المحبُّ لأهل السُّنة
2012-12-14, 00:04
http://www.alwaraqat.net/attachment.php?attachmentid=3228&d=1346674930
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«الورقات - الجزائر»: الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم .
أحببت أن أتحفكم إخواني وأبنائي بهاتين القصتين التي يتبين فيهما قيمة الوقت والعلم والانضباط عند
الشيخ الألباني ؛حتى يعرف خصوم الشيخ العلامة الألباني أنه فريد زمانه ، وأوحد دهره وهذه
أعماله شاهدة عليه ، ويعرفون قيمة الوقت والعلم عند الألباني ، وكيف أوقف حياته لتنقيح السنة والدفاع
عنها وأهلها، وهو تذكير أيضا لي ولأخواني طلاب العلم أن لا يضيعوا أوقاتهم فيما لا يعود عليهم بالنفع ،
وأن يحرصوا على الاستفادة من أوقاتهم، فالوقت هو الحياة ، إن ضاع ، ضاع منك جزء من حياتك ،
والوقت أغلى من الذهب إن لم تحافظ عليه ذهب ، الشاعر:
أليس من الخسران أن لياليا *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري
فإذا أردت أن تعلم قيمة حياتك فانظر ما حصلت من العلم لأنه بهذا الوقت حفظت العلوم، وجمعت السنة،
وحررت المسائل ، وأنه ما من عالم رفع شأنه؛ إلا واستغلال الوقت كان مركبه، وما من طالب علم رفع ذكره؛
إلا واستغلال الوقت كان همه.
وأن تعلم أن الناس صنفان: علماء وعامه، قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}،
والذي ميز العلماء عن العامة هو استغلال العلماء لأوقاتهم وشحذ هممهم في العلم. فإن كنت مضيعاَ
لأوقاتك فقد شاركت طلاب العلم في هيئتك ولباسك وفارقتهم في استغلالك لأوقاتك، وشاركت العوام
الهوام رعاع الناس في
تضييع حياتك ، فاقرأ في سير أصحاب الهمم العالية من السلف الماضين تقف على حقيقة ما أنت عليه
وتعرف الفرق بيننا وبينهم
وقد أدرك شيخنا الألباني ذلك ، كما أدركه علماء الحديث قبله ، فقد عرف واشتهر بجده
واجتهاده - رحمه الله - في تحصيل ما نذر نفسه لتحصيله من هذا العلم الشريف، وإنفاق أيام العمر وسِنِيِّه
في ذلك، بحيث عرف بكثرة الطلب والقراءة في المكتبة الظاهرية وحيث ما حل وارتحل ...
وما قصة الورقة الضائعة إلا نموذجا لحرصه وصبره ومثابرته وإنفاق عمره في ذلك - رحمه الله -.
على طريقة أصحاب الهمم العالية مثل أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وابن عباس وغيرهم من الصحابة
وابن الميسب والزهري وسفيان الثوري ، ومالك وشعبة والشافعي والبخاري ، ومسلم وأحمد بن حنبل
وابن عبد البر والنووي وابن الصلاح وابن حجر وغيرهم ...
وهذا ابن الجوزي- رحمه الله - كان حريصا على أن لا يضيع شيئا من وقته حتى أنه يكلف الضيوف
ببري الأقلام ، وتقطيع الكاغد (الورق).
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية كان شديد الحب للعلم فكان حريصا على الاستفادة من وقته فلا تراه
وأنت تقرأ عنه إلا متعلما أو معلما أو مناظرا ومحاورا أو كاتبا وللمسائل محررا ، وكذلك تلامذته رحمهم الله .
وهذا الحافظ العراقي عمل جاهداً على توظيف الوقت بما يخدم السنة العزيزة ، بحثاً منه أو مباحثة مع
غيره فكانت (( غالب أوقاته في تصنيف أو إسماع ))وذلك إدراكا لأهمية الوقت في حياة طالب العلم ،
كما يقول السخاوي عنه في) الضوء اللامع( 4 / 175).
طلبت من الشيخ الألباني -رحمه الله - في إحدى جلساتي معه بمكة أن أرحل إليه إلى عمان وأن
ألتزمه وأصاحبه للأخذ عنه ، فاعتذر لي قائلا الذي يمكنني أن أعطيك من وقتي في آخر حياتي هو أن
أخصك بخمس دقائق بين كل آذان وإقامة للصلوات ،
فقلت يا شيخ هذا لا يكفي حتى لسؤال وجواب ، قال هو ذاك ...
أي حرص هذا ؟؟ يخاف أن يضيع منه الوقت فيفوته مشروعه الضخم (( السلسلتين الصحيحتين ))
وغيرهما من الأعمال التي ابتدأها ويريد إكمالها ، ومع ذلك باغتته المنية ولم يكمل بعضا من المشاريع -رحمه الله- رحمه واسعة .
هكذا كان منضبطا بوقته حريصا على الاستفادة منه صابرا محتسبا في تنقيح السنة وغربلتها ،
وكان منضبطا بما يقول ويَعِدُ، فمرة جاءني بعض الجزائريين وقد سمعوا أن الشيخ موجود في جدة ؛
فطلبوا مني أن أذهب معهم وأرافقهم إلى الشيخ ففعلت ، فلما وصلنا وجدنا أن الدرس قد انقضى
وأن الحضور قد انصرفوا ؛ فطلبنا من صهره أن ندخل على الشيخ نقدم له بعض الأسئلة فقال :
قد انتهى الوقت والشيخ يريد أن يرتاح قليلا ، فألح عليه الإخوة ، وقالوا لي كيف نأتي من الجزائر
ولا نرى الشيخ الألباني وهو موجود ، وإذا فاتت هذه الفرصة لا نستطيع أن نقابله ، هذا صعب علينا ،
وللعلم فإن أهل السنة في الجزائر يحبون الشيخ الألباني حبا شديدا وهذه شهادة لله ..
وعلى إصرار الإخوة طلبت من صهر الشيخ صاحب البيت مرة أخرى وقلت له هؤلاء جاءوا من الجزائر
وأمنيتهم أن يلتقوا بالشيخ ويقابلوه ، فإذا كان الشيخ لا يسمح بالجواب على أسئلتهم فنريد منك
أن تعرض عليه أن يسمح لنا بالسلام عليه فقط ، فاستأذن منه للسلام فأذن لنا ، فدخلنا عليه وبعد
التسليم والسلام قال أحدهم وكله حرارة جزائرية وحماس فياض ؛ يا شيخ عندي سؤال واحد :
فقال الشيخ ولا نصف سؤال جئتم مسلمين ولم تأتوا سائلين انصرفوا راشدين ..فسلمنا عليه
وانصرفنا نرجوا الرشد من الله تعالى .وكتب : محب العلم والانصاف .....على طريقة صالح الأسلاف .
كتبه
أبو بكر يوسف لعويسي .
شبكة الورقات السّلفية بارك الله في القائمين عليها
والله الموفّق
....
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
«الورقات - الجزائر»: الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى آله وصحبه وسلم .
أحببت أن أتحفكم إخواني وأبنائي بهاتين القصتين التي يتبين فيهما قيمة الوقت والعلم والانضباط عند
الشيخ الألباني ؛حتى يعرف خصوم الشيخ العلامة الألباني أنه فريد زمانه ، وأوحد دهره وهذه
أعماله شاهدة عليه ، ويعرفون قيمة الوقت والعلم عند الألباني ، وكيف أوقف حياته لتنقيح السنة والدفاع
عنها وأهلها، وهو تذكير أيضا لي ولأخواني طلاب العلم أن لا يضيعوا أوقاتهم فيما لا يعود عليهم بالنفع ،
وأن يحرصوا على الاستفادة من أوقاتهم، فالوقت هو الحياة ، إن ضاع ، ضاع منك جزء من حياتك ،
والوقت أغلى من الذهب إن لم تحافظ عليه ذهب ، الشاعر:
أليس من الخسران أن لياليا *** تمر بلا نفع وتحسب من عمري
فإذا أردت أن تعلم قيمة حياتك فانظر ما حصلت من العلم لأنه بهذا الوقت حفظت العلوم، وجمعت السنة،
وحررت المسائل ، وأنه ما من عالم رفع شأنه؛ إلا واستغلال الوقت كان مركبه، وما من طالب علم رفع ذكره؛
إلا واستغلال الوقت كان همه.
وأن تعلم أن الناس صنفان: علماء وعامه، قال تعالى: {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}،
والذي ميز العلماء عن العامة هو استغلال العلماء لأوقاتهم وشحذ هممهم في العلم. فإن كنت مضيعاَ
لأوقاتك فقد شاركت طلاب العلم في هيئتك ولباسك وفارقتهم في استغلالك لأوقاتك، وشاركت العوام
الهوام رعاع الناس في
تضييع حياتك ، فاقرأ في سير أصحاب الهمم العالية من السلف الماضين تقف على حقيقة ما أنت عليه
وتعرف الفرق بيننا وبينهم
وقد أدرك شيخنا الألباني ذلك ، كما أدركه علماء الحديث قبله ، فقد عرف واشتهر بجده
واجتهاده - رحمه الله - في تحصيل ما نذر نفسه لتحصيله من هذا العلم الشريف، وإنفاق أيام العمر وسِنِيِّه
في ذلك، بحيث عرف بكثرة الطلب والقراءة في المكتبة الظاهرية وحيث ما حل وارتحل ...
وما قصة الورقة الضائعة إلا نموذجا لحرصه وصبره ومثابرته وإنفاق عمره في ذلك - رحمه الله -.
على طريقة أصحاب الهمم العالية مثل أبي هريرة وابن عمر وأنس بن مالك وابن عباس وغيرهم من الصحابة
وابن الميسب والزهري وسفيان الثوري ، ومالك وشعبة والشافعي والبخاري ، ومسلم وأحمد بن حنبل
وابن عبد البر والنووي وابن الصلاح وابن حجر وغيرهم ...
وهذا ابن الجوزي- رحمه الله - كان حريصا على أن لا يضيع شيئا من وقته حتى أنه يكلف الضيوف
ببري الأقلام ، وتقطيع الكاغد (الورق).
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية كان شديد الحب للعلم فكان حريصا على الاستفادة من وقته فلا تراه
وأنت تقرأ عنه إلا متعلما أو معلما أو مناظرا ومحاورا أو كاتبا وللمسائل محررا ، وكذلك تلامذته رحمهم الله .
وهذا الحافظ العراقي عمل جاهداً على توظيف الوقت بما يخدم السنة العزيزة ، بحثاً منه أو مباحثة مع
غيره فكانت (( غالب أوقاته في تصنيف أو إسماع ))وذلك إدراكا لأهمية الوقت في حياة طالب العلم ،
كما يقول السخاوي عنه في) الضوء اللامع( 4 / 175).
طلبت من الشيخ الألباني -رحمه الله - في إحدى جلساتي معه بمكة أن أرحل إليه إلى عمان وأن
ألتزمه وأصاحبه للأخذ عنه ، فاعتذر لي قائلا الذي يمكنني أن أعطيك من وقتي في آخر حياتي هو أن
أخصك بخمس دقائق بين كل آذان وإقامة للصلوات ،
فقلت يا شيخ هذا لا يكفي حتى لسؤال وجواب ، قال هو ذاك ...
أي حرص هذا ؟؟ يخاف أن يضيع منه الوقت فيفوته مشروعه الضخم (( السلسلتين الصحيحتين ))
وغيرهما من الأعمال التي ابتدأها ويريد إكمالها ، ومع ذلك باغتته المنية ولم يكمل بعضا من المشاريع -رحمه الله- رحمه واسعة .
هكذا كان منضبطا بوقته حريصا على الاستفادة منه صابرا محتسبا في تنقيح السنة وغربلتها ،
وكان منضبطا بما يقول ويَعِدُ، فمرة جاءني بعض الجزائريين وقد سمعوا أن الشيخ موجود في جدة ؛
فطلبوا مني أن أذهب معهم وأرافقهم إلى الشيخ ففعلت ، فلما وصلنا وجدنا أن الدرس قد انقضى
وأن الحضور قد انصرفوا ؛ فطلبنا من صهره أن ندخل على الشيخ نقدم له بعض الأسئلة فقال :
قد انتهى الوقت والشيخ يريد أن يرتاح قليلا ، فألح عليه الإخوة ، وقالوا لي كيف نأتي من الجزائر
ولا نرى الشيخ الألباني وهو موجود ، وإذا فاتت هذه الفرصة لا نستطيع أن نقابله ، هذا صعب علينا ،
وللعلم فإن أهل السنة في الجزائر يحبون الشيخ الألباني حبا شديدا وهذه شهادة لله ..
وعلى إصرار الإخوة طلبت من صهر الشيخ صاحب البيت مرة أخرى وقلت له هؤلاء جاءوا من الجزائر
وأمنيتهم أن يلتقوا بالشيخ ويقابلوه ، فإذا كان الشيخ لا يسمح بالجواب على أسئلتهم فنريد منك
أن تعرض عليه أن يسمح لنا بالسلام عليه فقط ، فاستأذن منه للسلام فأذن لنا ، فدخلنا عليه وبعد
التسليم والسلام قال أحدهم وكله حرارة جزائرية وحماس فياض ؛ يا شيخ عندي سؤال واحد :
فقال الشيخ ولا نصف سؤال جئتم مسلمين ولم تأتوا سائلين انصرفوا راشدين ..فسلمنا عليه
وانصرفنا نرجوا الرشد من الله تعالى .وكتب : محب العلم والانصاف .....على طريقة صالح الأسلاف .
كتبه
أبو بكر يوسف لعويسي .
شبكة الورقات السّلفية بارك الله في القائمين عليها
والله الموفّق
....