محمد جديدي التبسي
2012-12-24, 21:01
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعامة هذه الأمة ورمز شرفها وفضلها ،
لقول الله تبارك وتعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران 110 ).
حتى إن بعض العلماء ذكره من أركان الإسلام هو والجهاد لأنه أمرٌ عظيم لا تقوم الأمة إلا به ولا يحصل الائتلاف إلا به ،
قال الله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم } ( آل عمران 104 – 105 ).
فدل ذلك على أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجب الاختلاف وهو ظاهر لأننا إذا جعلنا هذا يعمل على ما شاء وهذا يعمل على ما شاء وهذا يعمل على ما شاء تفرقت الأمة ،
فإذا أُلزمت الأمة جميعاً على العمل بدين الله ائتلفت واتفقت ،
وهذا هو السر في قوله : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات }، بعد قوله : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف } .
ولا بد هنا أن نعرف ما هو المعروف ؟ وما هو المنكر ؟
المعروف ما عرفه الشارع وأقره وأمر به فهو كل ما أمر الله به فهو معروف والمنكر ما نهى الله عنه ، كل ما نهى الله عنه فهو منكر ،
هل لأن الشرع نهى عنه وأنكره أو لأن الشرع أنكره والنفوس السليمة والفطر تنكره أيضاً ؟
الثاني يعني يُجمع بين هذا وهذا ،
فالشرع أنكره والنفوس السليمة والعقول المستقيمة كذلك تنكره ،
قال بعض العلماء : إن الله لم يأمر بشيءٍ فقال العقل : ليته لم يأمر به ولم ينهَ عن شيءٍ فقال : العقل ليته لم ينهَ عنه ،
يعني أن المأمورات موافقة ومطابقة للعقول الصريحة ، وكذلك المنهيات ،
لكن العقل لا يمكن أن يحيط بتفاصيل المصالح والمفاسد حتى يستقل بالأمر والنهي ولذلك لا بد من الشرع ، والإنسان إذا لم يقس الأمور بالشريعة ضلّ ،
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما حكمه ؟
حكمه فرض كفاية إن قام به من يكفي سقط عن الباقين وإن لم يقم به من يكفي تعين على الجميع ،
لقول الله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } .
و ( من ) هنا :
قيل : إنها للتبعيض يعني وليكن بعضكم ،
وقيل : إنها لبيان الجنس فتكون للعموم ، يعني كونوا أمةً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ،
وإذا تتبعت موارد الشريعة عرفت أنه فرض كفاية ،
لكن من رأى المنكر فَلْيَنْهَ عنه ومن رأى الإخلال بالمعروف فليأمر به ،
لكن هل إذا رأيتُ زيداً ينهى عن منكر ، أقول أنا إذن أيضاً أنهى عنه ؟
لا لأنه حصل فيه الكفاية ،
إلا إذا رأينا الذي أنكر عليه لم يمتثل فحينئذٍ يتعين أن يُساعد هذا الناهي.
من شرح العقيدة السفارينية للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دعامة هذه الأمة ورمز شرفها وفضلها ،
لقول الله تبارك وتعالى : { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } ( آل عمران 110 ).
حتى إن بعض العلماء ذكره من أركان الإسلام هو والجهاد لأنه أمرٌ عظيم لا تقوم الأمة إلا به ولا يحصل الائتلاف إلا به ،
قال الله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ، ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم } ( آل عمران 104 – 105 ).
فدل ذلك على أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجب الاختلاف وهو ظاهر لأننا إذا جعلنا هذا يعمل على ما شاء وهذا يعمل على ما شاء وهذا يعمل على ما شاء تفرقت الأمة ،
فإذا أُلزمت الأمة جميعاً على العمل بدين الله ائتلفت واتفقت ،
وهذا هو السر في قوله : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات }، بعد قوله : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف } .
ولا بد هنا أن نعرف ما هو المعروف ؟ وما هو المنكر ؟
المعروف ما عرفه الشارع وأقره وأمر به فهو كل ما أمر الله به فهو معروف والمنكر ما نهى الله عنه ، كل ما نهى الله عنه فهو منكر ،
هل لأن الشرع نهى عنه وأنكره أو لأن الشرع أنكره والنفوس السليمة والفطر تنكره أيضاً ؟
الثاني يعني يُجمع بين هذا وهذا ،
فالشرع أنكره والنفوس السليمة والعقول المستقيمة كذلك تنكره ،
قال بعض العلماء : إن الله لم يأمر بشيءٍ فقال العقل : ليته لم يأمر به ولم ينهَ عن شيءٍ فقال : العقل ليته لم ينهَ عنه ،
يعني أن المأمورات موافقة ومطابقة للعقول الصريحة ، وكذلك المنهيات ،
لكن العقل لا يمكن أن يحيط بتفاصيل المصالح والمفاسد حتى يستقل بالأمر والنهي ولذلك لا بد من الشرع ، والإنسان إذا لم يقس الأمور بالشريعة ضلّ ،
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما حكمه ؟
حكمه فرض كفاية إن قام به من يكفي سقط عن الباقين وإن لم يقم به من يكفي تعين على الجميع ،
لقول الله تعالى : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير } .
و ( من ) هنا :
قيل : إنها للتبعيض يعني وليكن بعضكم ،
وقيل : إنها لبيان الجنس فتكون للعموم ، يعني كونوا أمةً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله ،
وإذا تتبعت موارد الشريعة عرفت أنه فرض كفاية ،
لكن من رأى المنكر فَلْيَنْهَ عنه ومن رأى الإخلال بالمعروف فليأمر به ،
لكن هل إذا رأيتُ زيداً ينهى عن منكر ، أقول أنا إذن أيضاً أنهى عنه ؟
لا لأنه حصل فيه الكفاية ،
إلا إذا رأينا الذي أنكر عليه لم يمتثل فحينئذٍ يتعين أن يُساعد هذا الناهي.
من شرح العقيدة السفارينية للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-