تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ....نوبات جنون


صرخة صمت
2012-10-24, 11:37
....و أحسست ببرودة تتسلل كيانها ...انقباض شديد في قلبها...غصة تنبض بدقات متتالية ، متسارعة في حلقها...فتجبر نفسها على كتمانها ، كي لا ترتسم ملامح الضعف في وجهها أمامهم...رغم أن عيناها كانتا دائما تفضحان مشاعرا طالما اعتقدت أنها تخفيها...
...يعتريها غضب ، قلق غير عادي...فتهلرب متسللة حتى لا تثير انتباههم...و لكونها تدرك أنها ستنهي كعادتها كتمانها هذا بطوفان دموع...
..تحاول مسحها بعنف ، لكنها تأبى التوقف عن الهطول....تخفيها من جديد...فتصرخ عنها شهقات متقطعة...تشبه لحد كبير شهقات طفل تائه...وسط الأدغال...ابتلع صوت بكاءه من الخوف...ووحدها تلك الشهقات كانت تقطع صمته الرهيب...
...بخجل شديد كانت تعترف بضعفها أمام مرآة ، طالما كانت ملجأها الوحيد أثناء بكاءها...تقف أمامها ...و بجنون بريء طالما عهدته فيها تحاول أن تسكت نفسها....لكن كلما كانت تتأمل عيناها ، كانت تشهد خوفا داخلهما...تنهيه بأنهار دموع...رغم ذلك بقيت تلك وجهتها الوحيدة...منذ الصغر...تسرع للوقوف بين يديها كلما شعرت في رغبة بالبكاء...كلما أحست بشيء من الخوف و اللأمان...و كلما قررت اعتزال الناس... و رغم أنها كبرت الا أن تلك القطعة الشفافة من الزجاج بقيت ملاذها الوحيد للاختباء بدموعها من أمام اخواتها يوم زفافهن أو بالأحرى يوم وداعهن
...طالما تحملت تلك المرآة ، و لا زالت تتحمل جنونا تعتقد أن لا أحد سواها يمكنه تحمله...
...كانت تنهي بكاءها...حديثها المطول مع نفسها أمامها أو من الأصح أن أقول معها...تمسح عيناها...تهدأ..بطريقة أتوماتيكية ترفع ربطة شعرها باحكام الى الأعلى...ربما لتخفي ملامح البكاء ...و تخرج من تلك الغرفة منفجرة بالضحك....تلاحقها نظراتهم...و بلامبالاتها تتبعها تعليقاتهم ، بين طارح للسؤال عن سبب البكاء ...و مجيب بأنه موعد فترة بكائها الجنوني..،...و بين مستهزىء بأنها لم تتناول دواء هيسترياتها بعد...و مستفز يذكرها بموعد اقتراب الرحيل الى جامعتها....و ضحكات متتالية ، يحاولون من خلالها التعبير عن خوفهم ...و ربما عن حبهم ...خاصة و أنها تعلم علم اليقين أن أفراد أسرتها يتهربون من الاعتراف بأحاسيسهم ، فيجسدونها بطريقة هزلية...ليتفادوا تلك الأحاسيس المرهفة التي ربما يرونها اما ضعفا أو بدرجة كبيرة أحاسيس بديهية لا يجب الاعلان عنها و التعامل بها
...أجل هاهي ذي تعود الى طقوسها التي تواضب عليها خاصة مع اقتراب موعد رحيلها...

يتبع

mihra
2012-10-24, 11:47
صراحة القصة اثرت في وكانها تروي قصة انسانة عزيزة على قلبي.......المراة مراة احزانها مهما اخفت تفضحها نظراتها لكنها جبارة.....في معركة الاحاسيس والمشاعر كافحت وناظلت من اجل ان ترسم بسمة خفيفة الظل لترى همسات فرح في وجوه الاخرين...........المراة كبئر.....كلما اغصت في داخلها وتغرف من بئرها اترشف مائها كلما تمسكت بحبلها لتطلب المزيددددددددددددددددددد
شكرا اختي كلماتك جميلة وقصة تحمل مغزى المراة الوفية في غابة الكبرياء

طارق النور
2012-10-24, 11:59
....و أحسست ببرودة تتسلل كيانها ...انقباض شديد في قلبها...غصة تنبض بدقات متتالية ، متسارعة في حلقها...فتجبر نفسها على كتمانها ، كي لا ترتسم ملامح الضعف في وجهها أمامهم...رغم أن عيناها (عينيها) كانتا دائما تفضحان مشاعرا (مشاعرَ) طالما اعتقدت أنها تخفيها...


...يعتريها غضب ، قلق غير عادي...فتهلرب متسللة حتى لا تثير انتباههم...و لكونها تدرك أنها ستنهي كعادتها كتمانها هذا بطوفان دموع...


..تحاول مسحها بعنف ، لكنها تأبى التوقف عن الهطول....تخفيها من جديد...فتصرخ عنها شهقات متقطعة...تشبه لحد كبير شهقات طفل تائه...وسط الأدغال...ابتلع صوت بكاءه (بكائه) من الخوف...ووحدها تلك الشهقات كانت تقطع صمته الرهيب...


...بخجل شديد كانت تعترف بضعفها أمام مرآة ، طالما كانت ملجأها الوحيد أثناء بكاءها...تقف أمامها ...و بجنون بريء طالما ()عهدته فيها تحاول أن تسكت نفسها....لكن كلما كانت تتأمل عيناها (عينيها)، كانت تشهد خوفا داخلهما...تنهيه بأنهار دموع...رغم ذلك بقيت تلك وجهتها الوحيدة...منذ الصغر...تسرع للوقوف بين يديها كلما شعرت في رغبة بالبكاء...كلما أحست بشيء من الخوف و اللأمان ()...و كلما قررت اعتزال الناس... و رغم أنها كبرت الا أن تلك القطعة الشفافة من الزجاج بقيت ملاذها الوحيد للاختباء بدموعها من أمام اخواتها يوم زفافهن أو بالأحرى يوم وداعهن


...طالما تحملت تلك المرآة ، و لا زالت تتحمل جنونا تعتقد أن لا أحد سواها يمكنه تحمله...


...كانت تنهي بكاءها...حديثها المطول مع نفسها أمامها أو من الأصح أن أقول معها...تمسح عيناها (عينيها)...تهدأ..بطريقة أتوماتيكية ترفع ربطة شعرها باحكام الى الأعلى...ربما لتخفي ملامح البكاء ...و تخرج من تلك الغرفة منفجرة بالضحك....تلاحقها نظراتهم...و بلامبالاتها تتبعها تعليقاتهم ، بين طارح للسؤال عن سبب البكاء ...و مجيب بأنه موعد فترة بكائها الجنوني..،...و بين مستهزىء بأنها لم تتناول دواء هيسترياتها بعد...و مستفز يذكرها بموعد اقتراب الرحيل الى جامعتها....و ضحكات متتالية ، يحاولون من خلالها التعبير عن خوفهم ...و ربما عن حبهم ...خاصة و أنها تعلم علم اليقين أن أفراد أسرتها يتهربون من الاعتراف بأحاسيسهم ، فيجسدونها بطريقة هزلية...ليتفادوا تلك الأحاسيس المرهفة التي ربما يرونها اما ضعفا أو بدرجة كبيرة أحاسيس بديهية لا يجب الاعلان عنها و التعامل بها


...أجل هاهي ذي تعود الى طقوسها التي تواضب عليها خاصة () مع اقتراب موعد رحيلها...



يتبع

أهلا صرخة البوح... صرخة الصراحة... صرخة الورد عذبة السرد... ومرحبا
..
ورغم بعض الهفوات اقليلة التي أشار لها الوردي أعلاه، ورغم حبك الشديد لكلمتي: "طالما" و " خاصة"، وإني موقن أن مردّ ذلك إنما هو الانغماس التام في الحالة التي تشرّحينها بدقة وإتقان..
..
فإن:
..
ريشة لا تهمل صغيرة ولا كبيرة هو حرفك حين يصور المشاعر والأحاسيس.. ويتعمق...
..
وخبير... هو.. حين يتعمق في النفس فيستنطق صمتها ويظهر مكنوناتها..
..
..
وكثييييير من الإحساس المرهف... بقلب يكتب عنـ "ها"
..
..
راقتني جدا هذه الانطلاقة... متمنيا ألا يبتر انسيابها انقطاع بتنا نخشاه ولا نتمناه... دومي بالقرب... وإن لجديديك لمنتظرون
..

صرخة صمت
2012-10-24, 12:02
....تتجول أياما متتالية في شوارع مدينة تعشقها ...تخشع أثناء السير في طرقاتها...تحفظ أماكن بناياتها....أعمدتها...مدارسها ...محلاتها...و حتى أحجارها...دون أن تنسى مكان جلوس الاسكافي الذي طالما أضافت له و لمثله من العمال البسطاء صفة المسكين...دون أن تنسى الطرق الضيقة التي كان يقبع بها مجنون الحي الذي كانت تحسده على جنونه على اثر ظلم أو جور يعترضها من طرف أنا س يمتلكون عقولا...و كعادتها تنتبه لأي متسول جديد كونها باتت تعرف أكثرهم....ترحل و اياهم الى بيوت رسمتها داخل مخيلتها ، بنتها لهم من طوب أو كرتون ....و كلما حاولت أن تقنعها أن معظمهم يتفننون في التسول لا أكثر و يملكون من المال ، ما قد لا تملكه هي...تجيبك غاضبة بحدة : كفاكم شكا... من ذا الذي يقبل بسهولة على نفسه المذلة ؟ و على أولاده الجوع و التشرد؟...و تعود لتسرح في بحر شفقتها من جديد ....و كأنها حقا لا تعيش وسط المجتمع أو أنها تتهرب بطريقتها من الواقع المر....
....تنهي جولتها...وبصمت تعتلي السيارة...و تكتفي بالتأمل من النافذة ...لا تتحدث...لا تناقش و كأنها جسد حاضر لروح غائبة....ربما كونها كانت ترى في كل الأحاديث و التصرفات الأخرى ازعاجا لعالمها الخاص...أو أنها كانت منشغلة برسم لوحتها المصغرة عن تلك الشوارع البسيطة....بضجيجها نهارا و هدوءها ليلا...ببيوتها المتواضعة و أبنيتها الفخمة...بمستشفياتها و عياداتها...بمساجدها و مراكزها الثقافية...بأغنياءها و فقراءها...بدكاترتها و متسوليها....ثم فجأة تقطع صمتها الرهيب مطالبة باكمال الرحلة الى غير البيت....و بدون أن تعطي اسم المكان الموالي ....يتوجة بمقوده نحو الوجهة الصحيحة ...في الطريق الذي رسمت و اياه جل أحلامها منذ الصغر....حتى و هي تكبر كانت تبني و اياه مشاريعها المستقبلية و كأنه ملهمها...سندها و شريكها الأبدي..

....يتبع...

صرخة صمت
2012-10-24, 12:08
أهلا صرخة البوح... صرخة الصراحة... صرخة الورد عذبة السرد... ومرحبا
..
ورغم بعض الهفوات اقليلة التي أشار لها الوردي أعلاه، ورغم حبك الشديد لكلمتي: "طالما" و " خاصة"، وإني موقن أن مردّ ذلك إنما هو الانغماس التام في الحالة التي تشرّحينها بدقة وإتقان..
..
فإن:
..
ريشة لا تهمل صغيرة ولا كبيرة هو حرفك حين يصور المشاعر والأحاسيس.. ويتعمق...
..
وخبير... هو.. حين يتعمق في النفس فيستنطق صمتها ويظهر مكنوناتها..
..
..
وكثييييير من الإحساس المرهف... بقلب يكتب عنـ "ها"
..
..
راقتني جدا هذه الانطلاقة... متمنيا ألا يبتر انسيابها انقطاع بتنا نخشاه ولا نتمناه... دومي بالقرب... وإن لجديديك لمنتظرون
..




و كم فرحت حين رأيت اللون الوردي يزين خربشاتي؟....لن تصدق ان قلت لك أني كنت في أمس الحاجة الى من ينبهني لتلك الأخطاء التي حقا ارتكبها اثر لهفة منا أو على اثر الاسراع في الكتابة حتى لا تهرب الأفكار.......


أشكر لك تشجيعاتك ....عم الفرح قلبك دوما...نحن بالقرب لكن اعذر غيابنا الذي هو حالة مجبرون عليها مع اقتراب موعد الدخول الجامعي


أدام الله تألقك...دعواتي لك

صرخة صمت
2012-10-24, 12:11
صراحة القصة اثرت في وكانها تروي قصة انسانة عزيزة على قلبي.......المراة مراة احزانها مهما اخفت تفضحها نظراتها لكنها جبارة.....في معركة الاحاسيس والمشاعر كافحت وناظلت من اجل ان ترسم بسمة خفيفة الظل لترى همسات فرح في وجوه الاخرين...........المراة كبئر.....كلما اغصت في داخلها وتغرف من بئرها اترشف مائها كلما تمسكت بحبلها لتطلب المزيددددددددددددددددددد
شكرا اختي كلماتك جميلة وقصة تحمل مغزى المراة الوفية في غابة الكبرياء




أشكر مرورك الكريم أختاه أدام زيارتك لكلماتي البسيطة ، أرجو حقا أ تعبر عن مشاعر حقيقية وحدك و باقي القراء تحسون مدى صدقها

حفظك الله و رعاك:19:

mihra
2012-10-24, 13:52
العفواختي....واصلي خربشاتك التي بمثابة طلاسيم...لعلها تعود عليك...بفخر وامتنان....تحياتي وعيدا ضحى مبارك وكل عام وانت تزيدين قربا لله

صرخة صمت
2012-10-24, 16:29
العفواختي....واصلي خربشاتك التي بمثابة طلاسيم...لعلها تعود عليك...بفخر وامتنان....تحياتي وعيدا ضحى مبارك وكل عام وانت تزيدين قربا لله


اللهم آمين لك ألف تحية و تقدير أختاه

عيد مبارك و كل عام و أنت و العائلة بألف خير

كما أقول لك *ربي يعاونك* :19: