mahfoud
2009-03-17, 19:02
المؤامرة كنهج ومنتج إنساني عريقة وقديمة بقدم الفكر الإنساني ذاته, حتى أن البناء الدرامي للكثير من الاساطير الدينية والمثولوجيا قائم على فكرة ونظرية المؤامرة , فلا عجب أن تراها راسخة في عقول البشر الغنية بها والمتعطشة لها أساساً .
والمؤامرة اتخذت في العصر الحديث أشكالاً عديدة وبتوظيفات عديدة منها التوظيف الإقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري ... ووو , وتغلغلت إلى أدنى وحدة وعي في هذا الكوكب الذي أضحى مثل قرية صغيرة ,في عالم تحكمه الشركات وعمالقة الاقتصاد, بأدوات وصلت إلى كل فرد تقريباً على وجه الارض مثل وسائل الاعلام و الشبكات العنكبوتية.
فلا أحد ينكر وجودها تاريخيا ... لكن منطق العقل ومعطيات الواقع انتهاز الفرص واستثمارها .. وتعبير المؤامرة شملعة يعلق عليها الفاشلون أخطائهم أو ضياعهم من قيم التاريخ .. أو حتى قدرتهم على انتهاز الفرص واستثمارها.
المشكلة أننا نحن العرب نؤمنون بنظرية المؤامرة الى حد لا يطاق ، وننفذون المطلوب منا لتمرير المؤامرة في نفس الوقت
مثلا الكل يتكلم عن فتنة سنية شيعية في العراق ترعاها الولايات المتحدة المتآمرة على العرب ومع ذلك نجد الجميع بما فيهم السنة والشيعة في العراق يشاركون في هذه المؤامرة على أنفسهم وينفذون الدور المطلوب من كل منهم بكل أمانة ودقة.
عندما تجد العرب كيف يتآمرون على بعضهم يصعب عليك بعدها توجيه اللوم للمتآمر الخارجي.
كما أن العرب عموما لايؤمنون بممارسة النقد و النقد الذاتي .. فيحبون دوما القاء أخطائهم على عاتق الأخرين مفضلين النواح و التباكي والقاء اللائمة على غيرهم ، و ما نشرته يومية وطنية الأسبوع السابق حول وجود مؤامرة ضد أحد المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة خير دليل على ذلك.
فعبارة أن الأمة مستهدفة فكر عممته الجماعات النافذة، واستثمرته بنظرية المؤامرة لتعطي لذاتها قيمة وجود واعتبار في الساحة الاجتماعية ، ولتتمكن من زيادة استقطاب عناصر لها بعيدا عن إدراك واقع أو فهم سنن حياة ، وتمادت تلك التنظيمات في غيها مستغلة ظروف سياسية صعبة مرت على الأمة لتكسب وجود سياسي لها
ولا شك أن تعزيز انتشار هذا المفهوم أو الشعور به سيلعب دورا في أي تفاعلات خارجية قد لا يكون لها أي تأثير حقيقي بالداخل مطلقا .
والسؤال : كيف يمكن تفعيل العقل العربي ليدرك حقائق الأمور .. ويكون له دور عمليا في صناعة حياته ، وأن يهيأ لأجيال الغد قاعدة تليق بمستقبله وأهدافه ؟
مع تحياتي
والمؤامرة اتخذت في العصر الحديث أشكالاً عديدة وبتوظيفات عديدة منها التوظيف الإقتصادي والسياسي والاجتماعي والعسكري ... ووو , وتغلغلت إلى أدنى وحدة وعي في هذا الكوكب الذي أضحى مثل قرية صغيرة ,في عالم تحكمه الشركات وعمالقة الاقتصاد, بأدوات وصلت إلى كل فرد تقريباً على وجه الارض مثل وسائل الاعلام و الشبكات العنكبوتية.
فلا أحد ينكر وجودها تاريخيا ... لكن منطق العقل ومعطيات الواقع انتهاز الفرص واستثمارها .. وتعبير المؤامرة شملعة يعلق عليها الفاشلون أخطائهم أو ضياعهم من قيم التاريخ .. أو حتى قدرتهم على انتهاز الفرص واستثمارها.
المشكلة أننا نحن العرب نؤمنون بنظرية المؤامرة الى حد لا يطاق ، وننفذون المطلوب منا لتمرير المؤامرة في نفس الوقت
مثلا الكل يتكلم عن فتنة سنية شيعية في العراق ترعاها الولايات المتحدة المتآمرة على العرب ومع ذلك نجد الجميع بما فيهم السنة والشيعة في العراق يشاركون في هذه المؤامرة على أنفسهم وينفذون الدور المطلوب من كل منهم بكل أمانة ودقة.
عندما تجد العرب كيف يتآمرون على بعضهم يصعب عليك بعدها توجيه اللوم للمتآمر الخارجي.
كما أن العرب عموما لايؤمنون بممارسة النقد و النقد الذاتي .. فيحبون دوما القاء أخطائهم على عاتق الأخرين مفضلين النواح و التباكي والقاء اللائمة على غيرهم ، و ما نشرته يومية وطنية الأسبوع السابق حول وجود مؤامرة ضد أحد المترشحين للانتخابات الرئاسية المقبلة خير دليل على ذلك.
فعبارة أن الأمة مستهدفة فكر عممته الجماعات النافذة، واستثمرته بنظرية المؤامرة لتعطي لذاتها قيمة وجود واعتبار في الساحة الاجتماعية ، ولتتمكن من زيادة استقطاب عناصر لها بعيدا عن إدراك واقع أو فهم سنن حياة ، وتمادت تلك التنظيمات في غيها مستغلة ظروف سياسية صعبة مرت على الأمة لتكسب وجود سياسي لها
ولا شك أن تعزيز انتشار هذا المفهوم أو الشعور به سيلعب دورا في أي تفاعلات خارجية قد لا يكون لها أي تأثير حقيقي بالداخل مطلقا .
والسؤال : كيف يمكن تفعيل العقل العربي ليدرك حقائق الأمور .. ويكون له دور عمليا في صناعة حياته ، وأن يهيأ لأجيال الغد قاعدة تليق بمستقبله وأهدافه ؟
مع تحياتي