freeminde
2012-12-14, 13:09
لا يتمالك نفسه، لديه خلل في تقدير الأمور، يضحك و ينزعج في الوقتين الغير مناسبين ، مرّة أخبروه بأن فلانا أبا فلان جاره قد توفي فابتسم ، ثم نظر إليّ وقال : "كل نفس ذائقة الموت، متى موعد المباراة اللّيلة؟"، لم يبدو عليه الحزن أو الفرح لكن الإبتسامة دائما تخونه، إنّها كالضيوف المزعجين: دائما يأتون عندما يكون البيت مقلوبا عن آخره، هل سمعت عن ضيف أتى في الوقت المناسب؟ جاء فوجد الصالون في أبهى حلّة وفوق المائدة صحن من الفاكهة و الحلويّات معدّة مسبقا و صاحب البيت في لباسه الأنيق، هؤلاء الضيوف دائما يختارون الوقت الذي تجتمع فيه العوامل الثلاثة: البيت يعني من فوضى كبيرة+صاحب البيت مايزال في ثياب النوم+ نفذت الحلويات و القهوة، هكذا كانت ابتسامة صديقي، كالضيف المزعج (أعتقد أنني بالغت في وصف مشكلة الضيوف..!).
أحيانا أجلس مع صديقي هذا و يأتينا صديق ثالث بخبر مؤسف يتعلّق بدرجات الدراسة أو رسوبه في مادّة ما، ماذا يفعل صديقي هذا؟ نعم! يضحك! ليست شماتة أو أي شيء من هذا القبيل، صديقي هذا فقط لا يتحكّم في مشاعره ولا يستطيع اخفاءها، دائما ينزعج من النكت السيّئة فيما نحاول نحن تصنّع الضحة كي لا نحرج صاحبها، دائما نحاول تصنّع الحزن حين يأتينا خبر عن مقتل أناس أبرياء في العراق أو فلسطين ، فيما لا يكترث هو، سابقا كنت أشمئزّ من هذا الشيء الذي يعتبر "ناقص إنسانية" أو "قلّة أدب" على اقلّ تقدير.. لكن بعد التفكير مليّة، أعتقد أنني أحسده، على الأقلّ هو صادق في مشاعره، لا يتظاهر، في المرّة القادمة عندما أراه حزينا فسأعلم أنّه لا يصطنع شيئا، لا ينافق، لا يحاول تغيير ملامح وجهه لتتناسب مع الحدث، سأعرف أن هنالك فعلا شيئا أدّى به إلى ذلك، إنّه لا يرتدي قناعا!
يا ناس يا عالم ياقوم ، لقد هرمنااا! لقد كرهنا المشاعر المزيّفة، تجد أحدنا يتظاهر بأنه فعلا يحسّ بمأساة الشخص الآخر.. لكن ما إن يختفي من ناظرنا حتى تختفي تلك التعابير المزيّفة التي استخدمناها أمامه، يالزيف!
صديقي: في المرّة القادمة، إذا جاءك أحدهم بخبر سيّ فلا تصطنع الحزن و الكآبة، تصرّف على طبيعتك، و إلاّ ستبدو كذاك الشخص الذي يرتدي قناعا فوق وجهه واسمه: القناع، (عجيب، شخص يرتدي قناعا اسمه قناع،! الحمد لله أحيانا أرتدي معطفا لكن اسمي ليس معطف، صدّقني.) ، ولا تنس تتفقّد حنفيّة الماء قبل أن تنام، و السلام.
أحيانا أجلس مع صديقي هذا و يأتينا صديق ثالث بخبر مؤسف يتعلّق بدرجات الدراسة أو رسوبه في مادّة ما، ماذا يفعل صديقي هذا؟ نعم! يضحك! ليست شماتة أو أي شيء من هذا القبيل، صديقي هذا فقط لا يتحكّم في مشاعره ولا يستطيع اخفاءها، دائما ينزعج من النكت السيّئة فيما نحاول نحن تصنّع الضحة كي لا نحرج صاحبها، دائما نحاول تصنّع الحزن حين يأتينا خبر عن مقتل أناس أبرياء في العراق أو فلسطين ، فيما لا يكترث هو، سابقا كنت أشمئزّ من هذا الشيء الذي يعتبر "ناقص إنسانية" أو "قلّة أدب" على اقلّ تقدير.. لكن بعد التفكير مليّة، أعتقد أنني أحسده، على الأقلّ هو صادق في مشاعره، لا يتظاهر، في المرّة القادمة عندما أراه حزينا فسأعلم أنّه لا يصطنع شيئا، لا ينافق، لا يحاول تغيير ملامح وجهه لتتناسب مع الحدث، سأعرف أن هنالك فعلا شيئا أدّى به إلى ذلك، إنّه لا يرتدي قناعا!
يا ناس يا عالم ياقوم ، لقد هرمنااا! لقد كرهنا المشاعر المزيّفة، تجد أحدنا يتظاهر بأنه فعلا يحسّ بمأساة الشخص الآخر.. لكن ما إن يختفي من ناظرنا حتى تختفي تلك التعابير المزيّفة التي استخدمناها أمامه، يالزيف!
صديقي: في المرّة القادمة، إذا جاءك أحدهم بخبر سيّ فلا تصطنع الحزن و الكآبة، تصرّف على طبيعتك، و إلاّ ستبدو كذاك الشخص الذي يرتدي قناعا فوق وجهه واسمه: القناع، (عجيب، شخص يرتدي قناعا اسمه قناع،! الحمد لله أحيانا أرتدي معطفا لكن اسمي ليس معطف، صدّقني.) ، ولا تنس تتفقّد حنفيّة الماء قبل أن تنام، و السلام.