مشاهدة النسخة كاملة : نزار الذي شغل الناس حياً وميتاً-أضواء على حياته وأقواله وأشعاره
محمد أبو عثمان
2007-08-06, 20:59
نزار الذي شغل الناس حياً وميتاً
أضواء على حياته وأقواله وأشعاره
بقلم : إبراهيم بن محمد الحقيل
نبذة عن حياته
ولد نزار قباني في دمشق عام 1923م في بيت موفور الرزق؛ حيث كان والده تاجراً كبيراً، وكان له عم شاعر ومؤلف وممثل ومسرحي هو أبو خليل القباني، وكان لحياة الترف التي عاشها واتصاله بعمه تأثيراً في حياته الشعرية.
نشأ نشأة عادية؛ إلا أنه كان مشغوفاً بالرسم منذ صغره، وبعد إنهائه دراسته الثانوية، اشتغل بدراسة الحقوق التي أنهاها عام 1945م، ثم التحق بوزارة الخارجية السورية واشتغل في السلك الدبلوماسي، ثم ترك ذلك أو أُبعد عنه، فهاجر إلى لبنان وأسس فيها داراً للنشر، وأقام فيها، ثم كان هلاكه في لندن عن خمس وسبعين سنة(1).
حياته الشعرية:
ألف كتاباً ذكر فيه سيرته الذاتية وكثيراً من آرائه وأفكاره أسماه: (قصتي مع الشعر) وكان ظاهراً فيه غروره وإعجابه بنفسه وكثرة إطرائها إلى حدٍ مخجل عند العقلاء، وسيأتي من ذلك مقتطفات للدلالة على بعض النقاط المذكورة في بعض مباحث هذه الدراسة المختصرة.
ويرى كثير من النقاد أنه تميز في بداية حياته الشعرية بهجر المدرسة الكلاسيكية في الشهر العربي، ونحا نحواً جديداً في التعبير عن عواطفه الهائجة، وكرس شعره في المرأة والجنس في الوقت الذي كان العرب يعيشون حالة استنفار ضد الاحتلال الإسرائيلي، ثم بدأ يصحو من سكرة اللهو والجنس الشعري في حرب السويس (1956م) واكتملت صحوته عقب نكسة (1967م)(2).
بيد أن صحوته لم تكن صحوة إسلامية، وإنما كانت ثورية قومية جاهلية على طريق معظم الساسة والقادة العرب ذاتها آنذاك.
ويرى بعض النقاد أنه ما نحا هذا النحو القومي في شعره إلا لأن جماهيره عزفت عن شعره الماجن اللاهي العابث؛ في الوقت الذي كانت الأمة العربية تتكالب عليها القوى المعادية، فاتخذ خطاً قومياً حتى يواكب ما فرضته القومية آنذاك، وحتى ترضى جماهيره وتعود إلى شعره.
ويؤيد هذه الرؤية ما يلاحظه المتتبع لأحاديث نزار ومقالاته ومقابلاته من غروره واستعلائه وإعجابه بنفسه، وبحثه عن الشهرة والأضواء أينما كانت وبأي أسلوب كان؛ بدليل عودته إلى شعر المرأة والجنس بعد أفول نجم الحديث عن النكسة، والتغني بالقومية. وغروره وإعجابه بنفسه لا يخفيه بل يظهره، ويجعل ولادته ربيعاً على الأرض العربية التي ظلت بعيدة عن الإبداع حتى رُزقت نزاراً كما هو ظاهر في قوله: (يوم ولدت.. كانت الأرض في حالة ولادة، وكان الربيع يستعد ليفتح حقائبه الخضراء، الأرض وأمي حملتا في وقت واحد، ووضعتا في وقت واحد). ومن أقواله التي تبين غروره وإعجابه بنفسه: (نصف مجدي محفور على منبر (الوست هول والشابل) الجامعة الأمريكية في بيروت، والنصف الآخر معلق على أشجار النخيل في بغداد، ومنقوش على مياه النيلين الأبيض والأزرق في الخرطوم).
بل يعترف صراحة أنه ما سلك هذه الطريق القذرة في الشعر إلا من أجل الشهرة وإرضاء الناس على حساب الدين والقيم؛ حينما يقول: (شعر الحب الذي أصبح جواز سفري إلى الناس لم يكن في الحقيقة إلا واحداً من مجموعة جوازات استعملتها).
فالغزل الجنسي قبل النكسة كان جوازاً، ثم الشعر القومي في أثناء النكسة جاء جوازاٌ آخر؛ حيث لم يعد الجواز الأول يحقق الشهرة والأضواء يومها، ثم العودة إلى الجواز الأول بعد أن فقد الثاني بريقه بذهاب زمن القومية وحلول زمن السلام البارد ثم الدافئ ثم التطبيع.
ويزيد من تأكيد هذه الحقيقة مقولته المشهورة: (دعوني أعترف لكم أنني بالرغم من شهرتي شاعر حب فإنني نادراً ما وقعت في الحب)(3).
نزار في الميزان:
لا يشك كل مطلع على شعره ونثره في زندقته وإلحاده، حيث تعدى على الذات الإلهية، واستهتر بالشرائع السماوية، وجعل رضى حبيبته موصلاً له إلى مقام الربوبية أو الرسالة، وتقريره أن الحياة مجرد لهو وعبث ومجون، هدف الإنسان فيها تحصيل الشهوات والملذات، مع ثورة عنيفة ومستمرة في شعره ونثره على الدين والأخلاق والمبادئ والقيم. وفي الحقيقة فإنه كان يمثل مرحلة متقدمة في إطار الشعوبية الذي بناه الغزو الفكري في أدبنا العربي بالنرجسية والكشف والإباحية، والخروج عن أصالة مفهوم الشعر في الأدب العربي.
يقول أحد الباحثين: لا سبيل إلى فهم شعر نزار قباني دون الاستعانة بنظريات علم النفس الحديث، وبالذات نظرية (فرويد) عن الغريزة الجنسية ومراحل نموها وانحرافاتها المختلفة، وليس هذا بالأمر الغريب فقد اتفقوا على تلقيبه بشاعر المرأة؛ وأغلب شعره يدور حول المرأة، يتحدث بلسانها: يقدسها ويهجوها... وأغلب شعره يدور حول دائرة مغلقة قلما يخرج منها وهي دائرة الغزل الجنسي المسرف في الواقعية والشوق إلى مفاتن الجسد ووصف العاهرات والماجنات والمتهالكات(4).
وكان نزار مغرماً بل مصراً على أن شعره كله وطني إلا أن بعض الباحثين(5) فند هذا الزعم؛ حيث أحصى قصائده في دواوينه الستة الأولى التي تبلغ مائة وتسعين قصيدة منها مائة وخمس وخمسون قصيدة في المرأة، وليس منها وطنية إلا إحدى وعشرين قصيدة.
ولست أود الإطالة في هذه المقدمة؛ حيث سأترك القارئ يطلع على شيء من شعره ونثره من مقولاته حتى تتبين له حقيقة هذا الرجل التي زوّرها الإعلام العربي حينما دلّس على الناس في رفع شأنه وتعظيمه، ويمكن تقسيم انحرافاته إلى ما يلي:
أولاً: اعتداؤه على مقام الربوبية:
1- قال في مقالة له بعنوان: هل يمكن استنساخ المتنبي: (... ومعناه أن العلماء بدأوا بتحدي السماء... ومعنى هذا أيضاً أن الإنسان لم يعد له رب يؤمن به، يركع في محرابه ويصلي له ويطلب رضاه وغفرانه.. لأن المختبرات أخذت مكان الرب..)(6).
2- ومما قاله في قصيدة له:
(متمردان على السماء.. على قميص المنعم
صنمان إني أعبد الأصنام رغم تأثمي)(7).
3- وفي رسالة حب كتبها قال:
(يحدث شيء غير عادي..
في تقاليد السماء...
يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب...
ويتزوج الله حبيبته)(8).
تعالى الله عن قوله علواً كبيراً.
4 - وقال أيضاً في إحدى قصائده:
(ملك أنا... لو تصبحين حبيبتي
لا تخجلي مني... فهذي فرصتي
أغزو الشموس مراكباً وخيولا
لأكون رباً، أو أكون رسولا)(9)
ولقد قال فرعون قبله: ((فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)) [النازعات: 24] وقال: ((مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إلَهٍ غَيْرِي)) [ القصص: 38] وفرعون ـ أخزاه الله ـ قالها وهو في غمرة الملك والسلطان؛ وأما نزار فقالها وهو في مستنقع الانحلال والرذيلة؛ فهو من فراعنة هذا الزمان في التعدي على مقام الربوبية، ـ تعالى الله عن أقواله وأقوال الظالمين علواً كبيراً ـ.
يتبع.............
محمد أبو عثمان
2007-08-06, 21:01
ثانياً: ثورته على كل ما هو شرعي:
فنزار لا يفتأ يثور على الدين والشريعة، والقيم والمبادئ، والسلوك والأخلاق، ولا يأنف من التصريح بذلك حينما يقول: (أنا ضد الشرعية بكل صورها)، ويقول أيضاً: (أنا بطبيعة تركيبي ضد الشرعية) وأشعاره تدل على ذلك؛ حيث لم يترك خلقاً قويماً إلا ثار عليه في سكرة شعره الجنسي(10) وينقم على المجتمعات العربية عدم قبولها ثورته وهزله واستخفافه بالدين والقيم حينما يقول: (شعراء الغزل الحسي في أوروبا وكتاب الروايات المسرحية لا يخوضون حرباً صليبية مع مجتمعهم كما يخوضها الكتاب العرب)(11).
ثالثاً: موقفه من اللغة العربية:
يعتبر نزار من الشعوبيين الذين يكرهون اللغة العربية وفنونها؛ حيث يسميها: اللغة المتعجرفة، وهو يرى أنه أسدى معروفاً للعرب بخلطه اللفظ العربي بغيره من الأعجمي والعامي؛ زاعماً أنه اخترع لغة جديدة للأمة العربية(12).
وتشتد نقمته على المجامع اللغوية التي لا تجيز التخبط في المصطلحات المحدثة وإدخالها في اللغة العربية حيث يقول: (كانت اللغة أملاكاً خصوصية، اللغويون جمعية منتفعين، وكانت الفتوى بشرعية كلمة أو تعريب مصطلح علمي أو تقني تستغرق المجامع اللغوية سنوات من التنجيم والاستخارات، والألوف من كؤوس الشاي ومحلول البابونج)(13).
رابعاً: انهزاميته أمام الغربيين وانحلالهم:
كثيرون أولئك العرب الذين انهزموا أمام حضارة الغرب منذ عهد رفاعة الطهطاوي وإلى يومنا، ولكن كثيراً منهم كان انهزامهم أمام مظاهر الحضارة من حيث التفوق الصناعي والتقني والنظام الإداري وثورة المعلومات وسرعة الاتصالات، ومن المنهزمين من كان انهزامهم أمام الانحلال الأخلاقي والتفسخ والعري، وما نزار إلا من هذا الصنف، ولا أدل على ذلك من تحسره على شعبه العربي المنغلق حسب زعمه حينما يقول: (لو كنت أستطيع أن أستورد شعباً عربياً آخر تكون له ثقافة برجسون وبروست وأندريه مالرو لفعلت، لكن الشعب العربي هو قدري لأنني ورثته كما هو) (14).
وهذا الانبهار والتأثر واضح في شعره ونثره حتى أداه إلى استخدام رموز شعائرهم وأساطيرهم؛ كاستخدامه ألفاظاً كالصليب والكنيسة في تعابيره وتشبيهاته ومن ذلك:
1- (صليب المتاعب نحمله على أكتافنا)(15).
2- هذا الحب بيني وبين الجمهور صار صليباً ثقيلاً على كتفي)(15).
3- (حين أفكر في جراح أبي خليل، وفي الصليب الذي حمله على كتفيه)(15).
4- (تهرأ كل ما فيه كباب كنيسة نخر)(18).
5- (لم أسرق نار السماء كبرومثيوس) مستوحياً تلك الأسطورة الإغريقية(16).
خامساً: إسهامه الكبير في هدم الأسرة وإشاعة الفاحشة:
فلقد كرس حياته وشعره لهذا الغرض، وأكثر دواوينه إنما هي في وصف جسد المرأة والدوران حول الجنس بل والغوص في تفصيلاته، فهو في شعره شهواني موغل، والشهوة يكاد يعبدها.
والجنس ملازم له يدور في خياله حتى في حديثه عن الأمور العادية من السفر والكتابة لا تفارقه الصورة الجنسية أبداً، ومن ذلك قوله:
كل فنادق العالم التي دخلتها حملت معي دمشق، ونمتُ معها على سرير واحد) ويقول: (أحياناً أشعر أن الورقة مستعدة فأمارس الحب معها بنجاح، وأحياناً كثيرة أشعر أن الورقة لا تريد فألبس ثيابي وأنصرف)(17).
وقد مضى سابقاً مقولته أنه نادراً ما وقع في الحب!
ويكفي في ذلك مقولته الكفرية: (لو كنت حاكماً لألغيت مؤسسة الزواج وختمت أبوابها بالشمع الأحمر) وقوله: (العري أكثر حشمة من التستر)(18).
فتأمل إلى أي حد يبلغ استخفافه بشرع الله؛ فهو يريد إلغاءه لتكون الفوضى الجنسية بديلاً لذلك.
ويقدم كتابه: (يوميات امرأة لا مبالية) إلى طالبات الجامعة الأمريكية ويقول فيه: إنه كتابكن كتاب كل امرأة حكم عليها هذا الشرق الغبي الجاهل بالإعدام، ونفذ حكمه فيها قبل أن تفتح فمها، ولأن هذا الشرق غبي وجاهل ومعقد يضطر رجل مثلي أن يلبس ثياب امرأة ويستعير كحلها وأساورها ليكتب عنها، أليس من مفارقات القدر أن أصرخ أنا بلسان النساء ولا تستطيع النساء أن يصرخن بأصواتهن الطبيعية(19).
وهذا النص يكشف لك حقده على الدين وعلى المجتمعات الشرقية؛ لأنها تدين بالإسلام، ويصفها بالغباء والجهل والتعقيد!
وكذب في زعمه أنه يدافع عن المرأة؛ لأن حقيقته أنه يدافع عن الفوضى الجنسية؛ إذ ينفي عن عالمه الشعري كل امرأة تجاوزت الأربعين، أو كانت لا تتمتع بذلك الجمال المثالي والمطلق!
وهو من أكثر الشعراء الذين أساؤوا إلى المرأة وامتهنوها بتعرية جسدهاوتشريحها على قارعة الطريق: وفي رثائه لزوجه بلقيس وأم أولاده صوّرها لنا أنها امرأة تافهة مع أنه قبل ذلك وصفها بأنها معبودة ورسولة، ولم يكتب شيئاً عن أدبها أو فكرها أو خلقها أو ثقافتها؛ لأنه يختزل المرأة في وصف الجسد فقط، على نحو عنيف من الإيغال في مفاهيم الاشتهاء والافتتان؛ إذ لا يرى في المرأة إلا الجنس، ويعتبر الجنس هو الحياة كلها(20).
ولذلك فهو يلعن المرأة المحتشمة ويثور عليها، ويرفض الالتزام بمجتمعه وقيمه، ولم يكتب عن المرأة كأم أو أخت أو زوجة، بل جل كتاباته تدور حول العشيقات والخليلات.
ولا يتحدث عن المرأة بقدر ما يتحدث عن جسدها؛ إنه لا ينظر إليها إلا بوصفها دمية ومتعة، ولا يعرض العلاقة الإنسانية بين الرجل والمرأة إلا من زاوية الجنس.
ورغم إساءته للمرأة ومصادرة عقلها وفكرها وثقافتها وأخلاقها وعطائها للمجتمع وإلغاء كل ذلك في شعره فإن له جمهوراً من النساء يعتبرنه الشاعر المعبر الراقي، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على ضحالة فكر هؤلاء النسوة وانحلالهن إلى درجة يجعلن الحياة كلها جنساً وشهوة على الطريقة النزارية(21).
سادساً: جمهوره المراهقون، ويدعمه المنافقون:
لا يمتري عاقل أن اللاهثين وراء شعره شهوانيون، يعانون فترات المراهقة المبكرة والمتأخرة، وما دام شعره متردداً بين الكأس والجنس؛ فمن البدهي أن يكون جمهوره من المراهقين والشهوانيين؛ لأن شعره غذاؤهم.
وأرجو ألا يستعجل في الغضب بعض جمهوره والمعجبين به من هذه المقدمة المعقولة؛ لأن شاعرهم ينص على ذلك بقلمه حينما يقول: (قصيدة (نهداك) كانت الشرارة الأولى التي أطلقتني، والمفتاح إلى شهرتي، الطلبة العراقيون كانو يسكرون عليها على ضفاف دجلة، واللبنانيون كانوا يمزمزونها على موائد العرق في زحلة، لقد كان الطلاب خلال تاريخي الشعري كله جنودي وكتائبي وراياتي، فبهم شددت أزري؛ وبهم أسرجت خيولي، وبهم أكملت فتوحاتي)(22).
والواقع أن نزار قباني ما هو إلا نبت أجنبي مسموم يحاول أن يطرح من خلال شعره عن المرأة مجموعة من المفاهيم الفاسدة والمنحلة التي يطمع النفوذ الغربي أن تصبح من المسلّمات عند الشباب المسلم.
ويساور الشك كل متأمل في هذه الحملة الدعائية التي صاحبت هلاكه رثاءً ومدحاً وشعراً ونثراً، هل كانت لأسلوبه فقط؟ أم لمضامين شعره ومعانيها الثورية التي هي في غاية الاستخفاف بمقام الربوبية والنيل من الشريعة، والانحراف في الشهوانية، والتعلق بالغرب إلى حد الهيام، وهل هناك نفاق يراد له أن يظهر ويشيع حينما يخفي حقيقة هذا الزنديق عن الناس، ويشاع بينهم المدح والرثاء مكان الذم والتحذير؛ فأين هي الموضوعية؟! وأين أمانة الكلمة؟!
يتبع ......
محمد أبو عثمان
2007-08-06, 21:03
المصادر:
(1) انظر المفيد في تراجم الشعراء والأدباء والمفكرين تأليف جماعة من الأساتذة (148 ـ 149) وانظر: ثلاثون عاماً مع الشعر والشعراء، تأليف رجاء النقاش (155).
(2) بتصرف من الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد للدكتور أحمد بسام ساعي (112) ودراسات في الأدب العربي الحديث (134) وانظر: موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (4/564).
(3) انظر أقواله السابقة في كتابه (قصتي مع الشعر) الصفحات (26 ـ 28 ـ 115) ودراسات في الأدب العربي الحديث للدكتور محمد مصطفى هدارة (132 ـ 133) وموسوعة مقدمات العلوم والمناهج للأستاذ أنور الجندي (4/567).
(4) الصحافة والأقلام المسمومة، للأستاذ أنور الجندي (167) وقد نقله عن محمد سالم غيث في كتابه: الحب والجنس في شعر نزار قباني.
(5) هو جليل كمال الدين، في الشعر الحديث وروح العصر (307) وانظر: الواقعية الإسلامية في الأدب والنقد (113).
(6) انظر: جريدة الحياة (5/11/1417هـ).
(7) انظر كتاب: حول الأديب والواقع للدكتور عبد المحسن طه بدر (66).
(8) انظر: جريدة الجزيرة 30/3/1391هـ.
(9) انظر مقالة بعنوان: نزار قباني في زمن التقاعد الأدبي، للدكتور محمد ياسر شرف، مجلة الموقف الأدبي العددان (138 ـ 139) ص (217).
(10) انظر قوليه في دراسات في الأدب العربي الحديث (135) وعزاه إلى كتاب نزار: قصتي مع الشعر (123) وانظر: موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (4/566).
(11) انظر كتابه: قصتي مع الشعر (134) ودراسات في الأدب العربي الحديث (141).
(12) انظر موسوعة مقدمات العلوم والمناهج (4/566).
(13) انظر كتابه: قصتي مع الشعر (118) ودراسات في الأدب العربي الحديث (139).
(14) انظر كتاب: ثلاثون عاماً مع الشعر والشعراء (160) وقد نقله عن مجلة (مواقف) اللبنانية عدد (16).
(15) أقواله تلك في كتابه: قصتي مع الشعر (14 ـ 39 ـ 77 ـ 89) وقد أحصاها الدكتور محمد مصطفى هدّارة (145).
(16) من قصيدته: يوميات امرأة لا مبالية. انظر: حول الأديب والواقع (80).
(17) انظر قوليه السابقين في كتابه: قصتي مع الشعر (36 ـ 191) ودراسات في الأدب العربي الحديث (142).
(18) انظر قوليه السابقين في الصحافة والأقلام المسمومة (168).
(19) الصحافة والأقلام المسمومة (167).
(20) بتصرف من: عمق الروح وصلب الفكر، لسهيلة زين العابدين حماد (58) وموسوعة مقدمات العلوم والمناهج (4/564).
(21) بتصرف، من: عمق الروح وصلب الفكر (58) ودراسات في الأدب العربي الحديث (143).
(22) انظر مقولته في كتابه: قصتي مع الشعر (95) ودراسات في الأدب العربي الحديث (147).
أعطيك الصحة الأخ محمد أبو عثمان
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:04
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:10
وهنا نقف وقفات مع أصنافٍ من الناس وموقفهم من نزار
الصِّنْفُ الأوَّل
أهل الصلاح والفضل والدين، وأصحاب الشريعة، ووُرَّاث النبوة
أولئك الذين ظهروا على صدور المجلات والجرائد السيَّارة في بلاد المسلمين [جريدة المسلمون العدد 692 بتاريخ 9 مايو 1998م] في وقت خروج نزار قباني من الدنيا إلى الدار الآخرة، وعن بعض فتاواهم التي أوهمت القارئ بأنَّ نزار قباني هو شاعر فسقٍ وعُهرٍ وخنا لا غير، وبهذا فإنَّ حكمه حكم الفاسق بكبيرته المؤمن يإيمانه، وهذا فيه تدليس واضحٌ وغَررٌ بَيِّنٌ لعامَّة المسلمين وخاصَّتهم
فهل قول نزار قباني مثلاً : ((أنا أرفض الإحسان من يدي خالقي))، وقوله : ((وربٌ لا يطاردني))، وقوله : ((بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا))، وقوله : ((حين رأيت الله في عمّان مذبوحاً))، وقوله : ((من بعد موت الله مشنوقاً على باب المدينة))، وقوله : ((لم تبق للصلوات قيمة .. لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة))، وقوله : ((كم سنة ضَيَّعْتَ في نحته ؟ قل لي : ألم تتعبِ ؟ ألم تسأمِ ؟))، وقوله : ((إني أعبد الأصنام رغم تأثمي))، وقوله : ((اصلبيني بين نهديك مسيحاً .. عمِّديني بمياه الورد))، وقوله : ((وشجعت نهديك فاستكبرا *** على الله حتى فلم يسجدا))، وقوله : ((فاعذروني أيها السادة إن كنت كفرت))، وقوله : ((ويتزوج الله حبيبته))، وقوله : ((بعتُ الله بعتُ رماد أمواتك))، وقوله : ((لأن الله منذ رحلتِ دخل في نوبة بكاء عصبية وأضرب عن الطعام))، وقوله : ((شكراً لحبك فهو مروحةٌ .. وهو المفاجأة التي قد حار فيها الأنبياء))، وقوله : ((يا إلهي إن كنت رباً حقيقياً فدعنا عاشقينا))، وقوله : ((أين غرور الله من غروري ؟!))، وقوله : ((وكتبت شعراً لا يشابه سحره *** إلاَّ كلام الله في التوراة .. مارست ألف عبادةٍ وعبادة فوجدت أفضلها عبادة ذاتي))، وغير ذلك من الأقوال : هل ينطبق على هذا الكلام فتوى من قال في حق نزار قباني : ((وعليه فيجب على المسلمين الصلاة على العصاة والفسقة من المسلمين، ودفنهم في مقابر المسلمين، والدعاء لهم في الصلاة عليهم بالمغفرة والرحمة، فإن الله غفور رحيم)) ؟!!!!!
والفتوى الأخرى التي خرجت في حق نزار التي يقول فيها صاحبها : ((كون الإنسان يمارس الكتابة في الجنس ويحترف الشعر الجنسي فهذا ليس معناه أنـه كافر ويترتب عليه أحكام الكفار؛ فهذه الممارسات لا تخرج من الدين، وبالتالي لا يوجد مسوغ لمعاملته معاملة الكفار ومنعه من دخول المسجد للصلاة عليه إلاَّ إذا أظهر إلحاداً واستهزاءً بدين الله أو بَيَّن شيئاً يستلزم كفره وارتداده عن الدين)) !!!!
وغيرها من هذه الفتاوى التي أجزم بأن هؤلاء المشايخ الفضلاء لم يعلموا بأقوال نزار الكفرية التي ذكرناها آنفاً
ولهذا وجب عليهم التوضيح في مقالٍ آخر؛ إبراءً للذمة وتوضيحاً للأمة وكشفاً لِلَّبس الذي قد حصل بين العامَّة والخاصَّة من المسلمين، علماً بأنَّ نزار قباني له دواوين وُزِّعت ونُشِرَت بين أبناء المسلمين، وحيث إن المراهقين والمراهقات يقتنون دواوينه !!! ويترنـّمون بها !!!!! ويعيرها بعضهم إلى بعض حتى في بعض البلاد التي لا يظن فيها إلاَّ الخير والصلاح والتوحيد !!!!!!! وحيث بلغ مجموع ما وُزِّع تقريباً من دواوينه العفنة الفاجرة قرابة ثلاث ملايين نسخة في العالم العربي، والله أعلم بما سيخرج بعد موته وهلاكه من دواوين له
قال الله تعالى : (((إنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ))) [البقرة: 159]، وقال الله تعالى : (((إنَّ الذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ في بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ * أُولَئِكَ الذِينَ اشْتَرَواْ الضَّلاَلةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ))) [البقرة: 174 - 175]
يتبع..............
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:15
الصِّنْفُ الثاني
هم من عِدادِ المرتزقة، الذين يفرحون بقتل كل فضيلة وعفة، ويُسَرُّون بنشر كل رذيلةٍ وخسيسة، وهمُّهم الوحيد خفض دين الله تعالى بكل الطرق والوسائل، أولئك الكُتَّاب المستأجرون على حطامٍ من الدنيا قليل، وهم عند ربهم وخالقهم من الآثمين الخاطئين، الذين تَبَاكَوْا على نزار قباني وعلى أمثاله من المرتدين والزنادقة ومَنْ وَصَفُوه بشهيد الشُّعراء !!! وبشاعر الأمة العربية !!!!! وبشاعر المرأة !!!!!!! وغير ذلك من الكذب والإفك المبين، أولئك الكُتَّاب الذين سال مِدَادُ أقلامهم حُزناً على كلِّ فاجر وفاجرة ومنافق ومنافقة بالمدح والثناء على صدور المجلات والجرائد من غير فتورٍ ولا مَلَل، وصدق الله العظيم إذ يقول في كتابه الكريم : (((هآ أنتُمْ هَؤُلاَءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ في الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ الله عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَّنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً))) [النساء: 109]
يا من تكتبون بأداة عند الله عظيمة وهي القلم، ذلك المخلوق الذي أنزل الله فيه سورة من سور القرآن تُتْلَى في المصاحف وتُحفظ في صدور الرجال إلى أن يرفعه الله من المصاحف ومن صدور الرجال، بل أقسم به سبحانه وتعالى (وهو لا يقسم إلاَّ بعظيم) فقال جلَّ وعلا : (((ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ))) [القلم: 1]، قال الإمام الشوكاني رحمه الله : ((أقسم الله بالقلم لما فيه من البيان، وهو واقع على كل قلم يكتب به)) [فتح القدير: 5/374]
بل للشعراء في تفضيل القلم على السيف أبيات كثيرة، منها قول أبي الفتح البستي :
إذا أقسم الأبطال يوماً بسيفهم *** وعَدُّوه مما يكسب المجد والكرم
كفى قلم الكُتَّاب عزاً ورفعةً *** مدى الدهر أن الله أقسم بالقلم
فيا معاشر الكتَّاب والأدباء : أين أنتم من نُصرة الله تعالى ودينه والذب عن حياض السنة المطهرة من أن يَلِغَ فيها كلُّ مرتد بلسانٍ سُلِّط حرباً عليها ؟!!!
أين أنتم يا معاشر الكتَّاب والأدباء عن تلك الأفكار والمعتقدات والفرق الهدامة المرتدة التي نخرت جسد الأمة المحمدية ومازالت تنخر فيه وتنشر أصولها ومعتقداتها الفاسدة الخبيثة بكل نشاط واجتهاد : من رافضة مجوسية اثني عشرية، وإسماعيلية باطنية، ونُصيرية علوية، ودرزية شيطانية، وشيوعية ملحدة، وبعثية هدامة، وعلمانية كافرة، وحركات للتغريب ولتحرير المرأة المسلمة من إسلامها، وقاديانية أحمدية، وقومية عربية جاهلية، وماسونية خفية، وصوفية قبورية غالية، وقرآنيين منكرين للسنة المحمدية المرضية، وبريليوية وثنية، وإباضية إبليسية، وحبشية قبورية، وغيرها من الفرق التي خلعت من عنقها ربقة الإسلام والتوحيد وارتدت عن ما جاء به خير خلق الله قاطبة صلى الله عليه وسلم ؟!!
أين أنتم من جراح أمتنا الإسلامية التي انتشرت في كل عضوٍ من أعضائها فلم تسلم الأعضاء من جروحٍ أو قروحٍ تنزف ؟!!!
أين أدبكم وشعركم ؟!!! لِمَ لَمْ يتغنَّ على أطلال الأندلس المسلوبة ومآذنها المحزونة ؟!!!! وعلى جبال كشمير المغصوبة ؟!!!!! وعلى أشجار الفلبين الخضراء ؟!!!!!! وتلال أرتيريا وبورما وسهولها ؟!!!!!!! وأرض البوسنة وجراحها ؟!!!!!!!! ومأساة كوسوفا ؟!!!!!!!!!
أين كتاباتكم أيها الأدباء والكتَّاب عن أرض الملاحم والشهداء، وأرض الأنبياء والصلحاء، وأرض التين والزيتون، أرض الإسراء التي ترزح تحت أيدي أحفاد القردة والخنازير يهود الغدر والخيانة ؟!!!
أين مداد أقلامكم ؟!!!!! ما لي أراها قد جفَّت ؟!!!!! وأقلامكم قد تكسَّرت عن كشف ما حلَّ في أمتنا من منكراتٍ وبدع وأهواء في الدين قُدِّمَت على دين الله تعالى وشرعه وانقاد إليها الناس أفواجاً إثر أفواج وأسراباً تتبعها أسراب !!!!!!
ما بال أصواتكم قد خرست وأفواهكم قد لُجِمَت عن الدفاع عن الحق وأهله من علماء الملة والدين ؟!! وعن أعراض المسلمات الطاهرات التي اغتصبت في مشارق الأرض ومغاربها على أيدي ****ٍ من الصليبيين الحاقدين ؟!!!!!
فهل يا تُرى قد جاء ذلك الزمان الذي أخبرنا عنه حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ((سيأتي على الناس سنوات خدَّاعات يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّبُ فيها الصَّادق ويُؤتمن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين)) ؟!!! [رواه ابن ماجه وأحمد والحاكم في المستدرك، وانظر السلسلة الصحيحة للألباني - حديث رقم 1887]
إني أوجه إليكم هذه الكلمات شفقةً وخوفاً عليكم من عذاب الجبار سبحانه وتعالى وانتقامه؛ فإن عذابه أليم شديد، قال تعالى : (((وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَـاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً))) [النساء: 30]، وقال تعالى : (((وَأمَّا الذِينَ اسْتَنْكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابَاً ألِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّنْ دُونِ اللهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً))) [النساء: 173]، وقال تعالى : (((فَإِنْ يَتُوبُواْ يَكُ خَيْراً لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمْ الله عَذَاباً ألِيماً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ في الأَرْضِ مِنْ وَليٍّ وَلاَ نَصِيرٍ))) [التوبة: 74]، وقال تعالى فيمن استكبر عن الحق وافترى على الله الكذب : (((وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ في غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَـذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آياتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ))) [الأنعام: 93]
يتبع.......
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:20
الصِّنْفُ الثالث
هم من أهل الخير والاستقامة، لا يُعرف عنهم إلاَّ كل خيرٍ وصلاح، نحسبهم كذلك ولا نزكي على الله أحداً، أصحابُ عقيدةٍ صافية وطريقةٍ سُنِّيَّةٍ مرضية، لكنهم (يا للأسف والحزن) قد توقفوا في أمر نزار قباني وحكمه في الدنيا : أهو من أهل الإسلام أم من أهل الردة والإلحاد ؟!!!
ورحمة الله على محدِّث الفقهاء وفقيه المحدثين في زمانه : أحمد بن حنبل حين وقعت له فتنة خلق القرآن فثبت ثبوت الجبال الرواسي وأفتى بكفرِ مَنْ قال أن القرآن مخلوق، وتوقَّفَ أُناسٌ في القرآن وأمسكوا، فلم يقولوا بأنه غير مخلوق أو مخلوق، وقد كانوا طوائف : فمنهم مَنْ وَقَفَ مُطلقاً ولم يصرح بشيء مُدَّعِياً أنَّ الأمر لم يتبين له !!! وطائفةٌ قالت : إن القرآن كلام الله فقط
وقد كانت القضية عند الإمام أحمد وأمثاله من الأئمة الأعلام من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، مما جعل الإمام أحمد يحكم بكفر مَنْ توقَّف في قضية خلق القرآن
فعن يعقوب بن بختان قال : ((سألت أبا عبد الله عن الرجل يقف، قال : هذا عندي شاكٌّ مرتاب)) [المسائل والرسائل المروية عن الإمام أحمد في العقيدة: 1/354]
وعن أحمد بن محمد بن الليث قال : ((سُئل أحمد بن حنبـل وأنا حاضر عن الواقفة، فقال : الواقفة والجهمية واللفظية عندنا سواء)) [المصدر السابق: 2/255]
وقال أبو حاتم الرازي رحمه الله : ((قال مصعب : هؤلاء الذين يقولون في القرآن : ((لا ندري مخلوق أم غير مخلوق)) هم عندنا شَرٌّ مِمَّن يقول مخلوق .. يُسْتَتَابون، فإن تابوا وإلا ضُرِبَت أعناقهم)) [شرح اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي: 1/358]
وكذلك قال الإمام إسحاق بن راهويه حين سُئل عن الرجل يقول أن القرآن كلام الله ويقف، قال : ((هو عندي شرٌّ مِنَ الذي يقول مخلوق؛ لأنه يقتدي به غيره)) [المصدر السابق: 1/362]
وهذا قول أهل العلم : أنَّ مَنْ تَوَقَّفَ في القرآن فهو كافر بالله العظيم، وهو قول أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل بغداد وأهل مصر وأهل الشام وأهل الجزيرة وأهل خراسان وأهل الثغور، وانظر للتوسع : شرع أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي 1/357-363
وبعد هذا كله : أيُتَوَقَّف في أمر نزار قباني وحكمه في شريعة الإسلام ؟!!!
يا أصحاب الفطر السليمة : أسألكم بالذي خلق لكم عينين ولساناً وشفتين : هل في قلوب المؤمنين المخبتين أعظم من ذلك الرب الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ؟!!!!! ومن قال في كتابه الكريم وهو يمجد نفسه ويثني عليها وهو أهل الثناء وأهل المجد : (((وَمَا قَدَرُوا الله حَقَّ قَدْرِه وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ))) [الزُمر: 67]
يا حُماة الإسلام : أيُستهزأُ بالخالق سبحانه وتعالى ويُرْمَى بكُلِّ نقيصةٍ وعيبٍ (وهو المنزه عن ذلك سبحانه وتعالى) ثُمَّ لا يُحكم على ذلك المستهزئ بالرِدَّة عن دين الله تعالى ؟!!!!!
يا من رضيتم بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً : أيُشتمُ ربٌّ عبدناه ثم لا ننتصر له ؟!!! فوالله إنَّا إذاً لعبيد سوء وما نحن له بعابدين
فيا قلة السالكين !! ويا كثرة الهالكين والمخذولين !!!
ورحمة الله على الإمام ابن بطة العكبري قائد لواء أهل الحديث في زمانه، الذي كان يشكو بثه وحزنه إلى طلابه مما كان يراه في زمانه من غربةِ الدينِ بين أهله وذويه وحامليه، فمِمَّا قاله : ((يا إخواني : عصمنا الله وإياكم من غلبة الأهواء، ومشاحنة الآراء، وأعاذنا وإياكم من نصرة الخطأ وشماتة الأعداء، وأجارنا وإياكم من غِيَرِ الزمان وزخاريف الشيطان؛ فقد كثر المغترون بتمويهاتها، وتباهى الزائغون والجاهلون بلبسة حلتها، فأصبحنا وقد أصابنا ما أصاب الأمم قبلنا، وحلَّ الذي حذَّرَنَاه نبينا صلى الله عليه وسلم من الفرقة والاختلاف وترك الجماعة والائتلاف، وواقع أكثرنا الذي عنه نهينا، وترك الجمهور منا ما به أمرنا، فخلعت لبسة الإسلام، ونزعت حلية الإيمان، وانكشف الغطا، وبرح الخفا، فعبدت الأهواء، واستعملت الآراء، وقامت سوق الفتنة وانتشرت أعلامها، وظهرت الرِدَّة وانكشف قناعها، وقُدحت زناد الزندقة فاضطرمت نيرانها، وخلف محمد صلى الله عليه وسلم في أمته بأقبح الخلف، وعظمت البليَّة، واشتدت الرزيَّة، وظهر المبتدعون، وتنطَّع المتنطِّعون، وانتشرت البدع، ومات الورع، وهُتِكتْ سُجـفُ المشاينة، وشُهرَ سيف المحاشة بعد أن كان أمرهم هيِّناً، وحدهم ليِّناً، وذاك حتى كان أمرُ الأمَّةِ مجتمعاً، والقلوبُ متآلفةً، والأئمةُ عادلةً، والسلطانُ قاهراً، والحقُّ ظاهراً، فانقلبت الأعيانُ، وانعكس الزمانُ، وانفرد كلُّ قومٍ ببدعتهم، وحزب الأحزابُ، وخُولِفَ الكتاب، واتخذ أهلُ الإلحادِ رؤوساً أرباباً، وتحولت البدعة إلى أهل الاتفاق، وتهوك في العسرة العامة وأهل الأسواق، ونَعَقَ إبليسُ بأوليائه نعقةً فاستجابوا له من كل ناحية، وأقبلوا نحوه مسرعين من كل قاصية فألبسوا شيعاً، وميزوا قطعاً، وشمتت بهم أهل الأديان السالفة، والمذاهب المخالفة، فإنا لله وإنا إليه راجعون .. وما ذاك إلا عقوبة أصابت القوم عند تركهم أمر الله، وصدفهم عن الحقِّ، وميلهم إلى الباطل، وإيثارهم أهواءهم، ولله عز وجل عقوبات في خلقه عند ترك أمره ومخالفة رسله، فأُشْعِلَت نيران البدع في الدين، وصاروا إلى سبيل المخالفين، فأصابهم ما أصاب مَنْ قبلهم مِنَ الأمم الماضين، وصرنا في أهل العصر الذين وردت فيهم الأخبار، ورويت فيهم الآثار)) [الإبانة عن شريعة الفرقة الناجية ومجانبة الفرق المذمومة: 1/163]
وقال أيضاً رحمه الله : ((فلو أنَّ رجلاً عاقلاً أمعن النظر اليوم في الإسلام وأهله : لَعَلِمَ أنَّ أمورَ النَّاس تمضي كلها على سنن أهل الكتابين وطريقتهم وعلى سُنَّـة كسرى وقيصر وعلى ما كانت عليه الجاهلية، فما طبقة من الناس وما صنف منهم إلاَّ وهم في سائر أمورهم مخالفون لشرائع الإسلام وسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، مضاهون فيما يفعل أهل الكتابين والجاهلية قبلهم، فإنْ صَرَّفَ بصرَهُ إلى السَّلطنة وأهلها وحاشيتها ومَنْ لاذ بها من حكامهم وعُمَّالهم، وَجَدَ الأمر كله فيهم بالضد مِمَّا أُمِرُوا به ونُصِّبُوا له في أفعالهم وأحكامهم وزِيِّهم ولباسهم، وكذلك في سائر الناس بعدهم من التُّجَّار والسوقة وأبناء الدنيا وطالبيها من الزُّرَّاع والصُّنَّاع والأُجَراء والفُقَراء والقُرَّاءِ والعلماء إلاَّ مَن عصمه الله، ومتى فكَّرت في ذلك وجدت الأمرَ كما أخبرتك في المصائب والأفراح وفي الزيِّ واللِّباس والآنية والأبنية والمساكن والخُدَّام والمراكب والولائم والأعراس والمجالس والفرش والمآكل والمشارب، وكل ذلك، فيجري خلاف الكتاب والسُنَّة بالضد مِمَّا أمر به المسلمون ونُدِبَ إليه المؤمنون، وكذلك مَنْ باع واشترى ، وملك واقتنى واستأجر وزرع وزارع .. فمن طلب السلامة لدينه في وقتنا هذا مع الناس عدمها، ومَنْ أحبَّ أن يلتمس معيشة على حكم الكتاب والسُنَّة فقدها وكثر خصماؤه وأعداؤه ومخالفوه ومبغضوه فيها، فالله المستعان .. فما أشد تعذُّر السلامة في الدين في هذا الزمان؛ فطرقات الحق خالية مقفرة موحشة قد عدم سالكوها واندفنت محاجها وتهدَّمت صواياها وأعلامها وفقد أدلاؤها وهُدَاتها، قد وقفت شياطين الإنس والجن على فجاجها وسبلها تتخطَّف الناس عنها، فالله المستعان .. فليس يعرف هذا الأمر ويهمه إلاَّ رجلٌ عاقلٌ مُمَيِّزٌ قد أدَّبه العلم وشرح الله صدره بالإيمان)) [المصدر السابق: 2/571-572]
يتبع ............
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:28
الصِّنْفُ الرَّابع
هم أهل الضلال والزندقة والمجون : أصدقاء نزار قباني ومحبّوه، ومَنْ هم على شاكلته ونهجه، والجِعْلان* على أشكالها تقع
[* الجعلان: بكسر الجيم وسكون العين جمع جُعَل بضم ففتح: وهي دُويبة عفنة سوداء تدير الخراء بأنفها، وتجمع الجعر اليابس وتدخره في بيتها، وتُعرف بعضِّ البهائم في فروجها، ومن عجيب أمرها أنها تموت عند شم رائحة الورد والطيب]
من أمثال :
(1) أدونيس
واسمه الحقيقي علي أحمد سعيد، قزمٌ تعملق، كان على النِّحْلة النُصيرية المارقة، ثم تاب على يد إبليس منها والتحق بالشيوعية وتسمَّى بأحد أسماء آلهة الفينيقيين (أدونيس)، وانضم في مقتبل عمره إلى الحزب القومي السوري، وتأثر برئيس الحزب النصراني (أنطوان سعادة)، ثم مال إلى اليهودية بعد عمالة طويلة للماسونية، ومن نماذج شعره الكفري العفن قوله :
((كاهنة الأجيال
قولي لنا شيئاً عن الله الذي يولد
قولي أفي عينيه ما يُعبد))
وقوله :
((مات إلهٌ
كان من هناك يهبط
من جمجمة السماء))
وقوله :
((لا الله أختار
ولا الشيطان
كلاهما جدار
كلاهما يغلق لي عيني
هل أبدِّل الجدار بالجدار))
وقوله :
((اعبر اعبر
فوق الله والشيطان))
وقوله :
((يا أرضنا يا زوجة الإله والطغاة))
وقوله :
((نمضي ولا نصغي لذلك الإله
تُقنا إلى ربٍ جديدٍ سواه))
(2) عبد العزيز المقالح
وهو كاتب وشاعر يمني، كان مديراً لجامعة صنعاء، وهو ذو فكر يساري، ومن نماذج شعره الملحد قوله :
((صار الله رماداً
صمتاً
رعباً
في كف الجلادين
حقلاً ينبت سبحات وعمائم
بين الرب
الأغنية
الثروة
والرب القادم من هوليود
كان الله قديماً حُباً
كان سحابةً
كان نهاراً
في الليل أغنيةً))
(3) عبدالوهاب البياتي
وهو شاعر عراقي ماركسي، ومن نماذج شعره قوله :
((الله في مدينتي يبيعه اليهود
الله في مدينتي مشردٌ طريد
أراده الغزاة أن يكون لهم أجيراً شاعراً قواد
يخدع في قيثاره المذهب العباد
لكنه أصيب بالجنون
لأنه أراد أن يصون زنابق الحقول من جرادهم
أراد أن يكون))
(4) محمود درويش
وهو عضو الحزب الشيوعي الفلسطيني، حمل علم حزب راكاح الشيوعي الإسرائيلي في مؤتمر فينا، ومن شعره قوله :
((كل قاضٍ كان جزاراً تدرج في النبوءة والخطيئة))
وقوله : ((نامي فعين الله نائمة عنا وأسراب الشحارير))
(5) صلاح عبد الصبور
والأصل فيه فسادٌ وشرور. وهو شاعرٌ مصري هالك تالف، ومن نماذج شعره العفن قوله :
((وفي الجحيم دحرجت روح فلان
يا أيها الإله كم أنت قاسٍ مُوحش))
وقوله :
((والشيطان خالقنا ليجرح قدرة الله العظيم))
وقوله : ((ملاحنا ينتف شعر الذقن في جنون
يدعو إله النقمة المجنون
أن يلين قلبه .. ولا يلين))
وقوله :
((كان لي يوماً إله
وملاذي كان بيته
قال لي إن طريق الورد وعرٌ فارتقيته))
وقوله :
((حين أبصرت إلهي أسمر الجبهة وردي
ورقصنا وإلهي للضحى خداً لخدِ
ثم نمنا وإلهي بين أمواج ووردِ))
وقوله :
((وإلهي كان طفلاً .. وأنا طفلاً عبدته))
يتبع..........
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:35
(6) فدوى طوقان
وهي شاعرة فلسطينية يبرأ منها الحجر والشجر في أرض الإسراء، ومن شعرها قولها في حق ربها وخالقها :
((وأنت يا من قيل عنه إنه هناك
حانٍ لطيفٌ بالعباد
أين أنت ؟!!! لا أراك
دعني أراك كي أقول إنه هناك))
(7) أمل دنقل
وكان والده من الصالحين، وتعلم القرآن الكريم، وكان أمل في شبابه يؤم الناس في الصلاة ويخطب بهم بعض الجمع، ثم انتكس ودخل في التيار الحداثي الضال، وتسكع في المقاهي، وتعاطى المخدرات حتى مات بعد أمراض معضلة، وكان سيئ الأخلاق بذيء اللسان، ومن أقواله الكفرية :
((المجد للشيطان معبود الرياح
من قال لا في وجه من قالوا نعم
من علم الإنسان تمزيق العدم
من قال لا فلم يمت
خصومة قلبي مع الله ليس سواه))
وقوله : ((حاذيت خطو الله .. لا أمامه ولا خلفه))
وغيرهم ممن استهزؤوا وسخروا من الرب العظيم في قصائدهم وأشعارهم
فإني أطلب منهم أن يتذكروا حالهم بعين البصيرة وقد كانوا قطرة من ماء مهين ضعيف مستقذر لو مرت بها ساعة من الزمان لفسدت وأَنتنت، وكيف استخرجكم رب الأرباب العليم القدير من بين الصلب والترائب منقادين لقدرته مطيعين لمشيئته مذللين الانقياد على ضيق الطرق واختلاف المجاري، إلى أن ساقكم اللطيف البصير إلى مستقركم ومجمعكم في أرحام أمهاتكم، وكيف جمع سبحانه وتعالى بين آبائكم وأمهاتكم وألقى المحبة بينهما، وكيف قادهما بسلسلة الشهوة والمحبة إلى ذلك الاجتماع الذي هو سبب لتخليقكم وتكوينكم، وكيف قدّر سبحانه وتعالى اجتماع ماء الأب والأم مع بعد كل منهما عن صاحبه، كيف ساقهما من أعماق العروق والأعضاء وجمعهما في موضع واحد، وجعل لهما قراراً مكيناً لايناله هواء يفسده ولابرد يجمده
ثم أيها المستهزئون الساخرون : أعيدوا النظر فيكم وفي أنفسكم مرة أخرى، من الذي دبركم بألطف التدبير وأنتم أجنة في بطون أمهاتكم في موضع لا يد تنالكم ولا بصر يدرككم ولا حيلة لكم في التماس الغذاء ولا في دفع الضرر ؟!!! فمن الذي أجرى إليكم من دم أمهاتكم ما يغذوكم به كما يغذو الماء النبات، وقلب ذلك الدم لكم لبناً ولم يزل يغذيكم به بجوده وكرمه في أضيق المواضع وأبعدها من حيلة التكسب والطلب، حتى إذا كَمُلَ خلقكم واستحكم وقوى أديمكم على مباشرة الهواء وبصركم على ملاقاة الضياء وصلبت عظامكم على مباشرة الأيدي والتقلب على الغبراء، هاج الطلق بأمهاتكم وأزعجكم إلى الخروج أيما إزعاج إلى عالم الابتلاء، فركضكم الرحِم ركضةً من مكانكم كأنه لم يضمكم قط ولم يشتمل عليكم، فصار يستغيث ويعج إلى ربه من ثقلكم، فمن الذي فتح لكم بابه حتى ولجتم ؟!! ثم ضمه عليكم حتى حُفظتم وكملتُم ؟!!! ثم فتح لكم ذلك الباب ووسعه حتى خرجتم منه كلمح البصر لم يخنقكم ضيقه ولم تحبسكم صعوبة طريقكم فيه ؟!!!!! فلو تأملتم حالكم في دخولكم من ذلك الباب وخروجكم منه لذهب بكم العجب كل مذهب، فمن الذي أوحى إليه أن يتضايق عليكم وأنتم نطفة حتى لاتفسدوا هناك ؟!! ومن الذي أوحى إليه أن يتسع لكم ويتفسح حتى تخرجوا منه سليمين ؟!!!!
ومن الذي رعاكم بعد أن خرجتم فريدين وحيدين ضعفاء لا قشرة لكم ولالباس ولامتاع ولامال، أحوج خلق الله وأضعفهم وأفقرهم ؟!!!
ثم ماذا بعد ذلك يا أيها المستهزئون الساخرون من الله تعالى ؟!!! لقد صرف سبحانه وتعالى ذلك اللبن الذي كنتم تتغذون به في بطون أمهاتكم إلى خزانتين معلقتين على صدرها تحمل غذاءكم على صدرها كما حملتكم في بطنها، ثم ساقه الحي القيوم إلى تينك الخزانتين ألطف سوق على مجارٍ وطرق قد تهيأت له، فلا يزال واقفاً في طرقه ومجاريه حتى تستوفي ما في الخزانة فيجري وينساق إليكم من عند الذي لاتنفد خزائنه ولا يزول ملكه، فمن الذي رققه لكم ؟!!! ومن الذي صفاه وأطاب طعمـه وحسَّن لونه وأحكم طبخه أعدل إحكام : لا بالحار المؤذي ولا بالبارد الردي ولا بالمر ولا بالمالح ولا بالكريه الرائحة ؟!!!!! (((فَتَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ)))
وحين خرجتم إلى الدنيا وبدأت الشفاه تتحرك للرضاع : فما كان من ذلك الثدي المعلق كالإداوة إلا قد تدلى برحمته سبحانه وتعالى إليكم، وأقبل بدره عليكم، ثم جعل في رأسه تلك الحلمة التي هي بمقدار صغر أفواهكم فلا يضيق عنها ولا تتعبوا بالتقامها، ثم ثقب لكم في رأسها ثقباً لطيفاً بحسب احتمالكم : فلم يوسعه فتختنقوا باللبن، ولم يضيقه عليكم فتمصونه بكلفة، بل جعله بقدر اقتضته حكمته ورحمته، فمن الذي عطف عليكم قلب الأم ووضع فيه ذلك الحنان العجيب والرحمة الباهرة حتى تكون في أهنأ مايكون من شأنها وراحتها ومقيلها فإذا أحست منك بأدنى صوت أو بكاء قامت إليك وآثرتك على نفسها على عدد النفس منقادةً إليك بغير قائد ولا سائق إلا قائد الرحمة وسائق الحنان : تود لو أن كل ما يؤلمك بجسمها وأن حياتها تزاد في حياتك .. فمن الذي قذف هذا في قلوب عباده يامعاشر الساخرين والمستهزئين ؟!!!
إنه الله الواحد الأحد، الفرد الصمد، القائم على كل نفس بالخلق والرزق
وعلى هذا فإنِّي أُذَكِّرهم بالله تعالى، وبأن يعودوا إلى ربهم تائبين منيبين مِمَّا جنت أيديهم وألسنتهم وأقلامهم في ذات الله من استهزاءٍ وسخريةٍ، وليسمعوا إلى قول الله تعالى في كتابه العظيم : (((وَلاَ تَحْسَبَنَّ الله غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعي رُؤُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ))) [إبراهيم: 42 - 43]، وقوله تعالى : (((ويوم القيامة ترى الذين كَذَبوا على الله وجوهُهُم مُسْوَدَّة أليس في جَهَنَّمَ مثوىً للمتكبرين))) [الزمر: 60]، وقوله تعالى : (((فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيِاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِـيّاً * ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيـُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَنِ عِتِيّاً * ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيّاً))) [مريم: 68 - 70]، وقوله تعالى : (((وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الذِينَ كَفَرُواْ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيـقِ * ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأنَّ الله لَيْسَ بِظَـلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ))) [الأنفال: 50 - 51]، وقوله تعالى : (((فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونََ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُواْ مَا أَسْخَطَ الله وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُم))) [محمد: 27 - 28]
وسيعلمون غداً عند الوقوف بين يدي الله أمرهم وشأنهم ومآلهم
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:39
كشف بعض الشبهات
وهنا أذكر بعض الشبهات التي قذفت في قلوب كثير من المسلمين حتى بعض الصالحين الأخيار الذين جازت عليهم هذه الشبهات، وهي في الحقيقة هدمٌ لأصول الدين وقواعد الملة وركائز الشريعة ونسفٌ لأصل الأصول : كعقيدة التوحيد وعقيدة الولاء والبراء
فإلى ذكر الشُبه والرد عليها بما يفتح به الفتاح العليم
الشبهة الأولى
قولهم : إن الشعراء والروائيين إذا تكلموا في أشعارهم ورواياتهم عن بعض الأسماء والذوات إنما هم يتكلمون عن قوالب شعرية ورموز خيالية في غير مرادها الحقيقي المعروف لدى العامة، وإنما المعنى يكون كما يقولون في بطن الشاعر وجوفه، فإذا تكلم شاعرٌ مثلاً عن الله تعالى أو عن أي ذاتٍ من الذوات كالرسل والأنبياء ويوم القيامة وغيرها من الأشياء فهناك تصور آخر عند الشاعر هو غير المراد الحقيقي لهذه الذات ولهذه الحقيقة، وعلى هذا فلا يَكْفُرُ من قال في شعره إن الله مثلاً يجوع أو يعرى أو يمرض أو إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام تهرب وتخاف وتجبن وغير ذلك !!!
الرد على هذه الشبهة
إن هذه الشبهة ما أظن أن إبليس قد ألقاها على هؤلاء، وما أظنه كان يعلمها حتى سمعها منهم، وإنا نسأل أولئك المخدوعين : لو أن شاعراً قام وصرح باسم رئيس دولة من الدول ووصفه مثلاً بأنه قد رآه مشنوقاً على باب المدينة أو أن ذلك الشاعر قد رأى ذلك الملك أو ذلك الحاكم مذبوحاً في عَمَّان : أتكون أقوال ذلك الشاعر في حق ذلك الملك أو الرئيس أو الحاكم من القوالب الشعرية التي يراد منها غير حقيقتها ؟!! وهل تلتمسون لهذا الشاعر العذر كما التمستموه لـه عندما رمى الله عز وجل بهذه النقائص ؟!!!
الجواب طبعاً : لا وألف لا؛ والسبب في ذلك أن هذا الرئيس أو الملك أو الحاكم عذابه معجل دنيوي ملموس عند أهل الدنيا، أما عذاب الله تعالى فمؤخر مؤجل إلى ذلك اليوم الذي تشيب فيه مفارق الولدان، قال تعالى : (((فَلا تَعجَلْ عَلَيِهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً))) [مريم: 84]، وقال تعالى : (((كَلا سَنَكتُبُ مَايَقُولُ ونَمُدُّ لَه مِن العَذابِ مَداً * وَنَرِثُهُ مَايَقُولُ وَيأتِيِنا فَرداً))) [مريم: 79 - 80]
كما أن هذه الشبهة الخطيرة تجعل كثيراً من الزنادقة والملحدين الذين حكم عليهم علماء الإسلام على مر العصور بالردة والمروق من الدين بأنهم من المؤمنين الذين قد يحصل من الواحد منهم قول أو فعل ظاهره الكفر الصريح ولكنه لا يكفر بهذا القول أو الفعل؛ لأن له مراداً وتصوراً آخر في قلب ذلك الزنديق والملحد، وعلى هذا فلا يحكم بالكفر على أصحاب وحدة الوجود من الحلولية والاتحادية الذين يزعمون أن الله عز وجل قد حلَّ أو اتحد مع خلقه أو أن الله تعالى قد حلَّ في صورة عيسى عليه السلام، وغير ذلك من الأمور الباطنية التي تهدم الدين والملة والتي لا يختلف في إبطالها وتهافت أصولها من له أدنى عقل وأقل بصيرة
الشبهة الثانية
قولهم : إنك بنشر هذا الكلام رداً على نزار قباني وذكر كفرياته وطوامه بالتفصيل قد أعنت على نشر هذا الكفر وهذه الزندقة وأشهرتها بين عوام المسلمين، وهذا يجعل كثيراً من القراء يعودون إلى شعره وإلى دواوينه !!!
الرد على هذه الشبهة
أولاً : إن نزار قباني لا يحتاج إلى هذا ليُشهر بين المسلمين وهو الذي قد وزع وطبع من دواوينه السوداء ما يقارب ثلاث ملايين نسخة هي موجودة بين يدي محبيه وعاشقيه من أبناء المسلمين، وإن من المؤسف المحزن والذي تدمع له العين أن جُلَّ المراجع التي اعتمدتها في هذا الرد هي من دواوينه التي استعرتها من عشاقه ومحبيه في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكم من ديوان وكم من مجموعات شعرية له هي في قلوب عشاقه ومريديه في هذه المدينة الطاهرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((المدينة حَرَمٌ ما بين عائرٍ إلى كذا، من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لايُقبَلُ منه صَرْفٌ ولا عَدْلٌ)) [رواه البخاري – أبواب فضائل المدينة – حديث رقم 1771]
ثانياً : إن الذين يستدركون عليَّ بهذه الشبهة هم في الحقيقة يستدركون على الله تعالى وعلى كتابه الكريم؛ حيث إن الله تعالى قد بين وفصَّل كُفر الأمم السابقة في كتابه الكريم تفصيلاً دقيقاً في آياتٍ تُتلى منذ مئات السنين وإلى أن يرفع الله القرآن من المصاحف ومن صدور الرجال، ولم يقل قائل بل لم يجرؤ أحدٌ من المسلمين ولا من غيرهم من أهل الملل الأخرى على القول بأن هذا التفصيل المذكور في كتاب الله تعالى مدعاة إلى نشر الكفر في الأرض، وإنما هو التحذير من الله تعالى لخلقه لكي لا يقعوا في شيء من ذلك
بل إن القارئ لكتاب الله يجد أن الله تعالى قد ذكر كفريات لبعض الأمم السابقة تتعلق بذاته العلية، فقد أخبر سبحانه عن جرأة اليهود أحفاد القردة والخنازير على الله ووصفهم إياه بصفات النقص، قال الله تعالى : (((وقالت اليهودُ يدُ الله مغلولة غُلَّت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفقُ كيف يشاء)))، وكذلك ذكر تعالى كفر النصارى في قوله تعالى : (((لقد كَفَر الذين قالوا إِنَّ الله هو المسيحُ ابنُ مَرْيم)))، وقال تعالى : (((لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالثُ ثلاثةٍ وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحد)))، وغير ذلك من الآيات التي توضح عقائد الكفار وما يصرحون به من إلحاد وزندقة
يتبع...........
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:45
الخاتمة
نسأل الله حسنها إذا بلغت الروح المنتهى
بعد أن فاضت دموع المؤمنين الموحدين حُرقةً وغيرةً لله تعالى مما جنته أقلام الزنادقة والملحدين وألسنتهم في حق الله تعالى وآياته ورسله من حربٍ واستهزاءٍ واستخفاف، وقبل أن يقف القلم عن جريانه ليسجد بين يدي ربه وخالقه ويواصل تسبيحه وتمجيده وتقديسه لرب هذا الكون : نذكر أمراً مهماً من أمور الدين التي جهلها كثير من المسلمين في عصرنا هذا الذي ارتفع فيه الزنادقة والمرتدون والفسقة والفجار
ألا وهو حكم الزنديق المرتد في شريعة ربِّ العالمين
فنقول :
لا يخلو المرتد الذي حصلت منه الرِدَّة عن دين الله تعالى من ثلاث حالات :
الحالة الأولى
أن يرتد عن الإسلام بقولٍ أو فعلٍ أو شكٍّ، ثم يأتي تائباً منيباً ممَّا قاله أو فعله قبل القدرة عليه، فهذا دمه محقون وماله محفوظ وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، والله غفور رحيم
قال تعالى : (((فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ الله يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ))) [المائدة: 39]، وقال تعالى : (((إِلاَّ الذِينَ تَابُواْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ))) [آل عمران: 89]
الحالة الثانية
أن يرتد عن الإسلام بقولٍ أو فعلٍ أو شكٍّ، ولم تعرف له توبة وإنابة ممَّا فعل، أو قال في حق الله تعالى ورسله ودينه، فهذا فيه خلاف عند أهل العلم
فذهبت طائفة إلى قتله من غير استتابة كما نقل ذلك ابن القَيِّم في إعلام الموقعين 3/144، قال : ((وهذا مذهب أهل المدينة مالك وأصحابه، والليث ابن سعد، وهو المنصور من الروايتين عن أبي حنيفة، وهو إحدى الروايات عن أحمد نصرها كثير من أصحابه، بل هي أنص الروايات عنه))
وطائفة ثانية ترى أن يستتاب، فإن تاب قبلت توبته ولم يقتل، كما نقل ذلك ابن القيم فقال : ((وعن أبي حنيفة وأحمد أنه يستتاب، وهو قول الشافعي، وعن أبي يوسف روايتان إحداهما : أنه يستتاب، وهي الرواية الأولى عنه))
الحالة الثالثة
وهي حالة لم تظهر إلاَّ في عصرنا؛ وذلك بسبب غياب تطبيق حدِّ الرِدَّة على أولئك الزنادقة والملحدين مِمَّن يستهزئون بالله تعالى وبدينه وبرسله صلوات الله وسلامه عليهم، وهذه الحالة صفتها : أن يرتد عاقل بالغ عن الإسلام بقولٍ أو فعلٍ أو شَكٍّ، كأن يستهزئ بالله تعالى أو بأحد من أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم، أو بآياته، أو يسبّ الله تعالى أو أحداً من أنبيائه، أو يستحل الحكم بغير ما أنزل الله تعالى، أو ينفي صفات الله تعالى أو أسماءه بالكلية، أو يشبه الله بخلقه، أو يصف غير الله بصفة لا تكون إلاَّ لله تعالى، أو أن يجعل بينه وبين الله وسائط يدعوها كعُبَّاد القبور والأضرحة، أو يترك أركان الإسلام بالكلية، أو يرد شرع الله تعالى كله أو بعضه، أو ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، أو لا يعتقد كفر اليهود والنصارى، أو يشك في كفرهم، أو يسوّغ اتباع دينهم، أو يستحل قتل المسلمين، أو قتل المسلم من أجل إسلامه، أو يوالي الكفار ولاءً مطلقاً، وغيرها من الأمور .. فلا يخلو هذا المرتد الذي حارب الله تعالى واستهزأ به وبدينه طيلة حياته ولم يُستتب على رِدَّته ومات عليها ولم تُعلم له توبة من حُكمين : حكمٌ في الدنيا، وحكمٌ في الآخرة
حكم الدنيا
إذا عُلم أنه مات على رِدَّته وزندقته ولم يستتبه أحدٌ من ولاة المسلمين أو علمائهم ولم تُعلم له توبة وإنابة مِمَّا قاله بل ظلَّ مجاهراً بكفره وزندقته إلى إن لقيَ ربه وخالقه : فهذا يعامل معاملة الكافر في الدنيا، فلا يُغسَّل ولا يُصَلَّى عليه، ولا يُدْعَى له بالمغفرة والرحمة، ولا يُدْفَن في مقابر المسلمين، ولا يُورث .. هذا حكمه في الدنيا؛ لأن أحكام الشريعة تُبنى على الظَّاهر من أفعال العباد، أمَّا السرائر فلا يعلمها إلاَّ عالم السر والنَّجوى سبحانه وتعالى .. قال تعالى : (((وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ))) [البقرة: 217]، وقال تعالى : (((وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ))) [المائدة: 5]
حكم الآخرة
إذا هلك المرتد وانتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة فهو بين أحد أمرين لا ثالث لهما
الأمر الأول
أن يكون قد تاب توبةً صحيحةً نصوحةً مخلصةً بين يدي ربه ومولاه قبل خروج الروح من الجسد، فهذا قد يكون مِمَّن حطَّ رِحاله في الجنة وانغمس في أنهارها، وإن كان في الدنيا قَدْ عُومِلَ معاملة المرتد الكافر؛ وذلك لأن الأحكام والحدود في الدنيا قد بُنيت على الظَّاهر .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغرغر)) [رواه الترمذي - كتاب الدعوات - باب فضل التوبة والاستغفار وما ذُكر من رحمة الله بعباده - حديث رقم 3537، ورواه ابن ماجة - كتاب الزهد - باب ذكر التوبة - حديث رقم 4253]
الأمر الثاني
أن يخرج من دار الدنيا إلى دار الآخرة دون أن يتوب إلى الله عز وجل مِمَّا فعله أو قاله أو شك فيه، فهذا حكمه الخلود في نار جهنَّم وتحريم الجنَّة عليه فلا يراها ولا يجد ريحها أبداً .. قال تعالى : (((إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى))) [طه: 74]، وقال تعالى : (((إِنَّ الذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِلءُ الأَرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّنْ نَاصِرِينَ))) [آل عمران:91]
وعلى هذا فالواجب على كلِّ مسلمٍ يحمل في قلبه عقيدة أهل السنة والجماعة : أن يتبرأ ممن حادَّ الله ورسوله ولو كان أقرب قريب، قال تعالى : (((لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آباءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ))) [المجادلة: 22]، وقال تعالى : (((يَا أَيُّهَا الذِينَ آمنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آباءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِياءَ إِنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُم مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ))) [التوبة: 23]
يتبع...........
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 08:48
فاللَّهم أسألك حطَّ الرِّحَالِ في الجنَّة بلا حسابٍ ولا عذاب، والانغماس في أنهارها انغماس الفرحين المسرورين، والتجاوز عن عبادك الذين غرقوا في أوحال الخطيئة والمعصية من المؤمنين والمؤمنات مِمَّن شهدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة وماتوا على ذلك
يَا خَالِقِي عَبْدُكَ الْخَاطِي الْحَزِينُ لَقَد *** أتاكَ مُنْكَسِراً فَاجْبُرْ لِمُنْكَسِرِ
مُسْتَغْفِراً مِنْ ذُنُوبٍ لاَ عِدَادَ لها *** بِعَفْوِكَ الْجَمِّ يَا رَحْمَنُ لاَ تَذَرِ
فَلاَ تَدَعنِي مَلِيكَ العَرْشِ مُطَّرحَاً *** بَيْنَ النَّوَائِبِ وَالأَسْدَامِ وَالْغِيَرِ
حَسْبي لَدَى الْمُوبِقَاتِ الصُّمِّ أَنْتَ فَلا *** نَرْجُو سِوَاكَ لِنَيْلِ السُّؤْلِ وَالوَطَرِ
عَلَيْكَ يَا ذَا العَطَا وَالْمَنِّ مُعْتَمَدِي *** في كُلِّ خَطْبٍ أَتَى بِالْغِيَرِ وَالضَّرَرِ
فاغفر وَأَكْرِمْ عُبَيْداً ما لَهُ عَمَلٌ *** مِنَ الصَّوَالِحِ يَا رَحْمَنُ في العُمُرِ
لكِنَّهُ تَائِبٌ مما جَنَاهُ فَقَد *** أتاكَ مُسْتَغْفِراً يَخْشَى مِنَ السَقَرِ
فَإِنْ رَحِمْتَ عَلَى مَنْ جَاءَ مُفْتَقِراً *** فأنتَ أهلٌ بِهِ يَا رَبُّ فَاغتفِرِ
وإن تُعَذِّب فَإني أَهلُ ذَاكَ وَذَا *** عَدْلٌ قَويمٌ بِلاَ لَوْمٍ وَلا نُكُرِ
ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى خَيْرِ الْخَلِيقَةِ مَن *** كفَاهُ مُعْجِزَةُ الشَّقِّ في الْقَمَرِ
وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطُّهْرِ قَاطِبَةً *** وَصْحْبِهِ الْمُكْرَمِينَ السَّادَةِ الْغُرَرِ
مَا هَبَّتِ الرِّيحُ وَاهْتَزَّ النَّبَاتُ بِهَا *** وَمَا تَغَنَّتْ حَمَامُ الأَيْكِ في السَّحَرِ
المشاركات من 6 حتى 13 منقولة للفائدة والتذكير وجزى الله الكاتب والناقل خيرا وحفظ عليهم دينهم وثبتهم على الحق والسنة كما أسأله سبحانه أن يمن عليهم بحسن الخاتمة
خادم السنة
2007-08-07, 13:28
بارك الله فيك وجزاك الله عن الدين القويم خير الجزاء
أسأل الله الذي تجلت قدرته ذا الأسماء الحسنى والصفات العلى
أن يجعل هذ العمل المبارك إن شاء الله في ميزان حسناتك يوم الدين وأن يدخلك به الجنة ما فيه من دفاع عن مقام رب الأرباب
وأخيرا أذكر بقوله تعالى" وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين ﴿31﴾ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين ﴿32﴾ وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون ﴿33﴾ وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين ﴿34﴾ ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون ﴿35﴾ فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين ﴿36﴾ وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم ﴿37﴾ "
محمد أبو عثمان
2007-08-07, 23:36
بارك الله فيك
ميمونة 25
2008-12-22, 16:16
بارك الله فيك موضوع كامل وشامل
أسامة تلمساني13
2008-12-24, 14:21
بارك الله فيك
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir