bermareme
2012-12-18, 14:33
http://www.mexat.com/vb/attachment.php?attachmentid=263165&d=1175001807
هي تجربة تم فيها إخفاء مدمرة كاملة عن الأعين اصبحت فيها غير مرئية
حصلت التجربة في عام 1943 لكن لم تشتهر إعلاميا إلا عام 1954 أي بعد احد عشر عاما
وعلى يد صحفي يدعى جون كاربنتر حيث سنبدأ من عنده قبل العودة للبداية الحقيقية
فبينما كان جون ذاهبا إلى مدينة دوفر لحضور حفل زفاف أخيه ألبرت توقف على مشارف مدينة نيوجرسي
لشرب بعض القهوة قبل اكمال الطريق ، وبينما كان يشرب قهوته اقتحم شخص ما المكان……..
كان شخصا يقارب الاربعين او يجاوزها بعام او اثنين صاحب بنيان قوي هتف لدى دخوله بصوت عال:
من صاحب تلك السيارة في الخارج؟
انتفض جون مع الهتاف العالي المتعارض مع هدوء المقهى في هذا الوقت فالتفت إلى صاحب الهتاف وهم بإخباره أنه صاحب السيارة الموجوة في الخارج وأن المكان متسع لدرجة انه لا يمكن لسيارته عمل مشكلة من أي نوع لأي احد ، لكن الرجل لم يمهله حيث عرف انه صاحب السيارة الموجودة خارجا لانه الغريب الوحيد في ذلك الوقت ، فاتجه نحوه مباشرة وسأله : انت صحفي أليس كذلك؟
ارتبك جون وقال : نعم ، هل استطيع مساعدتك بشـ؟
لكن الرجل لم يمهل جون ليكمل جملته وقاطعه قائلا : انت تعتقد انني مجنون …… اليس كذلك؟
شعر جون بإحراج شديد ولم يدر كيف يجيب الرجل لكن الرجل أكمل قائلا : هذا مايريدونه أن نبدو كالمجانين
حتى لا يصدقنا احد
ازدادت حيرة جون في حين استطرد الرجل في اسى : ولقد نجحوا في ذلك لقد عشت التجربة بنفسي ورأيت ما يمكن ان يصيب اكثر الناس عقلا بالجنون ولا احد يصدقني
تدخل صاحب المقهى قائلا في خشونة : عد الى منزلك فيليب ، لا يزال الوقت مبكرا على ما تفعله
صاح فيليب قائلا : اتظنني مخمورا ؟ انني لم اتناول قطرة من الخمر هذا الصباح لكن الصحافة يجب ان تعرف كل الحقيقة كلها
شد كلام الرجل انتباه جون لعلاقته بالصحافة فقال : أي حقيقة يا سيد فيليب
قال فيليب : حقيقية السفينة (DE- 173) ، لقد رأيتها تختفي امام عيني
تساءل جون : تختفي ؟ اتعني تغرق؟
صاح الرجل قائلا : بل تختفي ، احاط بها ضباب خفيف ثم اختفت ، مثل فيلم (الرجل الخفي) هل رأيته؟
صاح صاحب المقهى غاضبا :
فيليب ، لقد حذرتك من القدوم هنا وترديد مثل هذه الخزعبلات هيا انصرف من هنا والا
ثار فيليب قائلا:
ليست خزعبلات ، لقد رأيتها بنفسي
صوب صاحب المقهى بندقيته نحو فيليب قائلا : عد الى منزلك هيا
خرج فيليب حزينا لكنه قبل خروجه التفت نحو جون مكررا : لقد رأيتها تختفي
قال صاحب المقهى لجون :
انه شخص مجنون كان مجندا في مشاة البحرية (المارينز) في الحرب العالمية الثانية وخرج منها عام 1944
بسبب جنون صنعه الخوف ، وقضى حوالي ثمان سنوات في مصحة للامراض النفسية ، ومنذ سمح له بالخروج
وهو يردد هذه الخزعبلات
قال جون في لهفة مدهشة:
مشاة البحرية؟ اتعلم اين كانت وحدته بالضبط؟.
اجاب صاحب المقهى في حذر :
في فيلادلفيا على ما اذكر
هنا اندفع جون خارج المقهى صائحا:
سيد فيليب انتظر ، اريد ان اتحدث اليك ……..صحفيا
وكانت هذه هي بداية الكشف عن احدى اخطر واكثر التجارب سرية في تاريخ الولايات المتحدة
لنعد الأن للعام 1943 في أكتوبر حيث وقعت التجربة حيث سنستعين برواية فيليب دوران وأحد البحارة لتوضيح بعض الأمور في سياق السرد
قال فيليب:
أخبرونا أنهم سيجرون تجربة على سلاح سري جديد ، لو نجح سيؤدي لسحق الأسطولين الألماني والياباني معا بأقل خسائر ممكنة
في ذلك اليوم اجتمع كبار القادة في فيلادليفيا بالإضافة لبعض المدنيين وكان بين هؤلاء المدنيين شخص طويل الشعر أشيبه كان يشرف على تركيب بعض الأجهزة
كان هذا الشخص هو ألبرت إينشتاين عبقري الفيزياء
حيث تم تركيب هذه الأجهزة على متن سفينتين متقابلتين ثم أتت المدمرة ووقفت بين السفينتين
قامت هذه الأجهزة بإطلاق نوع من الأشعة أو الطاقة نحو السفينة
قال فيليب :
في البداية بدا الأمر أشبه بأزيز ينتشر في الهواء ثم تحول إلى طنين قوي وبعدها أصبح ارتجاجا عنيفا ، جعلني أغلق عيني في قوة ورأسي يكاد ينفجر وعندما فتحتهما ثانية كان هناك ضباب رمادي خفيف يحيط بالمدمرة ، ثم لم يلبث ذلك الضباب أن أصبح شفافا وأخفى السفينة بداخله تماما حتى لم نعد نرى سوى أثرها على سطح الماء
كنت اسمع صراخا رهيبا ينبعث من داخل الفراغ الذي خلفته السفينة وكأن بحارتها يعانون عذابا يفوق ما يتحمله البشر ، لكن كل الموجودين معي أكدوا أنهم لا يسمعون شيئا وأنني أتوهم فحسب
قال مايكل جريج المسئول الثاني عن الدفة و الذي كان متواجدا على السفينة في لحظة التجربة:
كنا على ظهر السفينة نعلم جيدا أنهم سيقومون بتجربة سلاح ما ،وكان معظمنا مفعما بالحماسة ، ثم بدأت تلك المولدات الضخمة في العمل وشعرنا بأن رؤوسنا تكاد تنفجر ، وكادت قلوبنا تثب من صدرونا من عنف خفقاتها
وبعدها أحاط بنا ضباب اخضر كثيف وأظلمت الدنيا من حولنا وكأننا فقدنا أبصارنا ، فاستولى الرعب على معظمنا وراح الكل يعدو بلا هدف في كل مكان وكل اتجاه
تصورت أننا قد غرقنا في عالم آخر أو أن عقولنا قد أصابها مس من الجنون مع تلك الهلاوس التي رأيناها ، فصديقي( ميجور) اقسم انه رأى زوجته الراحلة والضابط (براد)راح يضحك في جنون والقبطان (رود) اخذ يدير الدفة في حركات هستيرية وهو يصرخ بأنه لابد من الخروج من بحر الظلمات هذا ، أما أنا فقد التقيت بمخلوقات من عالم اخر ، أو هي وحوش ، أو لعلها هلاوس مجنونة، المهم أن ما رأيناه هناك لم يكن عاديا أبداً ، بل كان يستحق أن نصاب بجنون حقيقي
الحقل الموحد هو ما ينتج عند مزج القوى الاربع الاساسية في الكون كما ترون في الصورة
http://alishraq.net/liqaa/images/UF2.jpg
حقل الكهرومغناطيسية
وهذا الحقل هو المسؤول عن تجمع الذرات وتكوين المادة الظاهرة في الخليقة، ومن خلاله تتكون كل هذه الظواهر التي نراها بالعين المجردة.
حقل التفاعل الضعيف
وهذا الحقل هو المسؤول على التفاعلات الإشعاعية في الكون.
حقل التفاعل القوي
وهو الحقل المسؤول عن تماسك الذرة، وترابط البروتونات حول النواة.
حقل الجاذبية
وهو الحقل المسؤول عن القوة التجاذب في الكون
يرى كثير من العلماء حاليا ان الكون كله انبثق من الحقل الموحد الذي يعتبر في نظرهم منشأ الطاقة والمادة
وأن المادة ليست سوى تركيز بالغ القوة لطاقة الحقل الموحد كما قال اينشتاين
وبالاستعانة بنظرية تبادل الطاقة التي تقول انه يمكن لكل نوع من الطاقة أن ينشأ من نوع اخر
قام اينشتاين بمحاولة تكوين الحقل الموحد من الاجزاء المكونة له وتجربة تأثيره على المدمرة
حيث قام باستخدام مولدات مغناطيسية موجودة لدى البحرية الامريكية وتسمى (بمعادل المغناطيسية)
قامت تلك المولدات باصدار ذبذبات عالية للغاية بالاضافة لرنين مرتفع واشعاع محدودوذلك لصناعة حقل مغناطيسي هائل وفائق حول السفينة
ونجحت التجربة جزئيا حيث اختفت السفينة بالفعل واثبت اينشتاين الجزء الخاص بالاندماج بين الحقول من نظريته
لنعد الان للعام 1954 حيث قام جون بنشر قصته مع فيليب وانتظر تعليقا من البحرية
لكن البحرية تجاهلته تماما ولم تعلق بأي شيء ما أصاب جون باليأس والغضب وبدأ في نسيان الموضوع بالفعل حتى وصلته رسالة من متخصص في مجال الكهرباء يدعى باتريك ماسي قال فيه بالنص:
مررت بتجربة غير عادية عندما كنت اخدم في صفوف البحرية في اواخر العام 1945 ، عندما كنت في موقع ما في اثناء خدمتي في واشنطن اتيح لي ان اشاهد جزءا من فيلم خاص جدا كان يشاهده بعض ضباط البحرية من كبار الرتب وكان يدور حو تجربة ما تجري في البحر ولان مهامي الامنية لم تكن تسمح لي بالجلوس ومشاهدة الفيلم الا انني استطعت ان المح جزءا منه
حيث كانت هناك سفينتان تبثان نوعا من الطاقة نحو السفينة الوسطى وأظنها كانت موجات صوتية الا انني لست واثقا من هذا … المهم ان السفينة الوسطى قد اختفت داخل ضباب شفاف على نحو بطيء ولم يعد لها اثر سوى ما تركته على سطح الماء
قبل ان تعود الى الظهور في بطء وبعد الفيلم سمعت القادة يتناقشون في ما رأوه وكان احدهم يقول ان سبب المشكلة التي اصابت طاقم السفينة هو استمرار الحقل الموحد لفترة طويلة
بما ان جون كان طالبا مجدا في العلوم فلقد لفت انتباهه اسم الحقل الموحد
وهي النظرية التي بدء اينشتاين بدراستها عام 1916 وقوبلت حينها بالكثير من التحفظ
لانها كانت تتعارض مع المعروف في ذلك الوقت من ان المادة والطاقة يتواجدان معا في الكون
بحث جون كثيرا في المراجع والنشرات العلمية المتخصصة حتى عثر على مقال يهاجم فيه احد العلماء نظرية اينشتاين . حينها ادرك ان حديث فيليب لم يكن مجرد هلوسة وانه لم يكن مجنونا ، فقام بنشر خطاب باتريك مع رأيه الشخصي وربط الامر بنظرية اينشتاين
وتسبب هذا في تحول القضية الى قضية رأي عام حيث غرقت الجريدة التي يعمل بها جون بالخطابات والتعليقات ، كما ان ثلاثا من اكبر الصحف الكبرى اعادت نشر
مقالة جون لتعرف اميركا كلها بتجربة فيلادليفا
قامت احدى الصحف الكبرى بتمويل جون للقيام بتحريات واسعة حول هذا الامر
حيث قام جون بتكليف ثلاثة معاونين بفزر جميع الخطابات القادمة لمعرفة الجدي منها من باحث الشهرة
كما قام بالبحث في تاريخ باتريك ماسي وفيليب دوران حيث تأكد من أن فيليب كان يعمل في قطاع الامن في مشاة البحرية الاميركية في فلادليفيا في ذلك الوقت كما حصل على وثائق تؤكد عمل باتريك كخبير في الكهرباء وانتدابه للعمل من البحرية الى واشنطن خلال الفترة التي ذكرها
قام عشرات من بحارة المدمرة (DE-173) بتأييد شهادة فيليب وباتريك
الا ان البحث في تاريخ هؤلاء البحارة اسفر عن كشف احدى أكثر الحقائق غرابة في هذه التجربة
حوالى 66% من بحارة السفينة أو ما يعادل الثلثين تقريبا ادخلوا مصحات نفسية وعصبية من شهر نوفمبر عام 1943 أي بعد التجربة باقل من شهر وحتى ديسمبر عام 1945 وبعضهم ظل حتى الخمسينات مثل فيليب
تساءل جون في مقاله التالي عن سبب اصابة كل هؤلاء البحارة من مدمرة واحد بنفس الاضطراب العقلى
مع مواصلة سلاح البحرية صمته المستفز بدأ العامة يفقدون تدريجيا اهتمامهم بالحادثة حتى وصلت إلى مكتب جون رسالة مفاجئة من احد المشرفين على التجربة
وهو العالم ألند حيث قال:
لن يمكنكم ان تتصورا عظمة تجربة اينشتاين التي لم يعترف بها احد ، لقد دفعت يدي حتى المرفق داخل حقل الطاقة الفريد هذا بمجرد ان بدء في التدفق في عكس اتجاه عقارب الساعة حول السفينة( (DE-173 ولقد شعرت به يعبر يدي الممدودة داخله
اما الهواء حول السفينة فقد تحول في بطء الى لون قاتم قبل ان يتكون سديم رمادي أشبه بالسحاب الخفيف أظنه الجسيمات الذرية أو الهواء المتأين حول السفينة التي بدأت تختفي تدريجيا عن الاعين البشرية
هذا الحقل يوحي بأن هناك كهربية صافية تحيط به بمجرد تدفقه وقد كان من القوة بحيث كاد يبتلع جسدي كله عندما بلغت كثافته اقصاها اذ راح يتحرك بغتة وأظن ان هذا الانعكاس في الحقل هو سبب فشل التجربة
رسالة كهذه من احد المشرفين نجحت اخيرا في كسر صمت البحرية التي ادلت ببيان ينطبق عليه المثل القائل (صمت دهرا ونطق كفرا) حيث قالت:
لا يوجد في ملفات البحرية كلها ما يحمل اسم تجربة فيلادليفا
رد جون ساخرا على بيان البحرية في مقاله التالي انه ليس بالضرورة ان يكون هذا هو اسم التجربة في سجلات البحرية فهذا الاسم هو من عنده
لم يتوقف الامر عند هذا الحد فلقد وصلت رسالة اخرى من عالم اخر هو البروفسير فالنتين احد علماء الطاقة المعروفين في ذلك الوقت حيث نقل حديثا دار بينه وبين احد العلماء المشرفين على التجربة وهو الدكتور جيسوب حيث قال :
جيسوب اخبرني ان التجربة قد اجريت بوساطة مولدات مغناطيسية من النوع المستخدم في البحرية والمعروفة باسم معادل المغناطيسية وقد اصدرت تلك المولدات ذبذبات مغناطيسية عالية للغاية ورنينا مرتفعا لخلق حقل مغناطيسي هائل حول السفينة
اندفع عشرات الصحفيين نحو العالميين في محاولة لمعرفة المزيد من المعلومات عن التجربة الا ان جيسوب اصر على الصمت التام ولم يجب على أي سؤال في حين ارتبك فالنتين امام كل هذه الاسئلة وقال :
كل ما اعرفه ان الامر يحتاج لثلاثة حقول من الطاقة المختلفة لتتناسب مع مستويات الفراغ الثلاثة وانه يرتبط بالرنين المغناطيسي الفائق على نحو ما
في خضم هذه الاحداث انتبه جون لحقيقة واضحة منذ البداية
البرت اينشتاين هو المسئول عن هذه التجربة بحسب رواية فيليب
وبالبحث في تاريخ اينشتاين في ذلك الوقت وجد انه تم تعيينه في البحرية الامريكية منذ 31 مايو 1943 وحتى 30 يونيو 1944
وان مكتبه تم نقله الى فيلادليفا من الثامن عشر من سبتمبر حتى الثلاثين من اكتوبر عام 1943
وان اينشتاين رد على بعض منتقدي نظريته الخاصة بالحقل الموحد عام 1953 بالقول ان لديه نتائج تجريبية مقنعة عن العلاقة بين القوى الكهرومغناطيسية والجاذبية الارضية الا انه لم يجد دليلا رياضيا حتى الان
وبالرجوع للتواريخ والاحداث فلابد ان التجارب التي تكلم عنها هي ما حدث في فيلادليفا
كان نشر علاقة اينشتاين بالتجربة أشبه بصب الزيت على النار حيث اندفع عشرات الصحفيين إلى منزل اينشتاين في محاولة منهم لمعرفة المزيد عن هذه التجربة
الا انهم وجدوا مفاجأة في انتظارهم
وجدوا ان اينشتاين قد توفي في منزله في هدوء عام 1955
وكما كان نشر علاقته بالتجربة أشبه بصب الزيت على النار كانت وفاته أشبه بصب الماء البارد على هذه النار، حيث خبت نار الاهتمام بهذا الموضوع وبدء الكل في نسيانه حتى جون كاربنتر الذي انشغل بنفسه فأسس عائلة واستغل شهرته في القاء المحاضرات والندوات وما يشابهها
الا ان هذا الموضوع وجد من يعيده إلى دائرة الضوء بعد عدة سنين حيث ظهر العالم الفيزيائي فرانكليني راينهارت يقول في حديث تلفزيوني على الهواء مباشرة:
أينشتاين كان يعرف جيدا تجربة فيلادلفيا وكان يعمل فيها مع البروفسير رودلف لارنبرج ، وقد طلبا مني مساعدتهما في مشروع يتعلق باستخدام الحقول الكهرومغناطيسية القوية لإحاطة السفن والمدمرات الحربية بغلاف واق ، يؤدي إلى انحراف الطوربيدات بعيدا عنها ولقد بدأنا العمل في ذلك المشروع بالفعل ثم لم نلبث ان طورنا الفكرة الى اطلاق الحقل الكهرومغناطيسي في الهواء بدلا من الماء لإخفاء وكل ما كان يقلقنا هو التأثيرات الجانبية التى قد تحدث نتيجة للتجربة وكان من ضمنها احتمال غليان الماء أو تأين الهواء حول السفينة أو أي من تلك الامور التي قد تؤدي الى حالة من عدم الاستقرار ، الا ان أحدا حتى اينشاين نفسه لم يفكر في احتمالات إحلال الكتلة والتداخل بين الابعاد
وقفة لشرح معنى التداخل بين الابعاد
كوننا يتكون من ثلاثة ابعاد هي الطول والعرض والارتفاع ثم اضاف اينشتاين البعد الرابع وهو الزمن
هناك أكوان اخرى لا تنطبق عليها مقاييس وقوانين كوننا فهناك أكوان ثلاثية الابعاد واخرى خماسية وسداسية وغيرها
ما كان يتكلم عنه راينهارت هو احتمال ان تكون تجربة فلادليفيا فتحت بابا بين الابعاد ينقلك من بعد الى اخر
هناك قصة عن قرية مكسيكية او اسبانية كما اذكر وجدت صبيا وفتاة يخرجان من احد الكهوف الا ان المفاجئة كانت في كون لونهما اخضر وليس كألوان البشر
ولم يكونا يتكلمان أي لغة مفهومة
لم يكن الاثنان يأكلان شيئا في البداية ، ثم اقبلا على تناول الفول وحده
وبعد فترة مرض الولد بشدة ومات في حين ظلت الفتاة حية لخمس سنوات ثم لحقت به
سبب ذكري لهذه القصة إن احد التفسيرات التي ظهرت حول هذين الصبيين هو أنهما جاءا من بعد اخر
لم يلبث راينهارت بعد هذا اللقاء أن تعرض لحادث مروري مروع لقي حتفه فيه
ولم يكن هو الوحيد الذي اجبر على الصمت
فيليب دوران الذي تكلم في البداية اختفى ايضا ولم يعثر عليه
البروفسير الند تم تعيينه في المخابرات الأمريكية بحيث يخضع لقانون السرية الذي يحظر عليه الكلام في أي أمور تتعلق بالأمن القومي
مع مرور الزمن عاد الاهتمام يخفت بهذا الأمر واصدر تشارلز بيرلتز كتابا شهيرا عن هذه التجربة في بداية السبعينات كان يبدو كنهاية لهذه القصة
عندما مات الدكتور جيسوب أخر من كان لهم علاقة ظنت البحرية إن الأمر قد انتهى أخيرا
لكن جيسوب كان قد ترك رسالة بخط يده لدى محاميه وطلب تسليمها لجون كاربنتر بعد وفاته
قال فيها :
تجربة فيلادلفيا كانت كارثة حقيقية بكل المقاييس ، ولقد تنبأت بفشلها ، قبل حتى أن تبدأ ، فقد اعتمد فيها اينشتين علي نظرية الحقل الموحد التي أعارضها بشدة ، وعلي مزج المجال الكهرومغناطيسي بالجاذبية الأرضية ، مع إشعاع نووي محدود ، والواقع إنني قد التقيت ببعض ضباط وعلماء البحرية حول هذا الأمر ، وأخبرتهم أنها تجربة مهمة بحق ، ولكنها بالغة الخطورة ، وقاسية جدا علي المتورطين فيها ، والذين سيتعرضون إلي رنين مغنطيسي هائل ، وهذا يعادل ما يمكن أن نطلق عليه الطمس المؤقت للبعد ، الذي نحيا فيه .. شيء يخرج عن نطاق السيطرة ، ويمكن أن يؤدي إلي اختراق بعدنا إلي مستوي آخر ، أو بعد آخر .. ولكنهم لم يستمعوا إلي .. ربما لأنني أقل شهرة من اينشتين ، الذي يعتبرونه أسطورة في الفيزياء .. المهم أن التجربة قد أجريت ، ونجح اينشتين في إثبات العلاقة بين أنواع الطاقة وحقول القوي المختلفة ، وأكد صحة الجزء الخاص بالاندماج في نظرية الحقل الموحد إذ اختفت السفينة بالفعل ، ولكن الحقل تسبب في خلق منطقة مضطربة ، بدلا من الغياب الكامل للألوان ، كما أن وجود أفراد الطاقم المساكين داخل حقل عنيف للطاقة ، أصابهم باضطرابات و هلاوس عنيفة ، حتى أننا كنا نسمع صراخهم المذعور ، خلال الدقائق القليلة ، التي اختفت فيها السفينة ، كما لو أن أحدا داخلها يذبحهم ذبح النعاج
وفي نهاية الرسالة ، كتب جيسوب وكأنه يعتذر عن اشتراكه في التجربة الرهيبة :
وأيا كانت النتائج أو حتى الفوائد المرجوة من هذي التجربة فلم يكن من الجيد أبدا أن أسمح لهم بإجرائها ، أو أن أشارك فيها … تقبلوا أسفي
نشر جون هذه الرسالة ثم استقل سيارته عائدا إلى منزله
لكنه لم يصل إليه
اختفى جون واختفت معه رسالة الدكتور جيسوب الأصلية دون أن تصل الشرطة إلى
أي أثر له على الرغم من كل التحقيقات التي قامت بها
كان اختفاء جون هو نهاية القصة التي لم يعد هناك من يتكلم عنها بعده
على الاقل بجدية
الا ان باب النقاش والجدل لا يزال مفتوحا
فهناك الكثير ممن يصرون على ان التجربة قد حصلت بالفعل
والكثير أيضا ممن ينكرون أو يستنكرون حدوثها
ولا تزال هناك الكثير من الأسئلة التي لا اجابة لها
إلا إن كل ما نستطيع قوله هو ان هذه التجربة قد سجلت نفسها ضمن إحدى أكثر الأحداث سرية في القرن العشرين
بحث خطير - المادة وقرين المادة - !!!
نحن نعلم أن العزيز الحكيم خلق الإنسان وجعل منه زوجين ذكرا وأنثى قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) حتى يكون للإنسان رفيق وحتى ليزداد التعارف والمودة بين خلقه . ولم يقتصر هذا النظام على الإنسان فقط بل تعداه ليشمل مملكة الحيوان فقد جاء فيهما قال تعالى : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) وقول الله تعالى : ( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) وكذلك مملكة النبات قال تعالى : ( وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) فالإنسان والشطر الأكبر من فصائل الحيوان والنبات خلقوا جميعا في صورة الذكر والأنثى , هذا ما يخبرنا به القرآن وهو ما تعلمناه في علوم الأحياء .
وبالإضافة إلى ذلك نرى في الآية التالية شمولا أكبر وأعم قال تعالى : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فكلمة شيء هنا فهمها من قبلنا ويفهمها أكثرنا على أنها تشمل الإنسان والحيوان والنبات فقد جمع القرآن ذكرهم في هذه الآية وأخبرنا بأنه جعل من كل المخلوقات الحية زوجين . وقد يكون الأمر كذلك , ولكنا إذا أمعنا النظر لوجدنا أن كلمة شيء فيها شمول أكثر من النبات والحيوان والإنسان , أنها تشمل الجماد أيضا . فهل في الجماد زوجان ؟ من أجل الإجابة على هذا السؤال نحتاج لنزهة قصيرة في فيزياء الجسيمات .
في النصف الأول من القرن العشرين كان أحد الفيزيائين الإنجليز – واسمه ديراك Dirak - يقوم بأبحاث على معادلات الالكترونات , والالكترونات كما نعلم هي الجسيمات السالبة الشحنة التي تدور حول نواه الذرة , وفي أثناء قيامه بهذه الأبحاث اكتشف أن المعادلات لها حلين وليس حل واحد . وأي واحد منا تعامل مع معادلات الدرجة الثانية يستطيع أن يدرك بسهوله هذا الموقف . فمعادلات الدرجة الثانية تحتوي على مربع كمية مجهولة , والكمية المربعة دائما موجبة , فحاصل ضرب 2×2 يعطى 4 كذلك حاصل ضرب -2 x -2 يعطى أيضا نفس النتيجة . ومعنى ذلك أن الجذر التربيعي لــ 4 هو أما 2 أو - 2 . وقد كانت معادلات ديراك أكثر تعقيدا من هذا المثال ولكن المبدأ هو نفسه , فقد حصل على مجموعتين من المعادلات إحداهما للاكترونات السالبة الشحنة والأخرى لجسم مجهول ذو شحنة موجبة . وقد قام ديراك ببعض المحاولات الغير ناجحة لتفسير سر هذا الجسيم المجهول , فقد كان يؤمن بوجوده , ولكن الفيزيائيون تجاهلوا بعد ذلك فكرة وجود جسيم موجب الشحنة ممكن أن يكون قرينا للالكترونات تماما كما يتجاهل المهندس الذي يتعامل مع معادلات الدرجة الثانية الحلول التي تعطى أطوالا أو كتلا سالبة .
وبعد عدة سنوات من أعمال ديراك النظرية وفي أوائل الثلاثينات اكتشف أثار هذا الجسيم المجهول في جهاز يسمى بغرفة الضباب ( cloud chambre ) , وعند دراسة تأثير المجال المغناطيسي على هذه الآثار اكتشف أن كتلة ذلك الجسيم تساوي كتلة الالكترون وانه يحمل شحنة موجبة ومساوية لشحنة الالكترون وعندئذ سمى هذا الجسيم بقرين الالكترون ( Antielectron ) أو بالبوزترون ( Positron ) ومن ثم بدأ البحث عن قرائن الجسيمات الأخرى فمعنى وجود قرين للالكترون وجود قرائن للجسيمات الأخرى , وفعلا بدأ اكتشاف هذه القرائن الواحد يلي الآخر وبدأ تقسيمها إلى أنواع لن ندخل في تفاصيلها وسوف نكتفي بذكر نتيجتها النهائية وهي وجود قرين لكل جسيم بل ولكل جسم .
وإكتشاف قرين المادة يخبرنا باحتمال وجود عالم آخر يناظر عالمنا المادي ويتكون من قرائن الجسيمات أي من قرين المادة . أي هو هذا العالم الذي يتكون من قرين المادة ؟ هذا هو السؤال الذي لم يستطع أحد الإجابة عليه , فالأرض تتكون أساسا من مادة وليس من قرائن المادة , أما قرائن المادة التي يتم إنتاجها في الأشعة الكونية ( cosmic rays ) أو في معجلات الجسيمات ( Particle accelerator ) لا تعيش مدة طويلة في الأجواء الأرضية , فبمجرد أن تنخفض سرعتها بعض الشيء تحتم عليها أن تواجه مصيرها المؤلم الذي لا تستطيع الفرار منه وهو المحق أو الإبادة بواسطة المادة المقابلة لها التي تملأ أجواء الأرض . فعندما يتقابل الجسيم مع قرينه أو المادة مع قرينها يبدد كل منهما الآخر ويختفي الاثنان في شيء يشبه الإنفجار متحولين كليهما إلى طاقة معظمها في صورة أشعة جاما .
وأحد الألغاز التي حيرت الفيزيائيين هو مقدار القرائن الداخلة في بناء هذا الكون فهل تعتبر الأرض نموذجا مصغرا لبقية الكون ؟ أي هل تزيد نسبة المادة في الكون كله عن نسبة قرائنها كما هو الحال في الأرض ؟ قد نستطيع الجزم بأن نسبة قرائن المادة في مجرتها نسبة ضئيلة وإلا تبددت أكثر المواد الموجودة بين النجوم ولسجلت مراصدنا كميات أكبر بكثير من أشعة جاما . ولكن من يدرينا أن الأمر لا يختلف عن ذلك في المجرات الأخرى النائية التي تقع في أطراف الكون النائية , فربما وجدت مجرات بأكملها تسمى بقرائن المجرات وتتكون من قرائن النجوم وإذا سلمنا بوجود قرينا للمجرة وجدنا أنفسنا أمام سؤال آخر محير وهو : ما الذي يمنع المجرة وقرينها من الاقتراب من بعضها ومن ثم التبدد والزوال ؟ هل هو الفراغ الكوني الهائل والمسافات الشاسعة التي أوجدها العلي القدير لتفصل بين المجرات وقرائنها ؟ وهل تقدم لنا هذه النظرية تفسيرا جديدا لقوله العزيز الحكيم : ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فتبدد المجرات وقرائنها وزوالها بهذه الطريقة قد يتم في لحظات ويكون نتيجته كمية هائلة من الطاقة فتبدو السماء وكأنها وردة كالدهان قال تعالى : (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) ونحن لا نستطيع تصور انشقاق السماء كيف ستنشق ؟ وأي جزء منها سيبدو منشقا ؟ ولكن إذا حدث وتبددت مجرتنا مع قرينتها فذلك يعني تبدد كل مستوى المجرة الذي نراه نحن من داخلها وكأنه يقسم الكون إلى قسمين فتبدوا السماء منشقة وعندئذ تنكر النجوم وتنطمس فكل نجم يتبدد عندنا يقترب من قرين النجم قال تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ) وإذا تبددت النجوم بهده الطريقة وتحولت كتلتها إلى طاقة فعندئذ تتلاشى تلك القوى التي تجذب الكواكب إلى النجوم في مساراتها فتتعثر الكواكب وتنتثر قال تعالى : ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ) ونتج عن ذلك اضطرابات هائلة على كوكبنا الأرض قال تعالى : (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) وقال تعالى : (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) وقال تعالى : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) .. سورة الإنفطار
إنها علامات الساعة التي أخبرنا الخالق البارئ بها وقد يقدم لنا موضوع فيزياء الجسيمات وقرائنها تفسيرا لها فزوال المادة وقرينها أصبح حقيقة علمية تحدث يوميا في معجلات الجسيمات التي تحول الطاقة إلى مادة . وإذا عدنا إلى الآية الكريمة : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) لوجدنا أن إجابتنا ستكون بالإيجاب على سؤال وجود الجماد أو المادة في صورة زوجين المادة وقرينها , فالخلاق الكريم لم يخلق الإنسان والحيوان والنبات فقط في صورة زوجين بل جعل من كل شيء زوجين حتى من الجماد والمادة وهذا هو تفسير الشمول التام الذي نراه في الآية : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة الذريات
ومما يذكر أن الفيزيائي المسلم - محمد عبد السلام الباكستاني الجنسية الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979 والذي قام بأبحاث هامة في موضوع الجسيمات وقرائنها وكان له الفضل في وضع النظرية التي جمعت بين قوتين رئيسيتين من القوى الأربع المؤثرة في هذا الكون وهما القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة صرح بعد حصوله على الجائزة أن الآية القرآنية : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) كانت بمثابة إحساس خفي وإلهام قوي له وذلك أثناء أبحاثه على قرائن الجسيمات المادية . فقد فهم هذه الآية فهما شاملا يطوي بني كلماتها حقيقة وجود قرائن للمادة كحقيقة وجود أزواج أو قرائن في مملكة النبات والحيوان الإنسان .
، نتعرف على الكون بالاعتماد على الإشعاع الكهرطيسي ( أو الضوء ) الذي يصل إلينا من الفضاء الخارجي ، ويكاد يكون الأداة الوحيدة التي تساعد - بصورة مباشرة - على فهم بناء الكون . يصل إلينا هذا الإشعاع على هيئة إصدارات من الأمواج الراديويه Radio Waves أو الأشعة تحت الحمراء Infrared أو الضوء Light أو الأشعة فوق البنفسجيةUltra-Violet أو الأشعة السينية X - Ray .
في الحقيقة توجد أكثر من طريقة للكشف عن المادة المرئية الموجودة في هذا الكون بالإضافة للضوء ، أهمها دراسة تأثير قوة الجاذبية على الأجسام وعلى الضوء الذي تصدره ، وكذلك بقياس سرع الأذرع للمجرات الحلزونية . لكن ما بمقدورنا أن نفعل إذا وجدت مادة في هذا الكون لا تومض ، أو لا ترسل إشعاعاً ؟ كيف نعرف أنها موجودة حيث هي ؟ وكيف نستطيع تحديد كم من هذه المادة موجود ؟ وكيف نعرف ما هي؟
إن مثل هذه المادة هي التي أطلق عليها العلماء اسم المادة العاتمة dark matter، ويُعتقد الآن أن معظم المادة الموجودة في الكون هو من هذا النوع . إنها مادة ( مواد ) تصدر كمية من الإشعاع لا تكفي للكشف عنها ، أو أنها تصدر كمية كافية من الإشعاع لكنها مخبأة hidden matter ، أو أنها لا تصدر الضوء نهائياً .
القوى الأساسية :
من المعلوم أنه توجد في الطبيعة أربعة أنواع من القوى [3 - 2 ] يشار إليها بالقوى الأساسية هي : قوة الجاذبية والقوة الكهربائية والقوة النووية الضعيفة والقوة النووية الشديدة ( طبعاً قوة الرياح وقوة المدُ والجذر وما إلى هنالك من قوى لا تعتبر قوى أساسية ) . لكل من هذه القوى مداها ؛ أي مجال تأثيرها [ 2 ] ، وهي مبينة في الجدول ( I ) .
* الشدة محسوبة عند المسافة 10-13 cm وبالمقارنة مع القوى النووية الشديدة.
نرى في الجدول من اليمين إلى اليسار على التوالي : نوع القوى ، مدى تأثيرها معطى بالسنتيمتر ( cm )، شدتها ، الجسيم الوسيط الذي يقوم بنقل فعل القوى ، الكتلة السكونية لوسيط القوى مقدرة بوحدة ( eV / c2 ) أي إلكترون فولط مقسوماً على مربع سرعة الضوء ، الشحنة ، حال الجسيم الوسيط هل هو مكتشف أم أنه - حتى الآن - مفترض .
قوى الجاذبية :
تؤثر في الأجسام المادية كافة ، فنحن موجودون على سطح هذه الأرض بفعل هذه القوة ، وكذلك تحجز المياه في الأنهار وتستقر في البحار والمحيطات بالفعل ذاته ، وينتشر الهواء حول الأرض بتأثير الجاذبية على جزيئات الهواء وتخضع الأجسام المتأثرة بهذه القوة في حالتي الحركة والسكون إلى قوانين نيوتن وما ينتج عنها . ويمتد تأثير فعل الجاذبية هذا من أصغر الجسيمات الموجودة في الطبيعة والتي تدعى الجسيمات الأولية [3]
elementary particles - مثل مركبات النواة ، أي البروتونات والنيترونات وجسيمات أخرى نبينها في الجدول ( II ) - إلى أكبر الأجسام الموجودة في الكون ، أي إلى حشود المجرات .
يطلق على العلم الذي يهتم بدراسة التفاعلات أو التأثيرات المتبادل بين الجسيمات الأولية الفيزياء الصفرية أو الميكرو فيزياء micro physics وعلى العلم الذي يهتم بالتفاعلات على النطاق الأكبر ، أي بمجمل الأجسام المدروسة الفيزياء الكبرية أو العيانية أو الماكرو فيزياء macro physics .
القوى الكهربائية :
تؤثرعلى الجسيمات ( الأجسام ) المشحونة فقط وهي إما أنها تنافرية تؤدي إلى ابتعاد الجسيمات ( الأجسام ) المشحونة عن بعضها إذا كان الجسيمان المتفاعلان يحملان شحنة من النوع نفسه ، أو أنها تجاذبيه ( تؤدي إلى اقتراب الجسيمان المتفاعلان من بعضها حتى التلامس إن أمكن ) إذا كان الجسيمان المتفاعلان يحملان شحنتين من نوعين مختلفين ، وذلك لأنه يوجد نوعين من الشحنات ( خاصة أطلق عليها شحنة لها حالتين ) موجبة وسالبة . يعبر قانون كولون في الكهرباء الساكنة عن هذه القوى وتعبر قوانين مكسويل عن الأفعال المتبادلة بين الأجسام في حالة كون الشحنات متحركة ، مثل التيار الكهربائي الذي يسري في الأسلاك الكهربائية.
القوى النووية الضعيفة :
اكتشف هذا النوع من القوى لأول مرة عند ملاحظة عملية نووية تعرف بتفكك بيتا nuclear - decay ، وعلى الرغم من أن كافة الهادرونات (الباريونات) والليبتونات - الجدول (II ) - تشارك في العمليات التي تخضع لهذه القوى إلا أن هذه التأثيرات تكون محجوبة ( لا نشعر بها ) بفعل القوى الكهرطيسية الشديدة وغيرها ومدى هذه القوى قصير جداً– الجدول ( I ) .
القوى النووية الشديدة :
مرت هذه التسمية بمرحلتين حيث أطلقت في البداية على القوى الفاعلة بين مكونات النواة [3] ، أي البروتونات والنيترونات ، وتعمل على التغلب على قوة كولون التنافرية المؤثرة على البروتونات كونها مشحونة إيجاباً ، وبالتالي تعمل على تماسك النواة واستقرارها . وبعد أن اكتشف أن كل من البروتونات والنيترونات ليست أجساماً بسيطة إنما مركبة من جسيمات أخرى أطلق عليها الكواركات الجدول ( III) أشير إلى القوى النووية الشديدة على أنها القوى الفاعلة بين هذه الجسيمات [2].
نهاية القسم الأول
الجداول و المراجع
يبين هذا الجدول أهم الجسيمات الأولية ونقرأ في الأعمدة على التوالي بداءً من اليسار : اسم ورمز الجسيم – رمز الجسيم المضاد – السبين – الكتلة بوحدة كتلة الإلكترون - الكتلة بوحدة المليون إلكترون فولت – عمر النصف له إن كان يتفكك – الجسيمات الناتجة عن التفكك . أما المجموعات الأفقية فهي على التوالي : البوزونات - اليبتونات – الباريونات [ 3].
منقول للافادة
هي تجربة تم فيها إخفاء مدمرة كاملة عن الأعين اصبحت فيها غير مرئية
حصلت التجربة في عام 1943 لكن لم تشتهر إعلاميا إلا عام 1954 أي بعد احد عشر عاما
وعلى يد صحفي يدعى جون كاربنتر حيث سنبدأ من عنده قبل العودة للبداية الحقيقية
فبينما كان جون ذاهبا إلى مدينة دوفر لحضور حفل زفاف أخيه ألبرت توقف على مشارف مدينة نيوجرسي
لشرب بعض القهوة قبل اكمال الطريق ، وبينما كان يشرب قهوته اقتحم شخص ما المكان……..
كان شخصا يقارب الاربعين او يجاوزها بعام او اثنين صاحب بنيان قوي هتف لدى دخوله بصوت عال:
من صاحب تلك السيارة في الخارج؟
انتفض جون مع الهتاف العالي المتعارض مع هدوء المقهى في هذا الوقت فالتفت إلى صاحب الهتاف وهم بإخباره أنه صاحب السيارة الموجوة في الخارج وأن المكان متسع لدرجة انه لا يمكن لسيارته عمل مشكلة من أي نوع لأي احد ، لكن الرجل لم يمهله حيث عرف انه صاحب السيارة الموجودة خارجا لانه الغريب الوحيد في ذلك الوقت ، فاتجه نحوه مباشرة وسأله : انت صحفي أليس كذلك؟
ارتبك جون وقال : نعم ، هل استطيع مساعدتك بشـ؟
لكن الرجل لم يمهل جون ليكمل جملته وقاطعه قائلا : انت تعتقد انني مجنون …… اليس كذلك؟
شعر جون بإحراج شديد ولم يدر كيف يجيب الرجل لكن الرجل أكمل قائلا : هذا مايريدونه أن نبدو كالمجانين
حتى لا يصدقنا احد
ازدادت حيرة جون في حين استطرد الرجل في اسى : ولقد نجحوا في ذلك لقد عشت التجربة بنفسي ورأيت ما يمكن ان يصيب اكثر الناس عقلا بالجنون ولا احد يصدقني
تدخل صاحب المقهى قائلا في خشونة : عد الى منزلك فيليب ، لا يزال الوقت مبكرا على ما تفعله
صاح فيليب قائلا : اتظنني مخمورا ؟ انني لم اتناول قطرة من الخمر هذا الصباح لكن الصحافة يجب ان تعرف كل الحقيقة كلها
شد كلام الرجل انتباه جون لعلاقته بالصحافة فقال : أي حقيقة يا سيد فيليب
قال فيليب : حقيقية السفينة (DE- 173) ، لقد رأيتها تختفي امام عيني
تساءل جون : تختفي ؟ اتعني تغرق؟
صاح الرجل قائلا : بل تختفي ، احاط بها ضباب خفيف ثم اختفت ، مثل فيلم (الرجل الخفي) هل رأيته؟
صاح صاحب المقهى غاضبا :
فيليب ، لقد حذرتك من القدوم هنا وترديد مثل هذه الخزعبلات هيا انصرف من هنا والا
ثار فيليب قائلا:
ليست خزعبلات ، لقد رأيتها بنفسي
صوب صاحب المقهى بندقيته نحو فيليب قائلا : عد الى منزلك هيا
خرج فيليب حزينا لكنه قبل خروجه التفت نحو جون مكررا : لقد رأيتها تختفي
قال صاحب المقهى لجون :
انه شخص مجنون كان مجندا في مشاة البحرية (المارينز) في الحرب العالمية الثانية وخرج منها عام 1944
بسبب جنون صنعه الخوف ، وقضى حوالي ثمان سنوات في مصحة للامراض النفسية ، ومنذ سمح له بالخروج
وهو يردد هذه الخزعبلات
قال جون في لهفة مدهشة:
مشاة البحرية؟ اتعلم اين كانت وحدته بالضبط؟.
اجاب صاحب المقهى في حذر :
في فيلادلفيا على ما اذكر
هنا اندفع جون خارج المقهى صائحا:
سيد فيليب انتظر ، اريد ان اتحدث اليك ……..صحفيا
وكانت هذه هي بداية الكشف عن احدى اخطر واكثر التجارب سرية في تاريخ الولايات المتحدة
لنعد الأن للعام 1943 في أكتوبر حيث وقعت التجربة حيث سنستعين برواية فيليب دوران وأحد البحارة لتوضيح بعض الأمور في سياق السرد
قال فيليب:
أخبرونا أنهم سيجرون تجربة على سلاح سري جديد ، لو نجح سيؤدي لسحق الأسطولين الألماني والياباني معا بأقل خسائر ممكنة
في ذلك اليوم اجتمع كبار القادة في فيلادليفيا بالإضافة لبعض المدنيين وكان بين هؤلاء المدنيين شخص طويل الشعر أشيبه كان يشرف على تركيب بعض الأجهزة
كان هذا الشخص هو ألبرت إينشتاين عبقري الفيزياء
حيث تم تركيب هذه الأجهزة على متن سفينتين متقابلتين ثم أتت المدمرة ووقفت بين السفينتين
قامت هذه الأجهزة بإطلاق نوع من الأشعة أو الطاقة نحو السفينة
قال فيليب :
في البداية بدا الأمر أشبه بأزيز ينتشر في الهواء ثم تحول إلى طنين قوي وبعدها أصبح ارتجاجا عنيفا ، جعلني أغلق عيني في قوة ورأسي يكاد ينفجر وعندما فتحتهما ثانية كان هناك ضباب رمادي خفيف يحيط بالمدمرة ، ثم لم يلبث ذلك الضباب أن أصبح شفافا وأخفى السفينة بداخله تماما حتى لم نعد نرى سوى أثرها على سطح الماء
كنت اسمع صراخا رهيبا ينبعث من داخل الفراغ الذي خلفته السفينة وكأن بحارتها يعانون عذابا يفوق ما يتحمله البشر ، لكن كل الموجودين معي أكدوا أنهم لا يسمعون شيئا وأنني أتوهم فحسب
قال مايكل جريج المسئول الثاني عن الدفة و الذي كان متواجدا على السفينة في لحظة التجربة:
كنا على ظهر السفينة نعلم جيدا أنهم سيقومون بتجربة سلاح ما ،وكان معظمنا مفعما بالحماسة ، ثم بدأت تلك المولدات الضخمة في العمل وشعرنا بأن رؤوسنا تكاد تنفجر ، وكادت قلوبنا تثب من صدرونا من عنف خفقاتها
وبعدها أحاط بنا ضباب اخضر كثيف وأظلمت الدنيا من حولنا وكأننا فقدنا أبصارنا ، فاستولى الرعب على معظمنا وراح الكل يعدو بلا هدف في كل مكان وكل اتجاه
تصورت أننا قد غرقنا في عالم آخر أو أن عقولنا قد أصابها مس من الجنون مع تلك الهلاوس التي رأيناها ، فصديقي( ميجور) اقسم انه رأى زوجته الراحلة والضابط (براد)راح يضحك في جنون والقبطان (رود) اخذ يدير الدفة في حركات هستيرية وهو يصرخ بأنه لابد من الخروج من بحر الظلمات هذا ، أما أنا فقد التقيت بمخلوقات من عالم اخر ، أو هي وحوش ، أو لعلها هلاوس مجنونة، المهم أن ما رأيناه هناك لم يكن عاديا أبداً ، بل كان يستحق أن نصاب بجنون حقيقي
الحقل الموحد هو ما ينتج عند مزج القوى الاربع الاساسية في الكون كما ترون في الصورة
http://alishraq.net/liqaa/images/UF2.jpg
حقل الكهرومغناطيسية
وهذا الحقل هو المسؤول عن تجمع الذرات وتكوين المادة الظاهرة في الخليقة، ومن خلاله تتكون كل هذه الظواهر التي نراها بالعين المجردة.
حقل التفاعل الضعيف
وهذا الحقل هو المسؤول على التفاعلات الإشعاعية في الكون.
حقل التفاعل القوي
وهو الحقل المسؤول عن تماسك الذرة، وترابط البروتونات حول النواة.
حقل الجاذبية
وهو الحقل المسؤول عن القوة التجاذب في الكون
يرى كثير من العلماء حاليا ان الكون كله انبثق من الحقل الموحد الذي يعتبر في نظرهم منشأ الطاقة والمادة
وأن المادة ليست سوى تركيز بالغ القوة لطاقة الحقل الموحد كما قال اينشتاين
وبالاستعانة بنظرية تبادل الطاقة التي تقول انه يمكن لكل نوع من الطاقة أن ينشأ من نوع اخر
قام اينشتاين بمحاولة تكوين الحقل الموحد من الاجزاء المكونة له وتجربة تأثيره على المدمرة
حيث قام باستخدام مولدات مغناطيسية موجودة لدى البحرية الامريكية وتسمى (بمعادل المغناطيسية)
قامت تلك المولدات باصدار ذبذبات عالية للغاية بالاضافة لرنين مرتفع واشعاع محدودوذلك لصناعة حقل مغناطيسي هائل وفائق حول السفينة
ونجحت التجربة جزئيا حيث اختفت السفينة بالفعل واثبت اينشتاين الجزء الخاص بالاندماج بين الحقول من نظريته
لنعد الان للعام 1954 حيث قام جون بنشر قصته مع فيليب وانتظر تعليقا من البحرية
لكن البحرية تجاهلته تماما ولم تعلق بأي شيء ما أصاب جون باليأس والغضب وبدأ في نسيان الموضوع بالفعل حتى وصلته رسالة من متخصص في مجال الكهرباء يدعى باتريك ماسي قال فيه بالنص:
مررت بتجربة غير عادية عندما كنت اخدم في صفوف البحرية في اواخر العام 1945 ، عندما كنت في موقع ما في اثناء خدمتي في واشنطن اتيح لي ان اشاهد جزءا من فيلم خاص جدا كان يشاهده بعض ضباط البحرية من كبار الرتب وكان يدور حو تجربة ما تجري في البحر ولان مهامي الامنية لم تكن تسمح لي بالجلوس ومشاهدة الفيلم الا انني استطعت ان المح جزءا منه
حيث كانت هناك سفينتان تبثان نوعا من الطاقة نحو السفينة الوسطى وأظنها كانت موجات صوتية الا انني لست واثقا من هذا … المهم ان السفينة الوسطى قد اختفت داخل ضباب شفاف على نحو بطيء ولم يعد لها اثر سوى ما تركته على سطح الماء
قبل ان تعود الى الظهور في بطء وبعد الفيلم سمعت القادة يتناقشون في ما رأوه وكان احدهم يقول ان سبب المشكلة التي اصابت طاقم السفينة هو استمرار الحقل الموحد لفترة طويلة
بما ان جون كان طالبا مجدا في العلوم فلقد لفت انتباهه اسم الحقل الموحد
وهي النظرية التي بدء اينشتاين بدراستها عام 1916 وقوبلت حينها بالكثير من التحفظ
لانها كانت تتعارض مع المعروف في ذلك الوقت من ان المادة والطاقة يتواجدان معا في الكون
بحث جون كثيرا في المراجع والنشرات العلمية المتخصصة حتى عثر على مقال يهاجم فيه احد العلماء نظرية اينشتاين . حينها ادرك ان حديث فيليب لم يكن مجرد هلوسة وانه لم يكن مجنونا ، فقام بنشر خطاب باتريك مع رأيه الشخصي وربط الامر بنظرية اينشتاين
وتسبب هذا في تحول القضية الى قضية رأي عام حيث غرقت الجريدة التي يعمل بها جون بالخطابات والتعليقات ، كما ان ثلاثا من اكبر الصحف الكبرى اعادت نشر
مقالة جون لتعرف اميركا كلها بتجربة فيلادليفا
قامت احدى الصحف الكبرى بتمويل جون للقيام بتحريات واسعة حول هذا الامر
حيث قام جون بتكليف ثلاثة معاونين بفزر جميع الخطابات القادمة لمعرفة الجدي منها من باحث الشهرة
كما قام بالبحث في تاريخ باتريك ماسي وفيليب دوران حيث تأكد من أن فيليب كان يعمل في قطاع الامن في مشاة البحرية الاميركية في فلادليفيا في ذلك الوقت كما حصل على وثائق تؤكد عمل باتريك كخبير في الكهرباء وانتدابه للعمل من البحرية الى واشنطن خلال الفترة التي ذكرها
قام عشرات من بحارة المدمرة (DE-173) بتأييد شهادة فيليب وباتريك
الا ان البحث في تاريخ هؤلاء البحارة اسفر عن كشف احدى أكثر الحقائق غرابة في هذه التجربة
حوالى 66% من بحارة السفينة أو ما يعادل الثلثين تقريبا ادخلوا مصحات نفسية وعصبية من شهر نوفمبر عام 1943 أي بعد التجربة باقل من شهر وحتى ديسمبر عام 1945 وبعضهم ظل حتى الخمسينات مثل فيليب
تساءل جون في مقاله التالي عن سبب اصابة كل هؤلاء البحارة من مدمرة واحد بنفس الاضطراب العقلى
مع مواصلة سلاح البحرية صمته المستفز بدأ العامة يفقدون تدريجيا اهتمامهم بالحادثة حتى وصلت إلى مكتب جون رسالة مفاجئة من احد المشرفين على التجربة
وهو العالم ألند حيث قال:
لن يمكنكم ان تتصورا عظمة تجربة اينشتاين التي لم يعترف بها احد ، لقد دفعت يدي حتى المرفق داخل حقل الطاقة الفريد هذا بمجرد ان بدء في التدفق في عكس اتجاه عقارب الساعة حول السفينة( (DE-173 ولقد شعرت به يعبر يدي الممدودة داخله
اما الهواء حول السفينة فقد تحول في بطء الى لون قاتم قبل ان يتكون سديم رمادي أشبه بالسحاب الخفيف أظنه الجسيمات الذرية أو الهواء المتأين حول السفينة التي بدأت تختفي تدريجيا عن الاعين البشرية
هذا الحقل يوحي بأن هناك كهربية صافية تحيط به بمجرد تدفقه وقد كان من القوة بحيث كاد يبتلع جسدي كله عندما بلغت كثافته اقصاها اذ راح يتحرك بغتة وأظن ان هذا الانعكاس في الحقل هو سبب فشل التجربة
رسالة كهذه من احد المشرفين نجحت اخيرا في كسر صمت البحرية التي ادلت ببيان ينطبق عليه المثل القائل (صمت دهرا ونطق كفرا) حيث قالت:
لا يوجد في ملفات البحرية كلها ما يحمل اسم تجربة فيلادليفا
رد جون ساخرا على بيان البحرية في مقاله التالي انه ليس بالضرورة ان يكون هذا هو اسم التجربة في سجلات البحرية فهذا الاسم هو من عنده
لم يتوقف الامر عند هذا الحد فلقد وصلت رسالة اخرى من عالم اخر هو البروفسير فالنتين احد علماء الطاقة المعروفين في ذلك الوقت حيث نقل حديثا دار بينه وبين احد العلماء المشرفين على التجربة وهو الدكتور جيسوب حيث قال :
جيسوب اخبرني ان التجربة قد اجريت بوساطة مولدات مغناطيسية من النوع المستخدم في البحرية والمعروفة باسم معادل المغناطيسية وقد اصدرت تلك المولدات ذبذبات مغناطيسية عالية للغاية ورنينا مرتفعا لخلق حقل مغناطيسي هائل حول السفينة
اندفع عشرات الصحفيين نحو العالميين في محاولة لمعرفة المزيد من المعلومات عن التجربة الا ان جيسوب اصر على الصمت التام ولم يجب على أي سؤال في حين ارتبك فالنتين امام كل هذه الاسئلة وقال :
كل ما اعرفه ان الامر يحتاج لثلاثة حقول من الطاقة المختلفة لتتناسب مع مستويات الفراغ الثلاثة وانه يرتبط بالرنين المغناطيسي الفائق على نحو ما
في خضم هذه الاحداث انتبه جون لحقيقة واضحة منذ البداية
البرت اينشتاين هو المسئول عن هذه التجربة بحسب رواية فيليب
وبالبحث في تاريخ اينشتاين في ذلك الوقت وجد انه تم تعيينه في البحرية الامريكية منذ 31 مايو 1943 وحتى 30 يونيو 1944
وان مكتبه تم نقله الى فيلادليفا من الثامن عشر من سبتمبر حتى الثلاثين من اكتوبر عام 1943
وان اينشتاين رد على بعض منتقدي نظريته الخاصة بالحقل الموحد عام 1953 بالقول ان لديه نتائج تجريبية مقنعة عن العلاقة بين القوى الكهرومغناطيسية والجاذبية الارضية الا انه لم يجد دليلا رياضيا حتى الان
وبالرجوع للتواريخ والاحداث فلابد ان التجارب التي تكلم عنها هي ما حدث في فيلادليفا
كان نشر علاقة اينشتاين بالتجربة أشبه بصب الزيت على النار حيث اندفع عشرات الصحفيين إلى منزل اينشتاين في محاولة منهم لمعرفة المزيد عن هذه التجربة
الا انهم وجدوا مفاجأة في انتظارهم
وجدوا ان اينشتاين قد توفي في منزله في هدوء عام 1955
وكما كان نشر علاقته بالتجربة أشبه بصب الزيت على النار كانت وفاته أشبه بصب الماء البارد على هذه النار، حيث خبت نار الاهتمام بهذا الموضوع وبدء الكل في نسيانه حتى جون كاربنتر الذي انشغل بنفسه فأسس عائلة واستغل شهرته في القاء المحاضرات والندوات وما يشابهها
الا ان هذا الموضوع وجد من يعيده إلى دائرة الضوء بعد عدة سنين حيث ظهر العالم الفيزيائي فرانكليني راينهارت يقول في حديث تلفزيوني على الهواء مباشرة:
أينشتاين كان يعرف جيدا تجربة فيلادلفيا وكان يعمل فيها مع البروفسير رودلف لارنبرج ، وقد طلبا مني مساعدتهما في مشروع يتعلق باستخدام الحقول الكهرومغناطيسية القوية لإحاطة السفن والمدمرات الحربية بغلاف واق ، يؤدي إلى انحراف الطوربيدات بعيدا عنها ولقد بدأنا العمل في ذلك المشروع بالفعل ثم لم نلبث ان طورنا الفكرة الى اطلاق الحقل الكهرومغناطيسي في الهواء بدلا من الماء لإخفاء وكل ما كان يقلقنا هو التأثيرات الجانبية التى قد تحدث نتيجة للتجربة وكان من ضمنها احتمال غليان الماء أو تأين الهواء حول السفينة أو أي من تلك الامور التي قد تؤدي الى حالة من عدم الاستقرار ، الا ان أحدا حتى اينشاين نفسه لم يفكر في احتمالات إحلال الكتلة والتداخل بين الابعاد
وقفة لشرح معنى التداخل بين الابعاد
كوننا يتكون من ثلاثة ابعاد هي الطول والعرض والارتفاع ثم اضاف اينشتاين البعد الرابع وهو الزمن
هناك أكوان اخرى لا تنطبق عليها مقاييس وقوانين كوننا فهناك أكوان ثلاثية الابعاد واخرى خماسية وسداسية وغيرها
ما كان يتكلم عنه راينهارت هو احتمال ان تكون تجربة فلادليفيا فتحت بابا بين الابعاد ينقلك من بعد الى اخر
هناك قصة عن قرية مكسيكية او اسبانية كما اذكر وجدت صبيا وفتاة يخرجان من احد الكهوف الا ان المفاجئة كانت في كون لونهما اخضر وليس كألوان البشر
ولم يكونا يتكلمان أي لغة مفهومة
لم يكن الاثنان يأكلان شيئا في البداية ، ثم اقبلا على تناول الفول وحده
وبعد فترة مرض الولد بشدة ومات في حين ظلت الفتاة حية لخمس سنوات ثم لحقت به
سبب ذكري لهذه القصة إن احد التفسيرات التي ظهرت حول هذين الصبيين هو أنهما جاءا من بعد اخر
لم يلبث راينهارت بعد هذا اللقاء أن تعرض لحادث مروري مروع لقي حتفه فيه
ولم يكن هو الوحيد الذي اجبر على الصمت
فيليب دوران الذي تكلم في البداية اختفى ايضا ولم يعثر عليه
البروفسير الند تم تعيينه في المخابرات الأمريكية بحيث يخضع لقانون السرية الذي يحظر عليه الكلام في أي أمور تتعلق بالأمن القومي
مع مرور الزمن عاد الاهتمام يخفت بهذا الأمر واصدر تشارلز بيرلتز كتابا شهيرا عن هذه التجربة في بداية السبعينات كان يبدو كنهاية لهذه القصة
عندما مات الدكتور جيسوب أخر من كان لهم علاقة ظنت البحرية إن الأمر قد انتهى أخيرا
لكن جيسوب كان قد ترك رسالة بخط يده لدى محاميه وطلب تسليمها لجون كاربنتر بعد وفاته
قال فيها :
تجربة فيلادلفيا كانت كارثة حقيقية بكل المقاييس ، ولقد تنبأت بفشلها ، قبل حتى أن تبدأ ، فقد اعتمد فيها اينشتين علي نظرية الحقل الموحد التي أعارضها بشدة ، وعلي مزج المجال الكهرومغناطيسي بالجاذبية الأرضية ، مع إشعاع نووي محدود ، والواقع إنني قد التقيت ببعض ضباط وعلماء البحرية حول هذا الأمر ، وأخبرتهم أنها تجربة مهمة بحق ، ولكنها بالغة الخطورة ، وقاسية جدا علي المتورطين فيها ، والذين سيتعرضون إلي رنين مغنطيسي هائل ، وهذا يعادل ما يمكن أن نطلق عليه الطمس المؤقت للبعد ، الذي نحيا فيه .. شيء يخرج عن نطاق السيطرة ، ويمكن أن يؤدي إلي اختراق بعدنا إلي مستوي آخر ، أو بعد آخر .. ولكنهم لم يستمعوا إلي .. ربما لأنني أقل شهرة من اينشتين ، الذي يعتبرونه أسطورة في الفيزياء .. المهم أن التجربة قد أجريت ، ونجح اينشتين في إثبات العلاقة بين أنواع الطاقة وحقول القوي المختلفة ، وأكد صحة الجزء الخاص بالاندماج في نظرية الحقل الموحد إذ اختفت السفينة بالفعل ، ولكن الحقل تسبب في خلق منطقة مضطربة ، بدلا من الغياب الكامل للألوان ، كما أن وجود أفراد الطاقم المساكين داخل حقل عنيف للطاقة ، أصابهم باضطرابات و هلاوس عنيفة ، حتى أننا كنا نسمع صراخهم المذعور ، خلال الدقائق القليلة ، التي اختفت فيها السفينة ، كما لو أن أحدا داخلها يذبحهم ذبح النعاج
وفي نهاية الرسالة ، كتب جيسوب وكأنه يعتذر عن اشتراكه في التجربة الرهيبة :
وأيا كانت النتائج أو حتى الفوائد المرجوة من هذي التجربة فلم يكن من الجيد أبدا أن أسمح لهم بإجرائها ، أو أن أشارك فيها … تقبلوا أسفي
نشر جون هذه الرسالة ثم استقل سيارته عائدا إلى منزله
لكنه لم يصل إليه
اختفى جون واختفت معه رسالة الدكتور جيسوب الأصلية دون أن تصل الشرطة إلى
أي أثر له على الرغم من كل التحقيقات التي قامت بها
كان اختفاء جون هو نهاية القصة التي لم يعد هناك من يتكلم عنها بعده
على الاقل بجدية
الا ان باب النقاش والجدل لا يزال مفتوحا
فهناك الكثير ممن يصرون على ان التجربة قد حصلت بالفعل
والكثير أيضا ممن ينكرون أو يستنكرون حدوثها
ولا تزال هناك الكثير من الأسئلة التي لا اجابة لها
إلا إن كل ما نستطيع قوله هو ان هذه التجربة قد سجلت نفسها ضمن إحدى أكثر الأحداث سرية في القرن العشرين
بحث خطير - المادة وقرين المادة - !!!
نحن نعلم أن العزيز الحكيم خلق الإنسان وجعل منه زوجين ذكرا وأنثى قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) حتى يكون للإنسان رفيق وحتى ليزداد التعارف والمودة بين خلقه . ولم يقتصر هذا النظام على الإنسان فقط بل تعداه ليشمل مملكة الحيوان فقد جاء فيهما قال تعالى : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * من نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى) وقول الله تعالى : ( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) وكذلك مملكة النبات قال تعالى : ( وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) فالإنسان والشطر الأكبر من فصائل الحيوان والنبات خلقوا جميعا في صورة الذكر والأنثى , هذا ما يخبرنا به القرآن وهو ما تعلمناه في علوم الأحياء .
وبالإضافة إلى ذلك نرى في الآية التالية شمولا أكبر وأعم قال تعالى : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فكلمة شيء هنا فهمها من قبلنا ويفهمها أكثرنا على أنها تشمل الإنسان والحيوان والنبات فقد جمع القرآن ذكرهم في هذه الآية وأخبرنا بأنه جعل من كل المخلوقات الحية زوجين . وقد يكون الأمر كذلك , ولكنا إذا أمعنا النظر لوجدنا أن كلمة شيء فيها شمول أكثر من النبات والحيوان والإنسان , أنها تشمل الجماد أيضا . فهل في الجماد زوجان ؟ من أجل الإجابة على هذا السؤال نحتاج لنزهة قصيرة في فيزياء الجسيمات .
في النصف الأول من القرن العشرين كان أحد الفيزيائين الإنجليز – واسمه ديراك Dirak - يقوم بأبحاث على معادلات الالكترونات , والالكترونات كما نعلم هي الجسيمات السالبة الشحنة التي تدور حول نواه الذرة , وفي أثناء قيامه بهذه الأبحاث اكتشف أن المعادلات لها حلين وليس حل واحد . وأي واحد منا تعامل مع معادلات الدرجة الثانية يستطيع أن يدرك بسهوله هذا الموقف . فمعادلات الدرجة الثانية تحتوي على مربع كمية مجهولة , والكمية المربعة دائما موجبة , فحاصل ضرب 2×2 يعطى 4 كذلك حاصل ضرب -2 x -2 يعطى أيضا نفس النتيجة . ومعنى ذلك أن الجذر التربيعي لــ 4 هو أما 2 أو - 2 . وقد كانت معادلات ديراك أكثر تعقيدا من هذا المثال ولكن المبدأ هو نفسه , فقد حصل على مجموعتين من المعادلات إحداهما للاكترونات السالبة الشحنة والأخرى لجسم مجهول ذو شحنة موجبة . وقد قام ديراك ببعض المحاولات الغير ناجحة لتفسير سر هذا الجسيم المجهول , فقد كان يؤمن بوجوده , ولكن الفيزيائيون تجاهلوا بعد ذلك فكرة وجود جسيم موجب الشحنة ممكن أن يكون قرينا للالكترونات تماما كما يتجاهل المهندس الذي يتعامل مع معادلات الدرجة الثانية الحلول التي تعطى أطوالا أو كتلا سالبة .
وبعد عدة سنوات من أعمال ديراك النظرية وفي أوائل الثلاثينات اكتشف أثار هذا الجسيم المجهول في جهاز يسمى بغرفة الضباب ( cloud chambre ) , وعند دراسة تأثير المجال المغناطيسي على هذه الآثار اكتشف أن كتلة ذلك الجسيم تساوي كتلة الالكترون وانه يحمل شحنة موجبة ومساوية لشحنة الالكترون وعندئذ سمى هذا الجسيم بقرين الالكترون ( Antielectron ) أو بالبوزترون ( Positron ) ومن ثم بدأ البحث عن قرائن الجسيمات الأخرى فمعنى وجود قرين للالكترون وجود قرائن للجسيمات الأخرى , وفعلا بدأ اكتشاف هذه القرائن الواحد يلي الآخر وبدأ تقسيمها إلى أنواع لن ندخل في تفاصيلها وسوف نكتفي بذكر نتيجتها النهائية وهي وجود قرين لكل جسيم بل ولكل جسم .
وإكتشاف قرين المادة يخبرنا باحتمال وجود عالم آخر يناظر عالمنا المادي ويتكون من قرائن الجسيمات أي من قرين المادة . أي هو هذا العالم الذي يتكون من قرين المادة ؟ هذا هو السؤال الذي لم يستطع أحد الإجابة عليه , فالأرض تتكون أساسا من مادة وليس من قرائن المادة , أما قرائن المادة التي يتم إنتاجها في الأشعة الكونية ( cosmic rays ) أو في معجلات الجسيمات ( Particle accelerator ) لا تعيش مدة طويلة في الأجواء الأرضية , فبمجرد أن تنخفض سرعتها بعض الشيء تحتم عليها أن تواجه مصيرها المؤلم الذي لا تستطيع الفرار منه وهو المحق أو الإبادة بواسطة المادة المقابلة لها التي تملأ أجواء الأرض . فعندما يتقابل الجسيم مع قرينه أو المادة مع قرينها يبدد كل منهما الآخر ويختفي الاثنان في شيء يشبه الإنفجار متحولين كليهما إلى طاقة معظمها في صورة أشعة جاما .
وأحد الألغاز التي حيرت الفيزيائيين هو مقدار القرائن الداخلة في بناء هذا الكون فهل تعتبر الأرض نموذجا مصغرا لبقية الكون ؟ أي هل تزيد نسبة المادة في الكون كله عن نسبة قرائنها كما هو الحال في الأرض ؟ قد نستطيع الجزم بأن نسبة قرائن المادة في مجرتها نسبة ضئيلة وإلا تبددت أكثر المواد الموجودة بين النجوم ولسجلت مراصدنا كميات أكبر بكثير من أشعة جاما . ولكن من يدرينا أن الأمر لا يختلف عن ذلك في المجرات الأخرى النائية التي تقع في أطراف الكون النائية , فربما وجدت مجرات بأكملها تسمى بقرائن المجرات وتتكون من قرائن النجوم وإذا سلمنا بوجود قرينا للمجرة وجدنا أنفسنا أمام سؤال آخر محير وهو : ما الذي يمنع المجرة وقرينها من الاقتراب من بعضها ومن ثم التبدد والزوال ؟ هل هو الفراغ الكوني الهائل والمسافات الشاسعة التي أوجدها العلي القدير لتفصل بين المجرات وقرائنها ؟ وهل تقدم لنا هذه النظرية تفسيرا جديدا لقوله العزيز الحكيم : ( إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) فتبدد المجرات وقرائنها وزوالها بهذه الطريقة قد يتم في لحظات ويكون نتيجته كمية هائلة من الطاقة فتبدو السماء وكأنها وردة كالدهان قال تعالى : (فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاء فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ) ونحن لا نستطيع تصور انشقاق السماء كيف ستنشق ؟ وأي جزء منها سيبدو منشقا ؟ ولكن إذا حدث وتبددت مجرتنا مع قرينتها فذلك يعني تبدد كل مستوى المجرة الذي نراه نحن من داخلها وكأنه يقسم الكون إلى قسمين فتبدوا السماء منشقة وعندئذ تنكر النجوم وتنطمس فكل نجم يتبدد عندنا يقترب من قرين النجم قال تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاء فُرِجَتْ) وإذا تبددت النجوم بهده الطريقة وتحولت كتلتها إلى طاقة فعندئذ تتلاشى تلك القوى التي تجذب الكواكب إلى النجوم في مساراتها فتتعثر الكواكب وتنتثر قال تعالى : ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ) ونتج عن ذلك اضطرابات هائلة على كوكبنا الأرض قال تعالى : (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) وقال تعالى : (وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ) وقال تعالى : (وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) .. سورة الإنفطار
إنها علامات الساعة التي أخبرنا الخالق البارئ بها وقد يقدم لنا موضوع فيزياء الجسيمات وقرائنها تفسيرا لها فزوال المادة وقرينها أصبح حقيقة علمية تحدث يوميا في معجلات الجسيمات التي تحول الطاقة إلى مادة . وإذا عدنا إلى الآية الكريمة : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) لوجدنا أن إجابتنا ستكون بالإيجاب على سؤال وجود الجماد أو المادة في صورة زوجين المادة وقرينها , فالخلاق الكريم لم يخلق الإنسان والحيوان والنبات فقط في صورة زوجين بل جعل من كل شيء زوجين حتى من الجماد والمادة وهذا هو تفسير الشمول التام الذي نراه في الآية : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) سورة الذريات
ومما يذكر أن الفيزيائي المسلم - محمد عبد السلام الباكستاني الجنسية الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء عام 1979 والذي قام بأبحاث هامة في موضوع الجسيمات وقرائنها وكان له الفضل في وضع النظرية التي جمعت بين قوتين رئيسيتين من القوى الأربع المؤثرة في هذا الكون وهما القوة الكهرومغناطيسية والقوة النووية الضعيفة صرح بعد حصوله على الجائزة أن الآية القرآنية : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) كانت بمثابة إحساس خفي وإلهام قوي له وذلك أثناء أبحاثه على قرائن الجسيمات المادية . فقد فهم هذه الآية فهما شاملا يطوي بني كلماتها حقيقة وجود قرائن للمادة كحقيقة وجود أزواج أو قرائن في مملكة النبات والحيوان الإنسان .
، نتعرف على الكون بالاعتماد على الإشعاع الكهرطيسي ( أو الضوء ) الذي يصل إلينا من الفضاء الخارجي ، ويكاد يكون الأداة الوحيدة التي تساعد - بصورة مباشرة - على فهم بناء الكون . يصل إلينا هذا الإشعاع على هيئة إصدارات من الأمواج الراديويه Radio Waves أو الأشعة تحت الحمراء Infrared أو الضوء Light أو الأشعة فوق البنفسجيةUltra-Violet أو الأشعة السينية X - Ray .
في الحقيقة توجد أكثر من طريقة للكشف عن المادة المرئية الموجودة في هذا الكون بالإضافة للضوء ، أهمها دراسة تأثير قوة الجاذبية على الأجسام وعلى الضوء الذي تصدره ، وكذلك بقياس سرع الأذرع للمجرات الحلزونية . لكن ما بمقدورنا أن نفعل إذا وجدت مادة في هذا الكون لا تومض ، أو لا ترسل إشعاعاً ؟ كيف نعرف أنها موجودة حيث هي ؟ وكيف نستطيع تحديد كم من هذه المادة موجود ؟ وكيف نعرف ما هي؟
إن مثل هذه المادة هي التي أطلق عليها العلماء اسم المادة العاتمة dark matter، ويُعتقد الآن أن معظم المادة الموجودة في الكون هو من هذا النوع . إنها مادة ( مواد ) تصدر كمية من الإشعاع لا تكفي للكشف عنها ، أو أنها تصدر كمية كافية من الإشعاع لكنها مخبأة hidden matter ، أو أنها لا تصدر الضوء نهائياً .
القوى الأساسية :
من المعلوم أنه توجد في الطبيعة أربعة أنواع من القوى [3 - 2 ] يشار إليها بالقوى الأساسية هي : قوة الجاذبية والقوة الكهربائية والقوة النووية الضعيفة والقوة النووية الشديدة ( طبعاً قوة الرياح وقوة المدُ والجذر وما إلى هنالك من قوى لا تعتبر قوى أساسية ) . لكل من هذه القوى مداها ؛ أي مجال تأثيرها [ 2 ] ، وهي مبينة في الجدول ( I ) .
* الشدة محسوبة عند المسافة 10-13 cm وبالمقارنة مع القوى النووية الشديدة.
نرى في الجدول من اليمين إلى اليسار على التوالي : نوع القوى ، مدى تأثيرها معطى بالسنتيمتر ( cm )، شدتها ، الجسيم الوسيط الذي يقوم بنقل فعل القوى ، الكتلة السكونية لوسيط القوى مقدرة بوحدة ( eV / c2 ) أي إلكترون فولط مقسوماً على مربع سرعة الضوء ، الشحنة ، حال الجسيم الوسيط هل هو مكتشف أم أنه - حتى الآن - مفترض .
قوى الجاذبية :
تؤثر في الأجسام المادية كافة ، فنحن موجودون على سطح هذه الأرض بفعل هذه القوة ، وكذلك تحجز المياه في الأنهار وتستقر في البحار والمحيطات بالفعل ذاته ، وينتشر الهواء حول الأرض بتأثير الجاذبية على جزيئات الهواء وتخضع الأجسام المتأثرة بهذه القوة في حالتي الحركة والسكون إلى قوانين نيوتن وما ينتج عنها . ويمتد تأثير فعل الجاذبية هذا من أصغر الجسيمات الموجودة في الطبيعة والتي تدعى الجسيمات الأولية [3]
elementary particles - مثل مركبات النواة ، أي البروتونات والنيترونات وجسيمات أخرى نبينها في الجدول ( II ) - إلى أكبر الأجسام الموجودة في الكون ، أي إلى حشود المجرات .
يطلق على العلم الذي يهتم بدراسة التفاعلات أو التأثيرات المتبادل بين الجسيمات الأولية الفيزياء الصفرية أو الميكرو فيزياء micro physics وعلى العلم الذي يهتم بالتفاعلات على النطاق الأكبر ، أي بمجمل الأجسام المدروسة الفيزياء الكبرية أو العيانية أو الماكرو فيزياء macro physics .
القوى الكهربائية :
تؤثرعلى الجسيمات ( الأجسام ) المشحونة فقط وهي إما أنها تنافرية تؤدي إلى ابتعاد الجسيمات ( الأجسام ) المشحونة عن بعضها إذا كان الجسيمان المتفاعلان يحملان شحنة من النوع نفسه ، أو أنها تجاذبيه ( تؤدي إلى اقتراب الجسيمان المتفاعلان من بعضها حتى التلامس إن أمكن ) إذا كان الجسيمان المتفاعلان يحملان شحنتين من نوعين مختلفين ، وذلك لأنه يوجد نوعين من الشحنات ( خاصة أطلق عليها شحنة لها حالتين ) موجبة وسالبة . يعبر قانون كولون في الكهرباء الساكنة عن هذه القوى وتعبر قوانين مكسويل عن الأفعال المتبادلة بين الأجسام في حالة كون الشحنات متحركة ، مثل التيار الكهربائي الذي يسري في الأسلاك الكهربائية.
القوى النووية الضعيفة :
اكتشف هذا النوع من القوى لأول مرة عند ملاحظة عملية نووية تعرف بتفكك بيتا nuclear - decay ، وعلى الرغم من أن كافة الهادرونات (الباريونات) والليبتونات - الجدول (II ) - تشارك في العمليات التي تخضع لهذه القوى إلا أن هذه التأثيرات تكون محجوبة ( لا نشعر بها ) بفعل القوى الكهرطيسية الشديدة وغيرها ومدى هذه القوى قصير جداً– الجدول ( I ) .
القوى النووية الشديدة :
مرت هذه التسمية بمرحلتين حيث أطلقت في البداية على القوى الفاعلة بين مكونات النواة [3] ، أي البروتونات والنيترونات ، وتعمل على التغلب على قوة كولون التنافرية المؤثرة على البروتونات كونها مشحونة إيجاباً ، وبالتالي تعمل على تماسك النواة واستقرارها . وبعد أن اكتشف أن كل من البروتونات والنيترونات ليست أجساماً بسيطة إنما مركبة من جسيمات أخرى أطلق عليها الكواركات الجدول ( III) أشير إلى القوى النووية الشديدة على أنها القوى الفاعلة بين هذه الجسيمات [2].
نهاية القسم الأول
الجداول و المراجع
يبين هذا الجدول أهم الجسيمات الأولية ونقرأ في الأعمدة على التوالي بداءً من اليسار : اسم ورمز الجسيم – رمز الجسيم المضاد – السبين – الكتلة بوحدة كتلة الإلكترون - الكتلة بوحدة المليون إلكترون فولت – عمر النصف له إن كان يتفكك – الجسيمات الناتجة عن التفكك . أما المجموعات الأفقية فهي على التوالي : البوزونات - اليبتونات – الباريونات [ 3].
منقول للافادة