المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام


"جُوهَرْ"
2012-11-14, 14:18
http://www13.0zz0.com/2012/11/14/12/243313852.gif

http://www13.0zz0.com/2012/11/14/12/286056168.jpg


هذه فتاوى تخص مسائل عديدة نقلتها لكم من كتاب :"من فتاوى الشيخ أبي عبد السلام »
أعدّها الشيخ أبو عبد السّلام جعفر بن عبد السلام أولفقي

http://www8.0zz0.com/2012/11/14/13/858099209.jpg


كتاب العلم والأخلاق و الآداب والتوبة

س: ثلاثة إخوة يسكنون في بيت واحد لكن لا يكلم بعضهم بعضا منذ سنتين، فماذا يقال لهم؟

ج:إن قطيعة الرحم من خطوات الشيطان ليحدث الفتنة والضعف في المجتمع المسلم،وهي أمر محرم في الشريعة الإسلامية،كما أن هجر المسلم لأخيه المسلم لأسباب غير شرعية أو لخلافات مادية لمدة سنوات تَوَّعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتكبه بعذاب شديد،عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث،فمن هجر أخاه فوق ثلاث فمات دخل النّار" رواه أبو داود.
وعن أبي خراش الأسلمي رضي الله عنه مرفوعا:"من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه"(1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا:"تعرض أعمال النّاس في كل جمعة مرتين:يوم الاثنين ويوم الخميس،فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبدا بينه وبين أخيه شحناء فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا"(2).

ومن تاب إلى الله من المتخاصمين فعليه أن يعود إلى صاحبه أو أخيه ويلقاه بالسّلام،فإن فعل وأبى أخوه المتخاصم معه فقد برئت ذمة العائد وبقي الإثم على من أبى.عن أبي أيوب رضي الله عنه مرفوعا:"لا يحل لرجل أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"(3). أما إن وجد سبب شرعي للهجر كترك الصلاة، أو الإصرار عل الفاحشة، فإن كان الهجر يفيد المخطئ ويعيده إلى صوابه جاز الهجر،كما هجر النبي صلى الله عليه وسلم كعب بن مالك وصاحبيه لما رأى المصلحة.
أما إن كان الهجر لا يزيد المذنب إلّا إعراضا ولا ينتج إلا عتوا ونفورا وعنادا وازديادا في الإثم فعندئذ يترك الهجر لأنه لا تتحقق به المصلحة الشرعية بل تزيد المفسدة.
وفي الأخير نقول، إن رابطة الدم نعمة من الله أنعم بها عباده، والإسلام هذّب هذه الرابطة وشرّفها بأسمى الآداب والواجبات لتستمر في الدنيا والآخرة بإذن الله.
(1) رواه البخاري في الأدب المفرد(404)
(2) رواه مسلم(2565).
(3) :رواه البخاري(6077).

"جُوهَرْ"
2012-11-14, 14:23
س:شاب تحصل عل شهادة البكالوريا ووالده منعه من إكمال دراسته ليبقى معينا له في تجارته؟

ج:إن الله تعالى قال:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" سورة الإسراء الآية:23.

فجعل بر الوالدين بعد التوحيد مباشرة لعم مكانة الوالدين وحقهما عل الأولاد،حتى إنّه أمر سبحانه من كان والده مشركين ودعوه إلى الشرك بالله أن يحسن إليهما فقال:" وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا"سورة العنكبوت الآية:08.


أما عن سؤالك:فيمكنك أن تقنع أباك بضرورة إكمالك للدراسة ونيلك لشهادة تضمن مستقبلك،مستعملا في ذلك الكلام الحسن والمقال المؤدب،أو مستعينا بشخص يكلمه ويحاول إقناعه،على أن يكون محبوبا لد أبيك،وأنت أدرى بشخصية أبيك وبما يرضيه ويقنعه،وأنصحك أن تختار شعبة في مجال عمل والدك من قريب أو بعيد حت يلمس اهتمامك برأيه.


http://www11.0zz0.com/2012/11/14/12/460817624.gif

س: ما العمل تجاه والدة تُجبر ابنها عل إعطائها جزءا من ماله كل شهر؟

ج:وجب عليك طاعة أمك،وستكون عاصيا عاقا لها إن رفضت طلبها،ما دمت قادرا عليه،والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أنت ومالك لأبيك"(1)،ومنزلة الوالدين عظيمة وحقهما عليك أعم،وهذا المال الذي ستعطيه لأمك وقد طلبته منك-وكان من المفروض أن تعطيه لها دون أن تطلبه-لن يبلغ مثقال ذرة مما قدمته هي لك،فلتتق الله ولا تحرم نفسك دخول الجنّة،وقد فتحت لك أبوابها ببقاء والديك حييّن،فاغتنم وجودهما أو وجود أحدهما عسى الله أن يجعل برّك لهما سببا في دخولك الجنّة والله الموفق.

(1)رواه ابن ماجة والطبراني وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع.


http://www11.0zz0.com/2012/11/14/12/460817624.gif


س:ما حكم إسقاط الجنين الذي تبين بأنّه مريض في رأسه بعد استشارة الأطباء واستفتاء العلماء؟
ج:إذا تمت خلقة الجنين في رحم أمه،وبلغ عمره أربعين يوما،حيث نفخت فيه الروح فإنه يحرم إسقاطه عند الجمهور،إلا إذا أشار الطب أن استمراره قد يؤدي إلى هلاك أمه على سبيل اليقين أو غلبة الظن،فإنه عندئذ إنقاذ الأم مقدم على مصلحة الجنين.
أما إذا كان الحمل في بدايته،فالمسألة فيها خلاف بين العلماء،والراجح عدم المساس بالجنين بعد التحام البويضة مع النطفة على اعتبار ما سيؤول إليه من كائن حي محترم يحرم المساس به،وإسقاطه يعتبر رفضا لنعمة الله من جهة،وقتلا للنفس من غير وجه حق من جهة أخرى،والله أعلم.

"جُوهَرْ"
2012-11-14, 14:28
س:شخص اقترف الذنوب والمعاصي سابقا وهو الآن يريد التوبة، فهل من سبيل إليها؟
ج:باب التوبة مفتوح على كل عبد كتب الله له العيش،فما علينا إلا البدار إليها والمسارعة إلى طلب مغفرة الله وعفوه،قال تعالى:" وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ"سورة آل عمران الآية:133.
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أيّها الناس توبوا إلى الله فإنّي أتوب في اليوم إليه مائة مرة".(1).


وعلى المسلم أن يسعى من أجل تحقيق التوبة النصوح التي تستوفي أركانها وشروطها حتى يغفر الله بإذنه، وتكون دليلا على صدق المذنب التائب.
قال الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"سورة التحريم الآية:08، وقال أيضا:" وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"سورة النور الآية:31،وقال سبحانه:" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"سورة البقرة الآية:222.

ولما كانت طبيعة الإنسان هي الضعف والخطأ،فمن فضل الله تعالى أن جعل باب التوبة مفتوحا إلى أن يموت ذلك الإنسان،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم"(2).
فليس العيب فيمن أخطأ وأذنب ولكن العيب فيمن أصر على خطئه بعد علمه ولم يتب إلى الله تعالى غافر الذنب وقابل التوب.
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكي عن ربه قال:"أذنب عبد ذنبا،فقال:اللّهم اغفر لي،فقال تبارك وتعالى:أذنب عبدي ذنبا،فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب،ثم عاد فأذنب،فقال:أي رب اغفر لي ذنبي،فقال تبارك وتعالى:عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب،ثم عاد فأذنب،فقال:أي رب اغفر لي ذنبي،فقال تبارك وتعالى:أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب،اعمل ما شئت فقد غفرت لك"(3)،أي:ما دمت تذنب ثم تتوب غفرت لك.
فالتوبة واجبة على الفور من المعصية والذنب، وعلى التائب أن يعقد العزم على عدم الرجوع إلى ذلك الذنب.والله أعلم.


(1):رواه مسلم (2702).
(2):رواه مسلم(2749)
(3):رواه مسلم(2758).


يتبع بإذن الله تعالى

"جُوهَرْ"
2012-11-15, 18:15
http://www14.0zz0.com/2012/11/15/17/897049261.gif

س:شخص يسأل عن حكم التعامل مع أمه التي يظن أنها تحب أخاه أكثر منه؟
ج:إن الله تعالى يقول في الوالدين :" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" سورة الإسراء الآية:23،ويقول أيضا:" وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَ صَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا" سورة لقمان الآية 15،فبر الوالدين واجب وعقوقهما كبيرة من الكبائر،فمن البر أن تحسن إليهما وأن تطيعهما وأن تخدمهما وأن تنفق عليهما،وأن لا ترفع صوتك عليهما وأن لا تقول لهما كلاما يجرهما،إلى غير ذلك من مظاهر البر وصوره،وقولك إن أمك تحب أخاك أكثر منك،فلا تظن أنّه يوجد أم تكره أبناءها،إلا ‘إذا أساء إليها وجرحها بكلامه ولم يطع أوامرها،فلتنظر أنت في الأمر ولتراجع نفسك،هل تحسن معاملتها أم ظنك أنها تحب أخاك ولا تحبك أنت دفعك إلى الإساءة إليها فأصبحت تكرهك؟ وبالمقابل:لا ينبغي للوالدين أن يظهرا حبهما لأحد الأبناء ويهملا البقية،كمن يهدي أحد أبنائه مرفقا معينا من مرافق الحياة دون الآخرين،وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا التصرف بأنه ظلم وجور،وقد تلجأ كثير من الأمهات إلى الدعاء بالسوء على أبنائهن،ولقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر أهل النّار النساء لأنّهن يكثرن اللعن،فليحفظ الآباء ألسنتهم من الدعاء على بنيّهم ،لأنهم إن كانوا هم المظلومين فدعوتهم مستجابة،وهل ترضى الأم التي تدعو على أحد أبنائها بالموت أن يموت ابنها وهو صغير؟ وقد يغفل كثير من الآباء عن هذا ثم يندمون بعد ذلك...
أما أن تدعو عليك أمك بالسوء ظلما ولم تكن مخطئا فنسأل الله أن لا يقبل دعائها، وعليك أن تجتهد في إرضائها مهما فعلت وأن تبرها وأن تحسن معاملتها وأن تدعو الله في سجودك وفي أوقات إجابة الدعاء أن يحببك إليها،وأن ترضى عنك،وستجد الله غفورا مجيبا،والله الموفق.


http://www14.0zz0.com/2012/11/15/17/690329851.gif

س: سيدة لها بنت تملك دمى وألعابا، فما حكمهما؟
ج: الدمى والألعاب المصنوعة من القطن والصوف جائزة للأطفال الصغار ولا شيء فيها،فقد ثبت أن عائشة رضي الله عنها اتخذت فرسا من قطن تلهو به ولم ينكر عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك،وقد كانت صغيرة في السن.

"جُوهَرْ"
2012-11-15, 18:21
س: زوجان يعيشان دوما في نزاعات و خلافات حول أبسط الأمور فكيف السبيل إلى الحياة السعيدة؟

ج: قال الله تعالى:" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " سورة الروم الآية:21.

فبناء الأسرة واستقامتها من أعظم ما يسعى إلى تحقيقه العبد المؤمن،حتى تستقر نفسه وتسكن السكينة القائمة على الود والأنس والتآلف، وهي في الحقيقة علاقة عميقة الجذور بعيدة الآماد،شبهها القرآن باللباس الذي من شأنه أن يستمر لابسه ويحميه ويزينه ويلائمه،فقال سبحانه وتعالى:" هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ " (سورة البقرة:187).



ولا بد من أجل تحقيق هذه المعاني السامية من اختيار شريك أو شريكة الحياة بميزان التقوى والخلق الحسن والصلاح،حتى يكون كل طرف معينا للطرف الآخر على عبادة الله تعالى بما شرع،للفوز ودخول جنته فقال تعالى: " جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ" سورة الرعد:23،وتأملوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم:" رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فصلت،فإن أبت نضح في وجهها الماء..."(1).
وينبغي على الرجال بما فضلهم الله على النساء بالقوامة ورجاحة العقل والفهم،أن لا يستغلوا تلك القوامة فيما حرم الله عليهم من الظلم والاعتداء وهضم الحقوق وقد قال سبحانه وتعالى:" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا "سورة النساء:19،وقال صلى الله عليه وسلم:" واستوصوا بالنساء خيرا،فإنهن خلقن من ضلع أعوج،وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه،فإن ذهبتَ تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا"(2).

وقال صلى الله عليه وسلم:" لا يفرك مؤمن من مؤمنة-أي لا يبغض ولا يكره-إن كره منها خلقا رضي منها آخر" (3).
وقال صلى الله عليه وسلم:" خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(4).
وعلى الزوجة أيضا أن تجتهد في طاعة زوجها وإرضائه حتى تكون الزوجة الصالحة التي وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنّة حيث قال صلى الله عليه وسلم:"وأيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنّة"(5)
ولا يسع المقام هنا لذكر واجبات وحقوق كل من الزوج والزوجة،ولكن ينبغي الإشارة إلى ضرورة التسامح والمودة والتآلف بين أفراد الأسرة حتى تصلح ويصلح بصلاحها المجتمع كله والأمة الإسلامية جمعاء،فكل طرف فيها مكمل للآخر يجبر نقصه،ويستر عيوبه ويصوب خطأه.

(1):أخرجه أبو داود(1308)، وابن ماجة(1336) وغيرهما.و هو صحيح كما في صحيح الجامع(1):أخرجه أبو داود(1308)، وابن ماجة(1336) وغيرهما.و هو صحيح كما في صحيح الجامع494).
(2): رواه البخاري(3331) ومسلم(1468).
(3):رواه مسلم (1469).
(4): رواه الترمذي(3895) وابن ماجة(1977) وغيرهما وهو صحيح كما في صحيح الجامع(7741).
(5) رواه الترمذي(1161) وابن ماجة(1854) وهو ضعيف كما في ضعيف الجامع.

محمد 1392
2012-11-15, 18:42
جزاكم الله خيرا

"جُوهَرْ"
2012-11-16, 13:45
http://www2.0zz0.com/2012/11/16/12/333075333.gif


س: سائلة تريد معرفة حكم الصلاة بالزينة والماكياج ليلة زفافها، وعن الآداب الأخرى؟

ج:يسن للزوجين ليلة زفافهما أن يصليا ركعتين،يَؤُم فيها الزوج زوجته،يصليها بعد صلاة العشاء مع الجماعة وبعد صلاة الوتر إن شاء الله،ثم إن صلى تلك الركعتين فلا يعيد الوتر إن كان قد أوتر،فلا وتران في ليلة واحدة.
الشيء ونفسه بالنسبة للزوجة،ويجوز لها أن تصلي بزينتها إن كانت قد توضأت،أما إن لم تكن على وضوء فيجب عليها الوضوء للصلاة ثم تعيد وضع الزينة بعد ذلك.
ثم يضع الزوج بيده اليمنى على ناصيتها ويقول:"اللّهم إني أسألك خيرها وخير ما جلبتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جلبتها عليه"(1)، ثم يقول:"بسم الله، اللّهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا"(2).والله الموفق.



http://www2.0zz0.com/2012/11/16/12/320939950.gif


س: آنسة تسأل عن حكم ممارسة العادة السرية؟
ج: يقول الله سبحانه وتعالى:" الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ" سورة المؤمنون:05،ومن طلب نيل شهوته بغير ما شرّعه الله فسيكون معاديا،لهذا فإن العادة السرية محرمة،والاستمناء محرم، وقد ثبت طبيا بأنّ في تلك العادة مضارّا تعود على البدن وعلى الغريزة الجنسية،وربما تعيق عن النكاح الحقيقي.
وعلى الشباب أن يهتموا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"يا معشر الشباب،من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج،ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وجاء"(3)،فالأجدر بهذه البنية أن تصوم وتداوم على العبادة،فإن ذلك من شأنه أن يصونها مما تفعله.



(1): رواه أبو داود(2/248)،وابن ماجة(1/617) وأنظر صحيح ابن ماجة(1/324).
(2) رواه البخاري(141) ومسلم)1434).
(3): أخرجه البخاري(1905) ومسلم(1400).

اسامة الجزائري
2012-11-16, 14:56
مشكور جزاك الله خيرا

"جُوهَرْ"
2012-11-17, 11:58
http://www4.0zz0.com/2012/11/17/10/894258067.gif



س: شخص يسأل عن حكم إظهار عورته أمام الطبيب قصد العلاج،وهل يأثم إن ترك نفسه دون علاج طاعة لله تعالى في عدم إظهار العورة؟
ج:يقول الله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ" سور النور:30،فأمر الله تعالى المؤمنين بحفظ فروجهم،قال محمد الأمين الشنقيطي في تفسيره لهذه الآية" أمر الله عز وجل المؤمنين والمؤمنات بغض البصر وحفظ الفرج،ويدخل في حفظ الفرج حفظه من الزنا واللواط والمساحقة،وحفظه من الإبداء للناس والانكشاف لهم".
وفي المقابل يقول الله تعالى:" وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" سورة البقرة:195،ويقول سبحانه:" وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"سورة النساء:29،و قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ضرر ولا ضرار"(1)،والقواعد الفقهية المستنبطة من هذه الأدلة والنصوص الشرعية تقول:" الضرر يزال"،"الضرورات تبيح المحظورات".

بناءً على هذا كله،فإن العلاج واجب حفاظا على النفس ودرءا للمفاسد،فبادر إلى العلاج قبل أن تفقد صحتك التي هي أعظم نعم الله على العبد،قال صلى الله عليه وسلم:"نعمتان مغبون فيهما كثير من النّاس:الصحة والفراغ"(2) وقال صلى الله عليه وسلم:" اغتنم خمسا قبل خمس" وذكر"صحتك فبل مرضك"(3)،فحافظ على صحتك بالعلاج حتى وإن اضطررت إلى إبداء عورتك للطبيب،وقد أجاز الشرع للمرأة إبداء عورتها للطبيب في حال الضرورة،فكيف بالرجل مع الطبيب الرجل وفي حالة الضرورة؟ !!و اعلم أنك ستسأل عن جميع أعضائك يوم القيامة، فجسدك ليس ملكا لك، وإنما هو ملك لله تعال خالقه، والله أعلم.
(1):رواه أحمد(2865) وابن ماجة وهو صحيح كما في"صحيح الجامع"(7517).
(2):أخرجه البخاري(6412) وغيره.
(3):رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان وهو حديث صحيح كما في"صحيح الجامع")1077).





http://www4.0zz0.com/2012/11/17/10/617807386.gif

"جُوهَرْ"
2012-11-17, 12:11
http://www4.0zz0.com/2012/11/17/10/894258067.gif

س:أم تسأل عن حكم الشرع في ابنها، الذي لا يكرم إلا زوجته ولا يستشيرها هي، وإن أراد إكرامها فببعض الحاجيات يشتريها لها وكفى؟
ج: قال تعالى:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء:23/24،فحق الوالدين بعد حق الله تعالى أعظم حق على العبد،وربما يقول بعض الرجال:"أعطي لكل واحدة من زوجتي وأمي حقها"،فيدعي أنه أكرم أمه وفي معظم الوقت يكون منشغلا مع أولاده وزوجته،وليعلم جميع الرجال أن حق والديهم مقدم على حق زوجاتهم وأولادهم،نحن لا ندعو الرجال إلى ظلم الزوجات واحتقارهن بل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(1)،والمؤمن الكيّس الفطن هو الذي يكرم أهله ويسعى جاهدا من أجل إرضاء والديه،وليحذر من غضبهما،فغضبهما من غضب الرب.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر،أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنّة"(2)،وعنه أيضا قال:"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،فقال:يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال:"أمك"، قال:"ثم من"؟قال: "أمك"،قال ثم من"؟ قال:"أبوك"(3). وروي عن الحسن بن علي أنه كان يخشى ويحذر من مؤاكلة أمه،فسئل عن ذلك،فقال:"أخاف أن تسبق يدي إلى لقمة تقع عينها عليها فأكون قد عققتها"،وقال صلى الله عليه وسلم:الكبائر:الإشراك بالله،وعقوق الوالدين،وقتل النفس،واليمين الغموس"(4).

(1): رواه الترمذي(3895) وابن ماجة(1977) وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع(3314).
(2): رواه مسلم (2551).
(3): أخرجه البخاري(5971) ومسلم(2548).
(4):أخرجه البخاري ومسلم.

"جُوهَرْ"
2012-11-17, 15:09
http://www9.0zz0.com/2012/11/17/13/803361441.gif

س: هناك شخص يسأل عن حكم التعامل مع صديقه، الذي يظن أنه يحسده ويتمنى له الشر دائما؟
ج: إن الأخوة والصداقة والمحبة نعم أنعم الله بها على عباده، قال تعالى:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"سورة الحجرات:10.والأصل في التعامل بين الإخوة الذين آخى بينهم الإيمان هو حسن الظن،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ"سورة الحجرات:12،وكذا مقابلة الإساءة بالإحسان،قال تعالى:" وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ"سورة فصلت:34، وقال سبحانه:" وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"سورة آل عمران:133/134،فيجب على المؤمن أن يحسن الظن بأخيه المؤمن،وأن يعفو عنه ويدعو الله له بالهداية إن وجد منه الإساءة،وفي المقابل نجد أناسا لا شغل لهم ولا همّ لهم إلا الانشغال بغيرهم ممن أنعم الله عليهم بالمال أو الجمال أو غيرهما،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا"(1).
فالحسد هو تمني زوال النعمة من المحسود محرّم في الإسلام،وإنما تشرّع الغبطة،وهي الفرح لما عند أخيه من خير،وتمني نيله لمثل ذاك الخير،وهذا ما بينّه رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا حسد إلّا في اثنتين:رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار،ورجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار"(2).
وينبغي على المؤمن أن يحب الخير لإخوته،وأن يعينهم،وأن ينصح لهم فالله يهب ما يشاء لمن يشاء،ورزق الآخرة خير وأبقى من خير الدنيا،وليسأل الله من فضله،قال سبحانه:" وَلاَ تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا"سورة النساء:32.
وقال صلى الله عليه وسلم:"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" (3).
وقال صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره،وبحسب المرء من الشر أن يحقر أخاه المسلم"(4).
ولقد حرص الإسلام على تحقيق الأخوة في جميع أنواع المعاملات والعلاقات وحتى السلوكات والتصرفات،التي يكون لها تأثير في نفسية المؤمن وشعوره،من ذلك ما نزل من الآيات وما ورد من الأحاديث المرغّبة فيما يجمع المؤمنين،والرهبة مما يفرقهم،ومما يلحق من بعضهم الأذى للبعض الآخر،قال تعالى:"إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"سورة الحجرات:10-11-12.
وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يحل لمسلم أن يروع مسلما"(5)، وقال صلى الله عليه وسلم:"إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث، فإن ذلك يحزنه"(6).
وروى ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعا:"يا معشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه،لا تؤذوا المسلمين،ولا تعيّروهم،ولا تتّبعوا عوراتهم،فإنّه من تتبع عورة أخيه المسلم،تتبع الله عورته،ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"(7).
وفي تحريم الغيبة، قال صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الغيبة:" ذكرك أخاك بما تكره"، قال:"أرأيت إن كان فيه ما أقول" ،فقال:"إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه"(8).
وقال صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر"(9).
وقال صلى الله عليه وسلم:"المؤمن مرآة أخيه المؤمن، المؤمن أخو المؤمن، يكف عن ضيعته، ويحوط من ورائه"(10).
وقال صلى الله عليه وسلم:" من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا،نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة،ومن يسّر على معسر،يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة،ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخر ة،والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه..."(11).فكل هذه الأدلة ،وغيرها كثير،دليل على سماحة الإسلام،وعلى أنه دين للسلام والمحبّة والألفة،لا كما يدعيه بعض الحاقدين ممن حرموا نعمة الإسلام، أو حرموا فهمه ولم يوفقوا إلى العمل به من أنه يدعو إلى العنف وإلحاق الأذى بالآخرين،فليأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين،وعلى المؤمن أن يجتهد ليحقق ما جاء في هذه الآيات و الأحاديث،يحب الخير لغيره فيحبه غيره له،ويصفح ويعفو عن غيره فيعفو الله عنه.
وقول المسلم عن أخيه أنه يحسده ويكرهه رجما بالغيب من قبيل البهتان، الذي يجب أن يتوب منه، ومن حق صديقك عليك حسن الظن به ،ومعاملته بما تحب أن يعاملك به،وأن تتمنى له التوفيق والهداية والاستقامة والخير كله كما تتمناه لنفسك،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"(12)،وأن تكف عنه أذاك وتصبر عن أذاه وتعفو عن زلاته، لأن من يحاسب أصدقاءه على كل صغيرة و كبيرة،فإنه يأتي عليه وقت ولا يجد في النّاس من يصادقه،هدانا الله لتآلف القلوب وتصافيها و التعاون على البر والتقوى.آمين.

http://www9.0zz0.com/2012/11/17/13/301443279.gif

(1)أخرجه البخاري(5143) ومسلم(2523).
(2):أخرجه البخاري(5025)ومسلم(815).
(3):أخرجه البخاري(2442) ومسلم(2580).
(4): رواه أبو أحمد(5357) ومسلم(2564).
(5):صحيح.أخرجه أبو داود(5004) وكذا أحمد(5/362) أنظر " غاية المرام"(447).
(6):رواه البخاري(6290) ومسلم(2184).
(7):أخرجه الترمذي(2032) و هو صحيح كما في صحيح الجامع(7985).
(8):أخرجه مسلم (2589) وأصحاب السنن وهو صحيح كما في "صحيح الجامع"(86).
(9):أخرجه البخاري(6011) ومسلم(2586).
(10): رواه أبو داود(2/304) وكذا البيهقي في "الشعب"(6/113/7645) والبخاري في "الأدب المفرد"(239) أنظر الصحيحة(926).
(11): رواه مسلم (2699).
(12):أخرجه البخاري(13) ومسلم(45).

"جُوهَرْ"
2012-11-19, 14:42
http://www7.0zz0.com/2012/11/19/13/887628604.gif


س: ما هو حكم لبس خاتم من ذهب للرجال؟
ج: يحرم على الرجال لبس الذهب،لما ثبت من حديث علي رضي الله عنه قال:رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال:"إن هذين حرام على ذكور أمتي"(1)،ولما ورد في حديث ابن عباس :"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه،وقال:"يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده"فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذ خاتمك وانتفع به فقال:"لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم"(2) والله أعلم.

http://www7.0zz0.com/2012/11/19/13/357216928.gif

س:ما حكم إزالة الشعر النابت في الذراعين والساقين وفي أماكن أخرى من جسد المرأة؟
ج:قسم العلماء الشعر حسب الأدلة إلى ثلاثة أقسام:قسم نص الشرع على تحريم أخذه كشعر الحاجبين،وقسم نص الشرع على طلب نزعه كما هو وارد في سنن الفطرة،وقسم سكت عنه فلم يرد دليل على تحريم أخذه ولا طلب أخذه،فهو مما عفى الشرع عنه،كما ثبت في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:"ما سكت عنه فهو عفو"(3)،خاصة إن كان ذلك الشعر النابت في الساقين والذراعين كثيفا ينفر الزوج من زوجته لها أن تنزعه.والله أعلم.
http://www7.0zz0.com/2012/11/19/13/357216928.gif


س: هل الاحتفال بالمولد النبوي جائز أم بدعة؟
ج: إن الاحتفال بالمولد النبوي لا يعني تفجير المفرقعات وإحياء السهرات، مثلما يحدث، وحصول منكرات من اختلاط ولهو وغيرهما، كما أن تلك المفرقعات اقتناؤها فيه إضاعة للمال وتعريض النفس للخطر، والهلاك، ومن المعلوم أن حفظ النفس من الكليات المحفوظة في ديننا الحنيف،وإنما الاحتفال بالمولد يكون بعقد المجالس العلمية،التي تذكر فيها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم،ووجوب الإقتداء به وطاعته،قال الله تعالى:" و أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" سورة آل عمران:132 و لاعتبار سنته صلى الله عليه وسلم هي المصدر الثاني من مصادر التشريع.وعلى هذا الأساس،فإن الاحتفال بالمولد لا يكون في يوم واحد من أيام السنة، بل طيلة أيام السنة.
قال تعالى:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "سورة آل عمران:31.وعلى هذا الأساس فالاحتفال به جائز.

http://www7.0zz0.com/2012/11/19/13/357216928.gif

(1):رواه أبو داود(4057) والترمذي(1/321) والنسائي(2/285) وغيرهم وهو صحيح كما في "صحيح الجامع".
(2):رواه مسلم (2090).
(3):أخرجه الحاكم(2/375) وأخرجه البزار وأورده الهيثمي في "مجمع الزوائد"(7/55) وهو حديث حسن"أنظر غاية المرام"(6).

عبد الرزاق الوهيبي
2012-11-19, 16:02
اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

عديّ
2012-11-19, 16:06
بارك الله فيك

"جُوهَرْ"
2012-11-19, 21:06
جزاكم الله خيرا

مشكور جزاك الله خيرا

اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك على و أبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

بارك الله فيك


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيكم بارك الله ولا شكر على واجب وجزاكم الله بالمثل.

"جُوهَرْ"
2012-11-19, 21:26
http://www11.0zz0.com/2012/11/19/19/414230684.gif

س: ما حكم الاحتفال-ولو بأبسط مظاهره-بعيد الأم؟
ج: الجواب عن هذا السؤال لا يجاوز مثلث المنهج الصحيح:الكتاب والسنّة وهدي السلف الصالح لهذه الأمة.والإسلام دين الله على هذه الأرض،والذي ختم الله به جميع الأديان والرسالات ،شرّف المرأة وكرّمها وأعطاها حقوقها المادية وحقوقها المعنوية،وقد كانت آخر وصية للنبي محمّد صلى الله عليه وسلم وجّهها لأمة الإسلام مشتملة على وجوب الإحسان للنساء وتحريم ظلمهن... فكيف نغض الطرف عن دين الله الحق المتصف بالعدل والإحسان،لنقبل على تشريعات يمليها أعداء هذا الدين من الكفار والمشركين،ومن المعلوم أنه إن غفل النّاس عن أمر واحتقروه ولم يهتموا به خصصوا له يوما ليذكر في المحافل،أو لتعطى فيه زهرة سرعان ما تذبل وينطفئ جمالها،ولنسمع إلى قوله تعالى:" وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا "سورة النساء:19،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خياركم خيارهم لنسائهم"(1)،فلا يكون الرجل فاضلا حتى يكون حسن المعاملة مع أهله،وقال صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى:"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا،خياركم خياركم لنسائهم(خلقا)"(2)،وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم:"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي"(3).
وقال صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع:"اتقوا الله في النساء،فإنّهن عوان عندكم،أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بأمانة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف"(4).
والأم داخلة في عموم هذه النصوص ،وقد خصّت بآيات وأحاديث عظيمة توجب برّها والإحسان إليها والعطف عليها في كل حين وعلى كل حال،وتحرّم عقوقها،ثبت في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال:" يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال"أمك"، قال:"ثم من"؟قال "أمك"،قال ثم من"؟ قال"أبوك"،وفي هذا دليل على عظم حق الأم،بل جعله الله بعد حقه مباشرة حيث قال:" وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"سورة النساء:36.وتخصيص الأم بالبر والمرأة بالإحسان بيوم واحد في السنة،لتعق الأم بعد ذلك وتظلم المرأة ليس من الإسلام في شيء،بل هو من عادات الكفار والمشركين الذي لا يدينون بدين الإسلام،فلم يعرفوا أحكامه وتشريعاته العظيمة التي أعطت لكل ذي حق حقه.فعلى المسلمين أن يتفطنوا ويرجعوا إلى دين الإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه،فلا سبيل إلى النهوض والتقدم والسيادة إلا بالرجوع إلى كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم،قال تعالى:" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"سورة آل عمران:110.وقال تعالى:" وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ "سورة الأعراف:96،غير أنه إن كان الاحتفال خاليا من سلوكيات لا دينية ،وجرت حسب للزيادة في الاحترام والتقدير وللفت الانتباه للغافلين عن مكانة المرأة في المجتمع،فأرجو أن يكون في ذلك متسع.



http://www11.0zz0.com/2012/11/19/19/568039141.gif

(1): رواه أحمد(10107) والترمذي(1162) وهو صحيح كما في الصحيحة(285).
(2) رواه الترمذي(1162) وهو حديث حسن صحيح كما في"الصحيحة"(284).
(3):رواه الترمذي(3895) وهو صحيح.
(4):رواه مسلم(1218).

"جُوهَرْ"
2012-11-19, 21:37
http://www11.0zz0.com/2012/11/19/19/414230684.gif

س:امرأة لها ولدان،تعبت من أجل تربيتهما وتعليمهما،وفي الأخير تركها أحدهما ولم يعد يسأل عنها أو يزورها أو ينفق عليها بل أصبح يؤذيها بكلامه وأفعاله؟
ج:لقد كتبنا كثيرا عن موضوع برّ الوالدين وتحريم عقوقهما،ومن المؤسف حقا أن تظهر هذه التصرفات في مجتمعنا المسلم المتكافل،وهو في الحقيقة موضوع مهم وخطير بدأ في الانتشار والوضوح هذه السنوات الأخيرة،نتيجة لجهل الأبناء بخطورة عقوق والديهم،وإلى هذا،الابن وأمثاله ممن ضلوا إلا أن يتغمدهم الله برحمته ،فيتوبوا قبل فوات الأوان.
بعض الآيات والأحاديث الموجبة لبر الوالدين والمحرّمة لعقوقهما وإيذائهما ولو بأتفه الأمور ككلمة"أف" أو بتصعير الخد لهما-والعياذ بالله-.
إن حق ا لوالدين عظيم،ومنزلتهما عالية في الدين،برهما قرين بالتوحيد،وشكرهما مقرون بشكر الله عزوجل،والإحسان إليهما من أجل الأعمال وأحبّها إلى الله،قال تعالى:" و اعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا "سورة النساء:36.وقال عزوجل:" قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"سورة الأنعام:151،وقال سبحانه:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء:32/24،وقال أيضا:" وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ"سورة لقمان:14.
إن بر الوالدين من محاسن الشريعة الإسلامية،ذلك مع اعتراف بالجميل،وحفظ للفضل،وعنوان على كمال الشريعة وإحاطتها بكافة الحقوق،بخلاف القوانين البشرية التي لا تعرف للوالدين فضلا ولا ترعى لهما حقا،فالمجتمعات الغربية رغم تطورها التكنولوجي إلا أنّها لم تحفظ للأم إلا يوما في السنة أسمته عيد الأم،يقدم لها وردة حمراء سرعان ما تذبل ولا يبقى إلا النسيان والتهميش والعقوق.
أما الإسلام فقد أوجب بر الوالدين وحرّم عقوقهما وجعله كبيرة من الكبائر،قال صلى الله عليه وسلم:"الكبائر،الإشراك بالله،وعقوق الوالدين،وقتل النفس،واليمين الغموس".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال:" يارسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال"أمك"، قال:"ثم من"؟قال "أمك"،قال ثم من"؟ قال"أبوك".فللأم ثلاثة أمثال ما للأب من البّر،وذلك لصعوبة الحمل،ثم الوضع،ثم الرضاع،فهذا تنفرد به الأم وتشقى به،ثم تشاركك الأب في التربية،ومعناه أن الأم تقدّم في الإحسان والعطف،والأب يقدم في الطاعة،وتعس وشقي من أدرك أبويه أو أحدهما ولم يبرهما ولم يحسن إليهما فلن يدخل الجنّة.
http://www11.0zz0.com/2012/11/19/19/568039141.gif

"جُوهَرْ"
2012-11-20, 15:08
http://www2.0zz0.com/2012/11/20/13/896532685.gif

س: امرأة تسأل عن تجسس جارتها عليها وكشف عوراتها للناس حتى لا يخطبوا بناتها؟
ج: إن حق الجار عظيم في الإسلام،وذلك لكونه ملازما للمرء،،يشاركه أفراحه وأقراحه،يعلم أسراره وأخباره،وحتى الأكل يطبخه تصله رائحته،ولو يعلم الناس أهمية الجوار لطبقوا أحكامه ليعيشوا في أمن وسلام،حتى إذا ما سافر المرء علم أنّه ترك جارا أمينا يحفظ أمواله وممتلكاته في غيبته،ومن المؤسف أن نسمع عن العداء الشديد بين الجيران اليوم،حتى أضحى سوء الظن هو الأصل المتعامل به بينهم،فلا تسمع إلّا:"جارتي سحرتني،جاري سرقني،جاري خدعني..."،ولا بأس أن نذكر ببعض النصوص الواردة في الجوار وحقوق وواجبات الجار عسى الله أن يهدي بها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ويصلح بسببها الجيران،قال صلى الله عليه وسلم:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره..."(1)،وقال صلى الله عليه وسلم:"والله لا يؤمن،والله لا يؤمن،والله لا يؤمن،قيل من يا رسول الله؟قال:من لا يأمن جاره بوائقه"(2).
وقال صلى الله عليه وسلم:"مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنّه سيُوَرِثُه"(3)،وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن امرأة تقوم الليل وتصوم النهار وتفعل الخير،ولكنها تؤذي جيرانها بلسانها،فقال:"هي في النّار"(4).وقد أمر الله سبحانه بالإحسان إلى الجار،حيث قال سبحانه:" وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا " سورة النساء:36،وغير ذلك من النصوص الواردة في الجار.
أما التجسس وكشف العورات،فمحرم في الإسلام،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"سورة الحجرات:12 وقال صلى الله عليه وسلم:"ومن تتبع الله عورته فضحه الله ولو في قعر بيته"(5)أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث "من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة"(6).ويجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:"إياكم والظن،فإن الظن أكذب الحديث،ولا تحسسوا،ولا تجسسوا،ولا تنافسوا،ولا تحاسدوا،ولا تباغضوا،ولا تدابروا،وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم،المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره...التقوى ههنا" ويشير إلى صدره"بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم،كل المسلم على المسلم حرام،دمه وعرضه وماله،إن الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"(7).هل بعد هذا بقية من الطمع في النجاة بعد الأذية بالجار،هدانا الله لما يحب ويرضى آمين.
http://www2.0zz0.com/2012/11/20/13/272734299.gif

(1):أخرجه البخاري(10/445) و مسلم(47).
(2): رواه أحمد(4/31) وأخرجه البخاري(4/118)
(3):أخرجه البخاري(6014) ومسلم(2624).
(4) : أخرجه أحمد(9675) والبخاري في الأدب المفرد(124) وغيرهما وهو صحيح كما في "الصحيحة"(90).
(5):رواه أحمد (19776) وأبو داود(4880) وهو حديث صحيح كما في" صحيح الجامع"(7984).
(6):أخرجه أحمد (7467) ومسلم(2699) وأبو داود (1455) وغيرهم وهو صحيح.
(7): رواه مسلم(2564).
http://www2.0zz0.com/2012/11/20/13/272734299.gif

س: ما حكم من قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟
ج: الجواب موجود في قوله تعالى:" وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"سورة النساء:93،فلا كفارة لمن قتل مؤمنا متعمدا إلا التوبة الصادقة والرجوع إلى الله غفار الذنوب.

choayb1987
2012-12-01, 08:44
بارك الله فيك يا اخي

"جُوهَرْ"
2012-12-04, 17:13
http://www4.0zz0.com/2012/12/04/15/302878942.gif

س:كثير من النسوة لا شغل لهن إلا الحديث عن النّاس وعن أمورهم الخاصة في غيبتهم، فماذا يقال لهن ولأمثالهن من الرجال؟
ج: إن حصائد اللسان قد يرفع العبد إلى أعلى الدرجات،وقد يهوي به في أسفل السافلين.عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار إلى فيه وقال:"الصمت إلا من خير،فقال له معاذ:وهل نؤاخذ بما تكلمت به ألسنتنا؟فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذ معاذ،ثم قال:"يا معاذ ثكلتك أمك،وهل يكب النّاس على مناخرهم في جهنم إلاّ ما نطقت به ألسنتهم...فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت عن شر،قولوا خيرا تغنموا واسكتوا عن شر تسلموا"(1).
ومن حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات،وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم"(2).
والغيبة أو ذكرك أخاك بما يكره من أخطر آفات اللسان التي يجب أن يتجنبها المسلم، قال صلى الله عليه وسلم:"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"(3).
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمن قال:"أتدرون ما الغيبة؟قالوا:الله ورسوله أعلم،قال:ذكرك أخاك بما يكره،قيل:أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟قال:إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته،وإن لم يكن فيه فقد بهته"(4).قال النووي في شرح مسلم"بهته":بفتح الهاء مخففة،قلت:فيه البهتان:وهو الباطل.
فالغيبة محرمة قليلها وكثيرها،فعن عائشة رضي الله عنها قالت:"يارسول الله،حسبك من صفية كذا وكذا،قال أحد الرواة تعني قصيرة،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته !"(5).
وعن ابن عمر قال:صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فنادى بصوت رفيع:"يا معشر من آمن بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه،لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم،فإنه من يتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته،ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله"(6).
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم،فقلت:من هؤلاء يا جبريل؟قال:هؤلاء الذين يأكلون لحوم النّاس ويقعون في أعراضهم"(7).
نسأل الله أن تكون هذه الأحاديث سببا في توبة وإقلاع الجميع عن هذا الفعل،لما يترتب عليه من العذاب الشديد يوم القيامة.ومن المؤسف أن الغيبة في زماننا فاكهة لكثير من النساء إلا من رحم ربي وقد قال عز وجل:" وَلا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ"سورة الحجرات:12،ولا يستثنى من تحريم الغيبة إلا ما رجحت مصلحته.والصور المستثناة منها مجموعة في قول الشاعر:
الذمّ ليس بغيبة في ستة...متظلّم ومعرّف ومحذّر
ولمظهر فسقا ومستفت من...طلب الإعانة في إزالة منكر.

http://www4.0zz0.com/2012/12/04/15/794373402.gif

(1):أخرجه الحاكم(4/286-287) وهو صحيح كما في" الصحيحة"(412).
(2):أخرجه البخاري(6477-6478) ومسلم(2988).
(3):أخرجه البخاري(10) ومسلم(41).
(4):رواه مسلم(2589).
(5): رواه أبو داود(4875) والترمذي(2632-2633) وهو صحيح أنظر صحيح الجامع(5140).
(6):رواه الترمذي(2032) وهو حديث حسن كما في "المشكاة"(5044).
(7):رواه أبو داود(4878) أنظر" الصحيحة"(5330).

"جُوهَرْ"
2012-12-04, 17:19
http://www4.0zz0.com/2012/12/04/15/302878942.gif


س:فتاة تسأل عن حكم الشرع في صديقتها التي استأمنتها على سر فلم تكتمه؟
ج:لقد كان حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته يحفظون الأسرار ويكتمونها وفاءً لمن استأمنهم،بل جعل صلى الله عليه وسلم خيانة الأمانة علامة على النفاق،ولقد اعتبر سلفنا الصالح من فتح بابه لصديقه مستأمنا له على سره،ومن المؤسف أن نسمع عن عمليات سرقة وخيانة وفضيحة لبعضهم من طرف أقرب الناس إليهم.
روى مسلم في صحيحه عن ثابت عن أنس رضي الله عنه قال:"أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان،فسلّم علينا فبعثني في حاجة فأبطأت على أمي،فلما جئت قالت:ما حبسك؟فقلت بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة،قالت:ما حاجته؟ قلت:إنها سر، قالت:لا تخبرن بسر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، قال أنس:والله لو حدّثت به أحدا لحدّثتك به يا ثابت" (1).
وفي البخاري عن عبد الله بن عمر أن عمر حين تأيمت حفصة قال:"لقيت عثمان بن عفان فعرضت عليه حفصة،فقلت:إن شئت أنكحتك حفصة بن عمر،قال :سأنظر في أمري،فلبثت ليالي ثم لقيني،فقال:قد بدا لي ألاّ أتزوج يومي هذا،فلقيت أبا بكر الصديق،فقلت :إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر،فصمت أبو بكر فلم يرجع إليّ شيئا،فكنت عليه أوجد مني على عثمان،فلبثت ليالي ثم خطبها النبي صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه،فلقيني أبو بكر،فقال: لعلك وجدت عليّ حين عرضت عليّ حفصة فلم أرجع إليك شيئا؟فقلت،نعم،قال:فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليّ إلا أني كنت علمت أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكرها،فلم أكن لأفشي سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم"(2).فهذه الأدلة تدل على مدى حرص الصحابة على كتم الأسرار فيها دليل على تحريم الخيانة والغدر كما ذكرنا،وأعظم من ذلك خطرا إفشاء الأسرار الزوجية،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنّ شر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرّها"(3).
وبعض الناس لا يبقي لنفسه في صدره سرا، فليس كل ما يعرف يقال، وقد صدق من قال:
واحفر لسرّك في فؤادك ملحدا..وادفنه في الأحشاء أي دفان
إن الصديق مع العدو كلاهما..في السر عند أولي النهى شكلان.
http://www4.0zz0.com/2012/12/04/15/794373402.gif

(1):رواه البخاري(6289) ورواه مسلم(2482).
(2):رواه البخاري(5122).
(3):رواه مسلم(1437).

choayb1987
2012-12-06, 18:58
بارك الله فيك

"جُوهَرْ"
2012-12-08, 16:20
بارك الله فيك يا اخي

بارك الله فيك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله أخي.

"جُوهَرْ"
2012-12-08, 16:30
http://www9.0zz0.com/2012/12/08/14/639239226.gif

س:بعض الشباب وقعوا في شراك أعداء الدين حين سحروا أعينهم وقلوبهم بعقولهم.فبعضهم للأسف لا يفكر إلا بعقولهم ولا يتكلم إلا بحديثهم بل تعدى الأمر إلى طريقة اللباس...فماذا يقال لهم؟
ج: لقد حذّر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم من تقليد أعداء الدين من اليهود والنصارى والمجوس والمشركين ومن التشبه بهم حيث قال:"لتتبعن سنن من كان من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم،قلنا:يا رسول الله اليهود والنصارى،قال:فمن؟"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم:"من تشبه بقوم فهو منهم"(2).وسنذكر بعض الأدلة التي ورد فيها النهي عن التقليد الأعمى لأعداء الدين في مختلف الجوانب، قال صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو حينما رأى عليه ثوبين معصفرين قال:"إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها"(3).
وروى ابن أبي عاصم بسند صحيح عن معاوية رضي الله عنه قال:"إن تسوية القبور من السنن وقد وقعت اليهود والنصارى فلا تتشبهوا بهم" .
وجاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"(4).
وقال صلى الله عليه وسلم:"فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر"(5).
ولقدحان الوقت ليكسر المسلمون قيد التبعية لغيرهم، فهم أعزة بالإسلام وبالقرآن، شرّفهم الله بدين الإسلام...ومن الضلال والشقاء أن يترك المسلم عقيدته وأحكام دينه ليلتبس بعقيدة اليهود والنصارى وبعاداتهم وتقاليدهم، وبالفرح والاحتفال في أعيادهم ومواسمهم...فإنا لله وأنا إليه راجعون.
نسأل الله أن يحيينا مسلمين وأن يميتان مسلمين وأن يحشرنا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم،وأن يجنبنا طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين.آمين.


http://www9.0zz0.com/2012/12/08/14/930974765.gif

(1): أخرجه البخاري(3456) ومسلم(2669)
(2): رواه أحمد(6931) وأبو داود(4031) وهو حسن صحيح أنظر"الإرواء"(1269).
(3):أخرجه مسلم.
(4):أخرجه البخاري(437) ومسلم(530).
(5): أخرجه مسلم(1096).


http://www9.0zz0.com/2012/12/08/14/930974765.gif

س:رجل يسأل عن حكم صبغ الشعر بالنسبة للرجال؟
ج: يستحب صبغ الشيب بغير اللون الأسود للرجال والنساء عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:"غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد"*، أما إن كان الشعر خاليا من الشيب فتركه على خلقته ووضعه أولى.

http://www9.0zz0.com/2012/12/08/14/930974765.gif
*: أخرجه مسلم(6/155) وكذا أبو داود(4204).

"جُوهَرْ"
2012-12-14, 15:43
http://www12.0zz0.com/2012/12/14/14/344560501.gif



س:شخص يريد أن يوجه نصيحة من خلال الجريدة إلى جاره الذي يسيء معاملة والديه ويسبّهما ويؤذيهما بمختلف الأشكال؟
ج:في الحقيقة لقد أجبنا على هذا السؤال مرات عديدة، ونحمد الله تعالى أن معظم الجزائريين يدركون عظمة منزلة الوالدين ويعملون على برّهما والابتعاد عما يغضبهما،إلّا فئة حكمت على نفسها بالشقاء والحرمان لمّا خالفت أوامر الله تعالى،فعقت الوالدين وعصتهما وأغضبتهما.
نخاطب كل من عصى أباه وأمه،نخاطب كل من رمى بوالديه أو بأحدهما إلى بيت من بيوت العجزة،نخاطب كل من أغضب والديه أو أحدهما ولو في أبسط وأحقر الأمور،نخاطب كل من هجر والديه لأنهما أساءا إليه،نخاطب كل هؤلاء بما خاطبنا به جميعا سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم،وقد قال الله تعالى:" وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"سورة الذاريات:55،تنفع من كان له قلب حي أو ألقى بصره إلى هذه النصوص وهو شهيد.
من منا لا يحفظ قوله تعالى:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء 23/24،الصغير والكبير يحفظهما ويعلم أنا التأفف وهو أدنى مراتب السخط يعتبر عقوقا محرما،فكيف بسبّهما وشتمهما وعدم طاعتهما وقطيعتهما؟ !!
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنّة".رواه مسلم.
وقد مرّ هذه الأيام ما يسمى بعيد الأم وهو يوم جعل لتذكر الأم بوردة أو قبلة أو هدية.
إن الإسلام أوجب علينا البر بآبائنا وأمهاتنا في كل لحظة وفي كل حين و في كل حال، وأوجب علينا الإحسان إلى الأمهات بصفة خاصة،وليس من البر أن تهدي أمك وردة في ذلك اليوم ثم تعصيها ولا تطيع أمرها في سائر أيام السنة،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" يارسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟"قال:"أمك"،قال:ثم من"؟قال"أمك"، قال:"ثم من"؟قال "أمك"، قال ثم من"؟ قال "أبوك".رواه البخاري ومسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت:من هذا؟قالوا: حارثة ابن النعمان،كذلكم البر،كذلكم البر" وفي رواية"وكان أبر الناس بأمه"*
فالأم أحق الناس بإحسانك وعطفك،ولا نجد أفضل مصوّر لمعاناة الأم وتعبها من أجل راحة ابنها وسعادته مما ذكر في القرآن الكريم،قال تعالى:" وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا"سورة الأحقاف:15.فمن تعب الحمل،إلى تعب الوضع،إلى تعب الإرضاع والتربية،فمهما فعل العبد من الإحسان فلن يوفي حقها أو حق أبيه،فلنحرص جميعا على إرضاء والدينا.
كما نوجه كلمة إلى الآباء، فمن عادة الإنسان حين يكبر أن يقلق ويغضب لأبسط الأمور، فعليهم أن يصفحوا وأن يلتمسوا الأعذار لأبنائهم وأن ينصحوهم وأن يدعوا لهم بالخير وبالتوفيق وبالنجاح وبالهداية والاستقامة على دين الله.


http://www12.0zz0.com/2012/12/14/14/204483929.jpg

*أخرجه الحاكم( 3/208) والحميدي(1/136/285) وهو عند أحمد بنحوه وهو صحيح كما في "الصحيحة"(913).

"جُوهَرْ"
2012-12-14, 15:49
http://www12.0zz0.com/2012/12/14/14/344560501.gif


س:ابن يشتكي من أبيه الذي يطالبه دوما بالمال،ويأخذ منه أحيانا دون علمه؟
ج:إن منزلة الوالدين عظيمة جدا عند الله سبحانه وتعالى،وقد اعتبر برهما سببا في دخول الجنّة،وعقوقهما كبيرة من الكبائر،وقد فصلنا في هذا الموضوع فيما سبق لأهميته،ولظهور بعض الحالات الشاذة في مجتمعنا الجزائري،مما يفسر ميلاد دور لم تعهد من قبل هي دور العجزة،وفي الحقيقة:تلك الدور تأوي آباء لهم أبناء وذرية،وإلى الله المشتكى. وقد قال الله جلا جلاله في محكم التنزيل: " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"سورة الإسراء 23/24،فعلى الابن البار أن يحسن إلى والديه وأن يطيعهما فيما ليس بمعصية،وأن ينفق عليهما بحيث لا يتركهما في حاجة وفقر حتى يمدا أيديهما إليه.
أما عن استفسار هذا البن،فجوابه هو جواب رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن شكاه أباه الذي يأخذ من ماله،فعن عبد الله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال:"يا رسول الله إن لي مالا وولدا،وإن أبي يحتاج مالي،فقال:"أنت ومالك لأبيك،إن أولادكم من أطيب ما كسبتم فكلوا من كسب أولادكم".(1)
وقال صلى الله عليه وسلم:"إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم"(2)

وقد روى القرطبي رحمه الله حادثة مؤثرة حقا،إسنادها متصل وهي رواية صحيحة،نذكرها في هذا المقام عسى الله أن ينفع بها السائل وكل ابن،فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:"جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا رسول الله إن أبي أخذ مالي ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"فأتني بأبيك،فنزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"إن الله يقرئك السلام ويقول لك:"إذا جاء الشيخ فسأله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه،فلما جاء الشيخ قال له النبي صلى الله عليه وسلم:"ما بال ابنك يشكوك؟أتريد أن تأخذ ماله؟فقال:سله يا رسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسي،فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إيه،دعنا من هذا،أخبرني عن شيء قلته في نفسك ما سمعته أذناك،فقال الشيخ:"والله يا رسول الله،مازال الله عزوجل يزيدنا بك يقينا،لقد قلت في نفسي شيئا ما سمعته أذناي،قال:قل وأنا أسمع،قال:قلت:
غدوتك مولودا ومُنتُك يافعا...تعلّ بما أجني عليك وتنهل
تخاف الردى نفسي عليك وإنها...لتعلم أن الموت وقت مؤ جل
فلما بلغت السن والغاية التي...إليها مدى ما كنت فيك أؤمّل
جعلت جزائي غِلظة وفظاظة...كأنك أنت المنعم المتفضّل
فليتك إذا لم ترع حق أبوّتي... فعلت كما الجار المصاحب يفعل
فأوليتني حق الجوار ولم تكن...عليّ بمال دون مالك تبخل.
قال:فحينئذ أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال:"أنت ومالك لأبيك(3).

http://www12.0zz0.com/2012/12/14/14/204483929.jpg


(1):أخرجه أبو داود(3530) وابن ماجة(2293) وأحمد(2/214) وهو صحيح أنظر"المشكاة"(3354).
(2):رواه الترمذي(1358) والنسائي(4449) وابن ماجة(2137) والبخاري في التاريخ الكبير(1/301) وهو صحيح أنظر "الإرواء"(1626).
(3):أخرجه الطبراني في "المعجم الصغير"ص195 وغيره وهو صحيح كمافي "الإرواء"(3/324).

"جُوهَرْ"
2012-12-15, 19:03
http://www13.0zz0.com/2012/12/15/17/101261724.gif



س: مجموعة من الرجال يسألون عن حكم سرقتهم لدجاجة حينما كانوا صغارا بسبب الجوع، وهم الآن يدركون خطأهم فما الحكم؟
ج: إذا كانوا بالغين سن التكليف حينما أخذوها، فعليهم أن يخبروا اليوم عن مالكة الدجاجة، فإن توفيت أخبروا أولادها أو ورثتها، وإن طالبوهم بالتعويض عوّضوا وإلاّ فلا حرج، وليدعوا لصاحبها بالرحمة والمغفرة ويستغفروا لأنفسهم والله غفور رحيم.


http://www13.0zz0.com/2012/12/15/17/271381772.gif


س:أسئلة كثيرة ترد من أشخاص يقولون أنهم رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوصيهم،أو يذكر لهم أحكاما شرعية،أو غير ذلك؟
ج:ليس من قال أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه يكون قد رآه حقا وإنما من رآه بأوصافه وصورته الثابتة بالنقل الصحيح وهو الذي يكون قد رآه حقا،مصداقا لما جاء في الحديث الصحيح:"من رآني في المنام فقد رآني حقا،فإن الشيطان لا يتمثل بي"1،ولما جاء في الحديث المتفق عليه:"من رآني فقد رأى الحق،فإن الشيطان لا يتزيا بي"(2).فمن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير أوصافه كأن رآه طويلا جدا أو قصيرا أو شديد السمرة أو رأى لحيته بيضاء كلها بالشيب،فإنه لم ير النبي صلى الله عليه وسلم حقا.
"فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجها وأحسنهم خلقا،ليس بالطويل البائن ولا القصير".(3)
"وكان صلى الله عليه وسلم أبيض مليح الوجه"(4)،"وكان وجهه مثل الشمس والقمر وكان مستديرا"(5).
"وكان صلى الله عليه وسلم مربوعا-أي ليس بالطويل ولا القصير-،عريض ما بين المنكبين،كثّ اللحية،تعلوه حمرة،جمّته إلى شحمة أذنيه،أي شعره يصل إلى شحمة أذنيه"(6).
"وكان صلى الله عليه وسلم لا يضحك إلاّ تبسّما وكنت إذا نظرت إليه قلت أكحل العينين وليس بأكحل"(7).
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:"ما رأيت رسول الله مستجمعا قط ضاحكا حتى أرى منه لهواته،إنما كان ضحكه التبسم"(8).هذه بعض أوصافه صلى الله عليه وسلم الثابتة في الأحاديث الصحيحة،فمن رأى في منامه رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأوصاف لا بغيرها فقد رآه حقا،وهي بشرى طيّبة للعبد المؤمن الصالح الذي يطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبعه ويشتاق إلى لقائه.
أما مسألة التشريع الجديد في الرؤى والأحلام فهذا مخالف لنص الكتاب الذي جاء فيه:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا "سورة المائدة الآية:03،وقد ذكر العلماء أن الرؤيا لا يؤخذ منها الأحكام،والله أعلم.


http://www13.0zz0.com/2012/12/15/17/271381772.gif

(1):رواه البخاري(6994) ومسلم(2264)
(2):أخرجه البخاري(6996) ومسلم(1261).
(3):أخرجه البخاري(3549) ومسلم (2337).
(4):رواه مسلم (2340)
(5):رواه مسلم (2344).
(6):رواه البخاري بنحوه(3551).
(7):أخرجه أحمد(20917) والترمذي في السنن(3645) وفي الشمائل(226) وهو صحيح كما في "صحيح الجامع"(4861).
(8):رواه البخاري(4828).
http://www13.0zz0.com/2012/12/15/17/271381772.gif

س:ما حكم تطويل الأظافر؟
ج: عن أنس رضي الله عنه قال:"وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترك شيئا من ذلك أكثر من أربعين ليلة"(1)،وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"الفطرة خمس:"الختان،والاستحداد،وقص الشارب،ونتف الإبط وتقليم الأظافر"(2).
فتقليم الأظافر من سنن الفطرة،وقد وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين يوما،وقد اعتبر بعض العلماء أن من تجاوز هذه المدة آثم،ولا شك أن في تطويل الأظافر تشبها بالبهائم والكافرات،وهو أيضا مما يجمع الأوساخ والجراثيم،والله أعلم.
http://www13.0zz0.com/2012/12/15/17/271381772.gif
(1): رواه مسلم (257) وغيره.
(2):أخرجه البخاري(5891) ومسلم(257).

هاله ابو زيد
2012-12-17, 17:14
مشكووووووووووووووووووووووور

عبد الرزاق الوهيبي
2012-12-17, 21:43
بارك الله فيك

"جُوهَرْ"
2012-12-21, 14:45
http://www13.0zz0.com/2012/12/15/17/101261724.gif


س: شخص يسأل ويقول متى أبدأ في تعليم أولادي واجبات الدين وأصوله؟
ج: لقد ورد في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته"(1)، فالوالدان مسؤولان عن تربية الأولاد تربية سليمة تقوم على تعليمهم أصول الاعتقاد وواجبات
الدين والآداب والأخلاق الحسنة،وينهاهم عن المحرمات وعن كل شر ورذيلة.ويبدأ تعليم الأولاد عند بلوغهم سن التمييز لقوله صلى الله عليه وسلم:"مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرّقوا بينهم في المضاجع"(2).
فيؤمر الوالدان حينها بتعليمهم وتربيتهم على الخير،فيعلمونهم القرآن وما تيسر من الأحاديث،ويعلمونهم الأحكام الشرعية التي تناسب أعمارهم كتعليمهم الوضوء والصلاة،وأذكار النوم والاستيقاظ والأكل والشرب،وينهونهم عن الكذب ،والغيبة ،والنميمة وغيرها...وبذلك ينشأ الأولاد على فعل الخير وترك الشر منذ الصغر.
وانظر إلى ابن أبي زيد القيرواني المالكي في رسالته المعروفة فقد ألفها استجابة لأحد الشيوخ المعلمين حتى يجعلها مقررا في العقيدة والفقه في تعليم الأطفال الصغار الملتحقين بكتابه،ولو تطلع عليها الآن لوجدتها صعبة الفهم والإدراك على الكبار،وذلك لأن السلف الصالح علموا أن إصلاح المجتمع مرهون بصلاح جميع أفراده،والصغار هم أمل كل مجتمع.

http://www14.0zz0.com/2012/11/15/17/690329851.gif

(1): أخرجه البخاري(893) ومسلم(1829).
(2): أخرجه أحمد(2/187) وأبو داود(495،496) واللفظ وغيرهما وهو حديث صحيح أنظر"الإرواء"(247).

"جُوهَرْ"
2012-12-22, 16:41
http://www2.0zz0.com/2012/11/20/13/896532685.gif



س: شخص اقترف العديد من المعاصي والكبائر، خاصة في أيام دراسته الجامعية مع زميلاته، وهو نادم اليوم ويخشى أن لا يقبل الله توبته؟
ج: إن العلم سلاح ونور في درب المؤمن،يرفع الله به الذين آمنوا واتخذوه وسيلة لتحقيق العبودية لله عز وجل،قال تعالى:" يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ"سورة المجادلة:11،فطلب العلم نعمة منه سبحانه على خاصة عباده المتقين والورعين،ومن المؤسف أن لا يعرف شبابنا اليوم قدر هذه النعمة فتراهم يعبثون فسادا ويقترفون ما من شأنه أن يحطهم ويضع من شأنهم...إلا أن باب التوبة مفتوح ما لم يغرغر وما لم تشرق الشمس من مغربها،قال سبحانه:" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ"سورة الزمر:53،فإذا تاب العبد توبة صادقة نصوحا فإن الله تعالى يبدل سيئاته حسنات،يقول الله تعالى:" وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا*وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا"سورة الفرقان الآيات:68-69-70-71.
وشروط التوبة الصادقة هي:
الإخلاص:بأن يبتغي العبد بتوبته مرضاة الله تعالى، لا رياء فيها ولا طلب شهوة أو سمعة،والعمل الذي لا يكون خالصا فإن الله لا يقبله،قال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي:"أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه أحدا غيري تركته وشركه"(*).
الندم على ما فعله من الذنب والإقرار بأنه كان مخطئا فيستغفر الله ويطلب عفوه.والإقلاع عن الذنب وعدم الإصرار على اقترافه إذ لا توبة لمن يزعم الندم، والرجوع إلى الله وهو مصر على الوقوع في الخطأ نفسه.
العزم على ألا يعود إلى المعصية في المستقبل، وأن تكون التوبة قبل الغرغرة وقبل طلوع الشمس من مغربها، قال تعالى:" وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"سورة النساء:18.

http://www14.0zz0.com/2012/11/15/20/292508992.gif

(*):أخرجه مسلم (2985).

"جُوهَرْ"
2012-12-23, 13:05
http://www14.0zz0.com/2012/12/08/13/353918537.gif


س: شخص يتصف بالشدة في دعوته إلى دين الله عزوجل،فتراه مع أهله قاسيا عليهم شديدا معهم إن وقعوا في مخالفة شرعية؟
ج:قال عزوجل:" كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ"سورة آل عمران:110،وقال سبحانه:" وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"سورة التوبة:71.
وقال صلى الله عليه وسلم:"من رأى منكم منكرا فليغيّره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان"(1).
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب عظيم تترتب عليه مصالح مهمة، بتحقيقه تصلح الأمة ويكثر فيها الخير،وتظهر فيها الفضائل،ويتعاون أفرادها على الخير وعلى محاربة الرذائل والمعاصي والمنكرات،إلا أن هذا الواجب الكفائي له مراتب وله شروط ينبغي أن تعلم حتى يكون فعلا وسيلة للإصلاح لا للإفساد.
المرتبة الأولى:الإنكار باليد، وذلك لمن كان قادرا عليه كالحاكم أو من يوكل إليه ذلك، وهكذا المؤمن مع أهله وولده.
أما أن يتصدى العبد لهذا النوع من الإنكار مع عامة الناس، وهو ممن ليست لهم القدرة عليه فمخالف للشرع.
المرتبة الثانية: باللسان، ويشترط فيه المعاملة باللين والرفق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله يحب الرفق في الأمر كله"(2)، وقال:"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه"(3).
وجاء جماعة من اليهود فدخلوا عليه فصلى الله عليه وسلم فقالوا:"السام عليكم يا محمد"-يعنون الموت-فسمعتهم عائشة رضي الله عنها قالت: عليكم السام واللعنة، وفي لفظ آخر"ولعنكم الله وغضب عليكم"،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مهلا يا عائشة،إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كلّه،قالت:ألم تسمع ما قالوا؟قال:ألم تسمعي ما قلت لهم؟قلت لهم:وعليكم، فإنه يستجاب لنا فيهم ولا يستجاب لهم فينا"(4).وقال عزوجل:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"سورة النحل:125.
المرتبة الثالثة:الإنكار بالقلب، وذلك لكل مؤمن، وينبغي الإخلاص في هذا كلّه، والحذر الرياء وطلب السمعة، فعن أسامة بن زيد رضي الله عن النبي رضي الله عنه قال:"يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان مالك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنه عن المنكر ؟ فيقول:بلى، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه"(5)،فهذا حال من خالف قوله فعله،تسعّر له النار ويفضح على رؤوس الأشهاد.
فعلى جميع أفراد المجتمع من رئيس ومرؤوس أن لا يغفلوا عن هذا الواجب،وإلا ساد الظلم وعمّ الفساد البلاد والعباد،وقد قال عزوجل في حق بني إسرائيل لما فرّطوا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأضاعوه :" لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ* كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ"سورة المائدة:78/79.

http://www14.0zz0.com/2012/12/08/13/170387278.gif

(1):أخرجه مسلم(49).
(2):أخرجه البخاري(6024) ومسلم(2165).
(3):أخرجه مسلم(2594)
(4):أخرجه البخاري ومسلم.
(5):أخرجه البخاري(3267)ومسلم(2989).

"جُوهَرْ"
2012-12-24, 11:47
http://www14.0zz0.com/2012/12/08/13/353918537.gif


س:هل تصح التوبة من كل الذنوب حتى الصغيرة منها وكيف يكون ذلك؟
ج:من نعم الله عزوجل على المؤمنين ومن رحمته بهم أن جعل التوبة مكفرة للذنوب في الدنيا قبل الموت،وهي واجبة على الفور قال صلى الله عليه وسلم:"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون".(1)
وقال صلى الله عليه وسلم:" لو لم تذنبوا لذهب بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون الله فيغفر لهم"(2)،ولكن المشكلة في الإصرار على الذنب وتأخير التوبة،قال الله تعالى:" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا"سورة النساء:17.
كما أن التوبة تصح من كل الذنوب وهي ممكنة حتى تطلع الشمس من مغربها، أو تغرغر الروح في سكرات الموت،وجزاء التائب إن كان صادقا في توبته أن تبدل سيئاته حسنات إن كثرت وإن كبرت،فلا كبيرة مع استغفار ولا صغيرة مع إصرار.
قال تعالى:" وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا*إلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا*وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا"سورة الفرقان:68-69-70-71.


http://www14.0zz0.com/2012/12/08/13/170387278.gif

(1): أخرجه الترمذي(2499) وابن ماجة(4251) وغيرهما وهو حديث حسن انظر"صحيح الجامع"(4515).

(2):رواه مسلم(2749).

لينة داعية الرحمان
2012-12-24, 15:15
الشكر الجزيل لك اخي على هذه الفتاوى المقدمة من طرف شيخنا حفظه الله
انه حقا من اكثر الائمة قوة في المناظرات و الفتاوى
شكرا جزيلا لك مجددا

"جُوهَرْ"
2012-12-26, 17:22
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif



س: بعض الأشخاص يصدّقون كل ما ينقله لهم من لا شغل لهم إلا نقل الأخبار الخاصة بغيرهم؟
ج: إن الإسلام جاء لجمع قلوب المؤمنين ويجعلهم متحدين متفقين ونهاهم عن التفرق والاختلاف،فنهى عن كل ما يؤدي إليهما قال الله تعالى: "وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا" سورة آل عمران:103.
وعلى هؤلاء الأشخاص أن يتبينوا قبل أن يصدقوا كل ما ينقل إليهم قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"سورة الحجرات:06،فقد يوقع ذاك النقل وذاك التصديق دون تثبت أو تبين الشكوك وسوء الظن والاختلاف.
ثم إن الذي يشتغل بنقل الأخبار بين الناس عن غيرهم يكون نماما مغتابا والنميمة والغيبة محرمتان،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:"قيل يا رسول الله ما الغيبة؟قال:"ذكرك أخاك بما تكره"قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول"قال صلى الله عليه وسلم"إن كان في أخيك ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته"(1)،والأولى أن تبين العيوب والأخطاء المخالفة للشرع عن طريق النصيحة فقد قال صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة ثلاثا،قلنا لمن يا رسول الله؟قال:لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"(2).
ومسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مسألة عظيمة يتهاون فيها كثير من الناس،فبتلك الحجة يجرحون في الأشخاص والعلماء ويتناقلون الأخبار الخاطئة والصحيحة للإيقاع بينهم،وما علموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له شروط وقواعد وقد ألف العلماء فيها كتبا،فلا بد للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر من علم وحلم وصبر،قال الله تعالى:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"سورة النحل:125، وقال أيضا:" قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"سورة يوسف:108،والبصيرة هي العلم.
والدين الإسلامي أولى قضية المصالح والمفاسد أهمية فجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متعلقا بجلب المصالح ودرء المفاسد، وفي السنة أمثلة كثيرة عن ذلك لا يسع المقام لذكرها.
هذا ليتفطن بعض الجهلة إلى ضرورة العلم قبل الغوص في أي أمر أو مسألة.


http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif

(1):أخرجه الترمذي(1934) وأبو داود(4874) وهو حديث صحيح.
(2):أخرجه البخاري (57) ومسلم(56).

"جُوهَرْ"
2012-12-26, 17:26
الشكر الجزيل لك اخي على هذه الفتاوى المقدمة من طرف شيخنا حفظه الله
انه حقا من اكثر الائمة قوة في المناظرات و الفتاوى
شكرا جزيلا لك مجددا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شكر على واجب أخي .
مشكووووووووووووووووووووووور
لا شكر على واجب.
بارك الله فيك

وفيك بارك الله.

حسن بدر الدين
2013-01-01, 21:09
جزاكم الله خيرا

"جُوهَرْ"
2013-01-08, 13:44
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif



س: يوجد إخوة أشقاء حدثت بينهم مشاكل بسبب الميراث وقطعة أرض فأدت إلى المشاحنة بينهم فلم يعد أحدهم يكلّم ويزوره؟
ج: إن من أعظم نعم الله تعالى على العباد أن أكرهم بنعمة الأسرة والأهل والأقارب،فتجد الواحد منّا محفوفا بإخوته وأخواته ووالديه وجدّه وجدّته وعمّه وعمّته...ينشأون مع بعض في طاعة الله تعالى،يواسي بعضهم بعضا عند الأحزان ويساعد الواحد أخاه عند المصائب،ويشارك بعضا الأفراح فيفرح الجميع،لأن القلوب مجتمعة والأجساد مرتبطة برابطة الدم.
ومن المؤسف جدا أن نسمع في مجتمعنا الإسلامي الموحد بأسر متشتتة وإخوة متناحرين فيما بينهم،فلا يصل الأخ أخاه وأخته بسبب أمر عادي دنيوي حقير لا يساوي شيئا أمام منزلة الأخوة الحقّة،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الرحم معلّقة بالعرش تقول:من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله"(1).
وليعلم الجميع أن صلة الرحم سبب لجلب الرزق وطول العمر،حيث قال صلى الله عليه وسلم:"من سرّه أن يبسط له في رزقه،وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه"(2).
وقد أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال:"إني أذنبت ذنبا عظيما، فهل لي من توبة؟فقال: هل لك من أم؟قال:لا،قال:فهل لك من خالة؟قال:نعم،قال:فبرّها"(3).
وقال صلى الله عليه وسلم أيضا:"الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان:صدقة وصلة"(4).
وصلة الرحم لا يشترط فيها أن تكون دائما إحسانا بالمال، بل تكون بالخدمة، وتكون بالزيارة وتكون بمجرد السلام، فقد ثبت في الصحيح، الذي رواه البراز أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"بلوا أرحامكم ولو بالسلام"(5).
فلنبادر جميعا إلى صلة الأرحام،وليبادر كل من قطع رحمه(أبواه وإخوته أو أخواله أو أعمامه وغيرهم)إلى صلتهم ولو قطعوه،فأعلى درجات صلة الرحم أن تصل من قطعك من رحمك،قال صلى الله عليه وسلم:"ليس الواصل بالمكافئ،ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها"(6).
وكفى مرغبا في صلة ما ذكرناه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكفى مرهبا من قطع الرحم قوله تعالى:"لا يدخل الجنّة قاطع رحم"(7).
وقوله صلى الله عليه وسلم:"إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم"(8).
وغيرها من الأحاديث، فلينتبه من الغفلة وليتفطّن قبل فوات الأوان، والله الموفق.

http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif

(1):أخرجه البخاري(5989) ومسلم(2555).
(2):أخرجه البخاري(2067) ومسلم(2557).
(3):رواه الترمذي (1904)،وابن حبّان،وهو صحيح كما في "الترغيب"(2/658).
(4)رواه أحمد (16233) والترمذي (1515) وغيرهما،وهو حديث صحيح كما في" صحيح الجامع"(3858).
(5):أخرجه ابن حبّان في "الثقات"(1/75) وأخرجه الطبراني كما في"المنتقى منه"(4/4/1) وهو حديث حسن بمجموع طرقه أنظر"صحيح الجامع" (2838).
(6)أخرجه البخاري (5991).
(7):أخرجه البخاري (5984) ومسلم(2556).
(8): رواه أحمد (10272)وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد"(61) وهو ضعيف كما في "الإرواء"(931).

"جُوهَرْ"
2013-01-08, 13:50
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif


س:يشاهد عدد من الرجال يلبسون الذهب، فما حكم ذلك؟
ج: قال تعالى:" وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"سورة الحشر:07،إذن يجب طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واتباع أوامره واجتناب نواهيه،قال سبحانه:"قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ"سورة آل عمران:32،والرسول صلى الله عليه وسلم نهى الرجال عن لبس الذهب،جاء عن حديث علي رضي الله عنه قال:رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حريرا فجعله في يمينه وأخذ ذهبا فجعله في شماله ثم قال:"إن هذين حرام على ذكور أمتي"(1)،وكذا حديث ابن عباس رضي الله عنه،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل فنزعه وطرحه وقال:"يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيطرحها في يده"،فقيل للرجل بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذ خاتمك وانتفع به"،فقال:"لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم" (2).فلبس الذهب للرجال محرّم،وعلى من فعل ذلك التوبة ونزعه حتى يتوب الله تعالى عليه.

http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif


(1): أخرجه الترمذي(1/361) وأبو داود (4057) والنسائي(2/258) وهو صحيح كما في"الإرواء"(277).
(2):رواه مسلم (2090).

"جُوهَرْ"
2013-01-08, 13:58
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif


س:ماذا يقال لإمرأة تتجسس على جيرانها من ثقوب في أبواب بيوتهم؟
ج: إن الإسلام عقيدة وشريعة وآداب،فلا يكمل إسلام المرء إن انتفى لديه عنصر الأدب في كلّ معاملة وتصرّف،ومما ينبغي أن تعلم آدابه فيطبّق ويراعى:الاستئذان،وإن من آدابه عدم النظر من ثقب الباب أو من خلال فتحاته،وهذا ما يفعله بعض النّاس أولوا النظرات الفضولية الذين يرمون بأبصارهم يمينا ويسارا من غير حياء يحاولون أن تقع أعينهم على ما في البيت في غفلة من صاحب الدّار،فمثل هؤلاء يجب أن لا يؤذن لهم،فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا دخل البصر فلا إذن له"(1).
وعن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه قال:"من ملأ عينيه من قاعة بيت قبل أن يؤذن له فقد فسق".وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:"اطلّع رجل في جحر في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم مدرى يحك به رأسه،فلّما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لو أعلم أنك تنتظرني لطعنت به في عينيك،إنما جعل الإذن من أجل البصر"(2).
ولأهمية وخطورة أمر الاستئذان في استقرار المجتمع والحفاظ على الأمن والنظام فيه،ذكر الله تعالى في كتابه بعضا من آدابه في سورة النور حيث قال سبحانه:" فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ*لَّيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ*قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"سورة النور28/29/30.
كما أن الإسلام حرّم التجسس والتطلع لمعرفة أسرار النّاس وأمورهم الخاصة دون إذنهم وعلمهم ورضاهم، قال تعالى:"وَ لَا تَجَسَّسُوا" سورة الحجرات:12.

http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif
(1):رواه أبو داود(5173) وهو ضعيف،أنظر "الضعيفة")2586).
(2):أخرجه البخاري(5924) ومسلم(2156).

"جُوهَرْ"
2013-01-09, 20:30
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif


س: فتاة تسأل عن حكم النظر باهتمام إلى المسلسلات المد بلجة ؟
ج: قال تعالى:" قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ* وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ"سورة النور:30/31.أمر الله تعالى عباده المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عما حرم الله،لأنه سبب ووسيلة إلى حفظ الفرج،وإن كل ما أدى إلى الحرام فهو حرام،قال تعالى:" وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى"سورة الإسراء:32 من باب سد الذرائع...
فالنظر إلى تلكم المسلسلات يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة عياذا بالله،لأن الممثلين فيها والقائمين عليها أناس لا يدينون بدين الإسلام،ويحاولون بث عقيدتهم وعاداتهم وأحكامهم المناهضة لشريعة الإسلام ولعادات المسلمين من خلال تلك المسلسلات.ومن المؤسف أن تجد المسلم أو المسلمة يحب هؤلاء الكفار ويتشبّه بهم في لباسهم الذي لا يقبله الشرع ولا العرف ولا تستسيغه الفطرة السوية،أو في كلامهم وحتى في طريقة مشيهم،وقد نسوا قوله صلى الله عليه وسلم:"المرء مع من أحبّ يوم القيامة"(*)فهل يرضيك أيتها المسلمة أن تحشري مع هؤلاء الكفار أو الفساق،في حين يُحشر المؤمنون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم أحبّوه واتبعوه وأحبّوا صحابته ومن تبعهم بإحسان فأحبّهم الله وأثابهم خيرا،قال تعالى:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ*قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ"سورة آل عمران31/32.والولاء والبراء من أركان العقيدة الصحيحة يستهين به كثير من الناس اليوم،فيحبّون أعداء الدين وأعداء الله حبّا شديدا لأجل تميزهم في أمر من أمور الدنيا،ويكرهون المسلمين الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله،لسبب اتباعهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وامتثالهم لأوامره،وقد قال تعالى:" لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ"سورة المجادلة:22.
وينبغي على الفتاة المؤمنة أن تشغل وقتها في عبادة الله عزوجل وفي طلب العلم وفي ذكر الله وحفظ كلامه عزوجل ،حتى تفوز بخيري الدنيا والآخرة،أما اشتغالها بالنظر إلى تلك المسلسلات فإنه يغضب الربّ عزوجل ويعرضها لسوء الخاتمة عياذا بالله،ولتفريطها في واجباتها نحو زوجها وأبنائها وبيتها وأهلها جميعا. كما ينبغي على الأولياء التفطن لخطر وآثار هذا الأمر السيئ على سلوك أفراد الأسرة،وقد قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ " سورة التحريم:06،وقال صلى الله عليه وسلم:"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته".

http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif
(*):أخرجه البخاري(6168) ومسلم(2640).

"جُوهَرْ"
2013-01-09, 20:34
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif

س:شخص مدمن على النظر إلى البرامج التلفزية الخليعة،فماذا تقولون له عسى الله أن يهديه بتذكيركم له؟
ج:قال تعالى:"وَ مَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَ الإِنْسَ إِلّا لِيَعْبُدُونِ"سورة الذاريات:56،فالغاية التي من أجلها خلق الله الخلق هي عبادته سبحانه وحده لا شريك له،وعلى المؤمن أن يتخذ الأسباب والوسائل المشروعة،التي سخرها الله له في الدنيا والتي تعينه على تحقيق هذه الغاية،وعليه اجتناب كل ما يوقعه في معصية الله ويوجب غضبه من ذلك النظر إلى ما حرم الله،قال تعالى:" قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"سورة النور:30،والنظر إلى تلك البرامج محرم في ديننا،لأن النظر يؤدي إلى الوقوع في الفاحشة،كما أن هذا السلوك يتنافى مع مروءة المسلم وخلقه وغيرته على دينه وعرضه.



http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-09, 20:43
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif

س: شخص يسب أمه كثيرا ويشتمها ولا يحترمها ولا يطيعها فماذا يقال له؟
ج:قال تعالى:" وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا"سورة الإسراء:23،والأحاديث الواردة في وجوب البر بالوالدين وتحريم عقوقهما كثيرة جدا،منها ما رواه ابن مسعود رضي الله عنه قال:"سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم:أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال:الصلاة في وقتها،قلت:ثم أي؟قال:بر الوالدين،قلت:ثم أي؟قال:الجهاد في سبيل الله"(1).
فبر الوالدين مما أقرته الفطر السوية واتفقت عليه الشرائع السماوية وهو خلق الأنبياء والصالحين،فيحرم سب الوالدين أو شتمهما،وقد قال الله:" فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا"سورة الإسراء:23،فما بالك بما فوق كلمة"أف"،فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"الكبائر،الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس"(2).وهذه نماذج من صور البر عسى الله أن يجعلها قدوة لنا جميعا فعن عائشة رضي الله عنها قالت:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت:من هذا؟قالوا: حارثة بن النعمان،كذلكم البر،كذلكم البر،وكان أبر الناس بأمه"(3).
فعلى المسلم الذي أنعم الله عليه بوجود أبويه أو أحدهما أن يشكر الله،وأن يؤدي حق النعمة ببرهما وطاعتهما والإحسان إليهما،والرسول صلى الله عليه وسلم حذّر من سب الوالدين فقيل له كيف يسب الرجل أباه وأمه فقال:" يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أم الرجل فيسب أمه"(4)أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وليعلم الأبناء أن سعادة الدنيا والآخرة إنما هي في رضا الله ورضا الله إنما هو في رضا الوالدين، والله الموفق.

http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif
(1):أخرجه البخاري(527) ومسلم(85).
(2):أخرجه البخاري(6675) في صحيحه وأخرجه في الأدب المفرد باب 06.
(3):رواه أحمد (25162) والترمذي والحاكم ولكن ليس فيه" وكان بارا بأمه" وهو صحيح كما في صحيح الجامع(3317).
(4) : رواه البخاري(5973) ومسلم(90).

"جُوهَرْ"
2013-01-10, 16:33
http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/771714278.gif


س: ما حكم الاصطياف، أي قضاء عطلة الصيف في مكان معين رفقة العائلة لطلب الراحة والاستجمام؟
ج: على المؤمن أن لا يغفل عن ذكر الله تعالى وعن القيام بما أمره الله تعالى وعن القيام بما أمره سبحانه به،وعن اجتناب ما نهى عنه،فالمؤمن في عبادة في جميع أحواله،حتى في أموره العادية كالأكل والشرب والنوم يكون عابدا الله تعالى إن نوى لِاتخاذها وسيلة تمكّنه من أداء الطاعة على أكمل وجه.
أما الاصطياف رفقة العائلة، فإن كان مجرد السفر إلى بيت في مكان هادئ حيث الاخضرار وجمال الطبيعة، فلا شيء في ذلك، شرط أن لا يغفل المؤمن عن أداء ما أمر الله به كالصلاة في وقتها مثلا.أما إن قصد العبد بالاصطياف الذهاب إلى شواطئ البحار حيث يختلط الرجال بالنساء،وتكشف العورات إلى أقصى الحدود،فإن هذا حرام في الإسلام،فليتق الله كل من استرعاه الله على رعيته وجعله مسؤولا عن أسرة،فالاختلاط بين الرجال والنساء في شواطئ البحار وفي غيرها حيث تثار الشهوات محرّم،والمرأة عورة كلّها إلا وجهها وكفّاها، فكيف يرضى المؤمن الذي يحمل قليبا ينبض بين جنبيه أن تكشف عورة ابنته أو زوجته أو أخته عورتها أمام غيرها من الأجانب وفي مرأى منه؟ !!!،لقد أمر الله تعالى المرأة بحف عرضها ولباس الحجاب الشرعي والابتعاد عن أماكن اللهو المحرّم ومن الاختلاط فيها بالرجال حفاظا عل كرامتها وصونا لها من عبث اللاّهين،ومن المؤسف حقا أن تصل المرأة المسلمة ما وصلت إليه في هذا الزمان،من تبرّج وكشف للعورات وإشباع للشهوة بالحرام في مراتع الفساد كشواطئ البحار والغابات وغيرها من الأماكن،التي لو عرف استغلالها لكانت نعمة من نعم الله تعالى عل العباد،وليعلم أن الراحة والاستجمام لا يطلبان بفعل الحرام،بل الراحة النفسية والبدنية تكون بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه وبالمداومة عل ذكره سبحانه.



http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/284405617.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-10, 16:51
جزاكم الله خيرا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجزاكم الله بالمثل.

"جُوهَرْ"
2013-01-10, 16:59
http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/771714278.gif


كتاب الوصية والمواريث والشفعة والهبة والرهن والوديعة واللقطة والغصب.

س:شخص توفي وترك أبناء شرعيين،وولدا واحدا عن طريق الزنا،فهل يجوز تسوية وضعية هذا الولد قانونيا؟
ج: لا يجوز تسجيله مع بقية الأولاد كما لو كان أخا لهم، ومن فعل ذلك فقد تبنى، والتبني حرام لقوله تعالى:" ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ"سورة الأحزاب:05، وإنما تستطيعون كفالته،ولا يدخل في الميراث مع بقية الأبناء وإنما يجوز للكفيل أن يوصي له بما لا يزيد عن الثلث مما ترك.

http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/284405617.gif

س:رجل تكفل بتربية ولد وبنت وسجلهما في دفتره العائلي، وأوصى هذا الرجل قبل موته بإعطاء نصف مبلغ البيت بعد بيعه للبنت والنصف الباقي للولد، ولكن الولد بعد وفاة هذا الرجل أخذ ضعف ما أخذته البنت بحجة قول الله تعالى:" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" سورة النساء:11؟
ج:التبني حرام بدليل قوله تعالى: " ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ"سورة الأحزاب:05،أما الكفالة فتجوز بأن يسجل الولد المكفول في السجل البلدي بلقب العائلة ويكتب أمامه:مكفول،أما أن يعطيه اسمه ويسجله كولد له فهذا حرام،لهذا وجب عليكما أن تسويا وضعيتكما قانونيا.
أما الوصية،فهي جائزة في حق المكفولين،لأنهما ليسا من الورثة الشرعيين ولا ينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم:"لا وصية لوارث" إنما يشترط في الوصية أن لا تزيد على الثلث،أما أن يوصي لهما بأكثر من الثلث فلا يجوز،إلا أن يرضى بذلك الورثة الشرعيون،وعلى الأحياء أن يطبقوا وصية الميت التي لا تزيد على الثلث والتي لا يوصي فيها للورثة،وليس لهذا الولد الحق في أخذ ضعف البنت لأنهما ليسا ولديّ الشخص حقيقة.

"جُوهَرْ"
2013-01-10, 17:06
http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/771714278.gif

س: ما حكم التقيد باتباع مذهب واحد،وحكم من يأخذ من المذاهب الأربعة؟
ج: الأئمة الأربعة أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد –رحمهم الله- هم أهل الهدى ودين الحق،أصحاب العلم النافع والعمل الصالح،الكتاب عدتهم والسنة حجتهم،لا يعرجون إلى الأهواء،ولا يلتفتون إلى الآراء،يقبل منهم ما رووا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وللتعامل مع المذاهب الأربعة بالنسبة للأشخاص أحوال:فهناك المجتهد الذي يستنبط من الدليل ويميز بين الأدلة ويعرف الصحيح منها والسقيم فهذا لا يتقيد بمذهب بل الدليل مذ هبه،وبإمكانه الترجيح في المسائل التي اختلف فيها الأئمة الأربعة،وهناك طالب العلم الذي يفهم الدليل ووجه الاستدلال به على حكم ما،ويفهم ترجيح العالم الذي يرى فيه صفات المجتهد بحق،فيجوز له العمل بما رجّحه عالمه بعد علم الدليل ووجه الاستدلال منه.
وهناك العامي الذي لا يفهم الدليل ولا وجه الاستدلال منه ولا الترجيح،فيجوز له التقيد بمذهب معين،والمذهب المعمول به في بلدنا هو المذهب المالكي،ولا يجوز له الانتقال من مذهب إلى آخر تصيّدا للرخص.

"جُوهَرْ"
2013-01-11, 13:38
http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/771714278.gif

س:أم تملك شقتين، كتبت واحدة باسم ولدين لها وكثبت أخرى باسم ولدها المتزوج وحرمت البقية منهما، فما الحكم؟
ج:ما فعلته الأم رفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه جورا وظلما،لحديث النعمان بن يشير رضي الله عنه بأن أباه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إني نحلت ابني هذا غلاما كان لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أكل ولدك نحلته مثل هذا؟فقال "لا"،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم" فأرجعه"،وفي رواية فقال صلى الله عليه وسلم:"أفعلت هذا بولدك كلهم" فقال "لا"،قال"اتقوا الله واعدلوا في أولادكم"،فرجع أبي فرد تلك الصدقة.
وفي رواية:"فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا بشير ألك ولد سوى هذا؟قال "نعم"،قال:"أكلهم وهبت له مثل هذا؟قال:"لا"،قال:"فلا تشهدني إذا،فإنّي لا أشهد على جور"،وفي رواية:"لا تشهدني على جور"(*).

http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/284405617.gif

(*):أخرجه البخاري(2586) ومسلم(1623).

"جُوهَرْ"
2013-01-11, 13:41
http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/771714278.gif

س :ما حكم الشرع في رجل شهد بشهادة الزور لصالح عامل قال أنه أدى عمله،وهو في الحقيقة لم يفعل ذلك؟
ج: هذا إنسان ظالم معتد على حق الآخرين وأعطى حقا لمن لا يستحقه،فهو ظالم بجهتين،جهة العامل الذي شهد له،لأنه يعوده على الكسل والخيانة ويأخذ أجر عمل لم ينجزه،وهذه خيانة وهو مساعد له بهذه الشهادة على هذه الخيانة،فهما بذلك سواء في الخيانة،وهو ظالم للمهنة التي يعمل بها هذا الشخص لأنه تسبب في تفويت مصلحة لها تعينت بالعمل الذي وكل به ولم ينجزه،كما أنه تسبب في إتلاف مالها لأنه بشهادته رتب عليها حقا لم يكن لتدفعه لولا هذه الشهادة،والله تعالى شدد الوعيد على شاهد الزور.كما أن النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم كان يخطب في الناس وتوعدهم على ذنوب استثقل ذنبها،وعندما وصل إلى شهادة الزور بالذات أخذ يكررها ويقول:"ألا وشهادة الزور،ألا وشهادة الزور" حتى قال الصحابي أبو بكرة رضي الله عنه:"قلنا ليته سكت"(*)،وقيل أنه كان يكررها حتى جثى على ركبتيه من شدة إثم وجرم شهادة الزور.
http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/284405617.gif

(*)رواه البخاري(2654) ومسلم(87) عن أبي بكرة.

"جُوهَرْ"
2013-01-11, 14:56
http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/771714278.gif

س:ما حكم الراتب الذي تتقاضاه الزوجة جريا لراتب زوجها بعد وفاته، هل هو إرث يشترك فيه الورثة، أو هو ملك للزوجة فقط؟
ج:المعلوم في التركة التي تعتبر إرثا تقسم على الورثة فرضا أو تعصيبا،كما نص القرآن الكريم في سورة النساء،فأعطى كل وراث نصيبا معلوما استأثر الله بتعيينه بنفسه ولم يتركه لاجتهاد العلماء،فأعطى للزوجة الثمن إن كان للموّرث المتوفى ولد،وأعطاها الربع إن لم يكن له ولد ،وأعطى للوالدين لكل واحد منهما السدس إذا كان للمتوفى فرع وارث،وإذا لم يكن له فرع فلأمه الثلث،أما الأولاد،فللذكر مثل حظ الأنثيين،هذا التقسيم يتعلق بكل واحد من الورثة.
أما بالنسبة للراتب الشهري الذي يحول باسم الزوجة بعد وفاة الزوج، فليس إرثا لسببين:
1-لأنه أعطي قانونا باسم الزوجة من المؤسسة التي كان المتوفى يعمل بها، أو من صندوق التقاعد، ولم يشركوا معها غيرها في ذلك،وإن رأى بعضهم أنه إذا كان مما يقتطع من مال المورث قبل وفاته على سبيل الادخار فإنه عندئذ يصير ميراثا يقسم مع التركة وفق النص الشرعي،والغالب في هذا المال أن يكون منحة من الدولة،أما المدخر فيعطي في شكل منحة جارية.ولو كان الأمر كذلك لجرى على غير الزوجة سواء بوجودها أو بعد وفاتها،والله أعلم.
2-لأن هذا الراتب يتوقف تماما بوفاة الزوجة، فلو كان إرثا لاستمر جريانه لغيرها من الورثة.فهذا الراتب إذا ليس إرثا، إنما هو ملك الزوجة، غير أنها إن أرادت مساعدة أولادها، تتحرى العدل، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصانا أن نسوي بين أولادنا العطية.

http://www4.0zz0.com/2013/01/10/15/284405617.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-15, 17:25
http://www9.0zz0.com/2013/01/15/16/375467923.gif


س: امرأة مات زوجها وترك لها منحة من الصندوق الفرنسي، فهل للورثة حق في هذا المال؟ وما حكم استيلاء أحد الأبناء على هذه المنحة؟
ج: المنحة الجارية للزوجة بعد وفاة زوجها حق لها دون سواها،إلا إذا أردات أن تتكرم على غيرهما فهي تتمتع بحرية التصرف فيما تملك،غير أنها مطالبة بالعدل بين أولادها في العطية،لحديث النعمان بن البشير الذي ذكر فيه"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى عطية ولد دون سواه جورا(*)وأمر بردها في رواية.
فكما تحب الأم أن يتساوى أبناؤها في البر بها يجب عليها أن تسوي بينهم في العطية.
وكون المنحة حق للزوجة دون سواها يرجع إلى أن هذه المنحة تصرف لها ما دامت على قيد الحياة، بحيث لو توفيت انقطعت.
واستيلاء أحد الأبناء على هذه المنحة ظلم وأكل السحت عليه وحده وإن لم توافقه أمه، وإن وافقته فهما شريكان في ذلك، والله أعلم.

http://www9.0zz0.com/2013/01/15/16/409250769.gif

(*):أخرجه البخاري(2587) ومسلم(1263)

"جُوهَرْ"
2013-01-15, 17:29
http://www9.0zz0.com/2013/01/15/16/375467923.gif


س: ما حكم التفريق بين الأولاد في العطايا، فهل يجوز مثلا إعطاء سيارة لأحد الأبناء دون إخوته؟
ج:هذا محرم في الإسلام،قال صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي:قال تعالى:"يا عبادي،إنّي حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"(*). والعدل بين الأبناء في العطايا واجب إلاّ ما اقتضته الضرورة كالإنفاق على المريض والمحتاج، وغير ذلك من الحالات التي تستوجب الإنفاق حسب الحاجة.
أما أن يمنح الوالد لأحد أبنائه دون الآخرين سيارة دون وجود سبب دافع،فهذا لا يجوز ومثال السيارة أو الذهب أو المسكن أو غير ذلك من العطايا المهمة ذات الوزن،بل على الأولياء أن يتحروا العدل بين أبنائهم حتى في حصص الطعام حتى يولدوا المحبة بينهم وحتى يكون ذلك سببا في بر هؤلاء وعدم عقوقهم،أما أن يمنح الأب أحد أبنائه منحة دون الآخرين فإن هذا من شأنه أن يولد حقدا من إخوته عليه،وأن يولد عقوقا منهم لأبيهم الظالم،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلبت منه زوجة النعمان بن البشير أن يشهد على عطية طلبت من زوجها أن يعطيها لابنها:"لا أشهد على جور" فرفض صلى الله عليه وسلم أن يشهد على تلك العطية،ووصفها بالجور.
فليتفطن الأولياء إلى هذا،وليعملوا جاهدين من أجل تحقيق الألفة والمودة بين جميع أفراد الأسرة والعائلة.

http://www9.0zz0.com/2013/01/15/16/409250769.gif

*:رواه مسلم(2577).

"جُوهَرْ"
2013-01-15, 17:37
http://www9.0zz0.com/2013/01/15/16/375467923.gif


س:شخص غني آتاه الله مالا كثيرا،وهو كبير في السن،يسأل عن الأمور التي يستطيع أن يصرف ماله فيها ويستمر أجرها بعد موته؟
ج:لقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمورا سبعة يجري ثوابها على الإنسان في قبره بعد موته،وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"سبع يجري للعبد أجرهنّ وهو في قبره بعد موته:من علّم علما،أو أجرى نهرا،أو حفر بئرا،أو غرس نخلا،أو بنى مسجدا،أو ورّث مصحفا،أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته"(1).
وروى ابن ماجة من حديث ابن هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علّمه ونشره،وولدا صالحا تركه،ومصحفا ورّثه،أو مسجدا بناه،أو بيتا لابن السبيل بناه،أو نهرا أجراه،أو صدفة أخرجها من ماله في صحّته وحياته تلحقه من بعد موته"(2).
وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت:من مات مرابطا في سبيل الله،ومن عمل عملا أجري له عمله ما عمل به،ومن تصدّق بصدقة فأجرها يجري له ما وجدتهن ورجل ترك ولدا صالحا فهو يدعو له"(3).
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث:صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"(4).
فهذه جملة من الأمور ذكرها المصطفى لأمته تضمن لهم الأجر في حياتهم بعد مماتهم، والله أعلم.


http://www9.0zz0.com/2013/01/15/16/409250769.gif

(1):رواه البزار وهو حديث صحيح كما في "صحيح الترغيب"(2،74/52) وهو حديث صحيح كما في"الإرواء"(6/29).
(2):أخرجه ابن ماجة(242) وقال"المنذري" في الترغيب(1/58) وهو حديث صحيح كما في "الإرواء"(6/29).
(3):أخرجه أحمد والطبراني في"الكبير"(7831) وهو حديث حسن كما في "صحيح الترغيب"
(4):رواه مسلم(1631).

جيهـــاان~
2013-01-15, 19:36
موضوع قيّم جداا وثريّ بفواائد جمّة ...

باارك الله فيكِ ...

وجزاكِ الحسناات بعدد أحرف القرآن الكريم ...

melmsry84
2013-01-15, 22:35
مشكوووورررررررررررررررررر

"جُوهَرْ"
2013-01-18, 17:04
http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/295915885.gif


س: من العائلات من يمنعون النساء حقوقهن في الميراث، فما حكم ذلك؟
ج: كانت المرأة في الجاهلية مستضعفة مهضومة الحقوق،تباع وتشترى وتوأد خشية العار،فجاء الإسلام وهي على هذا الحال،فرد لها اعتبارها وأوصى بها خيرا،سواء كانت أما أو زوجة أو أختا أو بنتا،وبيّن لها ما لها من حقوق وما عليها من واجبات،ومن هذه الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة،حقها في الميراث،أثبته لها القرآن الكريم،سواء كانت التركة كثيرة أو قليلة،قال تعالى:" لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا"سورة النساء الآية:07.
وعليه، فإنّه يحرم منع النساء حقهن في الميراث لقوله صلى الله عليه وسلم:"كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه"(*).وقد وردت أحاديث كثيرة فيها وعيد شديد لمن أخذ مال غيره بغير وجه حق.ولا يحل أخذ حق البنت في الميراث إلّا إذا كان عطاء هبة عن طيب نفس منها بعد تعيينه.

http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/943729620.gif

(*):أخرجه مسلم (2564).

"جُوهَرْ"
2013-01-18, 17:08
http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/295915885.gif


س:شخص توفي وترك زوجتين وأولادا منهما مها، ولم يترك تركة بعده سوى بيت واسع، فكيف يأخذ كل واحد من هؤلاء نصيبه، والبيت تسكنه الزوجة الثانية و أولادها؟
ج:لقد تولى الله عزوجل قسمة المواريث على مستحقيها رحمة منه وفضلا على عباده المؤمنين،وذلك لخطورة هذا الأمر في حياتهم وتأثيره على علاقاتهم الاجتماعية والأسرية،ولولم يتكفل الله ببيانها لتناحرت بسببها القبائل ولتقاطعت الأسر ولهجر الأخ أخاه،وقد قال تعالى في طمع الإنسان وحبّه للمال:"إنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ*وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ*وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ"سورة العاديات:6-7-8.،أي:أن الإنسان لحب المال لشديد.ومن المؤسف أن نسمع بعد هذا كله عن شجارات عنيفة وقطع للأرحام بسبب التنازع حول التركات،والأمر محيّر حقا !!!.
أما عن هذا الشخص الذي ترك زوجتين وأولادا من كل واحدة منهما، فنصيب الزوجين معا هو الثمن لوجود الفرع الوارث عملا بقوله تعالى:" فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ"سورة النساء:12،والباقي يوزع على الأبناء جميعهم للذكر مثل حظ الأنثيين،عملا بقوله تعالى:"يوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ"سورة النساء:11.
أما عن طريقة قسمة المنزل، إما بتحديد عدد غرفه وإما بتقويمه مالا، والأفضل الاستعانة في هذا بخبير.


http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/943729620.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-18, 17:12
http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/295915885.gif

س: ما حكم قبول هدية من شخص يعمل في مصنع الدّخان،أي أن ماله حرام؟
ج: الهدية إن أعطيت لك من شخص علمت أن كسبه كلّه حرام فلا تقبلها،أما إذا أعطيت لك ممن لا تميّز كسبه الحلال من الحرام فلا بأس أن تقبلها،والنبي صلى الله عليه وسلم قبل من يهودية شاة مشوية وأكل منها لعموم قوله تعالى:" وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ "سورة المائدة:05،ومن المعروف أن اليهود والنصارى يأكلون الربا ولا يتحررون الكسب الحلال،بل يكسبون الحرام والحلال،وقد أذن الله في أكل طعامهم،وأكل منه النبي صلى الله عليه وسلم.وقد روي عن ابن مسعود أن رجلا سأله فقال:لي جار يأكل الربا ولا يزال يدعوني؟فقال:مهنؤه لك وإثمه عليه.
وذهب العلماء إلى عدم قبولها مطلقا ممن يخلط الحرام بالحلال اتقاء الشبهات، واتقاء الفتنة، وإذا أحس أنّه قد يؤثر فيمن يأكل الربا أو يكسب حرام إيجابيا،امتنع عنها تأديبا لا تحريما. والله أعلم.




http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/943729620.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-18, 17:16
http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/295915885.gif


س: شخص أعار لصديقه شيئا، وما حصل هو أن هذا الصديق تصرّف في تلك الأمانة وغيّر فيها دون إذن من مالكها الأصلي، فما الحكم؟
ج:إن الإسلام دين يدعو إلى حفظ الحقوق،وإلى تحقيق العدل على هذه الأرض،ويحذر من الظلم والإفساد والبغي بغير الحق،والأمانة من الحقوق والواجب حفظها وإرجاعها إلى أصحابها على أكمل حال لها،قال الله تعالى:" إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"سورة النساء:58،فالله يأمر عباده المؤمنين بأداء الأمانات إلى أهلها،والأمر هنا للوجوب،فمن ضيع الأمانة فهو مستحق للإثم الذي يستوجب غضب الله سبحانه وتعالى من عبده المذنب حتى يتوب وينيب إلى رب العالمين.وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث أن تضييع الأمانات من صفات المنافقين،فليحذر المؤمن من أن تكون فيه خصلة من النفاق الذي يتعذب به أصحابه في الدرك الأسفل من النار،قال تعالى:" إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا"سورة النساء:145.والتصرف في الأمانة دون إذن صاحبها ومالكها تضييع لها ودليل على عدم الحفاظ عليها،ومن فعل هذا فعليه بالتوبة إلى الله وكثرة الإستغفار،وعليه أن يعلم صاحب الأمانة بحقيقة الأمر،وأن يطلب منه الصفح والعفو،وإن كان إصلاح الوضع ممكنا بإرجاع الأمانة إلى ما كانت عليه فذلك أولى،والله أعلم.


http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/943729620.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-18, 17:22
http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/295915885.gif


س:هل ترث المرأة المطلقة التي مات زوجها وهي ما تزال في فترة العدة؟
ج: الطلاق إما أن يكون رجعيا أو بائنا،أما الرجعي فهو ما كان للمرة الأولى أو الثانية بعد الدخول،ومن غير مقابل تدفعه للمرأة،وفي هذه الحالة ترث المطلقة زوجها،كما أنها تنتقل من عدة الطلاق وهي ثلاثة قروء أو ثلاثة أشهر لليائسة من المحيض أو الصغيرة،إلى عدة الوفاة أربعة أشهر وعشرة أيام،وتبقى في بيت زوجها أثناء العدة.
أما الطلاق البائن كالطلاق الثلاث أو الطلاق مقابل عوض تدفعه المرأة،أو انقضاء العدة على الطلاق الرجعي،فإنها في هذه الحالة لا ترث المرأة،ولا تنتقل إلى عدة الوفاة،لأنها صارت أجنبية عن زوجها بعد ذلك... إلا إذا طلقها زوجها في مرض موته الطلاق الثلاث،فإنها ترث منه ولو انتهت العدة وتزوجت بعد ذلك،كما حكم بذلك أمير المؤمنين عثمان بن عفان في حق عبد الرحمن بن عوف.والله أعلم.


http://www12.0zz0.com/2013/01/18/15/943729620.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-18, 17:27
موضوع قيّم جداا وثريّ بفواائد جمّة ...

باارك الله فيكِ ...

وجزاكِ الحسناات بعدد أحرف القرآن الكريم ...



وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله وجزاك بالمثل إن شاء الله.

مشكوووورررررررررررررررررر

لا شكر على واجب.

"جُوهَرْ"
2013-01-19, 18:46
http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/967359218.gif


س: شخص تزوج امرأة ولم يدخل بها حتى مات، فهل لتلك المرأة الحق في الميراث وهل تعتد عدة الوفاة؟
ج: الراجح في هذه المسألة أنها تستحق كامل المهر إن سمي في العقد أو مهر مثيلاتها إن لم يسم،كما أنّها تستحق نصيبها من الميراث ولو لم يتم الدخول،ولها الثمن مما ترك إن كان له ولد ولها الربع إن لم يكن له ولد،والدليل ما رواه الترمذي في سننه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا ولم يدخل بها حتى مات،فقال ابن مسعود:"لها مثل صداق نسائها،لا وكس ولا شطط وعليها العدة،ولها الميراث"فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال:قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بَرْوَع بنت واشق،امرأة منّا مثل الذي قضيت،ففرح ابن مسعود"(*)قال الترمذي:حديث ابن مسعود حديث حسن صحيح.أما العدة فإنّها تعتد أربعة أشهر وعشرا لعموم قوله تعالى:" وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا"سورة البقرة:234،ومعنى العدة أنها لا تتزين ولا تتطيب ولا تستقبل الخطاب حتى تنقضي تلك الأيام.أما لو فارقته بالطلاق وذلك قبل الدخول فإنّه لا عدة تعتدها لقوله تعالى:" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا" سورة الأحزاب:49.
وبهذه المناسبة،تجدر الإشارة إلى أمرين مهمين،أما الأول فمتعلق بالعقد الشرعي،إذ ينصح بجعله مقترنا بالدخول والعرف السائد في المجتمع الجزائري عرف جيد،حيث يؤخر العقد الشرعي إلى غاية ليلة الدخول.
أما إن أراد الخاطب أو أهله التعجيل في إجراء العقد الشرعي-وهو متعلق بالأمر الثاني- فلا بدّ أن يجري معه العقد المدني حتى تحفظ حقوق المرأة،كحق الميراث إن حصلت الوفاة قبل الدخول-كما وردت في السؤال-، وغيرها من الحقوق خاصة إن حصل حمل قبل إعلان الزواج بالعرس والوليمة كما هو عند كثير ممن يخطئ ويتصل بخطيبته قبل الدخول المعلن،أما إن لم يتم العقد فلا يثبت أي حق للمرأة،لأنّها أجنبية عن خاطبها،كما لا يجوز له أن يختلي بها أو أن يصافحها أو أن يلمسها أو أن تتزين له وأن تبدوا له بغير لباسها الشرعي.
ومن المؤسف أن يتساهل الشباب والأولياء في هذا الأمر، فعواقبه الوخيمة لا تخفى على أحد، أعظمها إغضاب الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.

http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/147976646.gif

(*):رواه أبو داود(2114) والترمذي(1145) وابن ماجة(1891) وهو حديث صحيح.

"جُوهَرْ"
2013-01-19, 18:54
http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/967359218.gif


س: أب أوصى قبل موته بإعطاء كمية من المجوهرات لثلاثة من أبنائه دون الآخرين، فهل تنفذ وصيته مع مطالبة باقي الإخوة بحقهم فيها؟
ج: هذه الوصية باطلة، ولا يحق للأولاد الآخرين المطالبة بنصيبهم من تلك المجوهرات، لقوله صلى الله عليه وسلم:"لا وصية لوارث"(*).

(*):أخرجه الدار قطني وهو صحيح أنظر صحيح الجامع(757).


http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/147976646.gif


س: توفي أب وترك تركة ذات وزن،لكن أولاده حرموا أخواتهم من الميراث؟
ج:يجب العدل في قسمة الميراث بين الأولاد،بإعطاء كل ذي حق حقه كما بيّن ذلك رب العزة في القرآن،قال تعالى:" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا"سورة النساء:11،فهذه الآية والتي تليها والآية التي في خاتمة هذه السورة(النساء) هي آيات علم الفرائض،ولقد تولى الله عز وجل تقسيم الميراث بين مستحقيه،لأهمية هذا الموضوع في حياة الناس،وعلاقتهم في الأسرة الواحدة والعائلة الواحدة،والتي يجب أن يسودها التعاون والوحدة والاتفاق،ولرفع الظلم الذي كان في الجاهلية،حيث كانت المرأة تحرم من حقها في الميراث احتقارا لها وحيفا.
ومن المؤسف أن نسمع عن أناس اليوم يفكرون بتفكير الجاهلية ويحرمون الأنثى من حقها الذي بيّنه الله من فوق سبع سماوات وأنزله قرآنا يتلى،ليكون حجة على جميع من سولت لهم أنفسهم عدم العدل في قسمة الميراث.
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"العلم ثلاثة، وما سوى ذلك فهو فضل:آية محكمة، أو سنة قائمة، أو فريضة عادلة"(1).
وإن هذا التقسيم الإلهي لدليل على رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده،يقول ابن كثير في تفسير الآية التي ذكرناها:"وقد استنبط بعض الأذكياء من هذه الآية أنه تعالى أرحم بخلقه من الوالد بولده،حيث أوصى الوالدين بأولادهم فعلم أنه أ رحم بهم منهم،كما جاء في الحديث الصحيح:أنه صلى الله عليه وسلم رأى امرأة من السبي تدور على ولدها،فلما وجدته أخذته فألصقته بصدرها وأرضعته،فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه:"أترون هذه طارحة ولدها في النّار وهي قادرة على ذلك؟قالوا :لا يا رسول الله،قال:"فوا لله لله أرحم بعباده من هذه بولدها"(2).
وقد تنادي بعض النّساء الغافلات اللواتي أعمت الغفلة قلوبهن وعقولهن عن فهم هذه النصوص الشرعية وإدراك مقاصدها والعمل بها-تنادي- بضرورة العدل بين الذكر والأنثى في تقسيم الميراث-بل وفي كل شيء- تحديا للتقسيم الإلهي، تعالى عن تلك الصفات علوا كبيرا،فلتبادر هؤلاء النساء إلى التوبة الصادقة وإلى الاستسلام لأوامر الله سبحانه قبل فوات الأوان.
فإعطاء الذكر مثل حظ الأنثيين لا يعني أنه انتقاص من جنس النساء،وإنما ذلك من العدل بينهم،لما يترتب على الرجل من مؤنة النفقة والكلفة وغير ذلك مما تتطلبه التزامات الرجل العائلية والاجتماعية.

http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/147976646.gif

(1):رواه أبو داود(2885) وابن ماجة(54) وهو حديث ضعيف جدا،أنظر ضعيف الجامع للألباني(3871).
(2):أخرجه البخاري(5999) ومسلم(2754).

"جُوهَرْ"
2013-01-19, 19:02
http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/967359218.gif


كتاب التبني وكفالة اليتيم والقضاء والحدود والكفارات والديات


س: شخص تكفل بيتيم يقربه،فكيف تكون الطريقة الشرعية للتعامل معه؟
ج: اليتيم هو الطفل الصغير الذي فقد*والديه،وعلى من تولى رعايته وتكفل به أن يحسن إليه في التربية والإصلاح،وأن لا يقرب ماله إلا لإصلاحه وتنميته قال تعالى:" ولاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"سورة الأنعام:152،ومن أحسن إلى اليتيم وحافظ على ماله وعمل على تربيته تربية صالحة له أجر عظيم عند الله تعالى قال صلى الله عليه وسلم:"أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة،ورفع أصبعيه السبابة والوسطى"(1)،والإسلام حرم أكل مال اليتيم بغير حق فقال سبحانه وتعالى:" وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا"سورة النساء:02،فعلى كافل اليتيم إن أراد جعل كفالته له بابا يدخل منه إلى الجنّة لا إلى النّار،أن يحسن إليه وأن يعمل على تربيته،وأن يحفظ ماله وينميه ثم يدفعه له حين يكبر قال تعالى:" وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا"سورة النساء:06،فليحسن إلى اليتيم وليعف عن زلاته،وليعمل على نصحه بالتي هي أحسن حتى يستقيم ويرشده،والله رتب على الإحسان إلى اليتيم أجرا عظيما لا يناله إلاّ المحسنون الصابرون.

http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/147976646.gif

س:ما حكم من أفطر في شهر رمضان ولم يقض تلك الأيام حتى أتى رمضان آخر ناسيا تلك الأيام؟
ج:جاء في الحديث:"رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه"(2)،فالله تجاوز عن هؤلاء الثلاثة نسيانهم للواجب أو وقوعهم في المحرم،فعليك يا أخي أن تقضي تلك الأيام بعد انقضاء شهر رمضان مباشرة حتى لا تنساها مرة أخرى،وعلى المؤمن أن يحرص على قضاء ما أفطر في رمضان عقب انتهائه مباشرة حتى تبرأ ذمته،ودين الله أحق أن يقضى مع فدية إطعام مسكين عن تأخرك حتى أدركك رمضان آخر.

http://www4.0zz0.com/2013/01/19/13/147976646.gif

(*) أو مات أحدهما
(1) رواه البخاري(5304) وأحمد وغيره أنظر الصحيحة (800).
(2) رواه الطبراني عن ثوبان وهو صحيح كما في صحيح الجامع(3515).

"جُوهَرْ"
2013-01-22, 14:21
http://www8.0zz0.com/2013/01/22/12/434717637.gif
س:امرأة تشتكي من زوجها الذي يتعاطى المخدرات، وتريد أن تذكر حكم هذه الآفة في الشريعة الإسلامية عسى أن يكون سببا في توبته؟
ج: نشكر أولا هذه الزوجة التي نسأل الله أن يجعلها في زمرة الصالحات،حيث أرادت الخير لزوجها،وعلى الزوجة الصالحة أن تصبر على أذى زوجها وأن تدعو الله أن يصلحه إن وقع في مخالفة شرعية،وأن تنصحه بالحكمة والموعظة الحسنة،لا أن تفضحه أمام أولاده وأمام أهله وأهلها،أو أن تشن الحرب عليه بعد الطاعة وإعلان المعصية،وبالسب والشتم فذلك لا يزيده إلّا تعنتا وإصرارا،ولا يولد إلا كرهه لها والعمل على ظلمها وأذيتها.فلا بد من الحكمة والعلم والحلم والصبر في حلّ مثل تلك المشاكل،مع الاستعانة بالله والتوكل عليه،فهو وحده القادر على كشف الضر وهداية البشر جل جلاله.
أما حكم تعاطي المخدرات أو المتاجرة فيها فهو التحريم بلا شك،قياسا على الخمر المحرّم بنص الكتاب والسنّة والعلّة المشتركة بينهما،وهي الإسكار وإذهاب العقل وحجبه وتغطيته عن التفكير والفهم السليم.
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"كل مسكر حرام"(1).حتى إن العلماء جعلوا للمدمن على المخدرات حدا يقام عليه،قال ابن تيمية رحمه الله:"إن من غاب عقله منها يجب أن يقام عليه الحد ثمانون جلدة كحدّ الشرب من الخمر سواء بسواء". فكما أن علّة التحريم في الخمر هي الإسكار فكذلك علّة التحريم في المخدرات هي الإسكار والفتور الذي يصيب متعاطيها.
ولقد أجمع فقهاء الإسلام عل تحريم المخدرات في القديم والحديث،مستدلّين في ذلك بما سبق ذكره من الأدلة وبقوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ*إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ"سورة المائدة:90-91، فالمخدرات قياسا على الخمر كما بيّنا ذلك،توقع العداوة بين النّاس وتصد عن ذكر الله وعن الصلاة،وتصرف صاحبها عن أداء واجباته نحو زوجته وأولاده وأقاربه ونحو مجتمعه بعدم العمل وببث الفوضى والفساد والرذيلة فيه.
قال ابن القيّم رحمه الله:"هي لقمة الفسق والفجور التي تحرك القلب الساكن إلى أخبث الأماكن".
والمخدرات تؤثر تأثيرا سلبيا على صحة العبد وعلى ماله وأخلاقه وعلى أسرته ومحيطه ومجتمعه وعلى دينه بالدرجة الأولى،فمن ناحية تأثيرها على المال فإن المدمن عليها يصرف أموالا طائلة من أجل الحصول عليها ليقتل نفسه قتلا بطيئا...وقد قال الله تعالى:" وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا*إنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ"سورة الإسراء 26-27.كما أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال فقال صلى الله عليه وسلم:"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن عمله ما عمل فيه،وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه"(2).أما تأثيرها على صحة العبد فلقد ثبت طبيّا أن لها أضرارا على الجهاز العصبي،مما يؤدي إلى أعراض خطيرة على الجسد إلى أن ينتهي الأمر بتعاطي المخدرات إلى الموت المحتّم فهو انتحار وقتل للنفس وقد قال الله تعالى:" وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"سورة النساء: 29،وقال أيضا :" وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ "سورة البقرة: 195.
وهل من ذي لب سليم يدّعي أن المخدرات غير محرّمة بعدما بيّناه من الأدلة ومن أضرارها؟
فمن ادعى ذلك فقد افترى على الله الكذب،وكان بفريته تلك مخالفا للشريعة الإسلامية التي بينت أحكامها على جلب المصالح في الدارين،ودرء المفاسد والمضار،وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا ضرر ولا ضرار"(3).
ولا بد من كلمة نوجهها لمن اتخذوا صحة النّاس والشباب خاصة سلعة يتاجرون بها ويربحون منها أموالا طائلة،ستثقل ميزان سيئاتهم يوم القيامة،فينبغي أن يعلم أن ما حرّم الله الانتفاع به يحرم بيعه وأكل ثمنه...فكما أن تعاطي المخدرات محرم فإن بيعها وأكل ثمنها محرم أيضا وقد قال الله تعالى:" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"سورة المائدة:02، ويدخل في ذلك أيضا زراعة الحشيش الذي تستخرج منه المخدرات.
قال صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لا يكسب عبد مالا من حرام فينفق منه فيبارك له فيه،ولا يتصدق فيقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده في النّار،إن الله لا يمحو السيئ بالحسن،إن الخبيث لا يمحو الخبيث"(4).
http://www8.0zz0.com/2013/01/22/12/922361825.gif
(1):رواه مسلم(1733).
(2):رواه الترمذي(2417) وهو حديث صحيح كما في"صحيح الجامع"(7300).
(3): أخرجه أحمد(5/326-327) وابن ماجة(2340) وغيرهما وهو حديث صحيح،أنظر"الإرواء"(3/408).
(4):أخرجه أحمد(3672) والبخاري في"التاريخ الكبير"(4/313)والحاكم(2/447) وغيرهم وهو حديث ضعيف كما في "ضعيف الترغيب والترهيب"(1076).

"جُوهَرْ"
2013-01-24, 14:22
http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/940641642.gif



س: امرأة أجهضت بعد أربعين يوما من حملها لأسباب لها علاقة بالصحة فماذا عليها؟
ج: أجمع علماء المالكية على تحريم الإجهاض بعد الأربعين يوما من حمله واعتبروه قتلا للنفس بغير حق وأوجبوا على الزوجة الغرّة، وقد قدرها الفقهاء بعشر دية أمه تدفعها الأم، حينئذ يجوز الإجهاض إن تأكد الخطر، أما قبل الأربعين فاختلف علماء المالكية في حكم الإجهاض فيما ذهب جمهورهم إلى تحريمه.
قال الشيخ أحمد الدردير:" لا يجوز إخراج المني المتكوّن في الرحم ولو قبل الأربعين يوما".
وقال الشيخ عليش:"إذا أمسك الرحم المني فلا يجوز للزوجين ولا لأحدهما إسقاطه قبل التخلق على المشهور ولا بعده اتفاقا". والله أعلم



http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/791887984.gif


س: شخص كان يسوق السيارة على الجهة اليمنى،فانحدرت به السيارة إلى الجهة اليسرى فاصطدم بسيارة أخرى مات سائقها إثر الاصطدام، ولما استفسرت الشرطة عن سبب الحادث أنكر السائق الذي تسبب في موت ذاك الشخص وأنكر صديقه الذي كان يركب معه؟
ج:إن ما وقع فيه هذا الشخص هو القتل الخطأ يتعلق به حقان، حق لله وحق للعبد، أما حق الله فهو صوم شهرين متتابعين، أما حق العبد فهو الدية، وكذب هذا الشخص مع صديقه من أجل إخفاء المتسبب الحقيقي في الحادث يعتبر تهربا من دفع الديّة التي إن لم يدفعها فستبقى في عنقه إلى يوم القيامة.و مقدار الديّة هو1000دينار ذهبي،أي ما يعادل 4كلغ من الذهب،وهي محل تفاوض بين القاتل خطأ وأهل المقتول.
فعليك أن تصارح بالحقيقة لأهل الميّت-على الأقل- لتفاوضهم حول الديّة،فإن رفضوا التنازل عنها وجب عليك دفعها لتبرئ ذمّتك في الدنيا قبل الآخرة،وللعائلة أن يشاركوا في دفعها،هم وأهلك وأهل حيّك وعشيرتك وأهل ولايتك،وهكذا...وعلى صاحبك أن يتوب إلى الله وأن يعينك في تصحيح الخطأ...


http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/791887984.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-24, 14:27
http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/940641642.gif


س: كثر في الآونة الأخيرة السماع عن ظاهرة السرقة في الشوارع، فما هو جزاء هؤلاء السارقين؟
ج:السرقة كبيرة من كبائر الذنوب المستوجبة لإقامة الحد متى بلغ المسروق النصاب، لأنها عبارة عن أكل أموال النّاس بالباطل والاعتداء على ممتلكاتهم بغير حق.قال تعالى:"والسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"سورة المائدة:38.وقد اختلف العلماء في النصاب الموجب لإقامة الحد على صاحبه، فذهب بعضهم إلى عد م تحديده لما ثبت في الحديث"...يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده"، أي أن الرجل حقير وملعون إن قطعت يده في بيضة أو حبل سرقها.وذهب بعضهم إلى تحديد النصاب بربع دينار ذهبي عملا بقوله صلى الله عليه وسلم:" لا قطع إلا في ربع دينار فصاعدا". وفي هذا من الترهيب والوعيد الشديدين لمن وقع في هذا الخطأ،وباب التوبة مفتوح والحمد لله حتى تطلع الشمس من المغرب،فالبدار البدار إلى التوبة حتى يعمّ الأمن والهناء والطمأنينة على الأنفس والأموال والأغراض.إذا من أكبر ما يفقد المجتمع الأمن والسلام تفشّي المفاسد الاجتماعية ومن أخطرها السرقة والاعتداء على النّاس في أعراضهم وأموالهم ودمائهم قال صلى الله عليه وسلم:"كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، والله أعلم.

http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/791887984.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-24, 14:32
http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/940641642.gif



س:شخص تبنى طفلا فهل يجوز أن ينسب ذاك الطفل له ويقال"فلان ابن فلان"؟
ج: التبني محرم في الإسلام،ولكن يجوز التكفل والرعاية بأحد أبناء المسلمين ذوي القربى أو غيرهم،خاصة من اليتامى والمساكين منهم،ففي ذالك الأجر العظيم يوم القيامة،أما أن ينتسب الولد لغير أبيه كما أسلفنا فشهادة زور محرمة،قال تعالى:" ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ"سورة الأحزاب:05،وجاء في الصحيح عن سعد وأبي بكرة رضي الله عنهما مرفوعا:"من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنّة حرام عليه"(1).
ويجوز لذلك الرجل أن يمنحه لقبه كي لا يحرم ذ لك الطفل من الحقوق الإدارية والمدنية،لكن لابدّ من إضافة كلمة"مكفول" حتى لا ينخدع الطفل أولا ولا يخدع غيره بالأمر،ومن المؤسف أن نرى أناسا يربون أطفالا وينسبوهم إليهم،ويخفون الحقيقة عنهم،حتى إذا ما كبروا أخبروا،وكم تكون الصدمة شديدة عليهم حينئذ،وأسئلة كثيرة ترد علينا من طرف المكفولين، وأحدهم يسأل عن حكم زواجه بفتاة يريد إخفاء حقيقة أمره عنها فهو لا يعرف اسم أبيه الحقيقي...، وجوابه:أن كتمانه الحقيقة نوع من أنواع الغش والغرر وهو محرم في ديننا، قال صلى الله عليه وسلم:"من غشنا فليس منّا"(2)، وليس كالصدق ضمان للنجاح لمستقبل الأسرة بدءا من البناء إلى مجيء الأبناء".

http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/791887984.gif

(1):رواه البخاري(4326).
(2):رواه مسلم.


http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/791887984.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-25, 15:23
http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/627876177.gif

الطبّ و التداوي والرّقى

س:شخص أصيب بمرض، وأصبح يتمنى الموت بسببه، فماذا يقال له؟
ج: إن المرض ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، على المؤمن الصادق أن يصبر وأن يرضى بقدر الله،ونمني الموت دليل على عدم الرضى بقدر الله الذي هو ركن من أركان الإيمان،وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت حيث قال:"لا يتمنى أحدكم الموت،إما محسنا فلعله يزداد،وإما مسيئا فلعله يستعتب"(1).
وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يتمنين أحدكم الموت لضرّ نزل به، فإن كان لا بد متمنيّا فليقل:"اللّهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفّني إذا كانت الوفاة خيرا لي"(2).
وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنّه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا"(3).
والابتلاءات متعددة قد تصيب البدن أو المال أو تكون بموت القريب أو الحبيب،لكن المؤمن يواجه تلك المحن ويتجاوزها بإيمانه القوي وعقيدته الراسخة.
وقال صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كلّه خير، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له، وليس ذلك إلا للمؤمن"(4).
وهذا ما يفسر استقرار نفسية المؤمن واتزانها في جميع الأحوال لإيمانه بالله وبقدرة الله وبعظمة الله وسعة رحمته وعلمه جل جلاله.

http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/726296166.gif

(1):أخرجه البخاري
(2): أخرجه البخاري (2351) ومسلم (2680).
(3): أخرجه مسلم (2682).
(4):أخرجه مسلم (2999).



http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/726296166.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-25, 15:36
http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/627876177.gif


س:أناس كثيرون يعانون من الوسواس،في الصلاة وفي سائر العبادات وفي سائر العلاقات الأسرية والاجتماعية، فكيف السبيل إلى الوقاية من هذا المرض وإلى علاجه؟
ج: إن الوسواس سلاح يتخذه الشيطان ليهاجم به العبد المؤمن،وقد أنزل الله تعالى فيه سورة كاملة فقال سبحانه وتعالى : "قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ* مَلِكِ النَّاسِ*إِلَهِ النَّاسِ* مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ*الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ *مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ"سورة الناس.
قد يقي الشيطان في قلب العبد المؤمن أ فكار ووساوس شيطانية حول عقيدته،وأخص من هذا حول ذات الله جل حلاله،ليفسد عليه إيمانه وعبادته،ولكن ليهنأ من وجد هذا من المؤمنين ولم يحدّث به،ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه فقالوا:يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟فقال:" أوجدتموه؟قالوا:نعم،قال: ذاك صريح الإيمان"(1)،وعلى من وجد ذلك أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن لا يطلق العنان في قلبه وخواطر لتلك الأفكار والوساوس،ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول: من خلق الله؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا بلغه-يعني إذا وصل إلى الحد الشيطان الرجيم، فليستعد بالله ولينته"(2) وقوله: ولينته، أي ليعرض عن تلك الأفكار والأسئلة وليمش في حياته وفي أعماله وفي عبادته.
وقد يأتي الشيطان أيضا الإنسان في طهارته فيشككه في وضوئه ويلقي في قلبه أنّه لم يتمضمض مثلا أو لم يمسح رأسه وهذا بعد انتهائه من وضوئه،أو أثناء شروعه في صلاته،واعتاد على هذا الشك والوسوسة، فعلى هذا الإنسان أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وان لا يلتفت إلى تلك الوساوس التي تؤدي إلى ترك الصلاة عياذا بالله وهو في الحقيقة هدف الشيطان.
ومن أعظم وسائل طرد الشيطان وصرف أفكاره ووساوسه،ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الذي يذهب الهمّ والحزن والضيق النفسي والاضطراب في المعاملات و العلاقات ،عن ابن مسعود رضي الله عنه قال:" أنّه ما من مؤمن يصيبه همّ أو غمّ أو حزن فيقول:اللّهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك،ناصيتي بيدك ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضاؤك،أسألك بكل اسم هو لك،سميت به نفسك،أو أنزلته في كتابك،أو علّمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك،أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همّي وغمّي إلا فرّج الله عنه" (3).
وقد يلجأ بعض المصابين بمرض الوسواس إلى الرقية الشرعية التي يقوم بها أناس مشعوذون،فيزيدون المصاب همّا وغمّا على غم باتهام أقارب لهم بسحرهم مثلا،أو غير ذلك مما لم يرد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن صحابته في الرقية الشرعية هو قراءة القرآن الكريم وقراءة الأذكار المشروعة،وليس الدجل والشعوذة وإدعاء علم الغيب وقطع الأرحام وبث الفتنة.
فعلى الرقاة اليوم أن يتقوا الله تعالى وان يعتمدوا في رقاهم على كتاب الله جل جلاله وعلى سنّة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/726296166.gif


(1):أخرجه مسلم (132).
(2): أخرجه البخاري (3279) ومسلم(134).
(3): رواه أحمد(3712) والطبراني في " الكبير"(3/74/1) وابن حبّان في "الصحيحة"(2372) وغيرهم وهو حديث صحيح كما في "الصحيحة"(199).


http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/726296166.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-25, 15:41
http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/627876177.gif


س: في الأيام القليلة الماضية كثر الحديث عن التدخين، فهل من توجيه شرعي يرد المدخنين إلى الصواب؟
ج:إن التدخين حرام في الإسلام لا كما يظنّه البعض من أنه مكروه، ذلك أن التدخين كمالا قال الأطباء قتل للنفس والله تعالى يقول: " وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"سورة النساء:29.
والمدخن يرمي أموالا طائلة من أجل شراء السيجار على حساب إنفاقه على أهله وولده،والله تعالى يقول:" وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا*إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا"سورة الإسراء27/28.
كما أن التدخين يضر الإنسان ويضر من حوله من المؤمنين بالأنفاس الكريهة وبالهواء الملوث والله عز وجل يقول:" وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا"سورة الأحزاب/58.
كما أن الأب المدخن يدعو أبناءه إلى التدخين ويسعى إلى إفسادهم وانحرافهم وصدق القائل"ومن شابه أباه فما ظلم"،ولن يستطيع الأب المدخّن منع ابنه من التدخين حينئذ،وقد صدق من قال: لا تنه عن خلق وتأتي مثله**عار عليك إذا فعلت عظيم
فعلى المؤمن الذي أنعم الله عليه بنعمة الإسلام وبنعمة العيش وبنعمة الانتساب إلى بلد مسلم،أن يتقي الله عز وجل بإتيان أوامره واجتناب نواهيه حتى يفوز برضوانه جل جلاله،ومن وقع في خطأ ما كالتدخين،فعليه أن يبادر إلى التوبة،فباب التوبة مفتوح على العبد ما لم يغرغر وما لم تشرق الشمس من مغربها وخير الخطائين التوابون.
وإرجاع سبب الإدمان على التدخين إلى القلق وصعوبة ظروف المعيشة خطأ آخر،فالمؤمن متوكل على الله في كل حين وعلى كل حال متخذ الأسباب المشروعة من أجل الحصول على الرزق الحلال ولوكان قليلا،راض بقدر الله سبحانه وتعالى،غير ساخط باللجوء إلى التدخين مثلا.
فلتعقد العزم أيها المدخن على الإقلاع عن الدخان طاعة لله عز وجل ولما ذكرنا من أضراره التي تتعداك إلى غيرك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لا ضرر ولا ضرار".


http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/726296166.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-26, 15:49
http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/627876177.gif



س: امرأة مات ولدها في حادث مرور، وهي الآن مصابة بأزمة نفسية حادة، فماذا يقال لها كي تصبر؟
ج: يقال لها ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إنا لا نقدر عليك في مجلس، فواعدنا يوما نسألك فيه،فقال:"موعدكن بيت فلان فجاءهن بذلك الموعد،وكان فيما حدّ ثهن،ما منكن امرأة يموت لها ثلاث من الولد فتحتسبهم إلا دخلت الجنّة،فقالت امرأة :واثنان،قال واثنان" رواه مسلم.


http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/726296166.gif


س: ماحكم حل السحر،سواء كان بالرقية الشرعية أو بسحر مثله؟
ج: السحر كبيرة من الكبائر الموبقات المهلكات لصاحبها،لما فيه من إشراك بالله سبحانه وتعالى،وادعاء لعلم الغيب،واحتيال على الخلق،وإثارة للفتنة والعداوة حتى بين الزوج وزوجته،وغير ذلك من علل تحريم السحر والشعوذة،حتى انه جاء في الحديث:"حد الساحر ضربة بالسيف" وقد وصفها الله في كتابه بأنه كفر،قال سبحانه وتعالى:" وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ"سورة البقرة:102.
وحل السحر يكون بالرقية الشرعية المتمثّلة في الآيات القرآنية والأذكار الشرعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ولا يجوز حلّ السحر لأنه سحر منه،وقد جاء في الحديث:"من أتى عرّافا أو كاهنا وصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد"،وروى مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من أتى عرّافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما أو أربعين ليلة".
فعلى المؤمن أن يستعين بالله وأن يتوكّل عليه وأن يتحصّن بما ورد من الأدعية والأذكار حتى لا يضرّه سحر ساحر ولا مكر ماكر.


http://www2.0zz0.com/2013/01/25/14/726296166.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-27, 20:22
http://www13.0zz0.com/2013/01/27/18/113287535.gif



س: شخص معاق، يسأل عن نظر الشارع إلى إعاقته، وعن جزائه في الآخرة وقد حرم من نعم كثيرة؟
ج:إن الإسلام دين الله الذي ارتضاه لعباده، قال تعالى:" إنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ"سورة آل عمران:19، وقال تعالى:"ومَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"سورة آل عمران:85.وهو دين يمتاز بالعدل والرحمة، صفتي رب العالمين ويمتاز بالسير والتيسير وهو ما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم قدوتنا وأسوتنا.
والديانة بدين الإسلام من أعظم نعم الله على عباده التي لا تعد ولا تحصى، قال تعالى:"وإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ" سورة النحل:18.
وكذاك نعمة العقل والإدراك، ونعمة السمع والبصر ونعمة الصحة، وغيرها من النعم.
والإعاقة ابتلاء من الله سبحانه وتعالى يبتلي بها من يشاء من عباده،وقد يصاب الشخص بها حركيا،أو عقليا أو عضويا بصمم أو بكم أو عمي،وعلى المؤمن أن يصبر على البلاء،وأن يرضى بقدر الله خيره وشره،قال تعالى:" وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ"سورة البقرة 155/156.
وقالت أم سلمة رضي الله عنها:سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول:إنا لله وإنا إليه راجعون،اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها،إلا أجره الله تعالى في مصيبته،وأخلف له خيرا منها".قالت فلما توفى أبو سلمة،قلت كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخلف الله خيرا منه:رسول الله صلى الله عليه وسلم"(1).قال ابن القيم رحمه الله في صبر المبتلى والمصاب:"أن يعلم أن الله يربي عبده على السراء والضراء،والنعمة والبلاء،فيستخرج منه عبوديته في جميع الأحوال،وأما عبد السراء والعافية يعبد الله على حرف فان أصابه خير اطمأن به،وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه فليس من عبيده الذي اختارهم لعبوديته".
فالله تعالى يجازي الصابرين أجرهم بغير حساب، للأدلة السابقة، ولقوله صلى الله عليه وسلم من صبر على فقد بصره:إن الله تعالى قال:"إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوّضته منهما الجنّة"(2).
وإننا عندما نتعامل مع المعاق فيجب أن تكون قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"سورة الأحزاب:21.
فقد أمرنا صلى الله عليه وسلم بالتخفيف عند إمامة المسلمين حتى لا يحرم العاجز والمعاق من فضل الصلاة مع جماعة المسلمين،وقد رخص للمريض والعاجز في أداء سائر العبادات كالصوم والحج حتى يؤدوها على وجه يستحقون عليه كامل الأجر بإذن الله كالصحيح والمستطيع.
فعن ابن مسعود رضي الله عنه:أن رجلا قال: والله يا رسول الله،إنني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا،فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضبا منه يومئذ،ثم قال:"أيها النّاس إن منكم منفرّين،فأيكم من صلى بالنّاس فليتجوّز،فإن فيهم الضعيف والكبير والضعيف والمريض،وذا الحاجة،وفي رواية للبخاري:"فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة" 3).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أمّ أحدكم فليخفف،فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض وإذا صلى وحده فليصل كيف شاء"(4).
وعن عثمان بن أبي العاص الثقفي:أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:"أم قومك"قال:قلت"يا رسول الله،إني أجد في نفسي شيئا،قال أدنه،فأجلسني بين يديه،ثم وضع كفه في صدره بين ثديي،ثم قال:تحوّل،فوضعها في ظهري بين كتفي،ثم قال:أم قومك فمن أم قوما فليخفف،فإن فيهم الضعيف،وإن فيهم ذا الحاجة،فإذا صلى أحدكم وحده فليصل كيف شاء"،وفي رواية"إذا أممت قوما فأخف بهم الصلاة"(5).
وقال أنس بن مالك"كان النبي صلى الله عليه وسلم يوجز الصلاة ويكملها" وفي لفظ" يوجز و يتم"(6).
وقال أنس أيضا:"ما صليت وراء إمام أخف صلاة ولا أتم من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان ليسمع بكاء الصبي فيخفف مخافة أن يفتن أمه"(7).
وهذه الرسالة نوجهها لجميع أئمتنا الأفاضل حتى يقتدوا بسيد الأولين والآخرين محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال الله تعالى فيه:" قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءوف رَّحِيمٌ"سورة التوبة:128.
فعلى إخواننا المعاقين أو المرضى أن يصبروا وأن يرضوا بالقدر رجاء ما عند الله من جزاء حسن وأجر وثواب جزيل،وقد سمعنا عن بعض المعاقين الذين أنجزوا أعمالا عظيمة يعجز عن القيام بها من رزقوا نعمة الصحة ولكن حرموا نعمة الهداية والعمل،وذلك بفضل إيمانهم القوي... فالأعمى حقا هو من عمي قلبه وعميت بصيرته عن رؤية الحق وعن نور الهداية وليس من عميت عيناه، قال تعالى:" فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ"سورة الحج:46.

http://www13.0zz0.com/2013/01/27/18/929929929.gif



(1):أخرجه مسلم(918).
(2):رواه البخاري(5653).
(3): أخرجه البخاري(90) ومسلم(469).
(4):أخرجه البخاري(703) ومسلم(467).
(5): رواه مسلم(468).
(6):أخرجه البخاري(706) ومسلم(469).
(7): أخرجه البخاري ومسلم.



http://www13.0zz0.com/2013/01/27/18/929929929.gif

issam-barcalona
2013-01-28, 15:14
جزاك الله خيرا

"جُوهَرْ"
2013-01-29, 20:49
http://www2.0zz0.com/2013/01/29/19/383091647.gif



س:شخص مريض جدا، يريد توجيها شرعيا يناسب حالته؟
ج: على المريض أن يرضى بقضاء الله ويصبر على قدره، قال صلى الله عليه وسلم:"عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير،وليس ذلك لأحد إلا المؤمن،إذا أصابته سراء شكر فكان خيرا له،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له"(1) وقال صلى الله عليه وسلم:"لا يموتن أحدكم بين الخوف والرجاء،يخاف عقاب الله على ذنوبه،ويرجو رحمة ربه*لحديث ابن أنس:"أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو بالموت،فقال:"كيف تجدك؟قال رسول الله إني أرجو الله،وإنّي أخاف ذنوبي،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا يجتمعا في قلب عبد في مثل هذا الوطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف"(2).
ومهما اشتد به المرض فلا يجوز له أن يتمنى الموت لحديث أم الفضل رضي الله عنها وفيه:"لا تتمنى الموت"(3).
وإذا كان عليه حقوق فليؤدها إلى أصحابها،قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتدرون من المفلس؟قالوا:المفلس فينا من لا دراهم له ولا متاع،فقال:إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة،ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وضرب هذا،فيعطي هذا من حسناته وهذا من حسناته،فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النّار"(4).وقال صلى الله عليه وسلم:"الدّين دينان،فمن مات وهو ينوي قضاءه،فأنا وليه،ومن مات وهو لا ينوي قضاءه فذاك الذي يؤخذ من حسناته،ليس يومئذ دينار ولا درهم"(5).ويجوز له أن يوصي له بالثلث من ماله لأقاربه الذين لا يرثون منه لقوله صلى الله عليه وسلم"لا وصية لوارث"(6).
ويحرم الإضرار في الوصية،كأن يوصي بحرمان بعض الورثة من حقهم من الإرث أو يفضل بعضهم على بعض فيه لقوله تعالى:" بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ"سورة النساء:12ولقوله صلى الله عليه وسلم:" لا ضرر ولا ضرار من ضارّ ضارّه الله،ومن شاقّ شاقّه الله"(7).
وله أن يوصي بأن يجهز ويدفن على السنّة،كما قال النووي:" ويستحب له استحبابا مؤكدا أن يوصيهم باجتناب ما جرت العادة به من البدع في الجنائز،ويؤكد العهد بذلك".
كمن علم من عادة قومه النياحة وطبخ الطعام في اليوم الثالث بعد دفنه وفي اليوم الأربعين بعد دفنه،فيجب عليه أن يوصي باجتناب هذه الأمور عند موته.قال صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لطم الخدود،وشق الجيوب،ودعا بدعوة الجاهلية"(8).

http://www2.0zz0.com/2013/01/29/19/150449914.gif

(1):رواه مسلم(2999).
(*):لم أجده بهذا اللفظ وجاء بغير هذا اللفظ
(2):رواه الترمذي(1/183_184) وحسنّه وابن ماجة (4261) وهو صحيح كما في "الصحيحة"(1051).
(3): أخرجه أحمد (26874)والطبراني(25/44) وإسناده ضعيف لجهل هند بنت الحارث-وهي الخثعمية كما ذكر الحافظ المزي وابن حجر في "تهذيبهما"تمييزا وقد صحّ بلفظ آخر.
(4):رواه مسلم (2581).
(5):رواه الطبراني عن ابن عمر وهو صحيح كما في"الصحيح الجامع"(3418) وأحكام الجنائز(5).
(6):أخرجه النسائي(2/168) والترمذي والدرامي(2/419) وابن ماجة(2712) وهو صحيح كما في "الإرواء" (6/88).
(7):أخرجه الدار قطني (522) دون الزيادة"من ضار ضاره الله..."والحاكم(2/57/58) وهو صحيح أنظر"الإرواء"(3/410).
(8): رواه البخاري(1294) ومسلم(103).
http://www2.0zz0.com/2013/01/29/19/150449914.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-29, 20:51
جزاك الله خيرا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله بالمثل.

"جُوهَرْ"
2013-01-30, 19:34
http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/316980900.gif


س:ما معنى الإصابة بالعين؟وهل ذلك حق؟وكيف تكون الوقاية منها أو العلاج إن أصابت العين أحد؟
ج:عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"العين حق"(1).قال القرطبي في العين وكونها حقا"هذا قول علماء الأمة وقد أنكرته طوائف من المبتدعة وهم محجوبون بالأحاديث والنصوص الصريحة الكثيرة الصحيحة،ربما يشاهد من ذلك في الوجود،فكم من رجل أدخلته العين القبر،وكم من جمل ظهير أحلّته القدر،لكن ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال تعالى:" وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ"سورة البقرة:102،ولا يلتفت إلى معرض عن الشرع والعقل يتمسك في إنكار ذلك باستبعاد ليسله أصل".وسبب الإصابة بالعين يكون إما بالحسد والحقد وإما الإعجاب والحبّ.روى الإمام مالك وصححه عن أبي أمامة سهل بن حنيف،قال:"مرّ عامر بن ربيعة بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال:لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة يريد ذلك نضارة جلده وصفاء بشرته بالفتاة العروس التي لم تر العيون ولم تبرز للشمس فتغيرها-قال:فما لبث أن لبط به أي صرع وسقط على الأرض فأتي به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له:أدرك سهلا صريعا قال:من تتهمون به؟قالوا :عامر بن ربيعة قال صلى الله عليه وسلم:علام يقتل أحدكم أخاه؟إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة"ثم دعا بماء فأمر ربيعا أن يتوضأ فغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره وأمر أن يصب عليه"(2).ففي الحديث دلالة على أن المرء قد تصيبه عين المعجب والحبيب والصديق وفيه بيان لكيفية التخلص منها وعلاجها.وعلى المرء في كل الأحوال أن يدعو بالبركة على كل أمر يراه في نفسه،وفي إخوانه كأن يقول:"اللّهم بارك عليه،أو يقول:ما شاء الله،وغير ذلك من دعوات البركة والخير".
ولا يجوز للمرء أن يتهم إخوانه لمجرد همّ أصابه ويعاديهم ويقاطعهم ويعتبر عيونهم صائبة فيحذّر منهم وغير ذلك،ونرى كثيرا من الناس من خوفهم الشديد من العين والسحر يتسارعون إلى الرقاة ليرقوهم،و في كثير من الأحيان يرقونهم رقية غير شرعية،خاصة منهم الذين يقولون أن فلانا أو فلانة أصابتك بالعين أو سحرتك فينتج عنه قطع للأرحام وعداوة وتباغض شديدان، ويصدق فيهم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من أتى عرّافا أو كاهنا فصدّقه بما يقول،فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم".فعلى المرء أن يتوكل على الله حقّ التوكل في أموره كلها،وأن يرقي نفسه بنفسه كما كان يفعل صلى الله عليه وسلم وحتى يكون من الفئة التي تدخل الجنّة بغير حساب ومن صفاتهم أنهم لا يسترقون أي لا يطلبون الرقية من غيرهم فعلى المؤمن أن يقرأ آية الكرسي والمعوذتين وسورة الفاتحة وأن يقرأ سورة الإخلاص والمعوذتين ويمسح بهما جسده كله وأن يقرأ الأدعية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.كما أن الحب في الله سبب لتذوق حلاوة الإيمان،قال صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة من وجدهن وجد حلاوة الإيمان،أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما،وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله،وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار"(3).
وقال ابن تيمية-رمه الله-:"إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا الله ولا يبغض إلا لله ولا يوالي إلا لله ولا يعادي إلا لله وأن يحب ما أحبّه الله ويبغض ما أبغضه الله".
و من صور موالاة الكفار والتي يغفل عنها النّاس وخاصة الشباب،مما أدى إلى شبه انسلاخ من الهوية الوطنية المتضمنة للدين واللغة والعادات والتقاليد،التشبّه بهم في اللباس والكلام والسفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس،والاحتفال بأعيادهم والإعجاب بأخلاقهم وسلوكهم.وهذا الكلام ليس دعوة إلى الفتنة أو إلى إعلان الحرب على الكفار ممن لم يعلنوا عداءهم على المسلمين،وقد قال تعالى:" وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"سورة البقرة:190،وإنما ينبغي التفريق بين ذلك وبين حسن معاملتهم والرفق بضعفيهم وإطعام جائعهم ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم لا على سبيل الخوف والذلة.
وإنما على سبيل من سالمنا نسالمه، ومن تعامل معنا تعاملا يحقق مصالحنا عاملناه بالندية ولا نحارب إلا من حاربنا ونسالم من سالمنا، وهذا هو الجنوح للسلم مع من جنح له من غير المسلمين، أما المسلم فيحرم معاداته وبغضه ومحاربته....والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif


(1):رواه البخاري(5740) ومسلم(2187).

(2):أخرجه الإمام مالك(3/118/119) وأحمد(3/487) وغيرهما، وهو حديث صحيح أنظر" الصحيحة"(3/149).
(3):أخرجه البخاري(16) ومسلم(43).


http://www10.0zz0.com/2012/12/26/16/365443422.gif

M.Avira
2013-01-30, 22:28
مشكور اخي...

"جُوهَرْ"
2013-01-31, 20:33
http://www12.0zz0.com/2013/01/31/19/650464638.gif


كتاب البيوع وما شاكل البيوع وتحريم الربا والقمار
س: ما حكم الفوائد الربوية ،وفي أي شيء تصرف؟
ج: الفوائد الربوية مال حرام،وقد قال الله تعالى:"يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ"سورة البقرة:278-279،والمال الحرام لا يجوز أكله ولا اللبس منه ولا الإنفاق منه على الأهل،ولكن أجاز بعض العلماء إعطاءه للفقير المحتاج الذي لا يجد قوت يومه أو المسكين الذي لا يستطيع الإنفاق على أهله،كما يجوز صرفه من أجل بناء المرافق العمومية كالمراحيض العامة وغيرها.



http://www12.0zz0.com/2013/01/31/19/241725717.gif



س:هل يجوز العمل في محل يباع فيه"الدومينو واللوطو" والسجائر؟
ج:المال الذي يكسبه صاحب المحل من بيع هذه الأمور وغيره من الأمور المنهي عنها في الكتاب والسنة أو غيرهما من المصادر المعتبرة في التشريع الإسلامي، هو مال حرام، وسيختلط بالمال الحلال الذي سيكسبه من بيع السلع الأخرى،وأنت إذا اشتغلت معه فسوف يعطيك أجرتك من ذاك المال المختلط بالحرام،ضف إلى ذلك كونك ستجبر على بيع تلك السلع لأنك عامل لدى صاحب المحل،لهذا كله عليك أن تبحث عن سبيل للرزق بجد حتى تتمكن من الحصول على عمل يكون بعيدا عن الحرام والشبهات،وتذكّر قول الله تعالى:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ "سورة الطلاق:2/3.



http://www12.0zz0.com/2013/01/31/19/241725717.gif

"جُوهَرْ"
2013-01-31, 20:37
http://www12.0zz0.com/2013/01/31/19/650464638.gif


س: شخص يسأل عن حكم العمل في هيئة مصرفية؟
ج:الربا من كبائر الذنوب التي تمحق البركة من الفرد والمجتمع،وتوجب البلاء في الدنيا والآخرة،نص على ذلك الكتاب والسنة،وأجمعت عليه الأمة،وحسبك أن تقرأ في ذلك قول الله تعالى:" وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا "سورة البقرة:275،وقوله"يمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ"سورة البقرة:276،وقوله:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ"سورة البقرة:278/279،وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذا ظهر الزنا والربا في قرية فقد أحلوا بأنفسهم عذاب الله"(1).
وأنّه صلى الله عليه وسلم قال:"لعن الله آكل الربا ومؤكله وشاهديه وكاتبه"(2)وهذه الأحاديث الصحيحة الصريحة لا بد أن تعذب ضمائر المتديّنين الذين يعملون في مصارف أو شركات لا يخلوا عملهم فيها من المشاركة في كتابة الربا وفوائد الربا.

http://www12.0zz0.com/2013/01/31/19/241725717.gif

(1):وقال الحاكم:الإسناد صحيح،وحسّنه الألباني.في صحيح الترغيب(3/377) برقم1859.
(2):أخرجه مسلم في صحيحه(1598) رواه جابر بن عبد الله.

ulacc
2013-02-01, 13:56
http://up.djelfa.info/uploads/13480965261.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-01, 15:10
http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/566486473.gif


س: شخص اقترض مبلغا من الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط من أجل بناء منزل وهو مطالب بتسديد هذا القرض بزيادة نسبة مئوية؟

ج: يقول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ"سورة البقرة278-279،قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن آكل الربا ومؤكله وشاهديه وكاتبه.
وهذا القرض الذي يجر نفعا على المقرض هو الربا المحرم بعينه، فلا يجوز الاقتراض من هذه الشركات أو الهيئات المصرفية أو البنوك التي تتعامل بالربا و لك في الحلال ما يغنيك عن الحرام،فيمكنك أن تقترض من أقاربك أو أصدقائك أو ممن وسّع الله عليهم في الرزق،ولا يشترطون هذه الزيادة عند إرجاع القرض،حتى تتمكن من بناء غرفتين يسترانك وأهلك إلى أن يفتح الله لك أبواب الرزق وتوسّع البناء بعد ما تقضي دينك.


http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/429205842.gif


س: هل يجوز إعطاء الفوائد الربوية للأم التي تسكن في منزل مستقل؟
ج:إن الربا محرم في الإسلام قال تعالى:" وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا "سورة البقرة:275،وقال صلى الله عليه وسلم :"لعن الله آكل الربا ومؤكله وشاهديه وكاتبه".
وقد أجمعت الأمة على تحريم التعامل بالربا وتحريم آكل الربا لكونه مالا خبيثا،والصدقة من أجل العبادات التي ينبغي صرفها أولا للأقربين ثم لغيرهم.

والله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا،كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،فلا يجوز إعطاء تلك الفوائد الربوية للأم من ابنها الذي وجبت عليه نفقته عليها،أما البنت إن تزوجت وزوجها فقير معدم أعطيت دون إخباره.

http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/429205842.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-01, 15:13
http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/566486473.gif


س: ما حكم المسابقات المختلفة المحدثة هذه الأيام كمسابقة الهاتف النقال، ومسابقة المأكولات والمشروبات؟
ج:كل مسابقة قائمة على مجازفة، المشاركة فيها بدافع الطمع والحصول على ربح دون جهد، فإنها ضرب من القمار والميسر، والله تعالى يقول:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"سورة المائدة:90،أما المسابقات المصاحبة للمواد التي يحتاج إليها مستهلكه وحاجته إليها تدفعه إلى شرائها بالمسابقة أو بدونها،فإنه يجوز أن ينتفع بما يتبع تلك الحاجة من وسائل الترغيب على سبيل الترويج للبضاعة دون إلحاق ضرر بأحد.وكذلك المسابقات الثقافية التي تدفع إلى البحث العلمي وتنمية المعارف.


http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/429205842.gif


س:إذا استلمت هدية ولا تعلم مصدرها أمن حلال أو حرام، ماذا تفعل بها؟
ج: يجوز لك أخذها، لأنها إن كانت من حرام فالإثم يلحق صاحبها الذي حصل عليها بالحرام، ولكن لك أن تأخذها ولا تنتفع بها تورعا وحفظا لدينك من أن يدخل بيتك شيء حرام، وهو الأولى.

http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/429205842.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-01, 15:19
http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/566486473.gif


س: ما هو حكم من يخدم خدمة جيدة يعطيه مقابلا ولا يخدم من لا يعطيه وهو موظف؟
ج:يسمى هذا الفعل رشوة، وهو أكل مال الناس بغير حق، قال تعالى: وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"سورة البقرة:188.
وقد تفشت الرشوة للأسف في مجتمعاتنا،حتى أصبح المدخول منها أكثر من الراتب الشهري،والخدمة الجيدة والسريعة لا تقدم إلا لمن يدفع،فليسمع هؤلاء قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم:"لعنة الله على الراشي والمرتشي"(*).وفي رواية"...والراشي بينهما"،وعلى من وقع في هذا الفعل القبيح أن يتوب إلى الله تعالى،وأن يرجع الأموال إلى أصحابها،وأن يؤدي عمله كما يجب،ولا يفرق في التعامل بين غني وفقير،فإن فعل ذلك فإن الله سيبارك له في رزقه،ويوفقه الله في عمله وفي حياته كلها.
(*):رواه ابن ماجة.


http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/429205842.gif

س:ما حكم شراء سيارة بالتقسيط؟
ج:يجوز هذا الشراء لأنه ليس تعاملا بالربا بل هو قبض السلعة(وهي ليست من الأجناس الربوية)مقابل دفع الثمن بالتقسيط.

http://www10.0zz0.com/2013/02/01/14/429205842.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-01, 15:21
مشكور اخي...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا شكر على واجب.

http://up.djelfa.info/uploads/13480965261.gif

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله بالمثل.

"جُوهَرْ"
2013-02-02, 19:16
http://www9.0zz0.com/2013/02/02/17/955987569.gif


س: شخص يسأل عن حكم غرس نبتة السجائر بعدما علم بتحريم التدخين؟
ج: إن التدخين محرم في الشريعة الإسلامية وارتكاب الحرام يستلزم عقاب الله عزوجل،وإن كل ما أدى إلى حرام فهو حرام،والإعانة على الإثم والعدوان بزراعة نبتة السجائر لتصنع السجائر فيما بعد ويستهلكها الناس ليدمروا بها صحتهم ودينهم محرم في الإسلام يقول الله سبحانه وتعالى:" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"سورة المائدة:02،وحفظ النفس من الكليات الكبرى التي يحرص الإسلام على تحقيقها وتقديمها ومنع كل ما يتلفها.


http://www9.0zz0.com/2013/02/02/17/418642537.gif


س: ما حكم إعطاء المحامي من أجل إبطال حكم ما؟
ج:إن الإسلام هذّب هذه العلاقات بين البشر سواء العلاقات الاجتماعية أو المالية،فجعل كل ظلم أو تعد على حقوق الغير ظالما وعدوانا محرما،وإعطاء الرشوة لصاحبها وأخذها حرام بنص الكتاب والسنة وبإجماع الأمة،أما الكتاب فقوله تعالى:" وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"سورة البقرة:188،أما السنة فما رواه أبو هريرة رضي الله عنه مرفوعا:"لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم"(1).
ومفاسد الرشوة لا تخفى على أحد،ولا عجب أن يدعو النبي صلى الله عليه وسلم على جميع من شارك في هذه الجريمة أن يطردهم الله من رحمته،فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لعنة الله على الراشي والمرتشي"(2).
وأنى للمسلم بعد سماعه هذه النصوص أن يخالف حكم الله من أجل تحقيق مصلحة يراها مصلحة بعقله القاصر، يتلذذ بها ساعة ولكن تورثه ندما إلى يوم الساعة.
ومن رأى من موظف أو محامي أصر في أخذ الرشوة فليدبر الأمر مع الشرطة حتى تلقي القبض عليه وتطهر المجتمع من مثله.


http://www9.0zz0.com/2013/02/02/17/418642537.gif

(1):رواه أحمد(9023) والترمذي وغيره وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع(5093).
(2):رواه ابن ماجة(2313) وغيره وهو صحيح كما في صحيح الجامع(5114).

http://www9.0zz0.com/2013/02/02/17/418642537.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-05, 14:25
http://www7.0zz0.com/2013/02/05/13/361270872.gif


س: ما هو المبرر على شرب الخمر وأكل الخنزير والمتاجرة فيهما، ونحن في بلد أنعم الله عليه بنعمة الإسلام؟
ج: قال الله تعالى:" إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلامُ"سورة آل عمران الآية:19،وقال تعالى:" وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ"سورة آل عمران:85، والإسلام بعقيدته وشريعته وآدابه دين الله الذي يضمن للبشر السعادة في الدنيا والآخرة.
أما أن يأخذ بعض من انتسبوا إلى الإسلام منه العقيدة فقط،ويخالفون بعد ذلك أحكامه وتشريعاته،فضلا عن الحق ولو اعتقدوا حقا أن الله هو الخالق الرازق المدبر المالك لعباده لأطاعوا أوامره وانتهوا عن نواهيه لأنه المستحق للعبادة،مثل ذلك من خالف أمر الله وارتكب الحرام بشربه للخمر ومتاجرته فيه.
قال تعالى في محكم تنزيله:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"سورة المائدة:90،وقال أيضا:" قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ"سورة الأنعام:145.

وعن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كل مسكر خمر وكل خمر حرام"(1).
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة:"إن الله ورسوله حرّم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام"،قيل يا رسول الله:أرأيت شحوم الميتة،فإنّها تطلى بها السفن وتدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس؟فقال:"لا هو حرام"،ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك،ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك :"قاتل الله اليهود إن الله تعالى لما حرّم عليهم شحومهما جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه"(2).
فالخمر والخنزير محرم أكلهما وبيعهما والتجارة فيهما،ومن المؤسف أن نجد مسلمين يلجؤون إلى ما حرم الله ليجنوا منه مالا زائلا لن يخلدوا به في الدنيا ولن يدخلوا به الجنّة،وقد جعل الله من الحلال ما يغني عن الحرام وعلى من وقع في هذا الخطأ من قريب أو من بعيد بمساهمة ولو بسيطة،المسارعة إلى التوبة الصادقة بإخلاص النية لله جل جلاله لأنه خلقنا لعبادته،وعبادته تكون بما شرع،وبالندم على ارتكاب الحرام والعزم على عدم الرجوع إليه والتخلص من المال الحرام والسعي من أجل اكتساب الرزق الحلال.

http://www7.0zz0.com/2013/02/05/13/999122444.gif

(1):أخرجه البخاري ومسلم
(2)أخرجه البخاري ومسلم.


http://www7.0zz0.com/2013/02/05/13/999122444.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-05, 14:28
http://www7.0zz0.com/2013/02/05/13/361270872.gif


س:هل يجوز استغلال الفوائد الربوية في بناء مسجد؟
ج: الفوائد الربوية مال حرام واستغلالها لغير ضرورة لا يجوز مطلقا،فأكل الحرام خطيئة عظيمة تستوجب عقاب الله عزوجل ومحق البركة ورد الدعاء وغير ذلك من أنواع العقاب الدنيوي والأخروي،والله عز وجل طيب لا يقبل إلا طيبا،لهذا فإنّه لا يجوز بناء المسجد بتلك الأموال المحرمة والأولى إنفاقها في بناء المراحيض العمومية مثلا أو بناء أماكن رمي القاذورات وما أحوج الأحياء والمجمعات السكنية لذلك،وإذا تعذر ذلك تعطى للفقراء الذين تشتد حاجتهم دون إعلامهم بمصدرها.

http://www7.0zz0.com/2013/02/05/13/999122444.gif


س: ما هو حكم المسابقات التي تُجرى في القرآن بمناسبة شهر رمضان؟
ج: تلك المسابقات الدينية العلمية التي تحفز الشباب على حفظ القرآن وطلب العلم ويمنحون في الأخير على جوائز ومكافآت هي جائزة لا غبار عليها،ولقد قال تعالى:" وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ"سورة المطففين:26، فحفظ القرآن وتعلم أحكام الدين وأمور تقرب إلى الله وإلى عفوه ومغفرته،فلا بأس أن تقام تلك المسابقات الخالية من المعاصي والآثام والمحفزة على الخير.


http://www7.0zz0.com/2013/02/05/13/999122444.gif

bushido germany
2013-02-05, 15:09
جزاك الله خيرا أحترم كثيرا الشيخ أبو عبد السلام و أثق بفتاويه

haydouchi
2013-02-06, 14:40
بارك الله فيك ياغالي شكرا لك

"جُوهَرْ"
2013-02-07, 15:04
http://www12.0zz0.com/2013/02/07/13/142623579.gif


س: شخص استدان مبلغا من المال منذ 1971،ثم توفي صاحب الدين ولم يرجع له ماله؟

ج:إنّ ذاك الدَّيْن الذي لم يردّه لصاحبه حتّى مات، يُعدّ من حقّ الورثة بعد موته، وزوجة صاحب الدَّين عفت لك عن حصّتها هي، ويبقى عليك أن تراجع باقي الدَّين بعد إنقاص حقّ الزوجة منه إلى باقي الورثة، أمّا عن المبلغ الّذي يجب عليك أن ترجعه الآن بعد مرور سنوات، فإنّه إن استدنت من الرجل وأعطاك المال وقال لك: أرجعه لي متى توفّر عندك، في هذه الحالة يبقى الدَّين عليك الآن هو نفس المبلغ الّذي أخذته منه يومها، أمّا إن أعطاك المبلغ وقال لك: أرجعه لي بعد ستة أشهر مثلاً أي أنّه حدّد لك مدّة إرجاع الدَّين، ففي هذه الحالة الأمر يرجع إلى الورثة، فإن طلبوا منك إرجاع المال كما أخذته فلهم ذلك، وإن طلبوا منك إرجاع القيمة المعتبرة لذلك المبلغ في زمننا هذا فذاك من حقّهم، لأنّ قيمة المال سنة 1971م ليست هي نفسها اليوم وإن كان الإبقاء على قيمة الدَّين كما كانت أدعى إلى الورع والتّقوى، وهو الأصل، والله أعلم.


http://www12.0zz0.com/2013/02/07/13/274905290.gif

س:هل تجوز المشاركة في المسابقات المسماة الطمبولا؟
ج: "وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ " سورة الذاريات: 55.
إن المشاركة في تلك المسابقات التي تنظمها المؤسسات المنتجة لمواد استهلاكية المتنوعة المنافع،إذا اعتبرت مكافأة من أجل الترويج للبضاعة وجلب الزبائن أكثر ومنحت إلى مستحقيها،دون طلب لها فلا شيء عليها إن شاء الله وبخاصة إذا كان المستحق من الذين تعودوا شراء تلك السلع لحاجته إليها سواء قبل أو بعد وضع المكافأة،وسواء وضعت المكافأة أم لو توضع.
أما من يشتري البضاعة دون قصد الانتفاع بها إلا بعد علمه بالمكافأة،فهو لا يشتريها لذاتها إنما طمعا للفوز بما وضع مكافأة لها،فهذا نوع من القمار المحرم بنص الآية:" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ"سورة البقرة:219.
أما الطمبولا الموضوعة في شكل بطاقات وأرقام المشاركة مجازفة فهو عين القمار المحرم، والله أعلم.


http://www12.0zz0.com/2013/02/07/13/274905290.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-07, 15:12
جزاك الله خيرا أحترم كثيرا الشيخ أبو عبد السلام و أثق بفتاويه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجزاك الله بالمثل.
بارك الله فيك شكرا لك

وفيك بارك الله ولا شكرعلى واجب.

"جُوهَرْ"
2013-02-08, 19:01
http://www7.0zz0.com/2013/01/12/11/940641642.gif


س:شخص يدير متجرا لأحد الخواص ووعده صاحب المتجر برفع أجرته جزاء على اجتهاده وأمانته،ولكنه لم يفعل مما أدى بهذا الشخص إلى أخذ مبالغ من مدخول المتجر دون علم صاحبه،فما الحكم؟

ج:صاحب المتجر استأمنك على ماله،ويجب عليك حفظ الأمانة،وقد قال الله تعالى:" إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا"سورة النساء:58،وقد حاء في الحديث"أدّ الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك"(1) وأخذك من مال صاحب المتجر دون علمه تضييع للأمانة،والمال الذي أخذته مال حرام لأنه يعتبر سرقة وخيانة،وقد جاء في الحديث:"كل المسلم على المسلم حرام،دمه،ماله وعرضه"،وحتى تبرئ ذمتك من الحرام،وجب عليك إرجاع ذاك المال كله على المتجر،وعليك أن تقدر ذاك المبلغ وترجعه دون إعلام صاحب المتجر حتى لا تحدث الفتنة،حتى وإن كلفك الأمر الاستدانة من غيرك،فأخذ المال الحرام أمر عظيم لا تستهن به ولوكان فلسا واحدا،وإذا عجزت عن ذلك عليك إخبار صاحب المتجر،فإن عفا عنك فجزاه الله خيرا وإن طالبك بحقه صار ما أخذته دينا له عليك تقضيه متى استطعت،والله المستعان.


http://www13.0zz0.com/2013/02/08/16/615778992.gif

(1):أخرجه أبو داود (2/108) والترمذي(1/238) والدرامي(2/264) وغيرهم وهو صحيح أنظر"صحيح الجامع"(423).

http://www13.0zz0.com/2013/02/08/16/615778992.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-08, 19:30
http://www5.0zz0.com/2012/11/08/18/324547194.gif




س: تقولون في المعاملات الربوية أنها جائزة حال الضرورة،فما هو حد الضرورة؟
ج: لقد حرم الله تعالى أمورا كثيرة منها الميتة والدم، ولحم الخنزير وغيرها، لكن إن اضطر المؤمن إلى أكلها أَكَلَها ولا إثم عليه، قال تعالى:"إ نَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"سورة البقرة:173.
وإن قال العلماء أن آخذ الربا مرخص في حالة الضرورة فلم يطلقوا الأمر،بل وضعوا شروطا وقواعد وضوابط تقيده،من ذلك" الضرورات تقدر بقدرها"،ولابد أن يعلم أنّه إن ارتفعت الضرورة وزال الضرر واتسع الأمر بعدما ضاق،فإن الحكم الأصلي يعود وهو الحظر والتحريم،وقد عرف بعض العلماء الضرورة بأنّها: كلّ ما يترتّب على فُقدانها فساد أو اضطراب في حياة الإنسان، وهدّد بالتلف والتّعطيل لما يتعلّق بالضروري من المصالح الّتي لا تستقيم الحياة إلاّ بها، أمّا ما تعلّق بالحاجيات والتحسينات من الكليات الخمس، فلا يعد من الضرورة الّتي تبيح المحظور، وإنّما تبيح الضرورة المحظور إذا اتّصل بالضروري من حياة الإنسان أو دينه وعقله وماله ونسله، فلينظر من أقدم على أكل الربا لماذا أكلَهُ، وهذا لخطر الربا، ولورود النصوص الشرعية الصريحة في تحريمه، من ذلك قوله تعالى: "الّذين يأكلون الرِّبا لا يقومون إلاّ منا يقومُ الّذي يتخبَّطُه الشّيطان منَ المَسِّ ذلك بأنّهم قالوا إنّما البيع مثلُ الرِّبا وأحَلَّ الله البيعَ وحرَّم الرِّبا فمَن جاءَهُ موعِظة من ربِّه فانتهَى فلَهُ ما سَلَفَ وأمرُه إلى الله ومَن عاد فأُولئِك أصحاب النّار هم فيها خالدون" البقرة: .275
وقوله: "يا أيُّها الّذين آمنوا اتّقوا اللهَ وذَرُوا ما بقيَ من الرِّبا إن كُنتم مؤمنين *فإن لم تفعلوا فأْذَنُوا بحَرْبٍ من الله ورسولِه وإن تُبتُم فلكم رؤوس أموالِكم لا تظلمون ولا تُظلَمون "سورة البقرة: 278-279، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لعَن الله آكل الرِّبا ومؤكله وكاتبه وشاهديه" (1)وغير ذلك من الأدلة.
وقد يتحجّج البعض لجواز التعامل مع البنوك الربوية ولو لغير المضطر بكون علّة التحريم هي الاستغلال والانتهازية، فإن انتفت العلّة وارتفع الحكم، ورجع إلى الأصل في الأشياء كلّها وهو الإباحة، ويرد عليهم بأّن البنوك الربوية إلى يومنا الحالي تعطي قروضًا وتشترط الزيادة في تسديد القرض، وما علموا أنّ كلّ قرض جرّ نفعًا فهو ربا، واشتراط الزيادة في القرض عند إبرام العقد هو عين الربا، وعلّة التحريم قد تكون الاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل، وقد تكون غيرها ممّا لا تدركه عقول البشر القاصرة، كما هو الحال في كثير من الأحكام الشرعية الّتي لا تدرك الحكمة من مشروعيتها ولا يدركها على حقيقتها إلاّ الله.

http://www7.0zz0.com/2013/02/08/19/933369575.gif

(1)رواه مسلم وغيره وقد سبق تخريجه.أنظر "الإرواء"(1326).

http://www7.0zz0.com/2013/02/08/19/933369575.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-08, 20:51
http://www7.0zz0.com/2013/02/08/19/375651711.gif

س: شخص وظيفته القيام بعمليات تنصيب أجهزة الاستقبال المقعرة،مع العلم أنّه يستطيع التقيّد بضبط القنوات الصالحة فقط،فهل يجوز له هذا العمل؟
ج: إنّ التلفاز جهاز ذو حدين، حد إيجابي وحد سلبي، فقد يكون جهازًا صالحًا ينفع أفراد المجتمع ويتضمّن برامج دينية وعلمية، ففي هذه الحالة يكون التلفاز إيجابيًا، وقد يكون وسيلة خطيرة إذا تضمّن برامج مدمّرة للدّين وللأخلاق ترى آثارها ظاهرة في المجتمع متمثلة في الفواحش وكبائر الذنوب، وليتفطّن الأولياء الّذين خاطبهم الله تعالى بقوله: ''يا أيُّها الّذين آمنوا قُوا أنفسكُم وأهليكم نارًا وَقُودُها النّاس والحجارة عليها ملائكة غِلاظ شِداد لا يعصُون الله ما أمرَهُم ويفعلون ما يُؤمَرون'' التحريم6 . والّذي قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته'' (1)، قلت: فليتفطّن هؤلاء الأولياء إلى خطورة تلك الهوائيات المقعرة التي يخربون بها بيوتهم بإفساد زوجاتهم وبناتهم وأولادهم، وما نراه من تبرج وانحلال خلقي وزنا ولواط ومخدّرات وغيرها من الظواهر الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي لدليل قاطع على خطورتها وعلى كونه سمًّا يبثه المشركون والكفار ليبعدوا المسلمين عن دينهم وليوهموهم أنّ ديننا الإسلامي لم يعد مناسبًا لعصر العولمة والتكنولوجيا، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلاّ أن يتم نوره، ولا عزّة ولا رفعة للمسلمين إلاّ برجوعهم إلى دينهم وإلى كتاب ربّهم وسُنّة نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم، فأنت أيّها الشخص يجب عليك أن تضبط الجهاز على القنوات الصّالحة، وإن علمت أنّ صاحب الجهاز سيعيد ضبطها على القنوات الفاسدة الّتي يُكفر ويُشرك فيها بالله بواحًا وجهارًا نهارًا وتُكشف فيه العورات وترتكب الفواحش، فإنّه لا يجوز لك تنصيب ذاك الجهاز له، لأنّ في ذلك إعانة على الإثم والعدوان والله تعالى يقول: ''ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان'' المائدة,2 ولا بُدّ من الاسترزاق بالحلال حتّى تلقى الله راجيًا رحمته وجنّته.




http://www7.0zz0.com/2013/02/08/19/933369575.gif

(1)أخرجه البخاري(2554) ومسلم(1829).


http://www7.0zz0.com/2013/02/08/19/933369575.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-09, 14:33
http://www13.0zz0.com/2013/02/09/13/498476519.gif


س:ما حكم الشرع في رجل لا يريد العمل وعنده ولدان وزوجته هي التي تعمل وتنفق عليه؟
ج:يقول الله تعالى:" الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ "سورة النساء:34.
فالنفقة واجبة على الزوج، فعليه أن يوفر لزوجته ما تحتاج من طعام ومسكن وخدمة ودواء وإن كانت غنية...فالشارع ما أوجب هذه النفقة على الزوج لزوجته إلا لكون الزوجة بمقتضى عقد الزواج مقصورة على زوجها محبوسة لحقه لاستدامة الاستمتاع لها، ويجب عليها طاعته والقرار في بيته، وتدبير منزله، وحضانة الأطفال، وتربيتهم، وعليه نظير ذلك أن يقوم بكفايتها والإنفاق عليها.
لهذا، فإنه يجب على هذا الزوج أن يبحث عن عمل يحصل منه على مال ينفق به على زوجته وولده.

http://www13.0zz0.com/2013/02/09/13/983971410.gif


س:ما حكم العمل في الشركات المتخصصة في المسابقات غير المتعلقة بالمواد والآلات الاستهلاكية؟
ج: إن المسابقات المنظمة والمخطط لها على أساس أحادية الطرف الرابح تعتبر قمارا وميسرا، والميسر حرام في الإسلام، لما فيه من الفساد المادي و الروحي، أما الفساد المادي فبضياع الأموال، والفساد الروحي فلصدّه عن ذكر الله عموما وعن الصلاة خصوصا قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"سورة المائدة:90،والمال الذي يجنيه العبد من تلك المسابقات مال حرام،وتعتبر المشاركة في تلك المسابقات المبنية على القمار إعانة على الإثم والعدوان والله تعالى يقول:" وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "سورة المائدة:02.
وقد جعل الله البركة في المال الحلال والرزق الحلال الذي يجنيه المرء من عمل مباح ولو كان ذلك المال قليلا،كما أنّه سبحانه وتعالى يمحق البركة من جسد نبت من الحرام،ولا يستجيب لدعاء داع ماله من حرام وملبسه من حرام ومأكله من حرام عياذا بالله.والله تعالى وعد عباده المؤمنين الصادقين بحسن العوض إن تركوا الحرام خوفا منه ورجاء رحمته،قال سبحانه وتعالى:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ"سورة الطلاق:2-3.
وتجدر الإشارة إلى حكم المسابقات المرتبطة بمنتوج استهلاكي،فإن كان المواطن معتادا على استهلاك سلعة معينة وصادف أن أعلن صاحب السلعة مسابقة تجني من الربح فيها جوائز معتبرة،فلا حرج في مشاركته فيها.أما أن يقصد المواطن شراء سلعة معينة من أجل المشاركة في المسابقة فقط فهذا لا يجوز والله أعلم.
http://www13.0zz0.com/2013/02/09/13/983971410.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-09, 14:47
http://www13.0zz0.com/2013/02/09/13/498476519.gif



س:شخص سمِع مؤخّرًا فتاوى تُحرِّم العمل في البنك، ويذكر أنّه ربّ عائلة ولا يمكنه التوقّف عن العمل فيه، فكيف يتصرّف؟
ج: إنّ تحريم الربا حكم إلهي ثابت بنص القرآن والسُنّة، لا مجال للاجتهاد من أجل تغيير هذا الحكم لتغيير الزمان والمكان، قال تعالى: " وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" سورة البقرة:275، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لعن الله آكِل الرِّبا وموكله وكاتبه وشاهديه'' أخرجه مسلم.
ولا شكّ ولا ريب في أنّ أحكام الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل، ففي تحريم الربا حِكم عديدة ومصالح محقّقة، وما على المؤمن إلاّ التسليم والرضى بقضاء الله وحكم الله، قال سبحانه وتعالى:" وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ " سورة الأحزاب: 36، وقال جلّ شأنه: " فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا " سورة النساء: .65
والعمل في المؤسسات أو البنوك الربوية فيه إعانة على الإثم والعُدوان، والله تعالى يقول: " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ "سورة المائدة: 02، كما أنّه جعل أجرته مترتبة على عمل فيه شُبهة.
ولكن العلماء اعتبروا الضرورة مُبيحة للإنسان المُضطر العمل في تلك البنوك، عملاً بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا ضَرَر ولا ضِرَار''، وبقاعدة: الضرورات تُبيح المحظورات، مع إعمال قاعدة الضرورة تُقدَّر بقَدَرِها، والضرورة مقدّرة حسب حال الإنسان ووضعيته وليست على إطلاقها، والله من رواء القصد وهو يهدي السّبيل.

http://www13.0zz0.com/2013/02/09/13/983971410.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-10, 20:03
http://www5.0zz0.com/2013/02/10/18/360040270.gif


س:شخص يسأل عن حكم ترك الفوائد الربوية للبنك بعدما علم بتحريم أخذها واستغلالها؟
ج:إن الفوائد الزائدة على رأس المال الموضوع في البنك هي ربح غير مشروع وهي ربا محرم،قال تعالى:" يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ*فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ"سورة البقرة278-279.فعلى من وضع ماله في البنك خوفا من ضياعه أو سرقته،أن يسحب تلك الفوائد الربوية المحرمة من البنك ولا يتركها له،لأن تركها يقوي البنك،وفي ذلك إعانة على الإثم والعدوان والله تعالى يقول:" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"سورة المائدة:02.كما لا يجوز الإنفاق من تلك الفوائد الربوية عل النفس وعلى الأقارب ممن تجب نفقتهم عليه ،وأجاز العلماء إعطاءها للفقراء والمحتاجين الذين اشتدت بهم الحاجة مع عدم إخبارهم بمصدر ذاك المال الخبيث،والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل،والأولى إنفاقه فيما يحتقر ويستقذر كبناء المراحيض العمومية وأماكن رمي القاذورات.



http://www5.0zz0.com/2013/02/10/18/134276464.gif

mazina
2013-02-11, 11:05
شكرا لك على الموضوع وفعلا نحن في حاجة الى مثل هذه المواضيع المهمة في حياتنا اليومية

"جُوهَرْ"
2013-02-26, 14:39
http://www2.0zz0.com/2013/02/26/13/128146142.gif


س: تاجر يزيد على الثمن الأصلي للمبيعات أكثر من نصفه حتى يربح في تجارته ولو على حساب المشترين الغافلين عن حقيقة الأمر والمضطرين إل شرائها،فما حكم ذلك؟

ج:خلق الله الخلق ليعبدوه وليوحّدوه،وسخر لهم ما في الأرض ليتسن لهم عمارتها ويهل عليهم العيش فيها والتنعّم بما أحل الله منها ومن طيباتها،وحث المؤمنين على السعي من أجل الحصول على الرزق الحلال كوسيلة من وسائل تحقيق العبودية لله جل جلاله،ونهاهم عن التواكل والخمول.والتجارة وسيلة من بين تلك الوسائل الموصلة إلى تحقيق الغاية العظمى،وقد ورد في الكتاب والسنّة وعمل السلف الصالح نصوص وآثار مبيّنة لأحكام تتعلق بالتجارة وبحلالها وحرامها،يجب على التاجر معرفتها والسؤال عنها للعمل بها حتى يصدق فيه قول الله سبحانه وتعالى:" في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ* رِجَالٌ لّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ* لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ"سورة النور36/38.
ويصدق فيه قوله صلى الله عليه وسلم ما معناه" التاجر الأمين الصدوق مع النبيّين والصديقين والشهداء والصالحين"(1)،فينبغي على التاجر الحرص على أن لا يدخل بيته فلس واحد من الحرام،ويجوز للتاجر أن يزيد في مبلغ السلعة التي اشتراها بقيمة معقولة،أما أن يزيد نصف قيمتها فهذا أكل لأموال النّاس بغير حق.
قال تعالى:" وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ"سورة البقرة:188، وقال صلى الله عليه وسلم:"رحم الله امرأ سمحا إذا اشترى، سمحا إذا باع"(2).
http://www2.0zz0.com/2013/02/26/13/182658396.gif
(1): ضعيف،أخرجه الترمذي والحاكم أنظر ضعيف الجامع(2500).
(2): رواه البخاري(2076).

http://www2.0zz0.com/2013/02/26/13/182658396.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-26, 14:40
شكرا لك على الموضوع وفعلا نحن في حاجة الى مثل هذه المواضيع المهمة في حياتنا اليومية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك ولا شكر على واجب يا أختاه.

"جُوهَرْ"
2013-02-27, 17:08
http://www6.0zz0.com/2013/02/27/15/383699104.gif



س: ما هو حكم أخذ منحة تعطى لغير العاملين من شخص يعمل وشهد شاهدان لصالحه زورا بأنّه لا يعمل،وهو لا يزال يأخذ هذه المنحة إلى اليوم؟
ج: قال الله تعالى:"يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ"سورة الأنفال:27،وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من غشّنا فليس منّا"(1)،ومن شهد زورا وكذبا ليأخذ شيئا هو ليس من حقّه وخان الله تعالى ونفسه ومجتمعه،ويكون بفعله هذا قد أكل أموال النّاس بالباطل لأن ذاك المال ليس من حقّه،ومستحقّوه الحقيقيون هم الذين توفرت فيهم الشروط التي جعلها ولي الأمر وفرضها ليأخذوه،وقد قال عز وجلّ:" وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ"سورة البقرة:188،وعلى الشخص الذي سلك سبيل الكذب والغشّ والتزوير من أجل أخذ دراهم معدودة رخيصة تستوجب غضب الله أن يتوب وأن يقلع عن هذا الخطأ بإعلان شهادة عمله لدى السلطات المعنية.
(1):رواه مسلم(1/69).



http://www6.0zz0.com/2013/02/27/15/833387208.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-27, 17:54
http://www6.0zz0.com/2013/02/27/15/383699104.gif


س:شخص يريد أن يفتح دكانًا يبيع فيه السجائر فقط وبكل أنواعها، فهل ماله الّذي سيجنيه منه حلال أم حرام؟
ج:إنّ الدِّين الإسلامي يحث على العمل والكد والسّعي من أجل الحصول على الرزق الحلال، ويحارب الخمول والكسل ومد الأيدي للنّاس ليعطوا أو يمنعوا بذلهم أو صدقتهم عن السائل الماد يده، فتجد أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان تاجرًا من تجار قريش الأمناء الجادّين في عملهم، ثمّ بعد بعثته صلّى الله عليه وسلّم تفرّغ للدعوة والتّبليغ عن الله عزّ وجلّ، وقد ذهب كبار الصحابة يشتغلون بالتجارة طلبًا للرزق الحلال، وقد ذهب أصحاب الدثور منهم بالأجور العظيمة لأدائهم العبادات على أكمل وجه ولبسط أيديهم بالصدقة والإنفاق على الفقراء والمحتاجين. والمؤمن يحرص كلّ الحرص على أن لا يدخل في ماله فلس واحد من الحرام، وقد ذكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ المرء يحرم إجابة الدعاء إن كان ملبسه حرامًا وشرابه حرامًا ومأكله حرامًا وغُذّي بالحرام حيث قال: ''أنّى يستجاب له؟'' فمن أسباب عدم إجابة الدعاء هو الاسترزاق من الحرام. ومعلوم أنّ حفظ النّفس وحفظ المال من كليات الإسلام، قال تعالى: "وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" البقرة: 195، والتّدخين محرّم لإضراره بصحّة المرء ولتضييعه لماله، فقد ثبت من بحوث الطب الحديثة أنّ التدخين يؤدّي بالمدخّن إلى الموت البطيء، فهو إذن نوع من الانتحار، والانتحار محرّم في الإسلام ويخلّد صاحبه في نار جهنّم يوم القيامة. ويتحايل بعض النّاس فيقولون اختلف العلماء في حكم التدخين، إذ قال بعضهم بكراهته لا بتحريمه فنقول: لقد ذهب بعض العلماء قديمًا إلى كراهة التّدخين لعدم علمهم بأضراره الصحية، أمّا اليوم وبعد أن تطوّر مجال الطب ثبت أنّ التدخين يقتل الإنسان ويهلكه، فحصل إجماع في هذا العصر على تحريمه، فلا يلتفت إلى حكم الكراهة بعد هذا، فحكم التدخين إذن هو التحريم، ومَن استمرّ في هذا الفعل بعد أن عَلِم الحكم فهو آثِم مستحق لعذاب الله عزّ وجلّ. بعدما ذكرناه يتبيّن أنّ التجارة في الأمر المحرّم شرعًا محرّمة، وفتحك لمحل أو دكان تبيع فيه السجائر بجميع أنواعها لا يجوز، وعليك أن تقلع عن هذا الفعل وأن تتوب إلى الله تعالى، ولك أن تستبدل تلك السلعة المحرّمة بسلعة أخرى تكون حلالاً وما أكثرها، فالله جعل للنّاس من الحلال والطيّبات ما يُغنيهم عن الحرام والخبائث.


http://www6.0zz0.com/2013/02/27/15/833387208.gif

"جُوهَرْ"
2013-02-27, 17:58
http://www6.0zz0.com/2013/02/27/15/383699104.gif

س: ماحكم المال الذي تعطيه الدولة لأرامل الشهداء،هل هو مال حرام أم حلال؟
ج: المال الذي تعطيه الدولة لأرامل الشهداء مال حلال،لأنّه بمثابة تعويض عن الضرر الذي لحقها ولحق أبنائها بموت زوجها شهيدا إن شاء الله في الثورة التحريرية ضد الاستعمار،وكثير من عائلات الشهداء شرّدوا وعانوا الجوع والبرد واليتم والفقر والجهل،فقررت الدولة منح تلك المبالغ المالية والاستحقاقات الرمزية لأرامل وأبناء الذين فدوا بأرواحهم كلمة لا إله إلاّ الله حتى ترفع في بلادنا الذي أراد الكفار استعماره،فلهم علينا جزيل الفضل،وبارك الله في أولادهم وأموالهم وجميع أبناء الوطن ورحم الله جميع المؤمنين والشهداء،آمين والسلام.

http://www6.0zz0.com/2013/02/27/15/833387208.gif

fifi tery
2013-02-28, 21:36
مادا عن الفتيات اللواتي ترتدين البنطال

"جُوهَرْ"
2013-03-01, 14:56
مادا عن الفتيات اللواتي ترتدين البنطال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

س: ما هو اللباس الشرعي للمرأة؟
ج:ليس هناك تسمية محددة للباس الشرعي الذي فرض على المرأة،إذ يطلق عليه اسم الحجاب الشرعي،والجلباب،واللباس الشرعي،وغيرها،ولكن المتفق عليه هو الصفات التي يجب توفرها في اللباس حتى يكون مشروعا ارتداؤه:
1- أن لا يصف البدن،ويظهر مفاتن المرأة ويحدد جسمها كأن يكون ضيقا مثلا،فهذا لا يجوز ارتداؤه أمام الأجانب.
2- أن لا يشفّ عما تحته،كأن يكون شفافا فهذا لا يجوز ارتداؤه.
3-أن لا يشبه لباس الكافرات،وأن لا يشبه لباس الرجال.
4-وأن لا يكون لباس شهرة يلفت الأنظار إليه.
5-أن يكون سابغا يغطي جميع بدنها ماعدا الوجه والكفين.


أخت فيفي،لا يجوز للمرأة أن تلبس البنطال بصورته الشائعة أمام الأجانب لأنه يظهر مفاتنها، ولكن لها أن تتسرول ، إذا كان فوق السروال ثوب سابغ إلى الركبتين.

والله أعلم.

"جُوهَرْ"
2013-03-06, 14:08
http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/950365338.gif


س:ماحكم اقتراض مبلغ من المال من أحد البنوك الربوية؟


ج:من المعلوم أنّ البنوك الربوية تطلب الزيادة على المبلغ الذي تقرضه للمتعاملين معها، وهذا ربا محرّم بإجماع المسلمين عملاً بنص الكتاب والسنّة، قال تعالى: "يا أيُّها الذين آمنوا اتّقوا الله وذروا ما بقي من الرِّبا إن كنتم مؤمنين * فإن لم تفعلوا فاذَنُوا بحَرب من الله ورسوله وإن تُبْتُم فلكم رُؤوس أموالكم لا تَظلمون ولا تُظلمون"البقرة: 278279، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''الذهب بالذهب والفضة بالفضة والبرّ وبالبرّ والشّعير بالشّعير والتمر بالتمر والملح بالملح مثلاً بمثل سواء بسواء يدًا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد'' (1). وقد لعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''آكل الرِّبا وموكله وشاهديه'' (2)، كما أنّه قرض جرّ نفعًا وهو ما بيّنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أنّه عين الربا.

http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif

(1):رواه مسلم (1587).
(2):رواه مسلم (1598).
http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif

"جُوهَرْ"
2013-03-06, 14:11
http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/950365338.gif


س: ما حكم المشاركة في المسابقات التي تبث في التلفزة؟
ج:إن المسابقات التي تلجأ إليها بعض الشركات والمؤسسات لطلب الحصول على الأموال الكثيرة دون مقابل،اعتمادا على التغرير والخداع لعامة النّاس،تعتبر قمارا،وكلّ معاملة فيها مقامرة أو تغرير أو أكل للمال الحرام بالباطل أو إضرار بالآخرين فهي محرمة،وصورتها أن كل مشترك يدفع مبلغا من المال مخاطرة وهو لا يدري هل يحصل على مقابل أم لا،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ* إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ" سورة المائدة:90/91.
ونفس الحكم بالنسبة لما تقوم به بعض المؤسسات والمحلات التجارية من نشر الإعلانات في الصحف وغيرها عن تقديم الجوائز لمن يشتري من بضائعهم المعروضة،ممّا يغري بعض النّاس على الشراء من هذا المحل دون غيره،أو يشتري سلعا ليس له فيها حاجة طمعا في الحصول على إحدى هذه الجوائز،فهذا أكل لأموال النّاس بالباطل،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا"سورة النساء:29/30.
غير أن بعض أهل العلم نظروا إلى الموضوع بشيء من التيسير،وقالوا إذا كان المنتج ترغيبا للنّاس في شرائه وضع مكافأة لمستهلكيه على سبيل الترغيب لا شيء عليه،بشرط أن الزبون تعوّد على شراء المنتوج قصد استهلاكه بدافع الحاجة سواء معه المكافأة أو لا،فهذا النوع قيل فيه الإباحة.


http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif

"جُوهَرْ"
2013-03-06, 14:26
http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/950365338.gif



س:أحد الجيران أخذ قطعة أرض من جاره بغير حق، ما حكمه؟
ج: إنّ منزلة الجار في الإسلام عظيمة، قال الله تعالى: " وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشِرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِي ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِي الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا " النساء: 36 ،قال ابن رجب في كتابه ''جامع العلوم والحكم'' معلّقًا على هذه الآية: جمع الله في هذه الآية بين حقّه على العباد وحقوق العباد بعضهم على بعض، وجعل الّذي أمر بالإحسان إليهم خمسة أنواع: أحدهما: أصحاب القرابة وخصّ الوالدين فلهما حق التربية، الثاني: الضعيف في بدنه وهو اليتيم، ثمّ الضعيف في ماله وهو المسكين، ثمّ أصحاب القرب والمخالطة، وهو أنواع: جار ذو قربى، وجار أجنبي.
أمّا الجار ذو القربى فقد وجب الإحسان إليه من جانبين، جانب كونه جارًا وجانب كونه قريبًا، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يدخل الجنّة قاطع رحم''(1) ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''مَن سرَّهُ أن يبسط له في رزقه، وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه'' (2).
أمّا الجار الأجنبي فقد أوصى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم به أمّته، أخرج مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلّى الله عليه وسلّم بثلاث: ''أن أسمع وأطيع ولو لعبد مجدّع الأطراف، وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف ...''(3) ، وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله إنّ لي جارين فإلى أيّهما أهدي؟ قال: ' ''أقربهما بابًا'(4).
وأخرج البخاري عن ابن عباس يقول: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''ليس المؤمن الّذي يشبع وجاره جائع'' (5) ، وفي رواية ''وهو يعلم''.
وأخرج البخاري أيضًا عن ابن عمر قال: لقد أتَى علينا زمان -أو قال حين- وما أحدنا أحق بديناره ودرهمه من أخيه المسلم، ثمّ الآن الدينار والدرهم أحبّ إلى أحدنا من اخيه المسلم، سمعتُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''كَم من جار متعلّق بجاره يوم القيامة، يقول: يا ربّ هذا أغلق بابه دوني فمنع معروفه''(6).
أمّا عن اقتطاع قطعة أرض بغير حق فمحرّم في الإسلام، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: ''مَن أخذ من الأرض شيئًا بغير حقّه خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين''(7).
وعن يعلى بن مرّة رضي الله عنه مرفوعًا قال: ''أيُّما رجل ظلم شبرًا من الأرض كلّفه الله أن يحفره حتّى آخر شبع أرضين ثم يطوّقه يوم القيامة حتّى يقضي بين النّاس'' (8).
فليتُب الّذي أخذ أرضًا لغيره ويردّها إلى صاحبها قبل فوات الأوان، والله أعلم.


http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif
(1) :رواه البخاري(5984).
(2) : رواه البخاري(5985) ومسلم (2557).
(3) : رواه مسلم(721).
(4) : أخرجه البخاري في صحيحه(2259) وأخرجه في الأدب المفرد(107).
(5) : رواه البخاري في الأدب المفرد(112).
(6) : أخرجه البخاري في الأدب المفرد(111).
(7) : رواه البخاري(3196).
(8) : أخرجه الطبراني في الكبير(22/692) وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع(240).


http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif

"جُوهَرْ"
2013-03-06, 14:33
http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/950365338.gif


س: شخص يسأل عن صحة عقد بيع عقار تولى إجراء هذا العقد جده المالك له الذي كان يبلغ حينئذ 97سنة؟
ج:.إذا كان جدك يتمتع بكامل عقله حين اجري هذا البيع،فالعقد صحيح والبيع صحيح،فصحة البيع ليست لها علاقة بالسّن وإنّما بصحة العقل.

http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif

س: ماحكم بيع الذهب بالتقسيط؟

ج:يشترط في بيع الذهب التقابض واتحاد مجلس التّسليم والدفع، مصداقًا لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''الذهب بالذهب... يدًا بيد مثلاً بمثل''(1) ، فإن لم يتحقّق ذلك فيعتبر ربًا، وقد قال تعالى: ''وَاَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا: البقرة.275 وقال سبحانه وتعالى: ''الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ'' البقرة,275 وذلك اعتبارًا بأن الذهب والنقود تجمعها علّة واحدة وهي علّة الجنس وهي الثمينة والنقدية، فمَن أراد شراء الذهب بالتّقسيط فلا يستلم السلعة حتّى يدفع الثمن كلّه.
(1): أخرجه مسلم (1587).

http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif

س: ما هو حكم استعمال الفوائد الربوية في شراء الهدايا لأقارب في المناسبات؟
ج:قال الله تعالى:" وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا "سورة البقرة:275.
وقال سبحانه وتعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ* فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ"سورة البقرة278/279.
وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا ومؤكله زكاتبه وشاهديه،بهذا الأدلة القطعية الثبوت والدلالة والصريحة في الحكم أجمع علماء المسلمين على تحريم الربا وعلى تحريم استغلال الفوائد الربوية وعدوا الربا كبيرة من كبائر الذنوب والآثام التي تستوجب غضب الله والطرد من رحمته وتتسبب في عدم إجابة الدعاء.
واستعمال الفوائد الربوية في شراء الهدايا للأقارب والأهل يعتبر انتفاعا بها لأن هؤلاء الأقارب سيهدون إلى مستعمل الربا ردا للجميل وبذلك يكون هو المنتفع بها وهو المحرم.


http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif


س: ما حكم رهن حُلي الذهب في البنك؟

ج:الرهن جائز، بدليل قوله تعالى: "وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ" البقرة:.283 أمّا رهن الحلي في البنك فمحرّم لغيره، لأنّ التحريم يلحقه من جهة التعامل مع البنك بالفوائد الربوية على هذا الرهن، والله يقول: "يمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ" البقرة:276، ولو كان هذا الرهن خاليًا من الفوائد عند الاسترجاع، فإنّه حينئذ يصير حلالاً.


http://www6.0zz0.com/2013/03/06/12/720162116.gif

"جُوهَرْ"
2013-03-12, 13:45
http://www13.0zz0.com/2013/03/12/12/252754737.gif

لباس المرأة
س: هل يجوز للمرأة أن تتزين وتتعطر ثم تخرج؟
ج: جواب: يحرم على المرأة أن تخرج وتظهر أمام الأجانب متزيّنة أو متعطّرة أو متبرّجة. وقد قال الله تعالى: ''وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمؤمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ'' سورة النور31 وقال أيضاً: ''وقَرْنَ في بيوتِكُنّ ولا تبَرَّجْنَ تبرُّجَ الجاهلية الأُولى'' سورة الأحزاب.33 وقال أيضاً: ''يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَّحِيماً''سورة الأحزاب 59، بمعنى ذلك أقرب وادعى لأن يعرفن بالحشمة والحياء فلا يؤذيهنّ أحد.
وقد ثبت أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سبَّه المتعطّرة الّتي تمرّ على الرِّجال فيجدوا رائحة العطر فيها، بالزانية عياذاً بالله، فعلى المرأة أن تلبس لباسها الشّرعي وأن لا تتعطَّر وأن لا تتزيّن عندما تخرج من بيتها.
http://www13.0zz0.com/2013/03/12/12/770886017.gif

nito
2013-05-21, 18:32
السلام عليكم فضيلة الشيخ :
أما بعد أريد الاستفسار حول تمويل مشاريع أونساج عن طريق البنوك الربوية في حالة الاجراءات الجديدة المتخدة و التي تنص على تسديد الفوائد المترتبة عن القرض من طرف الحكومة .
أرجوا من سيادة الشيخ الفضيل اجابة صريحة و مباشرة
وشكرا

"جُوهَرْ"
2013-06-01, 18:49
السلام عليكم فضيلة الشيخ :
أما بعد أريد الاستفسار حول تمويل مشاريع أونساج عن طريق البنوك الربوية في حالة الاجراءات الجديدة المتخدة و التي تنص على تسديد الفوائد المترتبة عن القرض من طرف الحكومة .
أرجوا من سيادة الشيخ الفضيل اجابة صريحة و مباشرة
وشكرا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي أنا قمت فقط بنقل الفتاوى الموجودة في الكتاب،وأرجو أن تطرح السؤال على الشيخ مباشرة وأرجو أن تجد اجابة صريحة ومباشرة وشكرا.

"جُوهَرْ"
2013-06-01, 18:55
http://www13.0zz0.com/2013/06/01/17/995728460.gif


س: ظهر في زماننا أنواع من الألبسة تسميها لابساتها حجابا،فما هي شروط الحجاب الشرعي حتى يتسنى التفريق بينه وبين الألبسة؟
ج: قال الله تعالى: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"سورة الحشر:07، وقال كذلك:" قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"سورة آل عمران31،فطاعة الله واجبة وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم واجبة أيضا،وقد أمر الله عزوجل في كتابه النساء المؤمنات وأمرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بارتداء الحجاب أمام الرجال الأجانب عنهم وهم غير المحارم،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"سورة الأحزاب:59،وقال صلى الله عليه وسلم:"صنفان من أهل النّار لم أرهما.قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها النّاس.ونساء كاسيات عاريات،مميلات مائلات،رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة،لا يدخلن الجنّة،ولا يجدن ريحها.وإنّ ريحها ليُوجد من مسيرة كذا وكذا"(1).
هذا وإن ّللحجاب حتى يكون شرعيا شروطا وضوابط مستخرجة من الكتاب والسنّة، منها أن لا يكون شفافا يرى من ورائه لون بشرتها،وأن لا يكون ضيقا يصف جسمها للحديث السالف الذكر،قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: وقد فسر قوله رحمه الله:"كاسيات عاريات" بأن تكتسي ما لا يسترها،فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية،مثل من تكتسي الثوب الرقيق يصف بشرتها،أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلفها،وإنّما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفا واسعا.
ومن تلك الشروط أن لا يشبه لباس الرجال،وأن لا يشبه لباس الكافرات،وأن لا يكون زينة في نفسه،وأن يكون سابغا يغطي جميع بدنها،أمّا ما ترتديه بعض النّساء اليوم من ألبسة ضيقة وشفافة لا تغطي من جسمهنّ ولا من شعرهنّ إلاّ جزءا منه،فذلك لا يعتبر من الحجاب الشرعي،وعلى المرأة المؤمنة أن تعلم أن كرامتها وعرضها في ارتدائها الحجاب،لا في نزعه أو التساهل في بعض شروطه.
ولم يكن إتيان أمر الله تعالى به عائقا أبدا في طلب العلم وأخذ الحقوق، قال تعالى:" وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ"سورة الطلاق:2/3.

http://www13.0zz0.com/2013/06/01/17/354037813.gif

(1):رواه مسلم(2128).
http://www13.0zz0.com/2013/06/01/17/354037813.gif

"جُوهَرْ"
2013-06-01, 19:02
http://www13.0zz0.com/2013/06/01/17/995728460.gif


س:هل يجوز للمرأة الدخول إلى مدرسة السياقة للحصول على الرخصة،وبالتالي هل يجوز لها سياقة السيارة لوحدها؟
ج: يجوز ذلك للمرأة إن أمنت على نفسها الفتنة،وإن تحرت في دراستها تلك عدم الوقوع في الحرام كالاختلاط والخلوة بينها وبين غيرها من الرجال الأجانب،فإن تحقق ذلك، واجتنبت المحرمات جاز لها الدخول إلى تلك المدرسة والحصول على الرخصة،خاصة إن كان المرشد أثناء التطبيق امرأة،فلا مانع حينئذ،و سياقة المرأة للسيارة جائز خاصة إن كانت مرتدية لحجابها الشرعي مبتعدة عن التبرج،الذي يجلب الأنظار إليها، وما ينبغي الإشارة إليه هو عدم جواز سفرها بلا محرم يرافقها،وإن كانت هي التي تسوق سيارتها، والله أعلم.

http://www13.0zz0.com/2013/06/01/17/354037813.gif

س: فتاة لا ترتدي الحجاب لكنها تلبسه فقط في رمضان حين ذهابها إلى صلاة التراويح ثم تنزعه بعد ذلك؟
ج: إنّ ارتداء الحجاب الشّرعي واجب على المرأة المسلمة متَى بلغت لأنّها ببلوغها تصير مكلّفة ومخاطبة بكلّ الفرائض وسائر العبادات، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءَ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ" الأحزاب: 59، وقال أيضًا: "وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ" النور: .31
والحجاب الّذي فرضه الله عزّ وجلّ على النساء لا يعني مجرّد قطعة قماش تلقيها الواحدة منهن على جسدها، وإنّما أيضًا العفة والحشمة والحياء والشرف وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب، وعدم الخلوة مع أحد الرجال الأجانب وعدم المراسلة معهم وغير ذلك.
كما أنّ الله فرض الحجاب على المرأة البالغة، فقد فرض عليها أيضًا الصّلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك من الواجبات، ومتَى فرّطَت في واحدة منها وعصَت ربّها فقد وقعت فيما يستلزم عذاب الله تعالى، فالّتي تلبس الحجاب الشرعي ولا تصلّي فإنّ الله سيحاسبها على تركها الصّلاة والوعيد الشّديد الموجّه لتارك الصّلاة مبيّن في أحاديث كثيرة من أحاديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
والّتي تصلّي ولا تلبس الحجاب الشرعي سيحاسبها الله سبحانه وتعالى على عدم ارتدائها الحجاب الشّرعي لأنّ كليهما فرض ولا يغني واحد عن الآخر، وقد أخطأ مَن قال: الإيمان في القلب فقط، بل الإيمان ما يعتقده المؤمن وينطق به لسانه ويظهر على جوارحه وأفعاله ولتجعل تلك الفتاة وسائر الفتيات المؤمنات رمضان فرصة لها لارتداء الحجاب الشرعي فنحن في الدنيا عابرو سبيل ومردنا إلى الله الذي خلقنا وأوجدنا على هذه الأرض لنعبده،قال تعالى:" فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"سورة الكهف:110.


http://www13.0zz0.com/2013/06/01/17/354037813.gif

"جُوهَرْ"
2013-06-02, 17:36
http://www9.0zz0.com/2013/06/02/11/241312051.gif


س: ما هو حكم التبرج في الإسلام؟
ج:التبرج إظهار المرأة زينتها ومحاسنها للرجال غير المحارم أي الأجانب، وهو حرام باتفاق الأمة من السلف والخلف، لأن المطلوب من المرأة شرعا هو أن تختفي جميع بدنها ما عدا الوجه والكفين، وما حرم الإسلام التبرج إلا ليحفظ للمرأة للمرأة كرامتها وعفتها وحياءها وشرفها،ذلك أن الجمال الحقيقي هو جمال النفس المهذبة الطاهرة،فكيف تبيع الجمال الثابت الدائم بجمال مصطنع زائف؟
والإسلام حرّم على المرأة أن تظهر زينتها إلاّ أمام محارمها وزوجها،ومحارمها هم من ذكرهم الله سبحانه وتعالى:" وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"سورة النور:31.فهذه الآية من سورة النور يذكر الله سبحانه وتعالى فيها محارم المرأة ومن يجوز لها إظهار زينتها أمامهم،والمقصود بالزينة كما بيّنها المفسرون مواضع الزينة،كالرقبة والشعر والقدمين واليدين، وذكر الله لهؤلاء المحارم في القرآن ولغيرها من الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة وحجابها،دليل على أهمية وخطورة شأنها في إصلاح الأسرة وإصلاح المجتمع وإصلاح الأمة بأسرها.ومن بين تلك الأحكام التي ترضاها تلك الفطرة السليمة والعقل السليم،وجوب الحجاب، ولا يعني الحجاب مجرد لباس وكفى،وإنّما يعني أن تكون المرأة المسلمة عفيفة وذات مروءة،وأن تكون بعيدة عن مواطن الشبهة وبعيدة عن اختلاطها بالرجال الأجانب،قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"سورة الأحزاب:59،وقال سبحانه وتعالى:" وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ"سورة الأحزاب:53.
فخروج المرأة من بيتها متبرجة لتبدو أمام الرجال الأجانب بغير حجاب حرام، وارتداؤها لما ينافي حياءها ويظهر مفاتنها ومحاسنها حرام أيضا.عن دحية الكلبي أنّه قال:"أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباطي"جمع قبطية وهي ثوب يصنعه قبط مصر رقيقة وبيضاء-فأعطاني منها قبطية فقال:اصدعها صدعين فاقطع أحدهما قميصا وأعط امرأتك تختمربه،فلّما أدبر قال:"وأمر امرأتك أن تجعل تحته ثوبا لا يصفها" (1).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صنفان من أهل النّار لم أرهما.قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها النّاس.ونساء كاسيات عاريات،مميلات مائلات،رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة،لا يدخلن الجنّة،ولا يجدن ريحها.وإنّ ريحها ليُوجد من مسيرة كذا وكذا"(2).
لابّد أن يكون لباس المرأة ولو أمام مثيلاتها من النّساء فضفاضا لا يصف ولا يشّف وبذلك تحفظ كرامتها وعفتها.

http://www9.0zz0.com/2013/06/02/11/907935797.gif
(1):رواه أبو داود (4116) وهو حديث ضعيف لكن له شاهد يتقوى به أخرجه أحمد،والبيهقي، وغيرها،كما في الثمر المستطاب في فقه السنّة والكتاب(1/318-319).
(2): رواه مسلم(2128).


http://www9.0zz0.com/2013/06/02/11/907935797.gif

"جُوهَرْ"
2013-06-02, 17:43
http://www9.0zz0.com/2013/06/02/11/241312051.gif


س: ما حكم نزع شعر الحاجبين بالنسبة للمرأة؟
ج: قال الله تعالى ''وَمَا آتَاكُم الرَّسولُ فخُذُوهُ وما نهاكُم عنهُ فانتَهُوا'' الحشر07. وقال سبحانه وتعالى ''يا أيُّها الّذين آمنوا أطيعوا اللهَ وأطيعوا الرّسولَ'' النساء59 . وقال جلّ وعلا ''فلاَ وَرَبِّكَ لا يُؤمنون حتّى يُحَكِّمُوك فيما شَجَر بينَهُم ثمّ لا يَجيدوا في أنفُسِهِم حَرَجاً ممّا قَضَيْتَ ويُسَلِّموا تسليماً'' النساء65. وقال عزّ وجلّ ''قُل إن كُنتُم تُحِبُّون اللهَ فاتَّبِعوني يُحْبِبْكُم اللهُ'' سورة آل عمران31. فطاعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم واتّباعه والعمل بما جاء به، واجب على كلّ مسلم يرجو الرّحمة والمغفرة ودخول الجنّة، ولقد ضلّ وخسر خُسراناً مُبيناً مَن يفرّق بين الكتاب والسُّنَّة فيعمل ويؤمن بما جاء به القرآن، ويهمل ما جاء في السُّنَّة، قال تعالى ''فَلْيَحْذَرِ الّذين يُخالِفون عن أمْرِه أن تُصيبَهُم فِتنة أو يُصيبَهم عذاب أليم'' النور63. وفي مسألة النَّمص قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لعن الله النامصة والمتنمّصة''، واللعنة هي الطرد من رحمة الله تعالى، فالنّمص أو نزع شعر الحاجبين مُحرَّم، والشعر الّذي يدخل في مسمّى الحاجب عُرفاً يُحرَم نزعه، ولو أمر الزّوج بذلك -كما تتحجّج كثير من النّسوة-. فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق''، ويجوز للزّوجة أن تتزيّن بما أحَلّ الله من أنواع الزينة، وما أكثرها، فضلاً عن التزين بكريم الأخلاق وطيب الكلام وحسن الأفعال، والله الموفق.

http://www9.0zz0.com/2013/06/02/11/907935797.gif

س: فتاة تريد ارتداء الحجاب لكنها مترددة فماذا يقال لها ولأمثالها؟
ج:" قال تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"سورة الأحزاب:59،أمر الله سبحانه وتعالى نساء المؤمنين أن يرتدين الحجاب الشرعي.
وعلى المسلمة أن تنزع الشكوك التي قد تحدثها بعض النّساء وبعض الرجال ممّن أعمى الله بصيرتهم،فأصبحوا لا يرون إلاّ بصيص التمدن والتحضر والعصرنة ولو على حساب كتاب الله عز وجل وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم،فيتهمون من هداهن الله لارتداء الحجاب الشرعي بالتخلف والرجعية،وقد كذبوا والله في ظنّهم،فالله عز وجل ما خلق الإنس والجن إلا لعبادته وإتيان أمره واجتناب نواهيه.
فالحجاب يورث الشعور بالعزة والشرف والعفة والحياء، وصدق القائل حين قال:"تاج المرأة حياؤها" وحياؤها لا يتأتى إلاّ بتحجبها عمّن لا يحل لها وعن غير المحارم بصفة عامة وللتأكد من ذلك كلّه يرجع إلى سورة النور.
وعلى الأولياء والأزواج أن يؤدوا حق الأمانة التي استرعاهم الله تعالى عليها بالنصح والتوجيه والإرشاد والإقناع.
قال تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ"سورة التحريم:06،وقال صلى الله عليه وسلم:"الرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته".
وفي الكتاب والسنة من الآيات والأحاديث الآمرة بغض البصر وحفظ الفرج والناهية عن التبرج وإبداء الزينة أمام غير المحارم والاختلاط والخلوة بغير المحارم والعدد الكثير،مما يدل على أنّ الإسلام دين الله صالح لكل زمان ومكان عقيدة وشريعة وسلوكا وآدابا لحفظ شرف الإنسان ورفعه من درجات الحيوانية إلى درجات الإنسانية وهذب العلاقات مع الله ومع الغير ومع النّفس، وسما بها إلى أشرف الدرجات وعجبا لمن آثر الانحطاط إلى الأرض والتشبه بغير المسلمين.
http://www9.0zz0.com/2013/06/02/11/907935797.gif

yassino13
2013-06-04, 17:42
http://i32.servimg.com/u/f32/12/72/25/03/hand10.gifإعلان عام:


http://img256.imageshack.us/img256/6629/gatel.gif




http://i32.servimg.com/u/f32/12/72/25/03/hand10.gifإعلان عام: سوف تندم إن لم تدخل هنا وإذا دخلت سوف تندم إن لم تعد هنا (http://tlemcen.ahlamontada.com/t2448-topic)



عاااجل يا زائر عاااجل عاااجل http://i32.servimg.com/u/f32/12/72/25/03/hand10.gifعاااجل عاااجل عاااجل عاااجل



http://img256.imageshack.us/img256/6629/gatel.gif

"جُوهَرْ"
2013-06-06, 20:52
http://www6.0zz0.com/2013/06/06/17/284154253.gif


كتاب الأيمان والنذور


س:شخص كذب وأقسم بالله على شيء كذبا إرضاء لزوجته؟
ج: روى مسلم في صحيحه عن أم كلثوم، رضي الله عنها، أنّها سمعت رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ''ليس الكذّاب الّذي يصلح بين النّاس فينْمي خيرًا أو يقول خيرًا''(1) ، وقال ابن شهاب: "ولم أسمع يرخَّص في شيء ممّا يقول النّاس كذب إلاّ في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين النّاس، وحديث الرجل وامرأته وحديث المرأة وزوجها''.
فيجوز للرجل أن يكذب على زوجته حتّى ترضى ويجبر خاطرها، إن هي غضبت أو حزنت.
ولا بُدّ أن نوضّح أمرًا هنا، وهو أن الكذب في هذه الأحوال يأخذ حكم المقصد والغاية منه. فإن كان المقصد واجبًا، كان الكذب واجبًا، وإن كان المقصد مباحًا فالكذب مباحًا... وهكذا.
والأحوط في هذا كلّه أن يعتمد العبد على التورية، ومعنى التورية أن يقصد بعبارته مقصودًا صحيحًا ليس هو كذبًا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ مع تجنّب اليمين، لأنّ الله يقول:" وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ" سورة القلم:10.

(1): أخرجه البخاري(2692) ومسلم (2605). والصواب: "ليس الكذّاب الذي يصلح بين النّاس،ويقول خيرا وينْمي خيرا".

http://www6.0zz0.com/2013/06/06/17/823732754.gif

"جُوهَرْ"
2013-06-06, 21:02
http://www6.0zz0.com/2013/06/06/17/284154253.gif
س: امرأة عقدت اليمين على عدم فعل شيء ثم فعلته فماذا عليها؟
ج: أوّلاً ينبغي بيان حكم أمر يقع فيه كثير من النّاس وهو تحريم الحلف بغير الله، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت'' (1)
فالحلف بغير الله يستوجب عقاب الله ولا كفارة على الحِنْث فيه إلاّ التوبة والاستغفار، كما ينبغي على المؤمن أن يحفظ إيمانه وأن يراقب لسانه وأن يكفه عن الحلف على كلّ صغيرة وكبيرة وعلى كلّ حقير وجليل. قال تعالى: ''وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ'' البقرة.224 واليمين ثلاثة أقسام: يمين اللغو، اليمين المنعقدة واليمين الغموس. أمّا يمين اللغو: فهو الّذي يجري على اللسان من غير عقد للقلب كقول القائل: لا والله وبلى والله. فهذه لا كفارة فيها. واليمين الغَمُوس: هي الحلف مع عقد القلب على أمر كاذب وهذه تغمس صاحبها في النّار إلاّ أن يتوب ويستغفر لله.
أمّا القسم الثالث: فهي اليمين المنعقدة الصادرة عن قصد وعقد قلب، ثمّ رأى الحالف المصالحة في مخالفة يمينه وفي الحنث، فإن الله رحم عباده وشرع لهم كفارة وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإذا عجز الحالف عن أحدهما انتقل إلى صوم ثلاثة أيام ويجوز صومها متفرقة. والأفضل كما قال أهل العلم أن تكون متّصلة ليكون أثرها في تهذيب النّفس أعظم.

http://www6.0zz0.com/2013/06/06/17/823732754.gif


(1): أخرجه البخاري (6108)ومسلم (1646).

"جُوهَرْ"
2013-06-07, 15:03
http://www8.0zz0.com/2013/06/07/13/605270781.gif



س:شخص حلف بأبيه على أمر غير الذي نطق به؟
ج: قال الله تعالى: "واحْفَظُوا أيْمانَكُم" المائدة: 89، فعلى المسلم أن يعوّد نفسه على عدم الإكثار من الحلف والقسم حتّى لا يقع في المحظور.
أمّا كون السائل حلف بأبيه، فهذا غير جائز. عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه أدرَك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه، فناداهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: '' ألاَ إنّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت''(1). وفي رواية لأبي داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ''لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمّهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلاّ وأنتُم صادقون'(2).
وقولك: على أمر غير الّذي نطق به، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''يمينُك على ما يصدقك به صاحبك''(3).
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''اليمين على نيّة المستحلف'' (4). وللمسلم أن يعوّد نفسه على قول ''إن شاء الله'' عقب كلّ يمين يحلف به، لمَا رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث عليه'' (5) وعنه رضي الله عنه قال: كانت يمين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''لا ومُقلِّب القلوب'' (6). وعلى المؤمن الّذي حلف على أمر أن يكفّر عن يمينه، فعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''وإذا حلفتَ على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فكفّر عن يمينك وائْت الّذي هو خير'' (7).
وكفارة اليمين مبنية في الآية الآتية وهي على الترتيب لا على التخيير قال تعالى: "لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" المائدة: 89.

ويحرم على المؤمن أن يحلف على الكذب، وتلك تُسمّى يمينًا غموسًا تغمس صاحبها في نار جهنّم والعياذ بالله.

http://www8.0zz0.com/2013/06/07/13/942733257.gif


(1):أخرجه البخاري (2679)ومسلم (1646).
(2):رواه أبو داود (3248)والنسائي (3769)وهو صحيح كما في تخريج "المشكاة".
(3): أخرجه مسلم(1653).
(4):أخرجه مسلم (1653).
(5): رواه أحمد(8088) وأصحاب السنن الأربعة وهو صحيح كما في صحيح بن حبّان.
(6):رواه البخاري(7391).
(7): رواه البخاري(9722) ومسلم (1652).

"جُوهَرْ"
2013-06-07, 15:10
http://www8.0zz0.com/2013/06/07/13/605270781.gif


س: ما حكم الحلف بغير الله، كأن يحلف ب"حق النسخة"؟
ج: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت"(1)،فلا يجوز الحلف بغير الله،ومن فعل ذلك فعليه بالتوبة والاستغفار.

(1): أخرجه البخاري(6646) ومسلم(1647).

http://www8.0zz0.com/2013/06/07/13/942733257.gif
س: امرأة نذرت أن تصوم ستين يوما متتالية، وهي غير قادرة على الوفاء بنذرها فماذا عليها؟
ج: إنّ النذر غير مرغّب في الشّريعة الإسلامية، لهذا ننصح بعدم التّسرّع إليه خاصة إذا كان متعلّقًا بأمر لا يطيقه الإنسان كما هو حال السّائلة. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ النّذر لا يقدّم من ابن آدم شيئًا لم يكن الله قدّره له، ولكن النّذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكن يريد أن يخرجه'' (1) ، لكن إن نذر المسلم فإنّه يجب عليه الوفاء. وإن كنت لا تستطيع صوم تلك الأيام لمرض يمنعك حتّى من صيام شهر رمضان فقد سقط عنك النذر، أمّا إن كنت ممّن يصوم رمضان فإنّه يجب عليك الوفاء بما نذرت به.

(1)رواه مسلم (1640).
http://www8.0zz0.com/2013/06/07/13/942733257.gif

س:شخص حلف على المصحف الشريف؟
ج: إنّ الحلف عبادة من العبادات، ينبغي على المؤمن أن يراعي فيه أحكام وآداب الإسلام، قال تعالى: "واحفظوا أيمانَكُم" وقال سبحانه: "ولا تجعلوا اللهَ عُرضةً لأَيْمانِكم". وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا تحلفوا بآبائكم، مَن منكم حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت''(1). والحلف بغير الله محرّم، إذ إنّ الحلف بالشيء تعظيمٌ له وعبودية له فلا يجوز الحلف إلاّ بالله عزّ وجلّ. أمّا الحلف بالله على المصحف أو الحلف بالقرآن الكريم فقد أجازه بعض العلماء، لأنّ القرآن كلام الله سبحانه، تكلّم الله به حقيقة ذاتًا وصفة، فاعتبروا أنّ الحلف بالقرآن حلف بصفة من صفاته سبحانه وذلك جائز. والله أعلم.

(1): أخرجه البخاري(2679) ومسلم(1646).

http://www8.0zz0.com/2013/06/07/13/942733257.gif

"جُوهَرْ"
2013-08-14, 16:33
http://www12.0zz0.com/2013/08/14/15/726000632.gif



س: ما هو حكم عمل المرأة في معمل يشترط أصحابه نزعها للحجاب؟
ج: إنّ الحجاب فرض على المرأة المسلمة البالغة العاقلة، وهو دليل الطهر والعفاف، قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا"سورة الأحزاب:59. وقال تعالى: "وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"سورة النور:31.

فعلى المرأة المؤمنة الصادقة في إيمانها أن ترتدي الحجاب الّذي فرضه الله عليها، فهو خالقها ورازقها ومدبّر أمرها، وتحقيق العبودية لله عزّ وجلّ سبب من أسباب الرزق، قال الله تعالى: " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ"سورة الأعراف96.
وقال تعالى في سورة نوح عن دعوة نوح عليه السّلام: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*و يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا"سورة نوح:10/11/12.

وقال جلّ جلاله:" فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ" سورةالعنكبوت17 .ففي الآيات السابقة دليل على أنّ تحقيق العبودية لله عزّ وجلّ وامتثال أوامره واجتناب نواهيه جالب للرزق الطيب الواسع، فارتداؤك الحجاب ورفضك العمل في ذلك المعمل الّذي يفرض عليك معصية الله ومخالفة أمره سيفتح لك أبوابًا من الخير كثيرة بإذن الله. ثمّ إنّ للحجاب الشّرعي شروطًا وضوابط ذكرها العلماء يجب أن تتوفّر فيه حتّى يعتبر حجابًا شرعيًا ساترًا، منها: أن يكون فضفاضًا لا يصف عورتها ولا يحدِّد جسمها، وأن يكون صفيقًا لا يشف عمّا تحته فلا يكون شفافًا، وأن لا يكون زينة في نفسه يلفت الأنظار بزخرفته أو جماله، وأن لا يشبه لباس الرجال، وغيرها من الصفات المتفق عليها أو المختلف فيها بين أهل العلم. وفي الأخير تذكري قوله تعالى: '' وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"سورة الطلاق:2/3.
وقوله جلّ جلاله: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا'' سورةالطلاق:4 .وقد جعل الله في الحلال ما يُغني عن الحرام، وبعض النقود يكسبها المؤمن من الحلال خير وأحبّ إلى الله من المال الكثير الّذي يكسبه من الحرام يزيل البركة في الأهل والولد، ويرد الدعاء به ويغضب الله ربّ العالمين، والله المستعان.
http://www12.0zz0.com/2013/08/14/15/226234262.gif

lelimp45f2
2013-08-15, 01:15
بارك الله فيك

"جُوهَرْ"
2013-08-15, 11:13
http://www3.0zz0.com/2013/08/15/10/959679768.gif


س:ما هو حكم القول في دين الله والتّجرّؤ على الفتوى بغير عِلم؟
ج: قال تعالى: ''وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ*ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ"سورة الحج:9/8. ومن العلم أن يقول المرء إن سئل عن أمر لا يعلمه ''الله أعلم''، وكان هذا هو هدي السلف الصالح كالإمام مالك رحمه الله، ولقد كان بحرًا في العلم والورع والتّقوى والخوف من الله... ومن المؤسف أن نرى شبابًا اليوم لا يعلمون من الدّين إلاّ بعض الجزئيات، فتجدهم يتجرؤون على الفتوى وعلى القول في دين الله وعلى الحكم على الخلق بالفسوق والعصيان وربّما كانت المسألة خلافية ومحل اجتهاد.
والله يقول:"وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً"سورة الإسراء:36.


http://www3.0zz0.com/2013/08/15/10/793731149.gif

aaza_rita
2014-07-27, 14:42
السلام عليكم أن لى مشكل مع زوجي لحدي الساعة لقد quote]
حصلت بين وبين زوجي هشادات كلامية بسبب رفضه تحصلي علي منصب جديد في العمل وقال لي اذا ذهبت الي هذا المنصب أنت طالق طالق طالق ثم بعددها بأبام حصلت مشدات كلامية أخري فقال لي خلالها أنت طالق أي حصل هذا قبل أن اذهب للمنصب الجديد بعد هذه الطلقة ذهبت الي المنصب الجديد فسوئل هل يجوز لي الرجوع الي زوجي أم لا

aaza_rita
2014-07-27, 19:03
أريد الاجابة علي سوئل بسرعة

zitoukar
2014-07-28, 13:04
جزاك الله خيرا

aaza_rita
2014-08-02, 19:29
يا شيخ وين الجواب علي السؤلي الموجود في الصفحة الاول

Malaksousou
2014-11-01, 16:19
السلام عليكم ,فضيلة الشيخ ارجو الرد على السؤال التالي:انا اعمل مهندسة في الاعلام الالي بمركز المقاصة الالكترونية ما بين البنوك و هو فرع للبنك المركزي يتمثل مهامه في: ألمعالجة الألية لوسائل الدفع العام ما بين البنوك و الخزينة العامة و البريد المركزي من (صكوك ، تحويل ، إقتطاع ، عمليات السحب و الدفع بالبطاقات البنكية) ، ما هو حكم عملي في هده المؤسسة ؟ و ما هو حكم راتبي ؟ علما ان المؤسسة يخلو عملها مع الربا تماما ولكن يتمثل دخل المؤسسة في المبلغ التي تتقبظه من البنوك ،الخزينة و البريد مقابل الخدمات التي توفرلها. و شكرا

محمد ٱمين
2016-07-01, 14:45
السلام عليكم ورحمة اللّٰه
يرجى مساعدتي للاتصال بالشيخ ٱبو عبد السلام عن طريق الهاتف ٱو البريد الإلكتروني ٱو ٱوسيلة متاحة للاستفسار عن مسالة شرعية عاجلة.
جزاكم اللّٰه خيرا و تقبل منكم الصيام والقيام و صالح الأعمال

lourchane
2016-07-02, 12:17
جزاكم الله خيرا

sliman rabeh
2016-07-06, 23:03
بارك الله فيك