younes8509
2012-11-24, 08:30
انبرى كثير من الخيرين في هذا الوطن لما سمي بالإصلاحات التربوية أو إصلاح المنظومة التربوية، وأدرك هؤلاء الخيرون أن هذا الإصلاح سيكون إما إفسادا لهذه المنظومة أو تغريبا لها وفرنستها على وجه التحديد، وبمجرد الإعلان عن قائمة الأسماء التي أوكلت لها مهمة هذا (الإصلاح) حتى أدركوا أن أمرا جللا يدبر للمجتمع الجزائري من خلال المس بمنظومته التربوية. وقد حاول بعض المواطنين من أعضاء لجنة إصلاح المنظومة التربوية التي عرفت في ما بعد بلجنة علي بن زاغو نسبة لرئيسها تسريب ما حداث داخل اجتماعاتها للصحافة الوطنية، التي حاولت بدورها الوقوف في وجه هذه اللجنة، وتشكلت تنسيقية وطنية ترأسها وزير التربية الأسبق الدكتور علي بن محمد، والتي ضمت إليها عشرات الآلاف من المواطنين، لكن المجتمع المدني في الجزائر كان في جهة وما يريده النظام كان في جهة مخالفة تماما، وبدأ التطبيق لقرارات اللجنة، وظهر منذ البدء أنها قرارات مرتجلة عرجاء بشهادة كل المربين، لكن الوزارة تعنتت وراحت تفرض على المدرسة الجزائرية ما سمته إصلاحا. وكي تثبت الوزارة بأن الإصلاحات نجحت، راحت تضخم النتائج من حيث أعداد الناجحين في مختلف الامتحانات أو من حيث النقاط المتحصل عليها في كل المواد. وظهر هذا التحايل في ضعف المستوى الذي يكتشفه الأولياء أولا في المنازل، ثم الأساتذة في الجامعة. وصاحب فشل هذه الإصلاحات ما انتشر بين الجزائر مؤخرا وهو لجوء الأولياء إلى الدروس الخصوصية التي لم تكن منتشرة بهذه الكثافة قبل الإصلاحات المزعومة، والتي لم يجند لها النظام ولا أقول الدولة المتطلبات اللازمة، وكأن النظام نفسه لم يكن مقتنعا بها، وهو الأمر الذي يدعو إلى التساؤل عن جدواها. جميل أن تتوقف الوزارة معها المنظمات والنقابات التربوية لتقييم مدى نجاعة هذه الإصلاحات، ولم لا إعادة النظر فيها أو إلغائها جذريا، فالمجتمع الجزائري قبل هذه الإصلاحات أنتج كثيرا من الكفاءات بمنظومة تربوية وطنية أصيلة منفتحة على الآخر من دون تغييب وكان علينا مراجعتها وإثراؤها لا تحيطيمها كليا وكأننا نريد إلحاق أجيالنا بمجتمعات أخرى كانت مع الأسف سببا في قهرنا وذلنا وللحديث بقية مؤلمة...