مشاهدة النسخة كاملة : استفسار من فضلكم
اسامة مسلم
2012-10-19, 16:10
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اريد بطاقة فنية حول مميزات الشعر في عصر الانحطآط (اسباب و نتآئج )
وجزاكم الله كل خيــــــر ♥
اسامة مسلم
2012-10-19, 16:21
.................................................. .....................
اسامة مسلم
2012-10-19, 16:34
مستعجل الله يحفظكممممممممممم
اسامة مسلم
2012-10-19, 17:19
مشاهدات 14 و لا رد مفيييييييييييييييييييييد
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 17:29
هدي فالجامعة او فالثانوي
اسامة مسلم
2012-10-19, 19:30
ففي الجامعة اختتتتتي
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:35
حسن سوف احاول ان ابحث معك
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:38
حُرِمَ الشعر في عصر الانحدار كثيراً من الأسباب التي ترتقي به عادةً و تحمل أصحابه على الإجادة , فالملوك و السلاطين أعاجمٌ لا يعنون إلا في النادر بتشجيع الشعراء و تقريبهم و إغداق الخير عليهم , لذلك كسدتْ سوقُ الشعر و ساءتْ أحوالُ أصحابه و يدُلُّنا على هذا قولُ ابن نباتة يشكو إهمال الحُكَّام له :
لا عارَ في أدبي إن لم ينَلْ رُتَباً ... و إنما العارُ في دهري و في بلدي
هذا كلامي و ذا حظّي فيا عجباً ... مني لِثَروةِ لفظٍ و افتقارِ يدِ
و قد عمل الشعراء في ذاك العصر على كسبِ معيشتهم من سبل الحِرف و الصناعات , فكان من بينهم الجزَّارُ و الخبّاز
و في هذا قال أبو الحسين الجزار يمدحُ الجِزارةَ التي أعطتهُ اللقمة الكريمة بلا مَنٍّ و لا مَذَلّة :
كيفَ لا أشكرُ الجِزارةَ ما عِشْـــــــتُ حفاظاً و أَهجُرُ الآدابا
و بها صارتِ الكلابُ تُرَجِّيني ... و بالشَّعرِ كنتُ أرجو الكلابا
ـــ الأغراض الشعرية :
فَتَرَتْ الحميةُ و العصبيةُ اللتان نهضتا بالشعر الفخري قديماً , إلا أن ينبوع الشعر لم ينضب , و قرائح الشعراء لم تجف فقد استمرت في الشعر الأغراضُ التقليدية من مدحٍ و رثاءٍ و غَزَل و وصف و قد حاول الشعراء أن يطرقوا موضوعات جديدة فكان أن شاعتِ البديعيات ( و هي قصائدٌ غنيةٌ بالبديع ) فكان كل بيت في هذه القصائديحتوي على نوعٍ من البديع كقول ابنِ حجة الحموي و هو يشيرُ إلى هذا النوع :
لي في ابتدا مَدْحِكُمْ يا عُرْبَ ذي سلّمِ .... براعةٌ تَسْتَهَلُّ الدمعَ في القلمِ
وهو يشيرُ هنا إلى براعةِ الاستهلال
و من البديعيات في مدحِ الرسول الكريم ( بردةُ البوصيري ) التي مطلعها :
أمِنْ تَذَكُّرِ جيرانٍ بذي سَلَمٍ .... مَزَجتَ دمعاً جرى من مقلةٍ بدمِ
و نظم الشعراءُ الألغازَ و الأحاجي كقول بهاء الدين زهير مُلغِزاً في القفل :
و أسودَ عارٍ أنحلَ البردُ جسمَهُ .... و ما زالَ من أوصافهِ الحرصُ و الطمعُ
و أعجبُ شيءٍ كونُهُ الدهرَ حارساً .... و ليسَ لهُ عينٌ , و ليسَ لهُ سَمَعُ
و بالغَ بعض شعراء هذا العصر في التأريخِ الشعري كقولِ أحد الشعراء يؤرخُ بناء مدرسة :
مفتي البرايا بنى لله مدرسةً .... لها من الأُنسِ أنوارٌ تُغَشِّيها
على الهُدى أُسِسَتْ و اليُمْنُ أرَّخَّها .... ( دارُ العلومِ فيحيا العدلُ منشيها )
و كثُر عندهم الميلُ إلى المقطوعات الشعرية التي تحوي نكتةً أو فكاهة , كوصفِ الحمامي لدارٍ بطريقة تتجلى فيها الفكاهة و الدعابة :
و دارٍ خرابٍ بها قد نزِلْتُ .... و لكنْ نَزَلتُ إلى السابعه
و أخشى بها أن أُقيمَ الصلاةَ .... فتسجُدَ حيطانها الراكعه
إذا ما فرأتُ ( إذا زُلْزِلَتْ ) ... أخافُ بأن تقرأَ ( الواقعه )
و لم يُحجَم الشعراء عن وصفِ الأشياءِ المألوفة كالسجادة
والبساط كقولِ ابن الوردي في وصف سجادة :
سجادةٌ أذكرَتني ..... منكَ الذي كنتُ أعلمْ
أهديتُها لمُحبٍّ ..... صلى عليها و سلّم
و كأنّ الشعراء ــ و قد حِيلَ بينهم وبينَ جلائلِ الأمور ــ قد وجدوا في مثلِ هذه الموضوعات ما يسلي النفسَ و يَسُدُّ الفراغ .
ــ خصائصُ الشعر في عصر الانحدار :
ألَمَّ بالشعر داءُ التنميق اللفظي الذي ذهبَ برَونقِهِ و ترَكَهُ أشبَهَ بالمريضِ السقيم , فإذا رفعنا حجاب الألفاظ لم نجد سوى معانٍ مكررة , و قد لجأ بعضُ الشعراء ِ إلى التضمين و هو أن يحشو أحدهم شعرَهُ ببيتٍ أعجبَه , و قد عرفَ الشعراء قديماً هذا و لكن في إطارٍ ضيقٍ محدود , غير أنه في هذا العصرِ اتسع كما هو حالُ قولِ صفي الدين الحلّي :
و هيفاءَ لو أهْدَتْ إلى المَيْتِ نشرَها ... لأُنْشِرَ من ضَمَّتْ عليهِ الصفائِحُ
و لو أنها نادتْ عظامي أجابها ... فمي لا ( صدىً من جانبِ القبرِ صائحُ )
فقد أخذ الحلي قوله ( صدى من جانبِ القبر صائح ) من قولِ توبةَ الحِمْيَرِيّ :
و لو أنَّ ليلى الأخيَليَّةَ سلَّمتْ .... عليَّ , و دوني جندَلٌ أو صفائحُ
لَسَلَّمتُ تسليمَ البشاشةِ أو زَقا ... إليها صدىً من جانبِ القبرِ صائحُ
كذلكَ لجؤوا للاقتباس من القرآن الكريم و الحديثِ الشريف كقولِ ابن زيلاق في وصف الربيع :
و البردُ قد ولّى فما لكَ راقداً ... مُتَدَثِّراً ( يا أيها المُزَّمِّلُ )
و لجأ بعض الشعراء إلى ( التشطير ) و معناه أن يأخذ الشاعر قصيدةً لغيره من الشعراء فيجعل منها شطراً و يأتي بالشطر الآخر من نظمه
يقولُ ابن نباتة مشَطِّراً مجموعةَ أبياتٍ من معلقةِ امرئ القيس المشهورة :
فطمتَ ولائي ثم أقبلْتَ عاتباً ... ( أفاطِمُ مهلاً بعض هذا التدلُّلِ )
بروحيَ ألفاظٌ تعرَّضَ عَتْبُها ... ( تَعَرُّضَ أثناءِ الوشاحِ المُفَصَّلِ )
كم أولِعَ شعراءُ هذا العصر بالتورية , و تباهوا بأنها من خصائص عصرهم كقولِ سراج الدين الورَّاق :
أصونُ أديمَ وجهي عن أُناسٍ ... لقاءُ الموتِ عندهُمُ الأريبُ
و ربُّ الشِعرِ عندهمُ بَغيضٌ ... و لو وافى بهِ لهُمُ حبيبُ
و استكثروا من إظهار براعتهم و حذقهم في استعمال الألفاظ المصغرة و المهملة و المعجمة , و التزموا بما لا يلزم
كقول ابن قسيم الحموي في مدح أحدهم , وقصدَ أن يتناوبَ ورود السين و الصاد في كل كلماتِ البيت :
تُصغي لتستَمعَ اصطخا ... بَ لسانِهِ الصُّمُّ السَوادِرُ
و أسرفوا في استعمال الكلام العادي الصريح في الهجر , و شاعت في عصرهم الأخطاءُ النحوية و اللغوية .
ــ العاطفة و الخيال عند شعراء عصر الانحدار:
كان من الطبيعي ألا يقتصرِ أثرُ المحسنات البديعية التي اصطبغ بها شعر عصر الانحدار على الفكار التي يتناولها هذا الشعر بل كان طبيعياص أن يمتد أثره إلى العواطف فيُضعِفَ من فورةِ الشعورِ
واندفاع العاطفة
لنأخذ مثلاً هذه البيات لشرف الحصني و هو يرثي ابن مالك النحوي مُوَرِّياً مصطلحات النحو :
يا شَتاتَ الأسماءِ و الأفعالِ ... بعدَ موتِ ابنِ مالكِ المفضالِ
رفعوهُ في نعشهِ فانتصبنا ... نصبَ تمييزٍ كيفَ سيرُ الجبالِ
صَرَفوهُ يا عُظْمَ ما فعلوهُ ... و هوَ عدْلٌ مُعَرَّفٌ بالجمالِ
فقد سُحِقَتْ عاطفة الحزنِ في الأبيات تحتَ هذا الركام من مصطلحات النحو .
و لوقرأنا هذين البيتين لابنِ نباتة يرثي ابنه :
اللهُ جارُكَ إنَّ دمعيَ جارِ ... يا مُوحِشَ الأوطانِ و الأوطارِ
لما سكنْتَ من التُّرابِ حديقةً ... فاضت عليكَ العينُ بالأنهارِ
لَوَجَدْنا أنَّ عناية الشاعر بالجناس في البيتِ الأول , و التورية في البيتِ الثاني قد أطفأتْ من حرارة العاطفةِ الأبوية فلمْ تبدُ فياضةً دَفّاقةً بالأسى .
هذا عن العاطفة , أما الخيال فلم يخرج به الشعراء عن الصور المألوفة عند الأقدمين كما في تشبيه الحبيبة بالظبية , و وجهها بالبدر , و شعرها بالليل , و قدِّها بالرمح
من ذلك قول ابن الوردي :
فما لِصباحِ وجهكِ مِنْ مساءٍ ... و ما لِمساءِ شَعركِ مِنْ صباحِ
و وجهُكِ فوقَ قدِّكِ عَرَّفاني ... بإثمارِ البدورِ منَ الرماحِ
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:39
نظرا للظروف السياسية والاجتماعية عم الويل .وانتشر القلق وجفت القرائح وذبلت الحياة العلمية والادبية وتسلط الخمول على العقول فقصرت على الخلق والابتكار وانصرفت الى الجمع والتقليد والى الزخرفة والتعقيد
يتجلى ذلك في=
1- الشعر
- تميز بالتقليد
- تميز بالاقتباس مع المبالغة
- الزخرفة والتي ادت بدورها الى ظهور المدائح النبوية لكن مع حشو للمحسنات البديعية
*شعراء عصر الانحطاط=
1- البصيري=يمتاز شعره بالمدائح النبوية والرصانة والجزالة (القوة) وحسن استعمال البديع
2-ابن نباتة=لم يات بالجديد فهو مقلد .عناصر التقليد واضحة.ضف الى دلك ان ظاهرة الزهد كانت بارزة في العصر العباسي
2- النثر
-انحصرت موضوعات الفني ضمن الكتابة الديوانية (الرسمية)
-اصبح الاسلوب غاية الكتابة
-انصرفوا الى التاليف في الادب والتاريخ واللغة
-تميزانثر با=-الجمع
-التلخيص
-التذليل
*ادباء عصر الانحطاط
1- القزويني=
-يجمع ماتوصل اليه من معلومات
-بالغ في نقل المرويات فعمله حافل بالمعلومات لكن "ضعيف القيمة الفنية"وذلك لانه لا يرضي العقل المفكر
*اسلوبه=
-اعتماد التسلسل رغم الاطالة والتفصيل
-تكثيف المعلومات والاستشهادات
-اتباع خطة الجمع
2- ابن خلدون=
-تميز عن كتاب عصره لقد جمع بين الدقة العلمية والطرح الموضوعي
-له منهاج خاص في الكتابة
-جمع بين البساطة
-قوة التعبير
-حسن الدليل
- حسن الاداء والتنافس
-الاجمال والتفصيل والاستنتاج ضف الى ذلك حسن البيان والفصاحة
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:40
اخي رايحة ننقلك بعض المقالات ومن بعد نفرزوهم
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ
هناك فترة في نهاية العصر العباسي الثاني :
يطلق على الأدب فيها :
( أدب الانحطاط )
ويقسم هذا العهد إلى قسمين :
1- الطور المغولي :
بعد سقوط بغداد من سنة 1258 إلى سنة 1516 وينتهي باستيلاء سليم الفاتح على الشام ومصر .
2- الطور الثاني :
الطور العثماني :
من 1516 الى 1798 والذي ينتهي بحملة نابليون على مصر
وهذا من الناحية السياسية , أما من الناحية الاجتماعية فهو يمثل حالة من حالات الضنك والقلق والنزعة الاباحية والزهدية , فلقد أحس الناس مرارة العيش , فمال بعض منهم الى المخدرات , ولذات الدنيا , وانصرف البعض الآخر الى أمور الدين , فكثرت المدارس الصوفية والمدائح النبوية .
ويمتاز هذا العصر أدبيا :
بأنه كان وبالا على الأدب فقد بدد المغول نفائس المصنفات الأدبية ؟
وأحرقوا المكتبات , وأصيب الشعراء والشعر بالإحباط ووباء التنميق اللفظي في البديع والتصنع بلا عاطفة .
وفي النثر كثرت الكتابة الديوانية , والرسائل الأدبية . العامة والشخصية .
فهل عاد أدبنا العربي إلى تلك المرحلة الهابطة بهذا الزخم المختلط من فوضى
الشعر والنثر المليء بالأخطاء والعامية والخروج على أصول الإبداع الراقي
والذي ينحو بلغتنا العربية الفصحى إلى مهاوي الإسفاف البياني الفارغ من
القضايا التي تعانيها أمتنا في حاضرها ,والتي تحتاج إلى وقفة إبداعية خلاقة لحلول مشكلاتنا ورسم مستقبلنا واستعادة دور أدب عصور الازدهار .؟!!
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:44
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2010/04/10/194816.html
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:52
الادب في عصر الانحدار
اضطربت الاوضاع الاجتماعية والسياسية للمجتمع العربي بعد سقوط بغداد في ايدي المغول ولم تبق هناك حكومة مركزية يمكن الرجوع اليها ولو اسميا لتجميع كلمة المسلمين فبدأ المجتمع العربي مرحلة من أخطر مراحله حيث دب الضعف والتواكل وخرب التتار الثقافة والحضارة بكل همجية وحقد فلم يعد الناس امينين على انفسهم بعد ان كثرت الفتن والمكائد والانقلابات , ولم يكد العرب يخرجون من هذه الفترة الا وجاءتهم جحافل غزاة من نوع آخر انهم العثمانيون الذين مارسوا ظلما فادحا كان شديد الوطأة على الناس فكان هذا العصر عصر انحدار بكل المقاييس حيث ضعفت الهمم وتراخت العزائم وساءت الاخلاق وانقسمت اهواء الناس الى فسطاطين فمنهم من لحق بركب الشهوات والاباحة والتمتع في الدنيا ظنا منه انه سوف ينسى وضعه الاجتماعي القاسي لو تسلى عنه بما يشغله من لذائذ الدنيا , ومنهم من تعلق بحبائل الدين والاخلاق واسترجع امجاد الماضي وعاد الى السيرة النبوية وقصص الاولياء والصحابة مستوحيا منها منهجا لاصلاح المجتمع الفاسد والتجأ قسم من الادباء الى المدائح النبوية .
كان هذا العصر مصيبة من المصائب التي حلت بالادب والشعر فقد اتلف الغزاة عصارة الفكر العربي واحرقوا نتاج العقول النيرة وهدموا بمعاول التخريب مابناه فطاحل العلماء عبر مئات السنين فكان العرب حالهم في ذلك حال السفن التي فقدت دفتها وأخذت امواج النكبات تتقاذفها يمنة ويسرة .
وقف الادباء والشعراء مكتوفي الايدي ولم يكن همهم ان يتابعوا مسيرة الابداع بقدر ماكان همهم انقاذ مايمكن انقاذه من كنوز العرب التي اتلفت فبدأ كثير منهم بانتشال وتجميع التراث الضائع وسمي هذا العصر بعصر الموسوعات الكبيرة ومن منا لم يسمع بمعجم البلدان لياقوت الحموي ولسان العرب لابن منظور والكامل في التاريخ لابن الاثير ووفيات الاعيان لابن خلكان .
وقد لجأ الشعراء الى الدين يستعينون به في الصبر على محن العصر ويطلبون شفاعة الانبياء والاولياء فكثرت المدائح للكعبة المشرفة وللنبي محمد (ص) ولدين الاسلام متضرعين الى الله آملين ان يجدوا في الحياه الآخرة حياة أفضل من حياتهم الدنيا وقد امتازت القصائد الدينية بالجزالة وصدق العاطفة وجمال المعنى والمبنى فجاء البوصيري برائعته "قصيدة البردة" وهي قصيدة في مدح النبي محمد عارضها كثير من الشعراء ونسجوا على منوالها , ويقول فيها :
امن تذكر جيران بذي سلــــــــــــم....... مـزجت دمعا جرى من مقلة بدم
يالائمي في الهوى العذري معذرة ..... .. مني اليك ولو انصفـــت لم تلم
محمـــد سيد الكونين والثقلـ ـــــــــ ... ـين والفريقين من عرب ومن عجم
وقد شاعت امثال هذه القصائد نظرا لتزاحم المصائب على الناس واشتداد الظلم وعسف السلطة وحاجة الناس الى لقمة العيش فالتجؤوا الى خالق الاكوان طالبين حمايته ورافته كي يخلصهم من وضعهم المزري , وكان هذا الشعر شبيها بتيار الزهد والتصوف الذي نشأ في فترات سابقة ويمكن اعتباره امتدادا له .
وكثرت في هذه القصائد التي سميت بالبديعيات انواع وافانين من المحسنات البديعيةلم يالفها الناس سابقا . قال صفي الدين الحلي على منوال قصيدة البردة :
ان جئت سلعا فسل عن جيرة العلم........واقر السلام على عرب بذي سلم
ابيت والدمع هام هـــامل ســــــرب ...... والجسم في اضم لحم على وضـم
وقد نزع بعض الشعراء الى الحكمة والتأمل هربا من العيش الثقيل ودعوا الى الزهد في شهوات الدنيا والتأمل في الحياة الفانية وأخذ العظة من حوادث الدهر فقال ابن الوردي الذي عاش حياته فقيرا محتاجا :
اعتزل ذكر الغاني والغزل......وقل الفصل وجانب من هزل
ودع الدنيا لايام الصبــــــا......فلايــــــــــام الصبا نجــــم أفل
كتب الموت على الخلق فكم.... فل مـــن جيش وافنى من دول
وكانت مثل هذه القصائد لسان حال المواطن العربي الفقير الذي رزح تحت ثقل الخطوب فزهد في حياته وبردت همته .
وقد برز في هذا العصر شعراء حاولوا ان يستنهضوا الهمم وان يرفضوا الظلم ويتغنوا بالحرية والكرامة وان يقدموا للناس صورة براقة عن القيم العربية الاصيلة وعن المجد القديم الذي يجب ان يعود من جديد , وعبروا عن الروح العربية الاصيلة الخالدة فقال الحلي :
سلي الرماح العوالي عن معالينا.... وسائلي البيض هل خاب الرجا فينا
لما سعينا فما رقت عزائمــــــنا.....عمــــــــــا نروم ولا خابت مساعينا
وقد احتوت كثير من قصائد العصر على فيض من المحسنات البديعية والزخارف اللفظية التي لم تفسد القصائد ولم تنتقص من جزالتها بل كانت قيمة الشاعر في ذلك الزمان هي بمقدار مايمكن له ان يزخرف أقواله او يلبسها لبوسا بلاغيا , ولنستمع الى قول الحلي في وصف الربيع :
خلع الربيع على غصون البـــــــان....... حللا فواضلها على الكثبـــان
ونمت فروع الدوح حتى صافحت....... كفل الكثيب ذوائب الاغصان
والزخرفة اللفظية واضحة في هذه الابيات .
ولم يقتصر الامر على الشعر المسبوك الجيد فرغم الالماعات العظيمة في ذلك الزمان ظهر نوع من شهر الفكاهة وأخذ بعض الشعراء يهتم بالموضوعات المبتذلة مثل وصف الناعورة لابن الوردي وتخلى الشعراء عن القصائد الطوال ولجؤوا الى المقطوعات الصغيرة وأخلوا بقواعد اللغة .
أما النثر الادبي في هذا العصر فقد اتبع السهولة في العبارة واستخدم الجمل الطويلة المترابطة وظهر مفكرون من أمثال ابن خلدون اهتموا بايصال الفكرة بابسط اسلوب وابتعدوا عن استخدام المفردات الغريبة او السجع الذي لامبرر له وجعلوا همهم التعبير عن افكارهم , وخير مثال على ذلك كمؤلف ابن خلدون "كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر" ويقع في عدة أجزاء اهمها مقدمته التي احتوت على فكر فلسفي تاريخي اجتماعي لتطور الامم ومراحل نشوئها وانهيارها ويعتبر ابن خلدون مؤسسا لعلم الاجتماع , وكان لابد ان يستخدم نمطا من اللغة السهلة كي يعبر عن هذه الافكار الجديدة والنص التالي يشير الى ذلك :
"من أشد الظلامات واعظمها في افساد في العمران تكلف الاعمال وتسخير الرعايا بغير حق .... واعظم من ذلك في الدولة وافساد العمران والدولة التسلط على اموال الناس بشراء مابين ايديهم بابخس الاثمان " .
وظهر ايضا في هذا العصر نوع آخر من الادب النثري هو السير الشعبية وهي نمط من القصص كتبها مغمورون من ابناء الشعب المسحوق وتعكس حال الوجدان الاجتماعي وجعلوا شخصياتها ابطالا يسعون الى تحقيق العدالة الاجتماعية ولو بالقوة , وقد لقيت مثل تلك القصص رواجا كبيرا بين عامة الناس الذين وجدوا فيها متروحا عما يلاقونه من ظلم ووعاء صبوا فيه رغباتهم الكامنة في التحرر والعدالة الاجتماعية ومن أمثال تلك السير سيرة عنترة , والملك الظاهر بيبرس والاميرة ذات الهمة وتغريبة بني هلال وحمزة البهلوان , وتعبر وصية الرشيد في سيرة علي الزيبق الى رغبة الوجدان الشعبي في ايجاد مجتمع عادل خال من الظلم والفساد وتروي الاسطورة الى تأثر الرشيد بالزيبق وافعاله فقرر كتابة وصية لاولاده يامرهم بالعدل بين الناس وهذا يدل بطبيعة الحال على ان السير لاتهتم كثيرا بالامانة التاريخية بقدر اهتمامها بترسيخ احلام الشعب المقهور .
ويشير اسلوب الكتابة في هذه السير الى انها الفت في عصور عباسية متأخرة بلغ فيها الانحطاط الادبي والفكري والاجتماعي أوجه وجعل كتاب السير المجهولون همهم ان تكون هذه القصص ملاحم اسطورية بسيطة يتناقلها الجوالون وتروى في مجالس السمر وتكون محرضا وثورة على الواقع الراهن الذي تميز بضعف الامة وتراخيها أمام الاعداء الطامعين وبروز التفاوت الطبقي الحاد بين طبقتي الاثرياء والفقراء , وتمتاز القصص الشعبية رغم ركاكتها بصدق العاطفة وملامستها لوجدان الناس .
لقد كان هذا العصر انحطاطا سببه الواقع الاجتماعي المزري وتنازع المصالح واطماع الامم الاجنبية في امتنا العربية والفقر الذي عانى منه اغلب الناس فأخذ الناس يبحثون عما ينسيهم واقعهم , وكان لابد لهذا كله ان يترك أثره على الادب .
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:53
الأدب في عصر الضعف
يطلق الاداب على فتره حكم المماليك والعثمانين اسم عصور الانحطاط او الاجترار
في الادب وتبداء باستلاء المغول على بغداد 656هـ \ 1258م والقضاء على
الخلافه العباسيه فيها وتنتهي بدخول نابليون الاول الى مصر عام 1213هـ \ 1797م
وهناك من يقسم هذه العصور الى قسمين العصر المملوكي ويبدأ
من سقوط بغداد سنه 656هـ \1258مالى استيلاء العثمانين
على القاهره 923هـ \ 1517م
والعصر العثماني ويبداء منذ ذالك التارخ وينتهي باستيلاء نابليون على
مصر عام 1213هـ \1798مولقد اهتم المماليك باللغه والادب لانهم
لم يكونوا يعرفون تاريخا يتعصبون له ولا ادبا يسعون لنشره
ولانهم يحكمون شعبا عربيا يعتز باسلامه ولغته
ولتن ينسى لهم التاريخ ان القاهره في عهدهم اصبحت موئل العلماء والادباء الذين هاجروا اليها من
الشرق فرارا من عسف التتار او من الغرب بعد ان دب الضعف في جسم الخلافه العباسيه الاسلاميه
في الاندلس وادى الى سقوط غرناطه سنه 897هـ \1492مفقد قامو بتشجيع
العلماء ولقى الادباء في عهدهم ماكانوا يلقونه من اللخلافه الفاطميه وخصصوا رواتب شهريه للعلماء والشعراء
تضمن استقرار حياتهم مع الابقاء على اللغه العربيه لغه رسميه للبلاد
الادب في العصرين المملوكي والعثاني
اتسم المجتمع في تلك العصور بالقلق وعدم الاستقرار والتدهور في
مختلف نواحي الحياه
وضعفت الاخلاق وخمدت الحميه وضعف سلطان الدين في نفوس المسلمين حتى انطفات العقول
وسكتت الاقلام الا من خفقات واهنه واناشيد خافته اذا اتصف الادب في هذه الفتره بالانحطاط والتراجع
دون الالتفات الى دوره الفاعل في الحياه الثقافيه والاجتماعيه والحضاريه
1\ الــشـــــعـــــــــــــــــــــر
كان الشعر اكثر الانواع الادبيه تراجعا اذ ماتت فيه الروح الشعريه واصبح
اقرب الى النظم واصبح الشعراء من اصحاب الحروف يلتهون بالشعر لقتل الوقت واصبح التقليد هو
السمه الاساسيه في تلك الفتره
فلا يرتجي الشاعر تطويرا لفنه بقدر ما يرتجي العطاء وقد يرفض الاكتفاء باستحسان الممدوح
ودون عطاء كما في البيت التالي :
كلما قلت قال احسنت قولا ~*^*~ وباحسنت لا يباع الدقيق
وايضا كانوا يضيعون وقتهم في الالغاز والاحاجي اوجعل البيت يقراء من اليمين ومن اليسار دون ان
يختلف معناه مثل :
مودته تدوم لكل هول ~*^*~ وهل كل مودته تدوم
ثم ظهر شعراء لجؤوا الى نظم المدح في النبي صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وفي مد ال البيت
وربما كان ذالك تعزيه لهم عند الشدائد
2\ الــنـــثـــــــــــــــــــر
لا يجوز ان ننكر على ابرز كتاب هذا العصر ولا سيما المؤرخين نثرهم الرشيق
وذالك في الحقيه الاولى من هذا العصر الا انه ظهرت طائفه جعلت من الكتابه وسيله للزخرف ومعرضا
للاساليب الانشائيه فشاعت طريقه تكثر من اطاله الجمل وحشوها بالمحسنات اللفظيه اما في ظل الحكم
العثماني فتدنى النثر الى درجه كبيره واصبح الكتاب يعجزون عن الاتيان برساله يسيره
ومن اظهر الاسباب التي ادت الى ضعف الادب النثري في العصر المملوكي والعثماني ان المماليك
لم يكن لهم ميل الى الادب او حس لغوي بتذوق الجمال فيه
يضاف الى ذالك ان الادب فقد جمهوره فتحول ذالك الجمهور الى الادب الشعبي في مثل قصص
سيف بن ذي يزن زابي زيد الهلالي والزير سالم
الــخـــــــــــــــــــــــــلاصـــــــــــــــــ ــــــه
ان هذا العصر على طوله كان اضعف عصور الادب العربقي وتسلط فيه
الخمول على العقول والتقليد
على الابتكار والصناعه على الطبيعه والابتذال على الاساليب الرفيعه
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 19:55
http://www.ingdz.com/vb/showthread.php?t=3024
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 20:01
مقدمة
ادب عصر الانحطاط
توالت المعارك حول الاستيلاء على الدولة العباسية من قبل الاجانب للاستيلاء على البلاد العربية و تسلم زمام الامور فكان من بين المخربين المدمرين لهذه الحضارة قبائل التتار في جنوبي سيبيريا التي سارت بقيادة جنكيز خان مبيحة في ذلك نشر الرعب و الدمار و القتل.
تلاه هولاكو فتيمورلنك و هذا ما نتج عنه زوال الحضارة العباسية "عم الويل,انتشر الضنك(الياس)و القلق,جفت القرائح(فطرة),ذبلت الحياة العلمية و الادبية...." حيث انصرف الجميع"الشعراء و المؤلفين" الى الجمع و التقليد و الى الزخرفة و التعقيد.
اما موضوعات النثر الفني فقد اقتصرت ضمن الرسائل الادبية او الاخوانية او وصف مشاهدات او مقامات مستعملين في ذلك الزخرفة و التصنيع الا فيما ندر. كما انقسم الشعر الى معالجة شقين هما:
1-الزهد:
تناول مدائح نبوية متضمنا كل انواع البديع"جناس-طباق-مقابلة-تورية" فكل بيت فيه نوع من البديع و فيه تمثيل له و قد سميت لذلك كل قصيدة من هذا النوع "بديعية"
2-الاباحية:
تناولت اقوال الهجر بالفاظ عارية صريحة لا تورية فيها و لا ايماء مع ضعف في الاسلوب و ضعة في المشاعر و هذا ما نجده في الغزل الماجن.
على الرغم من هذا الا ان هناك بعض من الاعلام من ذاع صيتهم في هذا العصر لكثرة المدارس و انصرافهم الى التاليف باكناف السلاطين فعالجوا موادا مختلفة كالادب حيث نجد ابن مالك الطائي في الفيته المشهورة و الكافية الشافية و في التاريخ الذي اشتهر فيه ابن خلدون في مقدمته و في الجغرافيا نجد الرحالة ابن بطوطة في كتابه تحفة "الانظار "
و هذا السيل من الاعلام انتج لنا نوعا من الشعر جديدا سمي بال:
الشعر التعليمي:
الذي له غرض تربوي تثقيفي تعليمي هادف بطريقة بسيطة
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 20:05
إن الحديث عن العصر العثماني حديث صعب و ذو تبعات، فمن العسير تحديد أطوار الأدب في عصر تتابعت فيه دوله وتداخلت حتى بدت وكأنها دولة واحدة، ويمكن تحديد إطار هذا الموضوع بالحكم الذي ساد في كل حقبة من حقب ذلك العصر، وهي على التوالي تبعا للترتيب الزمني:
العهد العباسي الرابع وتوغل المغول
العهد الزنكي 521-579هـ/1126-1183م.
العهد الأيوبي 579-648هـ/1183-1250م.
العهد المملوكي 648-922هـ/1250-1517م.
العهد العثماني 922-1213هـ/1517-1798م.
مقدمة :
إن الحديث عن عصر العثمانيين أرغمنا على العودة إلى التاريخ حتى نعرف سبب المصيبة في الأدب إن لم أقل المجال الثقافي فما أبينا إلا أن نتحدث بتعمق وتفحص لتاريخ كل ما درسناه ورغم وجود الكثير من المصاعب توصلنا بحمد الله إلى أن السبب الوجيه الذي زعزع قيمة الإسلام و الحضارة التي مضت وانجلت وما حسبنا إلا أن نعود إلى الداء منذ بدايته وذلك بالعودة إلى العصر العباسي الرابع وكامل ما لم يكمل في دروسنا المؤخودة
العصر العباسى الرابع
عصر نفوذ السلاجقة 447 - 656هـ/ 1055م - 1258م
فى عهد المقتدر (295-320هـ) أشرفت الدولة العباسية على الانحلال والموت بظهور سلطان المستقلين فى أطراف الخلافة والثغور.
وحسب القارئ أن يعدد هذه الدويلات التى أعلنت سلطانها فى أجزاء الخلافة الإسلامية؛ ليعلم ما وصلت إليه الحال من خلل وتفسخ وانحدار ! لقد قامت فى فارس دولة بنى بويه، وبسط الإخشيديون سلطانهم على مصر وسورية، وأعلن الفاطميون سيادتهم فى إفريقية والمغرب، وساد الأمويون فى إسبانيا، واستقلّ بنو سامان فى خراسان وما وراء النهر، والقرامطة بمنطقة البحرين وما حولها من ثغور وبلاد، واستقر الديلم فى جُرجان وطبرستان، وأعلن أحد أمراء العراق واسمه البريدى حكمه على البصرة وواسط.
وقامت دولة الحمدانيين فى الموصل وديار بنى ربيعة وقسم كبير من أراضى العراق.
وكانت الدولة الإسلامية تغلى غليانًا فى جحيم الاضطرابات والدسائس!كل منهم يحارب الآخر حربًا لا هوادة فيها، ويحفر مقبرة الخلافة بهذا التفكك الذى أطمع البيزنطيين أن يعيدوا الكَرَّة على بلاد الإسلام، فدخلوا كليكيا وسورية على يد القائد البيزنطى نقفور، الذى اشتبك فى معارك دامية مع سيف الدولة على أبواب حلب مما سيأتى تفصيله.
وكانت البلاد تواجه خطرين: خطر الانقسامات الداخلية، وخطر هجمات الروم الخارجية. وشاءت الأقدار أن تتقد نيران هذه الاضطرابات، وقد عقمت الأرض عن أن تلد منقذًا يقضى على هذه المطامع، وظلت الأمور بين أيدى خلفاء ضعاف أقصى أمنياتهم من الحياة بعض هذه الأموال التى يدرها العمال عليهم لينعموا مرفهين برغد الحياة.
أصل السلاجقة:
من أولئك السلاجقة ؟ وكيف امتد نفوذهم حتى وصلوا إلى بغداد ؟ إنهم أتراك ينتسبون إلى جدهم سلجوق، وينتمون إلى قبيلة تركية كبيرة تسمى "الُغزّ".
وقد نزلوا على نهر "سيحون"، واتصلوا بخدمة التركمان فى بلاد ما وراء النهر، وراح جدهم "سلجوق" يتقدم فى خدمة ملك الترك حتى وصل إلى قيادة الجيش، وكان بارع الحديث، كريمًا، فاستمال الناس إليه، وجمعهم مِن حوله، فانقادوا له وأطاعوه.
وخافت زوجة ملك الترك على زوجها منه، فأغرته بقتله، وعرف "سلجوق" ما يدبِّر له فى الخفاء، فجمع مَنْ حوله، وسار بهم حتى مدينة "جَنَد"، وأقام هناك فى جوار المسلمين ببلاد تركستان.
ولما جاور سلجوق المسلمين، وتعرف على أخلاق الإسلام أعلن إسلامه على مذهب أهل السنة، واعتنق الغُزُّ الإسلام معه.
وعندئذ بدأ فى غزو(كفار الترك)، وكان ملكهم يأخد إتاوة من المسلمين فى تلك الديار، فقطعها سلجوق وطرد نوابه.
كان لسلجوق من الأولاد أربعة هم: أرسلان، وميكائيل، وموسى، ويونس.
انتصارات طغرل":
ولقد أعد سلجوق أبناءه وأحفاده للغزو والفتح، فلقد استطاع أحد أحفاده وهو (طغرل) أن يستولى على إقليم مرُو (خراسان) سنة 429هـ فى الشمال الشرقى من فارس، ثم استولى على نيسابور 432ه، وعلى حَرَّان وطبرستان عام 433ه، وعلى خوارزم عام 434ه، وأصبهان عام 438ه/1047 م.
واستمر "طغرل" يتقدم فى بلاد فارس والعراق، وفى سنة 447ه/ 1055م وقف طغرل على رأس جماعة من جنده الأتراك أمام أبواب بغداد، كما وقف بنو بويه" قبله، فسلمت له المدينة دون مقاومة، واستقبل الخليفةُ طغرل زعيمَ السلاجقة كما استقبل أحمد أبا شجاع من قبل، وراح الخليفة العباسى(القائم) يعترف بطغرل سلطانًا ويمنحه لقب ملك المشرق والمغرب".
نهضة علمية وعمرانية:
وفى عهد ملكشاه بلغت الدولة السلجوقية أقصى عظمتها، فبنى ملكشاه المساجد، وأنشأ الخانات (الفنادق) على طرق القوافل لنزول المسافرين، ومهد طرق الحجاج إلى مكة، وزودها بالحراس.
وأمر بتجميل بغداد وتنظيمها، وإقامة شبكة لتصريف مياه الحمامات إلى غير نهر دجلة.
وكان يساعده فى إدارة المملكة وزيره "نظام الملك"، الذى ألف كتابًا فى "فن الحُكْم" يعرف باسم "سياسة نامة"، وراح يشجع الشخصيات المشهورة فى العلوم والآداب، فتمتع "عمر الخيام" بعطفه، وهو العالم الكبير، والشاعر الفارسى الشهير.
وأنشأ المجامع العلمية فى بغداد، وأشهرها المدرسة النظامية التى تم بناؤها سنة 460ه/ 1067م.
وحسب هذه المدرسة التى أنشأها نظام الملك وزير ملكشاه السلجوقى أن من تلاميذها السعدى مؤلف "بستان السعدى"، وعماد الدين الأصفهانى، وبهاء الدين بن شداد (الذى كتب سيرة صلاح الدين)، وهما اللذان خدما صلاح الدين والدولة الأيوبية فى مصر، وعبد الله بن تُومَرْت الذى أسس دولة الموحِّدين فى إفريقية والمغرب، ومن أساتذتها أبو إسحاق الشيرازى مؤلف كتابى "المهذب" و"التنبيه" فى الفقه الشافعى، والغزالى العالم المتصوف، وإذا كانت عظمة السلاجقة قد استندت إلى ما قاموا به من أعمال، وإلى شخصية سلاطينها، فإن الدولة قد أخذت فى التفكك بعد وفاة ملكشاه سنة 485ه/ 1092م.
تفكك السلاجقة:
ولم تظهر بعد ذلك من البيت السلجوقى شخصية قوية تملأ فراغ ملكشاه، وراح أبناء البيت السلجوقى يقتسمون تلك المملكة الواسعة الأطراف، ويستقل كل منهم بنصيبه منها.
وفى ظل هذا التفكك ساد الضعف، واضطربت الأحوال لكثرة الحروب الداخلية إلى أن زال نفوذها سنة 590ه/ 1194م، وهكذا الأيام، تذهب دولة لتأتى أخرى. فقد حلت محلَ دولِة السلاجقة دولة "الأتابكة" بالعراق وفارس، كما حلت دولة الأتراك العثمانيين محل سلاجقة الروم بآسيا الصغرى سنة 700هـ/1300م.
كلما ذكرنا "سلاجقة العراق وكردستان" الذين حكموا من سنة 511ه/ 1118م إلى سنة 590ه/ 1194م، لا يمكن أن ننسى السلاجقة العظام الذين كانوا يحكمون فارس والأهواز والرى وخراسان والجبل من سنة (429 - 552ه/ 1038 - 1060م) من أسرة خوارزم شاه.
كما أننا لا ننسى "سلاجقة الشام " الذين حكموا حلب ودمشق من سنة (487 - 511ه/ 1094 - 1108م)، وخلفهم البوريون والأرتقيون (من الأتابكيين.
وإلى جانب هؤلاء، "سلاجقة كرمان" الذين حكموا من سنة (433 - 583ه/ 1042 - 1187م) وخلفهم التركمان الغز.
ويبقى سلاجقة الروم الذين حكموا آسيا الصغرى من سنة (470 - 700ه/ 1078 - 1300م) وخلفهم المغول والأتراك وغيرهم.
المغول وسقوط الخلافة:
من هم المغول؟ كيف كان ظهورهم الهمجى على صفحة التاريخ؟ فى عهد مَنْ مِن الخلفاء كانوا؟
هذه سنة الحياة فى الناس والأشياء، فبعد أن ظلت بغداد عاصمة لبنى العباس على مدى خمسة قرون راحت تتهاوى تحت ضربات المغول والتتار، وتسلم الراية لهم، ليملئوا الدنيا قتلا وتشريدًا ونهبًا وسلبًا وفسادًا!
أصل المغول:
إنهم قبائل تركية آسيوية كانت تسكن فى الجزء الشرقى من "بلاد التركستان" وما يليها شرقًا من "غرب بلاد الصين"، وهم بدو رعاة يدينون بالوثنية، ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ويبحثون عن الرزق أينما وجد، وينتقلون وراءه حيث كان، ويقتتلون من أجل الحصول عليه، نساؤهم فى هذا كرجالهم سواء بسواء.
المغول والتتار:
وكانت بين "قبائل المغول" و"قبائل التتار" أواصر نسب وجوار، ولكن على الرغم من هذا، فإن محاولة الحصول على الرزق كانت تدفعهم إلى التنازع والتناحر والتقاتل، وتسفر المواجهة بينها عن انتصار "التتار" وهزيمة "المغول"، ويعود المغول فينتصرون على "التتار" ولكن الزعيم التترى "جنكيز خان" جمع شمل هذه القبائل لتصبح النقطة السوداء فى التاريخ الإنسانى بسبب ما أنزلوه به من الكوارث التى لم يحدث مثلها.
انتصارات جنكيز خان:
فكيف كان هذا الذى حدث؟ وما قصة خروج التتار إلى بلاد الإسلام والمسلمين؟ وكيف تهاوت الخلافة على أيديهم بهذه الصورة المهينة؟!
إن (ابن الأثير) المؤرخ الكبير حين أراد أن يسجل تلك الأحداث فى كتابه(الكامل) تمنى أن يكون قد مات قبل أن يسمع عنها أو يراها، فيقول : (لقد بقيت عدة سنين مُعْرِضًا عن ذكر هذه الحادثة استعظامًا بها، كارهًا لذكرها، فأنا أقدم رِجْلا وأؤخر أخرى، فمن الذى يسهل عليه أن يكتب نعى الإسلام والمسلمين، ومن الذى يهون عليه ذكر ذلك، فيا ليت أمى لم تلدنى، ويا ليتنى مت قبل هذا وكنت نسيًا منسيّا، إلا أَنى حثنى جماعة من الأصدقاء على تسطيرها، وأنا متوقف، ثم رأيت أنَّ ترك ذلك لا يجدى نفعًا، فنقول: هذا الفعل يتضمن الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التى عقمت الأيام والليالى عن مثلها، عمت الخلائق، وخصت المسلمين، فلو قال قائل : إن العالم منذ خلق الله-سبحانه وتعالى- آدم إلى الآن لم يُبتلَ بمثلها كان صادقًا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها ولا ما يدانيها".
وهكذا فعندما تمكن "جنكيز خان" من إخضاع القبائل المجاورة له فى دهاء واقتدار محطِّمًا خصومه مستوليًا على كل ما يملكون، مُدَعِّمًا جيشه بالمحاربين راح يتطلع إلى "إمبراطورية الصين" التى كانت شرقى بلاده.
مواجهة المسلمين للتتار:
من هنا بدأت اللقاءات الدامية بين التتار والمسلمين، فلقد أرسل "جنكيز خان" خطابًا إلى السلطان "علاء الدين محمد خوارزم شاه" يتباهى فيه بقوته، ويحيطه علمًا بأنه فى الطريق إليه للاستيلاء على مملكته. وكان لابد من أن يبادر "خوارزم شاه" بالخروج لملاقاة التتار فى عقر دارهم. ويصل "خوارزم شاه" إلى بيوتهم فلا يجد فيها إلا النساء والصبيان.
ويبعث بمن يأتيه بأخبارهم فيعلم أنهم خرجوا لمحاربة "ملك من ملوك الترك"، وهزموه، وغنموا أمواله، وهاهم أولاء فى طريق العودة.
وعلى الطريق التقى الجيشان: جيش "جنكيز خان"، وجيش "خوارزم شاه" واستمر القتال ثلاثة أيام دون أن يحقق أحدهما نصرًا على الآخر، وقد قتل من المسلمين فى هذه الوقعة عشرون ألفًا، فعاد "جنكيز خان" إلى بلاده، وعاد "خوارزم شاه" هو الآخر إلى بلاده، وكلاهما ينتظر اللقاء الحاسم، وأصدر "خوارزم شاه" أوامره إلى أهل "بخارى" و"سمرقند" بالاستعداد لحرب قادمة، وعليهم أن يجمعوا الذخائر، ويستعدوا لحصار قد يطول، وعاد هو إلى خراسان، ومرت خمسة أشهر، وفجأة خرج التتار إلى أهل بخارى مقاتلين محاصرين، ودارت بين الفريقين معركة شرسة استمرت ثلاثة أيام، سقطت بعدها "بخارى" فى أيدى التتار أعداء الإسلام والمسلمين.
وفاة خوارزم شاه:
ويصدر "جنكيز خان" قائد التتار أوامره إلى رجاله أن يأتوه برأس "خوارزم شاه" فعبروا النهر الفاصل بين سمرقند وخراسان، ولكنهم لم يظفروا به، ولم يمكنهم الله منه، فقد صعدت روحه إلى باريها ولقى ربه سنة 617ه/1220م، بعد حياة حافلة بخدمة الإسلام والمسلمين، وكان ملكه ممتدّا من حدود العراق إلى تركستان إلى جانب "غزنة" وبعض بلاد الهند، وسجستان، وكِرمان، وطبرسان، وجرجان، وبلاد الجبل، وخراسان، وبعض فارس، والخطا.
سقوط الخلافة العباسية:
وقعت هذه الحوادث وخليفة بغداد لاهٍ، بينما التتار يسيرون فى بلاد المسلمين قتلا وأسرًا وتخريبًا، ثم سارت جيوش هولاكو قاصدة بغداد فى عهد المستعصم. ففى منتصف المحرم سنة 656ه/ 1258م، نزل بنفسه على بغداد، وأعد عدة الحصار، ولم يكن عند الخليفة ما يدفع به ذلك السيل الجارف، واكتفى بإقفال الأبواب، فجدَّ المغول فى القتال حتى ملكوا الأسوار بعد حصار لم يزد على عشرة أيام. وبملك الأسوار تم لهم ملك البلد.
وهنا برزت صفحة دنيئة من الخيانة التى مثلها الوزير الشيعى الرافضى محمد بن العلقمي، ذلك الذى كان يراسل التتار، ويرغبهم فى دخول بغداد، وكان يعمل جهده فى تقليل قوة المسلمين بتسريح جيشهم وإهمال شأنه حتى لم يعد قادرًا أن يقف ولو ظاهريّا أمام التتار، وكان هذا الوزير أول من خرج لاستقبال هولاكو لما أحاط بالمدينة، ثم عاد ينصح الخليفة بالخروج لاستقبال هولاكو، وأن يجعل للتتار نصف خراج العراق.
فخرج الخليفة ومعه العلماء والقضاة والفقهاء والأمراء، وحمل له الخليفة الذهب والحلى والمصاغ والجواهر والأشياء النفيسة.
أشار ابن العلقمى والرافضة على هولاكو ألا يقبل من الخليفة نصف الخراج، بل أشار على هولاكو أن يقتله، وقد كان هولاكو رغم وثنيته وكفره يتهيب قتل خليفة المسلمين، لكن هذا الوزير الشيعى الرافضى هون عليه أمر الخليفة فقتله، وقتل كل العلماء والفقهاء، فعل ابن العلقمى كل ذلك طامعًا أن يزيل السنة.
ولم يبق آمنًا من هذه المذبحة الرهيبة غير اليهود والنصارى الذين عملوا أدلاء لجحافل التتار الكافرة، يدلونهم على من اختفى من علماء المسلمين أو تجارهم ليذهبوا إليهم فى مخابئهم فيذبحوهم، وكان هذا هو الجزاء الذى تلقاه المسلمون على تسامحهم العظيم مع أهل الذمة من اليهود خاصة.
وبهذا القتل كسفت شمس الخلافة العباسية بعد أن مكثت مشرقة 524 سنة.
دولة المماليك (648-923ه/1250-1517م)
من المماليك؟ وما موطنهم الأصلي؟
وكيف وصلوا إلى الحكم؟ وما دورهم في حماية العالم الإسلامي ؟
فضل المماليك:
إنها أسئلة تخطر بالبال حين يذكر أولئك الرجال الذين حكموا مصر والشام، وكان لهم شأنهم في موقعة "عين جالوت"، ومازال العالم كله يذكر فضلهم في أول هزيمة أصابت المغول.
إن المؤرخين جميعًا يعتبرون انتصار المماليك انتصارًا عالميّا؛ فقد عجزت الدولة الخُوارزمية، والدولة العباسية عن مقاومة المغول أو مدافعتهم، وبعد أن انهارت القوى المسيحية أمام الزحف المغولي على أجزاء من "روسيا" و"بولندا" و"المجر" الحالية! لقد كانت "موقعة عين جالوت" أول صدمة في الشرق لجيوش المغول ورؤسائهم الذين خُيّل لمعاصريهم أنهم قوم لا يُغلَبون، فجاءت هذه الواقعة لتقول للدنيا لا غالب إلا الله، وأن فوق كل قوي من هو أقوى منه، وأن النصر من عند الله ينصر من يشاء.
ومن هنا كسبت سلطنة المماليك مركز الصدارة بين سلاطين المسلمين، كما استقامت لمصر زعامة جديدة في العالم الإسلامي. ولكن، ما أصل أولئك المماليك؟
أصل المماليك:
إنهم خليط من الأتراك والروم والأوربيين والشراكسة، جلبهم الحكام ليستعينوا بهم في القرن السادس الهجري
وحتى منتصف القرن السابع.
كان كل حاكم يتخذ منهم قوة تسانده، وتدعم الأمن والاستقرار في إمارته أو مملكته، وممن عمل على جلبهم والاستعانة بهم الأيوبيون، وبخاصة في عصورهم المتأخرة لما أصابهم الضعف واحتاجوا إلى الرجال. لقد كانوا يُباعون للملوك والأمراء، ثم يُدَرَّبون على الطاعة والإخلاص والولاء.
المماليك في مصر:
وعرفت مصر نوعين من هؤلاء المماليك:
1- المماليك البحرية وهم الذين أسكنهم الملك الصالح الأيوبي قلعة في جزيرة الروضة، ونسبوا إلى بحر النيل، أو سمّوا بذلك لأنهم قدموا من وراء البحار، وهؤلاء حكموا مصر من سنة (648-784ه/ 1250-1382م) وتداول عرش مصر في عهدهم أربعة وعشرون سلطانًا .
2- أما النوع الثاني فهم المماليك البرُجية أو الجراكسة، وسُمّوا بذلك لأن السلطان قلاوون أسكنهم أبراح قلعة الجبل، ولأن الجراكسة كانوا أكثر عددًا، وهؤلاء حكموا مصر من سنة (784-923ه/ 1382-1517م) وهم ثلاثة وعشرون سلطانًا.
لقد عرفت البداية لدولة المماليك، ولقد كانت النهاية على يد العثمانيين عند مرج دابق والريدانية (حي العباسية) سنة 923ه، وكانت الغلبة للعثمانيين الذين آلت إليهم ممتلكات المماليك ليبدءوا عهدًا جديدًا.
ولم يأخذ المماليك بمبدأ وراثة العرش، وإنما كان الطريق مفتوحًا أمام من أبدي شجاعة وإقدامًا ومقدرة. هذه هي المؤهلات في دولة المماليك التي قامت على أنقاض دولة الأيوبيين، وبعد مقتل توران شاه آخر سلاطين الأيوبيين بمصر.
التصدي للمغول:
إن المغول يزحفون..وإن الخطر قادم فلتتوقف الخلافات بين المسلمين، ولتتوحد القوى في مواجهة هذا العدو!
لقد استولى المغول علىالأراضي الإسلامية التابعة لخوارزم شاه، ثم واصلوا سيرهم -كما عرفت من قبل- مهددين العراق حتى أسقطوا الخلافة العباسية.
كانت مصر في ذاك الوقت يحكمها علي بن أيبك الذي كان في الخامسة عشرة، والذي تولى مصر بعد وفاة أبيه المعز أيبك، وكان ضعيفًا لا حول له في هذه الظروف الصعبة. وراحت مصر تتطلع إلى مملوك قوي يحمي حماها، ويصون أرضها. لقد سقطت الخلافة العباسية، واستولى التتار على بغداد وبقية مدن العراق، ثم اتجهوا نحو بلاد الشام التي كانت مقسَّمة إلى إمارات يحكمها أمراء أيوبيون، وتمكن التتار من الاستيلاء على حلب سنة 657ه/1277م.
سيف الدين قطز:
وفي هذه اللحظات التاريخية ظهر (سيف الدين قطز) وقد تولى حكم مصر، وقال قولته المشهورة : لابد من سلطان قاهر يقاتل عن المسلمين عدوهم.
ووصلت إلى مصر صرخات أهل الشام، واستغاثات أمرائهم من الأيوبيين: أن تحركوا واعملوا على إنقاذنا، لقد قتلوا العباد، وخربوا البلاد، وأسروا النساء والأطفال، وأصبحت مصر هي الأمل بعدما ضاع الأمل في الخلافة، وفي أمراء الشام. خرج "سيف الدين قطز" في عساكره، حتى انتهي إلى الشام.
عين جالوت:
وكان اللقاء عظيمًا عند (عين جالوت) في الخامس والعشرين من رمضان الذي وافق يوم جمعة. ولأول مرة يلقى المغول من يصدهم ويهزمهم هزيمة ساحقة، وكان النصر لراية الإسلام. وكانت صيحة واحدة صدق بها المسلمون ربهم "وا إسلاماه"، وفي يوم واحد، انقلبت الأوضاع، وأذن الله بنصره بعد عصر طويل من الذل والمهانة، وبعد جبال الأشلاء وأنهار الدماء التي غرق فيها المسلمون .
عزة بعد ذل:
ولكي تدرك مدى الضعف الذي كان عليه المسلمون قبل أن يعودوا إلى ربهم، فاعلم أن التتري كان يلقى المسلم في بغداد وليس معه سيف، فيقول للمسلم: قف مكانك حتى أحضر السيف لأقتلك. فيبقى المسلم جامدًا ذليلا في مكانه حتى يأتيه التتري بالسيف فيقتله به!
لقد قاتل سيف الدين قطز قتالا عظيمًا، وقاتل معه الأمراء المماليك حتى النصر .
الظاهر بيبرس:
ولكنه لقي مصرعه وهو في طريق العودة بعد النصر! ويتولى الأمر من بعده "الظاهر بيبرس البندقداري"، يتولى سلطنة مصر، والشام، ويبعث بإحضار أحد العباسيين إلى مصر ويعينه خليفة للمسلمين، وهو المستنصر بالله، وقد تولى بعد مقتله الحاكم بأمر الله الخلافة بمصر، وأُطلق عليه أمير المؤمنين، وكان يدعي له على المنابر، أما الأمر والنهي فهو للمماليك حتى سقطت الخلافة، وانتقلت من العباسيين إلى العثمانيين.
قتال الصليبيين:
وإذا كان التاريخ قد سجل للمماليك في حرب المغول بطولة رائعة، فقد سجل لهم قبيل سنة 648ه/ 1250م بسالتهم وإقدامهم في قتال الصليبيين عند "المنصورة" وعند "فارسكور" بقيادة الظاهر بيبرس.
إن الظاهر بيبرس لم يترك سنة في فترة ولايته دون أن يغزو الصليبيين ويحقق انتصارات عليهم. لقد استرد "الكرك" سنة 661ه/ 1263م، و"قَيْسَارِيَّة" سنة 663ه/ 1265م، وكثيرًا من البلاد التي استولى عليها الصليبيون مثل "صفد"، و"يافا"، و"أنطاكية" سنة 666ه/ 1268م. لقد وقف بيبرس للتتار وللصليبيين معًا بعد أن تحالفت قوى التتار والصليبيين ضد المسلمين. وكان لهما بالمرصاد، وأسس دولة المماليك تأسيسًا قويّا، وعندما لقي ربه سنة 676ه/ 1278م، استمر الملْك في ذريته حتى سنة 678ه/ 1279م .
ذلك هو الإطار الزماني، أما الإطار المكاني، فهو موطن حكم هذه الدول، وهو بلاد الشام ومصر، في المقام الأول، وبعض أرجاء الجزيرة العربية كالحجاز واليمن. أما ما كان خارج هذه البلاد في العصر العثماني فلا يدخل في إطار البحث، لأن المراكز الثقافية والفكرية والأدبية الكبرى كانت في أرض الشام ومصر في الدرجة الأولى.
المعالم الثقافية الكبرى للعصر
بين دول هذا العصر المختلفة معالم مشتركة وأخرى متباينة.
ولعل معالم العهد الزنكي والعهد الأيوبي والعهد المملوكي متقارب بعضها من بعض أكثر من قربها من معالم العهد العثماني.
ومن هذه المعالم أن اللغة العربية ظلت لغة رسمية للزنكيين والأيوبيين والمماليك، مع أن أصولهم غير عربية، ولغاتهم الأصلية غير عربية. أما في العهد العثماني، فقد غدت التركية لغة الدولة الرسمية، وبها تكتب المراسلات والمعاهدات والمعاملات، ثم تأتي بعدها في المقام الثاني اللغة الفارسية، وتدرّس في المدارس، ويتحدث بها كثير من المثقفين والحكّام، ثم تأتي العربية في المقام الثالث، والدولة العثمانية لا تحاربها، ولا تقف عقبة في وجه من يسعى إلى تعلمها، لأنها لغة القرآن والإسلام، ولهما في النفوس أرفع مقام. يضاف إلى ذلك أن السلاطين العثمانيين استولوا من مصر والشام على خير ما في خزائن كتبهما كما أخذوا إلى العاصمة اصطنبول خيرة علماء العربية ومهرة الصناع والحرفيين. وكان ذلك سبباً في تراجع الاهتمام وتدهور اللغة وتفشي اللحن والعامية والجهل والأمية إذ خلا البلدان ممن يرفع من شأن العربية.
اهتم الزنكيون والأيوبيون والمماليك بإنشاء المدارس، وحث الطلبة على العلم، ورصد المكافآت المغرية للمبرزين، وتكريم العلماء، وتوفير المناخ الطيب لإنتاجهم. وكان بناء المساجد يساير حركة بناء المدارس. والمساجد في عهدهم مواطن للعلم والدرس إلى جانب كونها للعبادة. وقد عرف الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي بولعه بإنشاء المدارس المنظمة، وعمارة المساجد، حتى إنه استقدم من سنجار أحد المهندسين المهرة ليبني له المدارس الفائقة في حلب وحماة وحمص وبعلبك ويشرف على صيانتها. كما عرف بحبه للحديث الشريف، فأنشأ له مدارس خاصة، وأوقف عليها أوقافاً كبيرة، وولى مشيختها أكابر المحدثين في زمانه، كالحافظ أبي القاسم علي بن عساكر .
وعد صلاح الدين الأيوبي سلفه نور الدين في الإنفاق على التعليم وإنشاء المدارس الكثيرة في مصر والشام، وقد حملت جميعاً اسم «المدرسة الصلاحية»، واشتهر صلاح الدين بأنه أعظم مشيد لدور العلم في العالم الإسلامي بعد نظام الملك السلجوقي، وأصبحت دمشق في عهده تدعى «مدينة المدارس». وقد وصف ابن جبير ، في رحلته، هذه المدارس، ووجدها قصوراً أنيقة، ومن أحسن مدارس الدنيا منظراً.
وسار خلفاء صلاح الدين على سنته، فابتنوا مدارس كانت كل منها تنسب إلى بانيها، مثل: الظاهرية والصاحبية والعادلية والأشرفية والناصرية، وحتى نساء بني أيوب شدن عدداً من المدارس، كان منها «الشامية» و«الخاتونية»، وكذلك فعل كبار تجار العصر.
جاء عصر المماليك، وراح الحكام يتنافسون في إنشاء المدارس، حتى إن ابن بطوطة عجب من كثرتها، وذكر أنه لا يحيط بحصرها لكثرتها. وذكر من هذه المدارس: الظاهرية والمنصورية ومدرسة السلطان حسن، والسلطان برقوق، والمؤيد شيخ، وسواها.
أما في العصر العثماني فقد انقطع إنفاق الدولة على هذه المدارس كلها، ولم يبني الحكام مدارس جديدة، وإنما تركوا الحبل على الغارب، فذوت تلك المدارس وأخذ عددها يتناقص يوماً بعد يوم. وحل محلها كتاتيب صغيرة تعلم مبادئ القراءة والكتابة والحساب. كما تعلِّم القرآن الكريم وتجويده. حتى إذا أوغل الحكم العثماني في الزمن، ران الجهل على البلاد العربية المحكومة، وصار من النادر وجود من يحسن القراءة والكتابة فيها.
وفي عهد الزنكيين والأيوبيين والمماليك، ازداد عدد العلماء والشعراء والكتاب والمؤلفين زيادة كبيرة لأسباب، منها هروب العلماء والأدباء من شرقي العالم الإسلامي إلى مصر والشام إثر اجتياح التتار، وهروب العلماء والأدباء من غرب العالم الإسلامي (الأندلس) إلى مصر والشام، بعد اجتياح الإسبان للدولة الأندلسية المسلمة، ومن تلك الأسباب الاستقرار الأمني الذي تمتعت به بلاد مصر والشام في عهد الأيوبيين والمماليك، ورعاية حكامها للعلماء والأدباء، وتوفير المناخ العلمي والحياة الكريمة لهم مع الإجلال والاحترام.
وكان من نتيجة هذه العوامل أن استطاع العلماء تعويض المكتبة العربية الإسلامية بعض ما ضاع منها حرقاً أو إتلافاً أو سرقة، وكانوا في تأليفهم يعتمدون على ما وصل إليهم من العصور السابقة فيقومون بتصنيفه وترتيبه وتدوينه في كتب جامعة تقرب من الموسوعات. وكثرت في هذا العصر الشروح والذيول والحواشي، حتى سمي بعصر التحشية. لكن هذه الحقبة الخصبة نسبياً لم تستمر في عهد العثمانيين، وإنما اتخذ الشعر والتأليف مسار آخر، فيه من العقم أكثر مما فيه من الخصب. وكان لديوان الإنشاء، في عهد الأيوبيين والمماليك، أثر بالغ في النهضة العلمية، وازدهار الثقافة، لما كان فيه من إغراءات، وحوافز. وحين أبطله العثمانيون وأحلوا التزكية في الدواوين محله، تدهورت الثقافة، وانعدمت الحوافز، وساءت الكتابة بوجه عام.
الشعر
كثر عدد الشعراء في هذا العصر كثرة تلفت النظر، ولكن هذه الكثرة العددية لم تكن تواكبها إجادة شعرية متميزة. فكان الشعراء المجيدون قلة، ولم يتوقف موكب الشعر أو ينقطع في الأعصر الأدبية كافة على تباين الظروف، واختلاف الحكام، بل ظل يحتفظ بمكانته التقليدية من الرعاية والعناية، وظل الناس يكرمون الشاعر ويقدرونه، مع أن هذه الظاهرة تبدو جلية في عصر الأيوبيين والمماليك، وتغيب في العصر العثماني، ولاسيما في بلاطات الحاكمين.
صحيح أن نور الدين الزنكي كان يميل إلى تقريب رجال الحديث والعلماء أكثر مما كان يميل إلى الشعراء أو يغدق عليهم الأموال، لكن صلاح الدين كان أكثر تذوقاً للأدب من نور الدين، وألين حجاباً، وقد روي عنه أنه كان يحفظ «الحماسة» لأبي تمام،ويتمثل بالشعر، ويجيز الشعراء، حتى تقاطروا إلى بلاطه، ونظموا فيه القصائد الكثيرة، واتبع خلفاؤه سنته. وسار المماليك على النهج عينه.
فنون الشعر: لم تختلف موضوعات الشعر في هذا العصر عن موضوعات العصور السابقة، من مدح وهجاء وفخر وغزل ورثاء ووصف وشكوى وما إلى ذلك، كما وجدت في هذا العصر موضوعات جديدة.
الموضوعات التقليدية: أخذ شعراء هذه الحقبة معاني القدماء وصاغوها صياغة جديدة، وسبكوها في القوالب التقليدية المتداولة. فإذا وصف الشاعر القديم ممدوحه بأنه بحر أو غيث أو أسد أو شمس أو قمر أو متوج بتيجان الملوك أو تقي أو سليل أكارم وأماجد أو حام للدين وأهله، أو مذل للشرك وقومه.. جاء الشاعر اللاحق فاتبع سنن الشاعر السابق من دون أن يحيد عما جاء به قيد أنملة، كأن يضع نصب عينيه مقولة: «ما ترك الأول للآخر شيئاً».
وكان أمام الشاعر المتأخر، اللاحق، رصيد من المعاني والصور خلفها القدماء، في المديح والفخر والغزل والهجاء.. وتقتصر مهمة هذا الشاعر المتأخر أن يتطفل على هذا الرصيد فيأخذ منه ما يحتاج، ويزعم بعد ذلك أنه جاء بقصيدة.
كان السابق (الشاعر الأصيل) يتمثل الصورة الكلية لموضوعه، ويحيطها بدفء عواطفه وحرارة مشاعره، فتبدو حية نابضة متلألئة. أما اللاحق فهو أشبه ما يكون بالجزار يقطع من هذه الكتلة أو تلك، ويضم بعضها إلى بعض بعيداً عن خلجات قلبه وحرارة أنفاسه. مثل السابق قصيدة أبي تمام في فتح عمورية ومديح المعتصم، أو قصيدة أبي الطيب المتنبي في وصف معركة الحدث ومديح سيف الدولة، ومثل اللاحق قصيدة أبي منير الطرابلسي (ت548هـ) في مدح نور الدين وانتصاره على الصليبيين، وقصيدة ابن الساعاتي (ت604هـ) في فتح صلاح الدين بيت المقدس. وقد كان التفاوت كبيراً في جودة قصائد السابقين وقصائد اللاحقين وابتكار المعاني ومتانة الأسلوب.
وقد تهافت شعر المديح في العصر العثماني، وانحط إلى دركة مزرية، ولم يعد الشاعر يجد من يتوجه إليه بقصائده.
ولم يكن فن المديح في هذه العصور إلا كالفنون الأخرى من الشعر اتباعاً وتقليداً ووهناً، وإذا كان ثمة من فرق فهو في بعض مقدمات القصائد، إذ انحرفت إلى الغزل بالمذكر، أو قد يكون فخراً بمقتنيات كالدور والملابس والخدم والحشم، كفخريات منجك (ت1080هـ) أو قد يكون هجاء للبعوض والفئران والصراصير، كقصيدة جعفر البيتي (ت1052هـ) وقد أكثر هؤلاء الشعراء من وصف الأفيون وأثره في العقل والجسم.
الموضوعات المستحدثة: إلى جانب هذه الموضوعات التقليدية ظهرت موضوعات أخرى تتصل بسبب أو بآخر بما سبق من موضوعات وتتخذ لنفسها، في الوقت ذاته، مساراً مختلفاً له حدوده وقيوده، مما جعل المتأمل فيها يصفها بالجديدة المستحدثة. من هذه الموضوعات ما يلي:
ـ المدائح النبوية والاستغفار: جاء الغزاة الأوربيون إلى الشرق محتلين باسم الصليب، وجاء المغول ودمروا معظم معالم الحضارة العربية والإسلامية، وعمت الأوبئة والطواعين مصر والشام مراراً، وعم خلاف سلاطين بني أيوب والمماليك بعضهم مع بعض، وكان استبداد الحاكمين في رقاب الناس بالغاً، والحياة الاقتصادية في انهيار واضطراب. كل ذلك شجع على انطواء كثير من الناس على أنفسهم، وانعزالهم عن مجتمعاتهم، ولجوئهم إلى الله داعين مستغفرين، ومتقربين إليه بمديح الرسول وآله وصحبه. وانتشرت القصائد الكثيرة في مدح الرسول والتشفع به، وكذلك القصائد الطوال في الابتهال والاستغفار،ومن قصائد مدح الرسول ما سمي بالبديعيات، ويعد صفي الدين الحلي (ت750هـ) أول من نظمها وأول من أضاف إلى كل بيت لوناً من ألوان البديع وذلك في بديعيته التي استوحاها من قصيدة البوصيري (ت696هـ) [ر] المشهورة بالبردة ومطلعها:
أمــن تذكــر جيران بــــذي ســـــلم مـزجت دمعـاً جـــرى مـن مقلة بـدم
فاستهل الحلي قصيدته بقوله:
إن جئت سلعاً فسل عن جيرة العلم وأقر السلام على عزب بذي سـلم
ولما كانت قصيدة البوصيري «البردة» قد اقترنت برؤيا الرسول الكريم ...61541; في المنام، وبأنه ألقى عليه بردته ونهض الشاعر بعدها معافى من فالج ألم به، استدل الناس والشعراء على رضا الرسول ...61541; عن القصيدة. ومن هذا الباب راح الشعراء ينظمون القصائد على منوال «البردة» تقرباً من الرسول وطمعاً في شفاعته وتدفق السيل، فإذا مئات القصائد على توالي العصور تظهر متقيدة بمعاني بردة البوصيري وبحرها العروضي وميم رويها المكسورة. حتى إن كثيراً من المسلمين كانوا يوصون أن تكتب بعض أبيات البردة أو إحدى البديعيات على شواهد قبورهم تقرباً إلى الله وزلفى. ولم يكن مدح الرسول بدعاً في الشعر في هذا العصر ولا مستحدثاً، ولكن الجديد في الأمر هو الإفراط، فقد فاق ما قيل في هذا الموضوع جميع ما قيل في الموضوعات الأخرى في العصر كله.
ولقد اعتاد المدّاحون أن يستهلوا قصائدهم بالغزل وما يتصل بالشكوى من الفراق والهجر ونحو ذلك. أما في هذه المدائح فلهم استهلال آخر أوضحه ابن حجة في الخزانة فقال: «يتعين على الناظم أن يحتشم فيه ويتأدب، ويتضاءل ويتشبب مطرياً بذكر سلع ورامة وسفح العقيق والغدير ولعلع وأكناف حاجر، ويطرح ذكر محاسن المرد والتغزل في ثقل الردف ورقة الخصر وبياض الساق وحمرة الخد وخضرة العذار وما أشبه».
هذا اللون من الشعر أكثر عافية، وأقوم أسلوباً، وأكثر صدقاً، وأجزل لغة من شعر العصر في الأغراض الأخرى. وكان من أعلام هذا الفن الإمام الصرصري (ت656هـ) والبوصيري وابن معتوق (ت707هـ) والشهاب محمود الحلبي (ت725هـ) وابن الوردي (ت749هـ) والإمام البرعي (ت803هـ) ومجد الدين الوتري (ت980هـ).
ـ الشعر الصوفي: هو ضرب من الشعر الديني، بينه وبين المديح النبوي والبديعيات وشائج وصلات، لكنه يتخذ مساراً يختلف عن مساريهما معنى ومبنى، أما المعنى فيقوم على الحب الإلهي، وهذا الحب عماده وجوهره وغايته وثمرته. والحب، في عرف أصحابه، حالة ذوقية تفيض على قلوب المحبين، مالها سوى الذوق إفشاء، ولا يمكن أن يعبر عنها إلا من ذاقها، ومن ذاقها ذاهل عن كنهها، كمثل من هو طافح سكراً، إذا سئل عن حقيقة السكر الذي هو فيه لا يمكنه التعبير لأنه سكران. والفرق بين سكر المحبة وسكر الخمرة أن سكر الخمرة يمكن زواله، ويعبر عنه في حين الصحو، وسكر المحبة ذاتي لازم، لا يمكن لصاحبه أن يصحو منه حتى يخبر فيه عن حقيقته.
أما المبنى فيقوم على ثلاث دعائم، هي الغزل العذري والخمريات والرمز وقد عرفت هذه العصور شعراء كباراً متصوفين، منهم السهروردي (ت587هـ) وابن الفارض (ت632هـ) وابن عربي (ت638هـ) وأبو العباس المرسي (ت686هـ) والعفيف التلمساني (ت690هـ) وابن عطاء الله السكندري (ت709هـ) وعائشة الباعونية (ت922هـ) وغيرهم.
ـ التأريخ الشعري: ويقوم على «حساب الجمل» في ضبط تاريخ واقعة بحروف تتألف منها كلمة أو جملة أو شطر، يكون مجموع جملها يساوي تاريخ تلك الواقعة، ويأتي الشاعر بهذه الكلمة أو الجملة بعد كلمة «أرّخ» أو مشتقاتها.
وترتب الحروف ترتيباً أبجدياً، أي: أبجد، هوز،حطي، كلمن، سعفص، قرشت، ثخذ، ضظغ، وكل من هذه الحروف له قيمته العددية، والجديد في هذا اللون أن العصر العثماني فاض به، حتى نظم به كل من كان ذا قدرة على النظم، وأن بعض الشعراء أتوا بالعجب العجاب.
وفي كتاب «سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر» لابن معصوم قصيدتان في التأريخ الشعري كل منهما آية في بابها.
ـ الشعر التعليمي (نظم العلوم): شاع في العصر المملوكي والعثماني (نظم العلوم)، فعلم النحو يسبك في ألفية، والفقه كذلك، والفرائض والمنطق وسواها، وغالباً ما تكون هذه المنظومات من بحر الرجز ليسهل حفظها. وقد يأتي بعض العلماء إلى واحدة من هذه الأراجيز فينشئ عليها شرحاً، ويأتي آخر ويضع حاشية، وثالث يكتب حاشية على الحاشية، وخير مثال على ذلك ألفية ابن مالك.
ـ الأحاجي والألغاز: لم يسلم منها شاعر، ولم يخل منها ديوان، وكانت عنواناً على قدرة الشاعر على اختراع صورة لفظية تتوارى المعاني وراءها، وهي وسيلة من وسائل التسلية في المجالس، وربما عمد صاحبها إلى مكاتبة إخوانه بها، وطلب منهم أن يحلّوها. وتذهب الرسالة الحاملة للقصيدة اللغزية من بلد إلى بلد، وغالباً ما يعود الجواب بحل اللغز في قالب شعري، ويكون متبعاً بلغز آخر يطالب صاحبه بحلّه، وهكذا. كان من أعلام هذا اللون صفي الدين الحلّي والشَّرف الأنصاري وابن عنين (ت630هـ) ومحيي الدين بن عبد الظاهر (ت692هـ) وإبراهيم بن عبد الله القبراطي (ت781هـ) وابن حجة الحموي (ت837هـ).
ـ شعر الحشيشة: وقد أصبح هذا الغرض الجديد كالخمرة من أغراض الشعر، وأحد الموضوعات التي قالوا فيها القصيد.
ـ النقد الاجتماعي: اتخذ هذا اللون في الغالب، صورة الشعر الضاحك تارة والساخر أخرى والمر في ثالثة. فالوضع السيء الذي كان يعيش فيه الناس، والشعراء منهم، من فقر وبؤس ومصادرات واستبداد وقطع طرق وانتشار لصوص، واستيلاء أعاجم على حكم الأرض العربية، وفساد في الدوائر، وانتشار رشوة، وما أشبه ذلك، دفع الشعراء إلى التعبير عن هذه المآسي بشيء من التّقيّة حيناً، والصراحة حيناً آخر، بهذه القوالب المنظومة.
ومن الشعراء الذين اشتهروا بالنقد ابن قلاقس (ت567هـ)، وابن عنين،وأبو الحسين الجزّار (ت679هـ)، والبوصيري، وابن دانيال (ت710هـ) والحلّي، وابن سودون اليشبغاوي (ت868هـ)، وعامر الأنبوطي.
الخصائص العامة لشعر العصر: ضعفت ثقافة الشعراء في ذلك العصر، وضحلت محفوظاتهم ومعلوماتهم، وانصرف الشاعر عن امتهان الشعر، واتخذه هواية وتسلية: فقد يكون قاضياً أو معلماً أو كحّالاً أو ورّاقاً أو جزّاراً، فهو ينصرف إلى مزاولة مهنته أولاً، ثم يعاني نظم الشعر، وقد انفصل الشاعر عن مجتمعه وحكّام زمانه، وكان هذا الانفصال نتيجة وليس سبباً، فقد كان ينظم بلغة، ويتحدث هو وأبناء عصره بلغة أخرى. وكان بين لغته ولغة الناس بون شاسع، حتى لتوشك لغة النظم أن تصبح لغة أجنبية لدى الناس، كذلك طغت الركاكة والتعبيرات العامية على الشعر. والركاكة غير العامية، فهي تنشأ عن عدم تمكن الشاعر من اللغة التي يكتب بها لافتقاره إلى معرفة أصولها وأسرارها ودقائق الفروق بين مفرداتها: إنها - أي الركاكة - العجز عن استعمال اللغة بدقة ومهارة، والاستعاضة عنها بالعامية والعبارات السوقية.
وقد ارتبط شاعر العصر بالتراث والماضي، وكان يضع نصب عينيه مقولة: «ما ترك الأوائل للآخر شيئاً». ولذلك كان ينهج نهج السلف تفكيراً وتعبيراً. وافتقد العصر النقاد الفنيين الذين يقومون لكل شاعر إنتاجه. وكان علماء البلاغة أقدر من سواهم على أداء هذه المهمة، لكنهم انصرفوا إلى المنطق، وإلى جزئيات لا تسمن ولا تغني، فأضاعوا الغاية من البلاغة، كما أضاعوا البلاغة ذاتها. واستعاض شاعر العصر عن الابتكار والتجديد بالمبالغات الكبيرة التي تصل إلى حد الإغراق والغلو الذي يرفضه العقل وتأباه العادة، وينكره الذوق.
واتكأ الشاعر على ألوان المحسنات البديعية بدلاً من أن يبدع فكرة، أو يجود في تعبير. ووصل اقتران البديع إلى أقصاه في البديعيات، وهي قصائد مطوّلة، تزيد على خمسين بيتاً، منظومة على البحر البسيط، تكون الميم المكسورة فيها روياً ويحمل كل بيت لوناً من ألوان البديع، مذكوراً صراحة أو ضمناً، ومعانيها تدور حول السيرة النبوية. وقد أوجدت هذه البديعيات حركة أدبية نشطة في اللغة والأدب وحركة التأليف فكثر شارحوها والمعلِّقون عليها، كما كثرت في الدراسات التاريخية إذ أظهر المؤرخون ما تضمنته من إشارات دينية وتاريخية. وأثرت في الحركة الأدبية، فكثر تشطيرها وتضمينها وتخميسها وتسبيعها، وتعشيرها ومعارضتها. وانتقلت البديعيات إلى لغات العالم الإسلامي فنظم الأتراك والفرس والهنود بديعيات بلغاتهم، ونظم النصارى بديعيات في عيسى عليه السلام. وزادت الصنعة ذلك عند بعض الشعراء فغدا كثير من الشعر ألاعيب لفظية من جناس وتورية وشعر محبوك وشعر منظوم من حروف مهملة أو حروف معجمة، أو موصولة أو مفصولة، أو تحتوي كل كلمة على حرف معين، أو تحمل الكلمة معنيين، معنى ظاهراً وآخر باطناً، هو اسم كتاب، أو لغز، أو واقعة، أو يقرأ البيت طرداً، وعكساً فإذا هو شيء واحد، أو تكون قراءة الطرد مدحاً وقراءة العكس ذماً، أو يكون فيه تشجير أو اقتباس أو تضمين أو رد أعجاز على صدور، أو غير ذلك من الألاعيب والشكليات. كذلك خرج عدد من شعراء العصر إلى أوزان جديدة، دفع إليها التعبير العامي والركاكة، ومن الأوزان: المواليا والزجل والقوما والكان كان ونحوها.
أعلام الشعر في هذا العصر: يعثر الباحث في هذه الحقبة من التاريخ العربي على أسماء للشعراء لا حصر لها. فقد ظهر إبان الحكم الأيوبي ابن قسيم الحموي، مسلم بن الخضر التنوخي (ت542هـ). ابن القيسراني، محمد ابن نصر (ت548هـ). ابن منير الطرابلسي، أحمد (ت548هـ). عرقلة الدمشقي، حسان بن نمير الكلبي (ت567هـ). ابن قلاقس نصر الله عبد الله (ت567هـ). سبط بن التعاويذي (ت583هـ). ابن المعلم، محمد ابن عبيد الله (ت592هـ). ابن الساعاتي، علي ابن محمد بن رستم (ت604هـ). ابن النبيه، علي بن محمد بن يوسف (ت619هـ). ابن عنين، محمد بن نصر بن الحسين (ت630هـ). ابن الفارض عمر بن علي (ت632هـ) الحاجري، عيسى بن سنجر (ت632هـ)، ابن عربي، محيي الدين (ت638هـ). ابن مطروح، يحيى بن عيسى (ت650هـ). البهاء زهير بن محمد المهلبي (ت656هـ).
وتطالعنا في عصر المماليك أسماء كثيرة من أشهرها: شرف الدين الأنصاري، عبد العزيز ابن محمد (ت 662هـ). الصرصري، يحيى بن يوسف (ت656هـ). التلعفري، محمد بن يوسف (ت672هـ). الجزار، يحيى بن عبد العظيم (ت679هـ). الشاب الظريف، محمد ابن سليمان (ت688هـ). الوراق،عمر بن محمد (ت 688هـ). البوصيري، محمد بن سعيد (ت695هـ). ابن دانيال، محمد (ت710هـ)، ابن الوردي، عمر بن مظفر (ت749هـ). صفي الدين الحلي، عبد العزيز بن سرايا (ت750هـ). ابن نباتة، محمد بن محمد (ت768هـ). البرعي، عبد الرحيم بن أحمد (ت803هـ). ابن سودون، علي (ت868هـ). ابن مليك الحموي، علي بن محمد (ت917هـ). الباعونية، عائشة بنت يوسف (ت922هـ).
أما أشهر شعراء العصر العثماني فهم: عبد الله بن أحمد باكثير (ت925هـ). شهاب الدين العناياتي (ت1014هـ). فتح الله النحاس الحلبي المدني (ت1052هـ). ابن معتوق، شهاب الدين الموسوي (ت1087هـ). منجك اليوسفي الدمشقي (ت1080هـ). ابن النقيب الحسيني (ت1081هـ). مصطفى الباني الحلبي (ت1091هـ). عبد الغني النابلسي (ت1143هـ). عبد الله الشبراوي (ت1171هـ). أحمد المنيني الطرابلسي (ت1172هـ). عامر الأنبوطي (ت1173هـ). جعفر البيتي المدني (ت1182هـ). عبد الله الأدكاوي المصري (ت1184هـ).
النثر
كان الشعر في العصر العباسي في أزهى أيامه. ثم راح ينحدر قليلاً في العصور التالية، حتى إذا كان العصر العثماني كاد يلفظ أنفاسه.
أما النثر الفني، والكتابة الأدبية، فقد بدأ انحدارهما منذ أيام العميد (ت360هـ) والصاحب بن عباد (ت385هـ) الذي كان يتساهل بضياع دولة ولا يتساهل بهروب سجعة من أسلوبه، والحريري (516هـ) الذي أشاع في مقاماته حب مطاردة السجع والجناس والزخارف في شتى صورها ليوقعها في شباك كتابته، حتى لا تند منه سانحة أو بارحة. ويقتفي الخطيب الحصكفي (ت551هـ) خطا أرباب التعقيد والتصنع واصطياد المحسنات اللفظية أو المعنوية من الذين سبقوه زماناً، فإذا هو يبذهم ويخرج إلى الناس برسائل وخطب ليس فيها إلا هذه القشور، أما اللباب والمعاني المبتكرة والأفكار المبدعة فلا وجود لها ولا أثر.
فنون النثر: مجالات النثر كثيرة، ولعلها أرحب مما هي في الشعر وأوسع دائرة وأكثر حرية، وبالنثر يستطيع الإنسان التعبير عما يريد بيسر وسهولة أكثر من الشعر المنظوم الموزون. وحصراً لمجالات النثر يمكن القول: إنها تدور في: رسائل وكتابات ديوانية رسمية، ورسائل ومكاتبات إخوانية، ومقامات أدبية، وخطب منبرية، ومؤلفات علمية. ويمكن القول كذلك: إن معظم الكتابات الديوانية، والرسائل الإخوانية، والمقامات الأدبية، والخطب المنبرية، طبعت بطابع العصر الذي كتبت فيه، وحملت سماته وصفاته، من كلفة وتصنع مقبول، إلى كلفة وتصنع ومبالغة في اصطياد المحسنات البديعية على حساب المعنى، سواء أكتبت تلك الآثار في العصر الأيوبي أم المملوكي أم العثماني. وإن في تقليب آثار هذه العهود شاهداً على هذا الحكم.
أما المؤلفات العلمية، فإن أكثرها ما كان يعبأ بتلك المحسنات، لأنها تبعد القارئ عن فهم المراد من المعنى، وعن الوقوف على دقائق الأمور التي يتحدث الكاتب المؤلف عنها.
وأنه لمن العسير في هذا المقام استعراض أسلوب كل مؤلفات هذه الحقبة وقد تجاوزت الآلاف عدداً، والمئات علوماً وفروعاً. وقد عوض مؤلفوها المكتبة العربية التي نهب الصليبيون كثيراً منها، ثم أحرق المغول ما تبقى فيها، وضاع منها ما ضاع بفعل الكوارث والخلافات الفكرية والمذهبية، كما أن هذه الحقبة تعد أغنى حقبة في الحركة التأليفية في العصور العربية.
لقد ضاع أكثر الأصول التي نقلوا منها واعتمدوا عليها، ولم يبق إلا ما تركه أبناء هذه العصور، وخير مثل على ذلك تلك الأصول التي اعتمد عليها ابن منظور (ت711هـ) أو جلال الدين السيوطي (ت911هـ) أو مؤلفو الموسوعات كالقلقشندي (ت 821هـ) في مؤلفه «صبح الأعشى» أو العمري (ت748هـ) في «مسالك الأبصار في ممالك الأمصار»، أو النويري (ت732هـ) في «نهاية الأرب في فنون الأدب»، وغير ذلك كثير. ويكفي القول إن كتاب حاجي خليفة «كشف الظنون» وحده، ذكر أسماء ثلاثمئة علم، في خمسة عشر ألف كتاب، ألفها عشرة آلاف عالم، معظمهم كان من أبناء هذه العصور.
خصائص النثر وأعلامه: كان من أشهر العلماء والكتاب الذين عاشوا في العصر الأيوبي والمملوكي القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني (ت596هـ) والعماد الأصبهاني (ت597هـ) وكلاهما كتب للأيوبيين، وإن كان القاضي الفاضل قبل ذلك قد كتب للفاطميين بمصر في ديوان الإنشاء. وقد تآلف هذان الرجلان في حياتهما وعقدت الصداقة بينهما أواصر المحبة، وقد تآلفا كذلك في أسلوبهما الأدبي، حتى لكأن هذا ذاك، وكتابة ذاك هي كتابة هذا. وربما جاز القول: إن القاضي والعماد طبعا العصر الأيوبي والمملوكي بطابعيهما، وكانا المثل الأعلى لكل كتّاب العصر الذي تلا. لقد ورثا من العصور السابقة، ولاسيما العصر العباسي، ما تواضع عليه أكابر الكتّاب كابن العميد والصاحب والحريري والمعري (ت449هـ) والتبريزي (ت502هـ) والحصكفي من تكلف وتصنع وتعقيد واصطياد للسجع أو الجناس أو غير ذلك من هذه الألوان البديعية، ثم زادا على ما ورثا ما أبدعته قريحة كل منهما: فبلغ الجناس المعكوس،على أيديهما، ذروته، ومالا يستحيل بالانعكاس يكثر ويتعاظم، والتلاعب اللفظي يعم ويطغى. إلى جانب ذلك كله كانت ترى بعض التعابير الرشيقة، والصور اللطيفة، وبعض الكتابات الخفيفة الظل، مما يشهد لهما بحسن الذوق ودقة الصناعة والقدرة على اجتذاب القارئ. وظلت مدرسة الرجلين في الأسلوب قائمة في عصر المماليك، وكان ديوان الإنشاء أكبر حافز لشداة الجاه والرزق والشهرة والوزارة والقرب من السلطان، وكان القلقشندي المعين الأكبر لهؤلاء الطلبة على معرفة ما يوجبه الانتساب إلى ديوان الإنشاء من علوم ومعارف وأساليب. وكان كتابه «صبح الأعشى في صناعة الإنشا» خير دليل على هذه المواصفات.
وقد برز في هذا العصر صوت شاذ يحارب طريقة القاضي الفاضل والعماد الكاتب وينعى على المتكلفين طريقتهم، ويقف في وجه هذه الأساليب، ذلك هو صوت ضياء الدين بن الأثير الجزري (ت637هـ) ولاسيما في كتابه «المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر»، وقد امتازت كتابته هو ممن ذكروا بالتجديد، وكانت أفكاره في كتابه المذكور ثورة في الإنشاء الأدبي في عصره، إذ خالف الأساليب المتبعة وحمل على أصحابها، ولدى التدقيق في أسلوب ابن الأثير يتضح اعتماده في شتى كتاباته العامة والخاصة والإخوانية والديوانية الرسمية أو التأليفية على أسلوبين اثنين: أسلوب مسجع، وأسلوب مطلق. أما السجع فغلب على نثره الديواني، وهو كتاب في الديوان، وعلى نثره الإخواني. وأما المطلق فقد استخدمه في تصانيفه، ولاسيما في «المثل السائر»، وفيه ابتعد عن السجع واللعب بالعبارات والإكثار من المحسنات اللفظية. لقد وظّف ابن الأثير الألفاظ في خدمة المعاني، وأتى بآراء جديدة، تكاد تكون اليوم معتمدة وأساسية لدى معظم النقاد المعاصرين، منها: أن السجع يكون مقبولاً إذا كان طبيعياً ومعتدلاً، وأن يكون فيه اللفظ تابعاً للمعنى، وأن غرائب الألفاظ تشين الكتابة الأدبية وينبغي تحاشيها، وأن الكلفة والتصنع في تأليف العبارة يوديان بقيمتها وأثرها. وفي الحق، إن ابن الأثير حاول أن يعدل بتلك الأساليب المنتشرة في ذلك العصر نحو الاتجاه السليم، لكن طغيان التقليد والتصنع جعل محاولته زوبعة في فنجان.
أما في العصر العثماني، فقد سبق القول إن اللغة العربية انزوت في كتاتيب ومدارس صغيرة، وغدت اللغة الثالثة بعد التركية والفارسية، إضافة إلى إلغاء ديوان الإنشاء أصلاً، وإحلال اللغة التركية محل العربية، وعدم تشجيع السلاطين على العلم والأدب والإجادة في التعبير. وعم الفقر والجهل مختلف الربوع، مما أدى إلى تدهور الكتابة، بل تدهور العلم في شتى ألوانه وضروبه، اللهم إلا بعض قبسات مضيئة في هذا العصر القاتم ظلامه.
سطايفية بكل فخر
2012-10-19, 20:08
اخي لقد جمعت لك هده المقالات واظن انو فيها ما تبحث عنه انا لم انظمها لاني لا اعرف عناصر موضوعوك بالضبط
يبقى عليك ترتيب موضوعك بما طلبته منك الجامعة
واي مساعدة انت تحت الخدمة
اسامة مسلم
2012-10-20, 05:32
شكرا لكـ بنت بلآدي و حزآكـ ربي الجنّة
سطايفية بكل فخر
2012-10-20, 09:14
اللهم امين اجمعين ان شاء الله
بالتوفيق لك
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir