هلال بن عامر
2009-03-26, 11:42
مقامة أو مقالة أدبية أو علمية يتكلم فيها جلال الدين السيوطي بدرر غالية من بدائع الصنعة ,
مشرقة ببهاء الطلعة , حامية حمى الشرعة , من كل ذي كذبة و وضعة , و جارفة لبقول الرفعة, و نافقة لجيد السلعة , و مانعة من حكومة صاحب الصرعة , جال فيها الجلال و صال , بكل فرس جوال , و صيقل فلال , و لسان غير ملال , و بالحق قوال , و عليه دلال , و عن الشر عطال , إليكموها - و عهدا مني - أن تتمثلوا بقول الشاعر :
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمـــها **** عقود مدح فما أرضى لكم كــلــمــي
'' منقولة من موقع راية افصلاح - بتحقيق فضيلة الشيخ : د/جمال عزون ''
«براءةٌ إلى الملكِ الجليلْ، وإلى المصطفى المختارِ للتنزيلْ، وإلى الرُّوح الأمين جبريلْ، وإلى كلِّ رسولٍ مرسَلْ، وإلى كلِّ نبيٍّ عليه وحي مُنزَلْ، وإلى كلِّ مقرَّب ومَلَكْ، وإلى كلِّ من تضمُّه الأفلاك فَلَكًا بعد فلَكْ، وإلى كلِّ صحابيٍّ وصديقْ، وإلى كلِّ تابع بإحسانٍ على التحقيقْ، وإلى السَّلَف الصالحْ، وإلى الخَلَف الذين عقلُهم راجِحْ, وإلى الأئمَّة الأربعة أصحابِ المذاهبْ، وإلى سائرِ المجتهدين من أربابِ المواهبْ، وإلى كلِّ مُقرىء ذي تيسيرْ، وإلى كلِّ قائم بالتفسيرْ، وإلى كلِّ ذي تأويلٍ أصفى من الذَّهَب الإكسيرْ، وإلى كلِّ حافظ للحديثْ، ناقدٍ لزَيفه في القديم والحديثْ، بصيرٍ بعِلَلِه خبيرْ، مجتهدٍ في ردِّ الكذب والتزويرْ، ساعٍ في تبييض وجهه عند الله ورسولهْ، وداعٍ إلى الحقِّ موقن ببلوغ أربه وسُولهْ، وإلى كلِّ أصوليٍّ وفقيهْ، وإلى كلِّ خلافيٍّ وجَدَليٍّ نَبيهْ، وإلى كلِّ صوفيٍّ عن الأعراضِ والأغراض نزيهْ، وإلى كلِّ فَرَضيٍّ باهرْ، وإلى كلِّ حاسب ماهرْ، وإلى كلِّ لغويٍّ له باعٌ مَديدْ، وإلى كلِّ نحويٍّ ومعرب مُجيدْ، وإلى كلِّ صَرفيٍّ يميز النّاقصَ من المزيدْ، وإلى كلِّ مَن له قدم راسخٌ في علوم الفَصاحةِ والبلاغةِ والبراعَة، وإلى كلِّ كاتب وناثرْ، وإلى كلِّ عَروضيٍّ وشاعرْ، وإلى كلِّ هندسيٍّ وطَبيبْ، وإلى كلِّ حَليم ولبيبْ، وإلى كلِّ قاصٍّ صَدوقْ، مُبرَّأ من الفُجور والعُقوقْ، مُؤَدٍّ لما يلزمه من الحقوقْ، قاصدٍ بوَعظه وجه الله والدَّارَ الآخرَةْ، بعيدٍ عن جمع الحُطامْ وهَذَر الكلامْ، وعن الكذب والمكابرَةْ، وإلى كلِّ ذي رُتبةٍ مُنيفةْ، وإلى كلِّ إمام وخَليفَةْ، وإلى كلِّ ملِك وسُلطان ذي إنافةٍ شَريفَةْ، وإلى كلِّ وزير وأمير، وإلى كلِّ مُستشار ومُشير، وإلى كلِّ مُفتٍ ومُدرِّس وقاضْ، وإلى كلِّ حاكم حكمهُ على الخليقَة ماضْ، وإلى كلِّ نائبٍ في المملكة وحاجِبْ، وإلى كلِّ والٍ فُوِّض إليه شيءٌ من المناصبْ، وإلى كلِّ عاقد وشاهدْ، وإلى كلِّ مَن دعي في مَشهدٍ من المشاهدْ، وإلى كلِّ إمام بَرّْ، وإلى كلِّ خطيبٍ على منبَرْ، وإلى كلِّ مؤذِّن يقولُ في كلِّ وقت: الله أكبَرْ، وإلى كلِّ مؤدِّبِ مكتَبْ، وإلى كلِّ من أَرصَدَ لأمرٍ من الدِّين أو الدُّنيا مرتَّبْ، وإلى كلِّ جنديٍّ عَلا في القتال أعلامُهْ، وإلى كلِّ عامِّيٍّ عرف إيمانَه وإسلامَهْ، وإلى كلِّ جليلٍ وحَقيرْ، وإلى كلِّ كبيرٍ وصغيرْ، وإلى كلِّ مَخدومٍ وخَدَمْ، وإلى كلِّ ساعٍ بقَدَمْ، ...» إلى آخر ما سجع، وفرَّق فيه وجمع.
ثمّ أعلن نصَّ البراءة قائلاً :
«بَرئتُ إلى هؤلاء مِمَّن كذبَ على المصطفى وجِبريل وربِّ العِزَّةْ، وأُرشِد إلى الصَّواب فأَنِفَ ولم تَهزَّه في الله هزَّةْ، ورامَ أن يَعتزَّ على ذلك بالعوامِّ والسُّوقَة ولله العِزَّةْ، لا لمن أَزَّهُ أَزَّهْ».
ثمَّ استطرد إلى موضوع حفظ السنَّة النبويَّة وأوصى باجتنباب روايةِ الموضوعات، وأورد الأحاديثَ المحذِّرة من مَغبَّة الكذب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأرشد إلى هَدي الصحابة في التَّوقِّي من كثرة الرِّواية خوفاً من الوقوع في الكذب، وأتبعَ ذلك بأقوال الأئمَّة في معاقبة الكذَّابين، وأردفَه بخبر هذا القاصِّ الذي كتب من أجل صنيعه ما كتب، والذي كان يَرجو توبته وتوقُّفه عن بثِّ الواهِيات في مجالسه القصصيَّة: «كنتُ مترقِّباً إذا بلغَه ذلك أن يبادرَ بالتَّوبَةْ، والاستغفارِ من هذه الحَوبَةْ، ويقولَ: سمعاً لأمر الشَّرع وطاعَةْ، وامتِثالاً لقول أهل السنَّة والجَماعَةْ، ويدعو لي مع ذلك إذ نَبَّهتُه وأرشدتُّه ونَصرتُهْ، بمنعه من الكذبِ على الأنبياء والرُّسل وأفدتُّهْ، ويتردَّد إلى مَشايخ الحديث خاضعا، ويستفيدُ منهم عِلماً في الدِّين والدُّنيا نافِعا».
مشرقة ببهاء الطلعة , حامية حمى الشرعة , من كل ذي كذبة و وضعة , و جارفة لبقول الرفعة, و نافقة لجيد السلعة , و مانعة من حكومة صاحب الصرعة , جال فيها الجلال و صال , بكل فرس جوال , و صيقل فلال , و لسان غير ملال , و بالحق قوال , و عليه دلال , و عن الشر عطال , إليكموها - و عهدا مني - أن تتمثلوا بقول الشاعر :
ليت الكواكب تدنو لي فأنظمـــها **** عقود مدح فما أرضى لكم كــلــمــي
'' منقولة من موقع راية افصلاح - بتحقيق فضيلة الشيخ : د/جمال عزون ''
«براءةٌ إلى الملكِ الجليلْ، وإلى المصطفى المختارِ للتنزيلْ، وإلى الرُّوح الأمين جبريلْ، وإلى كلِّ رسولٍ مرسَلْ، وإلى كلِّ نبيٍّ عليه وحي مُنزَلْ، وإلى كلِّ مقرَّب ومَلَكْ، وإلى كلِّ من تضمُّه الأفلاك فَلَكًا بعد فلَكْ، وإلى كلِّ صحابيٍّ وصديقْ، وإلى كلِّ تابع بإحسانٍ على التحقيقْ، وإلى السَّلَف الصالحْ، وإلى الخَلَف الذين عقلُهم راجِحْ, وإلى الأئمَّة الأربعة أصحابِ المذاهبْ، وإلى سائرِ المجتهدين من أربابِ المواهبْ، وإلى كلِّ مُقرىء ذي تيسيرْ، وإلى كلِّ قائم بالتفسيرْ، وإلى كلِّ ذي تأويلٍ أصفى من الذَّهَب الإكسيرْ، وإلى كلِّ حافظ للحديثْ، ناقدٍ لزَيفه في القديم والحديثْ، بصيرٍ بعِلَلِه خبيرْ، مجتهدٍ في ردِّ الكذب والتزويرْ، ساعٍ في تبييض وجهه عند الله ورسولهْ، وداعٍ إلى الحقِّ موقن ببلوغ أربه وسُولهْ، وإلى كلِّ أصوليٍّ وفقيهْ، وإلى كلِّ خلافيٍّ وجَدَليٍّ نَبيهْ، وإلى كلِّ صوفيٍّ عن الأعراضِ والأغراض نزيهْ، وإلى كلِّ فَرَضيٍّ باهرْ، وإلى كلِّ حاسب ماهرْ، وإلى كلِّ لغويٍّ له باعٌ مَديدْ، وإلى كلِّ نحويٍّ ومعرب مُجيدْ، وإلى كلِّ صَرفيٍّ يميز النّاقصَ من المزيدْ، وإلى كلِّ مَن له قدم راسخٌ في علوم الفَصاحةِ والبلاغةِ والبراعَة، وإلى كلِّ كاتب وناثرْ، وإلى كلِّ عَروضيٍّ وشاعرْ، وإلى كلِّ هندسيٍّ وطَبيبْ، وإلى كلِّ حَليم ولبيبْ، وإلى كلِّ قاصٍّ صَدوقْ، مُبرَّأ من الفُجور والعُقوقْ، مُؤَدٍّ لما يلزمه من الحقوقْ، قاصدٍ بوَعظه وجه الله والدَّارَ الآخرَةْ، بعيدٍ عن جمع الحُطامْ وهَذَر الكلامْ، وعن الكذب والمكابرَةْ، وإلى كلِّ ذي رُتبةٍ مُنيفةْ، وإلى كلِّ إمام وخَليفَةْ، وإلى كلِّ ملِك وسُلطان ذي إنافةٍ شَريفَةْ، وإلى كلِّ وزير وأمير، وإلى كلِّ مُستشار ومُشير، وإلى كلِّ مُفتٍ ومُدرِّس وقاضْ، وإلى كلِّ حاكم حكمهُ على الخليقَة ماضْ، وإلى كلِّ نائبٍ في المملكة وحاجِبْ، وإلى كلِّ والٍ فُوِّض إليه شيءٌ من المناصبْ، وإلى كلِّ عاقد وشاهدْ، وإلى كلِّ مَن دعي في مَشهدٍ من المشاهدْ، وإلى كلِّ إمام بَرّْ، وإلى كلِّ خطيبٍ على منبَرْ، وإلى كلِّ مؤذِّن يقولُ في كلِّ وقت: الله أكبَرْ، وإلى كلِّ مؤدِّبِ مكتَبْ، وإلى كلِّ من أَرصَدَ لأمرٍ من الدِّين أو الدُّنيا مرتَّبْ، وإلى كلِّ جنديٍّ عَلا في القتال أعلامُهْ، وإلى كلِّ عامِّيٍّ عرف إيمانَه وإسلامَهْ، وإلى كلِّ جليلٍ وحَقيرْ، وإلى كلِّ كبيرٍ وصغيرْ، وإلى كلِّ مَخدومٍ وخَدَمْ، وإلى كلِّ ساعٍ بقَدَمْ، ...» إلى آخر ما سجع، وفرَّق فيه وجمع.
ثمّ أعلن نصَّ البراءة قائلاً :
«بَرئتُ إلى هؤلاء مِمَّن كذبَ على المصطفى وجِبريل وربِّ العِزَّةْ، وأُرشِد إلى الصَّواب فأَنِفَ ولم تَهزَّه في الله هزَّةْ، ورامَ أن يَعتزَّ على ذلك بالعوامِّ والسُّوقَة ولله العِزَّةْ، لا لمن أَزَّهُ أَزَّهْ».
ثمَّ استطرد إلى موضوع حفظ السنَّة النبويَّة وأوصى باجتنباب روايةِ الموضوعات، وأورد الأحاديثَ المحذِّرة من مَغبَّة الكذب على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وأرشد إلى هَدي الصحابة في التَّوقِّي من كثرة الرِّواية خوفاً من الوقوع في الكذب، وأتبعَ ذلك بأقوال الأئمَّة في معاقبة الكذَّابين، وأردفَه بخبر هذا القاصِّ الذي كتب من أجل صنيعه ما كتب، والذي كان يَرجو توبته وتوقُّفه عن بثِّ الواهِيات في مجالسه القصصيَّة: «كنتُ مترقِّباً إذا بلغَه ذلك أن يبادرَ بالتَّوبَةْ، والاستغفارِ من هذه الحَوبَةْ، ويقولَ: سمعاً لأمر الشَّرع وطاعَةْ، وامتِثالاً لقول أهل السنَّة والجَماعَةْ، ويدعو لي مع ذلك إذ نَبَّهتُه وأرشدتُّه ونَصرتُهْ، بمنعه من الكذبِ على الأنبياء والرُّسل وأفدتُّهْ، ويتردَّد إلى مَشايخ الحديث خاضعا، ويستفيدُ منهم عِلماً في الدِّين والدُّنيا نافِعا».