المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا))......


نهج السلف
2012-12-03, 23:44
http://n4hr.com/up/uploads/53248211c9.gif

يسأل عن تفسير آية هي قول الحق تبارك وتعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولًا))[الإسراء:36]؟


http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد:

فهذه الآية الكريمة مضمونها التحذير من أن تسمع ما لا يحل لك، أو تنظر ما لا يحل لك أو تعتقد ما لا يحل لك، فأنت مسؤول عما سمعت وعما نظرت إليه وعما اعتقدته بقلبك، والفؤاد هو القلب،

والإنسان مسؤول عن سمعه وبصره وفؤاده، فعلى المؤمن أن يتقي الله في سمعه وبصره وقلبه، وألا يسمع ما حرم الله عليه من سماع الأغاني، الأغاني وآلات اللهو، أو سماع الغيبة والنميمة، لما فيهما من الضرر العظيم، أو ما أشبه ذلك مما يضر سماعه فليستمع الخير، كاستماعه للقرآن الكريم وللسنة المطهرة أو للأحاديث المفيدة، وسماعه لكلام أهله المباح، أو كلام إخوانه وما أشبه ذلك مما هو مباح، أما المحرم فليحذر، ومن ذلك أن يستمع لقوم يكرهون سماعه ولا يرضون أن يسمع حديثهم ولا يجوز له ذلك،

كما في الحديث في الصحيح عن رسول الله عليه وسلم : (من سمع حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة)، رواه البخاري، الآنك يعني الرصاص،

هذا تحذير من سماع أحاديث الناس وهم يكرهون ذلك، كأن تستمع لهم من عند الباب سراً أو من طاقة أو من سماعة التلفون أو ما أشبه ذلك، ليس لك أن تستمع حديث قوم يكرهون ذلك، لهذا الحديث العظيم، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (من تسمع حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنك يوم القيامة)، يعني الرصاص، نسأل الله العافية،

وهكذا البصر، أنت مأمور بغض البصر عما حرم الله، غض البصر عن النسوان، عن النساء، لئلا تفتن بهن، كما قال جل وعلا : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم "، تغض بصرك عما حرم الله عليك من النساء، الأجنبيات، كزوجة أخيك أو زوجة عمك، أو ما أشبه ذلك من غير المحارم، وهكذا عن المردان إذا خشيت الفتنة، تغض بصرك عن النظر إلى الأمرد إذا خشيت الفتنة، وهكذا ما أشبه ذلك مما يحرم النظر إليه كعورات الناس، ليس لك أن ترى عورات ولا من خلال بيوتهم، لأنك ممنوع من ذلك،

وهكذا يجب عليك أن تحذر الاعتقادات الباطلة، بل يجب أن تنـزه قلبك وعقلك عما حرم الله، فلا تعتقد ما حرم الله عليك من حل ما حرم الله، أو اعتقاد عدم وجوب ما أوجب الله، أو عملاً بقلبك مما حرم الله، كاعتقاد مثلاً أن الزنا حلال، هذا من مرض القلب، وهو كفر نسأل الله العافية، وهكذا اعتقاد أن شرب الخمر، حلال، وهذا من مرض القلب وهو كفر أكبر نسأل الله العافية، وهكذا سوء ظنك بالله وسوء ظنك بإخوانك من غير دليل، هذا أيضاً من مرض القلب، وهكذا قنوطك عن رحمة الله وأمنك من مكر الله، كلها أعمال قلبية خطيرة منكرة من كبائر الذنوب، وهكذا النفاق مرض قلبي كونك تظهر الإسلام وتعتقد الكفر والنفاق في قلبك، تعتقد أن الرسول ليس بصادق أو أن الدين ليس بحق، أو ما أشبه هذا من اعتقادات أهل النفاق،

والخلاصة أن السمع والبصر والفؤاد كلها يجب أن تصان عما حرم الله، عليك أن تصون سمعك عما حرم الله، وبصرك عما حرم الله، وقلبك عما حرم الله، وأن تنظر وتسمع لما ينفعك ويرضي الله عنك أو ما أباح الله لك، وتعتقد في قلبك ما شرعه الله وما أباح الله تعمل بذلك كحب الله ورسوله، خوف الله ورجائه كلها هذه أعمال قلبية مطلوبة، كحسن الظن بالله، اعتقاد أنه الواحد الأحد المستحق للعبادة، واعتقاد ما أوجب الله عليك، كالصلاة والصوم، تعتقد هذا بقلبك أن الله أوجب الصلاة على المكلفين من المسلمين وأوجب الزكاة لمن لديه مال فيه الزكاة، أوجب صوم رمضان لمن استطاع ذلك، أوجب الحج على من استطاع ذلك، وهكذا وأنت مسؤول عن هذه كلها، يوم القيامة، فإن كنت حافظت عليها وصنتها سلمت، وحمدت العاقبة، أما إن كنت أسأت التصرف ولم تصنها عما حرم الله، فإنك على خطر عظيم، وفيه تفصيل كما تقدم.

منقول من موقع الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -

http://www.al-wed.com/pic-vb/3.gif

و في الختام , روى الإمام البخاري في صحيحه، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال : سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول : ( إنَّ الله قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر؛ عوضته منهما الجنة)

الحمد لله على نعمه التي لا تحصى , الحمد لله على نعمة السمع و البصر و نسأل الله أن يجعلنا ممن يسخرونها في طاعته و مرضاته آمين

و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

تصفية وتربية
2012-12-04, 10:10
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكِ وجعلنا وإياكِ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنـه

للفائِــدة:

قال الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله-:
قال: (وأبصارنا)، أي: بارك لنا في أبصارنا، والبركة في البصر بأن يبقى العبد مُمتَّع بـه إلى أن يموت وهو يُبصر، مُمتَّع بهذه الحاسـة العظيمة، وأيضًا تشمل بركة البصر أن يتعفَّف الإنسان من النظر إلى الحرام، فلا ينظر ببصره إلى الحرام، بل ينظر فيه إلى القرآن، كلام الله، وينظر إلى كلام أهل العلم وأحاديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام-، وهذا خير ما نظرت إليـه الأبصار: القرآن والسُنـة، وينظر أيضًا إلى آيـات الله -عز وجل- من سمـاء وجبال وأشجار وغيرها متفكرًا مُعتبرا، ينظر إلى طريقه ليمشي إلى المسجد، ليمشي إلى السـوق، ليمشي إلى طلب رزقه وحاجاته وحاجات أولاده، ليهتدي إلى الطريق، هذا كله من بركة البصر عندما يكون مُستعملاً في هذه الأشيـاء.
أمَّا -والعياذ بالله- من يجعل هذه النِعمة في النظر إلى الحرام ولا سيمـا ما وُجِد في زماننـا هذا وابتُلِيَ به كثيرٌ من النَّـاس، يجلسون الساعـات الطِوال أمـام القنوات الفضائية وأمام الشبكة العنكبوتيَّة ينظرون إلى حُثالات العالم وأوساخ النَّـاس وقاذورات العالم، ينظرون إليها بأبصارهم وكأنهم لا يتذكرون أن هذا البصر نعمة الله عليهم (يبكي الشيخ).
نسأل الله أن يهدي الجميع وأن يُبارك في أبصار الجميع وأسماعهم.
كأنهم لا يذكرون نعمة الله عليهم بهذا البصر، فينظر غير مستحٍ من الله -تبارك وتعالى- إلى ما حرَّم الله -عز وجل- عليه النظر إليه، فيجلس ساعات طِوال ينظر إلى المُحرَّمـات والآثام والأوساخ والقاذورات ونَتَنِ وخسائس النَّـاس ويُهدِر بصره، ويُهدر حياته ممَّـا يترتب عليه ظُلمة قلبه -والعياذ بالله-.
وقد قال الله -عزل وجل-: ﴿ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّـهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النـور: 30]، ولهذا من بركة بصر الإنسان أن يُجاهد نفسه على حفظه، قد ينفلت منك البصر بنظرة عابرة لكنك مع المقاومة والمجاهدة والاِستعانة بالله -تبارك وتعالى- يتحقق لك بإذن الله -عز وجل- بركة البصر وحِفظه.
وإيـاك ثم إيـاك ثم إيـاك ممَّا سمَّه بعضهم في زمـاننا الخلوة العصرية، وهي الخلوة التي تكون من كثير من الشباب والشابـات مع القنوات الفضائية أو مع الشبكات العنكبوتية، عندما يجلس الشاب أو الشابـة وحده في الغرفة ثم يلتفت ويرى الباب مُغلقًا ويقول لا أحد يراني من الناس، ثم يبدأ ينظر ويُشاهد فيما في تلك القنوات من الخسائِس والقاذورات وينسى أن رب العالمين مُطَّلِع عليه.
إذا ما خلوْتَ الدّهرَ يوْماً فلا تَقُلْ ... خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّ رَقِيبُ
قل إن الله -عز وجل- رقيب عليّ، مُلطع عليّ، يراني لا تخفى عليه منِّي خافيـة، يراني ماذا أعمل بسمعي وماذا أعمل ببصري، فيتق الله -جل وعلا- ويُجاهد نفسه في حِفظ سمعه وبصره وفي تقوى ربِّه -تبارك وتعالى- ليكون السمع مُباركًا، وليكون البصر مُباركًا، وليكون العبد مُتّقيًا لله -تبارك وتعالى- في سمعه وبصره.
وليعلم أن هذا السمع وهذا البصر سيسألـه الله -تبارك وتعالى- يوم القِيامـة عن كلِّ ما نظر به إليه، وعن كلِّ ما اِستمع بسمعه إليه، كلُّ ذلك يسألـه عنه؛ ﴿ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا﴾ [الإسـراء: 36]، تُسأل عن سمعك وتُسأل عن بصرك، كل ذلك يسألك الله عنه (بكاء الشيخ).
قال: (بَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا)، فبركة البصر تكون بذلك، بأن يُجاهد المسلم نفسه مُتقيا ربَّه -تبارك وتعالى- مُحافظا على بصره، ولا سيما أن هذا الزمان الذي نعيشه زمن فِتن كثيرة، ولا سيما في كثير من البلاد التي يُبلى فيها أهل الخيْر وأهل الدين وأهل الفضل بكثرة الفتن، حتى إن بعضهم ليقول مُتألِمًا ويذكر حاله مُتألِمًا، يقول: "أين أذهب ببصري؟ إذا خرجتُ من بيتي ليس أمامي إلاَّ أفخاذ عارية، وصدور بادية، وشُعور مكشوفة وفتن تعصف، وأنا شاب".
(يبكي الشيخ بكاءُ شديدًا)

انتهـى كلامه -حفظه الله -

موعظة لمن يعتبر: بركة البصر // الشيخ عبد الرزاق البدر -حفظه الله- (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=901022)

نهج السلف
2012-12-04, 13:48
وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
أحسن الله إليكِ وجعلنا وإياكِ ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنـه



بارك الله فيك أخيتي و جزاك الجنة آمين

و الله كلام جميل جدا جدا

جزاك الله خيرا و أحسن إليك و نفع بك

* نور القرآن *
2012-12-04, 14:05
صلى الله عليه وسلم..


جزآكـ الله آلجنة

سارة غفران
2012-12-04, 14:59
بارك الله فيك اختى الكريمة جزاك الله كل خير ونفع بك نسال الله ان يهدينا ونكو ن من الذين بستمعون الكلام ويتبعون احسنه . جزاكم الله كل خير

نهج السلف
2012-12-04, 16:17
صلى الله عليه وسلم..


جزآكـ الله آلجنة

اللهم آمين , بارك الله فيك و جزاك خيرا

اللهم صل و سلم على سيدنا محمد

نهج السلف
2012-12-04, 16:18
بارك الله فيك اختى الكريمة جزاك الله كل خير ونفع بك نسال الله ان يهدينا ونكو ن من الذين بستمعون الكلام ويتبعون احسنه . جزاكم الله كل خير

اللهم آمين و إياك أختي

و فيك بارك الله أخيتي و جزاك خيرا

نهج السلف
2012-12-12, 17:05
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يرفع للفائدة رفع الله قدركم

تهاليل
2012-12-27, 11:41
بارك الله فيك أخيتي الفاضلة

نهج السلف
2012-12-27, 12:21
بارك الله فيك أخيتي الفاضلة

و فيك بارك الله و جزاك خيرا

أهلا و سهلا أخيتي تهاليل , طال غيابك , أرجو أن تكوني بخير

~ حراير ~
2012-12-27, 18:19
بارك الله فيك نهج السلف
و بارك الله فيك الم الفراق
ربي يجازيكم بالخير و الهناء آمين

نهج السلف
2012-12-27, 20:08
بارك الله فيك نهج السلف
و بارك الله فيك الم الفراق
ربي يجازيكم بالخير و الهناء آمين

و فيك بارك الله أختي أريج و جزاك خيرا

بارك الله فيك

لؤلؤة الفردوس
2012-12-27, 21:23
السلآم عليكم
بآرك الله فيك

نهج السلف
2012-12-27, 21:37
السلآم عليكم
بآرك الله فيك

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

و فيك بارك الله أختي لؤلؤة و جزاك خيرا

wawaa
2012-12-27, 21:42
بارك الله فيك

نهج السلف
2012-12-27, 21:48
بارك الله فيك

و فيك بارك الله أختي و جزاك خيرا

محب السلف الصالح
2012-12-27, 22:01
بارك الله فيكم

نهج السلف
2012-12-27, 22:16
بارك الله فيكم


و فيكم بارك الله و جزاكم خيرا