يكتبها نزار
شعر: محمد جربوعة
قالتْ: أتعرفُ ما أحسُّ ؟ وما أريدْ ؟
قلتُ: اطلبي..قالتْ: ولي طلبٌ وحيدْ
إنّي أريدكَ أن تقولَ قصيدةً
في الشّامِ، تصبحُ في الشوارع كالنشيدْ
فوضعتُ كفّي فوق رأسي هكذا
وأشرتُ للعينينِ من جهة الخدودْ
فهِِمَتْ:على رأسي وعيني..(تِكْرَمي)
والشامياتُ إذا طلبنَ فلا مَحيدْ
شردتْ وقالتْ: (( لو نِزارٌ هاهنا..))
فأجبتُها: إني هنا.. فدعي الشرودْ
قالتْ: غروركَ في القصيدة مذهلٌ
والحكمُ يبقى في الأخير على القصيدْ
قلتُ: الخواتمُ في يديّ، تدلّلي
ولتنتقي منها لشامكِ ما تريدْ
ما لي أراكِ غزالةً مفزوعةً
والنبض في جنبيكِ كالظبي الطريدْ ؟
أولستِ بنت الشّام ؟ قالت لي: بلى
أولستِ مؤمنةً بعاصمة الوليدْ ؟
قالت: صحيحٌ أنني شاميّةٌ
لكنني أنثى، أخافُ بلا حدودْ
إني أخاف على دمشقَ وأهلها
قلت: اطمئنّي سوف يحفظها المجيدْ
قالت: أوَعْدٌ ؟قلتُ: وعدٌ صادقٌ
وستذكرينَ – تأكّدي- هذي الوعودْ
وستضحكينَ مِن الذي قد قلتِ لي
قالت: سأضحكُ حين يبتسمُ الشهيدْ
هذي المدينةُ كالخرافةِ ، اسمعي
مملوءةٌ بالسحر، كـ ( العقد الفريدْ)
قالت: أشكّ بقدرتي في فهمها
وأشكّ في البسمات في شفة الحقودْ
لم أقرأ (العقد الفريدَ) I am sorry
لكن دمشقُ أحسّها جوف الوريدْ
قلتُ: الصوامعُ، في السوادِ، ترينها؟
قالت: أراها، قلت: عادتها الصمودْ
تثقينَ في (بقّينَ) في إطفائها؟
تثقين في (بيبرسَ) في صدّ الجنودْ ؟
تثقينَ في (قسيونَ)؟ يضحك ساخرا
إن قيل إنّ الشام تُحرق في السفودْ ؟
تثقينَ فيها؟..في شوراعها التي
في الحرب تعرف كيف تصنع بالورودْ؟
قالت: دمشقُ صغيرةٌ وبريئةٌ
لدمشق قلبٌ مثل بسمتها سعيدْ
وعلى الدمى كانت تنامُ، وحلمها
عنْ وردتينِ على الضفائرِ لا يزيدْ
وتحبُّ إطعام الحمامِ بكفّها
وتخافُ كالأطفالِ مِن صوت الرعودْ
ماذا تقولُ؟دمشقُ أجهل طفلةٍ
بالفعل ( يحرقُ) أو (يشرّدُ) أو (يبيدْ)
قلتُ: الصغيرةُ والبريئةُ دائما
تجري وتسقطُ ثم تنهض من جديدْ
هل تعرفين دمشق مثل جبالها؟
ومياهها وترابها منذ الجدودْ ؟
ولنفترضْ أنّ الهوى فيها انحنى
هل تُنقصُ العُبّادَ وضعيةُ السجودْ ؟
الأمر معقولٌ هنا جدا ولا
يحتاجُ في إثبات ذلك للشهودْ
العقدُ يمكن أن يضيعَ وفصّهُ
هل ذاك يعني للبنات ضياعَ جيدْ ؟
لا تحزني.. فالشامُ تعرفُ أهلها
وتشمّهم كالثوب في سلك الحدودْ
كل العواصمِ قد تحزّ قيودُها
والشامُ تخجلُ مِن معاصمها القيودْ
النارُ تحرقُ في دمشق عبيرها
لتفوح بالإحراق، رائعةً كعودْ
هل تعلمينَ بأنّها محميةٌ ؟
قالت: أها.. وإذن فمنكم نستفيدْ
هذي شآم الله ليست (دميةً
روسيةً) للشرقِ جاءتْ في البريدْ
الله علّمها طريق ذهابها
وطريقَ عودتها، وتذهب كي تعودْ
قد شُبّهتْ مثل المسيحِ لترتقي
وفقطْ ليُصلبَ دونها واشي اليهودْ
(كرمال عيون الشام) هذي فلةٌ
كي تعرفي ما الفلّ في الزمن الشديدْ
والورد شيمته الوفاء لعطرهِ
حتى إذا في الحرب يُسقى بالوقودْ
فتصلّبي للنار لا تتفحّمي
فبنات أهل الشامِ أشبه بالورودْ
لا تذكري حلبا..فتلك حكايةٌ
أخرى تعود بنا إلى وجع القدودْ
بالشعر تَهزمُ ،بالقوافي، بالندى
بالبيت والبيتينِ تهزم، بالعمودْ
بـ (أتابكية قانَصوهَ) وحبرها
بأبي فراسٍِ ممسكا (باب الحديدْ)
حمصٌ..جذورُ العهدِ فيها تينةٌ
تمتدُّ تحت ترابها لابنِ الوليدْ
فالنسغُ من تلك العظام شجاعةٌ
تسري بغصن، أو تبرعمُ بالبنودْ
لا تلمسي ناعورة مكسورةً
تدري حماةٌ كيف تجبُرُ كسرَ عودْ
يشتاق ماء النهر أدري جيدا
مثل الصغار إلى أراجيح السدودْ
قالت: نعمْ..والماءُ طفلٌ عابثٌ
حرموهُ من حقّ الطفولة في الوجودْ
قلتُ: اسمعي مني نصيحة شاعرٍ
متمرّسٍ في كلّ مختصَر مفيدْ
هي فرصة للماء كي يرتاحِ مِنْ
لهو الدوائرِ..لو قليلا بالركودْ
النوم أنفع للصغار بسنهِ
وغدا سيلعبُ في النواعر من جديدْ
القصيدة
قبّانية الشام التي لم يكتبها نزار
شعر: محمد جربوعة
قالتْ: أتعرفُ ما أحسُّ ؟ وما أريدْ ؟
قلتُ: اطلبي..قالتْ: ولي طلبٌ وحيدْ
إنّي أريدكَ أن تقولَ قصيدةً
في الشّامِ، تصبحُ في الشوارع كالنشيدْ
فوضعتُ كفّي فوق رأسي هكذا
وأشرتُ للعينينِ من جهة الخدودْ
فهِِمَتْ:على رأسي وعيني..(تِكْرَمي)
والشامياتُ إذا طلبنَ فلا مَحيدْ
شردتْ وقالتْ: (( لو نِزارٌ هاهنا..))
فأجبتُها: إني هنا.. فدعي الشرودْ
قالتْ: غروركَ في القصيدة مذهلٌ
والحكمُ يبقى في الأخير على القصيدْ
قلتُ: الخواتمُ في يديّ، تدلّلي
ولتنتقي منها لشامكِ ما تريدْ
ما لي أراكِ غزالةً مفزوعةً
والنبض في جنبيكِ كالظبي الطريدْ ؟
أولستِ بنت الشّام ؟ قالت لي: بلى
أولستِ مؤمنةً بعاصمة الوليدْ ؟
قالت: صحيحٌ أنني شاميّةٌ
لكنني أنثى، أخافُ بلا حدودْ
إني أخاف على دمشقَ وأهلها
قلت: اطمئنّي سوف يحفظها المجيدْ
قالت: أوَعْدٌ ؟قلتُ: وعدٌ صادقٌ
وستذكرينَ – تأكّدي- هذي الوعودْ
وستضحكينَ مِن الذي قد قلتِ لي
قالت: سأضحكُ حين يبتسمُ الشهيدْ
هذي المدينةُ كالخرافةِ ، اسمعي
مملوءةٌ بالسحر، كـ ( العقد الفريدْ)
قالت: أشكّ بقدرتي في فهمها
وأشكّ في البسمات في شفة الحقودْ
لم أقرأ (العقد الفريدَ) I am sorry
لكن دمشقُ أحسّها جوف الوريدْ
قلتُ: الصوامعُ، في السوادِ، ترينها؟
قالت: أراها، قلت: عادتها الصمودْ
تثقينَ في (بقّينَ) في إطفائها؟
تثقين في (بيبرسَ) في صدّ الجنودْ ؟
تثقينَ في (قسيونَ)؟ يضحك ساخرا
إن قيل إنّ الشام تُحرق في السفودْ ؟
تثقينَ فيها؟..في شوراعها التي
في الحرب تعرف كيف تصنع بالورودْ؟
قالت: دمشقُ صغيرةٌ وبريئةٌ
لدمشق قلبٌ مثل بسمتها سعيدْ
وعلى الدمى كانت تنامُ، وحلمها
عنْ وردتينِ على الضفائرِ لا يزيدْ
وتحبُّ إطعام الحمامِ بكفّها
وتخافُ كالأطفالِ مِن صوت الرعودْ
ماذا تقولُ؟دمشقُ أجهل طفلةٍ
بالفعل ( يحرقُ) أو (يشرّدُ) أو (يبيدْ)
قلتُ: الصغيرةُ والبريئةُ دائما
تجري وتسقطُ ثم تنهض من جديدْ
هل تعرفين دمشق مثل جبالها؟
ومياهها وترابها منذ الجدودْ ؟
ولنفترضْ أنّ الهوى فيها انحنى
هل تُنقصُ العُبّادَ وضعيةُ السجودْ ؟
الأمر معقولٌ هنا جدا ولا
يحتاجُ في إثبات ذلك للشهودْ
العقدُ يمكن أن يضيعَ وفصّهُ
هل ذاك يعني للبنات ضياعَ جيدْ ؟
لا تحزني.. فالشامُ تعرفُ أهلها
وتشمّهم كالثوب في سلك الحدودْ
كل العواصمِ قد تحزّ قيودُها
والشامُ تخجلُ مِن معاصمها القيودْ
النارُ تحرقُ في دمشق عبيرها
لتفوح بالإحراق، رائعةً كعودْ
هل تعلمينَ بأنّها محميةٌ ؟
قالت: أها.. وإذن فمنكم نستفيدْ
هذي شآم الله ليست (دميةً
روسيةً) للشرقِ جاءتْ في البريدْ
الله علّمها طريق ذهابها
وطريقَ عودتها، وتذهب كي تعودْ
قد شُبّهتْ مثل المسيحِ لترتقي
وفقطْ ليُصلبَ دونها واشي اليهودْ
(كرمال عيون الشام) هذي فلةٌ
كي تعرفي ما الفلّ في الزمن الشديدْ
والورد شيمته الوفاء لعطرهِ
حتى إذا في الحرب يُسقى بالوقودْ
فتصلّبي للنار لا تتفحّمي
فبنات أهل الشامِ أشبه بالورودْ
لا تذكري حلبا..فتلك حكايةٌ
أخرى تعود بنا إلى وجع القدودْ
بالشعر تَهزمُ ،بالقوافي، بالندى
بالبيت والبيتينِ تهزم، بالعمودْ
بـ (أتابكية قانَصوهَ) وحبرها
بأبي فراسٍِ ممسكا (باب الحديدْ)
حمصٌ..جذورُ العهدِ فيها تينةٌ
تمتدُّ تحت ترابها لابنِ الوليدْ
فالنسغُ من تلك العظام شجاعةٌ
تسري بغصن، أو تبرعمُ بالبنودْ
لا تلمسي ناعورة مكسورةً
تدري حماةٌ كيف تجبُرُ كسرَ عودْ
يشتاق ماء النهر أدري جيدا
مثل الصغار إلى أراجيح السدودْ
قالت: نعمْ..والماءُ طفلٌ عابثٌ
حرموهُ من حقّ الطفولة في الوجودْ
قلتُ: اسمعي مني نصيحة شاعرٍ
متمرّسٍ في كلّ مختصَر مفيدْ
هي فرصة للماء كي يرتاحِ مِنْ
لهو الدوائرِ..لو قليلا بالركودْ
النوم أنفع للصغار بسنهِ
وغدا سيلعبُ في النواعر من جديدْ