الاخ رضا
2012-12-23, 12:26
http://www.alhalaby.com/play.php?catsmktba=3166
الدكتور محمد مُرْسي .. و(سُلطان الكُرسي)!
بين (الوَلاية الكُبرى)، و(الحزبيَّة الضيِّقة)!!
نصيحة الشيخ علي حسن الحلبي للدكتور مرسي في مستقبل مصر
... هذه كلمتُنا..وهذه نصائحنا..
إنَّها ثُلاثيَّةٌ خطيرةٌ؛ لا تحتملُ مُراوغةً! ولا تَقْبَلُ مُساوَمَةً!
فَكَم مِن شخصٍ كان على خيرٍ، واستقامةٍ؛ فلمّا وَصَلَ إلى (كُرسيّ) المسؤوليَّة والرئاسة : تغيَّر، وما غَيَّر! وتَبَدَّلَ وما بَدَّل! وأساءَ وما أَحْسَن!!
* فقد يَؤولُ (سُلطانُ الكُرسيّ) بصاحبِهِ إلى الرِّدَّةِ عن المُسلَّمات، والهُوِيِّ إلى أَسْفَلِ الدَّرَكات، مُقَدِّماً مَصلحتَه الشَّخصيَّةَ على المصالحِ الكُبرَى -إسلاميَّةً، أو وطنيَّةً-.
والأمثلةُ على هذا الأمرِ الخطيرِ-هُنا، وهُناك، وهُنالِك- أكثرُ مِن أنْ تُحْصَرَ!
وما خَبَرُ (جمال عبد الناصر!)-و"التنظيم المصريّ" الإخوانيّ الخاصّ!-،و(حسَن التُّرابي!)-و"الدولة السودانية" الإسلامية!-مَثَلاً-عن الفطِن ببعيد!!
* أمّا (الولاية الكُبرَى)؛ فشأْنٌ جليلٌ ؛ ومسؤوليَّةٌ عُظمَى؛ وبخاصَّةٍ إذا كانَ ذلك في بَلَدٍ عظيمٍ كَمِثْلِ (مِصْر) -العظيمة-؛ ذات الثَّمانين مليونَ مُسلمٍ- بكافَّةِ تَيَّاراتِها، واتِّجاهاتِها، وأفكارِها، وسياساتِها-...
فَكُلَّمَا كَبِرَت الرعيَّةُ؛ عَظُمَت المسؤوليَّة، واشتدَّت تَبِعَاتُها، وجَلَّت آثارُها: على (الرَّاعِي)-خُصوصاً-، وعلى (الرعيَّةِ) -عُموماً-..
* أمّا (الحزبيَّةُ الضيِّقةُ) -و(الضيِّقَةُ) -ها هُنا- وَصْفٌ لازِمٌ؛ ولا أعنِي -به-: وُجودَ (حزبيَّة=ضيِّقة)، وأخرى(..فضفاضة!)-؛ فهي القاتلةُ لِكُلِّ معانِي الأُخُوَّةِ -غيرِها!!-، والمُهلِكةُ لسائرِ الحُقوقِ -سواها!!-، والمُفسدةُ لجميع الحقائق -دُونَها!!-!
... فلا يَليقُ -ألبتّةَ- بمَن تَولَّى شُؤونَ عامَّةِ المُسلمِين -بالولايةِ عليهم، والرِّعايةِ لهم -أنْ يَنطلِقَ -في وَلايتهم أو رعايتهم- مِن مُنطلَقٍ حِزبيٍّ! أو تعصُّبٍ فِكْرِيّ!! حتّى ولو كان الرَّافعُ (!) له -الموصلُهُ- إلى موضع المسؤولية= حِزبيِّيه! وزُعماءه! وقادتَه!
بل الواجبُ عليه: أنْ يَنطلِقَ مِن أَصْلِ الشُّعورِ الإسلاميِّ الحقِّ؛ لِيُؤدِّيَ -بمسؤوليَّتِه- لِكُلِّ ذِي حقٍّ حقَّه- بما يَتناسَبُ ومَوقِعَهُ، وما يَتَوافَقُ وَحَقَّه-...
وها هُنا تَذْكِيرٌ للدُّكتور مُرْسِي –سدّده الله- بِأُمورٍ مُهِمَّةٍ -جدًّا-؛ لَعَلَّها تُعِينُه -إنْ شاءَ اللهُ- على المَهامِّ الجُلَّى -الكثيرةِ- التي تَنْتَظِرُهُ في مُستقبَلٍ لا يَعلمُ مَداهُ إلّا اللهُ:
1-قبل أن أقولَ لك: بارك الله لك..
أقولُ لك : أعانك الله... أعانك الله على ما أنتَ فيه مِن مسؤوليّةٍ كبيرةٍ -جداً-بين يديك..كان يتهرّبُ- مما هو دونها - صُلحاءُ أهل الإسلام –منذ قديم الزمان-.
2- إذا وُسِّدَ الأَمْرُ إلى غيرِ أَهْلِه؛ فانْتَظِر السَّاعة..
فاحرِصْ في مواضعِ الاستشارةِ ، ومكامنِ المسؤوليةِ : على ذَوِي الكفاءات؛ بِغَضِّ النَّظَر عن الانتماءات، والشِّعارات!
ولا يكن قربُ (زيد)،أو(عمرو)-منك-أو من أفكارِك وتفكيرِك!-هو الدافعَ لموجبات الاختيار..
3- (الإسلامُ هو الحلّ)!
نعم ؛ بل لا حَلَّ غَيرُه، ولا سَبيلَ سِواه ؛ نُذكِّرُك بهذا الشِّعارِ الحقّ -بغضِّ النَّظَرِ عن مِصداقيَّتِه الواقعيَّة- الذي غابَ -بَل غُيِّب!- عن (جماعة الإخوان المُسلمِين) -وكوادِرها- مُنذُ سَنواتٍ وسنوات، فها هي ذي الفُرصةُ أمامَكُم (!) ؛ فأينَ أنتُم -منها- بالحقِّ إلى الحقِّ-!
فـ (الإسلامُ) ليس مجرّدَ ادّعاءٍ! ولا تَمَنٍّ ! ولا تزيُّنٍ!!
وعليه ؛ فإنَّ وَهَمَ (الخلافةِ الإسلاميّةِ!) –في الرئاسةِ المصريّةِ الحاليّةِ!-يرفضُه التأصيلُ النظريّ-منهم- ! والواقعُ العمليّ -عنهم-!!
فإيّاكم –أيها (الإخوان!)-والتغريرَ!
وإيّاكم-يا أبناءَ الإسلام-والاغترارَ!
4-تَنَبَّهْ إلى مَصايِدَ كثيرةٍ تَنتظِرُك -لا أقولُ: شخصيًّا، ولا: حِزبيًّا!-؛ بل إسلاميًّا، عامًّا شامِلاً!!
فَتَوَلّيِك -هذا-صادَفَ ظُروفاً عَسِرَةً -جداً-؛ تتمثَّلُ في :
أ-أزمة اقتصاديّة عالميّة.
ب-ديون محلّيّة كبرى.
ج-فوضى داخليّة شديدة.
... فَفَشَلُ رئيسِ (إسلاميٍّ!) -ما -أَيِّ رئيسٍ كان!- لَن يُنْسَبَ إليه؛ ولَن يُنْسَبَ إلى حِزْبِه!! ولكنَّهُ سَيُنْسَبُ إلى (الإسلام)؛ ممَّا سيكونُ له ردَّةُ فِعْلٍ عظيمةٌ -جدًّا- لا مَرَدَّ لها مِن دُونِ الله...
ولعلَّ (!) هذا هو سرُّ (!) الترحيبِ الغربِيِّ-الاحتفاليِّ! –سواءً من أمريكا ، أو أوروبّا-بتولِّي بعضِ زُعماءِ الإسلامِ السياسيِّ (!) مواقعَ الزعامةِ والرياسةِ-في عددٍ من البلدان العربيّة-!!
{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}..
وهذا –لمن تدبّره –أعظمُ شيء ، وأخطرُه-لو كانوا يعلمون-..
5- اسْمَعْ لِمُخالِفِيك، وتَجاوَبْ مع ناصِحِيك -وبخاصَّةٍ أهلَ العِلْم والدِّين-، وافْتَحْ قَلْبَك قَبْلَ بابِك؛ لِتُبَرْهِنَ للنّاسِ -جميعاً- فِعلاً لا قَوْلاً- أنَّكَ خَلَعْتَ -ولا أقولُ: سَتَخْلَعُ!- عَباءةَ الحِزبيَّةِ الظالمةِ ، إلى سَعَةِ الإسلامِ- الحقِّ- في ضوء كِتابِ الله ، وسُنَّةِ رَسولِه -صلَّى الله عليه وسلم-؛ في ضوء الفهم الصائبِ المستقيمِ لأسلافف الأمّة الصاحين-جمعاً بين الأصالة والمعاصرة- .
6-احْفَظ للأقباطِ -شُركائِكُم في الوَطَن- ذِمَّتَهُم ورَحِمَهُم؛ فهُم وَصيَّةُ رسولِ الله -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- لِأَهلِ الإسلامِ -جميعاً-.
ولا يَجوزُ لنا أنْ نَتَعامَلَ معهم –في أيِّ موقعٍ كانَ- بصورةٍ سَوداويَّةٍ –أو عكسيّة!- ؛ تَنطلِقُ مِن ضُغوطٍ - أو خَلْفيَّات!- وسائل الإعلام ذاتِ التحريضِ المتضادّ ؛ بل الواجبُ الانطلاقُ –في التعامل معهم- مِن أُصولِ الإسلامِ وقواعدِه ؛ حتّى يَعرِفُوا -حقيقةً؛ لا ادِّعاءً- سِماتِ دينِنا -باليقين-، ورحمتَه الشَّامِلةَ للعالَـمِين..
7- تَنبّهْ إلى خَطَرِ الشيعة ، وحاذِرْ من أطماعِها الشنيعةِ ؛ فهي تريدُ –بضلالاتِها ، ودولاراتِها، وإغراءاتِها- غَزْوَ مصرَ السُّنِّيّة ؛ لإفسادِها ؛ بتصديرِ الثورةِ الفارسيّةِ (الإيرانيِّةِ) –الخبيثِةِ- إليها -والتاريخُ شاهدٌ-..
... أمّا (إخوانُنا) -الذين يَنتظِرُونَ في هذا الموضوعِ الجليلِ كلمتَنا -؛ فأقولُ لهم:
8- قبلَ بضعةِ أيامٍ : كنتُ في زيارةٍ للمدينة المنوّرة ؛ زرتُ -أثناءها-مع مجموعةٍ مِن إخوانِنا طلبةِ العلمِ- سماحةَ أستاذِنا الشيخِ عبدِ المحسن العبّاد –حفظه الله ورعاه- ، ودار حوارٌ حول عددٍ من القضايا العلميّة ، والواقعيّة ؛ فكان منه : موضوعُ المنافسة الرئاسية بين (محمد مُرسي)،و(أحمد شفيق) ؛ فكان توجيهُ شيخنا –حفظه الله- واضحاً حاسماً –إلى دَرَجةِ الإيجابِ- : أنَّ (مرسي)-على إخوانيّته!-أقلُّ شرَّاً مِن (شفيقٍ) بعلمانيّته المقهورة ! وتوعُّداته المشهورة !
9-قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة –رحمه الله-:
" فَاَلَّذِينَ كَانُوا مِنْ وُلَاةِ الْأُمُورِ يَقُولُونَ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة -أنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، وَأنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ -وَغَيْرُ ذَلِكَ-، وَيَدْعُونَ النَّاسَ إلَى ذَلِكَ ، ويمتحنونهم ، وَيُعَاقِبُونَهُمْ إذَا لَمْ يُجِيبُوهُمْ ، وَيُكَفِّرُونَ مَنْ لَمْ يُجِبْهُمْ- حَتَّى إنَّهُمْ كَانُوا إذَا أَمْسَكُوا الْأَسِيرَ لَمْ يُطْلِقُوهُ حَتَّى يُقِرَّ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة: إنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ -وَغَيْرِ ذَلِكَ-، وَلَا يُوَلُّونَ مُتَوَلِّيًا، وَلَا يُعْطُونَ رِزْقًا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ إلَّا لِمَنْ يَقُولُ ذَلِكَ!!
وَمَعَ هَذَا ؛ فَالْإِمَامُ أَحْمَد -رَحِمَهُ اللَّهُ- تَعَالَى- تَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ؛ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُمْ لم يُبَيَّن لَهُـ[ـمْ] أَنَّهُمْ مُكَذِّبُونَ لِلرَّسُولِ، وَلَا جَاحِدُونَ لِمَا جَاءَ بِهِ، وَلَكِنْ : تَأَوَّلُوا فَأَخْطَئُوا، وَقَلَّدُوا مَنْ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ".
وموضعُ الشاهدِ -هنا-من كلامِ شيخ الإسلام –رحمة الله عليه-واضحٌ -جداً-.
10- يجبُ التفريقُ الدعويُّ والمنهجيُّ -لِزاماً-اليومَ-أكثرَ وأكثرَ-بين (دعوةِ الإخوان)-بحزبيّتها المكشوفةِ ، وتاريخها المعروفِ-،و(دعوةِ الإسلام)-بأصولِه المنضبطةِ ، وقواعدِه الحقّةِ- ؛ حتى لا يُفاجَأَ العالَمُ -كلُّه-بل يُفجَعَ!- بمن يُمثِّلون الإسلام ! وهم-حقيقةً- ليسوا ذوي أهليَّة -ولو بأدنى الصُّوَر المرجُوَّة!-!
11- يجبُ مُضاعَفةُ الجهودِ الدعويةِ المتضافرة –إلى العقيدةِ، والأخلاقِ، والعلمِ-؛لِتُسَسدَّ تلكم الثغرةُ التي أَحدثها ذلك الولوجُ السياسيُّ الفاشلُ –والذي لم يخرج أهلُه وأصحابُه -منه- ولا بِفَرْدةٍ مِن خُفَّيْ حُنَيْنٍ -! وليعرفَ الناسُ -جميعاً-بالحقّ-المكانَ الحقَّ للدعاة إلى الإسلام الحقّ...
... هذه كلمتُنا..
وهذه نصائحنا..
سائلاً ربي -تعالى-أن يحفظَ مصرَ ، وشعبَ مصرَ ، وأن يردَّهم إلى دين الله رداً جميلاً -بمنّه وكرمه-..
راجين ربَّنا –جلَّ في عُلاه-في ختام كلمتي-هذه-أن يكون الصوابُ -في سائر أحوالنا- حليفَنا ، والحقُّ رائدَنا ، والجنَّةُ مستقرَّنا...
* * * * *
الدكتور محمد مُرْسي .. و(سُلطان الكُرسي)!
بين (الوَلاية الكُبرى)، و(الحزبيَّة الضيِّقة)!!
نصيحة الشيخ علي حسن الحلبي للدكتور مرسي في مستقبل مصر
... هذه كلمتُنا..وهذه نصائحنا..
إنَّها ثُلاثيَّةٌ خطيرةٌ؛ لا تحتملُ مُراوغةً! ولا تَقْبَلُ مُساوَمَةً!
فَكَم مِن شخصٍ كان على خيرٍ، واستقامةٍ؛ فلمّا وَصَلَ إلى (كُرسيّ) المسؤوليَّة والرئاسة : تغيَّر، وما غَيَّر! وتَبَدَّلَ وما بَدَّل! وأساءَ وما أَحْسَن!!
* فقد يَؤولُ (سُلطانُ الكُرسيّ) بصاحبِهِ إلى الرِّدَّةِ عن المُسلَّمات، والهُوِيِّ إلى أَسْفَلِ الدَّرَكات، مُقَدِّماً مَصلحتَه الشَّخصيَّةَ على المصالحِ الكُبرَى -إسلاميَّةً، أو وطنيَّةً-.
والأمثلةُ على هذا الأمرِ الخطيرِ-هُنا، وهُناك، وهُنالِك- أكثرُ مِن أنْ تُحْصَرَ!
وما خَبَرُ (جمال عبد الناصر!)-و"التنظيم المصريّ" الإخوانيّ الخاصّ!-،و(حسَن التُّرابي!)-و"الدولة السودانية" الإسلامية!-مَثَلاً-عن الفطِن ببعيد!!
* أمّا (الولاية الكُبرَى)؛ فشأْنٌ جليلٌ ؛ ومسؤوليَّةٌ عُظمَى؛ وبخاصَّةٍ إذا كانَ ذلك في بَلَدٍ عظيمٍ كَمِثْلِ (مِصْر) -العظيمة-؛ ذات الثَّمانين مليونَ مُسلمٍ- بكافَّةِ تَيَّاراتِها، واتِّجاهاتِها، وأفكارِها، وسياساتِها-...
فَكُلَّمَا كَبِرَت الرعيَّةُ؛ عَظُمَت المسؤوليَّة، واشتدَّت تَبِعَاتُها، وجَلَّت آثارُها: على (الرَّاعِي)-خُصوصاً-، وعلى (الرعيَّةِ) -عُموماً-..
* أمّا (الحزبيَّةُ الضيِّقةُ) -و(الضيِّقَةُ) -ها هُنا- وَصْفٌ لازِمٌ؛ ولا أعنِي -به-: وُجودَ (حزبيَّة=ضيِّقة)، وأخرى(..فضفاضة!)-؛ فهي القاتلةُ لِكُلِّ معانِي الأُخُوَّةِ -غيرِها!!-، والمُهلِكةُ لسائرِ الحُقوقِ -سواها!!-، والمُفسدةُ لجميع الحقائق -دُونَها!!-!
... فلا يَليقُ -ألبتّةَ- بمَن تَولَّى شُؤونَ عامَّةِ المُسلمِين -بالولايةِ عليهم، والرِّعايةِ لهم -أنْ يَنطلِقَ -في وَلايتهم أو رعايتهم- مِن مُنطلَقٍ حِزبيٍّ! أو تعصُّبٍ فِكْرِيّ!! حتّى ولو كان الرَّافعُ (!) له -الموصلُهُ- إلى موضع المسؤولية= حِزبيِّيه! وزُعماءه! وقادتَه!
بل الواجبُ عليه: أنْ يَنطلِقَ مِن أَصْلِ الشُّعورِ الإسلاميِّ الحقِّ؛ لِيُؤدِّيَ -بمسؤوليَّتِه- لِكُلِّ ذِي حقٍّ حقَّه- بما يَتناسَبُ ومَوقِعَهُ، وما يَتَوافَقُ وَحَقَّه-...
وها هُنا تَذْكِيرٌ للدُّكتور مُرْسِي –سدّده الله- بِأُمورٍ مُهِمَّةٍ -جدًّا-؛ لَعَلَّها تُعِينُه -إنْ شاءَ اللهُ- على المَهامِّ الجُلَّى -الكثيرةِ- التي تَنْتَظِرُهُ في مُستقبَلٍ لا يَعلمُ مَداهُ إلّا اللهُ:
1-قبل أن أقولَ لك: بارك الله لك..
أقولُ لك : أعانك الله... أعانك الله على ما أنتَ فيه مِن مسؤوليّةٍ كبيرةٍ -جداً-بين يديك..كان يتهرّبُ- مما هو دونها - صُلحاءُ أهل الإسلام –منذ قديم الزمان-.
2- إذا وُسِّدَ الأَمْرُ إلى غيرِ أَهْلِه؛ فانْتَظِر السَّاعة..
فاحرِصْ في مواضعِ الاستشارةِ ، ومكامنِ المسؤوليةِ : على ذَوِي الكفاءات؛ بِغَضِّ النَّظَر عن الانتماءات، والشِّعارات!
ولا يكن قربُ (زيد)،أو(عمرو)-منك-أو من أفكارِك وتفكيرِك!-هو الدافعَ لموجبات الاختيار..
3- (الإسلامُ هو الحلّ)!
نعم ؛ بل لا حَلَّ غَيرُه، ولا سَبيلَ سِواه ؛ نُذكِّرُك بهذا الشِّعارِ الحقّ -بغضِّ النَّظَرِ عن مِصداقيَّتِه الواقعيَّة- الذي غابَ -بَل غُيِّب!- عن (جماعة الإخوان المُسلمِين) -وكوادِرها- مُنذُ سَنواتٍ وسنوات، فها هي ذي الفُرصةُ أمامَكُم (!) ؛ فأينَ أنتُم -منها- بالحقِّ إلى الحقِّ-!
فـ (الإسلامُ) ليس مجرّدَ ادّعاءٍ! ولا تَمَنٍّ ! ولا تزيُّنٍ!!
وعليه ؛ فإنَّ وَهَمَ (الخلافةِ الإسلاميّةِ!) –في الرئاسةِ المصريّةِ الحاليّةِ!-يرفضُه التأصيلُ النظريّ-منهم- ! والواقعُ العمليّ -عنهم-!!
فإيّاكم –أيها (الإخوان!)-والتغريرَ!
وإيّاكم-يا أبناءَ الإسلام-والاغترارَ!
4-تَنَبَّهْ إلى مَصايِدَ كثيرةٍ تَنتظِرُك -لا أقولُ: شخصيًّا، ولا: حِزبيًّا!-؛ بل إسلاميًّا، عامًّا شامِلاً!!
فَتَوَلّيِك -هذا-صادَفَ ظُروفاً عَسِرَةً -جداً-؛ تتمثَّلُ في :
أ-أزمة اقتصاديّة عالميّة.
ب-ديون محلّيّة كبرى.
ج-فوضى داخليّة شديدة.
... فَفَشَلُ رئيسِ (إسلاميٍّ!) -ما -أَيِّ رئيسٍ كان!- لَن يُنْسَبَ إليه؛ ولَن يُنْسَبَ إلى حِزْبِه!! ولكنَّهُ سَيُنْسَبُ إلى (الإسلام)؛ ممَّا سيكونُ له ردَّةُ فِعْلٍ عظيمةٌ -جدًّا- لا مَرَدَّ لها مِن دُونِ الله...
ولعلَّ (!) هذا هو سرُّ (!) الترحيبِ الغربِيِّ-الاحتفاليِّ! –سواءً من أمريكا ، أو أوروبّا-بتولِّي بعضِ زُعماءِ الإسلامِ السياسيِّ (!) مواقعَ الزعامةِ والرياسةِ-في عددٍ من البلدان العربيّة-!!
{وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}..
وهذا –لمن تدبّره –أعظمُ شيء ، وأخطرُه-لو كانوا يعلمون-..
5- اسْمَعْ لِمُخالِفِيك، وتَجاوَبْ مع ناصِحِيك -وبخاصَّةٍ أهلَ العِلْم والدِّين-، وافْتَحْ قَلْبَك قَبْلَ بابِك؛ لِتُبَرْهِنَ للنّاسِ -جميعاً- فِعلاً لا قَوْلاً- أنَّكَ خَلَعْتَ -ولا أقولُ: سَتَخْلَعُ!- عَباءةَ الحِزبيَّةِ الظالمةِ ، إلى سَعَةِ الإسلامِ- الحقِّ- في ضوء كِتابِ الله ، وسُنَّةِ رَسولِه -صلَّى الله عليه وسلم-؛ في ضوء الفهم الصائبِ المستقيمِ لأسلافف الأمّة الصاحين-جمعاً بين الأصالة والمعاصرة- .
6-احْفَظ للأقباطِ -شُركائِكُم في الوَطَن- ذِمَّتَهُم ورَحِمَهُم؛ فهُم وَصيَّةُ رسولِ الله -صلّى اللهُ عليه وسلَّم- لِأَهلِ الإسلامِ -جميعاً-.
ولا يَجوزُ لنا أنْ نَتَعامَلَ معهم –في أيِّ موقعٍ كانَ- بصورةٍ سَوداويَّةٍ –أو عكسيّة!- ؛ تَنطلِقُ مِن ضُغوطٍ - أو خَلْفيَّات!- وسائل الإعلام ذاتِ التحريضِ المتضادّ ؛ بل الواجبُ الانطلاقُ –في التعامل معهم- مِن أُصولِ الإسلامِ وقواعدِه ؛ حتّى يَعرِفُوا -حقيقةً؛ لا ادِّعاءً- سِماتِ دينِنا -باليقين-، ورحمتَه الشَّامِلةَ للعالَـمِين..
7- تَنبّهْ إلى خَطَرِ الشيعة ، وحاذِرْ من أطماعِها الشنيعةِ ؛ فهي تريدُ –بضلالاتِها ، ودولاراتِها، وإغراءاتِها- غَزْوَ مصرَ السُّنِّيّة ؛ لإفسادِها ؛ بتصديرِ الثورةِ الفارسيّةِ (الإيرانيِّةِ) –الخبيثِةِ- إليها -والتاريخُ شاهدٌ-..
... أمّا (إخوانُنا) -الذين يَنتظِرُونَ في هذا الموضوعِ الجليلِ كلمتَنا -؛ فأقولُ لهم:
8- قبلَ بضعةِ أيامٍ : كنتُ في زيارةٍ للمدينة المنوّرة ؛ زرتُ -أثناءها-مع مجموعةٍ مِن إخوانِنا طلبةِ العلمِ- سماحةَ أستاذِنا الشيخِ عبدِ المحسن العبّاد –حفظه الله ورعاه- ، ودار حوارٌ حول عددٍ من القضايا العلميّة ، والواقعيّة ؛ فكان منه : موضوعُ المنافسة الرئاسية بين (محمد مُرسي)،و(أحمد شفيق) ؛ فكان توجيهُ شيخنا –حفظه الله- واضحاً حاسماً –إلى دَرَجةِ الإيجابِ- : أنَّ (مرسي)-على إخوانيّته!-أقلُّ شرَّاً مِن (شفيقٍ) بعلمانيّته المقهورة ! وتوعُّداته المشهورة !
9-قال شيخُ الإسلام ابنُ تيميّة –رحمه الله-:
" فَاَلَّذِينَ كَانُوا مِنْ وُلَاةِ الْأُمُورِ يَقُولُونَ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة -أنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ، وَأنَّ اللَّهَ لَا يُرَى فِي الْآخِرَةِ -وَغَيْرُ ذَلِكَ-، وَيَدْعُونَ النَّاسَ إلَى ذَلِكَ ، ويمتحنونهم ، وَيُعَاقِبُونَهُمْ إذَا لَمْ يُجِيبُوهُمْ ، وَيُكَفِّرُونَ مَنْ لَمْ يُجِبْهُمْ- حَتَّى إنَّهُمْ كَانُوا إذَا أَمْسَكُوا الْأَسِيرَ لَمْ يُطْلِقُوهُ حَتَّى يُقِرَّ بِقَوْلِ الْجَهْمِيَّة: إنَّ الْقُرْآنَ مَخْلُوقٌ -وَغَيْرِ ذَلِكَ-، وَلَا يُوَلُّونَ مُتَوَلِّيًا، وَلَا يُعْطُونَ رِزْقًا مِنْ بَيْتِ الْمَالِ إلَّا لِمَنْ يَقُولُ ذَلِكَ!!
وَمَعَ هَذَا ؛ فَالْإِمَامُ أَحْمَد -رَحِمَهُ اللَّهُ- تَعَالَى- تَرَحَّمَ عَلَيْهِمْ ، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ؛ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُمْ لم يُبَيَّن لَهُـ[ـمْ] أَنَّهُمْ مُكَذِّبُونَ لِلرَّسُولِ، وَلَا جَاحِدُونَ لِمَا جَاءَ بِهِ، وَلَكِنْ : تَأَوَّلُوا فَأَخْطَئُوا، وَقَلَّدُوا مَنْ قَالَ لَهُمْ ذَلِكَ".
وموضعُ الشاهدِ -هنا-من كلامِ شيخ الإسلام –رحمة الله عليه-واضحٌ -جداً-.
10- يجبُ التفريقُ الدعويُّ والمنهجيُّ -لِزاماً-اليومَ-أكثرَ وأكثرَ-بين (دعوةِ الإخوان)-بحزبيّتها المكشوفةِ ، وتاريخها المعروفِ-،و(دعوةِ الإسلام)-بأصولِه المنضبطةِ ، وقواعدِه الحقّةِ- ؛ حتى لا يُفاجَأَ العالَمُ -كلُّه-بل يُفجَعَ!- بمن يُمثِّلون الإسلام ! وهم-حقيقةً- ليسوا ذوي أهليَّة -ولو بأدنى الصُّوَر المرجُوَّة!-!
11- يجبُ مُضاعَفةُ الجهودِ الدعويةِ المتضافرة –إلى العقيدةِ، والأخلاقِ، والعلمِ-؛لِتُسَسدَّ تلكم الثغرةُ التي أَحدثها ذلك الولوجُ السياسيُّ الفاشلُ –والذي لم يخرج أهلُه وأصحابُه -منه- ولا بِفَرْدةٍ مِن خُفَّيْ حُنَيْنٍ -! وليعرفَ الناسُ -جميعاً-بالحقّ-المكانَ الحقَّ للدعاة إلى الإسلام الحقّ...
... هذه كلمتُنا..
وهذه نصائحنا..
سائلاً ربي -تعالى-أن يحفظَ مصرَ ، وشعبَ مصرَ ، وأن يردَّهم إلى دين الله رداً جميلاً -بمنّه وكرمه-..
راجين ربَّنا –جلَّ في عُلاه-في ختام كلمتي-هذه-أن يكون الصوابُ -في سائر أحوالنا- حليفَنا ، والحقُّ رائدَنا ، والجنَّةُ مستقرَّنا...
* * * * *