ابو توحيد احمد
2012-12-14, 10:55
من ناصر أهل البدع وحسن مذهبهم وذب عنهم فهو منهم
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله أما بعد.
فنحن في زمان كثرة فيه الفتن وأصبح يرقق بعضها بعضا وكثرة فيه البدع وصار لأهل البدع شوكة وصولة فأصبحوا يبثون بدعهم بكل الوسائل المتاحة وبات الناس في حيرة من أمرهم وأضحى الناس لا يميزون بين الحق والباطل بسبب كثرة الشبهات والبدع التي يبثها أهل الباطل والضلال وبسبب كثرة التلبيس والتدليس وكثير من الكذب , والغريب أن يخرج علينا في هذا الوقت العصيب الذي تكالب فيه أعداء الإسلام من الخارج مع أعداء السنة والسلفية من الداخل , فأصبح بعض من ينتسب إلى السلفية يدافع عن أهل البدع ويحسن مذهبهم بل ويوزع لهم الأشرطة والكتيبات , وعندما ينصح بعض الشباب بذلك بدل أن يرجع للحق استدل بالمتشابهات وترك المحكمات , فكان لزاما علينا نحن طلاب العلم أن نبين هذا الأمر الخطير الذي يؤدي إلى انتشار البدع و تقوية المبتدعة على أهل السنة , ويؤدي إلى التغرير بطلاب العلم فضلا عن العامة ووقوعهم في البدع وحب المبتدعة بل والدفاع عنهم بسبب هذا العمل الخطير , ونحن نذكر الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة والعلماء الربانيين , إيضاحا للحق وإبراءً للذمة.
قال تعالى ( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) , قال العلامة ابن الحاج رحمه الله تعالى(ت598هـ) بين في هذه السورة المدنية أن مجالسة من هذه صفته لحوقٌ به في الاعتقاد , وقد ذهب قوم من أئمة هذه الأمة إلى هذا المذهب , وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم الإمام أحمد بن حنبل والإمام الأوزاعي والإمام بن المبارك فإنهم قالوا : ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا الحق بهم يعنون في الحكم , وقيل لهم : فإنه يقول إني أجالسهم لأباينهم وأرد عليهم قالوا: ينهى عن مجالستهم فإن لم ينته ألحق بهم) من كتاب (حز الغلاصم وإفحام الخاصم ص110-11(
وقال: صلى الله عليه وسلم:(من آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : (الأرواح جندٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف (رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب )رواه البخاري ومسلم
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : اعتبروا الناس بأخدانهم
وقال ابن بطة العكبري يرحمه الله في شرح الإبانة صـ 282 : (ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك ولا ترفقه في سفرك وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك ، ومن السنة مجانبة من اعتقد شيئا مما ذكرناه - أي من البدع -و هجرانه والمقت له و هجران من والاه ونصره وذب عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنة .
قال أبو أيوب السجستاني كما في طبقات الحنابلة 1/160 :
(قلنا لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل أري رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه قال لا أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فان ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به, قال ابن مسعود رضي الله عنه المرء بخدنه .أهـ من كلام الإمام أحمد بن حنبل.
قال قتادة رحمه الله تعالى كما في الإبانة ج2/477
إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم .
قال شعبة رحمه الله كما في الإبانة 2/452
) ووجدت مكتوبا عندي إنما يصاحب الرجل من يحب (
قال أبو عون كما في الإبانة 2/237:(
(من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع).
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في( شرح كتاب فضل الإسلام) ما نصه ( الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم ؟ فأجاب رحمه الله تعالى عنه نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع لهم يدعوا لهم هذا من دعاتهم نسأل الله العافية
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع الفتاوى 5/89
( ومن هجران أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفا من الفتنة بها أو ترويجها بين الناس فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب (
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في " جماعة واحدة لا جماعات صـ 185
قال الشيخ بكر أبوزيد في كتاب( هجر المبتدع)صـ49-50 المبحث التاسع : عقوبة من والى المبتدعة
كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق فالساكت عن الحق شيطان أخرس كما قال أبو علي الدقاق المتوفى سنة (406)هـ
) رحمه اللـه تعالى ـ (شذرات الذهب 3/80 وفيات سنة 406هـ. ومن السنن الثابتة قول النبي (المرء مع من أحب) , فقال أنس رضي اللَّـه عنه : فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام فرحهم بهذا الحديث . (الفتاوى 11/517-518)
وقد شدد الأئمة النكير على من ناقض أصل الاعتقاد فترك هجر المبتدعة .
وفي معرض رد شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه اللَّـه ـ تعالى على الاتحادية قال : ((ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ، أو ذبَّ عنهم ، أو أثنى عليهم ، أو عظَّم كتبهم ، أو عُرِف بمساعدتهم ومُعَاونَتِهم ، أو كَرِه الكلام فيهم ، أو أخذ يعتذرُ لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو ؟ ، أو من قال : إنه صنف هذا الكتاب ؟ .
وأمثال هذه المعاذير ، التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ، ولم يعاون على القيام عليهم ، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات ، لأنهم أفسدوا العقول والأديان ، على خلق من المشايخ والعلماء ، والملوك والأمراء ، وهم يسعون في الأرض فساداً ، ويصدون عن سبيل اللَّـه) [الفتاوى 2/132)
فرحم اللَّـه شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة . آمين .
فإن هذا الكلام في غاية من الدقة والأهمية وهو وإن كان في خصوص مظاهرة (الاتحادية) لكنه ينتظم جميع المبتدعة فكل من ظاهر مبتدعاً ، فعظمه أو عظم كتبه ، ونشرها بين المسلمين ، ونفخ به وبها وأشاع ما فيها من بدع وضلال ، ولم يكشفه فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد إن من فعل ذلك فهو مفرط في أمره ، واجب قطع شره لئلا يتعدى إلى المسلمين .
وقد ابتلينا بهذا الزمان بأقوام على هذا المنوال يعظمون المبتدعة وينشرون مقالاتهم ، ولا يحذرون من سقطاتهم وما هم عليه من الضلال، فاحذروا أبا الجهل المبتدع هذا . نعوذ باللَّـه من الشقاء وأهله.
وننبه أن الشيخ بكر أبوزيد قد وقع في الدفاع عن بعض أهل البدع ورد عليه الشيخ ربيع المدخلي في كتاب (الحد الفاصل بين الحق والباطل)
__________________
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" طالب الحق يكفيه دليل ، و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل ، الجاهل يُعلّم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل "
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في شريط (المنهج التمييعي وقواعده
السؤال الخامس: هل يلحق أ تباع المبتدع بالمبتدع؟
نعم، يُلحقون به؛ إذا ناصروه وأيدوه ودافعوا عنه هم جنده، وهو واحد منهم، مثل جند فرعون{ وقــالا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب ولعنهم لعناً كبيراً } فالأتباع هم الضعفاء؛ الذين يخدعهم أهل الباطل، ويقودونهم إلى مخالفة الحق ومحاربة أهله، هـؤلاء لهم حكم سادتهم لـكـن أنتم إذا رأيتم بعض الناس مخدوعين فلا بأس أن تبصروهم وتبينوا لهم الحق.
وإذا استمر في الالتصاق بسادتهم فـيُلحقون بهم. نعم.
السؤال: الآن فيما هو حاصل ,هل يكفي السلفي أن يعرف الحق من الباطل أم يجب عليه الرد على أهل الأهواء وذلك مما يميز دعوته ؟
الـجــواب:
على السلفي أن يعرف الحقّ ويدعو إليه ويبينه للناس ,عليه أن يقوم بهذا الواجب ويقتضي منه هذا العلم وهذه الدعوة أن يدحض الباطل لأن القرآن الكريم يبين الحق ويدحض الباطل في نفس الوقت ولهذا سمي بالمثاني لأنه يذكر الخير والشر ؛يدعو إلى الخير ويحذر من الشر ,يذكر المؤمنين ويذكر المنافقين ,يذكر الكفار ,يذكر اليهود ,يذكر النصارى وما عندهم من شر ,فالإسلام يقوم على هذه الأركان التي شرحناها ويقوم على الجهاد والأمر بالمعروف والتحذير من الشرور ,لا يقوم إلا بهذا ولا يستقيم الإسلام أبدا إلاّ بإقامة الحق وتوضيحه وتبيينه ونقد الباطل وبيان قبحه وخبثه والتحذير منه ومن أهله ,وأيّ دعوة لا تقوم بهذا الواجب فهي دعوة فاشلة ؛ميتة ,تحمل جراثيم الموت في ذاتها ,لا تكون الدعوة حيّة إلا إذا كانت ترفع راية الحق وتهين الباطل في نفس الوقت ,هذا هو ولهذا قال تعال : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) الذي لا يردّ الباطل كيف يأمر بالمعروف ؟! كيف ينهى عن المنكر ؟! كيف ؟! أو مثل جماعة التبليغ يقولون :أنهم يأمرون بالمعروف وهم لا يأمرون بالمعروف ؛التوحيد أعرف المعارف ولا يعرفون الناس التوحيد ,الصلاة ؛لا يعرفون الناس بصلاة محمد عليه الصلاة والسلام ويدعون أنهم يأمرون بالمعروف وهم لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر نسأل الله العافية .
فما الفرق بينك وبين هؤلاء إذا كنت لا تحارب البدع ولا تحارب الضلالات وترد على أهل الأهواء ,ما الفرق بينك وبينهم ؟ يعني أنت تكثر سواد أهل الضلال إذا كنت تراهم وتسكت عنهم ,أنت مؤيد ومشجع لهم إذا تراهم يعثون في الأرض فسادا وتسكت ! لما ترى اللصوص يسطون على بيوت الناس وما شاء الله تسكت ما هذا ؟هل هذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !
فدعاة أهل البدع شر من اللصوص ,شرّ من قطاع الطرق ,يقول ابن أبي زيد وابن عبد البرّ :إنّهم شر من قطاع الطرق المجرمين ,فيجب التحذير منهم دائما وفضحهم وكشف عوارهم وتعريتهم أمام الناس حتى يحذرهم الناس ,لهذا تجد كتب السلف مليئة بنقد أهل البدع والتحذير منهم والتحذير من مجالستهم إلى آخره وما ضاع كثير من المسلمين إلاّ بترك هذا الأصل ؛الرد على أهل البدع والتحذير منهم ولهذا أطبق الضلال على الأمة الإسلامية ما يسلم إلا أفراد مساكين لا حول لهم ولا قوة .
لكن لما يأتي الأقوياء مثل ابن تيمية وقد أطبق الضلال على الشعوب الإسلامية وحكوماتها ؛الحكومات والشعوب في قبضة الصوفية وكثير منهم من أهل الحلول ووحدة الوجود وخاضع الشعوب والحكومات لهؤلاء فجاء ابن تيمية ورفع راية الجهاد وبين دين الله الحق واستنقذ الله به أناسا وبرز على يديه أئمة أعلام يعني لا نظير لهم إلا في الأجيال السالفة ,في عهود الصحابة والتابعين ,فصار جهادا ونضالا,لو سكت ابن تيمية ماذا كان ينفعهم ؟ فقط يؤلف هذا ,لا يبين ,ليس عنده أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ؟ ماذا أفاد الناس ؟ لم يفدهم بشيء .
محمد ابن عبد الوهاب سل سيفه ؛دعوة وبيان وسيف حتى قام دين الله عز وجلوالإيمان يأرز إلى الحجازكما تأرز الحية إلى جحرها ,والله بدعوة محمد ابن عبدالوهاب ,بدعوة هذا الرجل وكان الإسلام أصبح إلاّ ما شاء الله ؛نسيا منسيا ؛ضلال وخرافات وشركيات وبدع ,لو جلس في بيته فقط يحاكي الناس ويعلم وساكت لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ,ما ذا كان ينفع ؟
فالذي يقول : ردود ,ردود ؛هؤلاء فجرة يعني باطلهم ينتشر ,ينشرون باطلهم ولا يريدون أحدا يرد عليهم هذا مقصودهم ,افهموا ,ولهذا يشوهون الردود ويقولون :كتب الردود تقسّي القلوب وإلى آخره ,يعني خرافاتهم وبدعهم تليّن القلوب ؟!!!
فهم من مكرهم وكيدهم ينشرون البدع والضلالات ويهاجمون أهل السنة في مجالسهم ومحاضراتهم وفي كتبهم وفي ندواتهم وفي كل شيء ,يهاجمون أهل السنة ويهاجمون منهج أهل السنة والجماعة ويقولون : لا ترد عليهم ,الردود تقسي القلوب!!!
أما الطعن في الحق وفي أهله ما شاء الله ومحاربة الحق وأهله هذا يلين القلوب !!!
المصدر : موقع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
نقلته من سحاب الخير
__________________
قال ابن القيم رحمه الله : ( ولو لم يكن في العلم إلاَّ القرب من رب العالمين ، والالتحاق بعالم الملائكة وصحبة الملأ الأعلى ؛ لكفي به شرفاً وفضلاً ،فكيف وعِزّ الدنيا والآخرة منوط به ، مشروط بحصوله ؟ )
مفتاح دار السعادة 108/1
«
إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله أما بعد.
فنحن في زمان كثرة فيه الفتن وأصبح يرقق بعضها بعضا وكثرة فيه البدع وصار لأهل البدع شوكة وصولة فأصبحوا يبثون بدعهم بكل الوسائل المتاحة وبات الناس في حيرة من أمرهم وأضحى الناس لا يميزون بين الحق والباطل بسبب كثرة الشبهات والبدع التي يبثها أهل الباطل والضلال وبسبب كثرة التلبيس والتدليس وكثير من الكذب , والغريب أن يخرج علينا في هذا الوقت العصيب الذي تكالب فيه أعداء الإسلام من الخارج مع أعداء السنة والسلفية من الداخل , فأصبح بعض من ينتسب إلى السلفية يدافع عن أهل البدع ويحسن مذهبهم بل ويوزع لهم الأشرطة والكتيبات , وعندما ينصح بعض الشباب بذلك بدل أن يرجع للحق استدل بالمتشابهات وترك المحكمات , فكان لزاما علينا نحن طلاب العلم أن نبين هذا الأمر الخطير الذي يؤدي إلى انتشار البدع و تقوية المبتدعة على أهل السنة , ويؤدي إلى التغرير بطلاب العلم فضلا عن العامة ووقوعهم في البدع وحب المبتدعة بل والدفاع عنهم بسبب هذا العمل الخطير , ونحن نذكر الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة والعلماء الربانيين , إيضاحا للحق وإبراءً للذمة.
قال تعالى ( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) , قال العلامة ابن الحاج رحمه الله تعالى(ت598هـ) بين في هذه السورة المدنية أن مجالسة من هذه صفته لحوقٌ به في الاعتقاد , وقد ذهب قوم من أئمة هذه الأمة إلى هذا المذهب , وحكم بموجب هذه الآيات في مجالس أهل البدع على المعاشرة والمخالطة منهم الإمام أحمد بن حنبل والإمام الأوزاعي والإمام بن المبارك فإنهم قالوا : ينهى عن مجالستهم فإن انتهى وإلا الحق بهم يعنون في الحكم , وقيل لهم : فإنه يقول إني أجالسهم لأباينهم وأرد عليهم قالوا: ينهى عن مجالستهم فإن لم ينته ألحق بهم) من كتاب (حز الغلاصم وإفحام الخاصم ص110-11(
وقال: صلى الله عليه وسلم:(من آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين )رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : (الأرواح جندٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف (رواه البخاري ومسلم
وقال صلى الله عليه وسلم: (المرء مع من أحب )رواه البخاري ومسلم
وقال ابن مسعود رضي الله عنه : اعتبروا الناس بأخدانهم
وقال ابن بطة العكبري يرحمه الله في شرح الإبانة صـ 282 : (ولا تشاور أحداً من أهل البدع في دينك ولا ترفقه في سفرك وإن أمكنك أن لا تقربه في جوارك ، ومن السنة مجانبة من اعتقد شيئا مما ذكرناه - أي من البدع -و هجرانه والمقت له و هجران من والاه ونصره وذب عنه وصاحبه وإن كان الفاعل لذلك يظهر السنة .
قال أبو أيوب السجستاني كما في طبقات الحنابلة 1/160 :
(قلنا لأبي عبد الله أحمد ابن حنبل أري رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة أترك كلامه قال لا أو تعلمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة فان ترك كلامه فكلمه وإلا فألحقه به, قال ابن مسعود رضي الله عنه المرء بخدنه .أهـ من كلام الإمام أحمد بن حنبل.
قال قتادة رحمه الله تعالى كما في الإبانة ج2/477
إنا والله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم .
قال شعبة رحمه الله كما في الإبانة 2/452
) ووجدت مكتوبا عندي إنما يصاحب الرجل من يحب (
قال أبو عون كما في الإبانة 2/237:(
(من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع).
وقد سئل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى في( شرح كتاب فضل الإسلام) ما نصه ( الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يأخذ حكمهم ؟ فأجاب رحمه الله تعالى عنه نعم ما فيه شك من أثنى عليهم ومدحهم هو داع لهم يدعوا لهم هذا من دعاتهم نسأل الله العافية
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع الفتاوى 5/89
( ومن هجران أهل البدع ترك النظر في كتبهم خوفا من الفتنة بها أو ترويجها بين الناس فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب (
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في " جماعة واحدة لا جماعات صـ 185
قال الشيخ بكر أبوزيد في كتاب( هجر المبتدع)صـ49-50 المبحث التاسع : عقوبة من والى المبتدعة
كما أن المتكلم بالباطل شيطان ناطق فالساكت عن الحق شيطان أخرس كما قال أبو علي الدقاق المتوفى سنة (406)هـ
) رحمه اللـه تعالى ـ (شذرات الذهب 3/80 وفيات سنة 406هـ. ومن السنن الثابتة قول النبي (المرء مع من أحب) , فقال أنس رضي اللَّـه عنه : فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام فرحهم بهذا الحديث . (الفتاوى 11/517-518)
وقد شدد الأئمة النكير على من ناقض أصل الاعتقاد فترك هجر المبتدعة .
وفي معرض رد شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه اللَّـه ـ تعالى على الاتحادية قال : ((ويجب عقوبة كل من انتسب إليهم ، أو ذبَّ عنهم ، أو أثنى عليهم ، أو عظَّم كتبهم ، أو عُرِف بمساعدتهم ومُعَاونَتِهم ، أو كَرِه الكلام فيهم ، أو أخذ يعتذرُ لهم بأن هذا الكلام لا يدري ما هو ؟ ، أو من قال : إنه صنف هذا الكتاب ؟ .
وأمثال هذه المعاذير ، التي لا يقولها إلا جاهل أو منافق بل تجب عقوبة كل من عرف حالهم ، ولم يعاون على القيام عليهم ، فإن القيام على هؤلاء من أعظم الواجبات ، لأنهم أفسدوا العقول والأديان ، على خلق من المشايخ والعلماء ، والملوك والأمراء ، وهم يسعون في الأرض فساداً ، ويصدون عن سبيل اللَّـه) [الفتاوى 2/132)
فرحم اللَّـه شيخ الإسلام ابن تيمية وسقاه من سلسبيل الجنة . آمين .
فإن هذا الكلام في غاية من الدقة والأهمية وهو وإن كان في خصوص مظاهرة (الاتحادية) لكنه ينتظم جميع المبتدعة فكل من ظاهر مبتدعاً ، فعظمه أو عظم كتبه ، ونشرها بين المسلمين ، ونفخ به وبها وأشاع ما فيها من بدع وضلال ، ولم يكشفه فيما لديه من زيغ واختلال في الاعتقاد إن من فعل ذلك فهو مفرط في أمره ، واجب قطع شره لئلا يتعدى إلى المسلمين .
وقد ابتلينا بهذا الزمان بأقوام على هذا المنوال يعظمون المبتدعة وينشرون مقالاتهم ، ولا يحذرون من سقطاتهم وما هم عليه من الضلال، فاحذروا أبا الجهل المبتدع هذا . نعوذ باللَّـه من الشقاء وأهله.
وننبه أن الشيخ بكر أبوزيد قد وقع في الدفاع عن بعض أهل البدع ورد عليه الشيخ ربيع المدخلي في كتاب (الحد الفاصل بين الحق والباطل)
__________________
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" طالب الحق يكفيه دليل ، و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل ، الجاهل يُعلّم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل "
قال الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله في شريط (المنهج التمييعي وقواعده
السؤال الخامس: هل يلحق أ تباع المبتدع بالمبتدع؟
نعم، يُلحقون به؛ إذا ناصروه وأيدوه ودافعوا عنه هم جنده، وهو واحد منهم، مثل جند فرعون{ وقــالا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا. ربنا آتهم ضعفين من العذاب ولعنهم لعناً كبيراً } فالأتباع هم الضعفاء؛ الذين يخدعهم أهل الباطل، ويقودونهم إلى مخالفة الحق ومحاربة أهله، هـؤلاء لهم حكم سادتهم لـكـن أنتم إذا رأيتم بعض الناس مخدوعين فلا بأس أن تبصروهم وتبينوا لهم الحق.
وإذا استمر في الالتصاق بسادتهم فـيُلحقون بهم. نعم.
السؤال: الآن فيما هو حاصل ,هل يكفي السلفي أن يعرف الحق من الباطل أم يجب عليه الرد على أهل الأهواء وذلك مما يميز دعوته ؟
الـجــواب:
على السلفي أن يعرف الحقّ ويدعو إليه ويبينه للناس ,عليه أن يقوم بهذا الواجب ويقتضي منه هذا العلم وهذه الدعوة أن يدحض الباطل لأن القرآن الكريم يبين الحق ويدحض الباطل في نفس الوقت ولهذا سمي بالمثاني لأنه يذكر الخير والشر ؛يدعو إلى الخير ويحذر من الشر ,يذكر المؤمنين ويذكر المنافقين ,يذكر الكفار ,يذكر اليهود ,يذكر النصارى وما عندهم من شر ,فالإسلام يقوم على هذه الأركان التي شرحناها ويقوم على الجهاد والأمر بالمعروف والتحذير من الشرور ,لا يقوم إلا بهذا ولا يستقيم الإسلام أبدا إلاّ بإقامة الحق وتوضيحه وتبيينه ونقد الباطل وبيان قبحه وخبثه والتحذير منه ومن أهله ,وأيّ دعوة لا تقوم بهذا الواجب فهي دعوة فاشلة ؛ميتة ,تحمل جراثيم الموت في ذاتها ,لا تكون الدعوة حيّة إلا إذا كانت ترفع راية الحق وتهين الباطل في نفس الوقت ,هذا هو ولهذا قال تعال : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ) الذي لا يردّ الباطل كيف يأمر بالمعروف ؟! كيف ينهى عن المنكر ؟! كيف ؟! أو مثل جماعة التبليغ يقولون :أنهم يأمرون بالمعروف وهم لا يأمرون بالمعروف ؛التوحيد أعرف المعارف ولا يعرفون الناس التوحيد ,الصلاة ؛لا يعرفون الناس بصلاة محمد عليه الصلاة والسلام ويدعون أنهم يأمرون بالمعروف وهم لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر نسأل الله العافية .
فما الفرق بينك وبين هؤلاء إذا كنت لا تحارب البدع ولا تحارب الضلالات وترد على أهل الأهواء ,ما الفرق بينك وبينهم ؟ يعني أنت تكثر سواد أهل الضلال إذا كنت تراهم وتسكت عنهم ,أنت مؤيد ومشجع لهم إذا تراهم يعثون في الأرض فسادا وتسكت ! لما ترى اللصوص يسطون على بيوت الناس وما شاء الله تسكت ما هذا ؟هل هذا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !
فدعاة أهل البدع شر من اللصوص ,شرّ من قطاع الطرق ,يقول ابن أبي زيد وابن عبد البرّ :إنّهم شر من قطاع الطرق المجرمين ,فيجب التحذير منهم دائما وفضحهم وكشف عوارهم وتعريتهم أمام الناس حتى يحذرهم الناس ,لهذا تجد كتب السلف مليئة بنقد أهل البدع والتحذير منهم والتحذير من مجالستهم إلى آخره وما ضاع كثير من المسلمين إلاّ بترك هذا الأصل ؛الرد على أهل البدع والتحذير منهم ولهذا أطبق الضلال على الأمة الإسلامية ما يسلم إلا أفراد مساكين لا حول لهم ولا قوة .
لكن لما يأتي الأقوياء مثل ابن تيمية وقد أطبق الضلال على الشعوب الإسلامية وحكوماتها ؛الحكومات والشعوب في قبضة الصوفية وكثير منهم من أهل الحلول ووحدة الوجود وخاضع الشعوب والحكومات لهؤلاء فجاء ابن تيمية ورفع راية الجهاد وبين دين الله الحق واستنقذ الله به أناسا وبرز على يديه أئمة أعلام يعني لا نظير لهم إلا في الأجيال السالفة ,في عهود الصحابة والتابعين ,فصار جهادا ونضالا,لو سكت ابن تيمية ماذا كان ينفعهم ؟ فقط يؤلف هذا ,لا يبين ,ليس عنده أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ؟ ماذا أفاد الناس ؟ لم يفدهم بشيء .
محمد ابن عبد الوهاب سل سيفه ؛دعوة وبيان وسيف حتى قام دين الله عز وجلوالإيمان يأرز إلى الحجازكما تأرز الحية إلى جحرها ,والله بدعوة محمد ابن عبدالوهاب ,بدعوة هذا الرجل وكان الإسلام أصبح إلاّ ما شاء الله ؛نسيا منسيا ؛ضلال وخرافات وشركيات وبدع ,لو جلس في بيته فقط يحاكي الناس ويعلم وساكت لا أمر بمعروف ولا نهي عن منكر ,ما ذا كان ينفع ؟
فالذي يقول : ردود ,ردود ؛هؤلاء فجرة يعني باطلهم ينتشر ,ينشرون باطلهم ولا يريدون أحدا يرد عليهم هذا مقصودهم ,افهموا ,ولهذا يشوهون الردود ويقولون :كتب الردود تقسّي القلوب وإلى آخره ,يعني خرافاتهم وبدعهم تليّن القلوب ؟!!!
فهم من مكرهم وكيدهم ينشرون البدع والضلالات ويهاجمون أهل السنة في مجالسهم ومحاضراتهم وفي كتبهم وفي ندواتهم وفي كل شيء ,يهاجمون أهل السنة ويهاجمون منهج أهل السنة والجماعة ويقولون : لا ترد عليهم ,الردود تقسي القلوب!!!
أما الطعن في الحق وفي أهله ما شاء الله ومحاربة الحق وأهله هذا يلين القلوب !!!
المصدر : موقع الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله
نقلته من سحاب الخير
__________________
قال ابن القيم رحمه الله : ( ولو لم يكن في العلم إلاَّ القرب من رب العالمين ، والالتحاق بعالم الملائكة وصحبة الملأ الأعلى ؛ لكفي به شرفاً وفضلاً ،فكيف وعِزّ الدنيا والآخرة منوط به ، مشروط بحصوله ؟ )
مفتاح دار السعادة 108/1
«