المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (محاربة المشروع الإسلامي بسوريا) كلمة مرئية للشيخ الدكتور إياد قنيبي


شمس الدين
2012-11-25, 14:54
http://im14.gulfup.com/dnGQ1.png (http://www.as-ansar.com/vb/showthread.php?t=74830)



محاربة المشروع الإسلامي بسوريا
د. إياد قنيبي
1. شكر لفرنسا
2. تطمين لأوباما
3. وتبرؤ من التطرف والإرهاب.


هذه هي الأهداف الثلاثة لتشكيل الائتلاف الوطني السوري.

من الذي يعرف التطرف ويحكم على فصيل بأنه إرهابي؟!

https://www.youtube.com/watch?v=3Ngr_OdF8CA
__________________________________________________ ___________________________________

محاربة المشروع الإسلامي بسوريا

السلام عليكم ورحمة الله.
ما هو الموقف من الائتلاف الوطني السوري؟

إخواني المتابع للأحداث يرى بوضوح أن العالم الغربي ومعه الكيان الصهيوني كان راضيا بل داعما في الحقيقة للمجازر ضد الشعب السوري المسلم. أكثر من سنة ونصف والنظام النصيري المجرم يقتل ويغتصب ويعذب ويشرد، والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا، إلا بتصريحات خبيثة منذ عدة أشهر تتركز حول الاستياء من ظهور فصائل مجاهدة نقية تسعى بعد التخلص من الأسد إلى إقامة حكم إسلامي، وتصريحاتٍ تخشى من وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي المجاهدين و من تهديدهم للكيان الصهيوني، وتصريحات تخشى من أن يتسبب طول أمد الصراع في سوريا في اكتساب هذه الفصائل المجاهدة شعبية وتأييدا كبيرا لدى الشعب السوري.
لذا فقد عمل المجتمع الدولي خلال هذه الفترة على تشكيل كيان سياسي عسكري لا ليسقط به نظام الأسد، فهذا النظام ساقط لا محالة، بل ليمنع به قيام كيان إسلامي نقي بعد الأسد. وتدخل المجتمع الدولي في بعض الأحايين للإبقاء على الأسد إلى حين ضمان تبعية هذا الكيان وإنهاك الشعب السوري والفصائل المقاتلة لترضى بتقديم التنازلات. وعندما أصبح الوقت مناسبا، وتنامت الظاهرة الجهادية في سوريا وكادت تقطف الثمرة، إذا بالمجتمع الدولي يطل علينا بما يسمى الائتلاف الوطني السوري.


ما الهدف من تشكيل هذا الائتلاف؟
أولا: يراد لهذا الائتلاف أن يصبح دمية جديدة مكان النظام النصيري تضمن به أمريكا مصالحها في المنطقة ويضمن به الكيان الصهيوني استمرار دور تأمين حدوده الذي مارسه النظام النصيري لأكثر من أربعين عاما. هذا إخواني ليس توقعات ولا تحليلات، بل هو منطوق تصريحاتهم. فها هو رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو يقول أول امس الأربعاء أن بلاده تواجه تحديا جديدا في سوريا لوجود "قوى تابعة للجهاد العالمي" أكثر عداء لإسرائيل في هذا البلد، يقصد من العداء الذي تظاهر به نظام الأسد من قبل.
http://aljazeera.net/news/pages/0c61...GoogleStatID=1 (http://aljazeera.net/news/pages/0c61b179-2597-42b8-b4ac-b54cd1df7ce0?GoogleStatID=1)
ولهذا قامت المدفعية الصهيونية بقصف قوات مقاتلة سورية يوم الأحد الماضي كانت تحاصر قوات لنظام الأسد وتتفاوض معها على الاستسلام، فتدخلت المدفعية الصهيونية لفك الحصار عن قوات الأسد.
http://islammemo.cc/akhbar/arab/2012/11/12/158367.html
ثانيا: يراد لهذا الائتلاف أن ينشئ دولة ديمقراطية بالاسم، غربية التبعية في الواقع لتفويت الفرصة على المجاهدين الذين يسعون إلى تكليل جهاد الشعب السوري بإقامة دولة إسلامية. لذا فقد أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء الماضي أن فرنسا تعترف بالائتلاف السوري الوطني بصفته (الممثل الوحيد للشعب السوري وبالتالي الحكومة المؤقتة المستقبلية لسوريا الديموقراطية). ركز هنا على عبارة (لسوريا الديمقراطية).

والذي يظن أن سوريا بعيدة عن قيام دولة إسلامية فيها وأن الغرب لا يحسب حسابا لهذا هو في غاية الغفلة عن الواقع، قد أصابته لوثة العجز وعقدة الضعف واليأس التي يراد تكريسها في نفوس المسلمين.

ثالثا وهو الدور الأهم: يراد لهذا الائتلاف أن ينوب عن القوى الغربية في مقاتلة المجاهدين وتصفيتهم. فالصورة التي يراد رسمها الآن على النحو التالي:

تشكل ائتلاف من قوى معارضة لنظام الأسد، هذا الائتلاف يتمتع بالشرعية الدينية والاجتماعية إذ على رأسه شيخ وابن شيخ صاحب خطاب ديني ومن عائلة عريقة لها مواقفها. المهمة المعلنة لهذا الائتلاف هي الإطاحة بنظام الأسد ووقف المعاناة الطويلة للشعب السوري...مهمة عظيمة صعبة لا تستغني عن الدعم الدولي –زعموا-...المجتمع الدولي على استعداد لتقديم الدعم. لكنه قلق من وجود عناصر متطرفة قد تسيء استخدام هذا الدعم. إذن سيدعو هذا الائتلاف الفصائل المجاهدة إلى الانضواء تحت رايته والتخلى عن بعض طروحاتها المقلقة للمجتمع الدولي...طبعا لن تقبل هذه الفصائل. عدم قبولها تمزيق للصف وتفويت للفرصة التاريخية من تحصيل الدعم. إذن ففي عيون الشعب، سيصبح وجود هذه الفصائل هو العقبة الكأداء أمام النضال في سبيل الحرية...وجود هذه الفصائل هو السبب في استمرار معاناتهم، بل إن النظام النصيري مستفيد من وجود هذه الفصائل لأنها تطيل بقاءه وتنفر المجتمع الدولي عن المساعدة في محاربته! إذن فالحل هو في التخلص من هذه الفصائل. لكن لها حضورا وشعبية لدى الشعب المسلم...لا بد إذن من حملة التشويهات لصورة هذه الفصائل الجهادية والقيام بعمليات دموية "إرهابية" ونسبتها إلى الفصائل الجهادية وافتعال المناوشات بينها وبين أتباع هذا الائتلاف الجديد وإظهارها على أنها تركت الحرب ضد الأسد وتوجهت لتكفير وتفجير أتباع ومؤيدي هذا الائتلاف!
هذه الصورة التي يراد رسمها وإقناع الناس بها.

هل ما أقوله إخواني هو استنتاجات وتشاؤم وسوء ظن؟ بل هو عين ما تصرح به القيادات الغربية بكل وقاحة. فها هو أوباما يصرح بأنه يمتنع عن دعم الائتلاف لوجود عناصر متطرفة على الأرض في سوريا. إذن ما المطلوب حتى يسمح بالتسليح؟ التخلص من هذه العناصر. وها هو أول أمس الأربعاء 14-11-2012 يقول: (لقد شاهدنا وجود عناصر متطرفة تندس فى المعارضة)، ويقول: (كما تعرفون، فإن أحد الاشياء التى يجب أن نحترس منها، وبشكل خاص عندما نبدأ الحديث عن تسليح المعارضة، هو أننا لا نضع بشكل غير مباشر الأسلحة فى أيدي مجموعة ستضر الأمريكيين أو الإسرائيليين أو ستشترك فى أعمال تضر بأمننا القومي)...طبعا هؤلاء يسمون المجاهدين (عناصر مندسة)، وإلا فهم يعلمون أنهم نبض الشارع السوري ويحظون بتأييد شعبي متنامٍ، وإلا لما خافوا من وجودهم.

وقد عبر رئيس الائتلاف الجديد "الشيخ" الخطيب عن ذلك إذ قال في أول تصريح له السبت الماضي:
(اليوم اعترفت الولايات المتحدة بالائتلاف ممثلا وحيدا للشعب السوري ولكنها علقت ذلك على تأكدها من أن الائتلاف يمثل الشعب السوري حقيقة … هذه لحظة تاريخية .. أرجو الله أن لا نخذلكم فلا تخذلونا أرجوكم .. أريد أن يكون شعار الجمعة القادمة : (يا أوباما لا تخاف .. كلنا مع الائتلاف)...ثم يبدو أن بعض من حوله أشاروا عليه بأن هذه الكلمات فاضحة لتبعيتهم فغير الشعار إلى: (يا أوباما اسماع اسماع كلنا مع الائتلاف)!

وقال في هذا الخطاب أيضا: (نريد أول شيء أن نتوحد ولا يأتي شخص بتصريح على فضائية يخرب كل شيء ويعطي انطباعا أننا متمزقون). إذن أصبحوا هم الممثل الشرعي الوحيد، ومن يصرح بأي شيء خارج عن السياسات الغربية فهو مخرب خرب كل شيء ومزق شمل الشعب السوري...سبحان الله!

وظهرت التبعية وتنفيذ المخططات واضحة في قول هذا الرئيس للائتلاف في اول خطاب له:
(أريد لافتات فيها شكر للرئيس الفرنسي ولافتات (الشعب السوري واحد) ولا فتات عليها : (لا تطرف لا إرهاب) .. افهم افهم يا حباب...أريد أن تظهر طبيعة الشعب السوري وأن لا تكون هناك تطرفات في أفكاره)
إذن شكر لفرنسا، تطمين لأوباما، وتبرؤ من التطرف والإرهاب. من الذي يعرف التطرف ويحكم على فصيل بأنه متطرف؟ طبعا أوباما الذي نطمئنه، و فرنسوا هولاند الذي سيمدنا بالسلاح!

إذن فالدور المطلوب من الائتلاف هو ذاته الدور المطلوب من الصحوات في العراق، وكرزاي في أفغانستان، وشيخ شريف في الصومال...محاربة المجاهدين ومنع قيام دولة إسلامية...ولا بد أن يكون ذلك على يد شخص له "شرعية" دينية من قبل مثل رباني وسياف في أفغانستان وشيخ شريف في الصومال.

لذا فتسمية هذه الصنيعة الغربية بالائتلاف تسمية مسمومة، إنما هو تجمع ضرار. لا ندعوا إلى مبادرة هذا الائتلاف بالسلاح، بل ندعوا إخواننا إلى تجنب المواجهة معه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. لكننا نخشى أن يبادر هذا الائتلاف بالعدوان ولا يدع لهم خيارا آخر.
في الخلاصة، ما المطلوب من الشعب السوري ومن المجاهدين ومن الشعوب الإسلامية؟

نقول باختصار: أيها الشعب السوري المسلم، تذكر قول الله تعالى في سورة الأعراف بعد أن ذكر ما كان من فرعون إذ قال: سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون...

((قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (128) قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون (129) ))
استعينوا بالله واصبروا...العاقبة للمتقين...قالوا: (أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا)...كأنهم يلمحون بأن أذيتنا كان لها ارتباط بك يا موسى. ففرعون قتل أبناءنا لخوفه من ظهور نبي من بني إسرائيل يكون زوال ملكه على يديه، ثم فرعون الآن يقتلنا ويستحيي نساءنا لأننا آمنا بك، وقد طال البلاء ولا نرى لهذه المعاناة من نهاية...مل قوم موسى وأنهكوا وزلزلوا، لكنه قال بلغة واثقة مطمئنة: (عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون).

فقف أيها الشعب مع المجاهدين المخلصين الذين فدوك بأرواحهم وتركوا البلاد والأولاد ليدافعوا عن عرضك... ولا ينفذون أجندة أحد، إنما لتكون كلمة الله هي العليا.
اعتقاد أنه لا نصر لكم إلا بتدخل المجتمع الدولي اعتقاد فاسد وسوء ظن بالله نجلكم عنه أيها الشعب السوري. بل إن الله عز وجل أراكم بشائر النصر على يد ثلة من المجاهدين لا تدعمهم أية دولة، وما تكالب المجتمع الدولي إلا بعدما رأى ما لم يتوقعه من انتصارات لهذه الفئة المؤمنة. فتولوا إخوانكم والتفوا حولهم...((إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( 55 ) ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون (56) ))
ثم يا ساداتنا المجاهدين في سوريا على اختلاف فصائلكم، يا من تقاتلون نجدة لإخوانكم ولإقامة حكم إسلامي خالص...إن حصلتم معية الله فمكر أولئك هو يبور، فلستم أنتم من تقفون أمامهم حينئذ بل: ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين))...
وأيتها الشعوب الإسلامية...الشام الآن هي الأمل...لا يليق بها إلا أن أن تكون شام العزة والإيمان، لا شام الشقاق والنفاق. فالمدافعون عن أعراض المسلمات، الذين يريدون أن تكون كلمة الله هي العليا...أولئك لهم عليكم حق الإعانة بكل الأشكال الممكنة. فانصروهم ولا تخذلوهم.

((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))
والسلام عليكم ورحمة الله.

أبو عمر الفاروق
2012-11-25, 15:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت أود التعليق بعد أن أرى بعض مشاركات الإخوة الذين يؤيدون الجيش الحر الذي يقاتل من أجل سوريا والحرية والديمقراطية، لكن خشيت أن يتجنبوا التعليق على خبرك هذا مثلما تجنبوا التعليق على خبر تبرأ هذه الكتائب من الإئتلاف السوري بينما تجندوا صفا صفا في موضوع عدم اعتراف الجزائر بهذا الائتلاف، وعلى العموم سأطرح بعض التساؤلات بدل التعليق على موضوعك :
أولا يقولون أن هذه الكتائب شجعها بشار على الانشقاق عن الجيش الحر حتى تتهم المعارضة بأنها تدعم القاعدة فترفض دول الغرب تسليح المعارضة، فهل هؤلاء يدعمون النصيريين حقا ؟
ثانيا ماذا ينوي هذا الجيش فعله مع الجيش الآخر الذي يقاتل من أجل الحرية والديمقراطية ومن أجل سوريا بصفة عامة ؟ ويرفض فكرة عدم الولاء للإتلاف السوري وقيام إمارة إسلامية ؟
أخيرا هلا تم تأجيل إعلان دولتهم حتى ينجو ما تبقى من الشعب السوري بجلده أو يفر مثل باقي اللاجئين إلى حين فوز الحاكم الجديد لسوريا وحتى لا تتهمون وأتهم بعدكم بالتحريض والتفريق بين المعارضة المسلحة أو بدعم النصيريين.

شمس الدين
2012-11-25, 22:22
شكرا أبو عمر الفاروق (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=419208)
على التعقيب

شمس الدين
2012-11-26, 14:51
يرفع للاهمية

أبو هاجر القحطاني
2012-11-26, 15:05
حديث الخنادق لا حديث الفنادق

طلحة الخير
2012-11-26, 16:38
الجواب بائن وجلي ولله در من اذا تكلم اسمع وإذا ضرب جندل

أبو عمر الفاروق
2012-11-26, 22:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شكر على تعقيب شمسو
في انتظار التعليق على التعقيب

طلحة الخير
2012-11-27, 22:20
السلام عليكم ورحمة الله.
إخوتي الكرام بعد كلمة (محاربة المشروع الإسلامي بسوريا) اعتبر البعض أننا لم نراع في كلمتنا معاناة الشعب السوري، وتكلموا معنا وكأنهم أحرص منا على انتهاء المعاناة، ولعل هؤلاء الإخوة يفترضون أن تشكيل الائتلاف سينهي المعاناة وأننا نسلم لهم بذلك ومع ذلك نرفضه للأسباب الواردة في الكلمة. فهل بالفعل يمكن لتشكيل الائتلاف بمظلة غربية أن يسرع في إنهاء المعاناة؟

بداية، نحن كمسلمين نؤمن بأنا خُلقنا في هذه الحياة ليبتلينا الله، ومن ثم ((ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى))، ونعلم أن الله عز وجل يستطيع أن ينهي المعاناة بخارقة من عنده لكنه لم يفعل، ليبتلينا وينظر ماذا نحن فاعلون: ((ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض))...يبتلينا سبحانه ليرى من سينجح في الاختبار: ((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم))...

فليس هدف المؤمن الخروجَ من البلاء بأي شكل كان، بل الخروج منه بنجاح:
فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى.
هدف المؤمن أن يتصرف في البلاء بما يرضي الله. وهذا الذي قام به الشعب السوري البطل حتى الآن، وهذا هو النجاح الذي نخشى أن يضيعه تشكيل الائتلاف بحرف مسار الثورة وإقناع الناس بمآلات تجعلهم كمن عمل بعمل أهل الجنة حتى ما كان بينه وبينها إلا شبر ثم عمل بعمل أهل النار فدخلها.

بعد هذه المقدمة، وبعيدا عن النجاح أو الإخفاق في اختبار البلاء، هل تشكيل الائتلاف بمظلة غربية يسرع بالفعل في إنهاء المعاناة؟
سنجيب عن هذا السؤال من ناحية القوى الغربية ومن ناحية النظام الأسدي ومن ناحية الشعب السوري:

أما من ناحية القوى الغربية، فهي يقينا لا يهمها إنهاء المعاناة، فالله وصفهم بقوله: ((ودوا ما عنتم)) يعني يحبون ما يشق عليكم، يستمتعون بضرركم! فإن ارتأت القوى الغربية لها مصلحة في تطويل المعاناة فسيكون لها هذه المرة سبيل جديد إلى ذلك! وهو نقل المعركة بين المجاهدين وقوى الكفر لتصبح معركة بين المجاهدين والمستغفلين من المسلمين الذين انخرطوا في الائتلاف والمدافعين عنهم والمبررين لهم.

وقد يسعى المجتمع الدولي إلى تأجيج الفرقة والخلاف بين المسلمين من خلال دعمه المكشوف للائتلاف وتأليبه للائتلاف علنا على الفصائل المجاهدة، لإحراج هذا الائتلاف وإضعافه هو نفسه مع أنه صنيعتها، وذلك لجعله معتمدا عليها حتى لا يخرج عن طوعها. وتوصيات مراكز التخطيط الاستراتيجي الغربية تشير إلى هذه المنهجية في التعامل مع الحركات "المعتدلة" وضرورة ألا يشغل استخدامها لضرب التيارات الجهادية عن إضعافها أمام الناس لترويضها وكبح جماحها ومنع خروجها عن الخط المرسوم لها.

فالقوى الغربية لا تتعامل مع الائتلاف وأمثاله كحلفاء ولا كأصدقاء، وإنما كأداة مرحلية لتنفيذ مهمة تخدم مصالحها. ولن تقدم له السلاح – إن قدمته- لخدمة الثورة، بل خشية من أن يؤول أمر الثورة ليد المجاهدين. قال جاستين فايس الباحث في معهد «بروكينغز»: (إن عدم التدخل عسكريا في سوريا أدى إلى اتخاذ الصراع ضد النظام منحى راديكاليا، يعني متطرفا، وهو ما يفسح المجال لدخول الجهاديين والقاعدة، ولنشوب حرب أهلية ستكون لها تبعات على الأردن والعراق وعلى التوازنات في لبنان). وقالت مارينا اوتاواي، الباحثة في مركز «كارنيغي» الأمريكي في (14/11/2012): « الولايات المتحدة تريد تنظيما عسكريا موحدا .. يمكن أن ترسل إليه المساعدات المالية والعسكرية ويقطع الطريق أمام الجهاديين »

إذن فالقوى الغربية شكلت الائتلاف لا لتعجيل إسقاط الأسد، بل لتعجيل إجهاض المشروع الإسلامي الجهادي. وإلا فلو كان الغرب مهتما بالتعجيل في إسقاط الأسد لحسم المسألة بتدخل عسكري لا يتوقع أن يكلف الكثير مع هذا النظام المترنح، بل كفى منه أن يوعز إلى دول الجوار بغض الطرف عن تدفق المجاهدين والدعم المادي إلى الأراضي السورية. لكننا بدلا من ذلك رأينا تضييقا مفاجئا من بعض دول الجوار بعد تراخٍ، وذلك لسد هذا الباب حتى لا يكون للمجاهدين والدعم الشعبي المالي دور في رسم مستقبل سوريا.

هذا كله عدا عن المسألة الخطيرة المهمة، ألا وهي أن المجتمع الدولي يسعى من خلال تشكيل الائتلاف إلى المحافظة على الطائفة النصيرية التي خدمته طويلا وتطعيم نظامها ببعض الطوائف الأخرى ليبني الدولة المدنية التي يتكلمون عنها، وقد بدأ الائتلاف بالتجاوب مع هذا المخطط والتمهيد له بالفعل، كما سنرى في الكلمة القادمة بإذن الله، بغض النظر عن نوايا أعضائه في ذلك. فكيف ستنتهي المعاناة إن بقي النظام الطائفي؟

ثانيا: من ناحية نظام الأسد، يُتوقع لهذا النظام أن يتذرع بهذا الدعم الغربي للائتلاف الوطني ليبرر به إجرامه وقمعه للمسلمين الخارجين عليه على اعتبار أنهم عملاء لأمريكا وفرنسا في زعمه، ويتوقع أن يشتد التلبيس على الذين يرون في هذا النظام نظام مقاومة وممانعة يقف في وجه القوى الإمبريالية كما يقولون. لذا فتشكيل الائتلاف بالمظلة الغربية يقوي شوكة الأسد من هذه الناحية.

ثالثا: من ناحية الشعب السوري، الجهاد في سوريا حتى اللحظة نقي ناصع واضح الأهداف. وهذا النقاء يرفع معنويات المقاتلين ويرفع معنويات الشعب السوري. ولذا رأينا من هذا الشعب الصمود والصبر والبطولات منقطعة النظير. إذا بدأ الدعم الغربي المشروط فلا نتوقع حينئذ معنويات مماثلة لدى المقاتلين وهم يرون القوى الغربية تحاول استخدامهم ضد الأسد لتحقيق أجنداتها. فالمسألة لن تكون حينئذ صراع حق وباطل كما كانت طوال الأشهر الماضية، بل صراع باطل وباطل بالوكالة، تحقق فيه القوى الغربية أجنداتها، بينما يبحث المسلمون في ثناياه وهوامشه وفلتاته العارضة عن فتات الكرامة.

فهل نتوقع صمودا وتضحية من شعب ومقاتلين يرون الساسة الغربيين جالسين ينتظرون انتهاء المعركة ليقطفوا الثمار كالتي نتوقعها عندما يكون قتالهم وصبرهم لتكون كلمة الله هي العليا؟!

ثم إذا وقع المحذور بصدام الائتلاف مع الفصائل المجاهدة كما هو مخطط، واقترن به التشويه الإعلامي الذي يحول المعتدي إلى ضحية والمعتدى عليه إلى جانٍ، فأي أثر سلبي سيكون لذلك على معنويات كل مسلم في سوريا بل في العالم؟! وكم سيتردد المخلصون في دعم هذا الجهاد بالنفس أو بالمال وقد تحول الجهاد في نظرهم إلى "فتنة بين المسلمين"؟! وكم سينجح المجتمع الدولي في إيهام الناس أنه حيثما وجد الجهاد وجدت المشاكل وانعدام الاستقرار والمعاناة التي لا تنتهي ليقنع الناس بالدبلوماسية والتنازلات بديلة عن المشروع الجهادي.

والأهم مما سبق جميعا إخواني هو الدور السلبي لتشكيل لائتلاف في تشويش نية الشعب ومقصده من القتال. فقبل ظهور الائتلاف كانت النية المعلنة لدى الناس ببساطتهم وسلامة فطرتهم: "لتكون كلمة الله هي العليا"، وكان يرجى لهم حسن العاقبة بذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)). ثم اقترن بولادة الائتلاف العزف على نغمة "لتكون كلمة الشعب هي العليا" وإدخال الناس في دهاليز الديمقراطية و"حكم الأغلبية" و"عدم فرض الدولة الإسلامية بالقوة" وهذه الفلسفات التي كان الناس في غنى عنها، والتي لا يمكن أن يأخذ من مات في سبيلها حكم من قاتل حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله.

من أجل ما سبق جميعا، فإننا لا نقر لمخالفينا بأن تشكيل الائتلاف بمظلة غربية سيسرع في إنهاء حكم بشار. وحتى لو أنهاه سريعا بالفعل، وهذا محتمل، فإن ذلك لا يعني انتهاء المعاناة، إذ يخطط المجتمع الدولي لإزالة الشوكة التي اسمها بشار وإبقاء جذور يمكنها أن تنبت ألف بشار إضرار بالمشروع الإسلامي في سوريا التي تجذرت فيها الحالة الجهادية. فإذا نجح المجتمع الدولي في استخدام قفاز الائتلاف لأداء هذه المهمة القذرة فستستمر المعاناة، وسيستمر سفك الدماء، لكن بدلا من أن تسفك في سبيل الله فيُخشى أن تسفك في حرب بين فصائل كان يمكن أن تتحد على بناء مجد الأمة، وسيكون المستفيد الأوحد من ذلك كلاب الغرب التي ولغت في ماء الثورة السورية فنجسته، والخاسر الأكبر الشعب السوري الذي لا انتهت معاناته ولا تُوجت تضحياته بمجد للأمة.

فليدرك أهلنا في سوريا أنهم خاضوا غمار معركة لن تسفر عن نتيجة هزيلة كالتي رأيناها في دول الربيع العربي، من فتات حرية أو قليل تنفيس...بل هما خياران لا يبدو في الأفق لهما ثالث: إما الصبر والنصر والتمكين ولو بعد حين، وإما استعجال الفرج بوسائل تلوث الثورة وتفسد المآل ثم هي لا توقف المعاناة.

ونقول للائمينا: نعم، بالفعل، كفى دماء وكفى عذابا وآلاما دون التمكين المنشود...لذلك تعلموا الدرس نرجوكم، حرام عليكم، اتقوا الله في الشعوب. فقد حرف منطقكم ألف ثورة من قبل وضيع الدماء الزكية وما عاد على الأمة إلا بتعميق يأسها وتمرير أجندات عدوها وفرحته بخيبتكم، وسخط الله على من حادوا عن شرعه وعن طريق نبيه بفلسفات ظنوها عقلا وحكمة ودهاء. فتعلموا واتعظوا والعاقل من اتعظ بغيره.
والسلام عليكم ورحمة الله.