kada70
2009-03-20, 18:49
المتسول
كان دائما يلمحه مادا يده اليمنى لكل من يخرج من العمارة أو يدخلها , يترصد الجميع كيما يمدوه شيئا من الدنانير , لم يكن يسمع صوته ولا حتى يسمح لمن يمده شيئا بأن يرى وجهه عكس المتسولين الآخرين الذين اعتاد على رؤيتهم في كل جهات المدينة .
"صارت كل المدينة تتسول"
قالها في سره
, بالتأكيد هو يبالغ في خواطره هاته , لكنه أيضا أينما ذهب يجد الكثير من الوجوه المتسولة وخاصة أولئك الذين يرابطون في مواقف الحافلات ومداخل الأسواق يستعملون كل أساليب الاستجداء كي يذوبوا عنك الجليد والتصلب , لا يسعك أمام هذا الكم الهائل من الأدعية والتوسلات إلا أن تذعن ممررا يدك على جيبك كيما تخرج ما شاء الله لهم ...
أما هذا المتسول الذي اعتاد أن يصادفه يوميا أمام باب العمارة , فهو صامت يمد يده , وحينما لا تعطيه شيء أو حتى تكترث به , تراه من خلف لثامه يصدر بعض الكلمات الطلسمية مما جعل صاحبنا يحاول البحث عن كنه هذا المتسول الغريب , اقترب منه حياه , وأضاف يسأله عن صمته , وعن سبب وضعه للثام الذي يبدو كشيء من تفاصيل وجهه , ملتصق به لا يكاد يعرف بدونه , لكن المتسول دون أن ينبس بكلمة أماء برأسه واضعا خطوة إلى الخلف , حرك كتفيه محاولا التنصل حينما باغته صاحبنا بيده محاولا إماطة لثامه , فإذا باللثام يسقط من على وجه المتسول , فتظهر من خلفه امرأة عجوز , لم تكن غريبة عنه , عرف أنها أمه بعدما لاذت بالفرار تاركة اللثام بين يديه وكثيرا من الأسئلة تدور في
رأسه
كان دائما يلمحه مادا يده اليمنى لكل من يخرج من العمارة أو يدخلها , يترصد الجميع كيما يمدوه شيئا من الدنانير , لم يكن يسمع صوته ولا حتى يسمح لمن يمده شيئا بأن يرى وجهه عكس المتسولين الآخرين الذين اعتاد على رؤيتهم في كل جهات المدينة .
"صارت كل المدينة تتسول"
قالها في سره
, بالتأكيد هو يبالغ في خواطره هاته , لكنه أيضا أينما ذهب يجد الكثير من الوجوه المتسولة وخاصة أولئك الذين يرابطون في مواقف الحافلات ومداخل الأسواق يستعملون كل أساليب الاستجداء كي يذوبوا عنك الجليد والتصلب , لا يسعك أمام هذا الكم الهائل من الأدعية والتوسلات إلا أن تذعن ممررا يدك على جيبك كيما تخرج ما شاء الله لهم ...
أما هذا المتسول الذي اعتاد أن يصادفه يوميا أمام باب العمارة , فهو صامت يمد يده , وحينما لا تعطيه شيء أو حتى تكترث به , تراه من خلف لثامه يصدر بعض الكلمات الطلسمية مما جعل صاحبنا يحاول البحث عن كنه هذا المتسول الغريب , اقترب منه حياه , وأضاف يسأله عن صمته , وعن سبب وضعه للثام الذي يبدو كشيء من تفاصيل وجهه , ملتصق به لا يكاد يعرف بدونه , لكن المتسول دون أن ينبس بكلمة أماء برأسه واضعا خطوة إلى الخلف , حرك كتفيه محاولا التنصل حينما باغته صاحبنا بيده محاولا إماطة لثامه , فإذا باللثام يسقط من على وجه المتسول , فتظهر من خلفه امرأة عجوز , لم تكن غريبة عنه , عرف أنها أمه بعدما لاذت بالفرار تاركة اللثام بين يديه وكثيرا من الأسئلة تدور في
رأسه