تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تحقيق التوحيد : تخليصه من الشِّرك


قطــــوف الجنــــة
2012-11-21, 09:32
السلم عليكم ورحمة لله وبركته

-

تحقيق التوحيد : تخليصه من الشِّرك . ولا يكون إِلا بأُمور ثلاثة :

• الأَول : العلم؛ فلا يمكن أَنْ تحقق شيئاً قبل أَنْ تعلمه، قال الله تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّهُ ﴾ [محمد : 19].

• الثاني : الاعتقاد، فإِذا علمت ولم تعتقد واستكبرت؛ لم تحقق التوحيد، قال الله تعالى عن الكافرين : ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾. [ ص :5 ]؛ فما اعتقدوا انفراد الله بالألوهية.

• الثالث : الانقياد، فإِذا علمت واعتقدت ولم تنقد؛ لم تحقق التوحيد، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ * وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴾[الصافات : 35- 36].
فإِذا حصل هذا وحقق التوحيد؛ فإِنَّ الجنَّة مضمونة له بغير حساب، ولا يحتاج أَن نقول إِن شاء الله؛ لأَنَّ هذا حكاية حكم ثابت شرعاً، ولهذا جزم المؤلف رحمه الله تعالى بذلك في الترجمة دون أَن يقول : إِن شاء الله . أما بالنسبة للرجل المعيَّن؛ فإِننا نقول: إِن شاء الله .

------------------------------------------
([ القول المفيد على كتاب التوحيد / لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى –
ج : 1 / ص : 79 / ط : مؤسسة الرسالة

http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/224032_10151325029396605_1962030975_n.jpg ])

الجليس الصلح
2012-11-21, 11:52
لا الاه الا الله محمد رسول الله
شكراااااااااا

fatimazahra2011
2012-11-21, 17:19
♪♫♪♪♫♪♪♫♪♪♫♪




http://i608.photobucket.com/albums/tt164/djouvani/chokran.gif http://www.ahlalsunna.com/f/uploads/images/sunna.362ffac404.gif







█║▌│▌║║█│║▌║║▌│▌

قطــــوف الجنــــة
2012-11-22, 07:35
بارك الله فيكم

قطــــوف الجنــــة
2012-11-22, 07:36
http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/303585_454382311246685_1454375918_n.jpghttp://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/604059_10151293850541605_1875309447_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-11-22, 07:38
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/305367_230222033692649_2117671656_n.jpg

محب السلف الصالح
2012-11-22, 07:41
بارك الله فيكم

قطــــوف الجنــــة
2012-11-22, 08:25
بارك الله فيكم


وفيكم بارك الله


(http://*******/bdHQj)


http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/293817_445256485532670_1635163529_n.jpghttp://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/602383_441899869201665_776264585_n.jpghttp://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/259906_445248518866800_36926734_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-11-23, 10:57
أنواع العلم النافع الذي هو ضد الجهل ثلاثة أقسام :



@علم التوحيد:



وهو من أعظم أنواع العلوم وأفضلها؛ لأن فضل العلم بفضل المعلوم وشرف العلم بشرف المعلوم، وهو علمٌ بأوصاف الإله، ويبحث في أسمائه وصفاته، وما يستحق من حق على العبيد، وما يُضَاف إليه من نعوت الجمال والجلال .



وهو من أفضل العلوم النافعة؛ لأنه يصلح اعتقاد العبد ويصلح باطنه، فقال-صلى الله عليه وسلم-في بيان تفضيله وعظيم قدره: (إني لأعلمكم بالله، وأخشاكم لله، وأتقاكم لله)، فكلما زاد العبد علمًا بالله وما يستحق وما يضاف إليه-جلَّ وعلا-؛ كان لاشك أعلم، ومن جهة أخرى يُورِثه صلاح الباطن والظاهر وصلاح ما بينه وبين ربه-جلَّ وعلا-، كما قال-صلى الله عليه وسلم -: (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهى القلب).



كما يَعْظُم أيضًا إخلاص العبد وتصلح نيته إذا كان له الحظ الأكبر من هذا العلم النافع بالتوحيد والعقيدة الصحيحة، وهذا ما نلحظه من قوله -صلى الله عليه وسلم -: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى ).



فإذا صلح قلبك وصحت معرفتك بالله-عزَّ وجل-؛لاشك أنك ستصلح نيتك وتشعر بالخشية والتقوى .

@علم الحلال والحرام:

من العلوم النافعة، وهو علم الأمر والنهي، ويسمَّى علم الفقه؛ وسمِّي كذلك لظاهر قوله تعالى :

{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ}[التوبة: 122]، والفقه هو: الفهم؛ لذا صار الفقيه هو العالم الذي يفهم كلام الله-جلَّ وعلا- وكلام رسوله-صلى الله عليه وسلم- .



وقد قسَّم العلماء الفقه إلى قسمين: أصغر وأكبر، وجعلوا الفقه الأكبر هو التوحيد، والفقه الأصغر هو الفقه.



وهذا العلم إذا علمه العبد؛ فإنه سيصلِّي وفق الشريعة، وسيتطهر وفق الشريعة، سيصوم وفق الشريعة، ويبيع ويشترى وفق الشريعة، بل ويعاشر أهله وفق الشريعة، فمن علم أحكام الشريعة؛ تصرَّف في أحواله على وفق تلك الأحكام، فيكون مأجورًا في كل حال، وهو يفعل ما يفعل متذكِّرًا حكم الشريعة في هذا الأمر، وهل هو من الواجبات أم المندوبات، هل هو من المباح أم المكروه، ويعلم الفاضل من المفضول في عبادة الوقت الواحد، فالأمر والنهى يلاحقك في كل مكان وفى كل زمان، وفرقٌ بين عالم وجاهل، فالجاهل لا يعلم إلا قليلًا، فسيرتكب كثيرًا من الأشياء، ولا يعلم أنه يخالف ويعصي، وإذا جاء يعامل أولاده أو أهله أو أمه؛ فإنه سيعاملهم بمقتضى الطبع، أو الهوى، أو المألوف، وقد يكون ذلك ضلالًا وخروجًا عما جاء به الشرع .
لذا فقد صار أعظم الناس علمًا بالحلال والحرام هم أشد الناس استغفارًا لله-جلَّ وعلا-، وأعظم الناس علمًا هو المصطفى- صلى الله عليه وسلم-، فهو يستغفر الله ويتوب إليه في المجلس الواحد أكثر من مائة مرة، كما صحَّ في الحديث.

@العلم بيوم القيامة:



وهذا هو العلم النافع الثالث، العلم بما في هذا اليوم، وما يجازي الله به العباد، وكيف تكون الحسنات والسيئات، وكيف يحاسب الإنسان في قبره، والعقوبات ومكفِّرات الذنوب، وما يحدث بعد موته حتى يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار .



لذا تجد أكثر آيات القرآن جاءت في التوحيد ثم القيامة ثم الأوامر والنواهي؛ لأن استقبال العبد للحلال والحرام يأتي بعد حسن توحيد العبد وصلاح قلبه وبعد خوفه من الله وما يكون من يوم المعاد .
-----------------------------------
*cd ثمرات العلم*للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله تعالى-




http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c67.0.403.403/p403x403/540940_431380950252447_1308191873_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=431380950252447&set=a.145928412131037.28499.144354368955108&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-11-23, 11:01
لا صلاح للعباد ولا فلاح ولا نجاح إلا بمعرفة الله وتوحيده..!

لا صلاح للعباد ولا فلاح ولا نجاح إلا بمعرفة الله وتوحيده..!

قال الشيخ حافظ الحكمي -رحمه الله-: "لا صلاح للعباد ولا فلاح ولا نجاح ولا حياة طيبة ولا سعادة في الدارين ولا نجاة من خزي الدنيا وعذاب الآخرة إلا بمعرفة أول مفروض عليهم والعمل به, وهو الأمر الذي خلقهم الله -عز وجل-، له وأخذ عليهم الميثاق به، وأرسل به رسله إليهم، وأنزل به كتبه عليهم، ولأجله خُلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار، وبه حُقَّت الحاقة ووقعت الواقعة، وفي شأنه تُنْصب الموازين وتتطاير الصحف، وفيه تكون الشقاوة والسعادة، وعلى حسب ذلك تُقْسم الأنوار, ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

وذلك الأمر هو معرفة الله -عز وجل- بإلهيته، وربوبيته، وأسمائه وصفاته وتوحيده بذلك, ومعرفة ما يناقضه أو بعضه من الشرك والتعطيل, والتشبيه والتشبُّه، واجتناب ذلك، والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

وتوحيد الطريق إلى الله -عز وجل- بمتابعة كتابه ورسوله، والعمل وفق ما شرعه الله -عز وجل- ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة ما يناقضها من البدع المضلَّة, ويميل بالعبد عنها فيُجانبها كل المجانبة ويعوذ بالله منها، فإن الله –تعالى- أنزل كتابه تبيانًا لكل شيء, وتفصيل كل شيء وقال: {وَمَا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِنْ شَئ}[الأنعام:38]. وقال: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمِثْلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالَحقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرا} [الفرقان:33] . وأرسل رسوله بذلك الكتاب مبلِّغًا ومبيِّنًا؛ ليقرأه على الناس على مكث، ويبيِّنه له أتمَّ البيان، ويحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون, ويهديهم إلى صراط مستقيم, فقال تعالى :{وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِ شَيء}[النحل:89]، وقال تعالى: {وَمَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكنْ تَصْدِيقُ الذِّي بَينَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلُ كُلِّ شيء وَهُدَىً وَرَحْمَةً لِقَومٍ يُؤْمِنُون} [يوسف: 111]، وقال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ لِتُبَيِّنَ للنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِم وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُون} [النحل: 44]، وقال تعالى: {وَمَا أَنْزلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ إلا لِتُبَيِّنَ لَهُمْ الذِّي اخْتَلَفوا فِيهِ وَهُدَىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون} [النحل: 64]، وقال تعالى: {يَا أَهْلَ الكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولنَا يُبَيِّنُ لِكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِين * يَهْدِي بِهِ الله مَن اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ بِإِذْنِه وَيَهْدِيَهُمْ إلى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم} [المائدة: 15،16].

ولا شفاء للقلوب والأرواح ولا حياة لها إلا بطاعة الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، والاستجابة لله –تعالى- ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، , قال الله –تعالى-: {يَا أَيُّهَا الذِّينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُون * وَلا تَكُونُوا كَالذِّينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُون * ِإِنَّ شَرَّ الدَّوَابِ عِنْدَ الله الصُّمُ البُكْمُ الذِّينَ لا يَعْقِلُون * وَلَوْ عَلِمَ الله فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلُّوا وَهُمْ مُعْرِضُون * يَا أَيُّهَا الذِّينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لله وَللرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُم}[الأنفال: 20-24]الآيات, وقال تعالى: {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الذِّينَ يَسْمَعُونَ وَالمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ الله ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُون}[الأنعام: 36].

ولم يُنْج من عذابه ولم يكتب رحمته إلا لمن اتبع كتابه ورسوله، كما قال تعالى: {عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شيء فَسَأَكْتُبُهَا للذِّينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالذِّينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُون * الذِّينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَ الذِّيِ يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمِ الطّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ التي كَانَتْ عَلَيْهِم فَالذِّينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الذِّي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُون}[الأعراف: 156،157].
------------------------------------

معارج القبول بشرح سُلَّم الوصول إلى علم الأصول في التوحيد





http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/c131.0.403.403/p403x403/293776_162747910531695_516868250_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=162747910531695&set=a.131891573617329.25502.125668984239588&type=1&relevant_count=1)

~ منصـ‘‘ـف ~
2012-11-23, 15:44
بارك الله فيكم

قطــــوف الجنــــة
2012-11-23, 16:34
وفيكم بارك الله

مهدي الباتني
2012-11-24, 09:58
http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/293817_445256485532670_1635163529_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-07, 08:30
ومن فضائل التوحيد أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى , وإصلاح الأحوال , والتسديد في الأقوال والأفعال .

ومنها أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة , ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره , وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم .

القول السديد في مقاصد التوحيد

الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
رحمه اللهhttp://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/s720x720/559007_445102082203741_182654647_n.jpg

عبد الرزاق الوهيبي
2012-12-07, 11:37
بارك الله فيك

قطــــوف الجنــــة
2012-12-07, 11:40
بارك الله فيك


https://fbcdn-sphotos-e-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc6/254966_135283816621693_1612442874_n.jpg
وفيكم بارك الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله في التحذير من أهل البدع:"فإن بيان حالهم،وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين. . . وهو من جنس الجهاد في سبيل الله".

قطــــوف الجنــــة
2012-12-10, 23:03
التوحيد يا عباد الله - لمعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان - تحميل واستماع مباشر - MP3



------------------------------------------

http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/532316_446338115424798_724408407_n.jpghttp://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=113282

قطــــوف الجنــــة
2012-12-10, 23:06
إصدار مميّز لمجموعة من العلماء الرّبانيين :
إصدار رائعٌ ومميّزٌ ، جُمع فيه كلام أهل العلم بطريقة جذّابة في : مسائل التّوحيد وفضائله ومظاهره وغير ذلك ، لزمرة خيّرة من العلماء الموثوقين :


** العلّامة : عبد الله بن حميد ـ رحمه الله تعالى .
** العلامة : صالح اللّحيدان ـ حفظه الله تعالى .
** العلّامة : عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى .
** العلّامة : عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله تعالى .
** العلّامة : محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله تعالى .
** العلّامة : صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله تعالى .
** العلامة : صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ـ حفظه الله تعالى .

http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.272.272/p403x403/406875_446355768756366_1160802031_n.png
(http://www.********.com/photo.php?fbid=446355768756366&set=a.333595440032400.78708.333470200044924&type=1&relevant_count=1)

عبد الرزاق الوهيبي
2012-12-12, 18:50
بارك الله فيك
وجزاااااك الله الف الف خير

قطــــوف الجنــــة
2012-12-12, 22:22
بارك الله فيك
وجزاااااك الله الف الف خير

وفيك بارك الله وسدد خطاك

hiba-2012-
2012-12-13, 09:41
http://i825.photobucket.com/albums/zz177/habataca1/goodwayinlife/goodwayinlifecom89.gif

قطــــوف الجنــــة
2012-12-25, 16:40
بارك لله فيكم

~أمة الله~
2012-12-25, 16:47
جزاك الله خيرا أخية
نسأل الله أن نكون من الموحِّدين حقا وصدقا

قطــــوف الجنــــة
2012-12-26, 17:52
جزاك الله خيرا أخية
نسأل الله أن نكون من الموحِّدين حقا وصدقا




وفيكم بارك الله اخية الفاضلة نسأل اللهم القبول والثبات والسداد
اللهم آمين

~أمة الله~
2012-12-26, 22:35
وفيكم بارك الله اخية الفاضلة نسأل اللهم القبول والثبات والسداد
اللهم آمين


سلامي للوالدة وأختك الطيِّبة ( ابتسامة )

قطــــوف الجنــــة
2012-12-26, 22:54
جزاك الله خيرا أخية
نسأل الله أن نكون من الموحِّدين حقا وصدقا



سلامي للوالدة وأختك الطيِّبة ( ابتسامة )

الله يسلمك اخية ...يوصل بإذن الله

حقائب فرح
2012-12-27, 11:55
بسم الله الرحمان الرحيم
بارك الله فيك اختاه.........ماشاء الله موضوع اكثر من رائع
هو لرفع ان اذنت لي لتعم الفائدة

reficef
2012-12-27, 14:27
ألف شكر نسأل الله الثبات على ديننا الحنيف

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:12
وفيكم بارك الله وثبتكم الله وشكرا على المرور

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:13
«لاَ إلهَ إلاَّ اللّه»تقتضى الإخلاص والتَّوكُّل

قالَ شَيْخُ الإسْلام الإمامُ ابن تَيْميَّة ( ت: 728هـ) ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: «"لاَ إلهَ إلاَّ اللّه" تقتضى الإخلاص والتَّوكُّل، والإخلاص يقتضى الشُّكر، فهي أفضل الكلام، وهيَ أعلى شُعب الإيمان، كما ثبتَ في "الصَّحيحين" عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنَّهُ قالَ: ((الإيمان بضْعٌ وستُّونَ، ـ أوْ بضعٌ وسبعونَ ـ شُعْبَةً، أعلاها قول: لاَ إلهَ إلاَّ اللّه، وأدناها إماطة الأذى عَنِ الطَّريق، والحياء شُعْبَة مِنَ الإيمان)).
فَـ«لاَ إلهَ إلاَّ اللّه» هي قطب رحَى الإيمان، وإليها يرجع الأمر كلّه».اهـ.

([«الحسنة والسَّيَّئة» لابن تيميَّة / ص: (158)])

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:14
قالَ الإمام ابن تيميَّة (ت: 728هـ) رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى:

«من حقَّق التَّوحيد والاسْتغفار فلا بدَّ أنْ يرفع عنه الشَّر، فلهذا قالَ ذو النُّون: ﴿لاَ إلهَ إلاَّ أنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين﴾».اهـ.
([«مجموع الفتاوى» / (10/ 262)])

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:15
قالَ الشَّيخ العلَّامة الفقيه / مُحمَّد بن إبراهيم آل الشَّيخ
(ت: 1389هـ) كما نقل عنه تلميذه الشَّيخ مُحمَّد بن عبد الرَّحمن
بن قاسم ـ رَحِمَهُمَا اللهُ تَعَالَى

«لا يُزهد في التَّوحيد، فإنَّ بالزُّهد فيه يُوقع في ضدِّه. وما هلكَ مَنْ هلكَ ممَّن يدِّعي الإسْلام إلاَّ بعدم إعطائه حقِّه ومعرفته حقَّ المعرفة، وظنُّوا أنَّهُ يكفي الاِسْم والشَّهادتان «لفظًا»؛ ولم ينظروا ما يُنافيه وما يُنافي كماله هل هُو موجودٌ أو مفقودٌ؟!».اهـ.

([«شرح كشف الشُّبهات» ص: (9)])

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:16
قالَ شيخُ الإسْلام الإمامُ ابن تيميَّة ( ت: 728هـ) ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى

في "مجموع الفتاوى": «قالَ أبُو العالية في قوله: ﴿فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ﴿الحجر: 92، 93﴾، قَالَ: خلّتان يُسئل عنهما كلّ أحدٍ: ماذا كنتَ تعبد؟ وماذا أجبت المرسلين؟ فالأولى: تحقيق شهادة أنْ لاَ إله إلاَّ الله، والثَّانية: تحقيق الشَّهادة بأنَّ مُحَمَّدًا رسُول الله».اهـ.http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/c0.105.692.330.8137603796/p843x403/546706_571362679555923_1993640639_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:17
عبادة الذبح
الذبح عبادة من أجل العبادات وقربة من أعظم القربات؛ بل هي من أفضل العبادات المالية، ولهذا يأتي ذكرها مع أفضل العبادات البدنية وهي الصلاة، كما سيأتي في بعض الأدلة.

فالذبح عبادة وقربة وطاعة يتقرب بها المسلم لربه -جل وعلا- وإذا تقرب بها إلى غير الله فهذا شرك بالله؛ لأنها عبادة لا يتقرب بها إلا إلى الله -جل وعلا- فمن ذبح لغير الله فقد أشرك.

والمؤلف -رحمه الله- من نصحه للأمة وبيانه للمسلمين عقد ترجمة في التحذير من الذبح لغير الله، وذكر الأدلة على أنه من الشرك ومن الإثم العظيم والذنب الوخيم، وأورد في الترجمة من الدلائل والنصوص ما يشهد لما أراده وقصده -رحمه الله- فنستمع الآن إلى الباب والأدلة التي أوردها -رحمه الله- فيه.

قال المصنف -رحمه الله-: (باب ما جاء في الذبح لغير الله، وقول الله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾﴾ [الأنعام:162، 163]).

قال المصنف -رحمه الله- شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في كتابه التوحيد: (باب ما جاء في الذبح لغير الله) ما جاء في الذبح لغير الله، أي: من الوعيد الشديد (ما جاء) أي: في القرآن والسنة (في الذبح لغير الله) أي: في صرف هذه العبادة لغير الله -عبادة الذبح- من الوعيد الشديد، وأنه شرك بالله -جل وعلا- لأن الذبح كما قدمت عبادة وقربة يتقرب بها إلى الله -سبحانه وتعالى- وهي عبادة عظيمة، فيها من الإيمان والثقة بالله، والتوكل عليه سبحانه، ورجاء ثوابه، وخوف عقابه، وطلب رحمته وغفرانه، تحقيق تقواه فيها معاني عظيمة وجليلة خاصة إذا استحضر الذابح وقت ذبحه وتقربه هذه المعاني الجليلة، والله -تبارك وتعالى- يقول: ﴿لَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلاَ دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ﴾ [الحج: 37] ولهذا يجب على من ذبح لله أن يتقي الله في ذبحه، وأن يحسن في تقربه إلى الله -جل وعلا- بهذه العبادة، وهذه العبادة شأنها كشأن غيرها من العبادات، لا تصرف إلا لله، فإذا صرفت لغيره فهذا من أعمال الشرك، وفعل المشركين، المتقربين إلى غير الله بحق الله -سبحانه وتعالى- فقوله: (باب ما جاء في الذبح لغير الله) أي: من الوعيد الشديد وأنه من الشرك بالله -عز وجل- وأورد -رحمه الله- على ذلك بعض الأدلة، من القرآن والسنة، فأورد أولاً قول الله -عز وجل-: (﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴿163﴾﴾ [الأنعام:162، 163]) قوله: ﴿وَنُسُكِي﴾ هو الشاهد من الآية للترجمة، والنسك هو الذبح، المراد بقوله: ﴿وَنُسُكِي﴾ أي: ذبحي، فكما أن الصلاة لله فالنسك لله، وكما أن الصلاة عبادة لله لا يجوز صرفها لغيره فالنسك كذلك عبادة لا يجوز صرفها لغير الله، فمن صرفها لغيره فقد أشرك ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لاَ شَرِيكَ لَهُ ﴿163﴾﴾ [الأنعام:162]، فهي حق لله الصلاة والنسك والمحيى والممات، أي: ما يحيى عليه العبد من الإيمان والعمل الصالح وما يموت عليه لله، فيكون الإنسان في حياته وفي تقربه وفي أعماله وفي طاعاته كلها لا يبتغي بها إلا وجه الله -عز وجل- ويكون بعيدا عن الشرك ﴿للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿162﴾ لاَ شَرِيكَ لَهُ ﴿163﴾﴾ فهذا فيه معنى "لا إله إلا الله" صرف العبادة لله وعدم صرف شيء منها لغيره.

من شرح كتاب التوحيد - الشيخ عبدالرزاق العبادhttp://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/c0.26.843.403/p843x403/181800_567843773241147_1331169950_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:18
أقسام النذر للشيخ العثيمين
الأول: ما يجب الوفاء به، وهو نذر الطاعة، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "من نذر أن يطيع الله، فليطعه" (رواه البخاري).

الثاني: ما يحرم الوفاء به، وهو نذر المعصية، لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" (رواه البخاري)، وقوله: "فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله" (رواه مسلم).

الثالث: ما يجري مجرى اليمين، وهو نذر المباح، فيخير بين فعله وكفارة اليمين، مثل لو نذر أن يلبس هذا الثوب، فإن شاء لبسه وإن شاء لم يلبسه، وكفر كفارة يمين

الرابع: نذر اللجاج والغضب، وسمي بهذا الاسم، لأن اللجاج والغضب يحملان عليه غالباً، وليس بلازم أن يكون هناك لجاج وغضب، وهو الذي يقصد به معنى اليمين، الحث، أو المنع، أو التصديق، أو التكذيب.
مثل لو قال: حصل اليوم كذا وكذا، فقال الآخر: لم يحصل، فقال: إن كان حاصلاً، فعلي لله نذر أن أصوم سنة، فالغرض من هذا النذر التكذيب، فإذا تبين أنه حاصل، فالناذر مخير بين أن يصوم سنة، وبين أن يكفر كفارة يمين، لأنه إن صام فقد وفى بنذره، وإن لم يصف حنث، والحانث في اليمين يكفر كفارة يمين

الخامس: نذر المكروه، فيكره الوفاء به، وعليه كفارة يمين.

السادس: النذر المطلق، وهو الذي ذكر فيه صيغة النذر، مثل أن يقول: لله علي نذر، فهذا كفارته كفارة يمين كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كفارة النذر إذا لم يسم كفارة يمين"


http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/28008_563867513638773_1382829940_n.jpghttp://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=121989

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:19
من أنواع العبادات أيضا :


النــذر :

ودليل النذر قوله تعالى ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا﴾[الإنسان:7]) النذر: هو إيجاب المرء على نفسه شيئا لم يجب عليه، وتارة يكون النذر مطلقا، وتارة يكون بالمقابلة مُقيّد، والنذر المطلق غير مكروه، والنذر المقيد مكروه.
لهذا استشكل جمع من أهل العلم؛ استشكلوا كون النذر عبادة مع أن النذر مكروه، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في النذر «إنه لا يأتي بخير وإنما يُستخرج به من البخيل» يقولون: إذا كان مكروها كيف يكون عبادة؟ ومعلوم أن العبادة يحبها الله جل وعلا، والنذر يكون مكروها كما دل عليه هذا الحديث، فكيف إذا كان مكروها يكون عبادة؟ وهذا الاستشكال منهم غير وارد أصلا؛ لأن النذر ينقسم إلى قسمين: نذر مطلق، ونذر مقيد.http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.24.600.286.83274021352/p843x403/189985_562430840449107_204611635_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:20
قال الشخ صالح آل الشيخ ف شرحه على العقيدة الطحاوية.
اختلف العلماء في الخوف والرجاء هل يجب تساويهما أم يُرَجَّحُ أحدهما على الآخر على أقوال:
القول الأول: أن يُغلَّبَ جانب الخوف مطلقاً.
والقول الثاني: أن يُغلَّبَ جانب الرجاء مطلقاً.
والقول الثالث: أن يستوي عند العبد الخوف والرجاء.
والقول الرابع: التفصيل>
ومعنى التفصيل أنّ الخوف قد يُغَلَّبُ في حال، وقد يُغلَّبْ الرجاء في حال، وقد يُطْلَبُ تساويهما في حال.
فَيُغَلَّبْ الخوف على الرجاء في حال أكثر المؤمنين؛ لأنَّ أكثر أهل الإيمان عندهم ذنوب فيُغَلِّبُونَ حال الخوف في حال الصحة والسلامة؛ لأنهم لا يخلون من ذنب والخوف يحملهم على ملازمة الطاعة وعلى ترك الذنب.
والرجاء يُغَلَّبُ في حال المرض لحديث "لا يمت أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه"
وللحديث أيضا الآخر الذي رواه البخاري وغيره "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".
فدل هذا على أنَّ رجاء العبد مطلوب وإذا كان في حال المرض المَخُوفْ أو في أي مرضٍ كان فيه فإنه يُغَلِّب جانب الرجاء على الخوف.
وفي حال يستوي فيه الرجاء والخوف، وهو في حال التَّعَبُّدْ، إذا أراد العبادة ودخل في العبادة، فإنه يخاف الله ? ويرجو ربه ?، يخاف العقاب ويرجو الثواب.
?وهذا القول الأخير هو الصحيح وهو الذي عليه أهل التحقيق.
ومن قال من أهل العلم أنَّهُ يُغَلِّبْ جانب الخوف مطلقا نَظَرَ إلى أنَّ حال أكثر المنتسبين حالهم على ذنب وعلى قصور فتغليب جانب الخوف في حقهم يَرُدُّهُمْ إلى الحق.
ومن قال يُغَلِّبْ جانب الرجاء دائما عمم قوله ? "قال الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء".

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:21
ا بن تيمية رحمه الله :

ومما يدل على هذا المعنى قوله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28] والمعنى أنه لا يخشاه إلا عالم، فقد أخبر الله أن كل من خشى الله فهو عالم، كما قال في الآية الأخرى: أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ الليْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ [الزمر: 9]، والخشية أبدًا متضمنة للرجاء، ولولا ذلك لكانت قنوطًا، كما أن الرجاء يستلزم الخوف ولولا ذلك لكان أمنا،
فأهل الخوف لله والرجاء له هم أهل العلم الذين مدحهم الله.
[المجموع: 7/ 21].

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:21
الخوف ثلاثة أنواع:

النوع الأولى: خوف طبيعي كخوف الإنسان من السبع والنار والغرق وهذا لا

يلام عليه العبد قال الله تعالى عن موسى عليه الصلاة والسلام :

فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ

لكن إذا كان هذا الخوف كما ذكر الشيخ رحمه الله سبباً لترك واجب أو فعل

محرم كان حراماً ؛لأن ما كان سبباً لترك واجب أو فعل محرم فهو حرام ودليل

قوله تعالى :

فَلا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ



والخوف من الله تعالى يكون محموداً، ويكون غير محموداً.

فالمحمود ما كانت غايته أن يحول بينك وبين معصية الله بحيث يحملك على فعل

الواجبات وترك المحرمات ، فإذا حصلت هذه الغاية سكن القلب واطمأن

وغلب عليه الفرح بنعمة الله، والرجاء لثوابه.



وغير المحمود ما يحمل العبد على اليأس من روح الله والقنوط وحينئذ يتحسر

العبد وينكمش وربما يتمادى في المعصية لقوة يأسه.



النوع الثاني: خوف العبادة أن يخاف أحداً يتعبد بالخوف له فهذا لا يكون إلا لله

تعالى. وصرفه لغير الله تعالى شرك أكبر.



النوع الثالث: خوف السر كأن يخاف صاحب القبر، أو ولياً بعيداً عنه لا يؤثر

فيه لكنه يخافه مخافة سر فهذا أيضاً ذكره العلماء من الشرك.http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.84.843.403/p843x403/61457_552949071397284_39832951_n.jpg

من كلام الشيخ ابن عثيمين أثناء شرحه للأصول الثلاثة

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:22
قال الإمَامُ الربَّاني ابنُ قيِّم الجوزيَّة - رحمه الله في قصيدتِه النَّونية في السُّنَّة، والمَوْسومَةِ بـ «الكافية الشَّافية في الاِنْتصَارِ للفِرْقَةِ النَّاجية»؛ :

الرَّبُّ رَبٌّ والرَّسُولُ فَعَبْدُهُ ••• حَقًّا وليْسَ لَنَا إلهٌ ثَاني

فَلِذَاكَ لْم نَعْبُدْهُ مِثْلَ عِبَادَةِ الْـ ••• ـرَّحْمَن فِعْلَ المُشْرِكِ النَّصْرَانِي

كَلاَّ وَلَمْ نَغْلُ الغُلُوَّ كَمَا نَهَى ••• عَنْهُ الرَّسُولُ مَخَافَةَ الكُفْرَانِ

لِلَّهِ حَقٌّ لا يَكُونُ لِغَيْرِهِ ••• وَلِعَبْدِهِ حَقٌّ هُمَا حَقَّانِ

لا تَجْعَلُوا الحَقَّيْنِ حَقًّا وَاحِدًا ••• مِنْ غَيْرِ تَمْيِيزٍ ولا فُرْقَانِ

فَالْحَجُّ للرَّحْمَنِ دُونَ رَسُولِهِ ••• وَكَذَا الصَّلاَةُ وَذَبْحُ ذَا القُرْبَانِ

وَكَذَا السُّجُودُ ونَذْرُنَا ويَمِينُنَا ••• وكَذَا مَتَابُ العَبْدِ مِنْ عِصْيَانِ

وكَذَا التَّوَكُّلُ والإنَابَةُ والتُّقَى ••• وكَذَا الرَّجَاءُ وَخَشْيَةُ الرَّحْمَنِ

وكَذَا العِبَادَةُ واسْتِعَانَتُنَا بِهِ ••• إِيَّاكَ نَعْبُدُ ذَانِ تَوْحِيدَانِ

وعَلَيْهِمَا قَامَ الوُجُودُ بِأَسْرِه ••• دُنْيَا وأُخْرَى حَبَّذَا الرُّكْنَانِ

وكَذَلِكَ التَّسْبِيحُ والتَّكْبِيرُ والتَّـ ••• هْلِيلُ حَقُّ إِلَهِنَا الدَّيَّانِ

لَكِنَّمَا التَّعْزِيرُ والتَّوْقِيرُ حَـ ••• ــــقٌّ للرَّسُولِ بِمُقْتَضَى القُرْآنِ

والحُبُّ والإيمَانُ والتَّصْدِيقُ لا ••• يَخْتَصُّ بَلْ حَقَّانِ مُشْتَرِكَانِ

هَذِي تَفَاصِيلُ الحُقُوقِ ثَلاَثَةٌ ••• لا تَجْهَلُوهَا يا أُولِي العُدْوَانِ

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:23
✿ حكم الذهاب إلى الكهان والعرافين ✿
للشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

س : من : أ . ع . م - يقول : هل يجوز الذهاب إلى الكهان والعرافين والمشعوذين وسؤالهم والتداوي عندهم بالزيت ونحوه؟

ج : لا يجوز الذهاب إلى العرافين والسحرة والمنجمين والكهنة ونحوهم ، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم ، ولا يجوز التداوي عندهم بزيت ولا غيره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم وسؤالهم وعن تصديقهم؛ لأنهم يدعون علم الغيب ، ويكذبون على الناس ، ويدعونهم إلى أسباب الانحراف عن العقيدة .

وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة أخرجه مسلم في صحيحه ، وقال صلى الله عليه وسلم : من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام : ليس منا من سحر أو سحر له أو تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له

والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . وفيما أباح الله من التداوي بالرقية الشرعية والأدوية المباحة عند المعروفين بحسن العقيدة والسيرة ما يكفي والحمد لله . والله ولي التوفيق .

نشرت في مجلة الدعوة في العدد ( 1498 ) بتاريخ 8 / 2 / 1416 هـ .
______________________
من أتى
الإتيان له صور عديدة:
1/ يكون بالذهاب إليه .
2/ بالجلوس إلى قارئة الكف، أو الفنجان، أو صاحبة الودع.
3/ بمطالعة أبراج الحظ.
4/ بمشاهدة قنواتهم الفضائية
http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/525643_552533921438799_832137343_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:24
"✿ لا إله إلا الله✿ " أفضل الكلام، وهي أصل الدين وأساس الملة وهي التي بدأ بها الرسل عليهم الصلاة والسلام أقوامهم.

فأول شيء بدأ به الرسول قومه أن قال: ((قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا))، قال تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ[1] وكل رسول يقول لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ[2]، فهي أساس الدين و
الملة ولا بد أن يعرف قائلها معناها، فهي تعني: أنه لا معبود بحق إلا الله. ولها شروط، وهي: العلم بمعناها، واليقين وعدم الشك بصحتها، والإخلاص لله في ذلك وحده، والصدق بقلبه ولسانه، والمحبة لما دلت عليه من الإخلاص لله، وقبول ذلك، والانقياد له وتوحيده ونبذ الشرك به مع البراءة من عبادة غيره واعتقاد بطلانها، وكل هذا من شرائط قول لا إله إلا الله وصحة معناها. يقولها المؤمن والمؤمنة مع البراءة من عبادة غير الله، ومع الانقياد للحق وقبوله، والمحبة لله وتوحيده، والإخلاص له وعدم الشك في معناها، فإن بعض الناس يقولها وليس مؤمناً بها كالمنافقين الذين يقولونها وعندهم شك أو تكذيب فلا بد من علم ويقين، وصدق وإخلاص، ومحبة وانقياد، وقبول وبراءة، وقد جمع بعضهم شروطها في بيتين فقال:

علم يقين وإخلاص وصدقك مع

محبة وانقـياد والقبـول لـها

وزيد ثامنها الكـفران منك بما

سوى الإله من الأشياء قد أُلِها


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

عبد العزيز ابن باز رحمه الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------

[1] سورة الأنبياء الآية 25.

[2] سورة الأعراف من الآية 59.

نشر في مجلة الدعوة العدد 1018 يوم الاثنين 29 / 3 / 1407هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثالث
http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/c0.0.400.400/p403x403/530899_548556331836558_1815050386_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:31
•✿ . . . فالقرآن العظيم, كله في التوحيد, وحقوقه, وجزائه, وفي شأن الشرك, وأهله, وجزائهم.
وانظر إلى أول سورة في كتاب الله تعالى: (سورة الفاتحة): فـ ((الحمد لله)) توحيد في الألوهية, و((رب العالمين)) توحيد في الربوبية, و((الرحمن الرحيم)) توحيد في الأسماء والصفات, و((مالك يوم الدين)) توحيد في الملك؛ لأنه من شأن الرب المعبود, الذي هذه صفته؛ أن يكون مالكاً ليوم الدين وهو يوم الجزاء والحساب.
و((إياك نعبد)) توحيد في الثناء والقصد, وهذا التوحيد يدفع مرض الرياء, و((إياك نستعين)) توحيد في المسألة والطلب, وهذا التوحيد يدفع مرض العجب والكبرياء. وعلى هذه الآية مدار دعوة جميع الرسل والأنبياء.
و((اهدنا الصراط المستقيم)) توحيد في الطريق الموصل إلى الله وهو الذي شرعه سبحانه ونصبه لعباده, وهو طريق أهل التوحيد, وهم المذكورون في قوله بعده: ((صراط الذين أنعمت عليهم)) فلا يكون رفيقك في الطريق إلا موحداً, وهذا التوحيد في الطريق يدفع أمراض الجهل والضلال والأهواء.
وقوله سبحانه: ((غير المغضوب عليهم ولا الضالين)) تحذير من طريق الذين فارقوا التوحيد.
وانظر في آخر سورة من كتاب الله تعالى: ((قل أعوذ برب الناس)) توحيد, و((ملك الناس)) توحيد, و((إله الناس)) توحيد.
وهذا إشعار بأن ما بين اللوحتين من آيات القرآن, وسوره, كله لغاية واحدة: ((توحيد العبد لله لا غير)) بما شرع الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا مقتضى الشهادتين في الإسلام: أن لا يعبد إلا الله, وأن لا يعبد الله إلا بما شرع, وعليها تدور رحى التشريع. . .•✿ انتهى.
(تصحيح الدعاء: ص / 230, 231).http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.31.843.403/p843x403/533728_548178165207708_1080963665_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:32
✿•✿باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب✿•✿
_____________________________________
القول السديد في مقاصد التوحيد للشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله

ومن أعظم فضائله أن جميع الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة متوقفة في قبولها وفي كمالها وفي ترتب الثواب عليها على التوحيد . فكلما قوي التوحيد والإخلاص لله كملت هذه الأمور وتمت .

ومن فضائله أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك المنكرات ويسليه عن المصيبات : فالمخلص لله في إيمانه وتوحيده تخف عليه الطاعات لما يرجو من ثواب ربه ورضوانه ويهون عليه ترك ما تهواه النفس من المعاصي لما يخشى من سخطه وعقابه .

ومنها أن التوحيد إذا كمل في القلب حبب الله لصاحبه الإيمان وزينه في قلبه وكره إليه الكفر والفسوق والعصيان وجعله من الراشدين , ومنها أنه يخفف على العبد المكاره ويهون عليه الآلام , فبحسب تكميل العبد للتوحيد والإيمان يتلقى المكاره والآلام بقلب منشرح , ونفس مطمئنة , وتسليم ورضى يأقدار الله المؤلمة .

ومن أعظم فضائله أنه يحرر العبد من رق المخلوقين والتعلق بهم , وخوفهم ورجائهم , والعمل لأجلهم , وهذا هو العز الحقيقي , والشرف العالي , ويكون مع ذلك متألها متعبدا لله لا يرجو سواه ولا يخشى إلا إياه , ولا ينيب إلا إليه , وبذلك يتم فلاحه ويتحقق نجاحه .

ومن فضائله التي لا يلحقه فيها شيء أن التوحيد إذا تم وكمل في القلب وتحقق تحققا كاملا بالإخلاص التام فإنه يصير القليل من عمله كثيرا وتضاعف أعماله وأقواله بغير حصر ولا حساب ورجحت كلمة الإخلاص في ميزان العبد بحيث لا تقابلها السماوات والأرض , وعمارها من جميع خلق الله كما في حديث أبي سعيد المذكور في الترجمة وفي حديث البطاقة التي فيها لا إله إلا الله التي وزنت تسعة وتسعين سجلا من الذنوب , كل سجل يبلغ مد البصر , وذلك لكمال إخلاص قائلها , وكم ممن يقولها ولا تبلغ هذا المبلغ , لأنه لم يكن في قلبه من التوحيد والإخلاص الكامل مثل ولا قريب مما قام بقلب هذا العبد .

ومن فضائل التوحيد أن الله تكفل لأهله بالفتح والنصر في الدنيا والعز والشرف وحصول الهداية والتيسير لليسرى , وإصلاح الأحوال , والتسديد في الأقوال والأفعال .

ومنها أن الله يدافع عن الموحدين أهل الإيمان شرور الدنيا والآخرة , ويمن عليهم بالحياة الطيبة والطمأنينة إليه والطمأنينة بذكره , وشواهد هذه الجمل من الكتاب والسنة كثيرة معروفة والله أعلم .


القول السديد في مقاصد التوحيد

الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
رحمه الله



http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.0.843.403/p843x403/548539_546291695396355_12784678_n.png
(http://www.********.com/photo.php?fbid=546291695396355&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:33
لاستعاذة بغير الله شرك

(اعوذ بالله من الشيطان الرجيم) فالمستعاذ به هو الله جل وعلا
والاستعاذة عبادة من العبادات ولكنها عبادة قلبية لاتنزل الا بالله جل وعلا
ومن استعاذ بغير الله جل وعلا فقد اشرك لان الله جل وعلا هو الذي يحمي من الشر
وهو الذي يفيض الخير ويمنع الشر قال جل وعلا(وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير) وقال جل وعلا في الاية الاخرى
(وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم) وقال تعالى (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم)
فالذي يمنع الشر عن العبد هو الله جل وعلا والذي يفيض الخير على العبد هو الله جل وعلا
واعظم اهل الشر شرا على العبد المؤمن الشيطان الرجيم الذي هو ابليس وجنوده من الجن والانس لان اعلى واغلى ما عند العبد المؤمن في هذه الحياة ان يستقيم على الاسلام ولا يمكن ان يستقيم على الاسلام الا ان يكون متحصنا متحرزا من الشرور التى يصيبه بها ويعتدي عليه بها الشيطان من الانس والجن فلذا يستعيذ المرء بالله من الشيطان الرجيمhttp://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/379053_543955128963345_2098762721_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:34
النوع الثالث من انواع العبادة


الإستعاذة :

يقول التالي للقران (اعوذ بالله من الشيطان الرجيم )ومعنى (اعوذ)اعتصم والتجئ واتحرز( بالله ) معبودي الحق الذي لا اعبد سواه ولا افوض امري الا اليه (من) شر (الشيطان الرجيم) الذي رجم ورمي وابعد وطرد من رحمة الله جل وعلا من شياطين الجن ومن شياطين الانس
http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/379105_543953998963458_1673838097_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:35
✿•✿فضل «تحقيق التَّوحيد»✿•✿

قالَ الإمام ابن تيميَّة (ت: 728هـ) رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «من حقَّق التَّوحيد والاسْتغفار فلا بدَّ أنْ يرفع عنه الشَّر؛ فلهذا قالَ ذو النُّون: ﴿لاَ إلهَ إلاَّ أنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِين﴾».اهـ.

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:36
الاستغاثة عمل ظاهر، ولهذا يجوز أن يستغيث المرء بمخلوق، لكن
بشروطه، وهي أن يكون هذا المطلوب منه الغوث، أن يكون حيا، حاضرا، قادرا،
يسمع..
فإذا لم يكن حيا كان ميّتا صارت الاستغاثة بهذا الميت كفرا، ولو
كان يسمع ولو كان قادرا، [مثل الملائكة أو الجن]، قلنا أن يكون حيا حاضرا
قادرا يسمع، صحيح؟ طيّب، إذا لم يكن حيا كان ميتا، ولو اعتقد المستغيث أنه
يسمع وأنه قادر، فإنه إذ كان ميتا فإن الاستغاثة به شرك.
الأموات جميعا
لا يقدرون على الإغاثة ؛ لكن قد يقوم بقلوب المشركين بهم أنهم يسمعون ،
وأنهم أحياء مثل حال الشهداء، وأنهم يقدرون مثل ما يُزعم في حال النبي عليه
الصلاة والسلام ونحو ذلك.
فنقول: إذ كان ميتا فإنه لا يجوز الطلب منه.
قالوا:
فما يحصل يوم القيامة من استغاثة الناس بآدم ثم استغاثتهم بنوح إلى آخر
أنهم استغاثوا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم
نقول: هذا ليس استغاثة
بأموات، يوم القيامة هؤلاء أحياء، يُبعث الناس ويُحيَوْن من جديد، كانوا في
حياة ثم ماتوا ثم أعيدوا إلى حياة أخرى. فهي استغاثة بمن؟ بحي ، حاضر،
قادر ، يسمع. بهذا ليس فيما احتجوا به من حال أولئك الأنبياء يوم القيامة
حُجة على جواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا، والاستغاثة بغير الله جل وعلا
أعظم كفرا من كثير من المسائل التي صَرْفها لغير الله جل وعلا شرك.
إذن
فالشروط:
1) أن يكون حيا: إذا كان ميّتا لا يجوز الاستغاثة به.
2)
أن يكون حاضرا: إذا كان غائبا لا يجوز الاستغاثة به ؛ حي قادر لكنه غائب.
مثل لو استغاث بجبريل عليه السلام فليس بحاضر، حي نعم ، وقادر قد يطلب منه
ما يقدر عليه ، ولكنه ليس بحاضر. مثل أن يطلب من حيٍّ قادر من الناس ؛
يَطلب من ملك يملك أو أمير يستغيث به أغثني يا فلان، وهو ليس عنده، مع أنه
لو كان عنده لأمكن بقوَّته، لكنه لما لم يكن حاضرا صارت الاستغاثة-تعلُّق
القلب- بغير حاضر هذا شرك بالله جل وعلا.
3) أن يكون قادرًا: إذا لم يكن
قادرا فالاستغاثة به شرك، ولو كان حيا حاضرا يسمع، مثل لو استغاث بمخلوق
بما لا يقدر عليه، وهو حي حاضر يسمعه، وتعلق القلبُ -قلب المستغيث- على هذا
النحو، تعلق قلبُه بأن هذا يستطيع ويقدر أن يغيثه، بمعنى ذلك أنه استغاث
بمن لا يقدر على الإغاثة، فتعلق القلب بهذا المستغاث به ، فصارت الاستغاثة
وهي طلب الغوث شركا على هذا النحو.
وكذلك يسمعُ: لو كان حيا قادرا،
ولكنه لا يسمع، حاضر لا يسمع كالنائم ونحوه، كذلك لا تجوز الاستغاثة به.
وقد
تلتبس بعض المسائل بهذه الشروط في أنها في بعض الحالات تكون شركا أكبرا،
وفي بعض الحالات يكون منهي عنها من ذرائع الشرك، ونحو ذلك. مثل الذي يسأل
ميت، يسأل أعمى بجنبه أو مشلول بجنبه أن يغيثه ونحو ذلك.
المقصود أن
العلماء اشترطوا لجواز الاستغاثة بغير الله جل وعلا : أن يكون المستغاث به
حيا حاضرا قادرا يسمع.

الشيخ صالح آل الشيخ
حفظه الله عند شرحه للأصول الثلاثة :
http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.480.229.46619217082/p843x403/302525_540111069347751_1812515809_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:36
النوع الثاني من أنواع العبادة

الإستغاثة

يقول الله سبحانه وتعالى {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ}
الإستغاثة : هي طلب الغوث ، والغوث يحصل لمن وقع في شدة وكرب ويخشى معه المضرة الشديدة أو الهلاك ، فيقال : أغاثه : إذا فزع إليه و أعانه على كشف ما به ، وخلصه منه، كما قال الله جل وعلا في قصة موسى {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ} يعني أن من كان من شيعة موسى طلب الغوث من موسى على من كان عدوا لهما جميعا ، فأغاثه موسى عليه السلام .
فالإستغاثة : طلب الغوث ، وطلب الغوث لا يصلح إلا من الله فيما لا يقدر عليه إلا الله جل جلاله، لأن الإستغاثة يمكن أن تطلب من المخلوق فيما يقدر عليه .
http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.843.403/p843x403/298302_530434246982100_681529137_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:37
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي : جعلت لي الأرض طهورا ومسجدا ، أحلت لي الغنائم ، ولم تحل لنبي كان قبلي ، ونصرت بالرعب مسيرة شهر على عدوي ، وبعثت إلى كل أحمر وأسود ، أعطيت الشفاعة ؛ وهي نائلة من أمتي من لايشرك بالله شيئا ".
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3636
خلاصة حكم المحدث: صحيح لغيره
http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/246654_526024800756378_1816508685_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:38
آداب الدعـــاء

الدعاء له آداب في الإسلام، آداب عظيمة، وهي الإقبال على الله وحضور القلب في الدعاء، أن تحضر قلبك في الدعاء، وأن تستقبل القبلة، وأن ترفع يديك، تلح في الدعاء، وتكرر الدعاء تبدأ بحمد الله، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم تدعو، كل هذا من آدابه، وإذا كنت على طهارة، فهو أكمل، ومن آدابه الحذر من أكل الحرام، تكون حريصاً على أن يكون طعامك طيباً، وملبسك طيباً، وأكسابك طيبة، فإن أكل الحرام من أسباب حرمان الإجابة، والمعاصي من أسباب حرمان الإجابة، فالعناية بطاعة الله، والاستقامة على طاعة الله والحذر من المعاصي والحذر من أكل الحرام كل هذا من أسباب الإجابة، والتساهل بالمعاصي، أو بالكسب المحرم من أسباب المنع في الإجابة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الشيخ بن باز رحمه الله
http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.128.758.362.36536180308/p843x403/296489_523272354364956_970724422_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:39
شروط الدعاء
1 أن يكون الداعي عالماً بأن الله وحده هو القادر على إجابة دعوته.
2 ألا يدعو إلا الله
3 أن يتوسل إلى الله بأحد أنواع التوسل المشروعة:- التوسل باسم من أسماء الله عز وجل أو صفة من صفاته مثل (يا رحمن ارحمني – يا كريم أكرمني). التوسل إلى الله بصالح الأعمال مثل (اللهم إني أسألك بإيماني بك أو بإتباعي رسولك).
التوسل إلى الله بدعاء رجل صالح حي حاضر قادر مثل(دعاء الرسول حين جاءه الأعرابي يشكو قلة المطر).
4 إظهار الافتقار والذلة والاعتراف بالذنب والتقصير مثل(اللهم إني عبدك الفقير المقصر على نفسه أسألك بأن تغفر لي).
5 تجنب الاستعجال.
6 الدعاء بالخير.
7 حسن الظن بالله - عز وجل -.
8 حضور القلب.
9 الدعاء بما شُرع أو على الأقل ألا يُصادم الأدعية المشروعة بالأدعية البدعية.
10 إطابة المأكل.
11 تجنب الإعتداء في الدعاء.
12 ألا يُشغل الدعاء عن أمر واجب أو فريضة حاضرة.

أنواع الدعاء
الدعاء نوعان ، دعاء مسألة ودعاء عبادة
دعاء المسألة: هو الذي يسميه العامّة أو يسمِّيه الناس الدعاء، وهو المقصود به، إذا قيل دعا فلان يعني سأل به الله جل وعلا قال: اللهم اعطني، اللهم قني، اللهم اغفر لي. ونحو ذلك، هذا يسمى دعاء المسألة.
دعاء العبادة: فهو العبادة نفسُها؛ لأن المتعبد لله جل وعلا بصلاة أو بذكر هو سائل لله جل وعلا، لأنه إنما عبد أو صلى، أو صام، أو زكى، أو ذكر، أو تلا، رغبةً في الأجر، كأنه سأل الله جل وعلا الثواب،
http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.843.403/p843x403/603473_519784781380380_325278325_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:40
من أنواع العبادات
*1* الدعــــأء

ثبت في السنن عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ ثُمَّ قَرَأَ : {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر:60]))(1) .

فالدعاء من أجل العبادات وأعظمها وهو حق لله سبحانه وتعالى لا يجوز أن يُصرف لغيره كائناً من كان ، وله مكانة عظيمة في الدين ومنزلة رفيعة فيه ، وذلك لما في الدعاء من التضرع وإظهار الضعف والحاجة لله ، ولأن العبادة كلما كان القلب فيها حاضراً وأخشع فهي أفضل وأكمل ، والدعاء أقرب العبادات إلى حصول هذا المقصود، والدعاء فيه ملازمة للتوكل والاستعانة بالله ، والتوكل هو اعتماد القلب على الله وثقته به في حصول المحبوبات واندفاع المكروهات ؛ والنصوص في فضل الدعاء وعظيم شأنه كثيرة لا تحصر.
قال ابن القيم رحمه الله : (( أساس كلّ خير أن تعلم أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ؛ فتتيقن حينئذ أن الحسنات من نِعَمِه ؛ فتشكره عليها وتتضرعَ إليه أن لا يقطعها عنك ، وأن السيئات من خذلانه وعقوبته؛ فتبتهل إليه أن يحول بينك وبينها، ولا يكِلَكَ في فعل الحسنات وترك السيئات إلى نفسك . وقد أجمع العارفون على أن كل خير فأصله بتوفيق الله للعبد، وكلَّ شرٍّ فأصله خذلانه لعبده ، وأجمعوا أنَّ التوفيق أن لا يكِلَك الله إلى نفسك، وأن الخذلان : هو أن يخلي بينك وبين نفسك، فإذا كان كلُّ خير فأصله التوفيق وهو بيد الله لا بيد العبد؛ فمفتاحه الدعاءُ والافتقار وصدق اللَّجإ والرغبةِ والرهبةِ إليه ، فمتى أعطَى العبدَ هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له ، ومتى أضلَّه عن المفتاح بقي بابُ الخير مُرْتَجاً دونه ... وما أُتي من أُتِيَ إلا من قِبَل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ، ولا ظَفِرَ من ظفر - بمشيئة الله وعونِه - إلا بقيامه بالشكرِ وصدقِ الافتقار والدعاء))(4) اهـ.
والدعاءُ شأنُه في الإسلام عظيمٌ، ومكانتُه فيه ساميةٌ، ومنزلتُه منه عالية؛ إذ هو أجلُّ العبادات وأعظمُ الطاعات وأنفعُ القربات، ولهذا جاءت النصوصُ الكثيرةُ في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المبيِّنةُ لفضله والمُنَوِّهةُ بمكانته وعظم شأنه، والمرغِّبةُ فيه والحاثَّةُ عليه، وقد تنوَّعت دلالاتُ هذه النصوص المبيِّنة لفضل الدعاء، فجاء في بعضها الأمرُ به والحثُّ عليه، وفي بعضها التحذير من تركه والاستكبار عنه، وفي بعضها ذكرُ عِظم ثوابه وكبر أجره عند الله، وفي بعضها مدحُ المؤمنين لقيامهم به، والثناءُ عليهم بتكميله، وغيرُ ذلك من أنواع الدلالات في القرآن الكريم على عظم فضل الدعاء.

بل إنَّ الله سبحانه قد افتتح كتابه الكريم بالدعاء واختممه به، فسورة «الحمد» التي هي فاتحة القرآن الكريم مشتملةٌ على دعاء الله بأجلِّ المطالب وأكمل المقاصد، أَلَا وهو سؤال الله عزَّ وجلَّ الهدايةَ إلى الصراط المستقيم والإعانةَ على عبادته، والقيامَ بطاعته سبحانه، وسورةُ «الناس» التي هي خاتمة القرآن الكريم مشتملةٌ على دعاء الله سبحانه، وذلك بالاستعاذة به سبحانه من شرِّ الوسواس الخنَّاس، الذي يوسوسُ في صدور الناس، مِنَ الجِنَّة والناس، وما من ريبٍ أنَّ افتتاحَ القرآن الكريم بالدعاء واختتامَه به دليلٌ على عِظم شأن الدعاء وأنَّه روحُ العبادات ولبُّها.

بل إنَّ الله جلَّ وعلا سمَّى الدعاءَ في القرآن عبادةً في أكثر من آية، مِمَّا يدلُّ على عِظم مكانته، كقوله سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}[غافر: 60]، وكقوله فيما حكاه عن نبيِّه إبراهيم عليه السلام: {وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48) فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلا جَعَلْنَا نَبِيًّا } [مريم: 48 – 49]، ونحـوها من الآيات، وسَمَّى سبحانه الدعاءَ دِيناً كمـا في قوله: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 65]، ونحوها من الآيات.

وهذا كلُّه يُبيِّن لنا عِظمَ شأن الدعاء، وأنَّه أساسُ العبودية وروحُها، وعنوانُ التذلُّل والخضوع والانكسار بين يدي الربِّ، وإظهارِ الافتقار إليه، ولهذا حثَّ الله عبادَه عليه، ورغَّبهم فيه في آيٍ كثيرة من القرآن الكريم، يقول الله تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلا تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}[الأعراف: 55 – 56]، وقال تعالى: { هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 65].

وأخبر سبحانه ـ مرَغِّباً عبادَه في الدعاءِ ـ بأنَّه قريبٌ منهم يُجيب دعاءَهم، ويُحقِّقُ رجاءَهم، ويعطيهم سؤلهم، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] ، وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأرْضِ} [النمل: 62].

ولهذا فإنَّ العبدَ كلَّمـا عظُمت معرفتُه بالله وقويت صِلتُه به كان دعاؤُه له أعظمَ، وانكسارُه بين يديه أشدَّ، ولهذا كان أنبياءُ الله ورُسُلُه أعظمَ الناس تحقيقاً للدعاء وقياماً به في أحوالهم كلِّها وشؤونهم جميعِها، وقد أثنى الله عليهم بذلك في القرآن الكريم، وذَكَر جملةً من أدعيتهم في أحوالٍ متعدِّدةٍ ومناسبات متنوِّعةٍ، قال تعالـى في وصفهم: {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} [الأنبياء: 90].

فينبغي على المؤمن أن يعنى بهذه العبادة ، وأن يغتنم أوقات الإستجابة بالإقبال على الله بالدعاء والسؤال والإلحاح راغبا راهبا ، مع العناية بشروط الدعاء وآدابه .

وسنأتي ان شاء الله على ذكر شروط وأداب الدعاء وأوقات الإجابة .

(1) سنن أبي داود (1479)، سنن الترمذي (3247) وقال: هذا حديث حسن صحيح ، سنن ابن ماجه (3828) .

(2) رواه الطبراني في الدعاء (1215) ، والبيهقي في شعب الإيمان (7513) .

(3) رواه البيهقي في السنن الكبرى (3/345، 6185) .

(4) الفوائد لابن القيم (ص:127- 128 )http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/c0.78.800.382.44365361803/p843x403/217911_516350948390430_2015276782_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:41
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قال : لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرُمَ ماله ودمه . وحسابه على الله ". وفي رواية : من وحد الله . المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 23
خلاصة حكم المحدث: صحيح

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:42
تعريف العبادة

يفسر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى للعبادة في أول رسالته العبودية حيث قال: إن العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. وهذا التعريف مناسب؛ لأنه أيسر في الفهم أولا, والثاني أنه قريب المأخذ من النصوص، فقال: إن العبادة اسم جامع؛ يجمع أشياء كثيرة, جامع لأي شيء ؟ لكل ما يحبه الله ويرضاه، كيف نصل إلى أن هذا العمل أو القول يحبه الله ويرضاه؟ لابد أن يكون مأمورا به، أو مخبَرا عنه بأن الله جل وعلا يحبه ويرضاه. أنواعها، قال: من الأقوال والأعمال؛ فهناك قول وعمل. فإذن العبادات تنقسم إلى:
• عبادات قولية.
• وعبادات عملية.
ليس ثمَّ قسم ثالث، إما أن تكون قولية، وإما أن تكون عملية. قال: الظاهرة والباطنة؛ قد يكون القول ظاهرا، وقد يكون باطنا، وقد يكون العمل ظاهرا، وقد يكون باطنا.
فتحصل أن أنواع العبادات هي الأقوال والأعمال التي يحبها الله ويرضاها:
والقول: قد يكون باللسان، وقد يكون بالجنان.
قول اللسان أعمال كثيرة مما أمر الله جل وعلا به مثل الذكر والتلاوة، كلمة المعروف ونحو ذلك، هذه كلها من أنواع العبادات اللسانية.
قول القلب هو نيته, قصده، التبست النية على قوم فكانوا يتلفظون بها، نعم النية قول، لكنها قول القلب، إذا قصد القلب وتوجه إلى شيء كان قائلا به، ليس متكلما، لأن الكلام من صفات اللسان؛ كلام ظاهر، أما القول قد يكون ظاهرا وقد يكون باطنا.
العمل: عمل القلب وعمل الجوارح.
وهذه الأنواع التي ذكرها الشيخ رحمه الله تعالى ممثلا بعضها من الأقوال والأعمال، بعضها ظاهر، وبعضها باطن، بعضها لساني، وبعضها قلبي، وبعضها عملي قلبي، وبعضها من عمل الجوارح.
فمثلا الإخلاص هذا عمل القلب، التوكل عمل القلب، لا يصلح الإخلاص إلا لله جل وعلا؛ إخلاص العبادة، إخلاص الدين إلا لله جل وعلا كما قال تعالى ﴿تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ(1)إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ(2)أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾[الزمر:1-3], ﴿قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي﴾[الزمر:14]، التوكل كذلك من أعمال القلب التي ليست إلا لله، الخوف من أعمال القلب التي ليست إلا لله، يعني خوف العبادة، خوف السر سيأتي إيضاحه إن شاء الله في موضعه، الرغبة، الرهبة، الإنابة، الخضوع, الذل؛ ذل العبادة, خضوع العبادة، إلى آخره وسيأتي تفصيلها إن شاء الله تعالى.
هذه كلها من أعمال القلب هي داخلة في أنواع العبادة.
الأعمال الظاهرة مثل الاستغاثة؛ الاستغاثة طلب الغوث, طلب الغوث طلب ظاهر, مثل الاستعانة؛ طلب العون، هذه من الأعمال الظاهرة، الذبح واضح أنها عمل الجوارح, النذر واضح أنه قول اللسان وعمل الجوارح، ونحو ذلك، فإذن هذه العبادات التي مَثَّل بها، أراد أن يشمل تمثيله أقسام العبادات القولية، والعملية؛ الظاهرة والباطنة، يجمعها جميعا أنها عبادات.
والعبادة لا تصلح إلا لله جل وعلا، العبادة الظاهرة أو الباطنة، القلبية أو اللسانية، أو التي موردها الجوارح، فهي لا تصلح إلا لله؛ فمن صرف شيئا منها لغير الله فقد توجّه بالعبادة لغير الله منافيا لما قال الله جل وعلا ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ﴾[البقرة:21]، ومنافيا لإقراره بأن معبوده هو الله جل وعلا، إذا أقر العبد بأن قوله من ربك؟ يعني من معبودك؟ وأن الله جل وعلا قال (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ) يعني وحده دون ما سواه، فإنه إذا توجه بشيء من هذه الأنواع لغير الله جل وعلا كان متوجها بالعبادة لغير الله، وذلك هو الشرك.
وسيأتي إن شاء الله ذكر أنواع العبادة مع تعريف كل نوع .http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.0.843.403/p843x403/551034_511882235503968_616619691_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:43
✿اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ✿.
_________________________________
«✿»عَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها ، قَالَت : قلتُ يَا رَسُول الله ✿صلى الله عليه و سلم ✿ ، أرأيتَ إنْ علمتُ أيَّ لَيْلَة الْقدر مَا أَقُول فِيهَا ؟ قَالَ :
..✿ قولي اللَّهُمَّ إِنَّك عَفْوٌّ تحب الْعَفْو فَاعْفُ عني ✿.. «✿»
رواه الترمذيّ ( 3513 ) وصححه ، والنَّسائيّ في " الكبرى " ( 6 / 218 ) وابن ماجه ( 3850 ) ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
تنبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـ
______________________
حكم زيادة كريم في قول ✿اللهم إنك عفو [كريم] تحب العفو فاعف عني ✿.

قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة عند حديث رقم 3337:
تنبيه : وقع في سنن الترمذي بعد قوله : ( عفو ) زيادة ( كريم ) ! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة ، ولا في غيرها ممن نقل عنها ، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين ، فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من سنن الترمذي التي عليها شرح ( تحفة الأحوذي ) للمباركفوري ( 4 / 264 ) ولا في غيرها ، وإن مما يؤكد ذلك أن النسائي في بعض روا يته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي ، كلاهما عن شيخهما ( قتيبة بن سعيد ) بإسناده دون الزيادة
وكذلك وقعت هذه الزيادة في رسالة أخينا الفاضل علي الحلبي : " مهذب عمل اليوم والليلة لابن السني " ( 95 / 202 ) ، وليست عند ابن السني ؛ لأنه رواه عن شيخه النسائي - كما تقدم - عن قتيبة ، ثم عزاه للترمذي ، وغيره ! ولقد كان اللائق بفن التخريج أن توضع الزيادة بين معكوفتين كما هو المعروف اليوم [ ] ، وينبَّه أنها من أفراد الترمذي ، وأما التحقيق : فيقتضي عدم ذكرها مطلقاً ؛ إلا لبيان أنه لا أصل لها ، فاقتضى التنبيه .

" السلسلة الصحيحة " ( 13 / 140 ) .
.انتهى كلامه رحمه الله

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:44
( سورة ق ) تتضمن تقرير المبدأ والميعاد وصفات التوحيد
من كتاب الفوائد لبن القيم الجوزية

قد جمعت هذه السورة( سورة ق ) من أصول الإيمان ما يكفي ويشفي, ويغني عن كلام أهل الكلام, ومعقول أهل المعقول,
فإنها تضمّنت تقرير المبدأ والمعاد والتوحيد والنبوّة والإيمان بالملائكة, وانقسام الناس إلى هالك شقي, وفائز سعيد, وأوصاف هؤلاء وهؤلاء.

وتضمّنت إثبات صفات الكمال لله, وتنزيهه عما يضاد كماله من النقائص والعيوب.

وذكر فيها القيامتين : الصغرى والكبرى, والعالمين: الأكبر, وهو عالم الآخرة, والأصغر وهو عالم الدنيا.

وذكر فيها خلق الإنسان ووفاته وإعادته, وحاله عند وفاته ويوم معاده وإحاطته سبحانه به من كل وجه, حتى علمه بوساوس نفسه, وإقامة الحفظة عليه, يحصون عليه كل لفظة يتكلم بها, وأنه يوافيه يوم القيامة, ومعه سائق يسوقه إليه, وشاهد يشهد عليه, فإذا أحضره السائق قال:{ هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ }, ق 23.أي هذا الذي أمرت بإحضاره قد أحضرته, فيقال عند إحضاره:{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ }, ق24.كما يحضر الجاني إلى حضرة السلطان فيقال: هذا فلان قد أحضرته, فيقول: اذهبوا به إلى السجن وعاقبوه بما يستحقّه.

وتأمّل كيف دلّت السورة صريحا على أن الله سبحانه وتعالى يعيد هذا الجسد بعينه الذي أطاع وعصى, فينعمه ويعذّبه, كما ينعم الروح التي آمنت بعينها, ويعذّب التي كفرت بعينها, لا أنه سبحانه يخلق روحا أخرى غير هذه فينعمها ويعذبها كما قاله من لم يعرف المعاد الذي أخبرت به الرسل, حيث زعم أن الله سبحانه يخلق بدنا غير هذا البدن من كل وجه, عليه يقع النعيم والعذاب, والروح عندهم عرض من أعراض البدن, فيخلق روحا غير هذه الروح, وبدنا غير هذا البدن

وهذا غير ما اتفقت عليه الرسل ودلّ عليه القرآن والسنّة وسائر كتب الله تعالى وهذا في الحقيقة إنكار للمعاد وموافقة لقول من أنكره من المكذبين, فإنهم لم ينكروا قدرة الله على خلق أجسام أُخر غير هذه الأجسام يعذبها وينعمها, كيف وهم يشهدون النوع الإنساني يخلق شيئا بعد شئ! فكل وقت يخلق الله سبحانه أرواحا وأجساما غير الأجسام التي فنيت, فكيف يتعجّبون من شئ يشاهدونه عيانا؟ وإنما تعجّبوا من عودهم بأعيانهم بعد أن مزّقهم البلى وصاروا عظاما ورفاتا, فتعجّبوا أن يكونوا هم بأعيانهم مبعوثين للجزاء,http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.127.500.239.02728351127/p843x403/553503_507739389251586_2086479974_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:45
مراتب القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة

هذه رسالة للشيخ ابن عثيمين في القضاء والقدر " نافعة وممتازة جدا ـ أنصح بقراءتها كاملة من موقع الشيخ ـ رحمه الله ـ " http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_16973.shtml
يقول " الشيخ ـ رحمه الله ـ" عن المراتب :ومراتب القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة أربع مراتب

: المرتبة الأولى
: العلم وهي أن يؤمن الإنسان إيمانا جازماً بأن الله تعالى بكل شي عليم وأنه يعلم ما في السماوات والأرض جملة وتفصيلاً سواء كان ذلك من فعله أو من فعل مخلوقاته وأنه لا يخفى على الله شي في الأرض ولا في السماء .

المرتبة الثانية :

الكتابة وهي أن الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شي .وقد جمع الله تعالى بين هاتين المرتبتين في قوله .(ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير)[الحج :70] فبدأ سبحانه بالعلم وقال إن ذلك في كتاب أي أنه مكتوب في اللوح المحفوظ كما جاء به الحديث عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم.(إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال رب ماذا أكتب ؟ قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة ))[4] .ولهذا سئل النبي صلى الله عليه وسلم عما نعمله أشي مستقبل أم شي قد قضي وفرغ منه ؟ قال (( انه قد قضى وفرغ منه ))[5] وقال أيضا حين سئل : أفلا ندع العمل ونتكل على الكتاب الأول قال ( اعملوا فكل ميسر لما خلق له )[6].فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالعمل فأنت يا أخي اعمل وأنت ميسر لما خلقت له .ثم تلا صلى الله عليه وسلم قوله تعالى : (( فآما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى)) [ الليل:

المرتبة الثالثة :

المشيئة وهى أن الله تبارك وتعالى شاء لكل موجود أو معدوم في السماوات أو في الأرض فما وجد موجود إلا بمشيئة الله تعالى وما عدم معدوم إلا بمشيئة الله تعالى وهذا ظاهر في القران الكريم وقد أثبت الله تعالى مشيئته في فعله ومشيئته في فعل العباد فقال الله تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم (28) وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) [ التكوير : 28، 29 ] ( ولو شاء ربك ما فعلوه ) [ الأنعام : 112 ] ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) [ البقرة : 25 ] .فبين الله تعالى أن فعل الناس كائن بمشيئته وأما فعله تعالى فكثير قال تعالى ( ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها )[ الأنعام :13] وقوله(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) [ هود 118] إلى آيات كثيرة تثبت المشيئة في فعله تبارك وتعالى فلا يتم الإيمان بالقدر إلا أن نؤمن بأن مشيئة الله عامة لكل موجود أو معدوم فما من معدوم إلا وقد شاء الله تعالى عدمه وما من موجود إلا وقد شاء الله تعالى وجوده ولا يمكن أن يقع شيء في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئة الله تعالى .

المرتبة الرابعة :

الخلق أي أن نؤمن بأن الله تعالى خالق كل شي فما من موجود في السماوات والأرض إلا الله خالقه حتى الموت يخلقه الله تبارك وتعالى وإن كان هو عدم الحياة يقول الله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك : 2] فكل شيء في السماوات أو في الأرض فإن الله تعالى خالقه لا خالق إلا الله تبارك وتعالى وكلنا يعلم أن ما يقع من فعله سبحانه وتعالى بأنه مخلوق له فالسماوات والأرض والجبال والأنهار والشمس والقمر والنجوم والرياح والإنسان والبهائم كلها مخلوقات الله وكذلك ما يحدث لهذه المخلوقات من صفات وتقلبات أحوال كلها أيضا مخلوقة لله عز وجل .ولكن قد يشكل على الإنسان كيف يصح أن نقول في فعلنا وقولنا الاختياري انه مخلوق لله عز وجل . فنقول نعم يصح أن نقول ذلك لأن فعلنا وقولنا ناتج عن أمرين :أحدهما : القدرة والثاني: الإرادة فإذا كان فعل العبد ناتجاً عن إرادته وقدرته فان الذي خلق هذه الإرادة وجعل قلب الإنسان قابلاً للإرادة هو الله عز وجل وكذلك الذي خلق فيه القدرة هو الله عز وجل ويخلق السبب التام الذي يتولد عنه المسبب نقول إن خالق السبب التام خالق للمسبب أي أن خالق المؤثر خالق للأثر فوجه كونه تعالى خالقا لفعل العبد أن نقول فعل العبد وقوله ناتج عن أمرين هما :1ـ الإرادة2ـ القدرة فلولا الإرادة لم يفعل ولولا القدرة لم يفعل لأنه إذا أراد وهو عاجز لم يفعل لعجزه عن الفعل وإذا كان قادرا ولم يرد لم يكن الفعل فإذا كان الفعل ناتجا عن إرادة جازمة وقدرة كاملة فالذي خلق الإرادة الجازمة والقدرة الكاملة هو الله وبهذه الطريق عرفنا كيف يمكن أن نقول إن الله تعالى خالق لفعل العبد وإلا فالعبد هو الفاعل في الحقيقة فهو المتطهر وهو المصلي وهو المزكي وهو الصائم وهو الحاج وهو المعتمر وهو العاصي وهو المطيع لكن هذه الأفعال كلها كانت ووجدت بإرادة وقدرة مخلوقتين لله عز وجل والأمر ولله الحمد واضح .

وهذه المراتب الأربع المتقدمة يجب أن تثبت لله عز وجل وهذا لا ينافى أن يضاف الفعل إلى فاعله من ذوى الإرادة .كما أننا نقول النار تحرق والذي خلق الإحراق فيها هو الله تعالى بلا شك فليست محرقة بطبيعتها بل هي محرقة بكون الله تعالى جعلها محرقة ولهذا لم تكن النار التي ألقى فيها إبراهيم محرقة لأن الله قال لها: ( كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) [ الأنبياء : 69 ] فكانت برداً وسلاماً على إبراهيم فالنار بذاتها لا تحرق ولكن الله تعالى خلق فيها قوة الإحراق، وقوة الإحراق هي في مقابل فعل العبد كإرادة العبد وقدرته فبالإرادة والقدرة يكون الفعل وبالمادة المحرقة في النار يكون الإحراق فلا فرق بين هذا وهذا ولكن العبد لما كان له إرادة وشعور واختيار وعمل صار الفعل ينسب إليه حقيقة وحكماً وصار مؤاخذا بالمخالفة معاقباً عليها لأنه يفعل باختيار ويدع باختيار .وأخيرا نقول : على المؤمن أن يرضى بالله تعالى رباًّ ومن تمام رضاه بالربوبية أن يؤمن بقضاء الله وقدره ويعلم أنه لا فرق في هذا بين الأعمال التي يعملها وبين الأرزاق التي يسعى لها وبين الآجال التي يدافعها ، الكل بابه سواء والكل مكتوب والكل مقدر وكل إنسان ميسر لما خلق الله .أسال الله عز وجل أن يجعلنا ممن ييسرون لعمل أهل السعادة وان يكتب لنا الصلاح في الدنيا والآخرة والحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=38445



http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.54.604.288.74495848161/p843x403/405369_506945302664328_482834616_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=506945302664328&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:46
«✿»شَرْطُ قَبُولِ العَمَلِ«✿»
_____________________

✿قَالَ الفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالىَ: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ [الملك: 2]
«هُوَ أَخْلَصُهُ وَأَصْوَبُهُ»،
✿قَالُوا: «يَا أَبَا عَليٍّ، مَا أَخْلَصُهُ وُأَصْوَبُهُ؟»،
✿فَقَالَ: «إِنَّ العَمَلَ إِذاَ كَانَ خَالَِصًا وَلَمْ يَكُنْ صَوَابًا لَمْ يُقْبَلْ، وَإِذَا كَانَ صَوَابًا وَلَمْ َيَكُنْ خَالِصًا لَمْ يُقْبَلْ حَتَّى يَكُونَ خَالِصًا صَوَابًا. الخَالِصُ أََنْ يَكُونَ للهِ، وَالصَّوابُ أَنْ يَكُونَ عَلَى السُّنَّةِ»،
ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا)
_______________________
[الكهف: 110] [«مدارج السّالكين» لابن القيّم: (2/ 93)].

✿قال سماحه الشيخ العلامه صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله فى خطبه له بعنوان (الإبتلاء والإمتحان لبنى آدم ) :
قال الله سبحانه وتعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)، بين سبحانه وتعالى الحكمة من خلق الموت والحياة وأنها الابتلاء والامتحان لبني آدم أيهم يحسن العمل لآخرته والله جل وعلا لم يقل أيكم أكثر عملا وإنما قال: (أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)، فالعبرة بالعمل الحسن لا بالعمل الكثير الذي ليس بحسن، ولا يكون العمل حسن إلا إذا توفر فيه شرطان الشرط الأول الإخلاص لله جل وعلا فيه فلا يكون فيه شرك ولا يكون فيه رياء ولا سمعة ولا قصد لغير وجه الله ولا قصد لطمع الدنيا والشرط الثاني أن يكون صوابًا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم موافقا لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون فيه بدعة ومحدثات فإن العمل الأول وهو الذي خالطه شرك مردود على صاحبه لا يقبل وهو حابط وباطل وأما الذي فقد الشرط الثاني وهو المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم فإنه أيضا باطل ومردود على صاحبه قال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، وفي رواية: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود على صاحبه سواء هو الذي أحدث البدعة أو أحدثها غيره وعمل بها تقليداً له فإن البدع مردودة كلها مهما كلف صاحبها نفسه فيها لأن الله أمرنا بالاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، ولم يأمرنا بالاقتداء بغيره ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والله سبحانه وتعالى.



http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/c0.0.403.403/p403x403/205321_505601792798679_478466777_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=505601792798679&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:46
«✿»حَقِيقَةُ التَّوْحِيدِ«✿»

قَالَ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللهُ: «✿»إِنَّ حَقِيقَةَ التَّوْحِيدِ أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ، فَلاَ يُدْعَى إلاَّ هُوَ، وَلاَ يُخْشَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَّقَى إِلاَّ هُوَ، وَلاَ يُتَوَكَّلَ إِلاَّ عَلَيْهِ، وَلاَ يَكُونَ الدِّينُ إِلاَّ لَهُ لاَ لأَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، وَأَلاَّ نَتَّخِذَ المَلاَئِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا، فَكَيْفَ بِالأَئِمَّةِ وَالشُّيُوخِ وَالعُلَمَاءِ وَالمُلُوكِ وَغَيْرِهِم«✿»
___________________________
[«منهاج السّنّة النّبويّة» لابن تيميّة: (3/ 490)].
http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/561434_505218259503699_1388409448_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:48
«✿»كلمة (لا إله إلا الله) فى القرآن الكريم «✿»
تأمل و تدبر !!
((ورد 29 مرة بلفظ لا إله إلا هو))
«✿»1 - البقرة آية : 163
وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ

«✿» 2- البقرة آية :255
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

«✿»3- آل عمران آية : 2
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ

«✿»4- آل عمران آية : 6
هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

«✿»5- آل عمران آية : 18
شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ

«✿»6- النساء آية : 87
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ ۗ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا

«✿»7- الأنعام آية : 102
ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ

«✿»8- الأنعام آية : 106
اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ

«✿»9- الأعراف آية : 158
قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ

«✿»10- التوبة آية : 31
اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ

«✿»11- التوبة آية : 129
فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

«✿»12- هود آية : 14
فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ

«✿»13- الرعد آية : 30
كَذَٰلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَٰنِ ۚ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ

«✿»14- طه آية : 8
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ

«✿»15- طه آية : 98
إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا

«✿»16- المؤمنون آية : 116
فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ

«✿»17- النمل آية : 26
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ

«✿»18- القصص آية : 70
وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَىٰ وَالْآخِرَةِ ۖ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

«✿»19- القصص آية : 88
وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ ۘ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ۚ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

«✿»20- فاطر آية : 3
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ

«✿»21- الزمر آية : 6
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ

«✿»22- غافر آية : 3
غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ

«✿»23- غافر آية : 62
ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ

«✿»24- غافر آية : 65
هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ۗ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ

«✿»25- الدخان آية : 8
لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ

«✿»26- الحشر آية : 22
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ

«✿»27- الحشر آية : 23
هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ

«✿»28- التغابن آية : 13
اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ

«✿»29- المزمل آية : 9
رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا
◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕
((ورد ثلاث مرات بلفظ لا إله إلا أنا))

«✿»1- النحل آية : 2
يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ

«✿»2- طه آية : 14
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي

«✿»3- الأنبياء آية : 25
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ

◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕
((ورد مرتان بلفظ لا إله إلا الله))

«✿»1- الصافات آية : 35
إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ

«✿»2- محمد آية : 19
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ
◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕◕
((ورد مرة واحدة بلفظ لا إله إلا أنت))

«✿» الأنبياء آية : 87
وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ



http://sphotos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/c0.0.843.403/p843x403/8022_504835879541937_2104255474_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=504835879541937&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:49
«✿»التوحيد في القرآن الكريم«✿»
___________________________
1 - أهمية التوحيد وعاقبة الإعراض عنه :

قد يقول قائل - وقد قيل هذا - ما بالكم دائمًا تهتمون بالتوحيد وتكثرون الكلام فيه ؟! ولا تتناولون قضايا المسلمين في الوقت الحاضر ، الذين يقتلون ويشردون في الأرض وتلاحقهم دول الكفر في كل مكان .

فنقول وبالله التوفيق :

التوحيد هو الأصل الذي بنيت عليه الملة الحنيفية ؛ فالاهتمام به اهتمام بالأصل ، وإذا تدبرنا القرآن الكريم وجدنا أنه بيَّن التوحيد تبيانًا كاملا ، حتى إنه لا تخلو سورة من سور القرآن إلا وفيها تناول للتوحيد ، وبيان له ونهى عن ضده . وقد قرر الإمام ابن القيم - رحمه الله - أن القرآن كله في التوحيد ؛ لأنه إما إخبار عن الله وأسمائه وصفاته ، وهذا هو التوحيد العلمي الذي هو توحيد الربوبية ، وإما أمر بعبادة الله وحده لا شريك له ونهي عن الشرك ، وهذا هو التوحيد العملي الطلبي وهو توحيد الألوهية ، وإما أمر بطاعة الله وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ونهي عن معصية الله ومعصية رسوله - صلى الله عليه وسلم - ، وهذا من حقوق التوحيد ومكملاته .

وإما إخبار عما أعد الله للموحدين من النعيم والفوز والنجاة والنصر في الدنيا والآخرة ، أو إخبار عما حل بالمشركين من النكال في الدنيا والآخرة ، أو إخبار عما حل بالمشركين من النكال في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة من العذاب الدائم والخلود المؤبد في جهنم ، وهذا فيمن حقق التوحيد ، وفيمن أهمل التوحيد .

إذن فالقرآن كله يدور على التوحيد . وأنت إذا تأملت السور المكية تجد غالبها في التوحيد ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - مكث في مكة ثلاث عشرة سنة يدعو إلى التوحيد وينهى عن الشرك . ما نزلت عليه أغلب الفرائض من زكاة وصيام وحج وغير ذلك من أمور الحلال والحرام ، وأمور المعاملات ، ما نزل هذا إلا بعد الهجرة في المدينة ، إلا الصلاة فقد فرضت عليه في مكة ليلة المعراج حين أسري به - صلى الله عليه وسلم - ولكن كان هذا قبيل الهجرة بقليل .

ولذلك كان غالب السور المكية التي نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل الهجرة ، كلها في قضايا التوحيد ، مما يدل على أهميته ، وأن الفرائض لم تنزل إلا بعد أن تقرر التوحيد ، ورسخ في النفوس ، وبانت العقيدة الصحيحة ؛ لأن الأعمال لا تصح إلا بالتوحيد ، ولا تؤسس إلا على التوحيد .

وقد أوضح القرآن أن الرسل - عليهم الصلاة والسلام - أول ما يبدءون دعوتهم بالدعوة إلى التوحيد قبل كل شيء ، قال - تعالى - : وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ، وقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ، وكل نبي يقول لقومه : يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ، ها هو شأن الرسل البداءة بالتوحيد .

وكذلك أتباع الرسل من الدعاة والمصلحين أول ما يهتمون بالتوحيد ؛ لأن كل دعوة لا تقوم على التوحيد فإنها دعوة فاشلة ، لا تحقق أهدافها ، ولا تكون لها نتيجة . كل دعوة تهمش التوحيد ولا تهتم به ؛ فإنها تكون دعوة خاسرة في نتائجها . وهذا شيء مشاهد ومعروف .

وكل دعوة تركز على التوحيد فإنها تنجح بإذن الله وتثمر وتفيد المجتمع ، كما هو معروف من قضايا التاريخ .

ونحن لا نهمل قضايا المسلمين بل نهتم بها ، ونناصرهم ونحاول كف الأذى عنهم بكل وسيلة ، وليس من السهل علينا أن المسلمين يقتلون ويشردون ، ولكن ليس الاهتمام بقضايا المسلمين أننا نبكي ونتباكى ، ونملأ الدنيا بالكلام والكتابة ، والصياح والعويل ؛ فإن هذا لا يجدي شيئًا .

لكن العلاج الصحيح لقضايا المسلمين ، أن نبحث أولا عن الأسباب التى أوجبت هذه العقوبات التي حلت بالمسلمين ، وسلطت عليهم عدوهم .

ما السبب في تسلط الأعداء على المسلمين ؟

حينما ننظر في العالم الإسلامي ، لا نجد عند أكثر المنتسبين إلى الإسلام تمسكًا بالإسلام ، إلا من رحم الله ، إنما هم مسلمون بالاسم ؛ فالعقيدة عند أكثرهم ضائعة : يعبدون غير الله ، يتعلقون بالأولياء والصالحين ، والقبور والأضرحة ، ولا يقيمون الصلاة ، ولا يؤتون الزكاة ، ولا يصومون ، ولا يقومون بما أوجب الله عليهم ، ومن ذلك إعداد القوة لجهاد الكفار ! ! هذا حال كثير من المنتسبين إلى الإسلام ، ضيعوا دينهم فأضاعهم الله عز وجل .

وأهم الأسباب التي أوقعت بهم هذه العقوبات هو إهمالهم للتوحيد ، ووقوعهم في الشرك الأكبر ، ولا يتناهون عنه ولا ينكرونه ! من لا يفعله منهم فإنه لا ينكره ؛ بل لا يعده شركًا . كما يأتي بيانه إن شاء الله . فهذه أهم الأسباب التي أحلت بالمسلمين هذه العقوبات .

ولو أنهم تمسكوا بدينهم ، وأقاموا توحيدهم وعقيدتهم على الكتاب والسنة ، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولم يتفرقوا لما حل بهم ما حل قال الله - تعالى - : وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ، فبين أنه لا يحصل النصر للمسلمين إلا بهذه الركائز التي ذكرها الله - سبحانه وتعالى - وهي : إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وأين هذه الأمور في واقع المسلمين اليوم ؟ أين الصلاة عند كثير ممن يدعون الإسلام ؟ !

وقال تعالى : وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا لكن أين الشرط لهذا الوعد ؟ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ، فبين أن هذا الاستخلاف وهذا التمكين لا يتحقق إلا بتحقق شرطه الذي ذكره وهو عبادته وحده لا شريك له ، وهذا هو التوحيد ، فلا تحصل هذه الوعود الكريمة إلا لمن حقق التوحيد بعبادة الله وحده لا شريك له ، وعبادة الله تدخل فيها الصلاة والصيام والزكاة والحج ، وجميع الطاعات .

ولم يقل سبحانه : يعبدونني فقط بل أعقب ذلك بقوله : لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ؛ لأن العبادة لا تنفع مع وجود الشرك ، بل لا بد من اجتناب الشرك أيًّا كان نوعه ، وأيًّا كان شكله ، وأيًّا كان اسمه . وهو : "صرف شيء من العبادة لغير الله عز وجل" .

هذا هو سبب النجاة والسلامة والنصر والتمكين في الأرض ، صلاح العقيدة وصلاح العمل . وبدون ذلك فإن العقوبات والنكبات ، والمثلات قد تحل بمن أخل بشيء مما ذكره الله من القيام بهذا الشرط ، وهذه النكبات ، وهذا التسلط من الأعداء سببه إخلال المسلمين بهذا الشرط وتفريطهم في عقيدتهم ودينهم ، واكتفاؤهم بالتسمي بالإسلام فقط .

من موقع الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى -كتب الشيخ- دروس من القران-
__________________
اللهم احقن دماء المسلمين في سوريا و بورما و سائر بلاد المسلمين اللهم انصرهم على عدوهم !!!آميين



http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.45.674.322.20877817319/p843x403/396041_503119396380252_1765780598_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=503119396380252&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:50
«✿»من كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة«✿»
قال الإمام القيم ابن القيم رحمه الله :

السنة شجرة , والشهور فروعها , و الأيام أغصانها , و الساعات أوراقها , و الأنفاس ثمراتها ,

فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة , و من كانت في معصية فثمرته حنظل .

إنما يكون الجَدَادُ يوم المعاد , فعند الجداد يتبين حلو الثمار من مرها .

و الإخلاص و التوحيد شجرة في القلب ,فروعها الأعمال ,وثمرُها طيب الحياة في الدنيا و النعيم

المقيم في الأخرة , و كما أن ثمار الجنة لا مقطوعة و لا ممنوعة فثمرة التوحيد و الإخلاص في

الدنيا كذلك .

و الشرك و الكذب و الرياء شجرة في القلب , ثمرها في الدنيا الخوف و الغم وضيق الصدر و ظلمة

القلب , و ثمرها في الآخرة الزقوم و العذاب المقيم , و قد ذكر الله هاتين الشجرتين في سورة

إبراهيم . [الفوائد : ص - 214 ] .

أشار رحمه الله إلى قوله تعالى :

[أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء (24) تُؤْتِي

أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (25) و َمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ

كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ (26) يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي

الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء (27) ] ( سورة إبراهيم الآية

24 -27 )



http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.178.500.239.02728351127/p843x403/391565_499532536738938_1885520008_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=499532536738938&set=a.499109310114594.133750.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:50
«✿»صَفَاءُ التَّوْحِيدِ«✿»

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: «التَّوْحِيدُ أَلْطَفُ شَيْءٍ وَأَنْزَهُهُ وَأَنْظَفُهُ وَأَصْفَاهُ، فَأَدْنىَ شَيْءٍ يَخْدِشُهُ وَيُدَنِّسُهُ وَيُؤَثِّرُ فِيهِ، فَهُوَ كَأَبٍْيَضِ ثَوْبٍ يَكُونُ يُؤَثِّرُ فِيهِ أَدْنَى أَثَرٍ، وَكَالمِرْآةِ الصَّافِيَةِ جِدًّا أَدْنَى شَيْءٍ يُؤَثِّرُ فِيهَا، وَلِهَذَا تُشَوِّشُهُ اللَّحْظَةُ وَاللَّفْظَةُ وَالشَّهْوَةُ الخَفِيَّةُ، فَإِنْ بَادَرَ صَاحِبُهُ وَقَلَعَ ذَلِكَ الأَثَرَ بِضِدِّهِ وَإلاَّ اسْتَحْكَمَ وَصَارَ طَبْعًا يَتَعَسَّرُ عَلَيْهِ قَلْعَهُ»

[«الفوائد» لابن القيّم: (233)].


http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.0.843.403/p843x403/559331_499110143447844_1483266180_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=499110143447844&set=a.499109310114594.133750.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:51
قال السعدي -رحمه الله-
«✿»"فإن تحقيق التوحيد:
تهذيبه وتصفيته من الشرك الأكبر والأصغر.
ومن البدع القولية والاعتقادية والبدع الفعلية والعملية.
ومن المعاصي.
وذلك بكمال الإخلاص لله في الأقوال والأفعال والإرادات.
وبالسلامة من الشرك الأكبر المناقض لأصل التوحيد، ومن الشرك الأصغر المنافي لكماله، وبالسلامة من البدع والمعاصي التي تكدِّر التوحيد وتمنع كماله وتعوِّقه عن حصول آثاره.
فمن حقق التوحيد: بأن امتلأ قلبه من الإيمان والتوحيد والإخلاص، وصدَّقته الأعمال بأن انقادت لأوامر الله طائعةً منيبةً مخبتةً إلى الله، ولم يَجْرَحْ ذلك بالإصرار على شيء من المعاصي، فهذا الذي يدخل الجنة بغير حساب، ويكون من السابقين إلى دخولها وإلى تبوُّء المنازل منها."«✿»
[انتهى كلامه -رحمه الله-، وهو مهمٌ، فليراجعه من شاء.]

[القول السديد ببيان مقاصد التوحيد/ ص(22)]


http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/c0.100.500.239.02728351127/p843x403/482084_498925430132982_1544115182_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=498925430132982&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:53
▣بالتوحيد تنال السعادة▣
________________________
[ «مجموع رسائل فضيلة الشيخ ابن عثيمين» ابن عثيمين (7/ 351)]

«✿» المهم بنا أيها الإخوة أن نحرص على بث روح التوحيد، توحيد الألوهية في نفوس الناس حتى يكون هدف الإنسان وجه الله والدار الآخرة في جميع شؤونه في عباداته وأخلاقه ومعاملاته وجميع شؤونه، لأن هذا هو المهم أن يكون الإنسان قصده ورجاؤه وإنابته ورجوعه إلى الله عز وجل وبهذا التوحيد أعني توحيد الألوهية والعبادة ينال العبد سعادة الدنيا والآخرة«✿»http://www.callprophets.com/images/tawheed_011.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:54
كلام بديع... روعة وجب التأمل فيه ....اللهم أمتنا على كلمة التوحيد
قال العلامةالشيخ مبارك بن محمد الميلي الجزائري رحمه الله

✿•✿«هذا الكتاب العزيز فاقرأ وتدبَّر، تجد السُّوَر مكيَّها ومدنيَّها، تفيض القول في حديث المشركين الغابرين والمعاصرين، ولا تكاد تخلو سورة من هذا الحديث، ولا تكاد تجد غيره في سُوَر كثيرة...

ومن أسلوبه الحكيم جمعُه في دعوته بين بيان التوحيد ومزاياه، وإيضاحِ الشرك ودناياه، وبضدِّها تتميَّز الأشياء. وهذه أطوار البعثة من حين الأمر بالإنذار المطلق في سورة المدثر( ✿في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّر قُمْ فَأَنذِر﴾ المدثر: 1 ـ 2.✿)
إلى الأمر بإنذار العشيرة( ✿في قوله تعالى: ﴿وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِين﴾ الشعراء: 214.✿)،
إلى الأمر بالصدع بالدعوة(✿في قوله تعالى: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ﴾ الحجر: 94.✿)،
إلى الأمر بالهجرة(✿وإليه الإشارة في قوله تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ الإسراء: 80، وانظر تفسير الطبري (15/57)، وتفسير ابن كثير (3/82).✿)
إلى الإذن بالقتال (✿في قوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ الحج: 39.✿) إلى فتح مكة،
إلى الإعلام بدنو الحِمام( ✿الحمام بالكسر: الموت. انظر: لسان العرب (2/1007)، والإعلام به في قوله تعالى: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ السورة. انظر: تفسير ابن كثير (4/728).✿)،
لم تخلُ من إعلان التوحيد وشواهده ومحاربة الشرك ومظاهره، ويكاد ينحصر غرض البعثة أولا في ذلك.

فلا ترك النبي صلى الله عليه وسلم التَّنديد بالأصنام وهو وحيد( ✿كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي في فجاج مكة وأسواقها ويقول: «يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا». انظر: مسند أحمد (25/404 - الرسالة)، وتفسير ابن كثير (4/731).✿)،
ولا ذهل عنه وهو محصور بالشِّعب ثلاث سنوات شديدة(✿جاء في السيرة لابن كثير (2/51) في ذكر قصة الشعب والحصار فيه: «ورسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك يدعو قومه ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً منادياً بأمر الله تعالى لا يتَّقي فيه أحداً من الناس».✿)،
ولا نسيهُ وهو مختفٍ في هجرته والعدو مشتد في طلبه( ✿فقد قال لأبي بكر وهما في الغار: «لا تحزن إن الله معنا»، و«ما ظنك باثنين الله ثالثهما»،
وفيه من التوحيد وقوة التَّوكل ما لا يخفى.✿)،
ولا قطع الحديث عنه وهو ظاهر بمدينته بين أنصاره( ✿ كان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه: «إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» الحديث. انظر: الصحيحة (2/634).✿)
ولا غلق باب الخوض فيه بعد فتح مكة(✿بل في آخر حياته صلى الله عليه وسلم لم يدَع ذلك، كما في حديث جندب بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول – فذكر الحديث – وفيه: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك". وكما في حديث عائشة وابن عباس قالا: لما نُزل برسول الله صلى الله عليه وسلم (أي مرض الموت) طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك: «لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» يحذر ما صنعوا. أخرجهما مسلم: ح (1188) و (1187).✿)،
ولا شُغل عنه وهو يجاهد وينتصر ويكرُّ ولا يفرّ( ✿ومن ذلك ما جاء في خروجه إلى غزوة حنين حين قال له بعض أصحابه – وكانوا حدثاء عهد بكفر – اجعل لنا ذات أنواط، فقال صلى الله عليه وسلم: «الله أكبر، إنها السنن (وفي رواية: سبحان الله) قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة...» الحديث. أخرجه الترمذي (2180) وصحّحه، وصححه الألباني في صحيح السنن، وفي ظلال الجنة (1/37).✿)،
ولا اكتفى بطلب البيعة على القتال عن تكرير عرض البيعة على التوحيد ونبذ الشرك(✿ أخرج مسلم في صحيحه:[ كتاب الزكاة: باب كراهة المسألة للناس، (ح2400)-نووي] من حديث عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أو ثمانية أو سبعة فقال: « ألا تبايعون رسول الله؟» وكنا حديث عهد ببيعة، فقلنا: قد بايعناك يا رسول الله. ثم قال: «ألا تبايعون رسول الله؟» (قالها ثلاثا). قال: فبسطنا أيدينا وقلنا: قد بايعناك فعلام نبايعك؟ قال: «على أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا...» الحديث.✿)،
.
.
.
وهذه سيرته المدونة وأحاديثه المصحَّحة، فتتبَّعها تجد صدق ما ادَّعينا وتفصيل ما أجملنا»(14).✿•✿
__________________
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/555562_496168620408663_218531205_n.jpg
رسالة الشرك ومظاهره، للميلي: ص (44-45).

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:56
http://external.ak.fbcdn.net/safe_image.php?d=AQDbFGMrJoao50fh&w=155&h=114&url=http%3A%2F%2Fi4.ytimg.com%2Fvi%2FwzeIMQg8q2Y%2 Fhqdefault.jpg
حق الله تعالى- الشيخ ربيع المدخلي


(http://www.youtube.com/watch?v=wzeIMQg8q2Y)





http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/564745_417781074914085_1592215373_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:57
✿✿✿✿✿✿✿ أقسام التوحيد ✿✿✿✿✿✿✿
___________________________________
لفضيلة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله
________________________________
http://www.youtube.com/watch?v=TG8wqYED9LM&fb_source=messagehttp://external.ak.fbcdn.net/safe_image.php?d=AQA6ASy-Bhm6he4x&w=155&h=114&url=http%3A%2F%2Fi1.ytimg.com%2Fvi%2FTG8wqYED9LM%2 Fhqdefault.jpg
أقسام التوحيد
الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ


(http://www.youtube.com/watch?v=TG8wqYED9LM&fb_source=message)

التوحيد أولاً يا دعاة الإسلام 2/2 للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
http://www.youtube.com/watch?v=geyO3OJNz2s&feature=related

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:58
http://ajurry.ws/safrawy/chorohat-elakida/charh-el-osol-el-thalatha/matn-osol-thalath.pdf

هدية أخرى

متن"ثلاثة الأصول" للإمام محمد بن عبد الوهاب (ت: 1206هـ) طبعت بالمكتبة الثعالبية بالجزائر العاصمة سنة (1351ه/1932ـ)،بخط مغاربي جميل وهذا ينبئ عن الثقافة الجزائرية آنذاك، في وقت الأستدمار الفرنسي.
هذا رابط تحميل هذا المتن
http://www.tasfiatarbia.org/upload/ibndaoud/fichier/3ossolalger.rar
والله الموفق.
http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/423620_403075589717967_957606360_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=403075589717967&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:59
تشنيع الشانئين على دعوة المصلحين
________________________________
[المبارك الميلي رحمه الله «الشرك ومظاهره» (51)].

«إذا كان الاحتياج إلى معرفة الشرك شديدًا كان تعريف الناس به أمرًا لازمًا أكيدًا، وإذا كان الباعث على هذا التعريف إقامة العقيدة فهو من النصيحة المفيدة الحميدة، وليس الإرشاد إلى الخير النافع بأَوْلى من التنبيه على الباطل الضارِّ، بل كلاهما غرضٌ حسنٌ وسَننٌ، لا يُعدل عنه الساعون في خير سُننٍ، وهذا ما حمل المصلحين المجدِّدين على الاهتمام بدعوة المسلمين إلى إقامة التوحيد وتخليصه من خيالات المشركين. وما رفَعْنا صوتنا بتلك الدعوة حتى ثارت علينا زوابعُ ممَّن سلكوا للشرك كلَّ الذرائع، وشوَّهوا للعامَّة غرضنا الحميد بما يجدون الجزاء عنه يوم الوعيد، ومِن أقوى ما لبَّسوا به على العموم ومدُّوا به صخب الخصوم: رميُهم لنا بأنَّا نحكم على المسلمين بحكم المشركين، ثمَّ ينتصبون للدفاع محافظةً على غفلة الأتباع الذين ينتفعون منهم بكلِّ وجوه الانتفاع، ولكنَّ قذف الله بالحقِّ على الباطل بعيدُ الأثر، وسنَّتَه في ظهور المصلحين على المعاندين قديمةٌ في البشر».
[المبارك الميلي«الشرك ومظاهره» (51)].



http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.61.500.239.02728351127/p843x403/426541_402649456427247_1440723329_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=402649456427247&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

الباديسي
2012-12-27, 16:59
تحقيق التوحيد=العلم+الاعتقاد +الانقياد
اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
امين
الله يبارك فيك اختنا الكريمة

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 16:59
فتاوى نور على الدرب / دعاء القبور | الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
س: . يسأل ويقول: أرجو منكم التعليق على ما يقع فيه الكثير من الناس من عابدي القبور والأضرحة من صرف العمل لها وسؤال أصحابها شفاء المرضى وتفريج الكرب، فهل من مات وحالته هذه يكون خالداً في جهنم؟ وهل يعذر جاهل بهذه القضية؟
ج :
هذا سؤال عظيم، وجدير بالعناية؛ لأن واقع في كثير من البلدان الإسلامية وهو سؤال الأموات والاستغاثة بالأموات وطلبهم شفاء المرضى أو النصر على الأعداء! وهذا من الشرك الأكبر، وهذا دين الجاهلية دين أبي جهل وأشباهه من عباد القبور وعباد الأصنام، يقولون: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى (3) سورة الزمر، كما حكى الله عنهم سبحانه وتعالى، قال الله جل وعلا: وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ (18) سورة يونس، وقال سبحانه في سورة الزمر: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى). فالحاصل أن هذا العمل من الشرك الأكبر، وصاحبه إذا مات عليه يكون من أهل النار مخلداً فيها، نسأل الله العافية، إلا إذا كان لم تبلغه الدعوة كان من أهل الفترات الذين ما بلغتهم الدعوة في محلات ما بلغتهم الدعوة ما بلغهم القرآن ولا كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهذا حكمه إلى الله جل وعلا يوم القيامة، يمتحن يوم القيامة فمن أجاب جواباً صحيحاً دخل الجنة ومن أجاب جوابا غير صحيح دخل النار، فالمقصود أنه يمتحن يوم القيامة فمن أجاب ما طلب منه دخل الجنة ومن عصا دخل النار، أما من كان في الدنيا قد بلغه القرآن وبلغته السنة ويعيش بين المسلمين فهذا لا يعذر بدعواه الجهل، هو قد أسرف على نفسه وتساهل ولم يسأل أهل العلم ولم يتبصر في دينه، فهو مؤاخذ بأعماله السيئة الشركية. نسأل الله السلامة. ،

العقائد التي هي أصل الإسلام ما فيها عذرٌ بالجهل، الله جل وعلا قال عن الكفار: إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ (30) سورة الأعراف، ما عذرهم بحسبانهم أنهم مهتدون ما عذرهم بجهلهم، وقال في النصارى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) (103-104) سورة الأعراف. فالحاصل أنهم بهذا كفروا وقال بعد هذا سبحانه: (أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا * ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا) (105-106) سورة الأعراف. ما عذرهم بالجهل لتساهلهم وعدم عنايتهم بطلب الحق، وقال سبحانه: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ) (19) سورة الأنعام، وقال عليه الصلاة والسلام: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم في صحيحه، ولم يقل: فَهِم عني أو تبصر أو علم، بل علق بالسماع (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار) نسأل الله العافية. جزاكم الله خيراً، يبشر ببشارة ويقول فيها سماحة الشيخ: نفيدكم بأننا نسجل أغلب حلقات هذا البرنامج على أشرطة كاسيت ونسمعها للناس وقد أدى هذا إلى نتائج طيبة، والحمد لله، هل لكم من تعليق سماحة الشيخ؟ ج/ قد أحسنتم في هذا جزاكم الله خير، قد أحسنتم في هذا، وهذا داخل في قوله جل وعلا: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (33) سورة فصلت، وداخل في قوله تعالى:وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى (2) سورة المائدة، وداخلٌ في قوله سبحانه: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (125) سورة النحل، فالذي يدعو إلى الله بنفسه أو يقدم أشرطة نافعة تنفع الناس هذا من الدعاة إلى الله جل وعلا، لكن عليه أن يتثبت حتى لا يقدم إلا أشرطة ممن يوثق بعلمهم وفضلهم وإصابتهم حتى لا يكون معيناً على باطل، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله) فأنت بهذا تدل على خير، ويقول -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً)، نسأل الله أن يوفق الجميع لما يرضيه، وأن يهدي المسلمين إلى صراطه المستقيم، وأن يعين أهل العلم وطلبة العلم على تبليغ الحق من طريق الخطب والمواعظ ومن طريق المحاضرات ومن طريق الأشرطة المفيدة، ومن طريق المكاتبة.



http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.4.700.334.63819691578/p843x403/419544_400781563280703_978931846_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=400781563280703&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:00
من مظاهر الشرك ....أولا : دعاء غير الله
____________________________
العلامة المصلح عبد الحميد ابن باديس رحمه الله

قال في الآثار (2 / 96) : «فأصل عقيدة الشرك عند عرب الجاهلية أنهم يعلمون أن الله تعالى هو خالقهم وهو يرزقهم وهو المالك لجميع مخلوقاته ولكنهم يجعلون توجههم وتقربهم وتضرعهم لآلهتهم على اعتقاد أنها تقربهم إلى الله ، وفي الناس اليوم طوائف كثيرة تتوجه لبعض الأموات وتتضرع وتناديهم على اعتقاد أنها تقربهم إلى الله ويتوسطون بها إليه ، ويزيدون أنهم ينصرفون لها بقضاء الحوائج وجلب الرغائب ودفع المصائب ».



http://sphotos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.55.300.300/p403x403/427067_398934343465425_1070915487_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=398934343465425&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:01
الشرك الأكبر والشرك الأصغر

السؤال الأول: من الفتوى رقم (1653):

س: ما الفرق بين الشرك الأكبر والشرك الأصغر من حيث التعريف والأحكام؟

ج: الشرك الأكبر: أن يجعل الإنسان لله نداً إما في أسمائه وصفاته فيسميه بأسماء الله ويصفه بصفاته، قال الله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [الأعراف:180]، ومن الإلحاد في أسمائه تسمية غيره باسمه المختص به، أو وصفه بصفته كذلك.

وإما أن يجعل له نداً في العبادة بأن يضرع إلى غيره تعالى من شمس أو قمر أو نبي أو ملك أو ولي مثلاً بقربة من القرب صلاة، أو استغاثة به في شدة أو مكروه، أو استعانة به في جلب مصلحة أو دعاء ميت أو غائب لتفريج كربة، أو تحقيق مطلوب، أو نحو ذلك ممن هو من اختصاص الله سبحانه، فكل هذا وأمثاله عبادة لغير الله، واتخاذ لشريك مع الله، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110] وأمثالها من آيات توحيد العبادة كثير.

وإما أن يجعل لله نداً في التشريع: بأن يتخذ مشرعاً له سوى الله، أو شريكاً لله في التشريع يرتضي حكمه ويدين به في التحليل والتحريم؛ عبادةً وتقرباً وقضاءً وفصلاً في الخصومات، أو يستحله وإن لم يره ديناً، وفي هذا يقول تعالى في اليهود والنصارى: اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31]، وأمثال هذا من الآيات والأحاديث التي جاءت في الرضا بحكم سوى حكم الله، أو الإعراض عن التحاكم إلى حكم الله، والعدول عنه إلى التحاكم إلى قوانين وضعية، أو عادات قبلية، أو نحو ذلك، فهذه الأنواع الثلاثة من الشرك الأكبر الذي يرتد به فاعله أو معتقده عن ملة الإسلام، فلا يصلى عليه إذا مات، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث عنه ماله، بل يكون لبيت مال المسلمين، ولا تؤكل ذبيحته، ويحكم بوجوب قتله، ويتولى ذلك ولي أمر المسلمين، إلا أنه يستتاب قبل قتله، فإن تاب قُبلت توبته ولم يقتل وعومل معاملة المسلمين.

أما الشرك الأصغر: فكل ما نهى عنه الشرع مما هو ذريعة إلى الشرك الأكبر ووسيلة للوقوع فيه، وجاء في النصوص ما تسميته شركاً كالحلف بغير الله، فإنه مظنة للإنحدار إلى الشرك الأكبر؛ ولهذا نهى عنه النبي ، فقد ثبت عنه أنه قال: { ألا إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، ومن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت } بل سماه مشركاً، روى ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي قال: { من حلف بغير الله فقد أشرك } [رواه أحمد والترمذي والحاكم بإسناد جيد]، لأن الحلف بغير الله فيه غلو في تعظيم غير الله، وقد ينتهي ذلك التعظيم بمن حلف بغير الله إلى الشرك الأكبر.

ومن أمثلة الشرك الأصغر أيضاً: ما يجري على ألسنة كثير من المسلمين من قولهم: ( ما شاء الله وشئت )، ( لولا الله وأنت )، ونحو ذلك، وقد نهى النبي عن ذلك، وأرشد من قاله إلى أن يقول: { ما شاء الله وحده - أو - ما شاء الله ثم شئت }؛ سداً لذريعة الشرك الأكبر من اعتقاد شريك لله في إرادة حدوث الكونيات ووقوعها، وفي معنى ذلك قولهم: ( توكلت على الله وعليك )، وقولهم: ( لولا صياح الديك أو البط لسرق المتاع )، ومن أمثلة ذلك: الرياء اليسير في أفعال العبادات وأقوالها، كأن يطيل في الصلاة أحياناً ليراه الناس، أو يرفع صوته بالقراءة أو الذكر أحياناً ليسمعه الناس فيحمدوه، روى الإمام أحمد بإسناد حسن عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله : { إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر: الرياء }، أما إذا كان لا يأتي بأصل العبادة إلا رياء ولو لا ذلك ما صلى ولا صام ولا ذكر الله ولا قرأ القرآن فهو مشرك شركاً أكبر، وهو من المنافقين الذين قال الله فيهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً (142) مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً (143) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً (145) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً [النساء:142-146]، وصدق فيهم قوله تعالى في الحديث القدسي: { أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك معي فيه غيري تركته وشركه } [رواه مسلم في صحيحه].

والشرك الأصغر لا يخرج من ارتكس فيه من ملة الإسلام، ولكنه أكبر الكبائر بعد الشرك الأكبر؛ ولذا قال عبدالله بن مسعود: ( لأن أحلف بالله كاذباً أحب إلي أن أحلف بغيره صادقاً )، وعلى هذا فمن أحكامه: أن يعامل معاملة المسلمين فيرثه أهله، ويرثهم حسب ما ورد بيانه في الشرع، ويصلى عليه إذا مات ويدفن في مقابر المسلمين، وتؤكل ذبيحته إلى أمثال ذلك من أحكام الإسلام، ولا يخلد في النار إن أدخلها كسائر مرتكبي الكبائر عند أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء].
س: هل هناك فرق بين المسلمين الذين عندهم نوع من الشرك، وبين المشركين الذين لم يعترفوا بالإسلام؟

ج: لا فرق بين من يرتكب في بدع شركية تخرج من ينتسب إلى الإسلام منه، وبين من لم يدخل في الإسلام مطلقاً في تحريم المناكحة، ومنع التوارث بينهم وبين المسلمين، ولكن بينهم تفاوتاً في درجة طغيانهم، فمثلاً الأول: يعتبر مرتداً عن الإسلام يستتاب فإن تاب وإلا قتل لردته، وماله لبيت المال لا لزوجه وأهله؛ لقول النبي : { من بدل دينه فاقتلوه } والثاني: يدعى إلى الإسلام فإن استجاب فبها، وإلا شرع جهاده وقتاله كسائر الكافرين، وماله فيء أو غنيمة للمسلمين إن أخذوه في جهاد، ولورثته من أهل دينه إن مات في غير جهاد، إلا أن يكون المشرك من أهل الكتاب والمجوس فإنهم يقرون بالجزية إذا التزموا بها عن يد وهم صاغرون وإلا قوتلوا عند القدرة على ذلك؛ لقوله سبحانه: قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة:29]، وثبت عنه أنه أخذ الجزية من مجوسي هجر.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصبحه وسلم.

[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء].
س: ما أنواع الشرك القولية؟

ج: الشرك: هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى: كالذبح لغير الله، والنذر لغير الله، والدعاء لغير الله، والاستغاثة بغير الله، كما يفعل عباد القبور اليوم عند الأضرحة من مناداة الأموات، وطلب قضاء الحاجات، وتفريج الكربات من الموتى، والطواف بأضرحتهم، وذبح القرابين، عندها تقرباً إليهم، والنذر لهم وما أشبه ذلك، هذا هو الشرك الأكبر لأنه صرف للعبادة لغير الله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يقول: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً [الكهف:110] ويقول: إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً [النساء:31]، ويقول جل وعلا: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5] والآيات في هذا الموضوع كثيرة، والشرك أنواع:

النوع الأول: الشرك الأكبر الذي يخرج عن الملة، وهو الذي ذكرنا أن يصرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله كأن يذبح لغير الله، أو ينذر لغير الله، أو يدعو غير الله، كما قال الله تعالى: إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ [المائدة:72]، وهذا لا يغفره الله عز وجل إلا بالتوبة، كما قال تعالى: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء: 48].

النوع الثاني: شرك أصغر لا يخرج من الملة لكن خطره عظيم، وهو أيضاً على الصحيح لا يغفر إلا بالتوبة لقوله: إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء:48]، وذلك يشمل الأكبر والأصغر، والشرك الأصغر مثل الحلف بغير الله، ومثل قوله: ما شاء الله وشئت، بأن تعطف مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق بالواو، لأن (الواو) تقتضي التشريك.

الصواب أن تقول: ما شاء الله ثم شئت؛ لأن (ثم) تقتضي الترتيب، وكذا لولا الله وأنت، وما أشبه ذلك كله من الشرك في الألفاظ، وكذلك الرياء أيضاً وهو شرك خفي؛ لأنه من أعمال القلوب ولا ينطق به ولا يظهر على عمل الجوارح، ولا يظهر على اللسان إنما هو شيء في القلوب لا يعلمه إلا الله.

إذاً فالشرك على ثلاثة أنواع: شرك أكبر، وشرك أصغر، وشرك خفي، وهو الرياء وما في القلوب من المقصود - النيات - لغير الله سبحانه وتعالى.

والرياء معناه: أن يعمل عملاً ظاهره أنه لله لكنه يقصد به غير الله سبحانه وتعالى، كأن يقصد أن يمدحه الناس وأن يثني عليه الناس، أو يقصد به طمعاً من مطامع الدنيا، كما قال سبحانه وتعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [هود:16،15].

فالذي يحج أو يطلب العلم أو يعمل أعمالاً هي من أعمال العبادات لكنه يقصد بها طمعاً من مطامع الدنيا، فهذا إنما يريد بعمله الدنيا، وهذا محبط للعمل.

فالرياء محبط للعمل، وقصد الدنيا بالعمل يحبط العمل، قال النبي : { أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر } فسئل عنه فقال:{ الرياء } [رواه أحمد والبغوي والطبراني، كلهم من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه]، وقال عليه الصلاة والسلام: { الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء، على صفاة سوداء، في ظلمة الليل، وكفارته أن يقول: اللهم إنني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم } [رواه أحمد والبخاري في الأدب المفرد] فالواجب على المسلم أن يخلص لله في أفعاله وأقواله ونياته لله جميع ما يصدر عنه من قول أو عمل أو نية، ليكون عمله صالحاً مقبولاً عند الله عز وجل.

وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.

[اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء].

http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-prn1/397056_397449283613931_943563360_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:03
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد أطلعت على أحصائيات الصفحة...
مما يلاحظ أن ان كلما صعدنا في فئة الأعمار نقص الأهتمام بالتوحيد و الله المستعان !!!!
فهل هذا راجع أن كبار السن لا يدخلون هذه المواقع ...أم يدخلون و لا يهتمون بها ...أم نحن مقصرون في تبليغ دعوة الحق ...دعوة التوحيد ...!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟
هل سألت نفسك أخي اختي ....هل فهمت التوحيد حق الفهم ... هل قمت بتبليغه لوالدي ...
يا أحبائي وفقكم الله ....تخيل هذا الأحصاء هو حياتك... هل يسهل أن يكون آخر كلامك لا اله الا الله ؟؟؟؟!!!!
لقوله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة" رواه مسلم.
الله المستعان ....اللهم أحيينا على التوحيد و أمتنا عليه أجعل اللهم آخر كلامنا شهادة ان لا اله الا الله و أن محمد رسول الله
-------------------------------
أخي أختي في الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الدال على الخير كفاعله “ .
قال الألباني في “ السلسلة الصحيحة “ 4 / 216 : ورد من حديث أبي مسعود البدري و عبد الله بن مسعود و سهل بن سعد و بريدة بن الحصيب و أنس بن مالك و عبد الله بن عباس و عبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين
قم بنشر و بدعوة أخوانك.. احبائك.. أصدقائك ..والديك ....كبار السن صغار السن بالرفق و اللين و الجكمة .و الصبر

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر:1-3]
قال العلامة صالح الفوزان حفظه الله
أقسم الله سبحانه وتعالى في هذه السورة بالعصر الذي هو الليل والنهار والزمان لأن العصر فيه عبر وعضات وآيات، وأيضاً العصر فيه العمل من خيرٍ أو شر، فالإنسان يعمل في هذا العصر في هذا الدهر في هذا العمر، يعمل إما في الخير وإما في الشر، ولذلك أقسم الله بهذا العصر فقال: (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر:1-2]، هذا المقسم عليه (إِنَّ الإِنسَانَ) [العصر:2]، أي إنسان سواء كان من الملوك أو من الصعاليك أو من العلماء أو من الجهال أو من الأغنياء أو من الفقراء أو من الذكور أو من الإناث أو من العرب أو من العجم كل إنسان، (إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ) [العصر:2]، أي في خسارة، في خسارة ونقص مع هذا العصر الذي عاشه إلا من اتصف بأربع صفات، من اتصف بأربع صفات نجا من هذه الخسارة، ومن فقدها فهو خاسر، ولو كان يملك الأرصدة الفخمة ولو كان يملك القصور العالية والعمارات، ولو كان يملك القوة والجنود، ولو كان يخترع الطائرات والدبابات والمدمرات، ولو كان ما كان فإنه خاسر وعملُه الذي عمله في هذه الدنيا خسار لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى، إلا من اتصف بأربع صفات الصفة الأولى: الإيمان، آمن بالله سبحانه وتعالى، آمن بالله رباً وإلهاً وملكاً آمن به تمام الإيمان فعبده حق عبادته وترك ما نهاه عنه (ِإلإ الَّذِينَ آمَنُوا) [العصر:3]، هذه واحدة، الثانية: عملوا الصالحات عملوا مع الإيمان عملوا الأعمال الصالحة، وتركوا الأعمال المحرمة، عملوا بالطاعات وتجنبوا المحرمات، هذا هو العمل الصالح، هو الذي توفر فيه شرطان: الإخلاص لله فيه، والاتباع للسنة، ليس فيه شرك وليس فيه بدع ومحدثات، هذا هو العمل الصالح، أما إذا كان فيه شرك فهو عمل باطل، وإذا كان فيه بدع فهو عمل باطل، لا يقبله الله سبحانه وتعالى، آمنوا وعملوا الصالحات، الصفة الثالثة: ما يكفي أن الإنسان يصلح في نفسه ويتعلم في نفسه لا يكفي هذا، بل عليه أن يدعوا إلى الله، عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بدايةً بأهل بيته ومن حوله يدعوا إلى الله يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يعلم الناس الخير، يعلم الجهال، يدعوهم إلى الله، فلا يقتصر على نفسه ويقول أنا ما علي من الناس، لا، عليك من الناس عليك واجب نحو الناس بأن تدعوا إلى سبيل الله إلى طاعة الله عز وجل بحسب استطاعتك أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر ما يكفي إنك تتجنب المنكر وتعمل بالطاعات في نفسك، لا، لابد أن تنشر الخير على من حولك، قال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) [آل عمران:110]، الصفة الرابعة: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [العصر:3]، لأن الذي يعمل الصالحات ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله يتعب فيحتاج إلى صبر، يصبر على التعب، الذي يدعوا إلى الله ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يُؤذى من قبل الناس ويهددونه ويتناولونه ويُعيّرونه لكن يصبر يحبس نفسه ويستمر، الذي ليس عنده صبر لا يستطيع أن يستمر على العمل، لا يستطيع أن يدعو إلى الله، لا يستطيع أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، لا يستطيع أن يعلم الناس الخير، يحتاج إلى صبر، يصبر يحمل نفسه يحبس نفسه عن الجزع والصبر هو حبس النفس، وهو ثلاثة أنواع: صبر عن محارم الله، وصبر على طاعة الله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، فيصبر الإنسان على هذه الأمور ويستمر في عمله، ويستمر في طاعة ربه، ويستمر في الدعوة والأمر بالمعروف، والجهاد في سبيل الله، والنهي عن المنكر يصبر على هذا إلى أن يلقى ربه، فالذي ليس عنده صبر ليس عنده دين، الصبر هو رأس الدين فدين بلا صبر كجسم بلا رأس، فلا بد من الصبر والإنسان في هذه الحياة مُعرضٌ للأخطار معرض للتعب معرض للآفات، عليه أن يصبر ويتحمل حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى، فهذه سورة عظيمة جمعت الخير كله وهي لا تتجاوز السطر الواحد إلا بكلمات يسيرة، كلٌ يحفظها، لكن هل كلٌ يتدبرها؟ هل كلٌ يعمل بها؟ هذا محل السؤال، ليس المراد بالحفظ، ليس المراد كثرة التلاوة، بل المراد التدبر، ومعرفة المعاني، والعمل، العمل بكتاب الله عز وجل هذا هو المطلوب، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من البيان والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


(http://www.********.com/taw7id1?ref=ts&fref=ts#)



http://sphotos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/c0.0.788.376.70699881376/p843x403/418457_396748193684040_325584390_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=396748193684040&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:04
توحيد العبادة هو حق الله على عباده
_____________________________
فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله/أهمية توحيد العبادة

روى البخاري (5967) ومسلم (143) عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «بينا أنا رديف النبي صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق الله على عباده؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، ثم سار ساعة ثم قال: يا معاذ بن جبل! قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: حق العباد على الله أن لا يعذبهم».

فقد اشتمل هذا الحديث على بيان حق الله على عباده، وهو إفراده بالعبادة وترك الإشراك به، واشتمل على اهتمامه صلى الله عليه وسلم وعنايته ببيان هذا التوحيد، وذلك بندائه معاذاً رضي الله عنه ثلاث مرات متفرقات، ثم قوله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك: «هل تدري ما حق الله على عباده؟»، والمراد من هذا التمهيد بهذا النداء والسؤال أن يتهيّأ معاذ رضي الله عنه لمعرفة واستيعاب ما يقوله له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك دال على كمال بيانه صلى الله عليه وسلم وكمال نصحه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، وقد أورد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هذا الحديث في مطلع كتابه «كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد» وأخذ تسميته منه.



http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.0.800.382.44365361803/p843x403/422965_396379453720914_1620328453_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=396379453720914&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:04
روح كلمة التوحيد وسرها
______________________________
للإمام ابن قيّم الجوزية رحمه الله تعالى

إذا كان الحب أصل كل عمل من حق وباطل، فأصل الأعمال الدينية حب الله ورسوله، كما أصل الأقوال الدينية تصديق الله ورسوله، وكل إرادة تمنع كمال الحب لله ورسوله وتزاحم هذه المحبة أو شبهة تمنع كمال التصديق، فهي معارضة لأصل الإيمان أو مضعفة له، فإن قويت حتى عارضت أصل الحب والتصديق كانت
كفرا أو شركا أكبر، وإن لم تعارضه قدحت في كماله، وأثرت فيه ضعفا وفتورا في العزيمة والطلب، وهي تحجب الواصل، وتقطع الطالب، وتنكس الراغب، فلا تصح الموالاة إلا بالمعاداة كما قال تعالى عن إمام الحنفاء المحبين أنه قال لقومه: ﴿قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ۝أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ۝فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ﴾[سورة الشعراء: 75 - 77] .
فلم يصح لخليل الله هذه الموالاة والخلة إلا بتحقيق هذه المعاداة، فإنه لا ولاء إلا بالبراءة من كل معبود سواه، قال تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَه﴾[سورة الممتحنة: 4] .
وقال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ۝إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ۝وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[سورة الزخرف: 26 - 28] .
أي جعل هذه الموالاة لله، والبراءة من كل معبود سواه كلمة باقية في عقبه يتوارثها الأنبياء وأتباعهم بعضهم عن بعض وهي كلمة: لا إله إلا الله، وهي التي ورثها إمام الحنفاء لأتباعه إلى يوم القيامة.
كلمة التوحيد
وهي الكلمة التي قامت بها الأرض والسماوات، وفطر الله عليها جميع المخلوقات، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة، وجردت سيوف الجهاد، وهي محض حق الله على جميع العباد، وهي الكلمة العاصمة للدم والمال والذرية في هذه الدار، والمنجية من عذاب القبر وعذاب النار، وهي المنشور الذي لا يدخل الجنة إلا به، والحبل الذي لا يصل إلى الله من لم يتعلق بسببه، وهي كلمة الإسلام، ومفتاح دار السلام، وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد، ومقبول وطريد، وبها انفصلت دار الكفر من دار الإيمان، وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والهوان، وهي العمود الحامل للفرض والسنة، و «من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة» .
روح كلمة التوحيد
وروح هذه الكلمة وسرها: إفراد الرب - جل ثناؤه، وتقدست أسماؤه، وتبارك اسمه، وتعالى جده، ولا إله غيره - بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء وتوابع ذلك: من التوكل والإنابة والرغبة والرهبة، فلا يحب سواه، وكل ما كان يحب غيره فإنما يحب تبعا لمحبته، وكونه وسيلة إلى زيادة محبته، ولا يخاف سواه، ولا يرجى سواه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يرغب إلا إليه، ولا يرهب إلا منه، ولا يحلف إلا باسمه، ولا ينظر إلا له، ولا يتاب إلا إليه، ولا يطاع إلا أمره، ولا يتحسب إلا به، ولا يستغاث في الشدائد إلا به، ولا يلتجأ إلا إليه، ولا يسجد إلا له، ولا يذبح إلا له وباسمه، ويجتمع ذلك في حرف واحد، وهو: أن لا يعبد إلا إياه بجميع أنواع العبادة، فهذا هو تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله، ولهذا حرم الله على النار من شهد أن لا إله إلا الله حقيقة الشهادة، ومحال أن يدخل النار من تحقق بحقيقة هذه الشهادة وقام بها، كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ﴾[سورة المعارج: 33] .
فيكون قائما بشهادته في ظاهره وباطنه، في قلبه وقالبه، فإن من الناس من تكون شهادته ميتة، ومنهم من تكون نائمة، إذا نبهت انتبهت، ومنهم من تكون مضطجعة، ومنهم من تكون إلى القيام أقرب، وهي في القلب بمنزلة الروح في البدن، فروح ميتة، وروح مريضة إلى الموت أقرب، وروح إلى الحياة أقرب، وروح صحيحة قائمة بمصالح البدن.
وفي الحديث الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند الموت إلا وجدت روحه لها روحا» فحياة هذه الروح بحياة هذه الكلمة فيها، فكما أن حياة البدن بوجود الروح فيه،وكما أن من مات على هذه الكلمة فهو في الجنة يتقلب فيها، فمن عاش على تحقيقها والقيام بها فروحه تتقلب في جنة المأوى وعيشه أطيب عيش، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۝ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾[سورة النازعات: 40 - 41] .



http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c23.0.403.403/p403x403/402077_394818320543694_129814736_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=394818320543694&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:06
بيان أهمية التوحيد (لا إله إلا الله).
------
الشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز رحمه الله .
في كتاب الله العظيم الكفاية العظيمة والدعوة إلى هذا الحق العظيم، فقد دعاهم مولاهم سبحانه وتعالى في كتابه العظيم في آيات كثيرة إلى أن يعبدوه وحده، وهكذا رسوله صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى ذلك بمكة والمدينة مدة ثلاث وعشرين سنـة، يدعـو إلى الله ويبصِّر الناس بدينهم، كما قال سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[1]، وقال سبحانه: وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ[2]، وقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[3]، وقال جل وعلا: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ (2) أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ[4]، وقال سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[5]، وقال عز وجل: فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ[6] في آيات كثيرة، قال سبحانه: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء[7] وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً))[8] متفق على صحته. وقال عليه الصلاة والسلام: ((من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار))[9]. وقال عليه الصلاة والسلام: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار))[10].

فالواجب على جميع أهل الأرض من المكلفين أن يعبدوا الله وحده وأن يقولوا لا إله إلا الله وأن يشهدوا أن محمداً رسول الله وأن يخصوا الله بدعائهم وخوفهم ورجائهم واستغاثتهم وصومهم وصلاتهم وسائر عباداتهم، وهكذا طوافهم بالكعبة يطوفون بالكعبة تقرباً إلى الله وعبادة له وحده سبحانه وتعالى، وأن يحذروا دعوة غير الله بأصحاب القبور أو بالأصنام أو الأنبياء أو غير ذلك، فالعبادة حق الله وحده، لا يجوز لأحد أن يصرفها لغيره سبحانه وتعالى، والعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، الصلاة عبادة والصوم عبادة والصدقة عبادة والحج عبادة وخوف الله عبادة ورجاؤه عبادة والنذر عبادة والذبح عبادة وهكذا لا يستغيث إلا بالله ولا يطلب المدد إلا من الله سبحانه وتعالى؛ لأنه خالقه ومعبوده هو الحق سبحانه وتعالى، وقد بعث الله الرسل كلهم بذلك من أولهم إلى آخرهم من أولهم نوح إلى آخرهم محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام، كلهم يدعون الناس إلى توحيد الله كما قال عز وجل: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ[11] وقال سبحانه: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ[12].

وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأهل مكة: ((يا قوم قولوا لا إله إلا الله تفلحوا))[13] هذا هو الواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء، من العجم والعرب، من الجن والإنس، في جميع أرض الله، يجب عليهم أن يعبدوا الله وحده، وأن يقولوا لا إله إلا الله وأن يخصوه بالعبادة سبحانه وتعالى وألاَّ يعبدوا معه سواه لا صنماً ولا نبياً ولا ملكاً ولا جنياً ولا شجراً ولا غير ذلك، العبادة حق الله وحده: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[14] هذا هو الواجب على جميع المكلفين من جن وإنس، من عرب وعجم من ذكور وإناث من ملوك وعامة، يجب على الجميع أن يعبدوا الله وحده وأن يخصوه بدعائهم وخوفهم ورجائهم وتوكلهم واستغاثاتهم ونذورهم وذبحهم وصلاتهم وصومهم ونحو ذلك، كما قال عز وجل: وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا[15] وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ[16] إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ[17] وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[18].

لكن خوف الإنسان ما يضره واتخاذ الأسباب غير داخل في العبادة، خوفه من اللص حتى يغلق الباب ويتخذ الحرس لا حرج في ذلك كما قال الله عن موسى لما خاف فرعون قال: فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ[19] خائف من شر فرعون، وخوف الأمور الحسية، وخوف الظلمة واتخاذ الأسباب هذا غير داخل في العبادة، فإذا خاف من اللصوص وأغلق بابه وجعل حارساً على ماله، أو خاف حين سفره من اللصوص أو قطاع الطريق وحمل السلاح وسلك الطريق الآمنة، كل هذا لا بأس به، وهكذا إذا خاف الجوع أكل وإذا خاف الظمأ شرب، وإذا خاف البرد لبس ما يدفئه وما أشبه ذلك من الأمور الحسية المعروفة لا حرج في ذلك، وهكذا إذا استعان بأخيه في مزرعته، في إصلاح سيارته، في بناء بيته، هذه أمور عادية داخلة في العبادة، كما قال تعالى: فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ[20] لموسى، هذه أمور عادية يقدر عليها المخلوق، التصرف مع المخلوق الحي الحاضر في أشياء يقدر عليها من تعاون في بناء، في مزرعة، في جهاد، وغير ذلك هذا غير داخل فيما يتعلق بالعبادة. لكن دعاء الميت دعاء الشجر، دعاء الصنم، دعاء الجن، دعاء الملائكة، دعاء الأنبياء؛ ليستغيث بهم هذا هو الشرك الأكبر، أو دعاء الحي في أمور لا يقدر عليها، يعتقد فيه أن له تصرفاً في الكون، كما يفعل بعض الصوفية مع مشايخهم يدعونهم مع الله ويعتقدون أن لهم تصرفاً في الكون فإن لهم سراً يستطيعون أن يعلموا الغيب أو ينفعوا بما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، هذه أمور شركية حتى مع الأحياء. نسأل الله السلامة.

----------------------
[1] سورة البقرة، الآية 21.

[2] سورة البقرة، الآية 163.

[3] سورة الإسراء، الآية 23.

[4] سورة الزمر، الآيتان 2، 3.

[5] سورة غافر، الآية 14.

[6] سورة محمد، الآية 19.

[7] سورة البينة، الآية 5.

[8] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب الجهاد والسير، باب اسم الفرس والحمار برقم 2856، ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة برقم 30.

[9] أخرجه البخاري في كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً برقم 4497.

[10] أخرجه مسلم في كتاب الإيـمان، باب من مات لا يُشرك بالله شيئاً دخل الجنة، برقم 93.

[11] سورة النحل، الآية 36.

[12] سورة الأنبياء، الآية 25.

[13] الإمام أحمد في مسند المكيين، حديث ربيعة بن عباد الديلي رضي الله عنه برقم 15593 بلفظ: "يا أيها الناس...."، وابن حبان 14/6562.

[14] سورة الإسراء، الآية 23.

[15] سورة النساء، الآية 36.

[16] سورة الإسراء، الآية 23.

[17] سورة الفاتحة، الآية 5.

[18] سورة البينة، الآية 5.

[19] سورة القصص، الآية 21.

[20] سورة القصص، الآية 15.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثامن والعشرون



http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.106.403.403/p403x403/395812_389290194429840_2123946190_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=389290194429840&set=a.127108990647963.20592.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:07
◆في التعامل مع قريب يستغيث بالأولياء◆

الشيخ ابي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله

السـؤال:

كيف نتعامل مع آبائنا وأقربائنا ممن يستعيذون بالقبور ويستغيثون بالأولياء ويذبحون عندهم ويؤذوننا بسبب الاعتراض عليهم والإنكار على أفعالهم؟ وهل يمكن أن تبيِّنوا لنا -شيخَنا- حُكْمَ من يستغيث بغير الله والأدلَّة القاطعة على أنَّ الاستغاثة بغير الله من الشرك؟ وبارك الله في وقتكم وجهدكم.

الجواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

فاعلم أنَّ من حقوق البراء بُغْضَ الشرك وأهلِه وعدمَ مودِّتهم، وإضمارَ العداوة لهم وعدمَ اتِّخاذهم أولياءَ، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ﴾ [الممتحنة: 1]، وقولِه تعالى: ﴿قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ﴾ [الممتحنة: 4]، لذلك لا تجوز نصرةُ الشرك وتأييدُ أهله لأنه قد ينقلب عليه أمرُه لقوله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ﴾ [المائدة: 51]، وعليه أن يتحلَّى بالصبر الجميل، فيكون بترك التسخُّط واحتمال المؤلم المكروه وتركِ الشكوى إلى الناس، فالشكوى إلى الناس تنافي الصبرَ الجميل دون الشكوى إلى الله تعالى.

غيرَ أنَّ البراء من أهل الشرك لا يعني الإساءةَ إليهم بالأقوال والأفعال، بل الواجب على المسلم أن يبَرَّ أبويه ولو كانا مشركَيْن لظاهر قوله تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، كما يُحسن إلى سائر أقربائه لقوله تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ ...﴾ [النساء: 36]، من غير تأييدٍ للباطل وأهله ونصرةِ الشرك وذويه.

ثمَّ اعلم أنَّ العياذ مما يُخاف ويُحذر، والمستعيذ بالشيء يعلِّق قلبه بالمستعاذ به رجاءَ أن يجد عنده الالتجاءَ والاعتصام، وتُشرع الاستعاذةُ والاستغاثة والقسَمُ بالله وبصفاته، لأنَّ صفاتِ الله تعالى غيرُ مخلوقةٍ، ويدلُّ عليه قولُه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ، حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ»(١)، وفي قوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللهِ، وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ»(٢)، فكلامُ الله وعزَّته وقدرته من صفات الله وهي غيرُ مخلوقة.

أمَّا الاستعاذة بالمخلوق فيختلف حكمُها باختلاف ما إذا كان المستعاذ به يقدر عليه وعلى عصمته وإغاثته أم لا؟ فإن كان قادرًا جاز ذلك، ويدلُّ عليه قوله تعالى في شأن قصَّة موسى عليه السلام: ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ﴾ [القصص: 15]، أمَّا جعلُ الشخص ملجأً يعلِّق عليه قلبَه من جهة الرجاء والخوف فيما لا يقدر عليه إلا اللهُ تعالى فهذا شركٌ بالله تعالى، وقد كان رجالٌ من الإنس يلتجئون إلى الجنِّ فيما يخافون ويحذرون رجاءَ الاعتصام بهم، فما زادوهم إلاَّ خوفًا وذُعْرًا، قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا﴾ [الجن: 6].

والاستعاذة والاستغاثة تدخلان في عموم الدعاء فهما دعاءٌ بإزالة الخوف والذعر والشدَّة عن المستعيذ والمستغيث، والدعاءُ يزيد عليهما بتناوُله لجلب المنفعة، لذلك فإنَّ الآياتِ التي تنهى عن الدعاء من جانب دفع المضرَّة شاملةٌ للاستعاذة والاستغاثة منها: قولُه تعالى: ﴿وَلاَ تَدْعُ مِنْ دُونِ اللهِ مَا لاَ يَنْفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [يونس: 106]، وقولُه تعالى: ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ. وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ﴾ [الأحقاف: 5-6]، وقولُه تعالى: ﴿وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ﴾ [الأنعام: 17]، وقولُه تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: 62]، وقولُه تعالى: ﴿وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ. إِنْ تَدْعُوهُمْ لاَ يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلاَ يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ [فاطر: 13-14].

وعليه فالاعتصام من الشرِّ والالتجاءُ من الهلاك في الأمور التي لا يقدر على إزالتها إلاَّ الله شركٌ أكبرُ، تحرم الاستعاذة والاستغاثة فيها سواءً كان المستعاذ به ميِّتًا كما هو صنيع أهل القبور بموتاهم أو حيًّا غائبًا، لأنه من الشرك والهلاك الذي لا يقدر العبدُ على دفعه وردِّه، لا يعصمه منه إلاَّ الله تعالى، فلا تُصرف هذه العبادةُ إلى غيره، بل هي خالصةٌ له سبحانه.

والعلم عند الله تعالى، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا.

الجزائر في: 11 شوال 1432ﻫ

المـوافق ﻟ: 9 سبتمبر 2011م

______________________

١- أخرجه مسلم في «الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار» (2708)، من حديث خولة بنت حكيمٍ السلمية رضي الله عنها.

٢- أخرجه أحمد في مسنده «26/ 196»، وأبو داود في «الطبِّ» باب كيف الرقى (3891)، من حديث عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه. وأخرجه مسلم (2202) بلفظ: «أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِر».

✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿✿

من باب الفائدة اضفنا فتوى للعلامة محمد بن صالح ابن عثيمين رحمه الله

سؤال الفتوى: رسالة المستمعة الحقيقة يا شيخ محمد من العراق محافظة بابل أ. ف. ي. د. تقول في رسالتها الثانية يزورنا في البيت من الأقارب من لا يصلون ولا يؤدون الواجبات ويشركون بالله والعياذ بالله و منهم من يقول لي ندعو الأولياء والصالحين عجزت من نصحهم هل يجوز مجالستهم وعندما اتحدث عن الدين يضحكون مني ويسخرون ويهزءون ويقولون لي هذه عابدة أتركوها وعندما يقولون هذا أتضايق كثيراً وأقول يسامحهم الله وعندما أقول لوالدتي يا أماه لا تشركي بالله لا تعرني أي اهتمام و إذا استمعتم إلى برنامجكم نور على الدرب تقول بأنك لن تدخلي الجنة على عملك هذا وإذا استمريت على سماع هذا البرنامج أو غيره من البرامج الدينية فسوف تصابين بالجنون وأقول لها أنني لست مجنونة ولكن الله هداني ماذا أفعل لكي أرضي الله سبحانه وتعالى ثم أرضي أمي والناس نصيحتكم يا شيخ؟
اسم المفتى: الشيخ محمد بن صالح العثيمين

< جواب الفتوى >
الشيخ: نصيحتنا أولاً نوجهها إلى هؤلاء الجماعة الذين وصفتهم بأنهم لا يصلون وبأنهم يشركون بالله ويسخرون من الدين ومن يتمسك به فإن نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله عز وجل في أنفسهم وأن يعلموا أن دين الله حق وهو الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم وأن أركانه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام فعليهم أن يتوبوا إلى الله عز وجل من هذا الكفر والشرك البالغ غايته وعليك أيضاً أن تحرصي على مناصحتهم ما أمكن ولا تيئسي من صلاحهم فإن الله سبحانه وتعالى مقلب القلوب فربما مع كثرة البيان والنصح والإرشاد يهديهم الله عز وجل وإذا تعذر إصلاحهم فإن الواجب هجرهم والبعد عنهم وعدم الجلوس إليهم لأنهم حينئذ مرتدين عن دين الإسلام والعياذ بالله وأما قول بعضهم لك إنك إذا استمعت إلى برنامج نور على الدرب أو غيره من الكلمات النافعة تصابين بالجنون فإن هذا خطأ منهم خطأ عظيم وهو كقول المكذبين للرسل إنهم أي الرسل مجانين وكهان وشعراء وما أشبه ذلك من الكلمات المشوهة التي يقصد بها التنفير عن الحق وأهل الحق فاستمري أنت على هداية الله عز وجل وعلى الاستماع لكل ما ينفع وعلى القيام بطاعة الله سبحانه وتعالى وأعلمي أن العاقبة للمتقين.



http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc7/298954_315111111847749_1848939719_n.jpg

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:07
س: ما حكم التوسل؟

الجواب: هذا سؤال مهم فنحب أن نبسط الجواب فيه فأقول:

التوسل: مصدر توسل يتوسل، أي اتخذ وسيلة توصله إلى مقصوده، فأصله طلب الوصول إلى الغاية المقصودة

وينقسم التوسل إلى قسمين:
***********************
۞القسم الأول۞:
_____________

قسم صحيح، وهو التوسل بالوسيلة الصحيحة الموصلة إلى المطلوب وهو على أنواع نذكر منها:

°°°°°°°°°°°°°°النوع الأول:
-------------
التوسل بأسماء الله –تعالى- وذلك على وجهين:

الوجه الأول: أن يكون ذلك على سبيل العموم ومثاله ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- في دعاء الهم والغم

قال: ((اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، مضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك اللهم بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ...)) الخ .

فهنا توسل بأسماء الله –تعالى- على سبيل العموم ((أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك)) .

الوجه الثاني: أن يكون ذلك على سبيل الخصوص بأن يتوسل الإنسان باسم خاص لحاجة خاصة تناسب هذا الاسم

، مثل ما جاء في حديث أبي بكر –رضي الله عنه- حيث طلب من النبي صلى الله عليه وسلم، دعاءً يدعو به في صلاته

فقال: ((قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم))

فطلب المغفرة والرحمة وتوسل إلى الله –تعالى- باسمين من أسمائه مناسبين للمطلوب وهما ((الغفور)) و((الرحيم)) .

وهذا النوع من التوسل داخل في قوله –تعالى-: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )(الأعراف: من الآية180) فإن الدعاء هنا يشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة .

°°°°°°°°°°°°النوع الثاني:
----------------
التوسل إلى الله –تعالى- بصفاته، وهو أيضاً كالتوسل بأسمائه على وجهين:

الوجه الأول: أن يكون عاماً كأن تقول ((اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا)) ثم تذكر مطلوبك .

الوجه الثاني: أن يكون خاصاً كأن تتوسل إلى الله تعالى بصفة معينة خاصة، لمطلوب خاص،

مثل ما جاء في الحديث: "اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي))115 ، فهنا توسل لله –تعالى- بصفة ((العلم)) و((القدرة)) وهما مناسبان للمطلوب .

ومن ذلك أن يتوسل بصفة فعلية مثل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم .

°°°°°°°°°°°النوع الثالث:
------------------

أن يتوسل الإنسان إلى الله –عز وجل- بالإيمان به، وبرسوله صلى الله عليه وسلم، فيقول: ((اللهم إني آمنت بك، وبرسولك فاغفر لي أو وفقني))،
أو يقول: ((اللهم بإيماني بك وبرسولك أسألك كذا وكذا))

ومنه قوله –تعالى-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآياتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ) (190) (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ)(191)

إلى قوله: (رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) (192) )رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ) (آل عمران:190، 193)

فتوسلوا إلى الله - تعالى- بالإيمان به أن يغفر لهم الذنوب، ويكفر عنهم السيئات ويتوفاهم مع الأبرار .

°°°°°°°°°°°°النوع الرابع:
-------------------

أن يتوسل إلى الله –سبحانه وتعالى- بالعمل الصالح، ومنه قصة النفر الثلاثة الذين أووا إلى غار ليبيتوا فيه فانطبق عليهم الغار بصخرة لا يستطيعون زحزحتها،

فتوسل كل منهم إلى الله بعمل صالح فعله، فأحدهم توسل إلى الله –تعالى- ببره بوالديه،
والثاني بعفته التامة،
والثالث بوفاءه لأجيره، قال كل منهم: ((اللهم إن كنت فعلت ذلك من أجلك فافرج عنا ما نحن فيه))
فانفرجت الصخرة، فهذا توسل إلى الله بالعمل الصالح .

°°°°°°°°°°°°النوع الخامس:
-----------------

أن يتوسل إلى الله –تعالى- بذكر حاله، يعني أن الداعي يتوسل إلى الله -تعالى- بذكر حاله وما هو عليه من الحاجة،
ومنه قول موسى –عليه الصلاة والسلام-: ( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)(القصص: من الآية24) يتوسل إلى الله - تعالى- بذكر حاله أن ينزل إليه الخير .
ويقرب من ذلك قول زكريا - عليه الصلاة والسلام-: (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً) (مريم:4)

فهذه أنواع من التوسل كلها جائزة لأنها أسباب صالحة لحصول المقصود بالتوسل بها .

°°°°°°°°°°°°°°النوع السادس:
------------------

التوسل إلى الله –عز وجل- بدعاء الرجل الصالح الذي ترجى إجابته، فإن الصحابة - رضي الله عنهم- كانوا يسألون النبي صلى الله عليه وسلم، أن يدعو الله لهم بدعاء عام، ودعاء خاص

ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك –رضي الله عنه- أن رجلاً دخل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ((اللهم أغثنا)) ثلاث مرات فما نزل من منبره إلا والمطر يتحادر من لحيته، وبقي المطر أسبوعاً كاملاً .

وفي الجمعة الأخرى جاء ذلك الرجل أو غيره والنبي صلى الله عليه وسلم، يخطب الناس فقال: يا رسول الله غرق الماء، وتهدم البناء فادع الله أن يمسكها عنا، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: ((اللهم حوالينا لا علينا)) فما يشير إلى ناحية من السماء إلا انفرجت، حتى خرج الناس يمشون في الشمس .

وهناك عدة وقائع سأل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو لهم على وجه الخصوص، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر أن في أمته سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وهم الذين لا يسترقون، ولا يكتوون ،ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون،

فقام عكاشة بن محصن وقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال: ((أنت منهم)) فهذا أيضاً من التوسل الجائز وهو أن يطلب الإنسان من شخص ترجى إجابته أن يدعو الله –تعالى- له، إلا أن الذي ينبغي أن يكون السائل يريد بذلك نفع نفسه، ونفع أخيه الذي طلب منه الدعاء،

حتى لا يتمحض السؤال لنفسه خاصة، لأنك إذا أردت نفع أخيك ونفع نفسك صار في هذا إحسان إليه، فإن الإنسان إذا دعا لأخيه في ظهر الغيب قال الملك: "آمين ولك بمثل" وهو كذلك يكون من المحسنين بهذا الدعاء والله يحب المحسنين .

۞القسم الثاني۞:
_____________

- التوسل غير الصحيح وهو:

أن يتوسل الإنسان إلى الله –تعالى- بما ليس بوسيلة، أي بما لم يثبت في الشرع أنه وسيلة،لأن التوسل بمثل ذلك من اللغو والباطل المخالف للمعقول، والمنقول،
ومن ذلك أن يتوسل الإنسان إلى الله –تعالى- بدعاء ميت يطلب من هذا الميت أن يدعو الله له، لأن هذا ليس وسيلة شرعية صحيحة، بل من سفه الإنسان أن يطلب من الميت أن يدعو الله له، لأن الميت إذا مات انقطع عمله، ولا يمكن لأحد أن يدعو لأحد بعد موته، حتى النبي صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن يدعو لأحد بعد موته،

ولهذا لم يتوسل الصحابة –رضي الله عنهم- إلى الله بطلب الدعاء من رسوله صلى الله عليه وسلم، بعد موته، فإن الناس لما أصابهم الجدب في عهد عمر –رضي الله عنه- قال: ((اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا))
فقام العباس –رضي الله عنه- فدعا الله –تعالى- . ولو كان طلب الدعاء من الميت سائغاً ووسيلة صحيحة لكان عمر ومن معه من الصحابة يطلبون ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن إجابة دعاءه صلى الله عليه وسلم،

أقرب من إجابة دعاء العباس –رضي الله عنه- فالمهم أن التوسل إلى الله –تعالى- بطلب الدعاء من ميت توسل باطل لا يحل ولا يجوز .

ومن التوسل الذي ليس بصحيح:

أن يتوسل الإنسان بجاه النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك أن جاه الرسول صلى الله عليه وسلم،

ليس مفيداً بالنسبة إلى الداعي،
لأنه لا يفيد إلا الرسول صلى الله عليه وسلم،

أما بالنسبة للداعي فليس بمفيد حتى يتوسل إلى الله به،

وقد تقدم أن التوسل اتخاذ الوسيلة الصالحة التي تثمر .

فما فائدتك أنت من كون الرسول صلى الله عليه وسلم، له جاه عند الله؟!

وإذا أردت أن تتوسل إلى الله على وجه صحيح فقل اللهم بإيماني بك وبرسولك، أو بمحبتي لرسولك وما أشبه ذلك فإن هذا الوسيلة الصحيحة النافعة .

۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞۞
و من باب الفائدة و الأضافة انصح اخواني و اخواتي
بكتاب من اجمل ما كتب في هذه المسألة تأصيلا
للشيخ العلامة محدث العصر محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

اسم الكتاب التوسل انواعه و احكامه

صورة غلالف الكتاب موضحة في الكتاب
اما رابط تحميل الكتاب بصيغة ال
(PDF)
http://www.alalbany.ws/alalbany/pdf/tawasul_pdf.zip
http://sphotos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/c0.89.403.403/p403x403/205152_213386165353578_3897189_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=213386165353578&set=a.129605960398266.21228.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:08
ما حكم من يعبد القبور بالطواف حولها ودعاء أصحابها والنذر لهم إلى غير ذلك من أنواع العبادة؟

الجواب: هذا السؤال سؤال عظيم، وجوابه يحتاج إلى بسط بعون الله –عز وجل- فنقول: إن أصحاب القبور ينقسمون إلى قسمين:

القسم الأول: قسم توفي على الإسلام ويثني الناس عليه خيراً فهذا يرجى له الخير، ولكنه مفتقر إلى إخوانه المسلمين يدعون الله له بالمغفرة والرحمة، وهو داخل في عموم قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحشر:10) وهو بنفسه لا ينفع أحداً إذ أنه ميت جثة لا يستطيع أن يدفع عن نفسه الضر ولا عن غيره، ولا أن يجلب لنفسه النفع ولا لغيره فهو محتاج إلى نفع إخوانه غير نافع لهم .

القسم الثاني من أصحاب القبور: من أفعاله تؤدي إلى فسقه الفسق المخرج من الملة كأولئك الذين يدعون أنهم أولياء، ويعلمون الغيب ويشفون من المرض، ويجلبون الخير والنفع بأسباب غير معلومة حساً ولا شرعاً، فهؤلاء الذين ماتوا على الكفر، لا يجوز الدعاء لهم ولا الترحم عليهم لقول الله تعالى: (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ) (113) (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) (التوبة:113، 114) وهم لا ينفعون أحداً ولا يضرونه ولا يجوز لأحد أن يتعلق بهم، وإن قدر أن أحداً رأى كرامات لهم مثل أن يتراءى له أن في قبورهم نوراً أو أنه يخرج منها رائحة طيبة، أو ما أشبه ذلك، وهم معروفون بأنهم ماتوا على الكفر فإن هذا من خداع إبليس وغروره، ليفتن هؤلاء بأصحاب هذه القبور .

وإنني أحذر إخواني المسلمين من أن يتعلقوا بأحد سوى الله –عز وجل- فإنه –سبحانه وتعالى- هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، وإليه يرجع الأمر كله، ولا يجيب دعوة المضطر إلا الله، ولا يكشف السوء إلا الله، قال تعالى: (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ) (النحل:53) ونصيحتي لهم أيضاً أن لا يقلدوا في دينهم ولا يتبعوا أحداً إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21) ولقوله تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ).(آل عمران: من الآية31) .

ويجب على جميع المسلمين أن يزنوا أعمال من يدعي الولاية بما جاء في الكتاب والسنة فإن وافق الكتاب والسنة فإنه يرجى أن يكون من أولياء الله، وإن خالف الكتاب والسنة فليس من أولياء الله وقد ذكر الله في كتابه ميزاناً قسطاً عدلاً في معرفة أولياء الله حيث قال: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (يونس:62) فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً، ومن لم يكن كذلك فليس بولي لله، وإن كان معه بعض الإيمان والتقوى كان فيه شيء من الولاية، ومع ذلك فإننا لا نجزم لشخص بعينه بشيء، ولكننا نقول على سبيل العموم كل من كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً .

وليعلم أن الله –عز وجل- قد يفتن الإنسان بشيء من مثل هذه الأمور فقد يتعلق الإنسان بالقبر فيدعو صاحبه، أو يأخذ من ترابه يتبرك به فيحصل مطلوبه ويكون ذلك فتنة من الله –عز وجل- لهذا الرجل لأننا نعلم أن هذا القبر لا يجيب الدعاء وأن هذا التراب لا يكون سبباً لزوال ضرر أو جلب نفع، نعم ذلك لقول الله تعالى: (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ) (الاحقاف:5) (وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِينَ) (الاحقاف:6) وقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) .(النحل:20) (أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) (النحل:21) والآيات في هذا المعنى كثيرة تدل على أن كل من دعي من دون الله فلن يستجيب الدعاء ولن ينفع الداعي، ولكن قد يحصل المطلوب المدعو به عند دعاء غير الله فتنة وامتحاناً ونقول: إنه حصل هذا الشيء عند الدعاء –أي عند دعاء هذا الذي دعي من دون الله –لا بدعائه وفرق بين حصول الشيء بالشيء، وبين حصول الشيء عند الشيء، فإننا نعلم علم اليقين أن دعاء غير الله ليس سبباً لجلب النفع، أو دفع الضرر، بالآيات الكثيرة التي ذكرها الله –عز وجل- في كتابه ولكن قد يحصل الشيء عند هذا الدعاء فتنة وامتحاناً، والله تعالى قد يبتلي الإنسان بأسباب المعصية ليعلم –سبحانه وتعالى- من كان عبداً لله، ومن كان عبداً لهواه، ألا ترى إلى أصحاب السبت من اليهود حيث حرم الله عليهم أن يصطادوا الحيتان في يوم السبت فابتلاهم الله –عز وجل- فكانت الحيتان تأتي يوم السبت بكثرة عظيمة، وفي غير يوم السبت تختفي، فطال عليهم الأمد، وقالوا كيف نحرم أنفسنا هذه الحيتان، ثم فكروا وقدروا ونظروا فقالوا: نجعل شبكة ونضعها يوم الجمعة، ونأخذ الحيتان منها يوم الأحد، فأقدموا على هذا الفعل الذي هو حيلة على محارم الله فقلبهم الله قردة خاسئين قال الله تعالى: (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (الأعراف:163) وقال -عز وجل-: (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) (البقرة:65) (فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:66) فانظر كيف يسر الله لهم هذه الحيتان في اليوم الذي منعوا من صيدها فيه، ولكنهم –والعياذ بالله- لم يصبروا فقاموا بهذه الحيلة على محارم الله .

ثم انظر إلى ما حصل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ابتلاهم الله وهم محرمون بالصيود المحرمة على المحرم فكانت في متناول أيديهم ولكنهم –رضي الله عنهم- لم يجرؤوا على شيء منها، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (المائدة:94) كانت الصيود في متناول أيديهم يمسكون الصيد العادي باليد، وينالون الصيد الطائر بالرماح فيسهل عليهم جداً، ولكنهم –رضي الله عنهم- خافوا الله –عز وجل- فلم يقدموا على أخذ شيء من الصيود .

وهكذا يجب على المرء إذا هيئت له أسباب الفعل المحرم أن يتقي الله –عز وجل- وأن لا يقدم على فعل هذا المحرم، وأن يعلم أن تيسير أسبابه من باب الابتلاء والامتحان فليحجم وليصبر فإن العاقبة للمتقين .



***

س: كيف نجيب عباد القبور الذين يحتجون بدفن النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد النبوي؟

الجواب عن ذلك من وجوه:

الوجه الأول: أن المسجد لم يبن على القبر بل بنبي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم .

الوجه الثاني: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفن في المسجد حتى يقال إن هذا من دفن الصالحين في المسجد، بل دفن صلى الله عليه وسلم في بيته .

الوجه الثالث: أن إدخال بيوت الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها بيت عائشة مع المسجد ليس باتفاق الصحابة، بل بعد أن انقرض أكثرهم، وذلك في عام أربعة وتسعين هجرية تقريباً فليس مما أجازه الصحابة، بل إن بعضهم خالف في ذلك، وممن خالف أيضاً سعيد بن المسيب .

الوجه الرابع: أن القبر ليس في المسجد حتى بعد إدخاله، لأنه في حجرة مستقلة عن المسجد فليس المسجد مبنياً عليه، ولهذا جعل هذا المكان محفوظاً ومحوطاً بثلاثة جدران، وجعل الجدار في زاوية منحرفة عن القبلة أي أنه مثلث، والركن في الزاوية الشمالية حيث لا يستقبله الإنسان إذا صلى لأنه منحرف، وبهذا يبطل احتجاج أهل القبور بهذه الشبهة .



***

س: ما حكم البناء على القبور؟

الجواب: البناء على القبور محرم وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، لما فيه من تعظيم أهل القبور، وكونه وسيلة وذريعة إلى أن تعبد هذه القبور وتتخذ آلهة مع الله، كما هو الشأن في كثير من الأبنية التي بنيت على القبور، فأصبح الناس يشركون بأصحاب هذه القبور، ويدعونها مع الله تعالى، ودعاء أصحاب القبور والاستغاثة بهم لكشف الكربات شرك أكبر وردة عن الإسلام . والله المستعان .



***

س: ما حكم دفن الموتى في المساجد؟

الجواب: الدفن في المساجد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ونهى عن اتخاذ المساجد على القبور، ولعن من اتخذ ذلك وهو في سياق الموت يحذر أمته ويذكر صلى الله عليه وسلم أن هذا من فعل اليهود والنصارى102 ، ولأن هذا وسيلة إلى الشرك بالله –عز وجل- لأن إقامة المساجد على القبور ودفن الموتى فيها وسيلة إلى الشرك بالله –عز وجل- في أصحاب هذه القبور فيعتقد الناس أن أصحاب هذه القبور المدفونين في المساجد ينفعون أو يضرون، أو أن لهم خاصية تستوجب أن يتقرب إليهم بالطاعات من دون الله –سبحانه وتعالى- فيجب على المسلمين أن يحذروا من هذه الظاهرة الخطيرة وأن تكون المساجد خالية من القبور مؤسسة على التوحيد والعقيدة الصحيحة قال الله –تعالى-: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً) (الجـن:18) فيجب أن تكون المساجد لله –سبحانه وتعالى- خالية من مظاهر الشرك تؤدى فيها عبادة الله وحده لا شريك له هذا هو واجب المسلمين . والله الموفق .



***

س: ما حكم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم؟

الجواب: شد الرحال إلى زيارة القبور أياً كانت هذه القبور لا يجوز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى))103 والمقصود بهذا أنه لا تشد الرحال إلى أي مكان في الأرض لقصد العبادة بهذا الشد، لأن الأمكنة التي تخصص بشد الرحال هي المساجد الثلاثة فقط، وما عداها من الأمكنة لا تشد إليها الرحال، فقبر النبي صلى الله عليه وسلم، لا تشد الرحال إليه وإنما تشد الرحال إلى مسجده فإذا وصل المسجد فإن الرجال يسن لهم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وأما النساء فلا يسن لهن زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، والله الموفق .



***

س: ما حكم التبرك بالقبور والطواف حولها بقصد قضاء حاجة أو تقرب وعن حكم الحلف بغير الله؟

الجواب: التبرك بالقبور حرام ونوع من الشرك، وذلك لأنه إثبات تأثير شيء لم ينزل الله به سلطانأً، ولم يكن من عادة السلف الصالح أن يفعلوا مثل هذا التبرك، فيكون من هذه الناحية بدعة أيضاً، وإذا اعتقد المتبرك أن لصاحب القبر تأثيراً أو قدرة على دفع الضرر أو جلب النفع كان ذلك شركاً أكبر إذا دعاه لجلب المنفعة أو دفع المضرة . وكذلك يكون من الشرك الأكبر إذا تعبد لصاحب القبر بركوع أو سجود، أو ذبح تقرباً له وتعظيماً له، قال الله –تعالى-: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ) (المؤمنون:117) وقال تعالى: ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(الكهف: من الآية110) والمشرك شركاً أكبر كافر مخلد في النار، والجنة عليه حرام لقوله تعالى: ( مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ)(المائدة: من الآية72) .

وأما الحلف بغير الله فإن كان الحالف يعتقد أن للمحلوف به منزلة مثل الله تعالى فهو مشرك شركاً أكبر، وإن كان لا يعتقد ذلك ولكن كان في قلبه من تعظيم المحلوف به ما حمله على أن يحلف به دون أن يعتقد أن له منزلة مثل منزلة الله فهو مشرك شركاً أصغر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك))104 .

ويجب الإنكار على من تبرك بالقبور، أو دعا المقبور، أو حلف بغير الله، وأن يبين له أنه لن ينجيه من عذاب الله قوله:((هذا شيء أخذنا عليه)) فإن هذه الحجة هي حجة المشركين الذين كذبوا الرسل وقالوا: (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ)(الزخرف: من الآية23) فقال لهم الرسول: ( أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (الزخرف: من الآية24) قال الله - تعالى-: (فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الزخرف:25) .

ولا يحل لأحد أن يحتج لباطله بكونه وجد عليه آباءه، أو بكونه عادة له ونحو ذلك، ولو احتج بهذا فحجته داحضة عند الله تعالى لا تنفعه ولا تغني عنه شيئاً . وعلى الذين ابتلوا بمثل هذا أن يتوبوا إلى الله، وأن يتبعوا الحق أينما كان، وممن كان، ومتى كان، وأن لا يمنعهم من قبوله عادات قومهم، أو لوم عوامهم، فإن المؤمن حقاً هو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يصده عن دين الله عائق .

وفق الله الجميع لما فيه رضاه، وحمانا عما فيه سخطه وعقوبته .
http://sphotos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/c0.123.403.403/p403x403/200617_206187972740064_7793974_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=206187972740064&set=a.129605960398266.21228.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:09
ما هو السحر وما حكم تعلمه؟


الجواب: السحر قال العلماء هو في اللغة ((عبارة عن كل ما لطف وخفي سببه)) بحيث يكون له تأثير خفي لا يطلع عليه الناس، وهو بهذا المعنى يشمل التنجيم، والكهانة، بل إنه يشمل التأثير بالبيان والفصاحة كما قال عليه الصلاة والسلام: ((إن من البيان لسحراً))89 فكل شيء له أثر بطريق خفي فهو من السحر .

وأما في الاصطلاح فعرفه بعضهم بأنه: ((عزائم ورقى وعقد تؤثر في القلوب، والعقول، والأبدان، فتسلب العقل، وتوجد الحب والبغض فتفرق بين المرء وزوجه، وتمرض البدن، وتسلب تفكيره)) .

وتعلم السحر محرم بل هو كفر إذا كانت وسيلته الإشراك بالشياطين قال الله –تبارك وتعالى-: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ) (البقرة: من الآية102) فتعلم هذا النوع من السحر –وهو الذي يكون بواسطة الإشراك بالشياطين- كفر، واستعماله أيضاً كفر وظلم وعدوان على الخلق، ولهذا يقتل الساحر إما ردة وإما حداً، فإن كان سحره على وجه يكفر به فإنه يقتل ردة وكفراً، وإن كان سحره لا يصل إلى درجة الكفر فإنه يقتل حداً دفعاً لشره وأذاه على المسلمين .



***

س: ما حكم التوفيق بين الزوجين بالسحر؟

الجواب: هذا محرم ولا يجوز، وهذا يسمى بالعطف، وما يحصل به التفريق يسمى بالصرف وهو أيضاً محرم، وقد يكون كفراً وشركاً، قال الله تعالى: ( وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ )(البقرة: من الآية102) .



***

س: ما هي الكهانة؟ وما حكم إتيان الكهان؟

الجواب: الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها، وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول، ثم يحدثون بها الناس، فإذا وقع الشيء مطابقاً لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعاً في الحكم بينهم، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل، ولهذا نقول: الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل .

والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه، فهذا محرم، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يوماً، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، أو أربعين ليلة))90 .

القسم الثاني: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به، فهذا كفر بالله –عز وجل- لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشر في دعوى علم الغيب تكذيب لقول الله –تعالى-: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ) (النمل: من الآية 65) ولهذا جاء في الحديث الصحيح: ((من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))91 .

القسم الثالث: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس، وأنها كهانة وتمويه وتضليل، فهذا لا بأس به، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه ابن صياد، فأضمر له النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً في نفسه فسأله النبي صلى الله عليه وسلم، ماذا خبأ له؟ فقال: الدخ –يريد الدخان- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اخسأ فلن تعدو قدرك))92 هذه أحوال من يأتي إلى الكاهن ثلاثة .

الأولى: أن يأتي فيسأله بدون أن يصدقه، وبدون أن يقصد بيان حاله فهذا محرم، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين ليلة .

الثانية: أن يسأله فيصدقه وهذا كفر بالله –عز وجل- على الإنسان أن يتوب منه ويرجع إلى الله –عز وجل- وإلا مات على الكفر .

الثالثة: أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس فهذا لا بأس به .
http://sphotos-e.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/c0.167.403.403/p403x403/180417_202776176414577_6599924_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=202776176414577&set=a.129605960398266.21228.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2012-12-27, 17:10
نأمل من فضيلتكم بيان مسألة القدر؟ وهل أصل الفعل مقدر والكيفية يخير فيها الإنسان؟ مثال ذلك إذا قدر الله-تعالى- للعبد أن يبني مسجداً فإنه سيبني لا محالة لكنه ترك لعقله الخيار في كيفية البناء، وكذلك المعصية إذا قدرها الله فإن الإنسان سيفعلها لا محالة، لكن ترك لعقه كيفية تنفيذها، وخلاصة هذا الرأي أن الإنسان مخير في الكيفية التي ينفذ بها ما قدر عليه فهل هذا صحيح؟

الجواب: هذه المسألة - أي مسألة القدر- محل جدل بين البشر من قديم الزمان، ولذلك انقسم الناس فيها إلى ثلاثة أقسام طرفين ووسط . أما الطرفان:

فأحدهما: نظر إلى عموم قدر الله فعمي عن اختيار العبد . وقال: إنه مجبر على أفعاله، وليس له فيها أي اختيار، فسقوط الإنسان من السقف بالريح ونحوها كنزوله منه مختاراً من الدرج .

وأما الطرف الثاني: فنظر إلى أن العبد فاعل تارك باختياره، فعمي عن قدر الله . وقال: إن العبد مستقل بأفعاله، ولا تعلق لقدر الله - تعالى- فيها .

وأما الوسط فأبصروا السببين، فنظروا إلى عموم قدر الله –تعالى- وإلى اختيار العبد، فقالوا: إن فعل العبد كائن بقدر الله –تعالى- وباختيار العبد، وأنه يعلم بالضرورة الفرق بين سقوط الإنسان من السقف بالريح ونحوها، ونزوله منه مختاراً من الدرج، فالأول من فعله بغير اختياره، والثاني باختياره، والكل منهما واقع بقضاء الله وقدره، لا يقع في ملكه ما لا يريد، لكن ما وقع باختيار العبد فهو مناط التكليف، ولا حجة له بالقدر في مخالفة ما كلف به من أوامر أو نواه، وذلك لأنه يقدم على المخالفة حين يقدم عليها وهو لا يعلم ما قدر الله عليه، فيكون إقدامه الاختياري على المخالفة هو سبب العقوبة سواء كانت في الدنيا أم في الآخرة، ولذلك لو أجبره مجبر على المخالفة، لم يثبت عليه حكم المخالفة ولا يعاقب عليها لثبوت عذره حينئذ . وإذا كان الإنسان يدرك أن هروبه من النار إلى موضع يأمن فيه منها يكون باختياره، وأن تقدمه إلى بيت جميل واسع طيب المسكن ليسكنه يكون باختياره أيضاً، مع إيمانه أن هروبه وتقدمه المذكورين واقعان بقضاء الله وقدره، وأن بقاءه لتدركه النار، وتأخره عن سكنى البيت يعد تفريطاً منه وإضاعة للفرصة يستحق اللوم عليه، فلماذا لا يدرك هذا بالنسبة لتفريطه بترك الأسباب المنجية له من نار الآخرة، الموجبة لدخوله الجنة؟!

وأما التمثيل بأن الله إذا قدر للعبد أن يبني مسجداً فإنه سيبني هذا المسجد لا محالة، لكنه ترك لعقله الخيار في كيفية البناء، فهذا تمثيل غير صحيح، لأنه يوحي بأن كيفية البناء يستقل بها العقل ولا تدخل في قد الله –تعالى- وأن أصل فكرة البناء يستقل بها القدر ولا مدخل للاختيار فيها . والحقيقة أن أصل فكرة البناء تدخل في اختيار العبد لأنه لم يجبر عليها، كما لا يجبر على فكرة إعادة بناء بيته الخاص أو ترميمه مثلاً، ولكن هذه الفكرة قد قدرها الله –تعالى- للعبد من حيث لا يشعر، لأنه لا يعلم بأن الله قدر شيئاً ما حتى يقع ذلك الشيء، إذ القدر سر مكتوم لا يعلم إلا باطلاع الله - تعالى- عليه بالوحي، أو بالوقوع الحسي . وكذلك كيفية البناء هي بقدر الله –تعالى- فإن الله –تعالى- قد قدر الأشياء كلها جملة وتفصيلاً، ولا يمكن أن يختار العبد ما لم يرده أو يقدره، بل إذا اختار العبد شيئاً وفعله علم يقيناً أن الله –تعالى- قد قضاه وقدره، فالعبد مختار بحسب الأسباب الحسية الظاهرة التي قدرها الله –تعالى- أسباباً لوقوع فعله، ولا يشعر العبد حين يفعل الفعل بأن أحداً أجبره عليه، لكنه إذا فعل ذلك بحسب الأسباب التي جعلها الله –تعالى- أسباباً، علمنا يقيناً بأن الله تعالى، قد قدرها جملة وتفصيلاً .

وهكذا نقول في التمثيل بفعل الإنسان المعصية حيث قلتم: إن الله قدر عليه فعل المعصية فهو سيفعلها لا محالة، ولكن ترك لعقله كيفية تنفيذها والسعي إليها .

فنقول فيه ما قلناه في بناء المسجد: إن تقدير الله –تعالى- عليه فعل المعصية لا ينافي اختياره لها، لأنه حين اختياره لها لا يعلم بما قدر الله –تعالى- عليه، فهو يقدم عليها مختاراً لا يشعر بأن أحداً يجبره، لكنه إذا أقدم وفعل علمنا أن الله قد قدر فعله لها، وكذلك كيفية تنفيذ المعصية والسعي إليها الواقعة باختيار العبد، لا تنافي قدر الله - تعالى- فالله –تعالى- قد قدر الأشياء كلها جملة وتفصيلاً، وقدر أسبابها الموصلة إليها، ولا يشذ عن ذلك شيء من أفعاله، ولا من أفعال العباد الاختيارية منها والاضطرارية، كما قال الله –تعالى-: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج:70) وقال - تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الأِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:112) وقال: (وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) (الأنعام:137) وقال: ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)(البقرة: من الآية253) .

وبعد فإن الجدير بالمرء ألا يبحث في نفسه ولا مع غيره في مثل هذه الأمور التي توجب له التشوش، وتوهم معارضة الشرع بالقدر، فإن ذلك ليس من دأب الصحابة –رضي الله عنهم- وهم أحرص الناس على معرفة الحقائق وأقربهم من معين إرواء الغلة، وكشف الغمة، وفي صحيح البخاري عن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار)) . فقلنا: يا رسول الله أفلا نتكل؟ (وفي رواية أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟) قال: ((لا اعملوا فكل ميسر))63 وفي رواية: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة . وأما من كان من أهل الشقاوة فييسر لعمل أهل الشقاوة))64 ثم قرأ: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى) (الليل5) )(وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى) (6) (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى) (الليل:7) (وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى) (8) (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى). (الليل:الآيات 5،10). فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الاتكال على الكتاب وترك العمل، لأنه لا سبيل إلى العلم به، وأمر بما يستطيعه العبد ويمكنه، وهو العمل واستدل بالآية التي تدل على أن من عمل صالحاً وآمن فسييسر لليسرى، وهذا هو الدواء الناجع المثمر، الذي يجد فيه العبد بلوغ عافيته وسعادته، حيث يشمر للعمل الصالح المبني على الإيمان، ويستبشر بذلك حين يقارنه التوفيق لليسرى في الدنيا والآخرة . أسأل الله –تعالى- أن يوفقنا جميعاً للعمل الصالح، وأن ييسرنا لليسرى، ويجنبنا العسرى، ويغفر لنا في الآخرة والأولى، إنه جواد كريم.



* * *

س :هل للدعاء تأثير في تغيير ما كتب للإنسان قبل خلقه؟

الجواب: لا شك أن للدعاء تأثيراً في تغيير ما كتب، لكن هذا التغيير قد كتب أيضاً بسبب الدعاء، فلا تظن أنك إذا دعوت الله فإنك تدعو بشيء غير مكتوب، بل الدعاء مكتوب وما يحصل به مكتوب، ولهذا نجد القارئ يقرأ على المريض فيشفى، وقصة السرية التي بعثها النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلوا ضيوفاً على قوم ولكنهم لم يضيفوهم، وقدر أن لدغت حية سيدهم فطلبوا من يقرأ عليه، فاشترط الصحابة أجرة على ذلك، فأعطوهم قطيعاً من الغنم، فذهب أحدهم فقرأ عليه الفاتحة، فقام اللديغ كأنما نشط من عقال، أي كأنه بعير فك عقاله، فقد أثرت القراءة في شفاء المريض .

فللدعاء تأثير لكنه ليس تغييراً للقدر، بل هو مكتوب بسببه، وكل شيء عند الله بقدر، وكذلك جميع الأسباب لها تأثير في مسبباتها بإذن الله، فالأسباب مكتوبة والمسببات مكتوبة .



* * *
ما حكم من يتسخط إذا نزلت به مصيبة؟

الجواب: الناس حال المصيبة على مراتب أربع:

المرتبة الأولى: التسخط وهو على أنواع:

النوع الأول: أن يكون بالقلب كأن يسخط على ربه فيغتاظ مما قدره الله عليه فهذا حرام، وقد يؤدي إلى الكفر قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ)(الحج: من الآية11) .

النوع الثاني: أن يكون باللسان كالدعاء بالويل والثبور وما أشبه ذلك، وهذا حرام .

النوع الثالث: أن يكون بالجوارح كلطم الخدود، وشق الجيوب، ونتف الشعور وما أشبه ذلك، وكل هذا حرام مناف للصبر الواجب .

المرتبة الثانية: الصبر وهو كما قال الشاعر:

الصبر مثل اسمه مر مذاقته لكن عواقبه أحلى من العسل

فيرى أن هذا الشيء ثقيل عليه لكنه يتحمله، وهو يكره وقوعه ولكن يحميه إيمانه من السخط، فليس وقوعه وعدمه سواء عنده وهذا واجب، لأن الله تعالى أمر بالصبر فقال: ( وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).(الأنفال: من الآية46) .

المرتبة الثالثة: الرضا بأن يرضى الإنسان بالمصيبة بحيث يكون وجودها وعدمها سواء فلا يشق عليه وجودها، ولا يتحمل لها حملاً ثقيلاً، وهذه مستحبة، وليست بواجبة على القول الراجح، والفرق بينها وبين المرتبة التي قبلها ظاهر، لأن المصيبة وعدمها سواء في الرضا عند هذا، أما التي قبلها فالمصيبة صعبة عليه لكن صبر عليه.

المرتبة الرابعة: الشكر وهو أعلى المراتب وذلك بأن يشكر الله على ما أصابه من مصيبة حيث عرف أن هذه المصيبة سبب لتكفير سيئاته وربما لزيادة حسناته قال صلى الله عليه وسلم: ((ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها))
.
0
http://sphotos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/c0.76.403.403/p403x403/180883_199591213399740_7155047_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=199591213399740&set=a.129605960398266.21228.124527247572804&type=1&relevant_count=1)

حسن بدر الدين
2013-01-01, 21:06
بارك الله فيكم

قطــــوف الجنــــة
2013-01-01, 22:26
وفيكم بارك الله

قطــــوف الجنــــة
2013-01-01, 23:00
قال الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -
-------------------------------------------
" ومَعْلُوم أنَّه لا يَقْبَل الحَق إلا من طَلبَهُ "
-------------------------------------------
مجموعة التوحيد ( الرسالة الأولى ) ص 65

قطــــوف الجنــــة
2013-01-19, 23:25
ألا رب أقوامٍ يناجون ربهم***بدمعِ عيونٍ مستَهلّ ومُرْسلٍِ
وشرك أبي جهل تمكّن منهمُ***وهم عن تعاليم الإله بمعزِلِ


http://sphotos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash3/c0.0.403.403/p403x403/530689_455640857829952_2014002161_n.jpg
(http://www.********.com/photo.php?fbid=455640857829952&set=a.259540974106609.62970.259536274107079&type=1&relevant_count=1)

قطــــوف الجنــــة
2013-07-06, 00:00
بارك الله فيكم