السراج الوهاج
2012-11-17, 14:16
حدثتنــــــــــــــــــــي
ذات يوم أخبروني : أن قنديلي قد انطفأ ، أن نور عيناي زال، أن الشمعة التي كانت ترافقني
ذابت و انتهى آخر بصيص منها
و أن أحلا مي الوردية قد سلبت مني
أخبروني وليتهم ما فعلوا
أيقظوا فيا ذاك الحنين الذي تكاتفا معه الأنين
حينها زارتني أحلام الثكالى.....
جنين هي راعيته سهرت الليالي على أن يولد
ها قد ولد الآن
رعشة الروح تصاحبه ، والحمى لا تفارقه...
مازلت أعتني به ...
وحين أنظر إليه أرى بريقا تغطيه العلل
حينها ذهبت أبحث له عن دواء
والدموع لا تفارق عيناي
جفت مقلتاي ...جمدت رجلاي ...خارت قواي
من أين لي ببلسم لهذا الداء؟
فتشت في أزقة الزمان ......
عندها دخلت المتاهة التي يحرسها كلاب الدهر
نباحها لا يتوقف ،الشرر يخرج من عيونها
تآكلت أحلامي حين رؤيتها سخرت مني
من براءة أنفاسي
سألتها فكشرت عن أنيابها حقيرة طباعها
قبيحة أشكالها ...
طلبت منها أن ترشدني ...طبيب يداوي صغيري
لكن ما اكترثت بسؤالي أو طلبي
تنهدت ...أطلقت صيحات متتالية وكأنني شعرت بقروب النهاية
حين ذاك جاءني النهار يحبو و آثار السوط على ظهره ، جروحه وديان دماء خلفه
فرحت لرؤيته فجعت لمنظره
تنهد زفيرا واسترجع أنفاسه التي هي أوراق الخريف تناثرت والتصقت بجدران تلك الأزقة
المكتضة بمساجين المتاهة مثلي .
تكلمت بلسان الشفقة أبك شيء يا نهار؟
عاود التنهيدة وقال : ما تركني الليل
إلا وسوطه على نوري وما وصلت إلا والدماء آثار لخطواتي، ثم صمت قليلا...
وقال : هيا بنا لنعود
قلت: والدواء ؟
قال ... فات الأوان فصغيرك يحتضر
بكيت صرخت ركضت هنا وهناك كالمجنونة
ماذا أفعل ؟ صغيري أمات ؟
قال نعم مـــــــــــــــات
واحتضنني النهار ، وعيون تلك الأرواح الحبيسة تبكي لبكائي وتصرخ لصراخي
أف لأحلام الثكالى
عدت أجر أحقاد الفكر وضحايا البؤس ترافقني
وجدت صغيري ممددا على رياحين الروض
تأملت وجهه فإذا به شاحبا شحوب الكلل،
نظرت في عينيه وجدتهما بؤرة سواد
آه ماهذا إن الدمعة مرسومة على خده كأنها قطرة ندى على زهرة ذبلت
ضممته إلى صدري قبلت جبينه وما زلت احتضنه كأني باحتضاني أردت أن أعيد له الحياة فضممته مرات و مرات وما عادت له الحياة
حينها غسلته بدموعي بحثت له عن كفن ، فما وجدت بياضا في الأرض ...ثم دفنته دون كفن فهو شهيد روحي
بقلم السراج الوهاج :أختكم آمال
ذات يوم أخبروني : أن قنديلي قد انطفأ ، أن نور عيناي زال، أن الشمعة التي كانت ترافقني
ذابت و انتهى آخر بصيص منها
و أن أحلا مي الوردية قد سلبت مني
أخبروني وليتهم ما فعلوا
أيقظوا فيا ذاك الحنين الذي تكاتفا معه الأنين
حينها زارتني أحلام الثكالى.....
جنين هي راعيته سهرت الليالي على أن يولد
ها قد ولد الآن
رعشة الروح تصاحبه ، والحمى لا تفارقه...
مازلت أعتني به ...
وحين أنظر إليه أرى بريقا تغطيه العلل
حينها ذهبت أبحث له عن دواء
والدموع لا تفارق عيناي
جفت مقلتاي ...جمدت رجلاي ...خارت قواي
من أين لي ببلسم لهذا الداء؟
فتشت في أزقة الزمان ......
عندها دخلت المتاهة التي يحرسها كلاب الدهر
نباحها لا يتوقف ،الشرر يخرج من عيونها
تآكلت أحلامي حين رؤيتها سخرت مني
من براءة أنفاسي
سألتها فكشرت عن أنيابها حقيرة طباعها
قبيحة أشكالها ...
طلبت منها أن ترشدني ...طبيب يداوي صغيري
لكن ما اكترثت بسؤالي أو طلبي
تنهدت ...أطلقت صيحات متتالية وكأنني شعرت بقروب النهاية
حين ذاك جاءني النهار يحبو و آثار السوط على ظهره ، جروحه وديان دماء خلفه
فرحت لرؤيته فجعت لمنظره
تنهد زفيرا واسترجع أنفاسه التي هي أوراق الخريف تناثرت والتصقت بجدران تلك الأزقة
المكتضة بمساجين المتاهة مثلي .
تكلمت بلسان الشفقة أبك شيء يا نهار؟
عاود التنهيدة وقال : ما تركني الليل
إلا وسوطه على نوري وما وصلت إلا والدماء آثار لخطواتي، ثم صمت قليلا...
وقال : هيا بنا لنعود
قلت: والدواء ؟
قال ... فات الأوان فصغيرك يحتضر
بكيت صرخت ركضت هنا وهناك كالمجنونة
ماذا أفعل ؟ صغيري أمات ؟
قال نعم مـــــــــــــــات
واحتضنني النهار ، وعيون تلك الأرواح الحبيسة تبكي لبكائي وتصرخ لصراخي
أف لأحلام الثكالى
عدت أجر أحقاد الفكر وضحايا البؤس ترافقني
وجدت صغيري ممددا على رياحين الروض
تأملت وجهه فإذا به شاحبا شحوب الكلل،
نظرت في عينيه وجدتهما بؤرة سواد
آه ماهذا إن الدمعة مرسومة على خده كأنها قطرة ندى على زهرة ذبلت
ضممته إلى صدري قبلت جبينه وما زلت احتضنه كأني باحتضاني أردت أن أعيد له الحياة فضممته مرات و مرات وما عادت له الحياة
حينها غسلته بدموعي بحثت له عن كفن ، فما وجدت بياضا في الأرض ...ثم دفنته دون كفن فهو شهيد روحي
بقلم السراج الوهاج :أختكم آمال