تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التأتأة لدى الأطفال . . أسبابها وطرق علاجها


بن حجوجة
2012-11-27, 10:19
التأتأة لدى الأطفال . . أسبابها وطرق علاجها



محمود طافش

مشرف أكاديمي بمجموعة مدارس الحكمة والكرامة



يعجز بعض الأطفال عن مجاراة أقرانهم في الحديث ، وذلك بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن أفكارهم بطلاقة ، مما يجعلهم موضع غمز ولمز من قبل هؤلاء الأقران . ومن أبرز عيوب النطق لدى الأطفال التأتأة ، وهي اضطرابات في التعبير قد يترتب عليها آثار نفسية سلبية لدى الطفل كالشعور بالنقص ، والذي قد ينجم عنه انطواء الطفل على نفسه أو تسربه من المدرسة . فما المقصود بالتأتأة ؟ وما أسبابها ؟ وكيف يمكن مساعدة الطفل على تجاوزها أو التخفيف من وطأتها على نفسه ؟



مفهومها :

التأتأة Stammer واحدة من اضطرابات الكلام التي تصيب الطفل وتتمثل في عدم قدرته على نطق الكلمة التي يريد أن يتلفظ بها بطريقة سوية عادية ، فتراه يكرر الحرف الأول من الكلمة عدة مرات قبل أن يتمكن من النطق بها ، مثل : تـ ..تـ .. تـ .. تلعب .



أسبابها :

يرى علماء النفس أن التأتأة ترجع إلى عوامل تكوينية وبيئية إضافة إلى بعض عوامل الاتصال ، وتلعب العوامل الوراثية وعوامل البيئة دوراً مهماً في نشوئها ، ورغم أنه من الصعوبة بمكان تحديد السبب المباشر للتأتأة إلا أنه يمكن ردّها إلى واحد أو أكثر من الأسباب الآتية :

ـ إصابة الطفل بمرض ينجم عنه إصابة مركز الكلام المسؤول عن اللغة في المخ بتلف أو التهاب ، يترتب عليه حدوث ضعف في أداء الأعصاب المتحكمة في الكلام .

ـ وجود خلل في توقيت حركة أجهزة النطق أثناء التلفظ بالكلمة .

ـ وجود خلل لدى الطفل في التغذية السمعية الراجعة .

ـ وجود ضعف عقلي لدى الطفل .

ـ ضغوط نفسية يتعرض لها الطفل في البيئة التي يتواجد فيها .

ـ شعور الطفل بالخوف أو بالقلق الناجم عن صدمة نفسية يتعرض لها .

ـ الحرمان العاطفي ، والعواطف المكبوتة .

ـ ضعف ثقة الطفل بنفسه أثناء تعرضه لمواقف حرجة أو بسبب تكرار الفشل .

ـ التفكك الأسري الناجم عن الخلافات بين الزوجين .

ـ التسلط والقسوة الزائدة التي يتعرض لها الطفل في البيت .

ـ التدليل الزائد ، وشدة اهتمام الوالدين بالطفل وإشعاره بقلقهما عليه .

ـ سوء التكيف مع البيئة التي تتعدد فيها اللهجات .

ـ اختلاف أساليب التدريس التي تمارس أثناء تعلم الطفل .

ـ قلة معلومات الطفل حول الموضوع الذي يدور النقاش حوله .



خطوات العلاج :

هناك العديد من الطرق التي يمكن بوساطتها مساعدة الطفل على تخفيف حدة التأتأة لديه . ويرى الخبراء أن هذه الطرق يمكن تصنيفها تحت عنوانين : العنوان الأول : " التأتأة بسهولة أكثر" ، أي تخفيف حدة التأتأة ، والعنوان الثاني : " التحدث بطلاقة أكثر " والطريقة الأولى تهدف إلى مساعدة الطفل المصاب على تخفيف حدة التوتر والقلق لديه وتعديل أوقات التأتأة بحيث لا تؤثر على قدرته على الكلام . وأما الطريقة الثانية فيكون الاهتمام فيها منصباً على تدريب الطفل على مهارات الطلاقة اللفظية مثل : تنظيم التنفس ، البداية السهلة ، التحدث ببطء .



وبوجه عام فإنه يمكن ترتيب خطوات العلاج كما يلي :

ـ عرض الطفل المصاب على الطبيب لتتبع الأسباب العضوية ومعالجتها إن وجدت .

ـ عرض الطفل على المرشد النفسي لتخليصه من الضغوط النفسية ، والانفعالات الحادة إن وجدت .

ـ وضع الطفل في بيئة مريحة خالية من المشكلات والضغوط .

ـ العمل المتواصل على تنمية ثقته بنفسه ؛ وذلك من خلال تخليصه مما قد يشعر به من خوف أو خجل .

ـ التعزيز المتواصل للنجاحات التي يحرزها في الحديث أو في الأعمال المدرسية.

ـ عدم السخرية من الطفل المصاب أو الضجر منه أثناء الحديث .

ـ تدريب الطفل المصاب على الاسترخاء وعلى التحدث ببطء ، ابتداءً بالألفاظ السهلة ، ومخاطبته بألفاظ سهلة ومفهومة .

ـ إعطاء الطفل فرصة كاملة للتعبير عن نفسه ، وتجاهل معاناته .

ـ التحدث إليه حول موضوعات يعرفها وبأسلوب فيه إثارة وتشويق .

ـ إشباع حاجته إلى الحب والحنان .

ـ اجتناب كثرة التوجيهات والانتقادات .

ـ تبصير الوالدين بضرورة تحاشي المشاحنات والخلافات وأساليب القمع والقسوة ، والتدليل الزائد وإظهار الاهتمام والقلق المبالغ فيه تجاه الطفل .



ومن النصائح التي يمكن توجيهها للوالدين وللمعلمين أثناء التحدث إلى طفل مصاب بالتأتأة ما يلي :

ـ التحدث معه ببطء والتوقف قليلاً بعد كل جملة ، وهذا الأسلوب قد يساعده على التقليل من سرعته في الكلام ، وربما يزيد قدرته على الطلاقة اللغوية .

ـ عدم مقاطعته أثناء الكلام .

ـ عدم اللجوء إلى مساعدته بإتمام الكلام الذي يريد قوله .

ـ تركه على سجيته وعدم محاولة تقديم النصح له أثناء الكلام ؛ لأن ذلك من شأنه أن يشعره بعجزه .

ـ عدم إشعاره بالضجر منه بسبب عدم قدرته على التعبير .

ـ التركيز على ما يقوله ، واجتناب التركيز على كيفية قوله .



فإذا أخذ الوالدان والمعلمون هذه الملاحظات بعين الاعتبار فإنهم بالتأكيد سينجحون في وقف تطور التأتأة عند الأطفال الصغار ، أما الراشدون فإن بإمكانهم التدرب على مهارات إخفاء التأتأة والتعايش معها .

amirateljazayer
2012-11-27, 11:27
شكرا لك على هذا الموضوع..
وجدت معلومات لم اسمع عنها من قبل
فبارك الله فيك

ibnbacyac@gmail.com
2015-02-16, 12:06
شكرا اخي الكريم لهذه النصائح القيمة