ام مريم الجزائرية
2012-10-17, 12:55
معنى [النُّشوز] فِي قولهِ تَعَالَى:
«وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ»وقولهِ: «وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا»
سُئِلَ شيخُ الإسْلام الإمامُ ابن تيميَّة ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: عَنْ قولهِ تَعَالَى: ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ ﴿النِّساء: 34﴾، وقولهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾، إلى قولهِ تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ ﴿المجادلة: 11﴾، يُبين لنا شيخنا هذا النُّشوز مِنْ ذاكَ؟
فأجابَ: الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمين، النُّشوز في قولهِ تَعَالَى: ﴿تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾: هُو أنْ تنشز عَنْ زوجها فتنفر عنه، بحيثُ لا تُطيعه إذا دعاها للفراش، أو تخرج مِنْ منزله بغير إذنه، ونحو ذلكَ ممَّا فيه اِمْتناع عمَّا يجب عليها مِنْ طاعته.
وأمَّا النُّشوز في قولهِ: ﴿وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾، فهو النُّهوض والقيام والاِرتفاع. وأصل هذه المادَّة هُو الاِرتفاع والغلظ، ومنهُ النّشز مِنَ الأرض، وهُو المكان المرتفع الغليظ، ومنهُ قولهِ تَعَالَى: ﴿وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا﴾ ﴿البقرة: 259﴾، أيْ: نرفع بعضها إلى بعض، ومَنْ قرأ «نُنشرها» أرادَ نُحييها، فسُمِّيَ المرأة العاصية ناشزًا: لما فيها مِنَ الغلظ والاِرتفاع عَنْ طاعة زوجها، وسُمِّيَ النُّهوض نشوزًا: لأنَّ القاعد يرتفع عَنِ الأرض، واللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ.
([«مجموع الفتاوىٰ» (14/ 211)])
«وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ»وقولهِ: «وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا»
سُئِلَ شيخُ الإسْلام الإمامُ ابن تيميَّة ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: عَنْ قولهِ تَعَالَى: ﴿وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾ ﴿النِّساء: 34﴾، وقولهِ تَعَالَى: ﴿وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾، إلى قولهِ تَعَالَى: ﴿وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ ﴿المجادلة: 11﴾، يُبين لنا شيخنا هذا النُّشوز مِنْ ذاكَ؟
فأجابَ: الحمدُ للَّهِ ربِّ العالمين، النُّشوز في قولهِ تَعَالَى: ﴿تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ﴾: هُو أنْ تنشز عَنْ زوجها فتنفر عنه، بحيثُ لا تُطيعه إذا دعاها للفراش، أو تخرج مِنْ منزله بغير إذنه، ونحو ذلكَ ممَّا فيه اِمْتناع عمَّا يجب عليها مِنْ طاعته.
وأمَّا النُّشوز في قولهِ: ﴿وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا﴾، فهو النُّهوض والقيام والاِرتفاع. وأصل هذه المادَّة هُو الاِرتفاع والغلظ، ومنهُ النّشز مِنَ الأرض، وهُو المكان المرتفع الغليظ، ومنهُ قولهِ تَعَالَى: ﴿وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا﴾ ﴿البقرة: 259﴾، أيْ: نرفع بعضها إلى بعض، ومَنْ قرأ «نُنشرها» أرادَ نُحييها، فسُمِّيَ المرأة العاصية ناشزًا: لما فيها مِنَ الغلظ والاِرتفاع عَنْ طاعة زوجها، وسُمِّيَ النُّهوض نشوزًا: لأنَّ القاعد يرتفع عَنِ الأرض، واللَّهُ أَعْلَمُ.اهـ.
([«مجموع الفتاوىٰ» (14/ 211)])