الزمزوم
2012-11-02, 14:47
2012/11/02
(http://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=47591#)
http://www.jpnews-sy.com/ar/images/news/big/47591.jpg
هناك في حارم بالقرب من الحدود التركية، تسقط كل الأقنعة، هناك في حارم لا تسقط الأقنعة فحسب بل تسقط جيوش العصابات المسلحة، في صمود أسطوري لمواطنين سوريين مسلمين ومن أهل السنة والجماعة، يتصدّون لراجمات الصواريخ التركية بصدورهم، ولصواريخ لاو الصهيونية بأطفالهم، وزخات المطر ليست رصاصاً فحسب بل هي زخات لقذائف الهاون والصواريخ وقذائف الآر بي جي، أعاصير من رصاص الدوشكا تنهمر على حارم، ولا فرق في حارم بين صدر طفل أو مئذنة جامع أو مدرسة أو منزل أو امرأة أو كهل أو رجل كلّهم مستهدفون البشر والشجر والحجر.
جريمتهم أنهم سوريون في منطقة حدودية، تآمر عليهم العالم لتحويل مدينتهم إلى معبر للإرهاب والإرهابيين والسلاح، وبعد حصار دام عدة شهور وصلت تعزيزات مفاجئة للعصابات التكفيرية، من اليمن والصومال وليبيا، ومن جماعة خلق الإرهابية، ومقاتلين من كل جنسيات العالم، قالوا لهم هؤلاء كفار فاقتلوهم، وما يزيد عن خمسة آلاف إرهابي شن هجوماً عنيفاً على حارم وحدثت مجزرة يندى لها جبين الإنسانية، ما يزيد عن 200 شهيد سقطوا قبل أن تصل تعزيزات القوى الجوية السورية، وحتى اللحظة لم يتوقف الدم.
وجريمة حارم الكبرى أنها بالقرب من معسكر تدريب الإرهابيين في الريحانية، ورغم وصول الطيران الحربي السوري لمساندة الأهالي ووصول القوات السورية إلى مشارف حارم لازالت القذائف تتساقط على المدينة، وحصيلة اليوم بحسب مصادر الأهالي ما يقارب من عشرين شهيداً من المدنيين، وبالتالي حارم منذ أكثر من ثلاثة أيام كل يوم مجزرة حقيقية تقابل بصمت دولي، بل ويصل الصمت إلى مباركة المذابح بحق أهالي حارم علماً بأن تقديرات الأهالي تشير إلى وصول عدد الشهداء إلى ما يزيد عن 300 شهيد.
بان كي مون لم تصله التقارير الإعلامية، و(جامعة العهر العربية) لم تصلها تقارير عن المذابح بحق أهالي حارم، أما مجلس الأمن وبسبب الإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة أصبح يشجع حتى تنظيم "القاعدة" على الإرهاب حين يمتنع حتى عن إدانة التفجيرات الإرهابية، وأما المجرم رجب طيب أردوغان رغم قيام مئات الصفحات التركية بنقل أخبار الأهالي والمدنيين في حارم لم يرفَّ له جفن.
نعم في حارم العصابات المسلحة تستنسخ جريمة تدمير مخيم جنين، ولكن كما بضعة رجال في جنين ردوا الاحتلال، هناك في حارم الأهالي ردوا عصابات الحقد الوهابي الصهيوني العثماني.
في حارم لم يوقع أي فنان بياناً لحليب الأطفال، بل من وقّع بيانات سابقاً لم يستنكر قيام الاتحاد الأوروبي بحظر تصدير حليب الأطفال الخدج إلى سورية، ودعم العصابات التي تحاصر حارم، في حارم لم تقم الكويت بالإعلان عن إرسال قافلات مساعدات لأهالي من الإسلام السنة محاصرين منذ شهور، في حارم لم يرسل المغرب ولا إيطاليا ولا فرنسا ولا قطر مشافي ميدانية بل أرسلوا القذائف والصواريخ، في حارم لم يشاهد الأطفال أي مساعدات دولية، ولم يرَ أطفالها المال الذي تشحده حكومات الخليج بل شاهدوا زخ الرصاص الذي لا يتوقف.
في حارم تآمرت ذات الدول التي تآمرت على مخيم جنين، ذات السلاح وذات الأنظمة، ذات الصمت ذات الحصار، لكن القاتل كان بالأمس يمين صهيوني متطرف يدعمه المسيحيون الصهاينة في واشنطن، واليوم اليمين المتطرف الإسلامي يدعمه المسيحيون الصهاينة في واشنطن، وكلهم يقاتلون لما يسمّى يهودية إسرائيل، يريدون دويلات مذهبية وطائفية ويقتلون كل من يقف في طريقهم.
يحاصرون المسيحيين في ربلة والعلويين والشيعة في نبل والزهراء والسنة في حارم، قذائف الهاون تقتل الشيعة في السيدة زينب والسنة في الحجر الأسود والفلسطينيين في اليرموك، التفجيرات الإرهابية تستهدف الدروز والمسيحيين في جرمانا والعلويين في المزة جبل بدمشق وفي حمص، والسنة في الرقة والحجر الأسود وأحياء دمشق وحلب وإدلب، نعم يريدون سورية كل سورية، لا يميزون بين سوري وآخر حتى لو كان القاتل، وجريمة سورية أنها لم توقع الإذعان، وكما يقول إعلام آل سعود وكتاب الأقلام الصفراء الوهابية، وكما قالت قناة "العربية" علناً جريمة بشار الأسد أنه مازال يؤمن بإمكانية الحرب مع الكيان الصهيوني، جريمة سورية أنها البلد العربي الوحيد الذي يعيش حرباً باردة مع الكيان الصهيوني وتقاتل لخلق توازن إستراتيجي.
وكما كان قدر سورية أن تكون دولة حدودية لفلسطين وفي مواجهة شاملة مع المحتل الصهيوني الذي يطبخ الإرهاب على الأراضي المغتصبة، كان قدر حارم أن تكون منطقة حدودية مع الأراضي السورية التي احتلتها تركيا بتآمر فرنسي وأصبح في الريحانية السورية معسكر لتدريب الإرهابيين ضد سورية.
في حارم لن تكون فضيحة مجرم الحرب أردوغان ولا فضيحة مجرم الحرب عبد الله آل سعود ولا فضيحة مجرم الحرب حمد آل ثاني، في حارم لن يكون هناك فضيحة جديدة لمجلس الأمن ولا لمنظمات حقوق الإنسان، في حارم لن يكون هناك فضيحة للأمم المتحدة، إنما ستكون حارم مقبرة لمرتزقتهم.
(http://www.jpnews-sy.com/ar/news.php?id=47591#)
http://www.jpnews-sy.com/ar/images/news/big/47591.jpg
هناك في حارم بالقرب من الحدود التركية، تسقط كل الأقنعة، هناك في حارم لا تسقط الأقنعة فحسب بل تسقط جيوش العصابات المسلحة، في صمود أسطوري لمواطنين سوريين مسلمين ومن أهل السنة والجماعة، يتصدّون لراجمات الصواريخ التركية بصدورهم، ولصواريخ لاو الصهيونية بأطفالهم، وزخات المطر ليست رصاصاً فحسب بل هي زخات لقذائف الهاون والصواريخ وقذائف الآر بي جي، أعاصير من رصاص الدوشكا تنهمر على حارم، ولا فرق في حارم بين صدر طفل أو مئذنة جامع أو مدرسة أو منزل أو امرأة أو كهل أو رجل كلّهم مستهدفون البشر والشجر والحجر.
جريمتهم أنهم سوريون في منطقة حدودية، تآمر عليهم العالم لتحويل مدينتهم إلى معبر للإرهاب والإرهابيين والسلاح، وبعد حصار دام عدة شهور وصلت تعزيزات مفاجئة للعصابات التكفيرية، من اليمن والصومال وليبيا، ومن جماعة خلق الإرهابية، ومقاتلين من كل جنسيات العالم، قالوا لهم هؤلاء كفار فاقتلوهم، وما يزيد عن خمسة آلاف إرهابي شن هجوماً عنيفاً على حارم وحدثت مجزرة يندى لها جبين الإنسانية، ما يزيد عن 200 شهيد سقطوا قبل أن تصل تعزيزات القوى الجوية السورية، وحتى اللحظة لم يتوقف الدم.
وجريمة حارم الكبرى أنها بالقرب من معسكر تدريب الإرهابيين في الريحانية، ورغم وصول الطيران الحربي السوري لمساندة الأهالي ووصول القوات السورية إلى مشارف حارم لازالت القذائف تتساقط على المدينة، وحصيلة اليوم بحسب مصادر الأهالي ما يقارب من عشرين شهيداً من المدنيين، وبالتالي حارم منذ أكثر من ثلاثة أيام كل يوم مجزرة حقيقية تقابل بصمت دولي، بل ويصل الصمت إلى مباركة المذابح بحق أهالي حارم علماً بأن تقديرات الأهالي تشير إلى وصول عدد الشهداء إلى ما يزيد عن 300 شهيد.
بان كي مون لم تصله التقارير الإعلامية، و(جامعة العهر العربية) لم تصلها تقارير عن المذابح بحق أهالي حارم، أما مجلس الأمن وبسبب الإدارة الأمريكية والمملكة المتحدة أصبح يشجع حتى تنظيم "القاعدة" على الإرهاب حين يمتنع حتى عن إدانة التفجيرات الإرهابية، وأما المجرم رجب طيب أردوغان رغم قيام مئات الصفحات التركية بنقل أخبار الأهالي والمدنيين في حارم لم يرفَّ له جفن.
نعم في حارم العصابات المسلحة تستنسخ جريمة تدمير مخيم جنين، ولكن كما بضعة رجال في جنين ردوا الاحتلال، هناك في حارم الأهالي ردوا عصابات الحقد الوهابي الصهيوني العثماني.
في حارم لم يوقع أي فنان بياناً لحليب الأطفال، بل من وقّع بيانات سابقاً لم يستنكر قيام الاتحاد الأوروبي بحظر تصدير حليب الأطفال الخدج إلى سورية، ودعم العصابات التي تحاصر حارم، في حارم لم تقم الكويت بالإعلان عن إرسال قافلات مساعدات لأهالي من الإسلام السنة محاصرين منذ شهور، في حارم لم يرسل المغرب ولا إيطاليا ولا فرنسا ولا قطر مشافي ميدانية بل أرسلوا القذائف والصواريخ، في حارم لم يشاهد الأطفال أي مساعدات دولية، ولم يرَ أطفالها المال الذي تشحده حكومات الخليج بل شاهدوا زخ الرصاص الذي لا يتوقف.
في حارم تآمرت ذات الدول التي تآمرت على مخيم جنين، ذات السلاح وذات الأنظمة، ذات الصمت ذات الحصار، لكن القاتل كان بالأمس يمين صهيوني متطرف يدعمه المسيحيون الصهاينة في واشنطن، واليوم اليمين المتطرف الإسلامي يدعمه المسيحيون الصهاينة في واشنطن، وكلهم يقاتلون لما يسمّى يهودية إسرائيل، يريدون دويلات مذهبية وطائفية ويقتلون كل من يقف في طريقهم.
يحاصرون المسيحيين في ربلة والعلويين والشيعة في نبل والزهراء والسنة في حارم، قذائف الهاون تقتل الشيعة في السيدة زينب والسنة في الحجر الأسود والفلسطينيين في اليرموك، التفجيرات الإرهابية تستهدف الدروز والمسيحيين في جرمانا والعلويين في المزة جبل بدمشق وفي حمص، والسنة في الرقة والحجر الأسود وأحياء دمشق وحلب وإدلب، نعم يريدون سورية كل سورية، لا يميزون بين سوري وآخر حتى لو كان القاتل، وجريمة سورية أنها لم توقع الإذعان، وكما يقول إعلام آل سعود وكتاب الأقلام الصفراء الوهابية، وكما قالت قناة "العربية" علناً جريمة بشار الأسد أنه مازال يؤمن بإمكانية الحرب مع الكيان الصهيوني، جريمة سورية أنها البلد العربي الوحيد الذي يعيش حرباً باردة مع الكيان الصهيوني وتقاتل لخلق توازن إستراتيجي.
وكما كان قدر سورية أن تكون دولة حدودية لفلسطين وفي مواجهة شاملة مع المحتل الصهيوني الذي يطبخ الإرهاب على الأراضي المغتصبة، كان قدر حارم أن تكون منطقة حدودية مع الأراضي السورية التي احتلتها تركيا بتآمر فرنسي وأصبح في الريحانية السورية معسكر لتدريب الإرهابيين ضد سورية.
في حارم لن تكون فضيحة مجرم الحرب أردوغان ولا فضيحة مجرم الحرب عبد الله آل سعود ولا فضيحة مجرم الحرب حمد آل ثاني، في حارم لن يكون هناك فضيحة جديدة لمجلس الأمن ولا لمنظمات حقوق الإنسان، في حارم لن يكون هناك فضيحة للأمم المتحدة، إنما ستكون حارم مقبرة لمرتزقتهم.