miramer
2012-10-30, 19:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما زال جماعة من المتزهدين يزرون على كثير من العلماء إذا انبسطوا في مباحات. والذي يحملهم على هذا الجهل. فلو كان عندهم فضل علم ما عابوهم.
وهذا لأن الطباع لا تتساوى، فرب شخص يصلح على خشونة العيش، وآخر لا يصلح على ذلك، ولا يجوز لأحد أن يحمل غيره على ما يطيقه هو.
غير أن لنا ضابطاً هو الشرع، فيه الرخصة وفيه العزيمة. فلا ينبغي أن يلام من حصر نفسه في ذلك الضابط.
ورب رخصة كانت أفضل من عزائم لتأثير نفعها.
ولو علم المتزهدون أن العلم يوجب المعرفة بالله تعالى. فتنبت القلوب من خوفه، وتنحل الأجسام للحذر منه فوجب التلطف حفظاً لقوة الراحلة.
ولأن آلة العلم والحفظ. القلب والفكر، فإذا رفهت الآلة جاد العمل، وهذا أمر لا يعلم إلا بالعلم.
فلجهل المتزهدين بالعلم أنكروا ما لم يعلموا. وظنوا أن المراد إتعاب الأبدان، وإنضاء الرواحل، وما علموا أن الخوف المضني يحتاج إلى راحة مقاومة، كما قال القائل. روحوا القلوب تعي الذكر.
صيد الخاطر لابن الجوزي رحمه الله تعالى
ما زال جماعة من المتزهدين يزرون على كثير من العلماء إذا انبسطوا في مباحات. والذي يحملهم على هذا الجهل. فلو كان عندهم فضل علم ما عابوهم.
وهذا لأن الطباع لا تتساوى، فرب شخص يصلح على خشونة العيش، وآخر لا يصلح على ذلك، ولا يجوز لأحد أن يحمل غيره على ما يطيقه هو.
غير أن لنا ضابطاً هو الشرع، فيه الرخصة وفيه العزيمة. فلا ينبغي أن يلام من حصر نفسه في ذلك الضابط.
ورب رخصة كانت أفضل من عزائم لتأثير نفعها.
ولو علم المتزهدون أن العلم يوجب المعرفة بالله تعالى. فتنبت القلوب من خوفه، وتنحل الأجسام للحذر منه فوجب التلطف حفظاً لقوة الراحلة.
ولأن آلة العلم والحفظ. القلب والفكر، فإذا رفهت الآلة جاد العمل، وهذا أمر لا يعلم إلا بالعلم.
فلجهل المتزهدين بالعلم أنكروا ما لم يعلموا. وظنوا أن المراد إتعاب الأبدان، وإنضاء الرواحل، وما علموا أن الخوف المضني يحتاج إلى راحة مقاومة، كما قال القائل. روحوا القلوب تعي الذكر.
صيد الخاطر لابن الجوزي رحمه الله تعالى