المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحذاء الموجع.. لحبّ جديد


sali-sali
2012-10-17, 15:55
نحن نرتدي قلوبنا على أقدامنا.. إنّ الأحذية هي أفضل المؤشّرات على ما يمرّ به الناس من حالات شعورية. الأحذية مزيّنة بالثقوب و أحيانًا بالندوب ,, جون سوان (متخصّصة في تاريخ الأحذية)

الحبّ يؤسس نفسه على ذاكرة جديدة. يحتاج إلى نادل ينظّف طاولة الحبّ ينفض عنها الغطاء قبل أن يجلسك عليها.
نهرب من الذكريات المفترسة. إلى حبّ جديد سيفترسنا لاحقًا. لكنّنا نريده برغم ذلك، هربًا من حبّ سابق. نحن تمامًا كمن يهرب من حريق يشبّ في بيته، بإلقاء نفسه من أعلى طابق. لا يهمه أن يتهشّم. المهم ألّا يموت محترقًا. أن ينجو بجلده من ألسنة النار. و لا يتنبّه لحظتها إلى ما ينتظره أرضًا و هو يلقي بنفسه إلى المجهول.
عندما تلجأ إلى حبّ جديد لتنسى حبًّا كبيرًا. توقّع ألّا تجد حبًّا على مقاسك.
سيكون موجعًا مزعجًا كحذاء جديد. تريده لأنّه أنيق و ربما ثمين. لأنّه يتماشى مع بدلتك لكنّه لا يتماشى مع قلبك. و لن تعرف كيف تمشي به. ستقنع نفسك لمدة قصيرة أو طويلة وأنّك إن جاهدت قليلًا بإمكانك انتعاله. لكنّ "صانع الحذاء يريدنا أن نتألم كي نتذكّره". ستدّعي أن الجرح الذي يتركه على قدمك هو جرح سطحي يمكن معالجته بضمادة لاصقة. كلّ هذا صحيح. لكنك غالبًا ما لا تستطيع أن تمشي بهذا الحذاء مسافات طويلة. قدمك لا تريده. لقد أخذ على حذاء قديم مهترئ.. مشى به سنوات. و لهذا قال القدماء " قديمك نديمك " وأنت في كل خطوة تتقدمها لا تملك الا أن تعود بقلبك الى الوراء .
قد تقول لك صديقات و أنت تسيرين مع رجل وسيم أو ثري أو مهمّ " كم أنت محظوظة بهذا الرجل! " وحده قلبك الذي تنتعلينه و يمشي بصعوبة إلى جوارك.. يطالبك بالعودة إلى البيت و إخراج ذلك الحذاء القديم من صندوق الماضي.
حين حاولت إقناع كاميليا بفتح قلبها لحبّ جديد. و القبول بالحديث إلى رجل آخر و لو على الهاتف. رفضت الفكرة تمامًا. قالت " إن خانه هاتفي سيخونه غدًا قلبي و بعدها جسدي. ألست من قلت إنّ حبًّا كبيرًا و هو يموت أجمل من حبّ صغير يولد ؟"
أسقط بيدي. قلت " بلى ". قالت " ما أريده منك هو أن تساعديني على البقاء على قيد الحياة بينما داخلي يموت هذا الحبّ الكبير. لا أريد أن أفوّت يومًا.. أو لحظة من احتضاره العظيم. للأسد هيبة في موته ليست للكلب في حياته. حتى و هو يموت لن أستبدل بجثّة هذا الأسد رفقة كلاب سائبة ! "
مشكلتي مع صديقاتي أنّهن قارئاتي. و حين يشهرن في وجهي كلماتي يهزمنني. ما عدت أعرف لكاميليا دواءً. فهي تريد أن تنسى و لا تريد. و تريد أن تشفى و لا تريد. و تريد حذاءها القديم و تدري أنّها في النهاية يوم تتأكّد من أنّه اهترى تمامًا و لا اسكافيّ يمكنه إصلاحه. ستحتاج إلى حذاء جديد كي لا تواصل الحياة حافية !
على اللائي يشقين في الحياة بسبب ألم حذاء جديد أو ذكرى حذاء قديم، أن يحمدن الله كثيرًا على نعمة امتلاكهن أقدامًا. أعني قلبًا مشين به في دروب الحبّ. ثمّة من جاء و مضى من دون أن يبرح مكانه. لم تمنحه الحياة قدمين.. عاشقين .و أولئك لم يمنّ عليهم الله حتّى بنعمة الشقاء والعذاب من الحبّ.
***
بقيت أتذمر من عدم امتلاكي حذاءً حتى رأيت رجلًا بلا قدمين

منقـــــــولة

رغد احسان
2012-10-18, 20:32
موضوعك جميل جدا بوركت

مسلم سني
2012-10-18, 21:42
السلام عليكم
شكرا لك جميل ما نقلته
احترماتي

sali-sali
2012-10-19, 16:50
موضوعك جميل جدا بوركت


مرورك و قرائتك للموضوع هي الاجمل

sali-sali
2012-10-19, 16:52
السلام عليكم
شكرا لك جميل ما نقلته
احترماتي

و عليكم السلام
العفو اخي
تشرفت بمرورك

تالا تسنيم
2012-11-06, 11:24
http://up.3dlat.com/uploads/13279394761.gif

sali-sali
2012-11-06, 12:25
http://up.3dlat.com/uploads/13279394761.gif

زاد مرورك الكريم لموضوعي جمالا خاصا
شكرا لك

meri7
2012-11-06, 14:19
بارك الله فيك ..
رائعة ..

zineb.alg
2012-11-06, 15:05
شكراااااااااااااااا.......ربي يحفظك

إكرام ملاك
2012-11-06, 15:07
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على الموضوع

sali-sali
2012-11-06, 15:13
تشرفت بمروركم جميعا

اتمنى ان يستفيد الجميع

marwa h
2012-11-06, 15:14
نحن نرتدي قلوبنا على أقدامنا.. إنّ الأحذية هي أفضل المؤشّرات على ما يمرّ به الناس من حالات شعورية. الأحذية مزيّنة بالثقوب و أحيانًا بالندوب ,, جون سوان (متخصّصة في تاريخ الأحذية)

الحبّ يؤسس نفسه على ذاكرة جديدة. يحتاج إلى نادل ينظّف طاولة الحبّ ينفض عنها الغطاء قبل أن يجلسك عليها.
نهرب من الذكريات المفترسة. إلى حبّ جديد سيفترسنا لاحقًا. لكنّنا نريده برغم ذلك، هربًا من حبّ سابق. نحن تمامًا كمن يهرب من حريق يشبّ في بيته، بإلقاء نفسه من أعلى طابق. لا يهمه أن يتهشّم. المهم ألّا يموت محترقًا. أن ينجو بجلده من ألسنة النار. و لا يتنبّه لحظتها إلى ما ينتظره أرضًا و هو يلقي بنفسه إلى المجهول.
عندما تلجأ إلى حبّ جديد لتنسى حبًّا كبيرًا. توقّع ألّا تجد حبًّا على مقاسك.
سيكون موجعًا مزعجًا كحذاء جديد. تريده لأنّه أنيق و ربما ثمين. لأنّه يتماشى مع بدلتك لكنّه لا يتماشى مع قلبك. و لن تعرف كيف تمشي به. ستقنع نفسك لمدة قصيرة أو طويلة وأنّك إن جاهدت قليلًا بإمكانك انتعاله. لكنّ "صانع الحذاء يريدنا أن نتألم كي نتذكّره". ستدّعي أن الجرح الذي يتركه على قدمك هو جرح سطحي يمكن معالجته بضمادة لاصقة. كلّ هذا صحيح. لكنك غالبًا ما لا تستطيع أن تمشي بهذا الحذاء مسافات طويلة. قدمك لا تريده. لقد أخذ على حذاء قديم مهترئ.. مشى به سنوات. و لهذا قال القدماء " قديمك نديمك " وأنت في كل خطوة تتقدمها لا تملك الا أن تعود بقلبك الى الوراء .
قد تقول لك صديقات و أنت تسيرين مع رجل وسيم أو ثري أو مهمّ " كم أنت محظوظة بهذا الرجل! " وحده قلبك الذي تنتعلينه و يمشي بصعوبة إلى جوارك.. يطالبك بالعودة إلى البيت و إخراج ذلك الحذاء القديم من صندوق الماضي.
حين حاولت إقناع كاميليا بفتح قلبها لحبّ جديد. و القبول بالحديث إلى رجل آخر و لو على الهاتف. رفضت الفكرة تمامًا. قالت " إن خانه هاتفي سيخونه غدًا قلبي و بعدها جسدي. ألست من قلت إنّ حبًّا كبيرًا و هو يموت أجمل من حبّ صغير يولد ؟"
أسقط بيدي. قلت " بلى ". قالت " ما أريده منك هو أن تساعديني على البقاء على قيد الحياة بينما داخلي يموت هذا الحبّ الكبير. لا أريد أن أفوّت يومًا.. أو لحظة من احتضاره العظيم. للأسد هيبة في موته ليست للكلب في حياته. حتى و هو يموت لن أستبدل بجثّة هذا الأسد رفقة كلاب سائبة ! "
مشكلتي مع صديقاتي أنّهن قارئاتي. و حين يشهرن في وجهي كلماتي يهزمنني. ما عدت أعرف لكاميليا دواءً. فهي تريد أن تنسى و لا تريد. و تريد أن تشفى و لا تريد. و تريد حذاءها القديم و تدري أنّها في النهاية يوم تتأكّد من أنّه اهترى تمامًا و لا اسكافيّ يمكنه إصلاحه. ستحتاج إلى حذاء جديد كي لا تواصل الحياة حافية !
على اللائي يشقين في الحياة بسبب ألم حذاء جديد أو ذكرى حذاء قديم، أن يحمدن الله كثيرًا على نعمة امتلاكهن أقدامًا. أعني قلبًا مشين به في دروب الحبّ. ثمّة من جاء و مضى من دون أن يبرح مكانه. لم تمنحه الحياة قدمين.. عاشقين .و أولئك لم يمنّ عليهم الله حتّى بنعمة الشقاء والعذاب من الحبّ.
***
بقيت أتذمر من عدم امتلاكي حذاءً حتى رأيت رجلًا بلا قدمين

منقـــــــولة



شكرا جزيلا على ما قدمته لنا انا اريدك صديقة لي فالمنتدى انا عضوة جديدة

marwa h
2012-11-06, 15:15
اريدك صديقة ممكن يا سالي

sali-sali
2012-11-06, 15:23
اريدك صديقة ممكن يا سالي

مرحبا بك اختي و تشرفني صداقتك

crazy02
2012-11-06, 15:38
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

hind 306
2012-11-06, 17:18
شكرا جزيلا لك

sali-sali
2012-11-06, 20:22
العفو

تشرفت بمروركم

sali-sali
2012-11-06, 20:25
العفو

تشرفت بمروركم

jackin
2012-11-06, 21:35
إن الحياة مليئة بالمواقف المفرحة والمبكية،
السعيدة والتعيسة،
التي تسترشد منها الأجيال المتتالية،
وتعتبر بمثابة دروس ميدانية
مثلها أبطالها على مسرح الحياة
بدون اختيار منهم لكون ظروف الحياة
هي التي فرضت عليهم أداء هذه الأدوار.

ولذا وجب علينا تسليط الضوء
على تعاملنا مع بعض البعض
ومراجعة كل منا تصرفاته
حتى لا يخسر الكثير
ويتنازل عن أرصدته الإيجابية
لمن يحب ولمن يكره.

إن ظلم الإنسان لأخيه عندما ينام الضمير،
أو يضعف الوازع الديني،
فيطغى بما يملك من قدرات أو إمكانيات على إخوانه الآخرين
ويتجاوز بذلك الحدود الشرعية
ويدفعهم إلى سجن أنفسهم وآهاتهم
داخل صدورهم إلى حين أن يجدوا الصديق الأمين
الذين يثقون به فيمسح دموعهم
ويفضون له كل ما يثقل كاهلهم؛
ليخفف من تلك المعاناة ويدمل جراحهم ويربطهم بالله،
ويعينهم على التحلي بالصبر الذي هو من أعظم العبادات

kalakilo
2012-11-07, 11:59
يعطيك الصحة والعافية

مشكوووووور

MARIE25
2012-11-07, 14:09
جميل جدا اختي العزيزة شكرا لك

sali-sali
2012-11-07, 16:20
مروركم الاجمل

شكرا لكم