gotcha
2009-03-25, 10:19
يحيط بنا صمت، وهدوء، وسكينة روح، وألوان الأزهار مضيئة وكأنّها سرقت من أهل الجنّة، وريحها لا تكاد تشبع منه الأنفاس... ولأنّ التي تعوّدت على الأحلام ونسيت أن تخطّط للأيام وتُعدّ العدّة لما هو آت دوما تلقى المفاجآت، أبدا تهتزّ حيال ما لم تتوقّع، وتعلو وجهها علامة تعجّب، وتنبهر فقط لأنّها لم تكن تنتظر، وهكذا تقع المزهرية وتنكسر
http://i4.photobucket.com/albums/y123/poornima_vijayan/brokenvase.jpg
وتثير الهلع في قلبها الواهم، ثمّ تستبدّ بها الحسرة أيّما استبداد إلى أن ينال منها الإحباط فتسقط جريحة... يصعب علينا ونحن في مثل هذه الحالة إدراك العالم على حقيقته، فتختلط علينا ألوان الطيف ويصعب علينا تمييز بعضها عن بعض، فنعتقد أنها كلّها رمادية، كما أنّ الهواء يصير ثقيلا صعب الاستنشاق، كريها كلّه تبغ محترق، إنّه الاختناق، فالمزهرية التي كانت تعلّق إليها بصرها تستمدّ نشاطها وسعادتها منها أصبحت قطعا مشوّهة، إن اقتربت منها وحاولت عبثا جمعها، جرحت أصابعها وزاد سخطها على نفسها وعلى الحياة، وأحسّت بتشتّت مؤلم في أحاسيسها، وارتجاف مخيف في أعصابها...
http://lorgnonmelancolique.blog.lemonde.fr/files/2008/08/foret.1218522700.jpg
تحاول جاهدة طرد كلّ الأفكار السّامة التي تهدّ كيانها وتميت قلبها، تصرّ على التخلّص من اليأس الذي شدّ على نحرها يكاد يرديها قتيلة، تقاوم دموع الاستسلام أمام اجتماعهم على اضطهادها، تهشّ بيدها على الوساوس التي لا تكفّ تلدغها وتبثّ الرّعب بين عينيها، وتقوم أخيرا تغادر غرفة الذّكريات وتمضي تسعى إلى الأمام بخطوات تائهة تبحث عن نسمة هواء تشفيها، عن بصيص أمل يلهيها، عن صوت رنّان يحييها، عن أيّ شيء ينسيها، وتواصل البحث دون أن تلتفت إلى وحوش الدّرب المظلم، التي تطالها مخالب أيديها الآثمة تريد أن تثنيها، لكنّها تستمرّ رغم البكاء الذي تمسكه بصعوبة، رغم إلحاح حاجتها إلى من يمسك بيدها، يحميها ويقودها في سيرها، رغم الخذلان الذي يحاصرها يكاد يفتك بكل رغبة في الوجود بداخلها.
http://87.img.v4.skyrock.net/87d/angeenoir/pics/1200083174.jpg
كفى ! ستطول الطريق لو استمرت على هذه الحال، وتطول معها آلامها وعذاباتها، أنا أعلم أنّه كما في كلّ مرّة؛ لن تنكسر الوحدة، لن تخرج من العزلة، عليها أن تعتمد على نفسها، لم ولن يساعدها أحد أبدا، وربّما لن تصل إلى ربوتها المنشودة أبدا، وحتّى وإن وصلت فماذا ستبقي منها الأوجاع؟ جسما منهكا، عقلا مرهقا؟ أو إحساسا عقيما؟ الأولى لها أن تقف عند الخطوة الأولى، وترسم طريقها بدقّة، كي لا تضيع أحلامها من جديد، الأولى لها أن تضمّد جراحها أوّلا، أن تشدّ على نزيف روحها رغم الألم، قبل أن تستأنف السّير، الأولى أن تسعف نفسها قبل أن تخوض جهادها الطويل، الأولى أن تستجمع وميض الحياة الذي في قلبها قبل أن تجدّد العهد.
ثمّ تمضي دون وجل، إنّها تحفظ طريقها جيّدا، في مقدورها أن تصل إلى المكان مغمضة العينين...
http://saliberte.unblog.fr/files/2007/12/roses.jpg
حين ينكشف الظلام عن زمن الرّجاء، تبتسم باكية عندما تلمح من بعيد، أغصانا قد تدلّت منها أشهى فاكهة، وتسقط على ركبتيها وقد استسلمت لعبراتها الحارّة، إنّها شجرة الحبّ
http://sd-1.archive-host.com/membres/up/668643967/Raisin-1.jpg
قطوفها دانية، تدعوها إليها... أخيرا.
http://i4.photobucket.com/albums/y123/poornima_vijayan/brokenvase.jpg
وتثير الهلع في قلبها الواهم، ثمّ تستبدّ بها الحسرة أيّما استبداد إلى أن ينال منها الإحباط فتسقط جريحة... يصعب علينا ونحن في مثل هذه الحالة إدراك العالم على حقيقته، فتختلط علينا ألوان الطيف ويصعب علينا تمييز بعضها عن بعض، فنعتقد أنها كلّها رمادية، كما أنّ الهواء يصير ثقيلا صعب الاستنشاق، كريها كلّه تبغ محترق، إنّه الاختناق، فالمزهرية التي كانت تعلّق إليها بصرها تستمدّ نشاطها وسعادتها منها أصبحت قطعا مشوّهة، إن اقتربت منها وحاولت عبثا جمعها، جرحت أصابعها وزاد سخطها على نفسها وعلى الحياة، وأحسّت بتشتّت مؤلم في أحاسيسها، وارتجاف مخيف في أعصابها...
http://lorgnonmelancolique.blog.lemonde.fr/files/2008/08/foret.1218522700.jpg
تحاول جاهدة طرد كلّ الأفكار السّامة التي تهدّ كيانها وتميت قلبها، تصرّ على التخلّص من اليأس الذي شدّ على نحرها يكاد يرديها قتيلة، تقاوم دموع الاستسلام أمام اجتماعهم على اضطهادها، تهشّ بيدها على الوساوس التي لا تكفّ تلدغها وتبثّ الرّعب بين عينيها، وتقوم أخيرا تغادر غرفة الذّكريات وتمضي تسعى إلى الأمام بخطوات تائهة تبحث عن نسمة هواء تشفيها، عن بصيص أمل يلهيها، عن صوت رنّان يحييها، عن أيّ شيء ينسيها، وتواصل البحث دون أن تلتفت إلى وحوش الدّرب المظلم، التي تطالها مخالب أيديها الآثمة تريد أن تثنيها، لكنّها تستمرّ رغم البكاء الذي تمسكه بصعوبة، رغم إلحاح حاجتها إلى من يمسك بيدها، يحميها ويقودها في سيرها، رغم الخذلان الذي يحاصرها يكاد يفتك بكل رغبة في الوجود بداخلها.
http://87.img.v4.skyrock.net/87d/angeenoir/pics/1200083174.jpg
كفى ! ستطول الطريق لو استمرت على هذه الحال، وتطول معها آلامها وعذاباتها، أنا أعلم أنّه كما في كلّ مرّة؛ لن تنكسر الوحدة، لن تخرج من العزلة، عليها أن تعتمد على نفسها، لم ولن يساعدها أحد أبدا، وربّما لن تصل إلى ربوتها المنشودة أبدا، وحتّى وإن وصلت فماذا ستبقي منها الأوجاع؟ جسما منهكا، عقلا مرهقا؟ أو إحساسا عقيما؟ الأولى لها أن تقف عند الخطوة الأولى، وترسم طريقها بدقّة، كي لا تضيع أحلامها من جديد، الأولى لها أن تضمّد جراحها أوّلا، أن تشدّ على نزيف روحها رغم الألم، قبل أن تستأنف السّير، الأولى أن تسعف نفسها قبل أن تخوض جهادها الطويل، الأولى أن تستجمع وميض الحياة الذي في قلبها قبل أن تجدّد العهد.
ثمّ تمضي دون وجل، إنّها تحفظ طريقها جيّدا، في مقدورها أن تصل إلى المكان مغمضة العينين...
http://saliberte.unblog.fr/files/2007/12/roses.jpg
حين ينكشف الظلام عن زمن الرّجاء، تبتسم باكية عندما تلمح من بعيد، أغصانا قد تدلّت منها أشهى فاكهة، وتسقط على ركبتيها وقد استسلمت لعبراتها الحارّة، إنّها شجرة الحبّ
http://sd-1.archive-host.com/membres/up/668643967/Raisin-1.jpg
قطوفها دانية، تدعوها إليها... أخيرا.