تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : التعليم أسلوب بقلمــــي


thepathfinder
2012-11-26, 09:33
للتّعليم ثلاث أقطاب، المعلّم و العلم والمتعلّم(مثلّث التعليم)
وهناك علاقة تربط كل قُطب بالآخر
المعلّم و العلم تربطهما علاقة التّكوين (formation)
المعلّم و التّلميذ تربطهما علاقة التّدريس و التلّقين
العلم والمتعلم لا تربطهما أي علاقة و هنا يكمن دور الاستاذ فهو الوسيط و وسيلة النّقل الوحيدة للعلم ربّما يتساءل أحدهم و يقول كيف ذلك و العلم تعُجّ به مواقع الانترنت و الكتب والمكتبات،الجواب : إنّ المعلّم مثل العين للانسان لكي يبصر الاشياء لا بدّ له من شرطين: النّور و عين يبصر بها ، شرطان لازمان كذلك التلميذ كي يتعلم الاشياء لا بد له من العقل ومعلّم يهتدي به " وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (73) "(سورة الأنبياء)

مع بداية كل حصة لا بد من تسخير بعض الدقائق لمراجعة ما تم تناوله في الحصّة التي قبلها ثم بعد ذلك التمهيد لما سيتم تناوله في هذه الحصّة على شكل تساؤلات مثلا
Style direct et style indirect
Pourquoi on utilise ce style ?
C’est quoi le style direct ?
Quand on utilise ce style ?
Ou on utilise ce style ?
Comment ?
Quelle est la différence entre les deux style ?
On va répondre à ces questions aujourd’hui
Il est très important de maitriser les deux styles donc ouvrez bien les oreilles de vos cœurs
و في آخر الحصة لا تنسى أن تمنح التلاميذ فرصة لطرح تساءلتهم ، لكن قبل ذلك يجب أن تعرف طريقة الإجابة على الأسئلة و ليس الاجابة على الأسئلة بل طريقة الإجابة على الأسئلة ، كيف ذلك؟

لا تفكر في البحث عن الإجابة الصحيحة للسؤال حذار !!! عليك ان تحدّد وتتحقّق أوّلا من نوع السؤال و ما المقصود منه ، هل هو إستفسار أو إمتحان لقدرتك على الإجابة أو هو تعجيزي أو إستهزاء أو ... ، الأستاذ ليس مطالبا بالاجابة إلاّ على الاستفسار، ليس عيبا أن يسأل التلميذ أستاذه، العيب إذا طرح التلميذ سؤالا على الأستاذ قبل أن يطرحه على نفسه، و إذا كان السؤال تعجيزيا أو له غرض آخر فإنّ أفضل طريقة للإجابة عليه"هي بسؤال مثله له علاقة بدرس اليوم ، مثلا ذات يوم سأل رجلٌ الإمام الشّعبي رحمه الله وهو يخطب في حلقة ذكر و قال له كم عدد زوجات ابليس؟؟؟؟؟؟؟؟ فأجابه بسؤال مثله فقال له الإمام : هل تحفظ سورة الاخلاص ؟ فقال الرّجل: نعم، فقال له الإمام : هل تعرف معنى كلمة الصّمد ؟ فقال الرّجل: لا، فقال له الإمام : يجدر بك أن تعرف أولا معنى الصّمد قبل أن تعرف إبليس و عدد زوجاته. باختصار طريقة الإجابة أهم من الإجابة

عليك بالتعطيش...بحيث تهيء المتعلم لتشعره للحاجة الى معلومتك...فإذا نجحت في هذا و طلب منك أن تسقيه بمعلوماتك فلا تعطه الكأس كاملا بل أعطه نصفها فقط، فإن طلب منك ان تزيده فأعطه النصف الآخر وإن لم يفعل فهذا يعني أنه لا يستحقها(لم يعطش بعد)
التحلّي بالصبر و اقتناص لحظة العطش لاستغلالها أحسن استغلال مثلا لو كنت تريد تمرير خبر إلى صديقك عبر الهاتف فإنه من الغباء أن تبدأ الكلام و الهاتف ما زال يرنّ ، عليك أن تتّحقق أوّلا أن صديقك قد رفع سماعة الهاتف ثم تبدأ بتمرير المعلومات...فكذلك ، تأكّد أنك في نفس الموجة مع التلاميذ فإذا لاحظت أنّ المتعلّم لم يرفع سمّاعة عقله تمهّل و مهِّد له الطّريق


يجدر بك أن تصل إلى قلب المتعلّم قبل عقله
عليك بالتّفريغ ثم التّلقين

أترك فراغ بين المعلم و المتعلم لأن المعلِّم لديه العلم . يملأ ذلك الفراغ بالإحترام و هو شرط ضروري لضمان مرور المعرفة لأن من لديه العلم لديه السّلطة
qui possède le savoir possède le pouvoir quelque part
مثلا سيدنا موسى سأل سيدنا الخضر بأدب و احترام " قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا " فبدأ سيدنا الخضر يضع الشروط لأنّ لديه العلم " قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) "
إثنان لا يتعلّمان المُستحي و المُتكبّر، فلا تجعل الجوّ يدعو الى الإستحياء أو التّكبّر مثلا لا تدخل في أيّ نوع من المنافسة مع التّلاميذ حتى لا يتكبّروا عليك ، ولا تعِب جهلهم فيستحوا منك
مهما كان عمر التلاميذ فأن مستواهم متباين و كذلك أخلاقهم لذلك فإنه مهما كان أسلوب الاستاذ فلا بدّ من وقوع مشاكل في التّعامل أو في التّعليم على المعلّم أن يجيد التّصرف معها
إن أنجع وسيلة هي تقسيم المشكلة لكي يتمكّن من احتوائها إذ يجب عليه أن يضع النّجباء في كفّة و الكسلاء و المهملين في كفّة أخرى و يعمل على أن يكون واضحا للتّلاميذ ان الاستاذ لديه كفّتان إحداهما يحبّها و يكافئ كل من يسعى لأن ينتمي اليها و الأخرى يبغضها و يعاقب كل من تُسوّل له نفسه أن يقترب منها
لكن الترتيب مهمّ جدّا إذ يجب سقي شجرة الخير ثم تقليم شجرة الشر ثمّ اقتلاعها، بِكسب النّجباء أوّلا ثمّ يأتي بعد ذلك أمر المهمِلين و هذا هو أسلوب القرآن، الأدلّة كثيرة أكتفي بهذا الدّليل " كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) "(آل عمران) الامر بالمعروف أوّلا ثم النّهي عن المنكر
لكل عمل هدف، غرض و مغزىbut, cause et objectif
كي تكون معلّما ناجحا يجدر بك أن تتّخذ انتقال المعرفة بين قطبي العلم و التلميذ هدفا لك،و كسب الرّزق الحلال عن طريق التعليم غرضا لك وأن يكون المغزى الذي تصبو إليه (وهو ما يحاسب عليه الانسان) نشر العلم النّافع لقوله تعالى " أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) "( سورة الأنعام) نعم يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ وليس لنفسه أو في الجرائد أو في المكتبات ، الفرق بين الجاهل و المتعلم كالفرق بين الحيّ و الميّت
يا أيها الرَّجل المعلِّمُ غَيـْـــــــــــــــــــــــــــرَه هلاّ لِنفسِك كان ذا التّعليــــــــم
تصِف الدّواء لذِي السِّقام و ذي الضَّنى كي ما يَصحَّ به و أنتَ سَقيــــــــم
إبدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّـــــــــــــــــــــها فإذا انتهت عنه فأنت حكيـــــــم
و هناك يُسمَع ما تقول و يُقتـــــــــــــدَى بالعِلم مِنْك و ينفع التّعليــــــــــم
لا تَنْه عن خُلُقٍ و تَأتي مثـــــــــــــــــــله عارٌ عليك إذا فعَلتَ عظيــــــم

thepathfinder
2012-12-03, 14:49
اين الرّدود

أسماء أماني*
2012-12-03, 14:56
Salam
Rebbi yahfedek, un post très intéréssant
.Merci encore une fois.

pimnola
2012-12-03, 15:30
بارك الله فيك اخي الكريم
انا مع هذه العبارة 100%

(تتحقّق أوّلا من نوع السؤال و ما المقصود منه ، هل هو إستفسار أو إمتحان لقدرتك على الإجابة أو هو تعجيزي أو إستهزاء)

لانه بفهم الغرض اللذي يدفع بالطالب الى طرح السؤال، يمكن التعامل معه بكل ليونة، و الدفع به الى الاهتمام اكثر فاكثر و البحث المطول عبر مختلف المراجع، ليس فقط ليفهم درسه، بل ليوسع معلوماته و بالتالي تصبح لديه خلفية علمية حقيقية يمكنه الاعتماد عليها مستقبلا.

thepathfinder
2012-12-04, 11:49
شكرا لتفاعلكم مع الموضوع لأن آراءكم تساهم في إثراءه




الأخت pimnola لفتة رائعة لأنه قيل مند القدم إذا عُرِف السّبب بَطُل العَجَب
جزاكم الله خيرا