المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة من تاريخنا


العيفة
2009-03-23, 14:45
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لزوجه فاطمة بنت عبد الملك لما ولي الخلافة :( يا فاطمة قد نزل بي هذا الأمر ، وحملت أثقال حمل ، وسأُسأل عن القاصي و الداني من أمة محمد ، ولن تدع هذه المهمة فضلة في نفسي ، ولا من وقتي أقوم بها بحقك علي ، ولم تبق لي إربا في النساء ، وأنا لا أريد فراقك ، ولا أؤثر في الدنيا احداً عليك ، ولكني لا أريد ظلمك ، وأخشى ألا تصبري على ما اخترته لنفسي من ألوان العيش ، فإن شئت سيَّرتك إلى دار أبيك .
قالت : وما أنت صانع؟
قال: إن هذه الأموال التي تحت أيدينا ، وتحت أيدي إخوانك وأقربائك قد أُخذت كلها من أموال المسلمين ، وقد عزمت على نزعها منهم، وردها إلى المسلمين ، وأنا بادىء بنفسي ، ولن أستبقي إلا قطعة أرض لي ، اشتريتها من كسبي ، وسأعيش منها وحدها، فإن كنت لا تصبرين على الضيق بعد السعة فالحقي بدار أبيك.
قالت: وما الذي حملك على هذا؟
قال : يا فاطمة إن لي نفساً تواقة ، ومانالت شيئاً إلا اشتهت ما هو خير منه، اشتهيت الإمارة فنلتها ، فلما نلتها اشتهيت الخلافة ، فلما نلتها اشتهيت ما هو خير منها وهو الجنة !
قالت : اصنع ما تراه ، فأنا معك، وما كنت لأصحبك في النعيم وأدعك في الضيق، وأنا راضية بما ترضى به.
فأعتق الإماء والعبيد ،وسرح الخدم، وترك القصر، وردَّ ما كان له إلى بيت المال، وسكن داراً صغيرة شمالي المسجد ، حتى أصبح كواحد من الناس في ملبسه وسكنه وتواضعه ومأكله ومشربه .
لم يكن لفاطمة من النعيم إلا جواهرها.
فقال لها: يا فاطمة قد علمت أن هذه الجواهر قد أخذها أبوك من أموال المسلمين وأهداها إليك، إني أكره أن تكون معي في بيتي، فاختاري أن ترديها إلى بيت المال ، أو تأذني لي بفراقك .
قالت : بل اختارك- والله- عليها وعلى أضعافها لو كانت لي .
وعندما توفي عمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه- بكت عليه زوجته أشد البكاء حتى غشي بصرها ، فدخل عليها أخواها مسلمة وهشام ، وعرضا عليها ما شاءت من الأموال . ولكنها قالت: والله ما أبكي على مال ، ولا نعمة، ولكني رأيت منه منظراً ذكرته الآن فبكيت.
قالا: ما هو ؟
قالت: رأيته ذات ليلة قائما يصلي ، فقرأ( يوم يكون الناس كالفراش المبثوث*وتكون الجبال كالعهن المنفوش) فشهق من البكاء حتى ظننت أن نفسه قد خرجت.

تاج الكرامة
2009-03-23, 14:56
اصبحنا بامس الحاجة الى عظماء مثل هؤلاء
بارك الله فيك اخي ، لكن اظن ان موقعها منتدى التاريخ و الحضارة الاسلامية
تحيــــــ اختك لمياء ـــــــــات

الغزالي
2009-08-01, 14:47
ما أحوجنا أخي الكريم إلى مثل هذه القصص
لتعرفنا أي الرجال كانوا وأي الرجال أصبحنا
وحالنا إذا بحث عن الرجولة أو المروءة أو التقوى
أو الورع أو خوف الله أو الصدق اتجه إلى المقابر لأنه
لا يوجد بين الأحياء من يتمتع بها .......... يا ألله أي آباء
هم ...... وأي أبناء نحن ....... أي عظماء هم وأي
صغار نحن ..... كانوا أسيد الأرض بقربهم من الله
ونحن الآن آخر القوم ببعدنا عنه جل جلاله
لا يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح
به أولها .... نسأل الله العافي
جازاك الله خير أخي العيفة
وبارك الله فيك
سلام

سرور.
2009-08-01, 15:48
ليتها كانت قصص من حاضرنا.........

بارك الله فيك و جزاك عنا كل خير.......

العيفة
2009-08-01, 16:08
السلام عليكم


بوركتم كما بورك في الزيت أكلا و دهنا و شربا و ضياء للبيت (للمنتدى)

أثلج صدري تواجدكم

وأبهج قلبي ردكم،، و الله

هم أسوتنا إن شاء الله و لعلي سقت هذا النموذج من نماذج عظمائنا

عسى أن يكون من يقول أنا لها،، فيفي الأمانة حقها

و ينفع المسلمين بالتصدى لها وحملها

و ما ذلك على الله بعزيز

شكرا جزيلا

الوليـد
2009-08-01, 20:15
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته :

بارك الله فيك على الموضوع القيّم.

علّنا نقتدي بهم ، أو تعلو هممنا بسماع قصصهم.رضي الله عنهم و أرضاهم.

العيفة
2009-08-02, 09:02
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته :

بارك الله فيك على الموضوع القيّم.

علّنا نقتدي بهم ، أو تعلو هممنا بسماع قصصهم.رضي الله عنهم و أرضاهم.

السلام عليكم

بوركت أخي الوليد

هم كثر في المستقدمين و حتى في المتأخرين

رضي الله عنهم و أرضاهم

وجازاهم عنا كل خير

ali herzallah
2009-08-02, 13:27
جزاك الله خيرا أخي العيفة
على الموضوع القيّم
أين نحن من هذه العبرة الجميلة

العيفة
2009-08-02, 13:32
جزاك الله خيرا أخي العيفة
على الموضوع القيّم
أين نحن من هذه العبرة الجميلة

السلام عليكم

بوركت أخي علي

حدسي الالكتروني يقول أن فيك من خصالهم