ايمن جابر أحمد
2012-11-22, 20:14
http://img58.imageshack.us/img58/7851/copyofbismellah46kast7rui7.gif (http://img58.imageshack.us/img58/7851/copyofbismellah46kast7rui7.gif)
http://img252.imageshack.us/img252/710/mtzxluwndzgxeznynnyadu4bj9.gif (http://img252.imageshack.us/img252/710/mtzxluwndzgxeznynnyadu4bj9.gif)
وصف النار وأهلها من القرآن و السنة
[/URL] خلق الله الناس في هذه الدنيا لعبادته، وأعد لمن أطاعه الجنة، ولمن عصاه النار، وقد حذر الله الخلق من النار،
وبين لهم في كتابه ما فيها من الشدائد والأهوال، بل وصف النبي صلى الله عليه وسلم أحوال أهل النار وما يلاقون من النكال،
ثم أرشد الناس إلى طريق النجاة منها ومن عذابها، فما على العاقل إلا أن يسلك سبل النجاة ويتحصن بدرع الوقاية من النار.
أحبتي في الله! في رحاب الدار الآخرة: سلسلة علمية كريمة تجمع بين المنهجية والرقائق،
وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، الهدف منها: تجديد الإيمان بالله جل وعلا واليوم الآخر،
وتذكير الناس بالآخرة في عصر طغت فيه الماديات والشهوات، وانحرف كثير من الناس عن منهج رب الأرض والسماوات
؛ ليتوبوا إلى الله جل وعلا ويتداركوا ما قد فات، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون،
فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون.
ونحن اليوم -بتوفيق الله وحوله وطوله ومدده- مع اللقاء المتمم للعشرين من لقاءات هذه السلسلة الكريمة،
وكنا قد أنهينا الحديث في اللقاء الماضي عن الصراط وصفته، وأحوال الناس في المرور عليه،
كما بين لنا ذلك الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى،
كما في صحيح [URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000058&spid=451"]مسلم (http://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/div24/WebPage*******/1420387ucqn3gflcw.gif) من حديث أبي سعيد الخدري (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000140&spid=451) رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (ثم يضرب الجسر -أي: الصراط- قيل: وما الجسر يا رسول الله! قال دحض مزلة) أي: موطن تزل فيه الأقدام ولا تثبت، اللهم ثبت أقدامنا على الصراط. (قيل: ما الجسر يا رسول الله؟! قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك)
والحسك: نوع من أنواع الشوك ينبت في جزيرة العرب،
والخطاف والكلوب معروفان: وهو حديدة معكوفة يخطف بها الإنسان ما يريد.
قال: (فيه خطاطيف وكلاليب وحسك، فيمر المؤمنون على الصراط كطرف العين،
وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
وحديثنا اليوم بإذن الله تعالى عن نار جهنم أعاذنا الله وإياكم من حرها، انطلاقاً من منهج القرآن
في الترهيب بعد الترغيب كما في قول ربنا جل وعلا:
http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifحم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[غافر:1-3]،
وكما في قول الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifنَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحجر:49-50].
فانطلاقاً من منهج القرآن الكريم في الترهيب بعد الترغيب، وانطلاقاً من معتقد أهل السنة والجماعة
في أن الجنة والنار مخلوقتان لا تبيدان ولا تفنيان أبداً، وأن الله قد خلق الجنة والنار
قبل أن يخلق الخلق، فالجنة رحمة الله يرحم بها من يشاء من عباده، والنار عذاب الله
يعذب بها من يشاء من عباده، ولقد خلق الله لكل منهما أهلاً، فمن دخل الحنة فبفضله وبرحمته،
ومن دخل النار فبعدله وحكمته: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[فصلت:46].
وسوف أجعل الحديث في هذا الموضوع الخطير حول العناصر التالية: أولاً: صفة النار.
ثانياً: شدة عذاب أهل النار.
ثالثاً: أهل الخلود وأهل الخروج.
رابعاً: كيف النجاة من النار؟ فأعيروني القلوب والأسماع، فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان،
والله أسأل أن يحرمنا وإياكم على النيران، وأن يجعلنا وإياكم من أهل الجنان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من النار
أولاً: وصف النار.
أحبتي في الله! هل وقف أحدكم يوماً أمام حريق هائل مروع قد شب في بئر من آبار البترول، أو شب في حقل من الحقول، أو شب في مصنع من مصانع الغاز، أو حتى في بيت من بيوتنا، وانطلق رجل من ساكني هذا البيت في عودته فرأى هذا الحريق الهائل، فتذكر امرأته وتذكر أباه وتذكر أمه، وتذكر ثمار فؤاده وفلذات أكباده كبده، وأراد أن ينطلق في هذا الحريق المدمر؛ لينقذ ولده، وسرعان ما انطلق، ولكنه عاد القهقرى وابتعد عن لفح النار ودخانها ولهبها!! هل تعلمون يا مسلمون! أن هذه النار التي لا يجرؤ إنسان على أن يقترب منها، إنما هي جزء واحد من سبعين جزءاً من نار جهنم؟! ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000034&spid=451) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله! والله إن كانت لكافية! فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ولكنها فضلت -أي: زادت- على نار الدنيا بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها)! هل تتصور أن النار قد اشتكت إلى الله من شدة نارها ومن شدة لهبها؟! ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000034&spid=451) رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضاً، فأذن لي أتنفس، فأذن الله لها في نفسين: نفس في الصيف ونفس في الشتاء، فما وجدتم من زمهرير وبرد -أي: في الشتاء- فمن نفس جهنم، وما وجدتم في الصيف من حر وحرور فمن نفس جهنم، فإن شدة الحر من فيح جهنم) وفي رواية الترمذي (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000172&spid=451) : (فأما نفسها في الشتاء فزمهرير، وأما نفسها في الصيف فسموم).
وصف النار في السنة
تدبر وصف النبي المختار صلى الله عليه وسلم لهذه النار وهي تأتي يوم القيامة، والحديث رواه مسلم (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000058&spid=451) من حديث ابن مسعود (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000020&spid=451) أنه صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها).
أرجو أن تتصور هذا المشهد الذي يخلع القلب -والحديث في أعلى درجات الصحة- (يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)، وإذا رأت جهنم الخلائق زفرت وزمجرت غضباً؛ لغضب القهار الجبار جل وعلا، قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفرقان:12]، جهنم ترى يوم القيامة، جهنم تسمع يوم القيامة، جهنم تتكلم يوم القيامة قال تعالى:http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفرقان:12]، بل وتظل جهنم تنادي وتقول: هل من مزيد؟سلم يا رب! هل من مزيد من الكفرة؟ هل من مزيد من المنافقين؟ هل من مزيد من المشركين المجرمين؟ وتظل تنادي وتقول: هل من مزيد؟ هل من مزيد؟ حتى يأذن ربها جل وعلا أن تمتلئ، ففي الحديث الذي رواه مسلم (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000058&spid=451) أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قد امتلأت بعزتك وكرمك!)، قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ق:24-30].
فتظل جهنم تصرخ على أهل الكفر: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه -بلا تعطيل ولا تكييف: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشورى:11]- فتقول: قط قط، قد امتلأت بعزتك وكرمك! تكاد القلوب أن تنخلع أيها المسلمون! إذا ما وقفنا على شيء يسير جداً من هول العذاب في النار.
وهذا هو عنصرنا الثاني.
وصف النار في القرآن
قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الواقعة:41-44].
إنها سقر: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المدثر:27-30].
إنها الحطمة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الهمزة:5-9] مؤصدة، أي: مغلقة لا ينتهي وقودها، ولم لا؟! ووقودها الناس والحجارة، فلا ينتهي وقودها ولا ينطفئ لهبها:http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[التحريم:6].
اللهم نجنا من النار!
http://img252.imageshack.us/img252/710/mtzxluwndzgxeznynnyadu4bj9.gif (http://img252.imageshack.us/img252/710/mtzxluwndzgxeznynnyadu4bj9.gif)
وصف النار وأهلها من القرآن و السنة
[/URL] خلق الله الناس في هذه الدنيا لعبادته، وأعد لمن أطاعه الجنة، ولمن عصاه النار، وقد حذر الله الخلق من النار،
وبين لهم في كتابه ما فيها من الشدائد والأهوال، بل وصف النبي صلى الله عليه وسلم أحوال أهل النار وما يلاقون من النكال،
ثم أرشد الناس إلى طريق النجاة منها ومن عذابها، فما على العاقل إلا أن يسلك سبل النجاة ويتحصن بدرع الوقاية من النار.
أحبتي في الله! في رحاب الدار الآخرة: سلسلة علمية كريمة تجمع بين المنهجية والرقائق،
وبين التأصيل العلمي والأسلوب الوعظي، الهدف منها: تجديد الإيمان بالله جل وعلا واليوم الآخر،
وتذكير الناس بالآخرة في عصر طغت فيه الماديات والشهوات، وانحرف كثير من الناس عن منهج رب الأرض والسماوات
؛ ليتوبوا إلى الله جل وعلا ويتداركوا ما قد فات، قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم يخصمون،
فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم يرجعون.
ونحن اليوم -بتوفيق الله وحوله وطوله ومدده- مع اللقاء المتمم للعشرين من لقاءات هذه السلسلة الكريمة،
وكنا قد أنهينا الحديث في اللقاء الماضي عن الصراط وصفته، وأحوال الناس في المرور عليه،
كما بين لنا ذلك الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى،
كما في صحيح [URL="http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000058&spid=451"]مسلم (http://www.sheekh-3arb.info/islam/Library/img/3ater/div24/WebPage*******/1420387ucqn3gflcw.gif) من حديث أبي سعيد الخدري (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000140&spid=451) رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: (ثم يضرب الجسر -أي: الصراط- قيل: وما الجسر يا رسول الله! قال دحض مزلة) أي: موطن تزل فيه الأقدام ولا تثبت، اللهم ثبت أقدامنا على الصراط. (قيل: ما الجسر يا رسول الله؟! قال: دحض مزلة فيه خطاطيف وكلاليب وحسك)
والحسك: نوع من أنواع الشوك ينبت في جزيرة العرب،
والخطاف والكلوب معروفان: وهو حديدة معكوفة يخطف بها الإنسان ما يريد.
قال: (فيه خطاطيف وكلاليب وحسك، فيمر المؤمنون على الصراط كطرف العين،
وكالبرق وكالريح وكالطير وكأجاويد الخيل والركاب، فناج مسلم، ومخدوش مرسل، ومكدوس في نار جهنم).
وحديثنا اليوم بإذن الله تعالى عن نار جهنم أعاذنا الله وإياكم من حرها، انطلاقاً من منهج القرآن
في الترهيب بعد الترغيب كما في قول ربنا جل وعلا:
http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifحم * تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[غافر:1-3]،
وكما في قول الله جل وعلا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifنَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحجر:49-50].
فانطلاقاً من منهج القرآن الكريم في الترهيب بعد الترغيب، وانطلاقاً من معتقد أهل السنة والجماعة
في أن الجنة والنار مخلوقتان لا تبيدان ولا تفنيان أبداً، وأن الله قد خلق الجنة والنار
قبل أن يخلق الخلق، فالجنة رحمة الله يرحم بها من يشاء من عباده، والنار عذاب الله
يعذب بها من يشاء من عباده، ولقد خلق الله لكل منهما أهلاً، فمن دخل الحنة فبفضله وبرحمته،
ومن دخل النار فبعدله وحكمته: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[فصلت:46].
وسوف أجعل الحديث في هذا الموضوع الخطير حول العناصر التالية: أولاً: صفة النار.
ثانياً: شدة عذاب أهل النار.
ثالثاً: أهل الخلود وأهل الخروج.
رابعاً: كيف النجاة من النار؟ فأعيروني القلوب والأسماع، فإن هذا الموضوع من الأهمية بمكان،
والله أسأل أن يحرمنا وإياكم على النيران، وأن يجعلنا وإياكم من أهل الجنان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
نار الدنيا جزء من سبعين جزءاً من النار
أولاً: وصف النار.
أحبتي في الله! هل وقف أحدكم يوماً أمام حريق هائل مروع قد شب في بئر من آبار البترول، أو شب في حقل من الحقول، أو شب في مصنع من مصانع الغاز، أو حتى في بيت من بيوتنا، وانطلق رجل من ساكني هذا البيت في عودته فرأى هذا الحريق الهائل، فتذكر امرأته وتذكر أباه وتذكر أمه، وتذكر ثمار فؤاده وفلذات أكباده كبده، وأراد أن ينطلق في هذا الحريق المدمر؛ لينقذ ولده، وسرعان ما انطلق، ولكنه عاد القهقرى وابتعد عن لفح النار ودخانها ولهبها!! هل تعلمون يا مسلمون! أن هذه النار التي لا يجرؤ إنسان على أن يقترب منها، إنما هي جزء واحد من سبعين جزءاً من نار جهنم؟! ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000034&spid=451) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم، قالوا: يا رسول الله! والله إن كانت لكافية! فقال المصطفى صلى الله عليه وسلم: ولكنها فضلت -أي: زادت- على نار الدنيا بتسعة وستين جزءاً كلها مثل حرها)! هل تتصور أن النار قد اشتكت إلى الله من شدة نارها ومن شدة لهبها؟! ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000034&spid=451) رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب! أكل بعضي بعضاً، فأذن لي أتنفس، فأذن الله لها في نفسين: نفس في الصيف ونفس في الشتاء، فما وجدتم من زمهرير وبرد -أي: في الشتاء- فمن نفس جهنم، وما وجدتم في الصيف من حر وحرور فمن نفس جهنم، فإن شدة الحر من فيح جهنم) وفي رواية الترمذي (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000172&spid=451) : (فأما نفسها في الشتاء فزمهرير، وأما نفسها في الصيف فسموم).
وصف النار في السنة
تدبر وصف النبي المختار صلى الله عليه وسلم لهذه النار وهي تأتي يوم القيامة، والحديث رواه مسلم (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000058&spid=451) من حديث ابن مسعود (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000020&spid=451) أنه صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها).
أرجو أن تتصور هذا المشهد الذي يخلع القلب -والحديث في أعلى درجات الصحة- (يؤتى بجهنم يوم القيامة لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)، وإذا رأت جهنم الخلائق زفرت وزمجرت غضباً؛ لغضب القهار الجبار جل وعلا، قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifإِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفرقان:12]، جهنم ترى يوم القيامة، جهنم تسمع يوم القيامة، جهنم تتكلم يوم القيامة قال تعالى:http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الفرقان:12]، بل وتظل جهنم تنادي وتقول: هل من مزيد؟سلم يا رب! هل من مزيد من الكفرة؟ هل من مزيد من المنافقين؟ هل من مزيد من المشركين المجرمين؟ وتظل تنادي وتقول: هل من مزيد؟ هل من مزيد؟ حتى يأذن ربها جل وعلا أن تمتلئ، ففي الحديث الذي رواه مسلم (http://audio.islamweb.net/audio/index.%3Cbr%3Ephp?page=ft&sh=451&ftp=alam&id=1000058&spid=451) أنه صلى الله عليه وسلم قال: (لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد؟ هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قد امتلأت بعزتك وكرمك!)، قال الله تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifأَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ * الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ * قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ * قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ * مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ * يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[ق:24-30].
فتظل جهنم تصرخ على أهل الكفر: هل من مزيد؟ حتى يضع رب العزة فيها قدمه -بلا تعطيل ولا تكييف: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشورى:11]- فتقول: قط قط، قد امتلأت بعزتك وكرمك! تكاد القلوب أن تنخلع أيها المسلمون! إذا ما وقفنا على شيء يسير جداً من هول العذاب في النار.
وهذا هو عنصرنا الثاني.
وصف النار في القرآن
قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لا بَارِدٍ وَلا كَرِيمٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الواقعة:41-44].
إنها سقر: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[المدثر:27-30].
إنها الحطمة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifوَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الهمزة:5-9] مؤصدة، أي: مغلقة لا ينتهي وقودها، ولم لا؟! ووقودها الناس والحجارة، فلا ينتهي وقودها ولا ينطفئ لهبها:http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[التحريم:6].
اللهم نجنا من النار!