بن حجوجة
2012-11-28, 09:32
دور المدرسة في معالجة التأخر الدراسي لدى الطفل
د. محمود طافش الشقيرات
تتفاوت قدرات الأطفال التحصيلية على مقاعد الدراسة في الصف الواحد ، والفروق الفردية بينهم حقيقة قائمة وبينة ، وتفيد الدراسات والاختبارات التي أجريت حول هذه المسألة أن 25% من أطفال العينة موضوع الدراسة تكون غالبا دون الوسط ، غير أن ضعف التحصيل الدراسي بين أفراد هذه الفئة يكون متفاوتا ، فمنهم القريبون من درجة النجاح ، وكلما ابتعدنا عن الوسط يكون التأخر أكثر شدة ، لكن في معظم الحالات يكون عدد الأطفال الذين يعانون من تأخر شديد محدودا ، ومع ذلك فإنه لا يجوز التغاضي عن واقع هذه الفئة وإهمالها . فما هي الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطفل عن مجاراة أقرانه في التحصيل الدراسي ؟ وما الدور الذي ينبغي أن تقوم به المدرسة من أجل التصدي لهذه الظاهرة وعلاجها ؟
يرجع تأخر الطفل الدراسي إلى مجموعة من العوامل ، بعضها خاص بالطفل نفسه وبعضها خاص بأسرته ، وأما البعض الآخر فيرجع إلى الخدمات التعليمية التي تقدمها المدرسة التي يتعلم بها . وفيما يلي عرض موجز لهذه العوامل :
أولا : عوامل خاصة بالطفل ؛
- تدني درجة ذكاء الطفل وضعف قابليته للدراسة .
- حالة الطفل الصحية كأن يكون ضعيف السمع أو البصر .
- حالة الطفل النفسية كالإنطواء على النفس والخجل والعناد بحيث لا يستجيب لتعليمات الأهل والمعلمين .
- تشتت الانتباه وعد القدرة على التركيز .
- قلة اهتمام الطفل بمذاكرة دروسه وإهماله لواجباته .
- غياب الطفل المتكرر عن المدرسة .
ثانيا : عوامل خاصة بالأسرة ؛
- عدم الاهتمام الكافي بشئون الطفل بسبب انشغال الوالدين بقضايا الحياة وكثرة غيابهما عن المنزل .
- بيئة الطفل الاجتماعية ، مثل الخصومات والشجارات المتكررة بين الوالدين ، او غياب أحدهما بسبب الوفاة أو الطلاق .
- قسوة الوالدين أثناء أثناء تعاملهم مع الطفل ، أو تدليلهم الزائد له مما يجعله اتكاليا غير قادر على الاعتماد على نفسه .
- كثرة أفراد الأسرة مما يحعل نصيب الطفل من الاهتمام قليلا .
- كثرة وسائل اللهو المتاحة والتي من شأنها ان تصرف الطفل عن الاهتمام بدروسه .
- ضعف شخصية الطفلة وقلة ثقته بنفسه بسبب شدة خوف الأهل عليه ، وعد السماح له بالاختلاط مع الأطفال الآخرين .
ثالثا : عوامل خاصة بالمدرسة ؛
- أسلوب المعلم التقليدي الممل القائم على الإلقاء والتلقين .
- جهل بعض المعلمين بقضايا علم النفس التربوي .
- نقص المعلمين المؤهلين أو كثرة غيابهم عن المدرسة .
- قسوة المعلم أو المديرعلى الطفل أو توجيه ألفاظ نابية إليه ؛ مما يؤدي إلى كراهيته للمدرسة.
- صعوبة المادة الدراسية ، وعدم قدرة الطفل على استيعابها .
- وجود أطفال مشاكسين يهددون الطفل في المدرسة ؛ مما يؤدي إلى عدم رغبته في الذهاب إليها .
ومن السمات المميزة للطفل المتأخر دؤاسيا :
- شرود الذهن ، وعدم المشاركة في التفاعل الصفي ، وعدم الانتباه لما يقوله أو يقوم به المعلم .
- كثرة التثاؤب .
- ضعف الميل للقراءة والبحث .
- تأجيل المذاكرة باستمرار .
- إهمال القيام بالواجبات المدرسية .
- شغوف باللعب واللهو .
- ضعف القدرة على التركيز .
وأما عن وسائل العلاج فترتكز على معرفة الأسباب التي أدت إلى تأخر الطفل دراسيا ؛ حيث إن لكل سبب علاجه الخاص ، ثم يتعاون المعلم والاختصاصي الاجتماعي على معالجتها تحت إشراف الإدارة المدرسية والإشراف التربوي .
لكن بوجه عام يمكن اقتراح الوسائل الآتية :
- دراسة ملف الطالب المدرسي وكتابة ملحوظات عنه .
- يقوم المعلم بإجراء اختبارات تشخيصية متكررة ووضع خطط لمعالجة مواضع الضعف عند طلبته ، وحصر أعداد الطلبة الضعاف بهدف تأهيلهم للاستمرار بالتعلم من خلال دروس تقوية .
- تواصل الاختصاصي الاجتماعي مع الأسرة للتباحث في حالته والتعاون معها لمساعدته .
- تدريب المتعلمين على تنويع إستراتيجيات التدريس في الموقف الصفي ، وعلى وجه الخصوص أستراتيجيات تعليم التفكير ، والتدريس العملي والمعملي .
- المراوحة بين العمال الكتابية والشفوية والنشطة في الموقف الصفي .
- التقويم المستمر باختبارات قصيرة تقيس التفكير والتغير في السلوك ، وبأدوات تقويم واقعية مثل سلالم الرصد وقوائم التقدير والسجل القصصي .
- اجتناب مختلف أنماط التسلط التربوي كالضرب والشتم ، واعتماد الحوار والتواصل ؛ بهدف إقناع الطفل بتغيير سلوكه الخطأ ، ولإثارة قابليته للتعلم .
- قيام طبيب المدرسة بمتابعة حالة الطفل الصحية والتواصل مع الأهل لعلاجها .
- توظيف أدوات التحفيز والتعزيز لتشجيع الطفل على التقدم .
- العمل باستمرار على تقوبة علاقة المعلم بطلابه .
- الاعتدال في الواجبات المنزلية بحيث تكون قصيرة وتشبع حاجات الأطفال .
والأمل قائم بان تقوم إدارات المدرسة التعاونية الديمقراطية ، وهي كثيرة في بلدنا ، بتضمين خطتها الفصلية حقلا خاصا بمتابعة الطلبة المتأخرين ، ومتابعة الإجراءات المتبعة لتخليصهم من تأخرهم قبل أن يستفحل ويستعصي على العلاج ؛ مما قد يدفع الطفل إلى التسرب من المدرسة ، وهذا ما لا نريده له .
د. محمود طافش الشقيرات
تتفاوت قدرات الأطفال التحصيلية على مقاعد الدراسة في الصف الواحد ، والفروق الفردية بينهم حقيقة قائمة وبينة ، وتفيد الدراسات والاختبارات التي أجريت حول هذه المسألة أن 25% من أطفال العينة موضوع الدراسة تكون غالبا دون الوسط ، غير أن ضعف التحصيل الدراسي بين أفراد هذه الفئة يكون متفاوتا ، فمنهم القريبون من درجة النجاح ، وكلما ابتعدنا عن الوسط يكون التأخر أكثر شدة ، لكن في معظم الحالات يكون عدد الأطفال الذين يعانون من تأخر شديد محدودا ، ومع ذلك فإنه لا يجوز التغاضي عن واقع هذه الفئة وإهمالها . فما هي الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الطفل عن مجاراة أقرانه في التحصيل الدراسي ؟ وما الدور الذي ينبغي أن تقوم به المدرسة من أجل التصدي لهذه الظاهرة وعلاجها ؟
يرجع تأخر الطفل الدراسي إلى مجموعة من العوامل ، بعضها خاص بالطفل نفسه وبعضها خاص بأسرته ، وأما البعض الآخر فيرجع إلى الخدمات التعليمية التي تقدمها المدرسة التي يتعلم بها . وفيما يلي عرض موجز لهذه العوامل :
أولا : عوامل خاصة بالطفل ؛
- تدني درجة ذكاء الطفل وضعف قابليته للدراسة .
- حالة الطفل الصحية كأن يكون ضعيف السمع أو البصر .
- حالة الطفل النفسية كالإنطواء على النفس والخجل والعناد بحيث لا يستجيب لتعليمات الأهل والمعلمين .
- تشتت الانتباه وعد القدرة على التركيز .
- قلة اهتمام الطفل بمذاكرة دروسه وإهماله لواجباته .
- غياب الطفل المتكرر عن المدرسة .
ثانيا : عوامل خاصة بالأسرة ؛
- عدم الاهتمام الكافي بشئون الطفل بسبب انشغال الوالدين بقضايا الحياة وكثرة غيابهما عن المنزل .
- بيئة الطفل الاجتماعية ، مثل الخصومات والشجارات المتكررة بين الوالدين ، او غياب أحدهما بسبب الوفاة أو الطلاق .
- قسوة الوالدين أثناء أثناء تعاملهم مع الطفل ، أو تدليلهم الزائد له مما يجعله اتكاليا غير قادر على الاعتماد على نفسه .
- كثرة أفراد الأسرة مما يحعل نصيب الطفل من الاهتمام قليلا .
- كثرة وسائل اللهو المتاحة والتي من شأنها ان تصرف الطفل عن الاهتمام بدروسه .
- ضعف شخصية الطفلة وقلة ثقته بنفسه بسبب شدة خوف الأهل عليه ، وعد السماح له بالاختلاط مع الأطفال الآخرين .
ثالثا : عوامل خاصة بالمدرسة ؛
- أسلوب المعلم التقليدي الممل القائم على الإلقاء والتلقين .
- جهل بعض المعلمين بقضايا علم النفس التربوي .
- نقص المعلمين المؤهلين أو كثرة غيابهم عن المدرسة .
- قسوة المعلم أو المديرعلى الطفل أو توجيه ألفاظ نابية إليه ؛ مما يؤدي إلى كراهيته للمدرسة.
- صعوبة المادة الدراسية ، وعدم قدرة الطفل على استيعابها .
- وجود أطفال مشاكسين يهددون الطفل في المدرسة ؛ مما يؤدي إلى عدم رغبته في الذهاب إليها .
ومن السمات المميزة للطفل المتأخر دؤاسيا :
- شرود الذهن ، وعدم المشاركة في التفاعل الصفي ، وعدم الانتباه لما يقوله أو يقوم به المعلم .
- كثرة التثاؤب .
- ضعف الميل للقراءة والبحث .
- تأجيل المذاكرة باستمرار .
- إهمال القيام بالواجبات المدرسية .
- شغوف باللعب واللهو .
- ضعف القدرة على التركيز .
وأما عن وسائل العلاج فترتكز على معرفة الأسباب التي أدت إلى تأخر الطفل دراسيا ؛ حيث إن لكل سبب علاجه الخاص ، ثم يتعاون المعلم والاختصاصي الاجتماعي على معالجتها تحت إشراف الإدارة المدرسية والإشراف التربوي .
لكن بوجه عام يمكن اقتراح الوسائل الآتية :
- دراسة ملف الطالب المدرسي وكتابة ملحوظات عنه .
- يقوم المعلم بإجراء اختبارات تشخيصية متكررة ووضع خطط لمعالجة مواضع الضعف عند طلبته ، وحصر أعداد الطلبة الضعاف بهدف تأهيلهم للاستمرار بالتعلم من خلال دروس تقوية .
- تواصل الاختصاصي الاجتماعي مع الأسرة للتباحث في حالته والتعاون معها لمساعدته .
- تدريب المتعلمين على تنويع إستراتيجيات التدريس في الموقف الصفي ، وعلى وجه الخصوص أستراتيجيات تعليم التفكير ، والتدريس العملي والمعملي .
- المراوحة بين العمال الكتابية والشفوية والنشطة في الموقف الصفي .
- التقويم المستمر باختبارات قصيرة تقيس التفكير والتغير في السلوك ، وبأدوات تقويم واقعية مثل سلالم الرصد وقوائم التقدير والسجل القصصي .
- اجتناب مختلف أنماط التسلط التربوي كالضرب والشتم ، واعتماد الحوار والتواصل ؛ بهدف إقناع الطفل بتغيير سلوكه الخطأ ، ولإثارة قابليته للتعلم .
- قيام طبيب المدرسة بمتابعة حالة الطفل الصحية والتواصل مع الأهل لعلاجها .
- توظيف أدوات التحفيز والتعزيز لتشجيع الطفل على التقدم .
- العمل باستمرار على تقوبة علاقة المعلم بطلابه .
- الاعتدال في الواجبات المنزلية بحيث تكون قصيرة وتشبع حاجات الأطفال .
والأمل قائم بان تقوم إدارات المدرسة التعاونية الديمقراطية ، وهي كثيرة في بلدنا ، بتضمين خطتها الفصلية حقلا خاصا بمتابعة الطلبة المتأخرين ، ومتابعة الإجراءات المتبعة لتخليصهم من تأخرهم قبل أن يستفحل ويستعصي على العلاج ؛ مما قد يدفع الطفل إلى التسرب من المدرسة ، وهذا ما لا نريده له .