تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : العولمة ... الفرصة التي لم يغتنمها المسلمون


الصديق عثمان
2009-03-26, 21:25
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كثيرا ما أسمع الحديث عن العولمة وسلبياتها ، وكان آخر ما قرأته مقال للدكتور فيصل القاسم بعنوان< باي باي عولمة >،تطرق من خلاله إلى سلبيات العولمة واصفا إياها بأنها سلاح أمريكي للهيمنة على الشعوب وتدفق غير عادل ، وأعطى الدكتور أمثلة على ذلك في مجال الإعلام (منع قناة المنار من قمر هوت بيرد ) ومثالا آخر في مجال الاقتصاد والاستثمار (منع شركة إماراتية من الاستثمار في أمريكا ) والنتيجة حسب كلامه أن انتهت مدة صلاحية العولمة بعد ما حل بأمريكا نتيجة الأزمة الاقتصادية ، كلامه شدني كثيرا إلى طرح تساؤلات عدة :
وأولها : ألم تكن العولمة فرصة للمسلمين لتبليغ مشروعهم الذي لا يضاهيه مشروع واعتبار العولمة سلاحا لنا –وإن صنعه غيرنا- يمكنننا من خلاله تحقيق فتوحات دون قتال ، في البداية بدأت أستحضر نظرة الإسلام إلى حقوق الإنسان ، والحرية السياسية وحرية التعبير ، باعتبار ذلك هو السلعة الأكثر رواجا ، وتسويقا لنا – تحت عدة مسميات- وبمغزى واحد هو إسقاط حكومات تكن العداء لأمريكا ، فوجدت أن الإسلام كان سباقا لإعلان حرية تولي المناصب القيادية ، ومنحها لأبسط الناس إذا كان يحمل صفات القائد السياسي القادر على إدارة شؤون الأمة ، حيث أن اجتماع سقيفة بني ساعدة لاختيار أول خليفة كان غريبا وسط ما يدور في العالم يومئذ من توارث السلطة أو السطو عليها بالسيف ، هذا النوع من التوارث الذي حاربه الإسلام بقوة رجاله وحرصهم على المصلحة العامة للمجتمع ،فمما أثر عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن المغيرة بن شعبة زين له يوما أن يستخلف ابنه عبد الله على المسلمين من بعده فأبى ذلك قائلا : لا أرب لنا في أموركم ، وما حمدتها فأرغب فيها لأحد من بيتي ،إن كان خيرا فقد أصبنا منه وإن كان شرا فبحسب آل عمر أن يحاسب منهم رجل واحد > ...كما أثر عن عمر بن عبد العزيز –رضي الله عنه- عندما آل إليه ملك بني أمية بالوراثة أنه دعا الناس إلى المسجد ،وقال قوله المأثور :<أيها الناس ...إني قد ابتليت بهذا الأمر –أي وراثة الحكم – عن غير رأي مني فيه ولا طلبة له ،ولا مشورة من المسلمين ،وإني قد خلعت ما في أعناقكم من بيعتي ،فاختاروا لأنفسكم >وقد تصايح الناس في المسجد هاتفين به أميرا للمؤمنين عن رضا واختيار .ومثلما كان الإسلام سباقا لإعلان الحرية في نيل المناصب القيادية كان له السبق كذلك في إقرار حرية المعارضة والنقد وعلى هذا النحو روي عن الإمام علي –رضي الله عنه- أنه لما بعث عبد الله بن عباس – رضي الله عنه- إلى الخوارج ليناظرهم ،رجع منهم أربعة ألاف وأصر أربعة آلاف أخر عدم الرجوع ،فأرسل إليهم يقول : كونوا كما شئتم وبيننا وبينكم أن لا تسفكوا دما ولا تقطعوا سبيلا ولا تظلموا أحدا فإن فعلتم نبذت إليكم الحرب > وقال لهم مرة أخرى :< لا نبدأ بقتال ما لم تحدثوا فسادا >.لقد رغب الإمام الكبير في أن يدع هؤلاء الناس ورأيهم مهما ساء على أن لا يحدثوا على الدولة شغبا .
الكلام عن الحريات في الإسلام يطول ولا يتسع المقام للإلمام به ومن كان مهتما فليطالع كتاب : حقوق الإنسان بين تعاليم الاسلام وإعلان الأمم المتحدة للشيخ محمد الغزالي –رحمه الله- ولم يترك جانبا من الحريات إلا والإسلام يسمو فوق كل الشرائع المزيفة ، والقوانين الوضعية التي تسير الغرب ويريدون تسويقها لنا – وقد نجحوا في ذلك إلى حد بعيد- مخفين حقيقة شرائعهم التي لا تعطي الإنسان حتى حق الحياة –إن لم يكن منهم- ومن يقرأ عن الهالاخاه – وهي النظام القانوني لليهودية- يدرك جيدا مدى التمييز العنصري بين اليهود والأغيار –غير اليهود- .
يتساءل العاقل ألم يكن دستورنا هذا – الذي أعطى كل شيء حقه ، قادرا على منافسة بقية الدساتير المزيفة والقوانين العاطلة المتناقضة لما حطمت العولمة كل الحدود وجعلت العالم سوقا مفتوحة لكل شيء قابل للتبادل من ثقافات وقوانين وشرائع إلى جانب السلع والخدمات والثروات ؟ .... ولماذا نلوم العولمة ونتخذها عدوا وهي فرصة منحت لنا ....... لكن للأسف لم نكن قادرين على طرح مشروع الإسلام للمنافسة مادام مجرد نظريات لم تخضع لتجارب على الواقع الحالي ، فكيف نروج للحرية السياسية وحكامنا لا يبارحون كرسيهم حتى يدركهم الموت فيورثون كرسيهم مثلما يورثون أموالهم .
هكذا أدركتنا العولمة فدع الغرب يتكلمون عن حقوق الإنسان والحريات ويستبيحون أراضينا ويشنقون زعماءنا لينشروا الديمقراطية الكاذبة ............ فهل نلوم العولمة أم من نلوم ؟
العولمة أنعمت علينا بالإعلام والأقمار الاصطناعية والانترنت فأنشأنا قنوات للرقص وأخرى للغناء وأخرى للأفلام وأخرى للرقص والغناء و..... ونادرا ما تجد قناة تلفزيونية هادفة بناءة تبلغ ماجاء به هذا المنهاج الطاهر ... ثم نعيب على العولمة وندعي عليها التضييق بأمثلة هامشية كمنع قناة المنار اللبنانية التي لا تمثل المنهج السوي ............ فهل نلوم العولمة أم من نلوم ؟

أنتظر آراءكم وتقييمكم ......... أخوكم الصديق

صالح القسنطيني
2009-03-26, 21:47
عليك السلام و رحمة الله و بركاته و بعد:

بداية مقالك - أستاذنا - حشدتها بالكثير من العبارات الساسية و تفننت في ذكرها تفننا يظهر لنا جليا طول باعك و علو كعبك في هذا المجال.

و أما عن الموضوع فقد عهدتك - استاذنا - صاحب المواضيع المتميزة التي تنطوي على عدة مواضيع مستقلة.

1- العولة. و آثارها و طرق الاسفادة منها
2- حقوق الإنسان بين ما جاء به ديننا و بين ما زبره و سطره البشر - القوانين الوضعية -
3- شرع الله و القوانين الوضعية.
4- طرق الوصول إلى الحكم.

و لي بعض الانتقادات على موضوعك أخي الصديق لا يسعني الوقت لذكرها، لذلك فلي عودة للموضوع مناقشا موافقا ناقذا - إن شاء الله -

تقبل تحاياتي يا أيها الصديق الصديق.

le fugitif
2009-03-26, 22:07
كلامك منطقي ويمس صميم المشكل ولكن سيدي عندما نكون مسلمين حقيقيين غير مزيفين نجسد الاسلام على الارض ساعتها ننشر رساله السلام والامن ونحقق الطمانينة لدى شعوب الارض شكرا لك


http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/17.gif

الصديق عثمان
2009-03-27, 00:16
عليك السلام و رحمة الله و بركاته و بعد:

بداية مقالك - أستاذنا - حشدتها بالكثير من العبارات الساسية و تفننت في ذكرها تفننا يظهر لنا جليا طول باعك و علو كعبك في هذا المجال.

و أما عن الموضوع فقد عهدتك - استاذنا - صاحب المواضيع المتميزة التي تنطوي على عدة مواضيع مستقلة.

1- العولة. و آثارها و طرق الاسفادة منها
2- حقوق الإنسان بين ما جاء به ديننا و بين ما زبره و سطره البشر - القوانين الوضعية -
3- شرع الله و القوانين الوضعية.
4- طرق الوصول إلى الحكم.

و لي بعض الانتقادات على موضوعك أخي الصديق لا يسعني الوقت لذكرها، لذلك فلي عودة للموضوع مناقشا موافقا ناقذا - إن شاء الله -

تقبل تحاياتي يا أيها الصديق الصديق.

بارك الله فيك أخي صالح على التعقيب والكلام الطيب
ومرحبا بك في كل وقت معقبا وناقدا فوجودك بأي صفة محمود ، ومافائدة موضوع يطرحه طويلب علم مثلي إذا كان لا يقيم من أمثالكم ............. بارك الله فيك

عادل22
2009-03-27, 00:18
سيدي الكريم نشكرك جزيل الشكر على موضوعك المتميز جزاك الله كل خير

الصديق عثمان
2009-03-27, 00:19
كلامك منطقي ويمس صميم المشكل ولكن سيدي عندما نكون مسلمين حقيقيين غير مزيفين نجسد الاسلام على الارض ساعتها ننشر رساله السلام والامن ونحقق الطمانينة لدى شعوب الارض شكرا لك


http://www.moveed.com/data/thumbnails/30/17.gif

بارك الله فيك أخي على التعقيب .... وما قلته أنت بالافصاح قلت أشرت إليه بالتلميح

لكن للأسف لم نكن قادرين على طرح مشروع الإسلام للمنافسة مادام مجرد نظريات لم تخضع لتجارب على الواقع الحالي ،

الصديق عثمان
2009-03-27, 00:20
سيدي الكريم نشكرك جزيل الشكر على موضوعك المتميز جزاك الله كل خير

بارك الله فيك أخي عادل على المرور الطيب

صالح القسنطيني
2009-03-27, 11:42
السلام عليك و رحمة الله و بركاته و بعد:

هذا بعض ما خطر على البال بعد قراءة المقال

لا يخف عليك أستاذنا ان حقيقة العولمة هي الإحاطة و الشمول و الانتشار اللامحدود و التداخل الواضح في الأمور السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية. و هي خاضعة ((لقانون الغابة))... و قانون ((الأثر الأبلغ للمؤثر الأقوى)) و قانون (( الإسفنجة))

و في الجملة فالعولمة لها مجالات عديدة و أشهرها:

1- الأقتصاد.
2- السياسة و فروعها.
3- المجتمع و الثقافة.

و مناقشة كل مجال من هذه الثلاثة يحتاج إلى جلسات قد تطول.

و أما قولك أستاذنا (( ألم تكن العولمة فرصة للمسلمين لتبليغ مشروعهم الذي لا يضاهيه مشروع واعتبار العولمة سلاحا لنا –وإن صنعه غيرنا- يمكنننا من خلاله تحقيق فتوحات دون قتال)) هذه المقولة لي عليها بعض الملاحظات و منها:

1- قناعتك بأن العولمة صنعه غيرنا، و هذا خطأ ظاهر لأن العولمة ((بمعناها الحقيقي عرفه المسلمون و العرب قبل الغرب)) و لكن العولمة ((كمصطلح حادث عصري)) أظهره و أشهره الغرب ثم صدر للعرب فظنوا لجهلهم أن الفكرة حادثة حداثة المصطلح.

2- العولمة لم تكن فرصة للملسلمين فيما قلت و (( بواقع المسلمين المعاصر )) ذلك لقناعة الملسمين و العرب بأن العولمة ((سلاح غربي أمريكي)) و هم المصدرون لذلك الفكر و السلاح و نحن كعرب ((نستقبل و فقط)) = قانون الإسفنجة (( و الإسنجنة قد تشرب ماء زلالا و قد تشرب سما قاتلا، و قد تشرب ماء عكرا))

قولك: (( في البداية بدأت أستحضر نظرة الإسلام إلى حقوق الإنسان ، والحرية السياسية وحرية التعبير ، باعتبار ذلك هو السلعة الأكثر رواجا ، وتسويقا لنا – تحت عدة مسميات- وبمغزى واحد هو إسقاط حكومات تكن العداء لأمريكا))

صدقا - أستاذنا- هذه الكلام عجيب كيف نعيب العولمة الأمريكية الغربية، و ما أرادت تسويقه لنا من أمور السياسة و على راسها ((الديموقراطية و تساوي الأصوات و حرية التعبير)) و كل هذا يرفضه ديننا و و سأذكر كل ذلك مختصرا:
1- زعمهم أن الديموقراطية هي حكم الشعب بالشعب، إعراضا عن حكم رب الأرض و السموات فاين هذا من ديننا.
2- زعمهم أن أصوات جميع الشعب متساوية و هذا باطل ساقط في ديننا و ذلك أن تعيين ولي الأمر راجع (( لأهل الحل و العقد و هم خاصمة المؤمنين من العلماء)) فبإي عقل و باي دين و باي منطق نساوي بين صوت عالم و صوت مغنية فاجرة في تعيين ولي الأمر.

قولك (( فوجدت أن الإسلام كان سباقا لإعلان حرية تولي المناصب القيادية ، ومنحها لأبسط الناس إذا كان يحمل صفات القائد السياسي القادر على إدارة شؤون الأمة))

يجب أن يبنى هذا الكلام على ركيزة سبق لي ذكرها:
1- ((تعيين اصحاب المناصب و ولي الأمر)) راجع ((لأهل الحل و العقد حصرا و قصرا)) و ليس لعموم الشعب و فيهم الهمج الرعاء.

قولك ::( حيث أن اجتماع سقيفة بني ساعدة لاختيار أول خليفة كان غريبا وسط ما يدور في العالم يومئذ من توارث السلطة أو السطو عليها بالسيف)) هذا دليل واضح جلي على ما قلت لك و ذلك أن الذين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة هم خاصة خاصة الصحابة و هم ((العشرة المبشرين بالجنة)) و مع ا،أن جميع الصحابة أخيار إلا أن تعيين ولي المر قصر على ((خاصتهم))

قولك ((هذا النوع من التوارث الذي حاربه الإسلام بقوة رجاله وحرصهم على المصلحة العامة للمجتمع )) هذا الكلام ظاهره الخطأ و ذلك أن علماؤنا ذكروا طريقتين شرعيتين لتعيين ولي ألأمر هما:

1- الشورى بين أهل الحل و العقد... كما كان في سقيفة بني ساعدة.
2- الوصية كما اوصى أبو بكر بالخلافة لأعمر بن الخطاب رضي الله عنه، و لم يعترض أحد من الصحابة في إنفاذ وصية ابي بكر.

ثم إذا ابتلينا بطرق غير شرعية و صارت الغلبة للحاكم فقد أجمعوا على وجوب السمع له و ترك الخروج عليه بالسيف و ذلك في:
1- الانخابات الغير شرعية.
2- الانقلابات و الوصول للحكم بالسف و القوة و الغلبة.

قولك ((ومثلما كان الإسلام سباقا لإعلان الحرية في نيل المناصب القيادية كان له السبق كذلك في إقرار حرية المعارضة والنقد)) أبدا ابدا افسلام حرم الخروج على ولاة الأمور و حارب ذلك و الأدلة في هذا الباب أكثر من أن تحصر، و أشهر من نار على علم، و أما أمير المؤمنين عليا بن أبي طالب فقد حارب الخوارج و قاتلهم بالسيف و السنان و ((الفتنة بين علي و معاوية و الخوارج)) مشهورة منثورة في كتب التاريخ. ففي هذا الأثر الذي ذكرته نظر كبير..............

قولك ((يتساءل العاقل ألم يكن دستورنا هذا – الذي أعطى كل شيء حقه ، قادرا على منافسة بقية الدساتير المزيفة والقوانين العاطلة المتناقضة لما حطمت العولمة كل الحدود وجعلت العالم سوقا مفتوحة لكل شيء قابل للتبادل من ثقافات وقوانين وشرائع إلى جانب السلع والخدمات والثروات ؟ ))

الجواب و باختصار شديد قناعة العرب بأن العولمة إنتاج غربي أمريكي، و ما هم إلا ((مستقلبون و فقط))، ثم ابتلينا ببلية أشد و هي أن جميع الوسائل التي بها تصدر ((العولمة)) كانت بيد أعدائنا..


((فالعولمة سلاح ذو حدين)) و السلاح بيد ((ضاربه مع قبول المحل)) فلو أعطيت سيف علي لطفل صغير لما فعل به شيئا بل قد يهلك نفسه لأن يده لا طاقة لها على حمل السيف فكيف القتال به، ثم لو مسك اقوى رجل ((الصقيل المهند)) و ضرب به صخرا أصم لما اثر فيه بل قد ينكسر السيف

((فالعولمة سلاح ذو حدين، و السلاح بيد ضاربه مع قبول المحل))

و أما ما ذكرته من الآثار فلا ادري صحتها، و العهدة على الناقل.


ثم بعد: بارك الله فيك أخي الصديق و جزاك الله خيرا.............

الصديق عثمان
2009-03-28, 12:46
السلام عليك و رحمة الله و بركاته و بعد:

هذا بعض ما خطر على البال بعد قراءة المقال

لا يخف عليك أستاذنا ان حقيقة العولمة هي الإحاطة و الشمول و الانتشار اللامحدود و التداخل الواضح في الأمور السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية. و هي خاضعة ((لقانون الغابة))... و قانون ((الأثر الأبلغ للمؤثر الأقوى)) و قانون (( الإسفنجة))

و في الجملة فالعولمة لها مجالات عديدة و أشهرها:

1- الأقتصاد.
2- السياسة و فروعها.
3- المجتمع و الثقافة.

و مناقشة كل مجال من هذه الثلاثة يحتاج إلى جلسات قد تطول.

و أما قولك أستاذنا (( ألم تكن العولمة فرصة للمسلمين لتبليغ مشروعهم الذي لا يضاهيه مشروع واعتبار العولمة سلاحا لنا –وإن صنعه غيرنا- يمكنننا من خلاله تحقيق فتوحات دون قتال)) هذه المقولة لي عليها بعض الملاحظات و منها:

1- قناعتك بأن العولمة صنعه غيرنا، و هذا خطأ ظاهر لأن العولمة ((بمعناها الحقيقي عرفه المسلمون و العرب قبل الغرب)) و لكن العولمة ((كمصطلح حادث عصري)) أظهره و أشهره الغرب ثم صدر للعرب فظنوا لجهلهم أن الفكرة حادثة حداثة المصطلح.

2- العولمة لم تكن فرصة للملسلمين فيما قلت و (( بواقع المسلمين المعاصر )) ذلك لقناعة الملسمين و العرب بأن العولمة ((سلاح غربي أمريكي)) و هم المصدرون لذلك الفكر و السلاح و نحن كعرب ((نستقبل و فقط)) = قانون الإسفنجة (( و الإسنجنة قد تشرب ماء زلالا و قد تشرب سما قاتلا، و قد تشرب ماء عكرا))

قولك: (( في البداية بدأت أستحضر نظرة الإسلام إلى حقوق الإنسان ، والحرية السياسية وحرية التعبير ، باعتبار ذلك هو السلعة الأكثر رواجا ، وتسويقا لنا – تحت عدة مسميات- وبمغزى واحد هو إسقاط حكومات تكن العداء لأمريكا))

صدقا - أستاذنا- هذه الكلام عجيب كيف نعيب العولمة الأمريكية الغربية، و ما أرادت تسويقه لنا من أمور السياسة و على راسها ((الديموقراطية و تساوي الأصوات و حرية التعبير)) و كل هذا يرفضه ديننا و و سأذكر كل ذلك مختصرا:
1- زعمهم أن الديموقراطية هي حكم الشعب بالشعب، إعراضا عن حكم رب الأرض و السموات فاين هذا من ديننا.
2- زعمهم أن أصوات جميع الشعب متساوية و هذا باطل ساقط في ديننا و ذلك أن تعيين ولي الأمر راجع (( لأهل الحل و العقد و هم خاصمة المؤمنين من العلماء)) فبإي عقل و باي دين و باي منطق نساوي بين صوت عالم و صوت مغنية فاجرة في تعيين ولي الأمر.

قولك (( فوجدت أن الإسلام كان سباقا لإعلان حرية تولي المناصب القيادية ، ومنحها لأبسط الناس إذا كان يحمل صفات القائد السياسي القادر على إدارة شؤون الأمة))

يجب أن يبنى هذا الكلام على ركيزة سبق لي ذكرها:
1- ((تعيين اصحاب المناصب و ولي الأمر)) راجع ((لأهل الحل و العقد حصرا و قصرا)) و ليس لعموم الشعب و فيهم الهمج الرعاء.

قولك ::( حيث أن اجتماع سقيفة بني ساعدة لاختيار أول خليفة كان غريبا وسط ما يدور في العالم يومئذ من توارث السلطة أو السطو عليها بالسيف)) هذا دليل واضح جلي على ما قلت لك و ذلك أن الذين اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة هم خاصة خاصة الصحابة و هم ((العشرة المبشرين بالجنة)) و مع ا،أن جميع الصحابة أخيار إلا أن تعيين ولي المر قصر على ((خاصتهم))

قولك ((هذا النوع من التوارث الذي حاربه الإسلام بقوة رجاله وحرصهم على المصلحة العامة للمجتمع )) هذا الكلام ظاهره الخطأ و ذلك أن علماؤنا ذكروا طريقتين شرعيتين لتعيين ولي ألأمر هما:

1- الشورى بين أهل الحل و العقد... كما كان في سقيفة بني ساعدة.
2- الوصية كما اوصى أبو بكر بالخلافة لأعمر بن الخطاب رضي الله عنه، و لم يعترض أحد من الصحابة في إنفاذ وصية ابي بكر.

ثم إذا ابتلينا بطرق غير شرعية و صارت الغلبة للحاكم فقد أجمعوا على وجوب السمع له و ترك الخروج عليه بالسيف و ذلك في:
1- الانخابات الغير شرعية.
2- الانقلابات و الوصول للحكم بالسف و القوة و الغلبة.

قولك ((ومثلما كان الإسلام سباقا لإعلان الحرية في نيل المناصب القيادية كان له السبق كذلك في إقرار حرية المعارضة والنقد)) أبدا ابدا افسلام حرم الخروج على ولاة الأمور و حارب ذلك و الأدلة في هذا الباب أكثر من أن تحصر، و أشهر من نار على علم، و أما أمير المؤمنين عليا بن أبي طالب فقد حارب الخوارج و قاتلهم بالسيف و السنان و ((الفتنة بين علي و معاوية و الخوارج)) مشهورة منثورة في كتب التاريخ. ففي هذا الأثر الذي ذكرته نظر كبير..............

قولك ((يتساءل العاقل ألم يكن دستورنا هذا – الذي أعطى كل شيء حقه ، قادرا على منافسة بقية الدساتير المزيفة والقوانين العاطلة المتناقضة لما حطمت العولمة كل الحدود وجعلت العالم سوقا مفتوحة لكل شيء قابل للتبادل من ثقافات وقوانين وشرائع إلى جانب السلع والخدمات والثروات ؟ ))

الجواب و باختصار شديد قناعة العرب بأن العولمة إنتاج غربي أمريكي، و ما هم إلا ((مستقلبون و فقط))، ثم ابتلينا ببلية أشد و هي أن جميع الوسائل التي بها تصدر ((العولمة)) كانت بيد أعدائنا..


((فالعولمة سلاح ذو حدين)) و السلاح بيد ((ضاربه مع قبول المحل)) فلو أعطيت سيف علي لطفل صغير لما فعل به شيئا بل قد يهلك نفسه لأن يده لا طاقة لها على حمل السيف فكيف القتال به، ثم لو مسك اقوى رجل ((الصقيل المهند)) و ضرب به صخرا أصم لما اثر فيه بل قد ينكسر السيف

((فالعولمة سلاح ذو حدين، و السلاح بيد ضاربه مع قبول المحل))

و أما ما ذكرته من الآثار فلا ادري صحتها، و العهدة على الناقل.


ثم بعد: بارك الله فيك أخي الصديق و جزاك الله خيرا.............


شكرا لك أخي صالح على هذا التعقيب والاثراء والانتقاد الذي ليس سوى عدم تفاهم حول المصطلحات والمسميات ، فما قصدته بالعولمة ليست العالمية التي جاء بها الاسلام داعيا إليها < وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين > والتي تعني الدولة التي لا حدود لها ولا اختلاف في شرائع وقوانين ولاياتها إنما قصدت بها العولمة التي جاء بها الغرب ليمحو الحدود التي تعيقه في التحكم فينا ......... لذلك قلت أنها صنع غربي ولو نسبتها بماتحمله من زيف إلى الاسلام لافتريت على الاسلام .
- أما أن الاسلام يعطي حق المعارضة والنقد فهذا وارد في عدة محطات من تاريخ الخلافة الاسلامية ، وما قاله الامام علي - رضي الله عنه - للخوارج فهو في بداية الفتنة واشترط على الخوارج أن لا يفسدوا ، لكنهم أفسدوا وخرقوا بذلك الشرط الأساسي في حرية التعبير ما دفع بأمير المؤمنين - علي - رضي الله عنه إلى مقاتلتهم ، وقد روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه لما تولى الخلافة قام فخطب الناس قائلا <أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم ، فإن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني .....>.... البداية والنهاية الجزء الخامس
وهذا الكلام يحمل دلالتين وقد ذكرتهما فالأولى أن شروط الترشح هي الصفات القيادية وليست النسب والجاه ، فقد كان أبو بكر من أوسطهم ، لكنه كان أحق بخلافتهم ...، ويروى عن أبي ذر - رضي الله عنه - أنه قال : قف يارسول الله ....ألا تستعملني - أي توليني عملا - قال : فضرب بيده على منكبي وقال : يا أبا ذر إنك ضعيف ، وإنها أمانة ، وإنها خزي وندامة ، إلا من أخذها بحقها وأدى الذ عليه فيها >

لكن قولك : بأن اختيار الشخص المناسب يتم عن طريق حكماء البلاد وعلمائها ، فأنا في هذا أوافقك فمثلما قلت : لا يستوي صوت عالم بصوت فاجرة مغنية .. كما أن عوام الناس يخدعون بلين الكلام .
بارك الله فيك أخي صالح مرة أخرى وأعتذر عن الاطالة في الرد فردك يستحق أكثر من قراءة .

الصديق عثمان
2009-03-28, 12:51
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

.... ولماذا نلوم العولمة ونتخذها عدوا وهي فرصة منحت لنا ....... لكن للأسف لم نكن قادرين على طرح مشروع الإسلام للمنافسة مادام مجرد نظريات لم تخضع لتجارب على الواقع الحالي ، فكيف نروج للحرية السياسية وحكامنا لا يبارحون كرسيهم حتى يدركهم الموت فيورثون كرسيهم مثلما يورثون أموالهم .
هكذا أدركتنا العولمة فدع الغرب يتكلمون عن حقوق الإنسان والحريات ويستبيحون أراضينا ويشنقون زعماءنا لينشروا الديمقراطية الكاذبة ............ فهل نلوم العولمة أم من نلوم ؟

لا نلوم لا العولمة و لا أي أحد آخر نلوم أنفسنا لأننا رضينا أن تكون عقولنا مزابل للغرب "حشاكم" في رأيك أخي كيف يكون تفكير شخص همه الوحيد الأكل و الشرب و النوم و التصفيق لأي شخص ربي يهدينا و ينور عقولنا لنعرف كيفية إستغلال العولمة و غيرها على أكمل وجه
مشكور أخي الصديق عثمان على الطرح مميز كعادتك

خطابك حماسي جدا أختي سلاف ، شكرا على مواقفك وغيرتك على الدين والأمة ، وأتمنى أن سحابة الأمس مرت على خير .......... دمت

mascara
2009-03-28, 13:00
والله كلامك منطقي استاذ الصديق
بارك الله فيك وعلى كل ما تبذله من اجل ايصال لنا ما يفيد

سلاف26
2009-03-28, 13:11
خطابك حماسي جدا أختي سلاف ، شكرا على مواقفك وغيرتك على الدين والأمة ، وأتمنى أن سحابة الأمس مرت على خير .......... دمت
العفو أخي الصديق عثمان و الحمد لله السحابة عدت على خير و رجعت بعدها أكثر قوة و أكثر عزم على الإستمرار و التقدم نحو الأفضل و جزاك الله كل خير

أبوعبيدة أحمد الجزائري
2009-03-28, 13:14
مشكور أخي عثمان على الطرح وهدا ما تعودناه منك دائما وبارك الله فيك وفي أمثالك

salma02
2009-03-28, 13:25
السلام عليكم
اخي العولمة فيها النافع و الضار
و لكن نحن من جرينا خلف القشور و تركنا اللب
و نحن من لا يهمنا الا الرقص و الغناء
بارك الله فيك على التميز و التنتالق

ابوانس 22
2009-03-28, 15:00
وعليكم السلام ورحمة الله
شكرا لك اخي صديق موضوع قيم ومفيد
وانا بدوري قرات مقالة الدكتور فيصل قاسم باي باي يا عولمة في جريدة الشروق اليومي
ان اجمل تعليق قراته للعولمة هي لاحد الكتاب حيث قال جدير بنا ان لا نقول عليها عولمة العالم
بل امركة العالم ...وهدا اصبح واضح وجلي والضاربات التى تلقاه الاقتصاد العلمي وردود فعل النظم الغربية وعلى راسها امريكها
اثبت دلك
-اما في ما يخص استغلال المسلمين للفرصة وتضيعها في لا شئ في نشر ثقافة الرقص وهز البطن فهدا صحيح
رغم محاولات بعض الفضلاء انشاء قنوات اعلامية هادفة سواء اخبارية او اجتماعية ..ولكن كانت في اطار محدود وضيق
ومازالت تواجه صعوبات جمة في التمويل والترويج ...........الخ
- اما عن حقوق الانسان في الاسلام فهدي المسالة لاعرف لمادا المسلمين يخجلون ويبدلون كل جهودهم وبحوثهم لا ستخراج النصوص المتعلقة بحق الانسان ليجملوا صورتهم امام الغرب ولله لن يرضوا عنا ا مهما زينا اوجملنا وجهوهنا باجود مساحيق التجميل (ان لم تكن الفكرة واضحة يمكنني التواصل مع الموضوع)
على كل حال موضوع شائك ومتشعب هدا المتعلق بحقوق الانسان والاسلام .
شكرا لك

الصديق عثمان
2009-03-28, 15:31
والله كلامك منطقي استاذ الصديق
بارك الله فيك وعلى كل ما تبذله من اجل ايصال لنا ما يفيد
شكرا أحي أحمد على المرور العطر

الصديق عثمان
2009-03-28, 15:32
العفو أخي الصديق عثمان و الحمد لله السحابة عدت على خير و رجعت بعدها أكثر قوة و أكثر عزم على الإستمرار و التقدم نحو الأفضل و جزاك الله كل خير

الحمد لله عهدنا فيك القوة والسماحة معا

الصديق عثمان
2009-03-28, 15:34
مشكور أخي عثمان على الطرح وهدا ما تعودناه منك دائما وبارك الله فيك وفي أمثالك

شكرا أخي على الكلام الطيب والمرور العطر

الصديق عثمان
2009-03-28, 15:35
السلام عليكم
اخي العولمة فيها النافع و الضار
و لكن نحن من جرينا خلف القشور و تركنا اللب
و نحن من لا يهمنا الا الرقص و الغناء
بارك الله فيك على التميز و التنتالق
شكرا على المرور العطر ودعمي في النظرة والرأي

الصديق عثمان
2009-03-28, 15:36
وعليكم السلام ورحمة الله
شكرا لك اخي صديق موضوع قيم ومفيد
وانا بدوري قرات مقالة الدكتور فيصل قاسم باي باي يا عولمة في جريدة الشروق اليومي
ان اجمل تعليق قراته للعولمة هي لاحد الكتاب حيث قال جدير بنا ان لا نقول عليها عولمة العالم
بل امركة العالم ...وهدا اصبح واضح وجلي والضاربات التى تلقاه الاقتصاد العلمي وردود فعل النظم الغربية وعلى راسها امريكها
اثبت دلك
-اما في ما يخص استغلال المسلمين للفرصة وتضيعها في لا شئ في نشر ثقافة الرقص وهز البطن فهدا صحيح
رغم محاولات بعض الفضلاء انشاء قنوات اعلامية هادفة سواء اخبارية او اجتماعية ..ولكن كانت في اطار محدود وضيق
ومازالت تواجه صعوبات جمة في التمويل والترويج ...........الخ
- اما عن حقوق الانسان في الاسلام فهدي المسالة لاعرف لمادا المسلمين يخجلون ويبدلون كل جهودهم وبحوثهم لا ستخراج النصوص المتعلقة بحق الانسان ليجملوا صورتهم امام الغرب ولله لن يرضوا عنا ا مهما زينا اوجملنا وجهوهنا باجود مساحيق التجميل (ان لم تكن الفكرة واضحة يمكنني التواصل مع الموضوع)
على كل حال موضوع شائك ومتشعب هدا المتعلق بحقوق الانسان والاسلام .
شكرا لك

شكرا لك على هذا الاثراء الطيب ......ننتظر منك أكثر

كمال الاسلام
2009-03-28, 17:23
شكرا للموضوع القيم استاذي الصديق

انا اري ان الاختلافات جلية بين عالمية الإسلام ومفهوم "العولمة" المعاصر، فبينما تقوم الأولى على رد العالمية لعالمية الجنس البشري والقيم المطلقة، وتحترم خصوصيته وتفرد الشعوب والثقافات المحلية، ترتكز الثانية: على عملية "نفي" و "استبعاد" لثقافات الأمم والشعوب ومحاولة فرض ثقافة واحدة لدول تمتلك القوة المادية وتهدف عبر العولمة لتحقيق مكاسب السوق لا منافع البشر.

الصديق عثمان
2009-03-28, 21:07
شكرا للموضوع القيم استاذي الصديق

انا اري ان الاختلافات جلية بين عالمية الإسلام ومفهوم "العولمة" المعاصر، فبينما تقوم الأولى على رد العالمية لعالمية الجنس البشري والقيم المطلقة، وتحترم خصوصيته وتفرد الشعوب والثقافات المحلية، ترتكز الثانية: على عملية "نفي" و "استبعاد" لثقافات الأمم والشعوب ومحاولة فرض ثقافة واحدة لدول تمتلك القوة المادية وتهدف عبر العولمة لتحقيق مكاسب السوق لا منافع البشر.


بارك الله فيك أخي وجاري كمال على هذا الكلام الجميل ....... بارك الله فيك