تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل الا مة العربية أضاعت دينها


كشيدة جلالي
2012-12-07, 10:37
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين
أما بعد
فإن الناظر في واقع المسلمين اليوم ليدرك حق الإدراك أنه لا يبشر بخير ؛ ذلك أن الخلاف والاختلاف والفرقة والنزاع والشقاق هو الذي يتصدر هذا الواقع ولا يخفى على كل ذي لب نتائج هذه الأمور كلها من التباغض والشحناء والعداوة والكراهية والتدابر وقد يصل في بعض الأحيان إلى الاقتتال والتناحر ، ولا شك أن سبب هذه الأمور هو الجهل أولا ثم الظلم ؛ فالجاهل يحمله جهله على الإعجاب برأيه والاعتداد به ولا يرى لغيره فضل عليه وإن كان أعلم منه بل ولا يبصر جهله ، مما يجعله لا يعرف قدر نفسه وبالتالي لا يعرف أين يضع نفسه وفي أي منزلة ينزلها ، وأما الظالم فلا يعرف إلا البغي والعدوان والتعدي على الخلق حسدا وبغيا وظلما وعدوانا وكبرا وتيها لا يهنأ لرؤية إصلاح،، ويحمله ظلمه على التعدي على المصلحين ومحاولة تخريب ما يبنونه وما يدعون إليه من الخير والإصلاح ، وقد تضمن الله عز وجل في كتابه العزيز ما يحسم مادة الخلاف والاختلاف ويجتث جذورها وما يزرع مادة الحب والتآلف والخير والعلم والإصلاح والحث على أسبابها ولهذا يقول الله تعالى : {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله :"فلم يبق عدل ولا إحسان ولا صلة إلا أمر به في الآية الكريمة ولا فحشاء ومنكر متعلق بحقوق الله ، ولا بغي على الخلق ودمائهم ، وأموالهم وأعراضهم إلا نهى عنه ، ووعظ عباده أن يتذكروا هذه الأوامر وحسنها ونفعها فيمتثلوها ، ويتذكروا مافي النواهي من الشر والضرر فيجتنبوها ، وقال تعالى : { قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ{ فقد جمعت هذه الآية أصول المأمورات ، ونبهت على حسنها كما جمعت الآية التي بعدها أصول المحرمات ونبهت على قبحها ، وهي قوله تعالى : :{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ}...
ثم قال بعدها:
انظر إلى ما في هذه الآيات من الأوامر التي بلغت من حسنها وعموم خيرها ، ومصالحها الظاهرة والباطنة نهاية الحسن ، والعدل ، والرحمة، وما فيها من المنهيات التي ضررها عظيم ، وجرمها كبير ومفاسده لا تعد ولا تحصى ، وهي من أعظم معجزات القرآن ، والرسول صلى الله عليه وسلم" انتهى(القواعد والأصول الجامعةص(20-21)).
فهل أضاعت أمة العرب دينها أم أضاعت كتاب ربها وسنة نبيها وما لنا نرى هذا الخلاف والاختلاف ظاهرا وما لنا نرى بذور الفرقة والفتنة تغرس في الأمة غرسا ولا نرى من يستنكر ذلك أو يحذر منه ألا يكفينا كتاب الله قائدا لنا ومرشدا ودليلا وهاديا وأين سنة المصطفى العدناي من حياتنا وقد قال عليه الصلاة السلام: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " (" الصحيحة " ( رقم 45 ))
وهل مثلنا اليوم هو كما قال الشاعر :
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ .. والماء فوق ظهورها محمولُ . .!!
فهل تدرك العيس أو تبلغ ما يأمله منها أهل المراكب ، من بلوغ الغايات والمطالب أم سينقطع بها الطريق في الفيافي والقفار فتحط هي وراكبوها
.... لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم
الله المستعان وعليه التكلان

choayb1987
2012-12-07, 23:54
اضاعت الدين والدنيا