تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كن ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله


kamel_68
2007-08-07, 11:54
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك وحبيبك وحبيبنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

بسم الله الرحمن الرحيم


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله،
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه،
ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله
ما تنفق يمينه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله
رب العالمين ) أخرجه البخاري ومسلم .
يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث أنه في يوم القيامة يوم العرض
على الله عندما تدنوا الشمس من الرؤوس ويبلغ الكرب من النفوس مبلغاً لا يعلمه
إلا الله فلا ظل ولا شجر ولا شئ يقي من حر الشمس الدانية من الرؤوس ...
حينها يتنزل الله نزولاً يليق بجلاله، على عرشه، ويحمل عرشه ثمانية من الملائكة،
وهو مستو على عرشه، استواء يليق بجلاله ..فإذا تنزّل، نادى بصوت يسمعه
من قرُب كما يسمعه من بعد ويقول عز وجل كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري
(أنا الملك أين ملوك الأرض ) ويقول عز وجل كما جاء في حديث آخر (لمن الملك اليوم ؟
لمن الملك اليوم ؟ )فيجيب نفسه بنفسه فيقول: (لله الواحد القهار) حديث صحيح ..
في ذلك الموقف العظيم الذي يجتمع فيه الأولين والآخرين لا ظل إلا ظل عرش الله
وهناك مجموعه من الناس اختصهم الله بالاستظلال بظل العرش فمن هم هؤلاء ؟؟
هؤلاء هم من ذكرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق
وهم سبعة أصناف ...

أولهم: إمام عادل

وهو من عدل في رعيته وحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله سواء كان أمير عامة
أو أمير خاصة كما يقول ابن تيمية ..حتى أن بعض أهل العلم يقول: من عدل
بين طالبين فهو إمام عادل فإذا قام الأستاذ بامتحان طالبين فعدل بينهما
فهو من هؤلاء السبعة ..إذن فالإمام العادل يكون في أي مكان في البيت
وفي المدرسة وفي العمل ....

الثاني : شاب نشأ في عبادة الله..

فلا يعرف إلا القرآن ولا يعرف إلا ذكر الله تعالى ، وقد خص الشاب بالذكر لأنه مظنة
غلبة الهوى والشهوة والطيش فكانت ملازمته للعبادة مع وجود الصوارف أرفع
درجة من ملازمة غيره لها ..كان أيوب السختياني، في العشرين من عمره
إذا خرج إلى السوق نظر الناس إلى وجهه، فتركوا بضائعهم وقاموا على أرجلهم
يقولون: لا إله إلا الله، حتى يقول الحسن البصري إذا رأى أيوب السختياني:
هذا سيد شباب البصرة، وإني لأظنه من أهل الجنة .كان لا يعرف إلا الله عز وجل .
فكان من بيته إلى مسجده ..يقرأ الحديث على الناس فتغلبه دموعه فيغطي أنفه
ويقول :ما أشد الزكام !ليظهر أنه مزكوم وكان كما يقول الإمام مالك: ما ظننت
أن في أهل العراق خيراً، حتى رأيت أيوب بن أبي تيميه..

الثالث : رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه..

أي كان اجتماعهما بسبب المحبة في الله تعالى لا لمصلحة دنيوية لا لتجارة
ولا لمكسب ولا لواسطة أو منفعة ثم تفرقا عليه أي فارق أحدهما صاحبه
لأي سبب كسفر أو موت وهما لا يزالان متحابان في الله ...وفي الحديث
(أن رجلاً خرج من قرية إلى قرية يزور أخاً له في الله، فأرصد الله على مدرجته
ملكاً من الملائكة، فلما مر الرجل قال له الملك: أين تريد ؟ قال : أريد أخاً لي
في الله . قال :هل له من نعمة عليك تربُّها ؟ قال :لا غير أني أحببته في الله .
فقال : فأنا رسول الله إليك (يعني ملكاً أرسله الله ) بأن الله قد أحبك كما
أحببته فيه) أخرجه مسلم وأحمد ولذلك جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ ، والمتزاورين فيّ ،
والمتجالسين فيّ ) حديث صحيح .

الرابع: رجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه..

وهذا دليل الإخلاص فذكره لله خاليا أي لا يكون عنده أحد فيكون أبعد عن الشبهة
وعن الرياء والسمعة .وذكر الله لا يلزم أن يكون تسبيحاً وتكبيراً و تحميداً وتهليلاً
في الخلوة ولكن يقول بعض أهل العلم : من رأى مبتلى فدمعت عيناه فهو من الذاكرين
الله لأن من المبتلين إذا رآهم المؤمن تدمع عيناه لأنه يذكر نعمة الله عليه فهذا
كأنه ذكر الله بلسانه .وكذلك قد تدمع عينه في الخلوة حينما يتذكر ذنوبه وخطاياه ..
يقول ابن القيم :قال تقي الدين بن شطير: خرجت يوماً من الأيام وراء ابن تيمية،
فمضى شيخ الإسلام في طريقه بحيث أراه ولا يراني.قال :فانتهى إلى مكان فرأيته
وقد رفع طرفه إلى السماء وقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير ثم بكى ثم قال:
وأخرج من بين البيوت لعلني ............أحدث عنك النفس بالسر خالياً

الخامس : رجل قلبه معلّق بالمساجد

فالمساجد بيوت الله ومكان آداء العبادات المفروضة وميدان العلم والتعلم فالمتعلق
بالمسجد بعيد عم رؤية المنكرات وقريب من الله تعالى فيصفو قلبه وتنجلي همومه
وأكداره ويعيش في روضة من رياض الجنة وبذلك تكفر سيئاته وتكثر حسناته
وقد قال تعالى( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو
والآصال *رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار *ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله )
سورة النور وكان صلى الله عليه وسلم كما تقول عاشة رضي لله عنها: يشتغل
في مهنة أهله يقطع مع أهله اللحم ويخصف نعله ويرقع ثوبه ويحلب شاته ويكنس بيته
وهو أشرف الخلق ..وتقول عائشة : فإذا سمع الله أكبر ،قام من مجلسنا كأننا لا نعرفه
ولا يعرفنا ....

السادس : رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما أنفقت يمينه

والمعنى أن المراد من إخفائه للصدقة أي لا يعلم بها إلا الله عز وجل فالصدقة فضلها كبير
وأجرها عظيم ومضاعف ومكفرة للسيئات قال تعالى( إن تبدوا الصدقات فنعمّاهي
وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير )
سورة البقرة ..وذُكر أن علي بن الحسين زين العابدين كان يخرج في آخر الليل فيأخذ
من الدقيق ومن السمن ومن الزبيب على ظهره ويمر على فقراء المدينة ويعطيهم
في ظلام الليل بحيث لا يراه إلا الله .فلما مات وجاء الناس يغسلونه وجدوا أثر خيوط
الحبال على كتفه .فسألوا أهله ماله ؟ قالوا هذا من كثرة ما كان يحمل من الدقيق
ومن التمر والزبيب ويوزع على فقراء المدينة كلهم فهذا من الذين أخفوا صدقاتهم بحيث
لا يراهم إلا الله عز وجل

السابع : رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين

أي طلبته للفاحشة وهي ذات منصب أي ذات أصل وشرف ومكانة والمعنى أنه لا يخاف
من الوقوع بها فإن ذات المنصب يمكن أن تخرج نفسها وتخرجه من المشكلة ولا تخاف
من إقامة الحدود وهي أيضا ذات جمال فهي تدعوه بجمالها ..ولكنه قال :
إني أخاف الله رب العالمين فاستحق بهذا أن يستظل في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله
وقد مر يوسف عليه السلام بمثل هذا الإبتلاء مع امرأة العزيز فقال ( معاذ الله إنه ربي
أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون )سورة يوسف ..

نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياكم من هؤلاء السبعة
فلنحرص جميعا اخواني وأخواتي أن نكون من هؤلاء السبعة الذين يستظلون
بظل الله فهذا الحديث لا يقتصر على الرجال فقط بل يشمل النساء أيضا ما عدا
في الولاية والقضاء فالمرأة لاتتولى ولاية المسلمين ولاتكون قاضية لكن ينطبق
عليها العدل فيما تصح به ولايتها وكذلك التعلق بالمساجد فالمرأة صلاتها في بيتها
أفضل .. أما باقي الأصناف فتدخل فيه المرأة ..
والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

محمد أبو عثمان
2007-08-07, 12:12
بارك الله فيك

d.hadjar
2007-08-07, 13:06
جزاك الله خيرا

mohameddas
2007-08-07, 21:39
شكرا جزيلا لك كثر الله من أمثالك

علي الجزائري
2007-08-08, 00:13
الحمد لله وحده ، ثم الصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
(سبعة يظلهم الله في ظلّه يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ
في عبادة الله، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه،
ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد،
ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه،
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله رب العالمين )
أخرجه البخاري ومسلم

يقول فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى رحمة واسعة -
وهو يشرح / المقصود بالظل في الحديث :

نتكلم عن مسألة ضل فيها كثير من الجهال ، وهي قوله:
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله )
حيث توهموا جهلاً منهم أن هذا هو ظل الله نفسه ، وأن الله يظلهم من الشمس
بذاته عز وجل ، وهذا فهم خاطئ منكر .

يقوله بعض المتعالمين الذين يقولون : إن مذهب أهل السنة إجراء النصوص على ظاهرها .
فيقال أين الظاهر ؟ وكيف يكون ظاهر الحديث وأن الرب جل وعلا يظلهم من الشمس !!

فإن هذا يقتضي أن تكون الشمس فوق الله عز وجل ، وهذا شئ منكر لا أحد
يقول به من أهل السنة ، لكن مشكلات الناس ولا سيما في هذا العصر ،
أن الإنسان إذا فهم لم يعرف التطبيق ، وإذا فهم مسألة ظنّ أنه أحاط بكل
شئ علماً .

والواجب على الإنسان أن يعرف قدر نفسه ، وألا يتكلم – ولا سيما في باب
الأسماء والصفات – إلا بما يعلم من كتاب الله وستة رسوله صلى الله علي
ه وسلم وكلام الأئمة.

فمعنى (يوم لا ظل إلا ظله ) أو (يظلهم الله في ظله ) :
يعني الظل الذي لا يقدر أحد عليه في ذلك الوقت ، لأنه في ذلك الوقت لا بناء
يُـبنى ، ولا شجر يغرس ، ولا رمال تقام ، ولا أحجار تصفَّـف ولا شئ من هذا .

ولا يظل الخلائق من الشمس شئ ، لا بناء ولا شجر ولا حجر ولا غير ذلك .
لكن الله عز وجل يخلق شيئاً يُظل به من شاء من عباده ، يوم لاظل إلا ظله .

هذا هو معنى الحديث ولا يجوز أن يكون له معنى سوى ذلك .

والحمد لله رب العاليمن .

نسأل الله أن نكون ممن يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ..
اللهم آمين .

مقتبس من شرح رياض الصالحين ، لابن عثيمين رحمهم الله .
المجلد الثاني ، باب فضل الحب في الله والحث عليه .

والله تعالى أجل وأعلم .

علي الجزائري
2007-08-08, 00:28
هذه فتوى من هيئة كبار العلماء في مسألة عظيمة ألا وهي :
بيان المراد بظل العرش في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ).

فقد وجه إلى هيئة كبار العلماء هذا السؤال :

س: ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم :
( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ) الحديث .

ج: المراد بالظل في الحديث : هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى ،
كما جاء مفسراً في حديث سلمان رضي الله عنه في ( سنن سعيد
بن منصور )،وفيه : ( سبعة يظلهم الله في ظل عرشه) الحديث.
حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في ( الفتح 2/144 ).

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى ، في آخر شرحه لهذا الحديث
من صحيح البخاري 6/51)
ما نصه : ( وخرج الإمام أحمد والترمذي وصححه،من حديث أبي هريرة
رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من نفس عن غريمه
أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ) .

وهذا يدل على أن المراد بظل الله : ظل عرشه .

وقد أشار ابن القيم رحمه الله تعالى في (الوابل الصيب ) وفي آخر كتابه
( روضة المحبين ) إلى هذا المعنى .

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو
بكر أبو زيد

عضو
صالح الفوزان

عضو
عبدالله الغديان

عضو
عبدالعزيز آل الشيخ

الرئيس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز

المصدر فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء المجموعة الثانية
(2/485–487) الطبعة الأولى عام 1426هـ

الفتوى رقم ( 19939 ).

ما يستفاد من فتوى هيئة كبار العلماء :

1- بينت المعنى الصحيح للحديث وذلك في قولها : وهذا يدل على
أن المراد بظل الله : ظل عرشه .

فائدة :

كتب الشيخ العلامة ربيع المدخلي بحثاً بعنوان :

"القول المبين الواضح في المراد بظل الله الذي وعد به المؤمنين العاملين "

قال حفظه الله عن حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (سبعة يظلهم اللَّه في ظله يوم...":

هذا الحديث : صحيح اتفق الشيخان على تخريجه نسأل الله أن يجعلنا من أهله .

لكن ما المراد من قوله :" يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " .

والجواب : أن هذا الظل إنما هو : ظل العرش وإضافته إلى الله إنما هو
من باب إضافة المخلوق إلى خالقه إضافة تشريف .

ثم سرد - حفظه الله - أقوال أئمة السنة في تأكيد هذا المعنى .

وهو موافق لهيئة كبار العلماء ومن قبلهم من أهل السنة والجماعة .

2- ترحمت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الحافظ ابن حجر -
رحمه الله - وذلك في قولها : حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى
في ( الفتح 2/144 ).

الوادعي
2007-08-08, 00:50
بارك الله فيك على الموضوع و زيادة في النفع :
"هنا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم جزاء هؤلاء السبعة الذين تميز كل منهم
بميزة خاصة ، وذكر هذا الفضل في أحاديث أخرى لغير هؤلاء السبعة ،
مثل : الغازي في سبيل الله ، والذي ينظر المعسر ، ومعين الغارم ، وكثير الخطى
إلى المساجد ، وغيرهم ، مما جعل أهل العلم يقولون أن العدد المذكور لا مفهوم له ،
فلا يراد به الحصر .
وقد تتبع الحافظ ابن حجر رحمه الله تلك الخصال ، وأفرادها في كتاب اسمه:
( معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال ) ".
( عبد العزيز الراجحي )

علي الجزائري
2007-08-08, 00:58
بارك الله فيك أخي الكريم و نفع بك .

أزيار
2009-10-03, 00:02
بارك الله فيك